العصر القادم ما بعد تفجير ديمونا (1)

0

العصر القادم ما بعد تفجير ديمونا (1)

أعلنت المقاومة الفلسطينية في غزة عن تدمير وإعطاب عشرات المعدات الصهيونية التي تحاول اقتحام قطاع غزه والسيطرة عليه. كما جرحت المقاومة وقتلت المئات من الجنود الصهاينة.

وفى نفس الوقت حذرت المنظمات الدولية من أن الشعب الفلسطيني علي وشك الموت جوعاً ومرضاً نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي فهناك تسعة من كل عشرة لا يحصلون علي الغذاء الكافي في الوقت المناسب وعليه فإن قطاع غزه مهدد ليس بالإجتياح العسكري الذي تصدت له المقاومة بكل بطولة ولكنه مهدد بالمجاعة و الأوبئة.

وحتي الآن تتردد المقاومة في غزة عن حسم هذه المشكلة التي ستؤدي في النهاية إلي خسارتها الحرب .

فلا جدوي من تحطيم معدات الجيش الصهيوني الذي يستطيع تعويضها من حلفائه الأوروبيين والأمريكيين خلال ساعات بل أن مخازنة تطفح بتلك المعدات .

أما القتلى فإن الجيوش الأوروبية تمد الجيش الإسرائيلي بالأفرد من كافة الجنسيات الأوروبية إضافة إلى المرتزقة الذين ضاقت بهم مطارات دبي قادمين من أرجاء العالم للقتال في غزة.

 

ديمونا : ما قبلها وما بعدها:

يتردد مجاهدو غزه عن اتخاذ الحل الحاسم الذي يحل المشكلة من جذورها وهو تدمير مفاعل (ديمونا) بالصواريخ . والتي تطلق علي مختلف المستوطنات في أرجاء فلسطين بلا عائد عسكري .

القرار بتدمير مفاعل ديمونا هو قرار سياسي علي أعلي مستوي ولكن القيادة العليا لحركة حماس ارتهنت بالكامل لحكومة قطر التي لا تتحرك.

 الا بأوامر ضباط الموساد والمخابرات الأمريكية المقيمين في الدوحة إلي جانب القيادة السياسية لحركة حماس .

إن تردد القيادة العسكرية في اتخاذ قرار بتدمير مفاعل ديمونا يجعلها شريكاً مع قيادتها السياسية في جريمة إبادة شعب غزه الذي أحتضن المقاومة ودفع من أجل ذلك الأثمان بالدماء والأرواح والأموال .

أن الأمجاد التي حققها المجاهدون خلال الساعات الأولى من ( طوفان الأقصى ) لن تعفيهم من تحمل مسؤولية التردد و التواطؤ مع القيادة السياسية وسوف يحاسبهم التاريخ علي ذلك وسوف تكون النتيجة في غير صالحهم رغم البطولات الهائلة في بداية عملية طوفان الأقصى وخلال التصدي للإسرائيليين في محاولتهم احتلال غزة .

ليس هناك وقت طويل حتي يتخذوا القرار بأنفسهم ويضربوا بقيادتهم السياسية عرض الحائط ،هم وحكومة قطر. وأن يقوموا بأنفسهم بدور القيادة السياسية إلي جانب دورهم العظيم في العمل العسكري . و أول ما يقومون به هو تقديم تصور سياسي لما بعد حرب غزة وتدمير مفاعل (ديمونا) .

فمن المتوقع أن تصبح إسرائيل دولة بلا شعب بعد أن يهاجر معظم سكانها إلي الخارج فور سقوط المفاعل وتسرب الإشعاعات عندها يجب أن يعلن مجاهدو غزة عن قيام دولة فلسطين الحرة ومركزها غزة .

وإسقاط اتفاقات أوسلوا وحكومة رام الله وتقديم عناصرها ومسلحيها إلي المحاكمة وحسابهم علي تعاونهم مع العدو الصهيوني ضد شعب الفلسطيني .

بعد تفجير مفاعل ديمونا لن يكون الحال كما كان قبلها ويمكن للمجاهدين في غزة أن يتقدموا لتحرير ميناء ( إيلات ) وهو ميناء مصري قديم كان يسمي ( أم الرشراش ) استولت عليه إسرائيل أثناء الهدنة خلال حرب فلسطين.

يمكنهم أيضا المضي قدماً عدة كيلومترات وتحرير جزيرتي (تيران وصنافير) والاحتفاظ بهما كأمانة للشعب المصري وردها اليه بعد أن يتحرر من النظام العسكري الفاشي.

ثم تفتح المقاومة طريقاً للإمدادات البحرية من إيلات إلي ميناء الحُدَيِّدَة على البحر الأحمر في اليمن، لتموين قطاع غزة بالطعام والدواء والأسلحة والرجال المتطوعين من اليمنيين الأبطال .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

العصر القادم ما بعد تفجير ديمونة (1)



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا