عندما تسقط راية الإسلام و يضرب إعصار الردة جزيرة العرب (4)

عندما تسقط راية الإسلام

ويضرب إعصار الردة جزيرة العرب

المقدسات قضية أمة وشعوب إسلامية ، وليست قضية حكام خونة وأنظمة عميلة.  فللمقدسات رب يحميها وشعوب تدافع عنها بالدم .

( الجزء الرابع )

2017-12-03

بقلم :مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

مافا السياسي (ادب المطاريد)  : www.mafa.world 

 

عناوين:

ــ الحركة الإسلامية ـ فى معظمها ـ تبحث لنفسها عن مكان ضمن صفقة العصر . والصحوة الإسلامية لم تكن سوى وَهْمْ ، وإنتشار للوهابية .

ــ دخل حكام العرب فى الصفقة المحرمة مع اليهود لضمان حكم أبدي لهم ولذرياتهم وجيوشهم من بعدهم .

ــ مؤتمر الجنرالات فى واشنطن ، ومناورة “عوفر الجوية” هما إفتتاح دولى للحلف العربى الإسرائيلى حتى قبل أن تعلنه الدول المشاركة فيه.

ــ سوف تُطارَدْ كلمة عربى أينما كانت ، كما طُورِدَت كلمة مسلم . وسنتحول إلى إنتماء جغرافى (شرق أوسط ــ بحر متوسط) تمهيدا لإعادة “العرب المسلمين” إلى الربع الخالى وصحراء أفريقيا الكبرى، ويُفَرَّغْ العالم العربى من العرب

والإسلام معا ، ويتحول إلى “موزاييك” من الأعراق والأديان والمبتدعات ضمن “كانتونات” سياسية متهافتة. ( فابكوا كالنساء على مجد لم تحفظوه كالرجال) .

ــ أربعون جنرالا خشبياً فى مؤتمر الرياض، لم يسمعوا يوما بكلمة “فلسطين”.

ــ مؤتمر الرياض للدمى العسكرية ، يمهد لتحالف عسكرى مع إسرائيل، وسيكون حصان طروادة الذى يحمل فى جوفه جيش إسرائيل إلى جزيرة العرب والمقدسات الإسلامية . ويضع الدول المشاركة داخل حدود إسرائيل الجديدة .

ــ طرح شعار (الحرب على الإرهاب) كعقيدة عسكرية للجيوش العربية والإسلامية يفتح باب التحالف العسكرى مع إسرائيل ، ويبرر تعامل الحكومات معها كحليف أساسى، محولا المقاومة الفلسطينية إلى إرهاب، وذلك هو جوهر(صفقة العصر).

ــ كانت أنفاس وزير دفاع إسرائيل (جادى أيزنكوت) تتردد فى جنبات مؤتمر العسكر فى الرياض ، وكلماته “العبرية” تنطق بالعربية على لسان بن سلمان، وفى طيات البيان الختامى الذى يعبر عن أفكار أيزنكوت ، التى هى أوامر بالنسبة لجنرالات الخطيئة الأذلاء .

ــ تفجير مسجد الروضة فى سيناء ، كان (تمهيدا بالنيران) ، لتوفير المصداقية المفتقدة لمؤتمر جنرالات الرياض .

ــ أعمال إرهابية ناجحة ، مثل عملية مسجد الروضة فى سيناء ، لا بد من تكرارها فى مكة والمدينة ، لتجعل الحكومات والشعوب تطالب بوجود الجيش اليهودى الحليف إلى جانب أشقائه السعوديين والعرب للدفاع عن المقدسات الإسلامية ، مستفيدين من خبراته الواسعة فى مقاومة الإرهاب الإسلامى ، السنى منه والشيعى ، ويحقق الإسرائيليون مطلبهم بدخول الأماكن الإسلامية المقدسة والصلاة فيها .

ــ  قال “بن جوريون”: إن حدود إسرائيل تقع حيث يمكن أن يصل سلاح جنودها. وبالتالى ستصبح أراضى دول تحالف الرياض داخل الحدود الجديدة لإسرائيل.

ــ إذا كانت جيوش المسلمين سوف تحمى إسرائيل ، فكيف هى جيوش الردة ؟؟.

وإذا كانت تلك هى الردة وقد عادت .. فأين هو أبو بكر ؟؟.

ــ بعد 26 يوما من القتال منخفض الشدة أضاعت جيوش العرب فلسطين . بعض قرى أفغانستان قاومت لسنوات ولم يتمكن السوفييت أو الأمريكيين من دخولها أو الإحتفاظ بها.

ــ فى حرب فلسطين عام 1948 : دواعش الجيش السعودي ، أبطال الغدة النكفية ، يفرون من أمام اليهود فى أرض المعركة .

ــ إنتصر الأفغان ، على السوفييت ثم على الأمريكيين، لأنهم كانوا رجالا مسلمين ، فلا أشباه رجال هناك ، ولا نخالة مسلمين .

ــ أكثر سكان المعمورة ثراءً هم ملوك ورؤساء الدول الفقيرة، ليس فقط لأنهم لصوص كبار، بل لأنهم باعوا لليهود أصولا ثمينة فى دولهم ، من ثروات طبيعية وأراض ومياه ومرافق عامة .

ــ    قانون جاستا فى الولايات المتحدة ، مخصص للسطو على ثروة السعودية ، بحجة تعويض متضررى أحداث 11 سبتمبر . وشركة أرامكو سوف تباع لسداد (3 ترليون دولار) كتعويضات تزيد قيمتها عن ثمن الشركة(2 ترليون دولار).

ــ ماذا سيبيع بن سلمان حتى يسدد باقى ديون التعويضات ؟؟ .. نفط ؟؟.. أم موانئ ومطارات ؟؟.. أم أراضى ؟؟ .. أم مقدسات ؟؟.. أم كل ذلك ؟؟.

تحميل كتيب (عندما تسقط راية الاسلام ويضرب إعصار الردة جزيرة العرب) :  إضغط هنا

( 11 )

صفقة العصر وشرائع الإسلام :

عندما عقد (ترامب) صفقة العصر بين إسرائيل والدول العربية بهدف إغلاق ملف فلسطين وشعبها إلى الأبد ، ودخول المنطقة العربية / رسميا/ فى عصر جديد . ليس فقط بالعلاقات العلنية مع إسرائيل ، بل بالإنضواء الكامل تحت سلطانها ، وإعادة تخطيط المنطقة سياسيا وثقافيا واقتصاديا وفقا لأسس جديدة لم تعهدها من قبل ، ولم تخطر على عقل شعوبها ولا صفوتها الإسلامية أو العلمانية .

 ــ الحركة الإسلامية ـ فى معظمها ـ رمت بنفسها على صفقة القرن ، بحثا عن أى دور يلائم الإحتياج الإسرائيلى ، فيضمن لها البقاء على سطح الأحداث  .بما يدل على أن (وهم الصحوة الإسلامية) الذى عاش فيه الإسلاميون منذ منتصف السبعينات لم يكن إلا سرابا مخادعاً ومجرد حيلة لنشر الوهابية وحجب حقيقة الإسلام عن الشعوب . ورغم كل ذلك تبقى شرائع الإسلام ثابتة ومحفوظة مهما أهيل عليها من تراب النسيان والتشويه .

ــ وطبقا لشرائع الإسلام التى لا يختلف حولها سنة أو شيعة ، فإن تحرير فلسطين واجب عينى على كل مسلم ، لا يسقط بالتقادم إلى قيام الساعة . فجميع أفراد الأمة بأعيانهم آثمون لعدم قيام ما يكفى منهم ـ عددا وعدة ـ لأداء تلك المهمة . يستوى فى ذلك مسلمى بلاد العرب ومسلمى بلاد القطب الشمالى  .

تسقط أمريكا وجميع طغاة العرب ، ولا يسقط هذا التكليف الشرعى عن رقبة كل مسلم ، مهما طال الزمن  .بغياب الشعوب العربية خاصة ـ والإسلامية عموما ـ عن ساحات الفعل السياسى والثورى، تَوَهَّمْ اليهود موت الإسلام وهجرانه دنيا الواقع .

فدخل حكام العرب بكل جرأة فى الصفقة المحرمة ، التى تمنحهم وذرياتهم وجيوشهم حكما أبديا، لقاء أداء دورهم المطلوب فى (صفقة العصر) مع اليهود .

ومع كل هذا الإستسلام ، والتنازل عن فلسطين وأهلها ، والإسلام وشرائعه وأحكامه ، لم يتوقف اليهود عن مطالبة حكام العار والخيانة بالمزيد  .فجاءت دعوة من صحف إسرائيل بأن حكام العرب ينبغى عليهم أن يدفعوا لإسرائيل تكاليف قمعها للفلسطينيين”!!” ، وهى تكاليف كانوا سينفقونها ، لأنهم رؤساء لأنظمة تضطهد وتقتل وتعذب شعوبها ، وقد أراحتهم إسرائيل من إضافة المزيد من الأعباء .

ـــ “صفقة العصر” هى تصفية لقضية فلسطين نهائيا، وإغلاق ذلك الملف فى مقابل حصول الأنظمة العربية على ضمانات بقاء من الصهيونية العالمية . وتصفية القضية تعتمد على إعطاء أرض بديلة للفلسطينيين ، من صحارى الأردن وسيناء، وإليها يلجأ من يريد العودة إلى الديار من مهاجرى عام 48 وما بعد ذلك . فلا فلسطين لهم بعد اليوم . وعندما (يُطَهِّرْ) اليهود أرض فلسطين من الفلسطينيين تصبح إسرائيل دولة يهودية خالصة .

ــ فهذا كل ما سيعطيه اليهود فى صفقة العصر : مهاجرون فلسطينيون مقتلعون من أراضيهم وبيوتهم ، هائمون على وجوههم بلا نصير ولا معين  .

 

فى الطرف الآخر سيعطى حكام العرب ما يلى  :

1 ــ أرض لإيواء الفلسطينيين فى صحارى سيناء وصحارى الأردن.

{ خبر : الوكالات ـ 24 نوفمبر 2017 ـ  جيلا جملئيل وزيرة المساواة الإجتماعية فى إسرائيل الموجودة فى مصر للمشاركة فى مؤتمر نسائى تابع للأمم المتحدة قالت فى حوار مع مجلة “السيادة” الأسبوع الماضى أن أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء } .

2 ــ إنشاء معسكرات لجوء / كاملة المرافق/ ، مع خيام وبطاقات تموين ، وخدمات شرطة ومخابرات ، وسجون من الأسمنت والحديد المسلح ، وخبراء تعذيب وتحطيم نفسى ، وإذلال من عمالقة أجهزة الأمن العربية والصهيونية .

3 ــ إغلاق كامل الحدود العربية فى وجه تلك المعتقلات الفلسطينية واعتبارها وباءً أمنياً وخطراً إرهابياً ، مع ترك ثقب صغير للهجرة إلى الغرب حسب حاجة حكوماته وطبقا لمعاييرها .

 

ــ فما هى مكاسب إسرائيل من صفقة العصر ؟؟.

تفوز إسرائيل بكامل السيادة على بلاد العرب، مع قيادة مباشرة لجيوش المنطقة فى تحالف ضد الأعداء المشتركين الذين حددتهم إسرائيل منذ التسعينات. ثم دخول جيشها إلى جزيرة العرب كجزء من (قوات التحالف) للدفاع عن المقدسات الإسلامية وعروش المشيخات ضد تهديد إيران!!.

ــ إدارة أمن المنطقة العربية لتطهيرها من الإرهاب الإسلامى (أى القرآن والسنة وأركان الإسلام الخمسة) . بل قد شرعوا بالفعل / ومنذ فترة / فى كتابة قرآن “جديد” منتقى من القرآن “القديم” ، مع “تفسير” له يجارى العصر ويوافق الأوضاع المستجدة فيه ، ولا يحض على الكراهية ( أى الجهاد)، ولا يميز بين المرأة والرجل(فى الفساد والخروج عن الدين) ، ولا “يغتاب” المثليين . وستظهر “سُنَّة” نبوية منتقاة ، بشروح جديدة، لا تتصادم مع أى شئ يراه المسلم من حوله إلا إذا رأى خيرا أو صوابا . وبهذا نادى العديد من “الكنوز الإستراتيجية” و”أبطال إسرائيل القوميون” ، وطالبوا (بتجديد الخطاب الدينى) وحذف “النصوص القديمة” التى تجعلنا فى صدام مع العالم كله !!!.

 

منطقة تدار من خارجها :

المشاريع الكبرى والقرارات المصيرية فى المنطقة العربية تتخذ من خارجها . ومنذ أن بدأنا “عصرنا الحديث”  مع سايكس بيكو، ثم وعد بلفور ، وصولا إلى صفقة العصر التى سمعنا بها من فم ترامب “!!” ثم رددها رئيس مصر مبتهجا وكأنها من إنجازاته ، بصفته بطلا قوميا لإسرائيل وأحد كنوزها الإستراتيجية.

من ضمن صفقة العصر حدثان كبيران ، لم يحظيا بما يستحقان من تغطية إعلامية، إذ تم عرضهما بشكل مضلل، وعلى عكس المراد منهما ومقدار تأثيرهما على بلاد العرب ومستقبلها ، كما تريده إسرائيل.

الحدث الأول :

وقد مرره الأمريكيون إعلاميا على أنه وقع عرضا، وفق ترتيب جاء فى اللحظة الأخيرة فقط من منظم الحفل . إنه إجتماع لقادة أركان الجيوش العاملة فى التحالف الأمريكى “لمحاربة داعش فى العراق وسوريا”  .وذلك ضمن أعمال مؤتمر عسكرى موسع عقد فى واشنطن (فى أكتوبر2017) وضم قادة أركان جيوش من مختلف أرجاء العالم . حضر المؤتمر رؤساء أركان جيوش كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن . فكان هو الإجتماع الثانى لدول ذلك التحالف الذى لا تشترك فيه إسرائيل (رسميا فقط) . لذا لم تحضر الإجتماع الأول . ولكن راعى الإجتماع (جوزيف دانفورد) رئيس الأركان الأمريكى ، أقر”فجأة” بعض التعديلات فى”هيكلية” المؤتمر بحيث يتمكن رئيس الأركان الإسرائيلى (جادى أيزنكوت) من الحضور إلى جانب أشقائه الجنرالات العرب  .فلم يعترض أيا منهم ، بل واصلوا معه فعاليات المؤتمر الذى إستمر سبعة أيام كاملة!! . ولم يصرح جنرالات الأمة العربية بشئ بعدها .

 لكن قائدهم (أيزنكوت) لم يلبث أن فضح قليلا من المستور، حين قال لصحيفة أليكترونية سعودية تصدر فى لندن { أنا كنت فى لقاء مع رؤساء أركان فى واشنطن، وعندما سمعت ما قاله المندوب السعودى وجدت أنه مطابق تماما لما أفكر به فيما يتعلق بإيران وضرورة مواجهتها فى المنطقة وضرورة إيقاف برامجها التوسعية}. متماهيا مع قول رئيس سابق للموساد الإسرائيلى: { ليس مصادفة أن ما يقوله وزير الخارجية السعودى عادل الجبير هو ما نقوله نحن فى إسرائيل}.      ولا شك أن وزير خارجية المملكة هو أسرع ماكينة “ترجمة أفكار” من العبرية إلى العربية . فهو يترجم فورا “أفكار” الحكومة الإسرائيلية إلى بيانات سعودية ، ثم يحولها “ولى العهد” إلى أوامر ملكية ومشاريع جريئة يفاجئ بها العالم .

“أيزنكوت” فى حديثه مع الصحيفة السعودية حول تبادل المعلومات الإستخبارية مع”المملكة” قال{ نحن مستعدون للمشاركة فى المعلومات “مع السعودية” فهناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم}. كلام “أيزنكوت” يثبت أن مؤتمر واشنطن كان يبحث أساسا سبل الحرب ضد إيران و ليس ضد داعش، التى هى جناح عسكرى للجيش الأمريكى ، حسب ما تثبته حرب أفغانستان و ما حدث ويحدث فى العراق وسوريا.

إسرائيل أكثر جرأة من كل عبيدها من”الصهاينة العرب” . فهى تكشف الكثير من الأسرار بدون إعتراض من القطيع الذليل ، بل بترحيب مكتوم لأنها أزاحت عنهم عبء الصراحة أمام شعوبهم الغائبة عن الوعى .

ــ  هكذا يعترف المجتمع العسكرى الدولى ويبدأ فى التعامل مع (التحالف) غير المتكافى بين جيش إسرائيل (واحد من أقوى جيوش العالم) والجيوش العربية، التى

لا وزن ولا قيمه لها سوى وظائفها فى حراسة كراسى الحكم ، وبيع الأديان والأوطان ، والقتال نيابة عن إسرائيل فى أى إتجاه تحدده لهم .

مؤتمر واشنطن سالف الذكر وما تلاه من مناورة جوية دولية فى سماء فلسطين، إنما هو تعامل دولى مع جيش الشرق الأوسط الجديد، وهو إفتتاح دولى للحلف حتى قبل إعلانه رسميا فى الدول المعنية.

ــ الجيش الإقليمى المكون من جيش إسرائيل وتحت إمرته جيش المستعمرات العربية . ستكون كبريات مهامه :

1ـ حماية إسرائيل ضد جميع الأخطار القادمة من داخل المنطقة العربية أو خارجها.

2ـ دخول جيش إسرائيل إلى جزيرة العرب ومقدساتها تحت ستار الدفاع المشترك، من باطن قوات التحالف الجديد ، الذى سيكون مثل حصان طروادة ينتقل فى جوفه الجيش اليهودى ليدخل إلى مقدسات المسلمين فى جزيرة العرب. بل سيدخل حيثما شاء من دول التحالف.

 3 ــ حراسة كراسى الحكام العرب ، وقمع الثورات الشعبية فى حال وقوعها ، وتنظيم الإنقلابات أو الثورات الملونة فى حال الضرورة ، لضمان خضوع الحكام وقمع طموحاتهم ،  وحراسة مصالح إسرائيل .

4 ــ قيادة المنطقة إلى حروب خارجية وداخلية لحماية المشروع الإسرائيلى ضد أعدائها (إيران ـ حزب الله ـ مجاهدى فلسطين ، واليمن، وباقى بلاد العرب) ، وربما فى مناطق أبعد من كل ذلك فى المستقبل، حسب تطور المصالح الإسرائيلية .

 

ــ تابع الحدث الأول ــ

مؤتمرى عوفر والرياض :

بين الطائرة ، والبلورة السحرية .

إستعراض للقوة الجوية فى إسرائيل برعاية دولية ، فى مقابل البلورة السحرية للعرب والمسلمين . مؤتمر عسكرى دولي فى مقابل خزعبلات الرياض وبلورتها السحرية ، التى تَحَلَّقَ من حولها مسئولون وقادة من 50 “شبه دولة” إسلامية.

فى أعقاب مؤتمر واشنطن سالف الذكر لرؤساء أركان من كبريات دول العالم ، جرت أكبر مناورة جوية عالمية فى إسرائيل لمدة أسبوعين”!!”، بداية من يوم الخامس من نوفمبر2017 فى قاعدة “عوفر” قرب إيلات.

 المناورة الجوية شاركت فيها دول ، منها أمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وبولندا والهند ، ومراقبون من 40 دولة ، حضروا المناورة التى إشترك فيها مئة طائرة ومئات الطيارين . ولم يعلن شئ عن التواجد العربى . فمازال القادة العرب  يفضلون العلاقات السرية مع إسرائيل رغم تأكدهم من حالة الموت السريرى الذى تعانى منه شعوبهم . وقد يظهر بعد فوات الأوان إشتراك عربى فى الجو مع الطائرات التى تناور ، أو على الأراضى مع جنرالات المراقبة الذين يتابعون مسير الطائرات ومناوراتها. فَهِمَ اليهود وأشقائهم الأمريكان أن العرب والمسلمين مغرمون بالبهرجة والغموض والسحر. فأقاموا لهم مؤتمر الرياض فى شهر يونية 2016 ، بلا برنامج ولا قرارات متفق عليها سلفاً . سوى إستدعاء أمريكى ورشاوى سعودية وهرولة حكام تافهون، ثم بيانات فوجئوا بمعظمها ساعة تلاوتها فى ختام المؤتمر.

وصار المؤتمر ملزما لهم بقراراته وشاهدا على حالة التخلف والإنحطاط والضياع الذى تعانى منه أمه تعدادها أكثر من مليارشخص. وضمنا أقر(مؤتمرالبلورة السحرية) مشروع التحالف العسكرى مع إسرائيل ضد أعداء إختارتهم هى .

ــ ثم إجتمع جنرالات العرب تحت وصاية دولية فى مؤتمر واشنطن ، تحت مسمى مكافحة الإرهاب ، فيما يمكن إعتباره خطوة تأسيسية للتحالف المذكور وتقديمه للمجتمع العسكرى الدولى ، بصفته جيشا جديدا للمستعمرات ، يوضع فى خدمة المشروع الصهيونى ، و يضمن مصالح الرأسمالية الدولية البشعة فى المنطقة العربية الحساسة والثرية ، وفى العالم الإسلامى الذى ينتظر فى غفلة وسكون موجة الإستعمار الجديد . إستعمار ما بعد سقوط نظام القطب الأوحد الذى خلف نظام القطبين الذى إنهار فى أفغانستان.(نظام القطب المنفرد سقط أيضا فى أفغانستان، فأمريكا هناك فى ضياع لا ينتهى فى مواجهة قوات طالبان الأفغانية المحلية، بتسليحها الذى يعود فى معظمه إلى فترة الستينات من القرن العشرين ، بإستثناء الغنائم الحديثة من القوات الأمريكية وعملائها. وبعد مرور 16 عاما من الحرب مازالت أمريكا تغوص هناك فى أوحال ودماء بلا أمل فى أى نصر).

ــ فى أعقاب مؤتمر واشنطن جاءت تلك المناورة الجوية العالمية فى قاعدة “عوفر” الجوية فى إسرائيل ، كمؤتمر تنفيذى لمباركة وتعضيد مكانة الجيش الإسرائيلى كحامى ومهيمن على المنطقة العربية .

ليس هناك فى”عوفر” أى بلورة سحرية يجتمع حولها الرعاع خلف حاخام أمريكى معتوه. فمن حضروا فى “عوفر” يمثلون أمريكا وحلفائها الأوروبيون إضافة إلى الهند ، ( لماذا الهند؟؟ ، الأمر يتعلق بنظرة مستقبلية لساحل الخليج، ولذلك حديث آخر ، فالقصعة الخليجية تعانى من إزدحام الآكلين).

فى “عوفر” يطيرون ويحشدون الجيوش والحلفاء ، وفى الرياض يطلقون البخور، ويطلقون الحناجر بالصياح .. ثم ينتظرون الأوامر من سادتهم فى تل أبيب .

 

ــ الحدث الثانى ــ

مشروع “نيام .. نيام”

مشاريع ( بن سلمان ) تهدف فى خطها العام إلى تغيير طابع جزيرة العرب حتى تتطابق مع مرحلتها الصهيونية القادمة . وتحويلها إلى منطقة مفتوحة أمام الرأسماليين اليهود والغربيين ، وأمام الثقافة الأشد تحللا ، من سياحة وترفيه ، إلى شواطئ بلا قيود ولا عدد ، على البحر الأحمر الذى تحول منذ الآن إلى بحيرة إسرائيلية ، تمرح فيه إسرائيل والدول الحامية لها ، تتحكم فى مداخله ومخارجه وأهم موانئة على شواطئ اليمن وأرتيريا وجيبوتى والصومال والسودان ، وهو إنتصار كبير فى مجال الإستراتيجية الدولية ، وهذا شئ لا يعنى حكام السعودية فى شئ ، فما يعنيهم هو شحن شوطئ ذلك البحر بالجثث العارية الشبقة ، من مختلف الجنسيات والألوان ، لتعويض كبت القرون الذى عانت فيها شعوب الجزيرة من الثقافة الإسلامية (المتزمتة) المعادية ” لحرية” المرأة “وحقوق” المثليين .

 للعرب العراة شواطئ البحرالأحمر، يتقلبون فوق رمالها ويستمتعون . ولإسرائيل البوارج والمدمرات تسيطر وتتحكم  فى مداخل البحر ومخارجه وفى الدول المطلة عليه وحركة الملاحة الدولية فيه. وإن كان للعرب أساطيل أو طائرات فهى جزء من جيش المستعمرات الذى يخدم إمبراطورية إسرائيل ويقوم نيابة عنها بالمهام الخطرة والحروب القذرة .

 ــ ولكن مشروع “نيوم” الذى به فاجأ “بن سلمان” العرب والعالم ، مغاير لكل ما سبق ، ولكل ما تبجح به “الأمير” من تقدم تكنولوجي وآفاق مستقبل، وتعبيرات ضخمة لا تعنى شيئا . فمشروع “نيوم” لن يعدو كونه توسعا جغرافيا لإسرائيل وإستقرارا هادئا( لجيش الدفاع الإسرائيلى) يمتد من خليج العقبة وصولا إلى حدود المدينة المنورة فى واقع جديد للمنطقة العربية كلها .

مشروع “نيوم” الذى تبجح به “بن سلمان”  وفى ذلك الموقع الحساس من شمال غرب جزيرة العرب وجزء من شرق سيناء ، لن يخرج عن كونه قاعدة عسكرية كبرى لإسرائيل، متعددة الوظائف ، تتحكم فى الأردن ومصر وسيناء والسعودية وخلجان العقبة والسويس. وبمساحته الضخمة ( 26500 كيلومتر مربع ) يمكن أن يصبح مستودعا لمختبرات وأسلحة دمار شامل وربما مفاعلات نووية ، بعيدا عن صواريخ إيران وحزب الله فى حالة الحرب ضدهما. ومنطقة إخلاء آمنة لقيادات إسرائيلية من المستوى الرفيع، ولسكان المستعمرات المهددة . إنه عمليا مساحة ملحقة بإسرائيل ولكن بوضعية قانونية وسياسية ومذهبية تمنع أعداء إسرائيل من إستهدافها ، حتى لا يتسع النطاق الجغرافى والسياسى للحرب وتتغير طبيعتها ، لتصبح عدوانا “شيعيا” على “السُنَّة”ـ أى آل سعود ـ وحلفائهم الإسرائيليين.

وإمتداد المشروع على طول 480 كيلومتر من شاطئ البحر الأحمر، يضع الجيش الإسرائيلي على مرمى حجر من المدينة المنورة .. وبكل هدؤ !!.. بينما العرب والمسلمون “نيام” ـ أو حسب المصطلح “السلمانى” بلكنتة العبرية “نيوم”.

 

ــ متاهة العرب فى الصحارى الكبرى ــ

إبكوا كالنساء على مَجْدٍ لم تحفظوه كالرجال :

تهويد الإسلام ، عملية دائرة على قدم وساق ، وكذلك تهويد بلاد العرب سياسيا وإقتصاديا وثقافيا . فالإسلام أصبح جريمة ، وأهم شرائعه أصبحت إرهابا. والمقدس من أركانه ونصوصه أصبح تخلفا وجمودا وصداما لا مبرر له مع باقى العالم . يطاردون الإسلام خفية تحت ظلال الحرب على الإرهاب. وفى القريب العاجل سوف يحاربون كلمة “عربى” أيضا. {هناك فى مصر من ينادى بطرد العرب منها

بوصفهم محتلين ، وشئ شبيه بذلك يقال فى المغرب العربى} . فهناك “أمل” أن نتحول كعرب من أمة عظيمة إلى مجرد تعبير جغرافى (شرق أوسط جديد ـ أو دول بحر متوسط) تمهيدا لإعادة العرب المسلمين (أوالذين كانوا يوما كذلك) إلى صحراء الربع الخالى أو الصحراء الأفريقية الكبرى ، حتى يفرغ العالم العربى من العرب والمسلمين متحولا إلى “موزاييك” من الأعراق والأديان والمبتدعات، ضمن كنتونات سياسية تافهة. وحتى هناك ، فربما يتقاتل العرب فى منافيهم الصحراوية حول مضارب الخيام وعشش الصفيح . فتنشب الحروب على الأرزاق من صيد السحالى والثعابين، والخلاف “العقائدى” حول أكل الفئران ، أحلال هو أم حرام ؟؟.

( فابكوا كالنساء على مجد لم تحفظوه كالرجال ) .

 

( 12 )

شروط تحرير فلسطين وجزيرة العرب والمقدسات ، وبلاد المسلمين المحتلة بالجيوش الأجنبية وحكام الجور والخيانة :

 ـــ { تحرير العقول من الجهل والتخلف ـ تحرير الدِين من شطط الوهابية ـ التمسك بالمذاهب الأصلية والإجتهاد فيها قدرالإمكان ـ توحيد صفوف الأمة ونبذ أنواع الفتن الطائفية والعرقية ـ رفع راية الإسلام والجهاد تحتها عن علم وبصيرة وأذهان متفتحة وهمم عالية وروح إستشهادية حقيقية ـ ترتيب الأولويات بشكل صحيح وعدم ترك تلك المهمة الخطيرة للأعداء كما هو حادث حاليا ـ فهم سياسي معمق وصحيح ـ إختيار القيادات وطاعتها بصدق ـ مداومة مراقبة القيادات ومحاسبتها طبقا للمعايير السابقة بدون تفويض مطلق أو إدعاء متعسف بالعصمة }.

 ـــ إعتبار أن إقامة حكم إسلامى / شرعى وصحيح / ترتضيه الأمة على كامل أرض الجزيرة العربية واليمن ، هو أهم فروض الأعيان على المسلمين قاطبة ، وليس أهالى تلك المناطق فقط ، وذلك من أجل الحفاظ على المقدسات والدفاع عنها ضد الزحف الإسرائيلى وأعوانه من صهاينة العرب والخليج . والشروع فى برنامج عملى لتحرير فلسطين ، تجتمع حوله الأمة .

ـــ إعتبار أن العمل على تحرير جزيرة العرب / مهد الإسلام/ ، من قطعان الحكام الخونة وقواعد الإحتلال وتعاقدات بيع المقدسات وأراضى المسلمين لليهود ، هو فيصل هذا الوقت بين الإسلام .. واللا إسلام .

ـــ إعتبار أن ما يحدث فى فلسطين وجزيرة العرب من وقائع مصيرية تتعلق بالمقدسات أو بالأراضى ، هو شأن إسلامى يخص جميع المسلمين قبل أن يكون شأنا وطنيا أو قوميا .

ـــ إعتبار أن الدفاع عن أراضى المسلمين المحتلة ـ أينما كانت ـ هو ” أهم فروض الأعيان” .

ـــ العمل على تشكيل هيئة قيادية إسلامية عليا : تشرف على النشاط الإفتائى والتمويلى ، وتنفيذ المخططات العملية لنشاط إسلامى أممى جامع وغير مذهبي ولا متعصب ، ضمن رؤية “شرعية/عملية” متفق عليها ، وتشمل أولا “العاملين الميدانيين” فى المناطق المحورية الناشطة ، خاصة المتعلقة بفلسطين وجزيرة العرب واليمن وأفغانستان .

.. وفى ذلك فليتعاون المسلمون .

 

(13)

مؤتمر حربى على مسرح العرائس فى الرياض .

أربعون جنرالا خشبيا من أربعين بلدا إسلاميا “!!” يجتمعون فى الرياض ، ولم يسمعوا قبلا بكلمة فلسطين .

دخول إسرائيل كقوة حاكمة ومسيطرة على بلاد العرب ، واقتحامها المجال المقدس لجزيرة العرب ، بدون التراجع بوصة واحدة عن كامل أرض فلسطين والقدس وتهويدهما، وطرد الفلسطينيين لتبصح إسرائيل دولة يهودية خالصة.

كل ذلك يستدعى ستارا كثيفا من دخان الحروب أو التهديد الدائم بها وتوتير أجواء المنطقة كلها بحروب إبادة واسئصال كالتى تحدث فى اليمن منذ أكثر من عامين. والتى قال عنها مسئول أممى أنها حرب على الأطفال الذين قتل منهم حتى الآن حوالى خمسة آلاف طفل فى تلك الحرب، ويعانى مليونى طفل من سؤ التغذية الحاد . ومعروف أن معدل وفاة الأطفال فى اليمن بسبب الحرب هو طفل كل عشر دقائق ، كما أن 11 مليون طفل يمنى هم فى حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية . وشعب اليمن تهدده مجاعة هى الأشد فى العصر الحديث ، على حد وصف منظمات الأمم المتحدة . صحيفة “الديلى ميل” البريطانية (يوم 12 نوفمبر 2017) وصفت تلك الحرب “بالحرب القذرة” وقالت أن الجيش البريطانى يقوم بتدريب قوات سعودية بشكل سرى. وأوضحت أن أكثر من 50عسكرى بريطانى يقومون بتدريب الجنود السعوديين على المهارات الحربية للقتال فى هذه “الحرب القذرة” . تلك هى عاصفة الحزم الإستئصالية التى تشنها السعودية ضد شعب اليمن . فماذا عن مشاركتها عام 1948 فى حرب فلسطين ؟؟ . إنها لم تكن أقل من خزى وعار لن يزولا عن آل سعود ، وبعض التفاصيل موجودة فى نهاية هذا الحديث . أما عن مشاركتها الحماسية لتصفية قضية فلسطين وتسليم جميع المقدسات الإسلامية لليهود من القدس إلى مكة مرورا بالمدينة المنورة ، فهذا برنامج يسير بسرعة الصوت الأخرق الذى لا يكف عن الإنبعاث من حنجرة بن سلمان ووزير خارجيته وكبار موظفيه وخَدَمِه ، فى داخل المملكة وخارجها .

ـــ المشهد الأخير من ذلك البرنامج كان المؤتمر العسكرى الذى عقد فى الرياض لأربعين من قادة الجيوش “الإسلامية”، أو من ينوب عنهم ، للمشاركة فى الإعداد للحرب على الإرهاب ضمن تحالف عسكرى قالوا أنه غير موجه لأى دولة ( يعنى ليس ضد إسرائيل) ولا أى دين (فيما عدا الدين الإسلامى المتهم دوما بالتحريض على الإرهاب، أى الجهاد فى سبيل الله ضد أعداء الإسلام والمسلمين المعروفين بأعيانهم بلا لبس) ، ولا ضد مذهب بعينه ( يعنى ليس ضد الوهابية ولا ضد من ترتضى الوهابية إسلامهم).

ــ كانت أنفاس وزير دفاع إسرائيل (جادى أيزنكوت) تتردد فى جنبات مؤتمر العسكر فى الرياض ، وكلماته “العبرية” تنطق بالعربية على لسان بن سلمان، وفى طيات البيان الختامى الذى يعبر عن أفكار أيزنكوت التى هى أوامر بالنسبة لجنرالات الخطيئة الأذلاء.

المؤتمر لا يقل تفاهة وجدبا عن مؤتمر البلورة السحرية الذى عقد منذ عدة أشهر فى الرياض أيضا ضمن مبادرات “بن سلمان” الصبى المعجزة .الذى يحاول وبدون أدنى مؤهلات أن يتقمص دور الجنرال . فجرب مواهبة فى اليمن التى لا يعرف كيف يخرج منها . كما جربها مع عظيم الفشل فى سوريا والعراق بنتائج إنتهت بدمار جيوشه الداعشية . ويجرب إشعال الحريق فى لبنان التى إختطف رئيس وزرائها لفترة ، ثم أطلقه بعد أن سرق أمواله وارتهن عائلته . فالأمير هو مزيج من رجل المافيا الأخرق والجنرال الجاهل، ومشروع كارثى لحاكم فاشل سيكون الأخير من سلالته.

“المؤتمر/المظاهرة ” للعسكر فى الرياض، كان لتأكيد أهداف مؤتمر البلورة السحرية ، مع التركيز على الجانب العسكرى للمؤامرة ، بواسطة البزات التى تكسو عرائس خشبية على شكل جنرالات جلبتهم شيكات ومكرمات ملكية .

ومع ذلك فلكل مؤتمر أهدافه ووسائله ودوره كخطوة جزئية على الطريق، ضمن خطة كلية رسمها المفكرون فى واشنطن وتل أبيب ، ويتصدى لها فى العلن والتمويل والإنتفاش الوقح، أحد الخونة الكبار، ولن يكون آخرهم أحمق آل سلمان كما لم يكن أولهم أنور السادات .

وتيرة عالية جدا من إنعقاد المؤتمرات ، تنم عن إستعجال شديد لحدث جلل . مؤتمرات متتابعة فى الرياض ، وفى القاهرة حيث عقد إجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية ـ فى أعقاب تجمع عسكرى فى قاعدة “عوفر” الجوية فى إسرائيل حيث أجريت أكبر مناورة جوية فى العالم “حسب وصفهم” ، بحضور عدد من الدول الهامة ، وحضور عربى مخفى، سيكشف عنه الغطاء مستقبلا كما جرت العادة . ومن قبله مؤتمر عسكرى فى واشنطن لرؤساء جيوش الدول المشاركة فى الحرب على داعش ، (وفجأة) قرر المشرف على المؤتمر أن يستدعى رئيس الأركان الإسرائيلى .

تلك الوتيرة العالية لإشعال الأوضاع وعسكرتها ، سوف تستمر إلى أجل غير مسمى. بن سلمان يتصدر المشهد كأداه لتنفيذ سياسة يهودية فى المنطقة .  إلا أنه منتفش بما يليق بملك قادم ليعتلى عرش متصدع لمملكه تجاوزت حد المعقول فى البقاء غير المبرر.

 

مؤتمران متكاملان :

جميع المؤتمرات سابقة الذكر، متكاملة ومنتظمة بدقه ضمن برنامج واحد.

فمؤتمر الجامعة العربية يغطى الجانب(السياسى) لمؤتمر الرياض (الحربى) . وزراء الخارجية العرب حركهم المال السعودى إلى القاهرة لتحديد الجدول السياسى للمؤتمر الحربى القادم فى الرياض. فكان الجدول السياسى هو :

ــ تجريم حزب الله واعتباره حركة إرهابية تجب مقاومتها ( وهو مطلب إسرائيلى ثابت ومعلن منذ أن أنشئ هذا الحزب عام 1982 ) .

ــ تجريم إيران كقوه داعمة لإرهاب حزب الله ، وإرهاب (الحوثيين) فى اليمن . (وهو مطلب أمريكى إسرائيلى ثابت منذ عام 1979 ونجاح الثورة الإسلامية فى إيران . وتبنيها لقضية فلسطين بدلا عن دعم إسرائيل التى تبناه (شاه إيران) وحكام العرب.

ــ مؤتمر وزراء الخارجية فى القاهرة صنف الإرهاب (الإسلامى) كعدو أول للأنظمة العربية والعالم . وأنه القضية الجامعة للبشرية ، وليس إنعدام العدالة وتفشى الحروب الظالمة والتعدى على حقوق الشعوب ، وتلوث كوكب الأرض إلى حد الإنهيارنتيجة التوحش الرأسمالى ، واتخاذ الحروب وسياسات حافة الهاوية كوسيلة فى يد أمريكا ودول الغرب لبيع السلاح فى صفقات هائلة، وتوسيع قواعدهم العسكرية حول العالم.

ولم يذكر الوزراء العرب إسرائيل وحروبها على العرب، أو إغتصابها لأرض فلسطين والجولان السورية ، وتدخلها فى شئون دول المنطقة وإشاعة الفوضى والإضطراب وإفساد الأنظمة الحاكمة والنخب المسيطرة ، وتسخير الجميع لخدمة هدفها للسيطرة على المنطقة العربية ، وبناء سد النهضة فى أثيوبيا لتدمير مصر( نصف سكان العالم العربى) بالتعاون مع مشيخات النفط .

ــ هناك فقط (إرهاب) غامض تمتلك إسرائيل وأمريكا حصريا حق تحديد معناه والجهات المتهمة به ، وهى دائما قوات المقاومة التى تدافع عن حقوق الشعوب والأوطان .

إن طرح ” الحرب على الإرهاب” كعقيدة عسكرية للجيوش العربية والإسلامية هو ذريعة لفتح باب التحالف العسكرى مع إسرائيل ، بدلا من محاربتها كعدو محتل لبلاد المسلمين. ويبرر للحكومات معاملتها كحليف أساسى فى معركة “وجودية” هى الحرب على الإرهاب الإسلامى ، محولا المقاومة الفلسطينية إلى إرهاب ، وذلك هو جوهر صفقة العصر وبداية تاريخ الإمبراطورية اليهودية فوق ما كان يعرف قديما بأنه بلاد العرب. كما أن توسيع التحالف مع إسرائيل من مجرد تحالف عربى /إسرائيلى ــ إلى تحالف إسلامى/ إسرائيلى ــ يفتح آفاق تمدد تلك الإمبراطورية مُسْتَقْبَلاً إلى مجمل البلاد الإسلامية الداخلة فى ذلك التحالف ، والسيطرة عليها بالتدريج كما فعلت مع العرب.

ــ فالقتل الجماعى والطرد والتشريد الذى قامت وتقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين .. كما إبادة السعودية والإمارات لشعب اليمن وحرق مدنه وقراه .. ليس إرهابا.

ــ ومشروع إبادة الشعب المصرى ببناء سد النهضة الذى سيدمر مصر وشعبها بالمعنى الحرفى ـ ليس إرهابا ـ لأن المتورطين فيه هم من يعملون لتمكين الصهيونية من كامل بلاد العرب والمسلمين .. إنهم قطر والسعودية والإمارات.. بقيادة إسرائيل.

ــ والإرهاب ليس هو حروب إبادة ، وحروب أهلية وفتن طائفية فى سوريا والعراق وليبيا بتمويل من نفس الدول سالفة الذكر.

تحميل كتيب (عندما تسقط راية الاسلام ويضرب إعصار الردة جزيرة العرب) :  إضغط هنا

جيوش المسلمين تدافع عن إسرائيل ،

وتفجير سيناء مَهَّدَ لمؤتمر جنرالات الرياض .

ستنضم إسرائيل إلى حلف الرياض الحربى فى الوقت الملائم ، وذلك عندما تتضح تشكيلته وهيكليته القيادية ، والمقرات والتمويل والإمداد .. الخ . والأهم هو صيغته التعاقدية ، خاصة البند المتعلق بالدفاع المشترك بين أعضاء الحلف ، كما هو الحال فى صيغ الأحلاف الحربية مثل (الناتو). كل ذلك من الأفضل أن يصاغ بلا حضور مباشر من إسرائيل، حتى لا تتضح حقيقة ترتيبها لكل تلك الخدعة الكبرى التى تستهدف شعوب المنطقة العربية والعالم الإسلامى.

فى هذه الحالة ، ستتحرك الجيوش العربية والإسلامية دعما لإسرائيل إذا شنت حربا ضد لبنان أو سوريا أو حزب الله أو إيران ، أو ضد “إرهاب” حماس فى قطاع غزة أو الضفة الغربية.

أو إذا تعرضت لهجوم من أى فصيل جهادى ( إرهابى) من داخل فلسطين أو من خارجها .

ــ فى المقابل سيتحرك (جيش الدفاع الإسرائيلى) للدفاع عن السعودية ومشيخات الخليج ضد تهديد إيران (وأطماعها التوسيعية). وهذا يستلزم إقامة قواعد عسكرية دائمة للقوات الإسرائيلية فى السعودية والمشيخات حسب مقتضيات الدفاع ، ليس على ساحل الخليج (العربى!!) فقط ، بل فى الأعماق أيضا، خاصة حول المقدسات الإسلامية التى”سوف” يهددها (الحوثيون) بالصواريخ، وحزب الله ، والإرهاب السني (بعمليات إرهابية داخل الحرم المكى والمسجد النبوى) ــ كما إستهدفوا مسجد الروضة فى سيناء ( نوفمبر 2017 ) والذى قتل فيه أكثر من 300 من المصلين . وكان (تمهيدا بالنيران) إستدعته ضرورة إعطاء المصداقية لمؤتمر غير مقنع شعبيا، عقده بن سلمان للجنرالات المسلمين والعرب فى الرياض .

ــ أعمال إرهابية ناجحة مثل عملية مسجد الروضة فى سيناء لا بد من تكرارها فى مكة والمدينة ، لتجعل الحكومات والشعوب تطالب بوجود الجيش اليهودى الحليف إلى جانب أشقائه السعوديين والعرب للدفاع عن المقدسات الإسلامية ، مستفيدين من خبراته الواسعة فى مقاومة الإرهاب الإسلامى ، السنى منه والشيعى . وبالتالى يحقق الإسرائيليون مطالبهم بدخول الأماكن الإسلامية المقدسة والصلاة فيها.

فهل سيصلى المسلمون واليهود داخل المقدسات الإسلامية فى جماعة ؟؟ .. ووفقا لأى مذهب ؟؟ . فلننتظر الإجابة من مفتى الديار السعودية .

ــ  تلك هى الخطوة الكبرى لإسرائيل: أى إحتلال المقدسات الإسلامية فى مكة والمدينة ـ والسيطرة على الثروات النفطية بشكل مباشر. وذلك يتم الآن بسرعة كبيرة بالتعاون بين كل من “بن سلمان” ونتنياهو وترامب وصهره اليهودى كوشنير، الذى ينسق بين أطراف المؤامرة الثلاثة : الأمريكى والإسرائيلى والسعودى .

جيوش المسلمين سوف تحمى إسرائيل ، وتكون طلائع لها ، فكيف هى جيوش المرتدين؟؟. وإذا كانت تلك هى الردة وقد عادت .. فأين هو أبو بكر؟؟ .

 

الإخوة اليهود :

رئيس أركان الجيش الإسرائيلى صرح لموقع صحيفىة إيلاف السعودية بأن:{هناك توافقا تاما بيننا وبين السعودية التى لم تكن يوما من الأيام عدوة لنا أو قاتلتنا أو قاتلناها } ..{ أنا كنت فى لقاء رؤساء الأركان فى واشنطن ، وعندما سمعت ما قاله المندوب السعودى وجدت أنه مطابق تماما لما أفكر به فيما يتعلق بإيران وضرورة مواجهتها فى المنطقة ومواجهة برامجها التوسعية } .

ذلك التصريح المفصلى يصلح لتفسير تاريخ “المملكة”، منذ لحظة نشأتها الأولى وحتى الآن . ذلك لمن لم يدرك الحقيقة الساطعة، وهى أن ظهور تلك المملكة كان الخطوة الأولى للبرنامج الصهيونى فى بلاد العرب ، وأن ظهورها سبق ظهوره على أرض فلسطين . وأن توقيت الكشف عن تلك الحقيقة حدده الصهاينة عندما نضجت الظروف فى بلاد العرب وعموم بلاد المسلمين . أى حين تحققت السيطرة الأمريكية على معظم تلك البلدان بإضعاف الإسلام فى شتى صوره ، وفى كافة مجالات الحياة ، حتى عاد أكثر غُرْبةً عما بدأ فى عصر عبادة الأصنام وتجليات الجاهلية الأولى .

ــ قبل إنشاء إسرائيل أكد الملك عبد العزيز للزعيم الصهيونى ناحوم جولدمان أنه ينظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومى فى فلسطين (لليهود المساكين!!) ـ حسب تعبير الملك ـ

وفى عام 1945 إجتمع عبد العزيز مع الرئيس الأمريكى ترومان على ظهر مدمرة أمريكية فى البحيرات المُرَّة فى قناة السويس كى يعقد معه (صفقة العصر) ، عصر الإمبريالية الأمريكية التى بزغت من دخان الحرب العالمية الثانية . الإتفاق أساسا كان حول نقتطتين ، الأولى تأكيد موافقة المملكة على قيام دولة لليهود فى فلسطين ـ التى كانت تحت الإنتداب البريطانى وقتها ـ ثم الإتفاق على صفقة للمقايضة: (النفط لأمريكا فى مقابل حمايتها لحكم آل سعود) ـ وهى الصفقه التى يلغيها ترامب الآن ، بأن إنقض على مدخرات المملكة من أموال النفط ، وغَيَّر قانون المقايضة ليصبح : (فتح الأبواب أمام إحتلال إسرائيلى للمملكة مع تسليم ثرواتها لأمريكا ، فى مقابل  حماية إسرائيل لحكم آل سلمان ، برضا ومباركة الأمريكيين) .

“الملياردير” ملكا .. والمملكة مفلسة :

أكثر سكان المعمورة ثراءً هم ملوك ورؤساء الدول الفقيرة،  ليس فقط لأنهم لصوص كبار، بل لأنهم باعوا لليهود أصولا ثمينة فى دولهم ، من ثروات طبيعية وأراضى ومياه ومرافق عامة.

ــ قانون جاستا (ويعنى: العدالة فى مواجهة رعاة الإرهاب)، تم تشريعه فى الولايات المتحدة خصيصا للسطو على أموال مملكة آل سعود بحجة تعويض متضررى أحداث 11 سبتمبر . “ترامب” يضغط حتى يعرض بن سلمان أسهم شركة أرامكو فى بورصة نيويورك ، حتى يسهل تجميدها كرهينة إلى حين الفصل فى القضايا المرفوعة ضد المملكة من متضررى سبتمبر، والتى بلغت / حتى الآن/ حوالى 3 ترليون دولار. أى ما يزيد عن القيمة السوقية لشركة أرامكو المقدرة بحوالى 2 ترليون دولار فقط . وتلك الشركة النفطية العملاقة هى عماد الثروة السعودية … فتأمل “!!” .

ومن أين سوف يسدد بن سلمان باقى ديون التعويضات ؟؟ هل من أموال الأمراء والتجار؟؟. أم سيتنازل لأمريكا عن بعض أصول الدولة ؟؟. وما هى تلك الأصول؟؟. حقول نفط ؟؟.. أم موانئ ومطارات؟؟.. أم مقدسات؟؟..أم كل ذلك؟؟.

ــ “بن سلمان” عرض طرح 5% فقط من أسهم شركة أرامكو فى عدة بورصات هى نيويورك ولندن والرياض. ولكن فى الوقت المناسب سينفذ بن سلمان مشيئة ترامب (وإسرائيل أيضا، التى ستزحف إليها تلك الأسهم فى نهاية تجوالها ، ليصبح نفط السعودية فى يدها). فالسعودية هى نفط ومقدسات، وكلاهما يتسرب بسرعة صوب الخزائن اليهودية. لتصبح إسرائيل هى السعودية الجديدة ، وتصبح السعودية ملحقا ذليلا وتابعا معدما لمملكة بنى إسرائيل الكبرى. فليس بعيدا ذلك اليوم الذى قد يصبح فيه بن سلمان مجرد واجهة ممسوخة تحكم الجزيرة بإسم “الإسلام السياحى الحديث والمنفتح” ، نيابة عن إسرائيل. فى صورة غير متناسقة لملياردير ،(وربما ترليونير!!)، يحكم مملكة مفلسة ، تتسول رواتب موظفيها من الراعى الإسرائيلى أو من الحجاج المسلمين الفقراء، كما كان الأمر قبل ظهور النفط .

# بن سلمان فى حاجة إلى حروب يغطى دخانها فضائح آل سعود الممتدة عبر العقود . فحرب الإبادة على شعب اليمن مستعرة حتى وصلت إلى إستخدام السلاح البيولوجى لنشر الكوليرا ، إلى جانب الحصار والتجويع ، واستخدام أحدث ما فى الترسانة الأمريكية من ذخائر مدمرة .

وحروبه على سوريا والعراق لم تغلق بعد . وشعب مصر على وشك الموت فوق أرضه أو الرحيل عنها إلى مهالك البحار والصحارى. إلى آخر قائمة جرائم آل سعود ، وحكام مشيخات الجريمة والخيانة فى الخليج .

 

من أوراق الجيش المصرى :

مخازى الجيش السعودى فى فلسطين .

فى تلك الأحوال المشحونة بالدماء والحروب ، والتهديد بالمزيد منها، مع الدمار الصامت لعدة شعوب فى مقدمتها شعب مصر، من المفيد إلقاء نظرة سريعة على “التاريخ الحربى” لآل سعود فى فلسطين عام 1948 ، وهى الحرب التى لو بحثت بشكل كاف لتبين مدى غفلة

الشعوب وإجرام الأنظمة العربية جميعا ، وفى صدارتها النظام السعودى الذى يدعى تمثيل (الإسلام) كله ، كون المقدسات أسيرة لدى طغيانه.

قبل قليل من نشوب الحرب فى فلسطين عام 1948، وفى رسائل الملك عبد العزيز إلى “فاروق” ملك مصر: {{ أوضح أنه ليس لديه جيش يشارك فى القتال لكنه على إستعداد لأن يدعم بالمال كل أولئك المستعدين له (أى للقتال). وهو لا يريد أن يحرجه أحد بأن يطلب منه وقف عمليات إستخراج وشحن البترول بواسطة الأمريكان ، لكنه على إستعداد لأن يخصص ما هو مطلوب من عوائد البترول للمساعدة والدعم }}.”الحزء الثالث ص 76 ـ من كتاب العروش والجيوش ـ محمد حسنين هيكل”

ــ أول معارك (الجيش السعودى) فى فلسطين كانت إلى جانب الجيش المصرى ضد مستعمرة يهودية فى ” دير سنيد ” يقول عنها هيكل فى كتابه سابق الذكر ما يلى :

{{ فيما يتعلق بالجيوش الملكية ، وعلى الناحية المقابلة ، فإن الجيش السعودى لم يكن موجودا إلا بسرية واحدة ألحقت بالجيش المصرى وكان يقودها اللواء” الطاسان” . وقد حضرت هذه السرية معركة واحدة مع الجيش المصرى هى معركة “دير سنيد” ثم تقرر سحبها إثر محاولة بعض جنودها ذبح أسيرين إسرائيليين ، وقيام ضباط مصريين بمنعهم من ذلك بمقتضى قوانين الحرب . وكان من الظلم تعريض الفصيلة السعودية لمهام لم تتهيأ لها . والحقيقة أنه فى تلك الفترة لم يكن الجيش النظامى السعودى قد تشكل كقوة مقاتلة بالمعنى الحديث. والحاصل أن الملك عبد العزيز أخذ من الملك فاروق عهدا موثقا بأن القوات السعودية سوف تشارك فى المعارك رمزيا }}. ” ص 25 ، 26 ” الجزء الثانى من نفس المصدر” .

ــ الجيش السعودى داعشى بالفطرة ، يعرف فقط قطع الرؤوس، فهذا ما تجهز له وتدرب عليه ، أما القتال الفعلى ضد جيوش حديثه.. فلا . لذا فالملك عبد العزيز أخذ موثقا غليظا من فاروق ملك مصر ألا يشرك القوات السعودية فى قتال فعلى . وهذا ما حدث حتى نهاية الحرب . وفى وقت الشدة منحت القوات السعودية بكاملها أجازة مرضية لتجنيبها القتال ـ وجاءت الهدنة الأولى قبل أن تنتهى أجازة تلك القوات .

 بحلول تلك الهدنة كانت الحرب قد إنتهت عمليا وأنجزت معظم المراد منها ، وتحولت تماما المبادرة والفعل إلى يد اليهود ليرسموا بمدافعهم حدود دولتهم الجديدة . فقط 26 يوما من القتال منخفض الشدة ، ثم ضاعت فلسطين .. فما أروع فروسية جيوش العرب ونجدتهم وجهادهم !!.

ــ بعض قرى أفغانستان قاتلت لسنوات ، ولم يتمكن الجيش السوفيتى من دخولها أو الإحتفاظ بها. وأكثر من ستة عشر عاما من القتال الضارى لم تكن كافية للجيش الأمريكى الجبار حتى يتمكن من إخماد مقاومة الأفغان أو قهر جهادهم . فظلت معظم البلد خارج سيطرة الأمريكيين .

هذا وليس عند الأفغان قدس ولا مسجد أقصى .. ولكنهم كانوا رجالا مسلمين .. فقاوموا وانتصروا . فلا أشباه رجال هناك ولا نخالة مسلمين .

ــ المرض الذى سجلته الوثائق المصرية هو مرض الغدة النكفية وهو مرض معدى يصيب الأطفال غالبا ، ويمكن أن يصيب الكبار نادرا . ولكن لماذا ضرب القوة السعودية كلها ولم يصب جندى واحد من زملائهم المصريين؟؟ . هذا واحد من الأسرار الكثيرة لتلك الحرب الخطيرة والغامضة فى معظم جوانبها حتى الآن .

 

أبطال الغدة النكفية :

ـ فى 31 مايو1948 ـ جاء فى برقية من القوات المصرية فى غزة إلى قيادتها فى القاهرة :

{ الساعة 2230 ـ من القوات المصرية ــ إلى العمليات الحربية الخدمات الطبية ــ القوات السعودية التى وصلت غزة اليوم مصابة بمرض النكفية وتعتبر تحت الحجر الصحى 21 يوما تنتهى فى 19 يونيه} . (ص 211 الجزء الثالث من المرجع السابق).

وللعلم بدأت حرب فلسطين فى 15 مايو1948 لتأتى الهدنة الأولى فى 11يونيو 1948 أى 26 يوما هى المدة الأساسية لقتال الجيوش العربية . ليبدأ القتال مرة أخرى لمدة تسعة أيام فقط (من 9 ـ إلى ـ 18يوليو 1948 ) لتبدأ الهدنة الثانية .

القوات المصرية فى الفالوجا ظلت محاصرة لأكثر من ثلاثة أشهر وتوقف القتال فى أوائل 1949 ، لتبدأ المفاوضات فى مدينة رودس حيث تقررت الهدنة فى 24 فبراير 1949 .

ــ وكانت الحرب الشرسة قد إندلعت ضد جماعة الإخوان المسلمين ، وبدأت بإعتقال مجاهديهم فى فلسطين !! . وتم حل الجماعة فى 8 ديسمبر1948 فى عهد حكومة النقراشى باشا فاغتاله الإخوان بعد عشرين يوما . فالجماعة كانت قد أرسلت من مصر إلى فلسطين بمجموعات من الفدائيين قاتلت بجدية مذهلة ، تحت قيادة الضابط المصرى الأسطورى أحمد عبد العزيز الذى قُتِل فى فلسطين برصاص جندى مصرى فى ظروف مريبة. ثم أغتيل مؤسس الجماعة حسن البنا فى 12 فبراير 1949 قبل 12 يوما من إعلان الهدنة فى 24 فبراير 1949 . فكانت نكبة الإخوان ذات إرتباط وثيق بنكبة فلسطين ، فى سيناريو ظل يتكرر إلى يومنا هذا ، بدون أن يقرأ أحد التاريخ أو يعتبر بما فيه من عظات .

ــ واقع الأمر أن الجيوش العربية لم تكمل شهر فى القتال لأجل فلسطين ، لأنها بالفعل ذهبت لتسليمها إلى اليهود ، تنفيذا لقرار دولى بتقسيمها ، ولكن بين اليهود وحكام الأردن ومصر. وليس بين اليهود والفلسطينيين. فالأميرعبد الله ضم إليه الضفة الغربية فتحول بذلك من أمير (أو نصف ملك حسب وصف هيكل) إلى ملك مثل باقى ملوك العرب الذين قاتلت جيوشهم فى فلسطين لإحراز الهزيمة وليس لإحراز النصر. ومصر ضمت إليها غزة بناء على طلب اليهود (!!) ، فتوسعت مملكة “فاروق”.

ــ المهم أن القوات السعودية بادرت من تلقاء نفسها بترك القتال ، رغم أن السرية السعودية كانت رسميا ملحقة بالقوات المصرية وتقاتل تحت إمرتها . ولكن ذلك على الأوراق فقط فَهُمْ إن لم يذبحوا أسيراً مكبلا ، أصابتهم الغدة النكفية ، وإن لم يحدث أياً من الأمرين تركوا أرض المعركة بدون سابق إنذار .

وتلك هى يوميات الحرب المصرية بتاريخ 17/ 10/ 1948 تروى ما يلى :

{{  الساعة 1910  من : رئاسة القوات ــ إلى : راح (رئاسة أركان حرب).

 

خلاصة الموقف اليومى :

1 ـ ركز العدو قوات كبيرة من مستعمراته الجنوبية لتهديد خطوط مواصلاتنا من غزة إلى المجدل ، وعاود الهجوم ليلة أمس على طريق بيت حانون واحتل المرتفعات شرقها على أثر إنسحاب القوات السعودية منها بدون أوامر مما ترتب عليه تهديد طريق بيت حانون .

2 ـ قام العدو بحشد تجمعات كبيرة من الشمال لإختراق طريق المجدل ـ بيت جبرين فى عدة مواقع عنوة ولكنه صُدْ وتمكن أخيراً من إحتلال تبة الخيش وتبة التقاطع جنوب الطريق وتعمل قواتنا على إجلائه عن هذين الموقعين . ولا تزال مشتبكة معه حتى الآن رغم إنسحاب السرية السعودية من العملية بدون أوامر .

3 ـ إستمرت غارات العدو الجوية طول ليلة 16/ 17 على المجدل وغزة وقامت طائراته بغارة فى الصباح المبكر اليوم على قرية المجدل وألقت قنابلها عليها فقتلت بعض المدنيين وهدمت عدة منازل وقتل وجرح بعض العساكر وسنوافيكم ببيان عنهم فيما بعد }}. {ص 434 من الجزء الثالث من المرجع السابع }.

ــ  واضح أن هذا الجو المكفهر لم يكن ليسمح باستمرار القوات السعودية التى جاءت لمجرد تسجيل حضور رسمى ، وليس للقتال.

 ولنقارن ذلك بعاصفة الحزم السعودية لإبادة شعب اليمن وتدمير المدن والقرى ، وأكثر من عشرة آلاف قتيل يمنى ومليون مصاب بكوليرا الحرب الجرثومية ـ وعشرين مليون جائع ، وتخشى منظمة اليونيسيف (ولا يخشى بن سلمان) من وفاة 150 ألف طفل يمنى بنهاية هذا العام ، فى حرب وصفتها حتى صحف بريطانيا الإستعمارية بأنها حرب قذرة .. إنها حقا حرب “بن سلمان”.

تحميل كتيب (عندما تسقط راية الاسلام ويضرب إعصار الردة جزيرة العرب) :  إضغط هنا

 

بقلم :      

مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

مافا السياسي (ادب المطاريد)

www.mafa.world