من غزه إلي تايوان و أوكرانيا

0

من غزه إلي تايوان وأوكرانيا

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” لإحباط قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فى غزة. وهذا يعني أنها تريد استمرار المجزرة هناك الي أن يباد الشعب في قطاع غزه بالكامل .

وأن تدخل المنطقة العربية تحت الوصاية الأمريكية الإسرائيلية مباشرة خوفاً من تكرار تجربة غزة في المدن العربية كما يهدد نتنياهو. و يتوالى إعلان الولايات المتحدة عن شحنات الذخائر الفتاكة التي ترسلها إلى إسرائيل لقصف غزة.

وكأن وتيرة القصف الحالية لا تُرْضي جنرالات أمريكا الذين يقودن معركة غزة وتشارك فيها الطائرات والأسطول والقوات الخاصة الأمريكية.

من أهداف أمريكا إفهام دول العالم انها مازالت هي القوة الوحيدة والمطلقة، وأنه لا مجال لظهور نظام دولي جديد ينافسها في إدارة العالم .

أما المنافسين لها والمهددين بنظام دولي جديد وهما الصين وروسيا الإتحادية فقد أظهرتهما مشكلة غزه بمظهر القوى عديمة التأثير وكأنهما من دول العالم الثالث. وهما بالفعل لا يملكان شيئا لا في ميدان الحرب ولا في المؤسسات الدولية لوقف الحرب.

لا سبيل أمام روسيا و الصين لكي يستعيدا شيئا من هيبتهما الدولية وكرامتهما المهدرة. إلا أن تعاملا الولايات المتحدة بنفس القوانين التي تطبقها في مشكلة فلسطين .

فالولايات المتحدة تدعم إسرائيل في إبادة سكان البلاد الأصليين وتمدها بما يلزم من معدات وأسلحة، مع تغطية سياسية في المجال الدولي وعقد تحالف عسكري دولي لمساندتها في حرب الإبادة علي غزة .

ليس أمام الصين وروسيا إلا أن تظهرا العزم والتصميم علي فرض حقوقهما المهدرة والتي لا تجرؤان حتي اليوح بها خشية الولايات المتحدة وحلف الناتو. وعلي هذا الحال لن تصبح الصين وروسيا قوى دولية بل قوى ثانوية تحت الضغط ومهددة بالزوال .

– علي سبيل المثال لابد أن تحصل الصين علي حقها في استعادة جزيرة تايوان وإعادتها بالكامل إلي السيادة الصينية. وتثبيت حقوقها التاريخية على بحر الصين الجنوبي وجُزُرِة. وان تتصدى للتحالف الهندي مع إسرائيل لابتلاع جزيرة العرب وربطها بميناء حيفا لضرب مشروع طريق الحرير الصيني.

– وبالمثل ينبغي علي روسيا كي تحصل علي حقها في الأمان والإستقرار و أن تستعيد أوكرانيا وتضم تلك الدولة تحت سيادتها بالكامل وتقطع رجل حلف الناتو عن البحر الأسود . وإلا فإنها سوف تظل إلي الأبد تحت تهديد الإرهاب الأوروبي بالتفتيت .

أن للصين وروسيا كافة الحقوق الطبيعية والقانونية لتوحيد أراضيهما وضمان أمنهما الداخلي ومنع التدخل الخارجي والتخلص من العدوان الخارجي لأمريكا وحلف الناتو . انها حقوق طبيعية وليست عدوانا على أحد كما تفعل الولايات المتحدة في فلسطين.

وهكذا يمكن للصين وروسيا أن تقدما خدمة كبيرة للمستضعفين في العالم خاصة الشعب الفلسطيني المظلوم والشعوب العربية العاجزة والمهددة بالتحول إلى مشاريع للإبادة الإسرائيلية والأمريكية التي قد تنتقل يوما إلى أراضي الصين ورسيا في حال استمرا في مواقفها السلبية المتراجعة. وبغير ذلك قد تصبح الصين وروسيا عاجزتان ومهددتان مثل باقي دول العالم الثالث.

فقد كشفت قضية فلسطين عن ضعفهما السياسي والمعنوي وضعف تأثيرهما في شؤون العالم  رغم قواتهما العسكرية والاقتصادية الهائلة .

وليس من حقهما قبل ذلك أن يتكلما عن نظام دولي جديد .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

من غزه إلي تايوان وأوكرانيا

 



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا