سقوط النظام الأمريكي ليس كسقوط نظام كابل

0

بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

مجلة الصمود الإسلامية | السنة السادسة عشرة – العدد 188 | صفر 1443 ھ – سبتمبر 2021 م .   

22-09-2021

 

سقوط النظام الأمريكي ليس كسقوط نظام كابل

– الجيش السري الأمريكي في أفغانستان، أكبر تاجر غير شرعي للسلاح في العالم.

– شركات تصنيع السلاح الأمريكية، من أهم داعمي ومؤيدي الجيش السري في أفغانستان.

– لإسرائيل جيش سري في أفغانستان، على إرتباط أوثق بحكومته، ورؤيته الأيدلوجية أوضح.

– خط أنابيب السلام لنهب مياه نهر جيحون، مشروع إسرائيلي تتحالف فيه مع روسيا وتركيا.

– العدوان على حقوق أفغانستان في المياه تقوده إسرائيل بالتحالف مع روسيا وتركيا. ويلوثون المياه الذاهبة إلى الأفغان بواسطة مركبات كيماوية سامة يستخدمونها في استخراج الذهب.

– ابحث عن (رولا غني) ــ السيدة الأولى للأعمال القذرة ــ من الجاسوسية إلى تهريب السلاح والمخدرات، ونشاط كنائس التنصير.

– حقوق المرأة في ظلال الاحتلال الأمريكي، سرها عند (رولا غني).

– موقف الجيش السري الأمريكي من الحرب الأهلية القادمة في الولايات المتحدة.

تحميل مجلة الصمود عدد 188 : اضغط هنا 

 

أفغانستان كانت أكبر سوق لتهريب الأسلحة الأمريكية وقطع غيارها إلى دول العالم ـ أيا كانت ـ سواء عليها حظر أمريكي أم لم يكن.

وهذا هو سبب ضبط تلك الكميات الخيالية من الأسلحة الأمريكية ـ سواء منها ما كان قيد الاستعمال أو كان داخل صناديق للتصدير ـ أو كان عبارة عن معدات وأسلحة أمريكية جرى تفكيكها تمهيداً للانسحاب. وبعضها انسحب فعلا، وبعضها تبقى في أفغانستان لبيعه لاحقاً.

 حتى الآن رغم احتفال أمريكا بانسحاب قواتها، إلا أن مخازن عسكرية مازالت تكتشف تحت الأرض في أماكن عديدة من البلد، بل وتُكتَشف طائرات هليكوبتر وسط مجاهل الجبال.

وفي الصحاري تم اكتشاف مخازن لصواريخ، تمهيدًا لنقلها إلى مشترين في الخارج، أو انتظارا لنقلها بطائرات عسكرية تهبط في مطارات سرية انشئت “للقنص” أي لصيد الطيور. وجميعها دلائل تؤكد على أن أفغانستان كانت من أكبر مراكز تصدير الذخائر وقطع غيار الأسلحة الأمريكية الحديثة، كما تؤكد على وجود (الجيش السري) الأمريكي الذي يدير الحرب داخل أفغانستان لمصلحته /كدولة داخل الدولة/ الأمريكية (وليس الدولة الأفغانية فقط ).

هذا الجيش لعب أهم الأدوار خلال الأعوام القليلة قبل الانسحاب الأمريكي. أما مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي فإنه مرشح لإدارة وقيادة الحرب على أفغانستان.

هذا الجيش تشكيله مرن وفعال. وتركيزه الأساسي على أفغانستان، ويمتد إلى المنطقة العربية.

– قائد المنطقة الوسطى الأمريكية في قطر قال أنه لديه قدرات عسكرية في قاعدة العديد يمكن أن تستخدم في بعض النشاطات في المنطقة!! ويمكن اعتبار آلاف الجواسيس الفارين من أفغانستان مع الجيش الأمريكي وتحت مظلته العسكرية والسياسية،هم قوة احتياطية لتلك التي يلوح بها قائد المنطقة العسكرية الوسطى، وهم أقرب الأخطار التي تهدد أمن الدول المضيفة نفسها.

 – استثمار فائض القوة الأمريكية المتاحة والصلاحيات المفتوحة للجنرالات، والضحايا عديمي القدرة، تغري بتمرد قادة عسكريين واستخباريين، باستثمار الجيش كمشروع خاص، بعيداً عن السلطة الرسمية للدولة الأمريكية ـ لكن كثيرا ما ينشأ التفاهم غير المعلن، بل وتقاسم الأرباح بين جنرالات البنتاجون وجنرالات الجيش السري (خاصة في أفغانستان).

 

الجيش السري الاسرائيلي في أفغانستان :

لإسرائيل جيشها الخاص في أفغانستان ـ وهو مرتبط بشكل وثيق بالجيش السري الأمريكي، لكنه غير خاضع لقيادته. وهناك تعاون بين الجيشين رغم الفروقات الواضحة. فالجيش السري الإسرائيلي ذو ارتباطات أوثق بحكومته، خاصة أجهزة الإستخبارات فيها، وله رؤية عقائدية في حرب أفغانستان باعتبارها حرباً على الإسلام الذي يرى فيه تهديدًا لوجود إسرائيل كدولة، لهذا يمارس -رجاله ونساؤه- أقصى درجات الوحشية والانفلات من القوانين البشرية.

– تشير بعض التقديرات إلى وجود عدة آلاف من المستعربين في المخابرات الإسرائيلية، ومعهم يهود من جنسيات عديدة، وأجناس مختلطة (نساء ورجال)، منخرطون في العمل التخريبي والتجسسي والدعارة المنظمة، وتأليب المناخ الإقليمي والدولي ضد تمكين الامارة الاسلامية، وضد تحكيم الإسلام في أفغانستان، وضد بناء دولة مستقلة بالإمكانات المتاحة في الأراضي الأفغانية.

وذلك يؤدي إلى ظهور دولة قوية تقلب الكثير من الحسابات اليهودية. لهذا تضغط إسرائيل ومن خلفها أمريكا والعملاء، من أجل إشعال حرب داخلية في أفغانستان تؤدي إلى تقسيمها.

وفي نفس الاتجاه تضغط كل من روسيا وتركيا والهند بكل قوة لتصعيد المشاريع الانفصالية في أفغانستان، وشراء قادة وميليشيات الحروب الأهلية السابقين لاستخدامهم ضد الإمارة مرة أخرى.

 

أينما توجد إسرائيل.. تسرق المياه:

يقول جنرالات إسرائيل: (وقت الحرب نستولي على الأرض، وفي وقت السلم نستولي على المياه). ومن أهم مشاريع الجيش السري الإسرائيلي في آسيا الوسطى، هو مشروع (خط أنابيب السلام)، الذي يستهدف نقل مياه أنهار جيحون وسيحون إلى إسرائيل عبر تركيا. وتوجد منابع تلك الأنهار ومخزوناتها في أفغانستان وفي جارتيها طاجيكستان وقرغيزستان. تعمل إسرائيل في ذلك المشروع مع حلفائها تركيا وروسيا. ويمتد ذلك التحالف مع مسار خط “أنابيب السلام” المقترح، وصولا إلى الأراضي التركية عند حدودها مع سوريا.

روسيا لها اليد العليا عند منابع ذلك الأنبوب، في طاجيكستان وقرغيزستان، نظرا لسطوتها في آسيا الوسطى وماضيها القيصري هناك، والذي تحاول النفخ فيه استعدادا لانتفاش أوسع مع رحيل الأمريكين من أفغانستان. وأغراها تأخر إحكام السلطة الجديدة لطالبان، كي تحاول العبث بحقوق أفغانسان في مخزوناتها المائية القريبة من حدود جارتيها. ثم يبادر اللص بتحذير الآخرين من مخاطر السرقة. فيقول الروس أن هناك مخاطر إرهابية قد تنطلق من أفغانستان ضد جيرانها!! وذلك بالضبط ما ترغب أمريكا في سماعه من الجميع. كما ترحب به إسرائيل الشريك الوثيق مع الروس والأتراك في عمليات النهب المائي، لمياه الأنهار، من جيحون، إلى نهر النيل.

– تشابه آخر لتأثيرات نهب ماء جيحون، مع نهب ماء النيل في مصر، وهو تلويث فائض المياه التي سوف تصل إلى البلدين بعد احتجاز أغلبيتها خلف سدود المجرمين. في مصر تتلوث المياه المتبقية بالملوثات الصناعية والبشرية، نتيجة فشل منظومة الحكم وتأثير اليهود عليها.

أما في أفغانستان فهناك تحالف دولي يتكفل بتلويث المياه الذاهبة إليها، فيما يلي سد النهب الذي يُستَخدم في عمليات استخراج وتنقية الذهب، في مشرع سرقة ضخم شارك فيه “أشرف غني” شخصياُ، وتشارك فيه تركيا وألمانيا التي مولت السد المقام على الأرض الأفغانية بإدعاء أنه لتوليد الكهرباء في وقت تعاني فيه البلد من جفاف شديد. نتائج استخراج الذهب بمواد كيماوية شديدة السُمِّيَّة، هي تدمير صحة الأفغان وتلويث ماء النهر الواصل إليهم والمياه الجوفية في باطن الأرض.

– على مشارف سوريا سيزداد الدور الروسي لتمرير خط أنابيب السلام عبر سوريا إلى إسرائيل مستفيدين من ثقلهم العسكري هناك، وحاجة سوريا الممزقة إلى ذلك التواجد الروسي لضبط توازنات داخلية وإقليمية دقيقة، تُبْقي النظام طافياً.

الأتراك بدورهم، يستخدمون الرابطة العرقية التركية والإسلامية لتسهيل مرور الأنبوب من أراضي دول آسيا الوسطى الإسلامية ذات الأصول العرقية التركية.

تحميل مجلة الصمود عدد 188 : اضغط هنا 

 

ابحث عن رولا غني

(رولا غني) زوجة آخر رئيس جمهورية لأفغانستان، كانت تقريبا هي الحاكم الحقيقي لأفغانستان. وكان لها نفوذ على مؤسسات الدولة خاصة البرلمان. والأهم كان نفوذها على (العالم السفلي) الذي كانت من كبار مدرائه، والركن المكين لذلك النشاط وسنده الأول في الدولة.

فكانت معروفه بأنها محور عمليات التنصير في أفغانستان، من إنشاء الكنائس السرية إلى طباعة الكتب التنصيرية باللغات المحلية، إلى رعاية المُنَصِّرين، وحماية المرتدين الأفغان خاصة من النساء. فعنايتها بالنساء كانت لا تضاهي، فاهتمت بالإكثار من توظيفهن في كل دوائر الدولة. وعملت بنشاط مع وكالات المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في تكوين شبكات معقدة تجمع التجسس مع الدعارة إلى تجارة الرقيق الأبيض وقطع الغيار البشرية. ويمتد نشاطها إلى داخل الجيش والمخابرات والقوات الخاصة.

– الفرع النسائي التابع للرئيسة “رولا غني” وصل نشاطه إلى حد الاشتراك في عمليات المداهمات الليلية على القرى، والمشاركة في الفقرات الوحشية الدامية لتلك المداهمات، من تحطيم الأبواب إلى القتل المباشر بالرصاص، إلى فقرات الكلاب المتوحشة التي تأكل جثث القتلى وتنهش لحم الأحياء. وفي الأخير اصطحابهن الأسرى إلى المروحيات رجالاً ونساءً وأطفالاً. كل ذلك أصبح من حقوق المرأة الأفغانية في ظلال الاحتلال، وضمن مكتسبات يريدون الحفاظ عليها. وتقيم أمريكا ودول الغرب الدنيا ولا تقعدها من أجل نصرة نسوان الاحتلال وعصابات “رولا غني”.

– وإذا تَعَرَّف الناجون من الضحايا على إحدى القاتلات فإنهم يطاردونها حتى الموت، ويترصدونها في كل مكان. ولا دخل في ذلك لموقف حركة طالبان، أو لأحكام الشريعة الإسلامية.

– (رولا غني) السيدة الأولى ـ سابقا ـ كانت يدها تطال تجارة المخدرات وتهريب الأموال وتجارة الأسلحة الأمريكية لمشترين من داخل أفغانستان وخارجها.. وبالتالي كانت على صلة قوية جدا مع الموساد الإسرائيلي والجيش السري الأمريكي، وبالمخابرات الأمريكية أيضا.. وهؤلاء هم أقطاب المرحلة الجديدة من الحرب على أفغانستان.

قد تظهر “رولا غني” على مسرح الأحداث مرة أخرى، وقد لا تظهر أبدا، لكن ما أسسته من منظمات الحرب القذرة مازال قائما، ويلملم صفوفه حتى يبدأ المرحلة التالية من الحرب، بعد أن يداوي جراح المرحلة الأولى، والكوارث التي حلت عليهم فيها. وكان آخرها فقدان أسلحة وذخائر متطورة ومعدات تجسسية معقدة، وقوائم بأسماء و”بصمات تكنولوجية” لعملاء وجواسيس أفغان عملوا مع الاحتلال لعقدين من الزمان، وقد وصلت أعدادهم إلى حدود يصعب تصورها.

 بعض ما هو مفقود من معدات وأسلحة كفيل بإحداث (قلق استراتيجي) على مستوى العالم. أمريكا تظهر التماسك والصلابة لكن فرائصها ترتعد من هول ما حدث، وهول ما فقدته في أفغانستان، وهول ما تسرب أو قد يتسرب إلى أيدي أعدائها.

 

شركات تصنيع السلاح.. شركاء للجيش السري:

هناك طرف رابح في أمريكا وهو شركات تصنيع السلاح. شركات هي من الركائز الأساسية للنظام الاقتصادي والسياسي الأمريكي.

فهناك دلائل على أن حرب أفغانستان منذ بدايتها كانت مصممه لأن تحدث انفراجاً كبيراً في الأوضاع المالية لتلك الشركات. فطلبات السلاح لأفغانستان كان مبالغاً فيها، وتتخطى كثيراً طاقة استيعاب مسرح الحرب ـ سواء على جانب القوات الأمريكية أو جانب القوات الأفغانية ـ وما ذُكِرَ من أن ثمن ما وقع في أيدي حركة طالبان من معدات الجيش يعادل 85 مليار دولار، يدل على إسراف جنوني في شراء المعدات العسكرية.

ويقال إن الأمريكيون أنفقوا على الجيش الأفغاني مئة مليار دولار خلال مدة الاحتلال. فمعنى ذلك أن 85%من المعونات العسكرية الأمريكية قد سقطت في يد حركة طالبان.

أما الجانب الذي لا يظهر في الإحصاءات فهو ثمن أسلحة قوات الجيش الأمريكي الرسمي، وما وقع منها في يد الجيش الأمريكي السري، وتم بيعه وتصديره إلى دول ربما خضعت لحظر أمريكي. ذلك الحظر يفيد الجيش السري لأنه يضاعف من أثمان الأسلحة المهربة.

وإذا كان ما تركه الجيش السري من أسلحة ومعدات وذخائر هي مجرد نماذج لما كان موجوداً هناك، أدركنا هول تجارة تهريب الأسلحة الأمريكية من أفغانستان، حتى اعتبر البعض أن افغانستان كانت أكبر سوق سوداء في العالم للاتجار غير الشرعي في الأسلحة الأمريكية. ومن المحتمل أن من ضمنها أسلحة غير تقليدية!!

– صناعة السلاح الأمريكي كانت في صدارة الرابحين من حرب أفغانستان. ويمكن اعتبار الجيش السري الأمريكي في أفغانستان أحد أكبر مروجي السلاح الأمريكي في العالم. وهو بالتالي حليف يحظى بدعم صانعي السلاح، ضمن جبهة عريضة من داعمي ومؤيدي ذلك الجيش.

 

الجيش السري والحرب القادمة في أمريكا:

 ذلك الجيش رغم أن ثقله مرتكز على أفغانستان، إلا أنه طرف فاعل في الوضع الداخلي الأمريكي والحرب الأهلية المتوقعة هناك. والأرجح أنه سيكون إلى جانب اليمين المتطرف دينيا وسياسيا، المؤيد لنشر الحروب حول العالم لبسط السيطرة الأمريكية بالقوة العسكرية.

– الجيش الأمريكي السري أقرب إلى الصهاينة، كون العنصر الإسرائيلي شريك هام له في حرب أفغانستان. وبحكم خبرات ذلك الجيش فإنه خلال الحرب أهلية القادمة في الولايات المتحدة فقد يساند الجميع ضد الجميع، ليحصل على أعلى الأرباح. فالانهيار المتوقع للدولة الأمريكية سيكون هو الحدث الأكبر والأخطر في تاريخ البشرية ـ على الأقل نتيجة أسلحة الدمار الشامل وكثافة الأموال في البنوك الأمريكية-اليهودية، التي تكتنز معظم ثروة العالم.

فسقوط الدولة الأمريكية لن يشبه سقوط نظام “رولاغني” في كابل، إلا في جانب واحد هو تواجد الجيوش السرية وملحقاتها في الحربين.

 

تحميل مجلة الصمود عدد 188 : اضغط هنا 

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

سقوط النظام الأمريكي ليس كسقوط نظام كابل

 



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا