المسلمون والدولة التوراتية في إسرائيل (2من 2)

0

المسلمون والدولة التوراتية في إسرائيل

الجزء (2من 2)

– إسرائيل في جزيرة العرب وحاجتها إلى الدعم الخارجي .

– تأثير حرب أوكرانيا على الوضع الأمني في جزيرة العرب .

– جزيرة العرب : تَقَدُم عسكري إسرائيلي على ثلاث قفزات .

– من الواجبات المقترحة علي الجيش المصري: إخراج الفلسطينيين من غزة وإجبارهم على الرحيل إلى سيناء ليقيموا في وطن بديل مركزه مدينة العريش التي تمتلك مطارا وميناءً.

– ستكون خطوط مواصلات إسرائيل الداخلية في خطر شديد لإمكانية تسلل جماعات فدائية من الفلسطينيين [ ومن غيرهم من أرجاء الأمة الإسلامية ] تأتي من حدود الأردن و سيناء و لبنان و الجولان. هذا الخاطر هو كابوس حقيقي لإسرائيل.

– إنهم فرق من الجوالة الاستشهاديين ، (يجوسوا خلال الديار ويُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تتبيراً) .

– تهدف إسرائيل من الحزام البحري أن يكون له عمق كاف في مصر بحيث يحاصرها ويمنع اتصالها المباشر مع البحر المتوسط وبالتالي يعزلها عن أوروبا والعالم.

– تعمل إسرائيل بالشراكة مع الجيش المصري في عدة مشروعات. منها حرب مشتركة على شرق ليبيا كجزء من برنامج دفاعي عن أوروبا ضد هجرات (غير شرعية). خاصة وأن المنطقة سوف تشهد موجات غير عادية من النزوح بعد حرب السودان الحالية.

– اختفى النيل كنهر لمصر ، فبشكل طبيعي وحتمي سوف تختفي الدولة المركزية في مصر، لتنشأ كيانات من هندسة يهودية توراتية.

– الإختراق الجهادي: توسع إستخباري وتصعيد نوعي عسكري.

– نشاطان مترابطان لرجال المقاومة :

الأول : إختراق صفوف العدو بشكل أفقي ورأسي .

الثاني:تنفيذ عمليات نوعية عالية المستوي وعظيمة التأثير.

 

بقلم  : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

 

تأثير حرب أوكرانيا على الوضع الأمني فى جزيرة العرب :

ذكرنا أن إسرائيل لن تحصل على الدعم الأمريكي أو الأوربي بالشكل الذي تَعَوَّدَت عليه منذ بداية نشأتها. وذلك نتيجة الورطة في حرب أوكرانيا، التي خالفت جميع التوقعات فلم تكن سهلة ولا سريعة . فأوروبا منشغلة بأوضاعها الداخلية الشائكة وما أضافته حرب أوكرانيا من أعباء اقتصادية ومخاطر استراتيجية .

فلم يعد حلف الناتو قادر على أي حرب خارج أوروبا، خاصة بعد تجربته الأولي والأخيرة في أفغانستان، التي كانت نموذجاً علي الفشل وفقدان الرؤية العسكرية والإستراتيجية. وتكريسا للتبعية للولايات المتحدة بكل غرورها وحماقتها .

{ عندما تفشل الحملة الإسرائيلية على جزيرة العرب ــ وهى حتما ستفشل ــ فإن أول مهام حلف الناتو، بِدِوَّلِه الأوربية، هو إرسال الجيوش البرية إلى المنطقة العربية ــ الشرق الأوسط اليهودي ـ كي تقمع النصر الإسلامي ،خشية عبوره مياه المتوسط صوب أوروبا . فبعد أوكرانيا فإن العرب هم الضحية التالية لحلف الناتو الأوروبي، الذى لن ينتظر خادمه التركي ، ولن يثق فيه لحماية أوروبا من زحف إسلامي معاكس قادم من جزيرة العرب وشعوب “الشرق الأوسط” التي قد تستفيق على نشوة النصر، وتتحمس لعبور الخندق المائي الذي يفصلها عن أوروبا}.

– الآن تقوم تركيا نيابة عن حلف الناتو بخدمة إسرائيل، والقيام بالمهام خارج أوروبا، خاصة في المنطقة الإسلامية، وفي قارَتَي أفريقيا وآسيا على وجه العموم .

وتَأمَل القيادة التركية/ وعلى رأسها الجيش التركي / أن تحظى بمكانة متميزة تحت جناح إسرائيل الساعية نحو نظام دولي يهودي منفرد، يستبعد روسيا والصين من المشهد الدولي، بل وتجزئتهما إلى عدد من الدول الأصغر والأضعف.

من السخرية أن تكون تركيا هي القوة الدولية الخارجية التي تدعم إسرائيل نيابة عن أوروبا وتقدم لها الحماية والدعم في مغامرتها الدينية الكبرى على أرض جزيرة العرب.

 

 

جزيرة العرب : تَقَدُم عسكري إسرائيلي على ثلاث قفزات .

 القفزة الأولي / إلي المدينة المنورة. (يقوم بها جيش الإسرائيلي منفرداً .. تقريباً )

 القفزة الثانية/ إلي مكة. ويقوم بها جيش الخراب السوداني.

 القفزة الثالثة / إلي جدة. ومنها يبدأ جيش الخراب السوداني أولى خطواته في دعم الحملة العسكرية الإسرائيلية .

– قوة الدعم الأخيرة لإسرائيل هي قوة الجيش الحبشي المرصود لاحتلال اليمن بجيش مليوني(تموله السعودية) لسحق أي مقاومة يمنية والاستعداد لاستكمال الزحف الحبشي من صنعاء إلي مكة، لهدم الكعبة المُشَرَّفَة مستلهمين حملة أبرهة الحبشي قبل البعثة النبوية.

 

 

الدور المفترض للجيش المصري

جيش (سيسي مصر) يتوقع منه أداء عدة مهام لإسناد إسرائيل أثناء حملتها الكبرى علي جزيرة العرب .

أهم الواجبات المقترحة علي الجيش المصري هي إخراج الفلسطينيين من غزة وإجبارهم على الرحيل إلى شبه جزيرة سيناء ليقيموا في وطن بديل مركزه مدينة العريش التي تمتلك مطارا وميناءً. وبالتالي يمكن إقامة شبح دولة تحت فرعنة عسكرية مصرية، ورقابة أمنية إسرائيلية .

– وبما أن الجيش الإسرائيلي البري سيكون في معظمه خارج فلسطين ،منشغلا في جزيرة العرب وبالزحف الأكبر الممتد من المدينة المنورة إلي جَدَّة ، فإن تركيزه داخل فلسطين سيكون ضعيفا، و من المفترض”نظريا” أنه أنجز ــ قبل بداية الحملة ــ مهمة طرد جميع الفلسطينيين من أراضي فلسطين حتي تصبح إسرائيل دولة توراتية خالصة. ولكن قوات الأمن الداخلي سوف تشعر بالرعب وهي ترى أرض فلسطين خالية تقريبا من قوات الجيش .

والتفكير متجهة إلي الجيش المصري ليحفظ أمن إسرائيل  داخل إسرائيل نفسها  (كما حفظ سابقا أمن إسرائيل داخل مصر وداخل سيناء).

– في تلك المرحلة سيكون اليهود متمترسين داخل مستوطناتهم المبنية وفق أنساق دفاعية لمواجهة هجمات فلسطينية. أي للاستخدام في المرحلة التي نتكلم عنها.

– ستكون خطوط مواصلات إسرائيل الداخلية في خطر شديد لإمكانية تسلل جماعات فدائية من الفلسطينيين، [وغيرهم من أرجاء الأمة الإسلامية ]، تأتي عبر حدود الأردن و سيناء و لبنان و الجولان. هذا الخاطر هو كابوس حقيقي لإسرائيل. خاصة المسئولين عن الأمن الداخلي في مرحلة الهجوم البري على جزيرة العرب .

 

السيسي في اللحظة التاريخية :

وهنا تحديداً يبدأ الواجب المقدس الذي ينبغي أن يقوم به السيسي كصهيوني مخلص. أو كما وصفه أحد حاخامات إسرائيل بأنه “منحة من الرب لإسرائيل”. فقد حان دوره ليتحول من فرعون يهودي أذاق المصريين بأس الانتقام الإسرائيلي، ليصبح مقاتلاً يهودياً شرساً يدافع عن أرض إسرائيل التوراتية.

ربما يصبح الوضع في فلسطين في تلك اللحظة مشابها لوضع فلسطين قبل نشوب حرب 1948 حيث تقوم مجموعات من المجاهدين بالتجوال في أراض فلسطين لتنفيذ عمليات فدائية ضد الأهداف اليهودية المختلفة. إنهم فرق من الجوالة الاستشهاديين ، (يجوسوا خلال الديار ويُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تتبيراً) .

 

 جيش يهود مصر :

هناك عشرات الألوف من المصريين الذين نزحوا إلي إسرائيل بعد عقد سلام السادات مع اليهود.

وقد تزوج الكثير منهم يهوديات وأنجبوا أطفالا ، هم يهود بحكم الشريعة اليهودية. والكثير منهم يخدمون حاليا في الجيش الإسرائيلي كمواطنين إسرائيليين . هؤلاء من المتوقع أن يظهر دورهم جلياً في المرحلة التي نتكلم عنها. إما في حفظ الأمن الداخلي، أو في طليعة القوات اليهودية الغازية لجزيرة العرب.

– القطاع الأهم للقوات المصرية المرشحة للعمل مع الجيش الإسرائيلي ميدانيا سواء في داخل إسرائيل أو في غزو جزيرة العرب هم قوات من الجيش المصري الذين حاربوا ضد(الإرهاب) في سيناء، وأظهروا بطولات في قتل الأطفال والمدنيين. وقد نشروا بعضها على وسائل التواصل الاجتماعي. تلك المجموعات ذات الخبرة والتدريب والأجر الجيد، شاركت بالفعل في مهام ارتزاقية خارج مصر، خاصة في ليبيا ، وأماكن أخرى تتعلق بحرب اليمن وما حولها .

– هناك وحدات مشابهة جَنَّدَها الجيش الإسرائيلي من داخل جيوش مجلس التعاون الخليجي، خاصة من الإمارات والسعودية. وبعضهم شاركوا القوات الإسرائيلية في مهام داخل المنطقة العربية وخارجها. منها مهام قتالية وبعضها الآخر استخباري ،الكثير منها كان في أفغانستان.

– وفي الوقت الحالي تعمل إسرائيل بالشراكة مع الجيش المصري في عدة مشروعات. منها حرب مشتركة على شرق ليبيا كجزء من برنامج دفاعي عن أوروبا ضد هجرات (غير شرعية). خاصة وأن المنطقة سوف تشهد موجات غير عادية من النزوح بعد حرب السودان الحالية بين قوات الخراب المستعجل وقوات الخراب السريع.

إضافة إلي هجرات ناتجة عن انهيار الاقتصاد المصري وسقوطه وعجزه عن سداد الديون الخارجية، وبيع أصول الدولة المصرية .

وهناك في مصر والسودان 150 مليون شخص مرشحون للفرار عبر المتوسط إلى الأراضي الأوربية. ويضافون إلى ملايين الأفارقة الذين يزحفون صوب شواطئ الشمال الأفريقي للعبور منه إلى أوروبا.

وبالتالي فإن طوفان حقيقي من البشر يخططون لعبور البحر المتوسط صوب ما يتوهمون أنه نعيم الديمقراطية والرخاء في أوروبا . لذا تريد أوروبا أن يكون هناك حزام دفاعي على شواطئ البحر الأبيض الشرقية والجنوبية لتمنع ذلك الطوفان البشري القادم .

ذلك الحزام تشارك فيه تركيا. ولكن امتداده الأعظم تقيمه إسرائيل باستخدام الجيش المصري وقواته البحرية والجوية والبرية .

فمصدر الخطر الأساسي هو الشواطئ المصرية وشواطئ ليبيا المنشغلة بالفتن الداخلية وتفتقر إلى حُكْم مركزي. تهدف إسرائيل من ذلك الحزام البحري أن يكون له عمق كاف في مصر بحيث يحاصرها ويمنع اتصالها المباشر مع البحر المتوسط وبالتالي يعزلها عن أوروبا والعالم.

 يبدأ الحزام على صورة مدن شاطئية سياحية ومنتجعات ومستعمرات سياحية خاصة أو حكومية أو دولية. المهم أن تكون لصفوة الأغنياء وتستبعد طبقات الشعب المتوسطة والفقيرة.

– وهناك الهجرات السودانية في جنوب مصر التي قد تتطور إلي دولة نوبية تشكل حاجزاً يفصل مصر عن السودان وعن خزانات مياه نهر النيل في بحيرة ناصر والسد العالي وخزان أسوان.

لن تكون تلك الكيانات تابعة لمصر التي سيجرى تقسيمها. فلا تعود دولة مركزية كما كانت منذ آلاف السنين . فقد كانت الدولة المركزية في مصر نتاج لنهر النيل والنشاط الزراعي حوله . الآن وقد اختفى النيل كنهر لمصر ، فبشكل طبيعي وحتمي سوف تختفي الدولة المركزية في مصر، لتنشأ كيانات من هندسة يهودية توراتية.

– وهكذا سيكون شعب مصر في سجن صحراوي رهيب غير متصل بقارة آسيا [مفصول عنها بقناة السويس وسيناء المستقلة ضمن كيانات أخرى]. ومعزول عن أفريقيا جنوباً بدولة النوبة. وغرباً تعزله دولة انفصالية فى شرق ليبيا تعزل مصر عن دول الشمال الأفريقي. وهناك حزام بحرى شمالي صنعته إسرائيل يعزل مصر عن أوروبا والعالم.

– بالنسبة لإسرائيل فإن “جيش السيسي” لا يقل أهمية عن جيش إسرائيل نفسها .

 

الإختراق الجهادي:

توسع إستخباري وتصعيد نوعي عسكري

من دروس الجهاد الأفغاني الأخير التي أحدثت انقلاباً جذرياً في مفاهيم الحروب الجهادية (حروب العصابات ــ حروب التحرير ــ إلي آخره) هو تحول الحرب بشكل عام من قتال بين معسكرين متقابلين متمترسين على الأرض في أماكن خاضعة لكل طرف، مع بعض الأماكن المتداخلة.

الآن أصبح القتال يدور في خطوط متداخلة للغاية مع استثناءات بوجود مناطق محددة لكل طرف .

هذا التداخل في الصفوف ناتج من عدة عوامل أهمها:

– التطور في الأسلحة الحديثة. خاصة الطائرات بدون طيار وقدرتها الهائلة في الرصد والتتبع والقتل والهجوم الجوي والبقاء في الجو لفترات طويلة، فبعضها قادر علي البقاء لأيام في الجو. وبالتالي يُنَفِّذ العدو معظم مهامه وهو بعيد عن ميدان المعركة، ومع ذلك ينفذها بدقة عالية جداً لم تكن متاحة له من قبل .

– رجال المقاومة في السابق، ولتفادي هجمات الطيران كانوا يتقربون بخطوطهم إلي خطوط العدو بحيث لا يتمكن الطيران من التفريق بينهما أو استهداف المقاومين فقط بغير إصابة جنوده أيضا . ولكن ظهور الطائرة بدون طيار علي مسرح العمليات العسكرية جعل هذا التكتيك غير مُجْدي ، وأحد طرق العلاج كان تمازج الخطوط بشكل تام. أي القتال من داخل خطوط العدو نفسها. وأنسب مسرح لتطبيق تلك النظرية هو القتال من داخل المدن الذي اكتسب أهمية مضاعفة عما كان عليه في السابق.

انقلبت النظرة العسكرية والسياسية إلي المدن ومكانتها في حروب التحرير. فصارت المدينة، خاصة العاصمة والمدن الكبرى، مجالا لنشاطين مترابطين لرجال المقاومة .. هما :

الأول : إختراق صفوف العدو بشكل أفقي ورأسي .

الثاني: تنفيذ عمليات نوعية عالية المستوي وعظيمة التأثير.

– كلا العاملين مرتبط بالآخر ولا ينفصل عنه. فعمليات اختراق صفوف العدو تتيح فرصاً أفضل (معلومات ومعدات)، لتنفيذ العمليات النوعية.

 ومن جانب آخر فإن العمليات العسكرية النوعية التي يجري تنفيذها داخل المدن أو خارجها، لها تأثير نفسي كبير يعطي ثقلاً واحتراماً وجَدِّيَّة للمقاومة. فأي اتفاقات تعقدها المقاومة مع أطراف النظام والمتعاونين معها تكتسب هيبتها من العمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة بشكل نوعي واحترافي. لهذا لا يحاول أي طرف العبث معها أو خِداعِها إذا شعر بأنه آمن من العقوبة.

– عمليات التسلل إلى صفوف العدو واستغلال ثغرات الفساد، إذا شعر العدو أنها غير محمية بقدرة قتالية رادعة ، فسوف يعتبرها عمليات احتيال فيتحرك لسحقها بلا رحمة. والعكس صحيح إذا كانت محمية عسكريا وتمتلك الصدق في التعامل مع الجميع، والمصداقية عند اللجوء إلى التهديد.

– العمليات النوعية عالية المستوي هي نتاج للاختراق الاستخباري الأفقي والرأسي الذي يحققه المجاهدون .

تلك العمليات تكون سبباً في نجاح وتوسع العمل الاستخباري و اختراق النظام ، وأيضا التَوَسُع بين طبقات الشعب و اكتساب المحبين والمتعاونين

– جمهور المدن لا يسعي المجاهدون إلي إخافتهم أو إرعابهم أو إفقارهم بجباية الأموال أو التدخل في حياتهم الخاصة والتطفل على معتقداتهم. ولكن تسعى إلى الآتي :

1ـ اكتساب احترامهم .

2ـ اكتساب ولائهم، وردع لا يرحم لأي محاولة خيانة أو وشاية.

3ـ إشعار المواطن أنه يزداد قوة كلما ازدادت المقاومة قوة.

لأجل هذا لابد أن تنخرط المقاومة في مجموعة نشاطات في خدمة شعبها داخل المدن، خاصة في الأحياء الفقيرة، لتقديم بعض الخدمات المعيشية والأمنية وحتى الاجتماعية. فقد كان الجهاز القضائي لحركة طالبان مُعْتَمَداً لدي الشعب في المدن والأرياف كجهاز نزيه وعادل يحتكمون إليه كبديل عن النظام الحكومي الفاسد والمرتشي. لقد كانت قوة المجاهدين وجديتهم ورحمتهم عناصر مساندة لتطبيق أحكام القضاء الجهادي داخل المدن وحتي في العاصمة نفسها .

يمكن تلخيص ما سبق في صورة واحدة .. هي : أن جهاد حركة طالبان في أفغانستان تقدم نحو النصر وهو يسير علي قدمين ثابتتين هما :

1ـ عمل استخباري قادر على اختراق المنظومة الاستعمارية الحاكمة، المحلي منها والأجنبي .

2ـ العمليات العسكرية المتطورة تكتيكياً وتقنياً، والتي تجري داخل المدن وفي أرجاء البلاد المختلفة وحتي داخل القواعد العسكرية للعدو .

– نتيجة تلك السياسة فازت حركة طالبان بحماية شعبية قوية جداً داخل العاصمة كابل، لدرجة أن صار للحركة بعض الرموز المعروفة والتي تتحرك بحرية بين الناس، وتتصل بها الإدارة الحاكمة عندما تقع في مشكلة مستعصية .

وأصبح في كابل أحياء كاملة يمكن أن يتحرك فيها المجاهدون بقدر كبير من الأمان. ونقلت طالبان إليها الكثير من الأسر الموالية، حتى صار في كابل أحياء جهادية تابعة إداريا للنظام ويقودها المجاهدون بشكل فعلي. بعض تلك الأحياء جري تطهيرها من الاستخبارات المعادية بواسطة عمليات نوعية مُدَوِّيَة، بحيث صارت مرهوبة لدى أجهزة الاستخبارات لأن دخولهم إليها إذا كان ممكنا فإن الخروج منها غير مضمون بالمرة .

– يجب الإشارة إلي أن الفئات المستضعفة في المدن هي بيئة مواتية للمجاهدين لتحويلهم إلي جنود للمقاومة الجهادية. وكذلك أفراد الأقليات العرقية والدينية والمهمشون اقتصادياً والفقراء والعمال ضعيفي الأجر والموظفين الصغار وضحايا اضطهاد الشرطة ورجال الأمن. كل تلك الفئات تعتبر أوساطا اجتماعية مواتية لأن يتقدم فيها المجاهدون لاكتساب الأنصار .

– وكأننا في الحالة الفلسطينية نتكلم عن المهمشين والضعفاء من طوائف الفلاشا و السفرديم، ومن تظاهروا باعتناق اليهودية، ولجأوا الي إسرائيل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. وبعضهم مازال مهمشاً، والبعض الآخر حظي بفرص كبيرة في المجتمع. وبوجه عام فإن النظم الاستعمارية مثل التي حكمت أفغانستان سابقا وتحكم فلسطين حاليا والنظم الفاشية المعادية للإسلام التي تحكم الكثير من بلاد المسلمين، جميعها قابلة للتقويض من الداخل بإتباع السياسة المزدوجة المكونة من الاختراق الأمني والعمل العسكري النوعي .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

 

المسلمون والدولة التوراتية في إسرائيل الجزء الثاني (الأخير)

 



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا