مصر : كوابيس البيادة لعام 2017

   {1} مـقـترحـات للـعـام الـجـديـد

ــ إنشاء سفارة مصرية فى القاهرة :

الإعلان عن إكتتاب عام لبناء سفارة فى القاهرة لتمثيل الشعب المصرى ، وتحسين العلاقات مع الحكومة العسكرية الصديقة ، وسلطات الإحتلال الوطنى .

ــ صحيفة إلكترونية لشئون المهاجرين :

إفتتاح صحيفة إلكترونية لنشر أسماء أفراد العائلات المصرية الراغبة فى الهجرة إلى أوروبا مع تحديد البلد المستهدف ، ترفق بالطلب 6 صور ثلاثية الأبعاد لكل راغب فى الهجرة ، وشهادة تطعيم ضد الغرق ، وبوليصة تأمين لدى وكالة معتمدة لدفن الموتى.

باب الإعلانات بالصحيفة يشمل أسماء الموانئ ومراكب التهريب ومواعيد الإبحار ومواعيد الغرق . وسعر تهريب الشخص الواحد وتكاليف إغراق المركب ، مصاريف الدفن (برى أو بحرى ) للشخص الواحد مع تخفضات مغرية للحجز العائلى .

ــ تدشين نقابة السقايين :

بعد غياب قرن من الزمان / وبعد موافقة الجهات السيادية المختصة/ يعود السادة السقايين إلى ممارسة أعمالهم فى مصر المحروسة وتقديم خدماتهم للجمهور المصرى الكريم بمناسبة الإفتتاح الناجح لسد النهضة الأثيوبى ، السد المعجزة التى تم بفضل كرم وأريحية إخواننا فى مشيخات النفط ، وبفضل تعاون جنرالات جيشنا الأبطال .

وبهذه المناسبة السعيدة ، فى هذا العام السعيد ، فى هذا اليوم المفترج :

يسر النقابة الإعلان عن إفتتاح صفحتها الإلكترونية لنشر عناوين وأرقام هواتف المكاتب المعتمدة لشركات السقاية الدولية والمحلية . كما يسعدنا تقديم خدمة إعلانية لجميع أنواع المياة المتوافرة ( بلدى ومستورد) ، من المصادر المعتمدة دوليا  خصيصا لشعبنا لعظيم . ونعلن عن وصول مياه من نواتج مختلفة : ( مخرجات طبيعية بشرية و حيوانية/ مصارف زراعية / صرف صحى / تصريف صناعى/ طين برك / وحل مستنقعات كامل الدسم ) . وجميعها متوفرة برائحة كاملة أو نصف رائحة ، وبجميع أنواع العبوات ( زلع وأزيار أصلية من فخار الحبشة ، براميل صفيح شغل السعودية مع “كوز” هدية لكل برميل ، جراكن بلاستيك ، قراطيس ورقية أو معدنية  حسب الطلب..إلخ ) . التوصيل متاح للمنازل والسجون والمستشفيات وغرف التعذيب أو الإنعاش .

:::::::::::::::

 

{2}    المصرى .. هندى ولكن أحمر !!

كثيرا ما تفاخر المصرى بأنه (مش هندى) . والآن لا يمكن مقارنة دولة الهند بمصر ، التى يصفها رئيسها بأنها شبه دولة . وفى الحقيقة أنها أصبحت مجرد ” وكالة” ــ بالمعنى البلدى المعروف ــ أو بالمعنى التجارى الحديث . أى مجرد توكيل إسرائيلى تمنحه لأسوأ جنرالات ” جيش السلام” الذى أسسه السادات بعد حرب أكتوبر ، على ضوء إتفاقات السلام”!!” مع إسرائيل ، أعدى أعداء مصر.

= وبينما الهند أصبحت واحدة من دول الصدارة فى إقتصاديات العالم ، فإن مصر  سقطت بالفعل من الإعتبار الدولى . فآخر وجود شكلى للدولة المصرية إنتهى مع آخر فيضان للنيل عام 2016 ،  أى قبل إكتمال السد عام 2017 . ذلك السد الذى هو فى حقيقته نعيا لمصر وشعبها . فالنيل هو قاموس الحياة المصرية  ومنه تنبثق كافة مفردات الحياة فيها .

تعلن إسرائيل وأثيوبيا عن إكتمال سد النهضة فى شهر يونية 2017 . وذلك حتى لاننسى هدايا إسرائيل لنا فى شهر يونيو . فى يونية عام 1967 أهدتنا نكسة لم نشف من آثارها حتى الآن ، وفى يونية 2017 تهدينا نكبة كاملة و ضربة قاضية تنهى مصر وتدمر حياة 90 مليون مواطن . المصريون هم المسئولون فى نهاية المطاف عما حل بوطنهم ــ أقدم دولة فى التاريخ ــ نتيجة أخلاقيات النفاق (وهو شعار وطنى متوارث)، والإنهزام والخضوع المخزى لكل قزم وضيع يتقمص شخصية الفرعون ، والإدمان على الهزيمة  أمام كل سلطة كرتونية  تمسك بالعصى والبندقية .

ربما 85 مليون مصرى من إجمالى الملايين التسعين ، مرشحون للموت أو الرحيل وفقدان الوطن إلى الأبد .

الفرق بين المصريين والهنود الحمر ، هو أن جيوش المستوطنين الأوربيين هى التى أبادت وهجرت سكان البلاد الأصليين ، من بلادهم وبلاد أجدادهم منذ آلاف السنين ، أما المصريون الحمر فإن جيشهم الوطنى ، وبصفته طليعة للجيش الإسرائيلى ، هو الذى أعد مناخ الإبادة الجماعية والإبعاد الشامل لشعب  مصر ، ذلك الشعب الذى أثبت أنه لا يستحق تلك الأرض المباركة ، فجاء اليهود لإستعمارها كما باقى المقدسات الإسلامية فى فلسطين بالأمس ، وأرض الحجاز فى الغد القريب ، وهى أمانة اليهود المودعة لدى الإحتلال السعودى الوهابى غير الموهوب ، كما كانت مصر وديعة لدى إحتلال الجيش الوطنى الغشيم والغاشم فى نفس الوقت . ذلك الجيش صاحب لقب أكبر منتج فى العالم للعبوات الفاسدة من ماركات (لواء و فريق و مشير) ، وربما يفتتح/ بعد خراب مالطا / خطوط إنتاج لعبوات أكبر وأكثر فسادا من ماركات ( مهيب ركن ، وفظيع أركان ، ومريع بركان ) .

وداعا شعب مصر ، فى صحارى التيه ومياه الغرق بلا عودة .

…   ولكن تذكروا : “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” . ولا تغيير إلا بالإتكال على الله ، ونبذ الفرقة ، والثورة الحقيقة لإنقاذ الأرواح والأولاد والأعراض والأموال، وما تبقى لنا من رجولة وكرامة ودين . واعلموا أن الله أكبر ، وتصرفوا على هذا الأساس ، فيصغر فى أعينكم كل جبار .

… ومهما كان ثمن الثورة باهظا فهو أقل بكثير من ثمن الإستسلام طوعا للتهجير من الوطن والتشرد فى الصحارى والغرق فى البحار ، وحرمان الأجيال القادمة من حقها  فى وطن كريم يعيشون فيه ويورثونه لمن يليهم من أجيال المصريين إلى الأبد.

تيقنوا بأن الله أكبر ، حتى يكون عامكم هذا سعيدا وأخر أعوام القهر .

… إنزعوا البيادة العفنة / ولا تضعوها أبدا فوق رؤوسكم/ بل حطموا بها رؤوس المستكبرين .

والله أكبر .

:::::::::::::::::::

 

 {3}  السيادة .. وأسطورة الأجهزة السيادية

من هو صاحب السيادة فى مصر ؟؟ ومن هى الجهة السيادية الحقيقية ؟؟ .

فإذا كانت الأوامر تصدر لجنرال مصر الأول بالتليفون من مجرد لجنة وزارية فى تل أبيب ، فيمتثل سيادته فى الحال ، ويرتكب الفضيحة فى مجلس الأمن أو فى سيناء أو فى القاهرة ، أو فى أى مكان “ينحط” فيه سيادته .

فمن هو صاحب السيادة فى مصر ياسيادة الجنرال ، يا صاحب الأجهزة السيادية ؟؟ .

وهل السيادة تتمثل فى القرار السياسىى والإقتصادى المستقل ؟؟ ، أم فى مجرد إرهاب المواطنين وإذلالهم بواسطة أجهزة لا سيادة لها ولا كرامة سوى القدرة على قهر المواطن عديم الحيلة ومهدور الدم والحقوق  ؟؟ .

إن “سيادتكم” / ياعديمى السيادة / هى أكبر خطر يتهدد مصير هذا الشعب وأجياله القادمة إلى يوم الدين .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

المصدر:
مافا السياسي (ادب المطاريد)

www.mafa.world