بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مجلة الصمود الإسلامية | السنة الثامنة عشرة – العدد 214 | ربيع الآخر 1445 ھ – أكتوبر 2023 م .
24-10-2023
(قوش تبه) المنطلق الجهادي الجديد
الأفغان يمسكون البندقية والمعول للدفاع والبناء في آنٍ واحد
يتميز الشعب الأفغاني بسرعة الاستجابة للتحدي الخارجي وتتحد صفوفه بسرعة والقبائل تحت شعار الجهاد في سبيل الله بقيادة العلماء وطلاب العلوم الشرعية (طالبان) .
ولم تكد أمريكا وحلف الناتو يخرجون من أفغانستان في 15 أغسطس 2021 حتى توالت تهديدات أمريكا بإشعال حرب جديدة ضد أفغانستان. بدأت الآن تنكشف بعض معالمها واتجاهاتها وبدأت أيضا تظهر خطوط ردود الفعل الأفغانية بشعب لا ينكسر ولا ينهزم وتوحده الأخطار الخارجية.
بدأت أمريكا بحرب الدواعش وطائرات بدون طيار، وهي أعمال عدوانيه لم تنقطع منذ الانسحاب وحتى اليوم، وزاد عليها محاولة أمريكا وإسرائيل إشعال حرب حول مياه نهر جيحون بين الدول المطلة على النهر.
وقد استجابت لها جزئيا ثلاث دول هم مجموعة مؤتمر (عشق آباد) تحذر من مخاطر باقتراب الأفغان من نهر جيحون؛ حتى من أبسط المشروعات تعيد لهم جزء من حقوقهم مثل مشروع (قوش تبه)، مدّعين أن ذلك المشروع يهدد كمية المياه التي سوف تصل إلى بلادهم وذلك ادعاء كاذب تماما. ولكنه مجرد ذريعة لتسخين الأجواء تمهيداً لحرب يجهزونها بإشراف أمريكا ضد الإمارة الإسلامية.
ولكن النتيجة كانت على عكس ما كانوا يتوقعون؛ فقد اتحد الشعب الأفغاني بصورة نادرة المثال حول مشروع (قوش تبه) الذي يعتبرونه حقاً قومياً وشرعياً لابد من حصولهم عليه.
وتقول الأنباء من أفغانستان أن الأهالي في مناطق المشروع وباقي تفريعاته يتطوعون للعمل بها بلا أجر. فقط الإمارة الإسلامية تزودهم بالمواد اللازمة للعمل من حفر وبناء وفنيين ومهندسين للإشراف.
والنتيجة كانت سرعة كبيرة في الإنجاز مع تخفيض كبير في التكاليف، والأهم كان هو روح الاتحاد بين عناصر الأمة الأفغانية من مختلف القوميات والمذاهب حول هدف ديني وقومي واحد.
وزادهم التحدي الخارجي إصراراً وعناداً ورغبة في التضحية، فمن جاهدوا ضد الغزو الأمريكي والأوربي مازالوا تحت السلاح ويطورون قدراتهم العسكرية والتسلحية وبرامج تدريبهم.
ومن أكثر أقسام المجاهدين حماساً هم مجموعات تطوير الطائرات بدون طيار والصواريخ؛ فقد دخلوا درجات من التصنيع بالمجهودات الذاتية تعتبر متقدمة حتى بمعايير المنطقة.
وهم لا يطورون وسائل تصنيع طائرات الدرونز فقط، بل أيضا يطورون قدراتهم على مقاومتها وابتكار وسائل جديدة لذلك.
القوات الأرضية التي شاركت في الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي والأوربي طورت هي أيضاً نفسها في التسليح والتدريب.
القاعدة على الدوام كانت أن دخول القوات الغازية إلى أفغانستان قد يكون سهلاً ولكن الصعوبة دائما كانت عملية الخروج من أفغانستان بعد دخولهم.
أما الآن فيمكن القول أن الدخول إلى أفغانستان أضحى صعباً جداً وخروج الغزاة منها سالمين مستحيلاً.
إن مشروع (قوش تبه) الذي افتتحته الإمارة الإسلامية بيد القائد الشجاع الملا برادر تحول من مجرد مشروع إلى بداية جهاد جديد في سبيل بناء إمارة إسلامية حقيقية في أفغانستان ذات قرار مستقل وإرادة حرة لا تخضع لغير الله وأحكام الشريعة الإسلامية.
إن أول ضربة معول في مشروع (قوش تبه) وحدت الأمة الأفغانية في لمح البصر وألغت الفوارق بين القوميات، والتي سهر الأعداء على إشعالها لعشرات السنين، كما تبخرت جميع الدعايات الكاذبة التي حاولت التفريق بين الإمارة الإسلامية وبين الشعب الأفغاني، وتصوير الإمارة بصورة التعصب القومي والمذهبي.
إن مشروع (قوش تبه) لم يكتمل بعد كمشروع للري والزراعة، ولكنه اكتمل في أهدافه المعنوية في توحيد صفوف الأمة وربط القوميات ببعضها وربط الشعب بنظام الإمارة الإسلامية.
إن الشعب الأفغاني الآن بسبب مشروع (قوش تبه) الطموح والتحديات والتهديدات الخارجية أصبح الشعب كاملاً يحمل بندقية بيد استعدادا للحرب، ويحمل المعول بيده الأخرى إصراراً على استكمال مشروع (قوش تبه) كاملاً وزراعة الصحاري وري الأراضي العطشى، واسترداد حقوقه المائية كاملة رغم أنف جميع الأعداء.
تحميل مجلة الصمود عدد 214 : اضغط هنا
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )