مصير قطاع غزة بين السياسة والمال والإعمار

0

مصير قطاع غزة بين السياسة والمال والإعمار

في ما يبدو أنه خلاف حول المال السياسي فتحت السعودية جبهتين مختلفين واحدة ضد الرئيس السيسي الذي وصفه ولى العهد “بالكلب” الذي سرق 12 مليار دولار وضعها في حسابه .

والجبهة الثانية  فتحها مع حماس إذ خاطبها بما معناه: (حماس بدأت الحرب ضد إسرائيل بأوامر من إيران والآن يطالبوننا بأموال لإعادة الإعمار فاليذهبوا إلى إيران ويطلبوا منها المال).

خبر ثالث من المملكة ليس على علاقة مباشرة بالخبرين السابقين ولكنه يوضح المنهج العقائدي الذي يتحكم في مسيرة السعودية.

فقد صدر بيان عن الأمن السعودي يقول ما معناه : أنه بموجب تعليمات عليا تقرر منع معاقبة المفطرين في رمضان سواء المفطرين سراً أو علنا. وذلك تماشياً مع الرؤية 2030 لولي العهد وانسجاما مع حقوق الأنسان وحرية الاختيار .

فالمملكة في هذا العام تعلن إباحة الإفطار وحماية المفطرين بقوة القانون ربما تمهيداً لإلغاء الصيام في العام المقبل .

ومن المؤكد أنه في هذا العام فإن موسم الحج سوف يشهد قفزات كبيرة في طبيعته وتغيرات في أداء المناسك وسلوكيات الحج بما يتماشي مع الرؤية 2030 للأمير “منشارالدين” ومفهومه لحقوق الإنسان وحرية الاختيار التي يعرقلها تطبيق الأحكام الإسلامية وأركان الدين مثل الصيام والحج وقريبا قد تلحق بهم الصلاة. و المساجد المقدسة مملوءة حالياً بمخازي يتعفف الكثيرون عن اشاعتها .

خاصة عن تواجد الهندوس واليهود في تلك الأماكن وحولها بشكل استفزازي إضافة إلي معابدهم التي بدأت تزاحم المساجد وأعداد الهندوس التي تزيد عن عشرة ملايين في جزيرة العرب ومازالوا يتوافدون لربطها بإسرائيل في مجالات الاتصالات والطاقة. ولمساعدة إسرائيل في مشاريعها العسكرية في فلسطين وباقي جزيرة العرب والمنطقة العربية. ولا ينافسها في خدمة إسرائيل سوي الحماس التركي.

أما فيما يتعلق بالمشكلة مع السيسي لاختلاسه 12 مليار دولار وغضب الأمير منشار لدرجة وصفة للسيسي بأنه كلب فذلك يتعلق بتنافس سعودي إماراتي حول شراء مصر و أصولها لصالح إسرائيل (أو بنوك روتشيلد تحديدا).

خاصة وان السعودية تتميز بتفوق نوعي نتيجة انحياز عائلات روتشيلد الصهيونية وبنوكهم إلي منشار الدين والسعودية .

وبعد أن كادت بنوك روتشيلد أن تفرغ من عملية “تطوير” المدينة المنورة ومكة بكل ما يمحو الطابع الإسلامي وينشر الثقافة اليهودية تحت اسم الترفيه ورؤية منشار الدين المسماة 2030 الذي يتولى إدارتها تركي آل الشيخ الذي يقود جهود تهويد الثقافة والترفيه عن الشباب بحفلات الفجور المتواصلة ليلاً ونهاراً، وصيفاً وشتاءً. حيث يباح فيها كل شيء ، لا يمكن تصور أباحته حتي في مدن  إسرائيل.

ويتهيأ روتشيلد وتابعه منشار الدين للتوجه إلي فلسطين بمجهود مشترك لإنهاء قضيتها إلي الأبد بمجهود إسلامي صهيوني لم يكن متخيلا حتي في أشد الكوابيس جنوناً .

لإقامة هيكل سليمان بديلا عن المسجد الأقصى والإشراف سويا على حل مشكلة العنصر الفلسطيني إما بالإبادة أو بالإبعاد .

وأيضا تغيير طبيعة القضية الفلسطينية من قضية اسلامية تخص الأمة الإسلامية كلها إلى قضية طائفية تخص “أهل السنة” فقط . لا شأن لأهل التشيع بها . والتصدي لهم بكل قوة من أجل أبعادهم عنها. وإتهام كل سني يحاول أن ينظر إلى فلسطين علي أنها قضية دينية فيصفونه بالتشيع والعمالة لإيران .

مصر تشغل حيزيا كبيرا في تفكير منشار الدين وسيده روتشيلد. ذلك لأن حاكم مصر السيسي يهودي من ناحية الأم، فيعتبر يهوديا طبقا للشريعة اليهودية ويعتبر مواطنا إسرائيليا طبقا للقانون المدني الإسرائيلي.

فمنشار الدين يدعي أن أمه يهودية من الحبشة ولم يقدم دليلا علي ذلك وربما أنه يتملق  روتشيلد ويحاول كسب ثقة إسرائيل ومنافسة السيسي لإكتساب الشرعية اليهودية الدينية والجنسية الإسرائيلية.

لكن ومع ذلك يصفة بن سلمان بأنه كلب لمجرد أنه اختلس 12 مليار دولار في حسابه ولم يعط تفاصيل عن مناسبة هذا الاختلاس رغم أن السيسي يختلس باستمرار منذ عشر سنوات، و المبلغ المذكور لا يعتبر كبيرا بالنسبة لسرقات السيسي أو باقي حكام النفط .

فديون مصر التي ذهب معظمها إلي حساب السيسي الشخصي بلغت 160 مليار دولار. ولكن السيسي الذي بدأ عميلا لمنشار الدين انتهي عبدا يسحبه محمد بن زايد من رقبته. وهو يشتري منه الآن مصر بأجمعها من الصحراء إلي المشاريع والمواقع الإستراتيجية ويدفع فورا بالمليارات فوقف السيسي يمدحه علي هذا “الكرم” في مؤتمر عام.

هذا “الكرم” الإماراتي يثير شكوكا قوية تؤكدها مصادر مصرية علي أن ذلك التمويل إسرائيلي وليس إماراتي. وأن إسرائيل هي المشتري الحقيقي وليس “بن زايد”.

والأرجح في هذا كله أن بنوك روتشيلد هي المشتري الحقيقي لمصر بأموالهم أقيمت دولة لليهود في فلسطين.

وهم الذين يشترون مصر لحساب إسرائيل. كما اشتروا أراضي فلسطين من قبل ويعتقد البعض أنه إذا أقيم هيكل سليمان في القدس وظهر فيه ملك بني إسرائيل حسب الروايات التلمودية فأن ذلك الملك سيكون من عائلة روتشيلد .

تلك العائلة التي حركت أوروبا وأمريكا وسياسات العالم لدعم إسرائيل هي الأحق أن تحكم العالم من هيكل سليمان بالقدس .

 

إعمار أم مصيدة موت؟

يجري الحديث عن إعمار غزة وكأنه جملة اعتراضية داخل مبادرات حل المشكلة وإنهاء حرب غزة رغم أنه لم يتم الاتفاق حتي الآن بين حماس وإسرائيل حول إطار ذلك الحل ومازالت الفجوة كبيرة ما بين موقف المقاومة في غزة والموقف الإسرائيلي، كون المقاومة تحقق نجاحات مذهلة في الاشتباكات التي تدور في شوارع القطاع .

وتعتبر إسرائيل وحلفاؤها الأمريكان والمصريون أن المسؤولية تقع علي إسماعيل هنية الذي فشل في تسويق المبادرات الإسرائيلية في غزة و إقناع المقاومين بها.

حتي أن قطر هددت تحت ضغوط إسرائيلية بطرده من الدوحة عقابا على هذا الفشل وتكررت أحاديث الصحافة الغربية عن ذلك. فقد يتحول القائد الأعلى لحماس إلي مجرد يتيم سياسي ومشرد لا يجد ملجأ بعد أن فقد قفصه الذهبي في الدوحة.

وربما يستضيفه أردوغان أو السيسي الذي يعتقد المصريون أنه سوف يرحل قريباً وأنه يجمع كل ما يستطيع من العملة الصعبة لتهريبها معه إلي الخارج ويبيع كل شيء في مصر ورجالة يهاجمون بيوت التجار ويسرقون الدولارات لحسابه .

حتي في خطاباته الأخيرة بدا السيسي يائساً من وضعه واصفا مصر بإنها (أي حاجة) وليست دولة ولا شبه دولة. وأنه لم يكن راغباً في حكمها ولكنهم أعطوها له ولم يوضح من الذي أعطاها له .

وغالباً أنهم إخوانه في إسرائيل الذين يساندونه بجيوش من الخبراء والمخبرين ويشغل الدفاع عن القاهرة لدي إسرائيل أهمية تسبق الدفاع عن تل أبيب.

كما قلنا فإن كلمة إعمار غزة ترد في الأحاديث كجملة اعتراضية لا وزن لها مثل هو وزن فك الحصار عن قطاع غزة أو الأفراج عن “المختطفين” الإسرائيليين التي أصبحت قضيتهم هي قضية العالم ولا حل لقضية غزة أو فلسطين إلا بالإفراج عن الأسري. وأن واجب هنية إقناع المقاومين بذلك من أجل حل  مشاكل غزة من الحصار إلى إعادة الإعمار.

رغم قرارات محكمة العدل الدولية لصالح وقف القتال ولكن الفشل السياسي لحماس أهدر تلك الفرصة إلي جانب التأييد الشعبي الواسع الذي لم يسبق له مثيل لقضية فلسطين الذي وصل إلى أن يحرق طيار أمريكي نفسه هاتفا “الحرية لفلسطين”.

نتنياهو يصر علي محو غزة من الوجود وإبادة شعبها بكافة الطرق والوسائل التي زودته بها الولايات المتحدة. ويصر علي إبادة المقاومة في غزة عبر القضاء علي شعب غزة نفسه والجميع يعرف ذلك.

فإذا تبقي أحد بعد تلك المجزرة فسوف يبيعونه إلى نظام السيسي الذي يضغط لأجل الحصول علي مكافأة  مالية أعلى مقابل كل رأس “يستضيفه” ــ وبالأحرى يعتقله ــ  في مصر.

أما إذا قبلت تركيا شراء المهاجرين بسعر أقل فسوف يتم شحنهم إلي هناك أو إلي السودان مثلا ليكونوا في رعاية الإخوة الجنجويد. بدلا من رعاية الأشقاء فى الأمن المصري .

أما الحل الأساسي حتي الآن لغزة بعد إبادة شعبها ومقاومتها المسلحة فهو إغراقها تحت مياه البحر المتوسط خلال مشروع تمديد قناة من غزة إلي إيلات. فتغرق غزة تحت المياه ولا يتبقي أي دليل حي حدوث مجزرة في ذلك المكان فلا شاهد علي ذلك ولا أثر .

فتمحي آثار أسوأ مجزرة في التاريخ ولا يظل باقيا في ذاكرة البشر غير ذكرى الهلوكوست اليهودى الكاذب الذي جعلوه سيفاً مسلطاً علي رقاب العالم بدون وجود أي دليل حقيقي علي حدوثه .

بل علي العكس توجد الكثير من الأدلة تنفيه. لهذا حظروا علي أوروبا نقاش ذلك الموضوع حتي في الأوساط الأكاديمية .

أما حوادث غزة المسجلة ساعة بساعة والتي رآها العالم وقت حدوثها فلن يستغرق الأمر وقتا ً طويلاً حتي يمحوها اليهود من ذاكرة البشر .

للتأكيد ربما يجرفوا كل قطاع غزة ويمحون الخرائب التي فيه حتي لا يكتشفها الغواصون والباحثون عن الآثار في المستقبل ولا تحاول الأجيال القادمة الغوص و البحث عن تاريخها الغارق تحت مياه المتوسط .

فالأرجح أن لا يكون هناك إعمارا لغزة، بل ستكون هناك قناة غزة/ إيلات فلن يكون هناك اسم عربي في تلك المنطقة .

 

أما الحالمون بالإعمار فهم فئتان:

الأولي: هي التي تضررت فعلا بالدمار الذي حدث في غزة وفقدوا بيوتهم ومدخراتهم كما فقدوا الأحباء والأبناء تحت الركام .

الفئة الثانية: هم تجار الدمار وأثرياء الحروب الذين يحولون دماء الشعوب وكوارث الحروب إلي أرصدة مالية ترفعهم إلي مصاف الأثرياء والمرفهين هؤلاء الأكثر تحمسا لموضوع الأعمار وكأنهم هم الذين فقدوا منازلهم بينما لم يفقدوا أي شيء في الحرب .

 

الأعمار وبناء أفخاخ الموت

تاريخ العرب مع إعمار ما دمرته الحروب مع إسرائيل يظهر جليا مع تجربة مصر السادات وهو يكافح من أجل عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد أن باع لها إنجازات الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 .

فقد كان إنجازا عسكريا إعجازيا بنفس القدر الذي كان عليه إنجاز السابع من أكتوبر المسمي “طوفان الأقصى” .

كان من شروط إسرائيل قبل أن تعقد السلام مع السادات، أن يُعاد إعمار مدن قناة السويس، لتدمرها إسرائيل إذا رأت السادات يتلاعب بشروط السلام معها طلبوا بناء ثلاث مدن مصرية ليكون أهلها رهائن لدى الجيش الإسرائيلي يقتلهم متي شاء. وقد كان لإسرائيل ما تريد وسار رؤساء مصر من يومها لا يحيدون عن الصراط الإسرائيلي المُعْوَج.

فقد جاءت الأوامر إلي “آل زايد”  ليبدأ إعمار مدن قناة السويس فبنوها وفقاً للرؤية الإسرائيلية، أي لتجهيز المصريين بأموال النفط الخليجيي كي يقتلهم اليهود.

وبذلك مضت قدما مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل حتي تم إتفاق نهائي عام 1979  في (كامب ديفيد) .

وقد تكررت القصة المأساوية كما تتكرر دائما مآسينا لأننا لا نتعلم من تجاربنا فدمر اليهود غزة مرتين قبل طوفان الأقصى .

وساهمت أموال الخليج في إعادة الأعمار بنفس فلسفة إعمار مدن قناة السويس أي بناء غزة لتكون سجنا لرهائن فلسطينيين محتجزين كي يقتلهم اليهود عندما يرون أن ذلك ضروريا “أو مسليا ودافعا للملل وجالبا للترفيه على الطريقة اليهودية”.

المتأمل لقطاع غزة، وقد أوضحت الحرب الأخيرة كيف كان مبنيا بطريقة عشوائية وكأنه أحياء شعبية في القاهرة.

وليس منطقة علي الخط الأول مع العدو الإسرائيلي فلا توجد للقطاع ملاجئ تستوعب الأهالي تحت الأرض. فلا مخبأ ولا مستشفيات تحت الأرض ولا ترتيبات للحصول علي ماء بطريقة آمنة مستمرة وقت الحرب .

لقد رأينا كيف أن العدو دمر جميع مستشفيات القطاع ودمر الخدمات الصحية في القطاع فانتشرت الأوبئة. وتحولت مستشفيات غزة إلى مقابر جماعية ومراكز توريد قطع الغيار البشرية والخلايا الحذعية المستخلصة من الأجنة والألطفال حديثي الولادة. واستخلاص الجلد البشرى الطازج. فتدار من تل أبيب تجارة أعضاء آدمية تدر عليهم مليارات الدولارات، بل وجعلتهم في مقدمة الدول التي تتصدر تجارة الأعضاء والأبحاث الجينية والأسلحة البيولوجية على مستوى العالم.

فأهالي غزة لم يجدوا مخابئ يحتمون بها تحت الأرض فلجأوا إلي مقار الأمم المتحدة (الأونروا) ومدارسها ومخيماتها.

وواصل اليهود حصدهم بالطائرات والمدافع بلا أي وقاية حتي وصل عدد الشهداء حتي الآن أكثر من واحد وثلاثين الف ويعتقد أن العدد الحقيقي قد يتجاوز الخمسين الف شهيد لأن آلاف الجثث مازالت تحت الأنقاض. وإذا تأملنا طريقة بناء البيوت وكميات الخرسانة والحديد المستخدمة فيها والمسطحات الأسنتية السميكة علي الأسطح والأعمدة الأسمنتية المبالغ في أحجامها وإرتفاعات بعض الأبراج التي لا تناسب منطقة حرب حدودية مع إسرائيل والتي ستبدو مضحكة جدا لو قارناها بطريقة بناء المساكن في المستعمرات اليهودية. طريقة التخطيط العربى القطاع لبناء البيوت تؤكد أن كل ذلك تم طبخه في إسرائيل. ونحن نصفق لكرم الأشقاء الخونة وأموالهم المسمومة، التي هي ألغام سوف تنفجر مستقبلا حسب توقيت إسرائيلي.

إن الأشفاء في الخليج كانوا يعملون بتوجيهات إسرائيل في مخطط إعمار غزة كقطاع يتم تجهيزه لقتل من فيه تحت الأنقاض بلا ملجا يحميهم وطريقة بناء البيوت تم تصميمها لقتل من فيها وليس حمايتهم.   

وأن تلك البيوت مصممه لتكون مصائد موت وأن يتحول القطاع كله إلي مقبرة جماعية عظمي عندما تريد إسرائيل ذلك. صحيح وعبقري كانت الأنفاق التي بناها المقاومون. وهذا يدل علي أن المناطق السكنية والبيوت ينبغي أن يبنيها المهندسون المقامون والشئ الوحيد الذي تم بناؤه في غزة بشكل ليس اليهود المقاولون. هذا درس قاسى الثمن بأن كل الأعمال الهندسية والطبية الخاصة بالفلسطينيين ينبغي أن يتولاها المختصون الفاسطينيون أنفسهم. فهم من أغنى شعوب العرب بالكفاءات في كافة المحالات وطلابهم  من افضل طلاب الجامعات التى يدرسون فيها. ومن المؤكد أنه إذا طرحت إعادة لإعمار غزة وهذا مازال أمرا مستبعدا للغاية حتي الآن .

فإن أول بند للإعمار( العربي /الإسرائيلي): سيكون تخريب أنفاق المقاومة وردمها نهائيا .

والبند الثاني : سيكون إغراق غزة نفسها كما ذكرنا .

 

 

معضلة التمويل قبل كل المعضلات الأخري

يفتح الحديث عن إعادة الإعمار الباب لحديث أخطر، عن تمويل المقاومة الفلسطينية، في مرحلة الكفاح المسلح، ثم عند إقامة دولة مستقلة وحرة من البحر إلي النهر حسب الشعارات الرنانة للمقاومة والتي لا تسندها أي خطط أو برامج عملية ولو علي أبسط مستوي .

فلا تحرير بدون حل المشكلتين (الاقتصادية والسياسية) وهما عبارة عن توأم ملتصق من المشاكل الصعبة والحساسة. ثم تأتي المشكلة العسكرية في الدرجة الثالثة من الأهمية .

 

أسئلة في السياسة

أول ما نسأل عنه حركة حماس أو أي حركة مقاومة أخري أن توضح لنا من هم الأعداء ومن أي الدول يتشكل معسكرهم ومن هم الأصدقاء ومن أي الدول يتشكل معسكرهم فقد أوضحت حرب غزة أن حركة حماس لا تستطيع أن تميز بين العدو والصديق .

فرؤية السياسيين تختلف عن نتائج التجربة الميدانية للعسكريين. لقد قال خبراء الحرب قديما أن مفتاح النصر هو أن تعرف نفسك وتعرف عدوك. والمقصود بالمعرفة هو المعرفة المتعمقة التي تساعد علي وضع استراتيجيات عمل دقيقة وليس المقصود الشعارات العامة الحماسية أو المعارف السطحية المستقاة من عنواين الصحف والفضائيات التجارية.

الوضوح السياسي ينتج عنه وضوح الإستراتيجية العسكرية وأيضا إيضاح سبل تمويل الحركة أثناء القتال أو تمويل الدولة عندما تقام. وأي تخبط في الرؤية السياسية سيؤدي إلي تخبط عسكري وضياع إقتصادي وقد يؤدي إلي ضياع الحركة كلها. كما هو حال المقاومة الفلسطينية عموما منذ الستينات.

 

غموض سياسي في غزة

حتي هذه اللحظة بعد مرور خمس أشهر علي الحرب فإن الوضع السياسي لقطاع غزة غير واضح منذ البداية.

هل هذا القطاع مستقل أم أنه تابع لسلطة أوسلو في رام الله؟ أم أنه تابع لإسرائيل؟.

تقول إسرائيل أنه لا عودة لحماس بعد وقف الحرب ولكن هل كانت حماس دولة مستقلة أم تابعة ؟ .. ولمن ؟؟.

فإن إنسحاب إسرائيل يعتبر هزيمة لها، وانتصارا لحماس فما هو الوضع السياسي لقطاع غزة بعد الإنتصار؟. نعرف فقط الوضع بعد الهزيمة لا قدر الله وأنه ضياع لكل العرب وكل فلسطين. وأنه الحكم اليهودي المطلق للمنطقة وربما للعالم الإسلامي تحت وصاية أمير الكافرين (روتشيلد) وشياطينه البنكية والنفطية.

إذا كانت حماس حركة تحرير فإن غزة تعتبر أرضا فلسطينية محررة ويجب التصرف علي هذا الأساس مهما كانت مواقف دول العالم أو الخونة العرب.

فأصحاب الحق الذين حملوا السلاح من أجله لا يأخذون أذنا من أحد، بل  يفرضون ما يريدونه بقوة الإيمان وقوة السلاح .

وهذا يضع المسلمين أمام مشكلة كبري فمن سيتكفل بتمويل إعمار غزة والتي يقال أنها  ستبلغ حوالي تسعين مليار دولار وأعتقد أن هذا المبلغ مبالغ فيه كثيرا لأسباب نفسية وسياسية. ولكن من يدفع المليارات/ إن لم بيكن هو نفسه صاحب القضية قانونيا أو دينيا/ فلابد أن يكون ضامنا لسيطرته علي الوضع السياسي القادم في غزة وفلسطين عموما لضمان عودة أمواله مع الأرباح.

إن إعمار غزة مرتبط بالمصير السياسي لغزة ومستقبلها الاقتصادي والثقافي حيث المطلوب عربيا وصهيونيا أن يتم ضخ ثقافة الترفيه السعودي المتهتك واللا مبالاة المصرية المخزية، بين صفوف شعب غزة المجاهد ليتحول الي إضافة جديدة للغثاء العربي المتناثر من المحيط إلي الخليج. وتلك هي خسارة الدين وهى أفدح من خسارة المال والأرض والأرواح معاً.

 

وهذا ما لا نتمناه لغزة المجاهدة

من التأثيرات العقائدية لبنوك روتشيلد عل الإسلام في بلاد الحرمين الشريفين  بيان من وزارة الداخلية السعودية :

(( المملكة العربية السعودية                                                                          

وزارة الداخلية

تعميم الي كافة اقسام الشرطة و الجهات المعنية في جميع المحافظات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نظرا لاوامر صاحب السمو ولي العهد نائب مجلس الوزراء وزير الدفاع –حفظه الله- السامية و قرارات مجلس الوزراء المرقمة 2571 المعقد بتاريخ 18-08-1440 هـ

قررنا ما يلي :

عدم المساس باي شخص فاطر جهرا او سرا طوال شهر رمضان المبارك احتراما لحقوق الانسان التي يامرنا الله بصونها ونظرا للقيم الانسانية و الاخلاقية و بناء علي ما اتي في رؤية المملكة 2030 والتقدم و الازدهار نحو الافضل و تعالي و ثقافة مجتمعنا النبيل ، لذا و وفقا لما ذكر سيتم الغاء جميع القرارات السابقة والعمل بهذا القرار)).

 

لا تعليق ..

في انتظار أوامر منشارية وروتشيلدية بخصوص باقى شرائع 2030 م. وما هو إسم ديانتكم الجديدة التي ستوضع على جوازات سفر مواطنيكم الترفيهيين؟؟

ملاحظة: أنتم ومملكتكم الشيطانية لم تعودوا لائقين برفع علم يحمل كامة التوحيد فارفعوه قبل أن ينتبه المسلمون إليكم ويخلعونكم من فوق عروشكم النجسة ويطهرون البلاد المقدسة من أرجاسكم ومعابد الربا والأصنام التي تشيدونها.

إن الباطل كان زهوقا .  

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

 

مصير قطاع غزة بين السياسة والمال والإعمار



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا