غيوم حرب مياه .. فوق آسيا الوسطى

0

غيوم حرب مياه .. فوق آسيا الوسطى

– يترتب على ملكية منابع النهر إمكانية منعها عن الآخرين ، أو بيعها لهم بالثمن، تطبيقا للمبادئ التي أقرها العالم بشكل عملي.

–  ينتج عن ذلك أن أفغانستان تمتلك جميع مياه نهر جيحون حسب الخرائط الأصلية التي كانت متاحة علنا حتى وقت قريب.

–  علي أضعف الاحتمالات تمتلك أفغانستان 45% من مياه نهر جيحون حسب الخرائط المنتشرة حاليا في الإعلام الدولي.

– يمكن أن تطالب أفغانستان بثمن المياه التي حرمت منها خلال القرنين الماضيين، وتم استهلاكها في بلدان آسيا الوسطى .

–  اليهود يسعون جدياً من أجل إشعال حرب بالوكالة على النمط الأوكراني، لضرب الإسلام في أفغانستان، ثم سحب مياه نهر جيحون وإيصاله إلى تركيا لحساب إسرائيل .

أطماع باكستان من حرب المياه: الحصول على أجزاء من أراضي ولاية بدخشان الأفغانية. وفصل الاتصال البري ما بين أفغانستان وكل من الهند والصين.

أطماع طاجيكستان من حرب المياه: السيطرة الكاملة علي بحيرات المياه العذبة لنهر جيحون. وإبعاد أفغانستان عن منابع النهر. والسيطرة علي مجموعة من مناجم الذهب ومعادن أخرى .

– القدرات الدفاعية لأفغانستان في حرب المياه.

– المطلوب جيش جديد، وسياسات دفاعية جديدة، وقادة جدد من بين الذين انتصروا في الجهاد ضد الاحتلال. واستبعاد جميع العناصر التي تكونت في ظلال الاحتلال ، والمحسوبون على الجيش بحكم الوجاهة القبلية وليس الكفاءة العسكرية.

–  ماء جيحون ، ونفط تابى، لإسرائيل عبر أذربيجان وتركيا.

–  آذربيجان ،القاعدة اللوجستية لحرب المياه.

–  تركمانستان : الحلقة الأضعف ، والضحية الأولي للحرب.

–  توسعات متوقعة في ميادين حرب المياه .

    حرب المياه بالنسبة لروسيا = (أوكرانيا/2).

    حرب المياه بالنسبة للصبن = (كوريا/ 2 ) + (أوكرانيا صينية).

– الذي يمكن توقعه من الهند هو أن تقوم بتوحيد كشمير تحت قبضتها وإخراج باكستان نهائياً من تلك المنطقة ، وربما من كل هضبة البامير ، بما يعنى توسيع اتصالها البري مع كل من الصين وأفغانستان.

–   دويلة بين الشمال السوري والجنوب التركي خصيصاً لاستقبال مياه نهر جيحون ومعها نفط تابي ، لحساب إسرائيل.

–  تحرير مسار نهر جيحون في أفغانستان : البحيرة العظمى ستكون غنية بالأسماك والطيور، وتوفر مخزونا مائياً ثابتاً طول العام. وتلك نظرة اقتصادية سليمة وصديقة للبيئة ومتعاونة معها .

 

بقلم  :مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

 

غيوم حرب مائية تتجمع بحذر في سماء آسيا الوسطي. تلك الحروب التي أصبحت من سمات هذا العصر علي الأقل منذ احتلال أمريكا وحلف الناتو لأفغانستان عام2001 وما أعقب ذلك من حروب في العراق وسوريا واليمن وصولاً إلي حرب أوكرانيا عام 2022 والتي تعتبر إلي جانب حرب أفغانستان من أبرز معالم “الحروب المعقدة” في هذا القرن الذي مازال في عقده الثالث .

إشارة تحذيرية واضحة خرجت من (عشق آباد) عاصمة تركمانستان لتعطي إشارة مبكرة لا تخطئها العين على ان حرباً يجري تجهيزها على نار هادئة في آسيا الوسطي، وموضوعها (المعلن) هو المياه .

وموضعها الحقيقي هو الإسلام في أفغانستان ،ومنع إقامة إمارة إسلامية قوية علي أسس من التنمية الاقتصادية الحديثة .

يذكرنا ذلك بحرب الولايات المتحدة على أفغانستان التي كانت بسبب معلن هو الانتقام لعملية 11سبتمبر. بينما كان هدفها الحقيقي هو صناعة إسلام يناسب الغرب في أفغانستان، وألا تترك تلك المهمة للشعب الأفغاني وإمارته الإسلامية.

في أوائل شهر أغسطس 2023 اجتمع رؤساء ثلاث دول من آسيا الوسطي، بشكل وصفة الإعلام بأنه (غير مسبوق). بما ينبئ عن نوع من الاستعجال في الدفع بقطار الحرب إلى الأمام .

تشترك الدول الثلاث في مياه نهر جيحون (أمو داريا)، ولم تتم دعوة أفغانستان إلى هذا الاجتماع، رغم أنها صاحبة أطول شاطئ على ذلك النهر . وهي الدولة الوحيدة التي لم تشهد حتى الآن أي مشروع زراعي تستفيد منه، سوي مشروع لحفر قناة ري لم يستكمل بعد (قناة قوش تيبه). ومع ذلك خرجت تلميحات من كواليس المؤتمر الثلاثي في “عشق آباد” ومن عصابات المحللين السياسيين، الناشطين في مثل تلك المصائب، بأن الدول الثلاث تعاني من القلق من جراء تلك القناة “اليتيمة” التي تحفرها أفغانستان على نهر جيحون .

وقال المعلقون أن هناك (مخاوف جدية) لدى حكومات تلك البلدان بشأن نقص المياه بفعل استكمال تلك القناة.

الدول الثلاث التي تعاني من القلق تستثمر مياه نهر جيحون منذ عشرات السنين بدون أن تستفيد أفغانستان بمشروع زراعي واحد من مياه ذلك النهر، الذى يشكل معظم خط الحدود مع جيرانها في الشمال.

هذا علي الرغم من أن المعلومات الواردة علي الإنترنت تقول بأن 45% من منطقة تغذية نهر جيحون ( بحيرات المياه العذبة ) تقع في أفغانستان وتزود النهر بحاولي30% من كمية المياه الموجودة فيه.

وفي الحقيقة فإنه طبقا لخرائط المنطقة، والخاصة بمخزونات مياه النهر فوق الجبال ، فإنها تقع بالكامل داخل أراضي أفغانستان .

ولكن حدث تلاعب في الخرائط ، لهذا يلزم الرجوع إلي الخرائط القديمة قبل الاحتلال السوفيتي عام1979 لتحديد ملكية مخزونات المياه العذبة التي هي بالتأكيد أفغانية بالكامل ،وليست بنسبة 45% المذكورة في مصادر المعلومات الشعبية على الإنترنت .

{ من الحقائق التاريخية أن نهر جيحون بأكمله كان يقع داخل حدود أفغانستان، إلى أن احتل القياصرة الروس المنطقة ، ودفعوا الأفغان إلى الخلف ، جاعلين من نهر جيحون حدودا فاصلة بينهما.

– الاحتلال البريطاني فعل أبشع من ذلك بالممتلكات الأفغانية في الهند بما في ذلك منطقة كشمير . وصولا إلى اتفاقية الحدود ” خط ديورند ” الذي كان من المفترض أن يكون مؤقتا. ولكن حقائق الأرض تقررها موازين القوى وليس الاتفاقات الثنائية أو الدولية. لهذا لم تتمكن أفغانستان الممزقة من الحفاظ على حقوقها في مواجهة الإمبراطوريتين الروسية والإنجليزية).

 

غيوم حرب مياه .. فوق آسيا الوسطى

 

القدرات الدفاعية لأفغانستان في حرب المياه :

الواقع يستلزم أن تعيد الإمارة الإسلامية مراجعة سياستها الدفاعية في ظل التهديدات المحيطة بها من الشمال والجنوب. وأن تراجع القدرات الدفاعية لأجهزتها المسلحة التي أهمها الجيش.

ولكن من الواضحأن الجيش غير كافٍ، ولا مؤهل نفسيا ومعنويا ، لمواجهة تلك التحديات .خاصة أنه هو نفس الجيش الذي كان يحارب ضد شعب أفغانستان تحت إشراف الاحتلال الأمريكي. بينما التحديات الحالية تستدعي أن يواجه في الميدان تلك الدول التي أسسته ودربته وأنفقت عليه وقاتل إلى جانبها ضد شعبه طوال عشرين عاماً .

–  باختصار: المطلوب جيش جديد، وسياسات دفاعية جديدة، وقادة جدد من بين الذين انتصروا في الجهاد ضد الاحتلال. واستبعاد جميع العناصر التي تكونت في ظلال الاحتلال ، أو أنهم محسوبون على الجيش بحكم الوجاهة القبلية وليس الكفاءة العسكرية.

وهكذا فعلت جميع الدول التي عاشت ثورات حقيقية خلال تاريخها .

فالجيش هو أول مؤسسة يطالها التغيير الجذري بعد التحرير. وهو مالم يحدث في الإمارة حتى الآن، بل أن بعض رفيعى المستوي من المسئولون يتباهون إعلاميا بأن الجش مازال هو نفسه ولم يطاله تغيير. وأن من هربوا من قياداته يمكنهم العودة إلى أعمالهم “!!!!” ( لم بنقصهم سوى دعوة أشرف غني وحكومته للعودة إلى الحكم مرة أخرى). وبدلا من محاكمة هؤلاء أو استبعادهم من مناصبهم الحساسة مازالوا على رأس أعمالهم. فهناك من يصنعون كارثة قادمة وهم آمنون من العقاب .. ولا أحد يجرؤ على الكلام !! (لماذا؟).

 رغم مخاطر حرب تهدد المنطقة وأفغانستان تحديدا. وأن المستعمر الأمريكي هو نفسه الذى يدبر لحرب مياه ، للقضاء على الإسلام في أفغانستان ، لأنه إسلام حقيقي مطابق للشريعة. وليس لمطالب اليهود وحميرهم حول العالم.

–  الجيش في حاجة إلى إعادة هيكلة (استبدال كامل في حقيقة الأمر، من نقطة الصفر إلى نقطة الصفر الأخرى). فالانتظار حتى تتكشف أوجه القصور خلال احتدام معارك حرب حقيقية ، هو مجازفة بالحياة نفسها. فالجيش أحد أهم مؤسسات الدفاع عن الأمة ، لذا يجب إبعاده عن صغائر التنافس القبلي ، أو مركبات النقص الشخصي.

 

أنهار بلا قانون سوي جبروت القوة :

  يترتب على ملكية منابع النهر إمكانية منعها عن الآخرين ، أو بيعها لهم بالثمن، تطبيقا للمبادئ التي أقرها العالم بشكل عملي، وإن كان بدون نصوص قانونية صريحة ، وذلك غير مهم، فلا يوجد أحد يلتزم بالقانون الدولي طالما يستطيع فرض قانونه الخاص. وهكذا فعلت تركيا مع مياه دجلة والفرات التي تنبع من جبالها. وقالت أن تلك المياه تمتلكها تركيا حصراً، كما يمتلك العرب النفط الذي يخرج من أراضيهم . وبالفعل منعت تركيا عن العرب معظم مياه دجلة والفرات. وتبيع المياه لإسرائيل.

– وقامت الحبشة في السنوات الأخيرة بتشييد ما أسمته “سد النهضة” واحتجزت مياه النيل الأزرق، وقالت أنها ملكية حصرية للحبشة، وتريد ثمناً لها، وأن تباع المياه كما يباع النفط .

 لم يتحرك العالم بأي إجراء ضد تركيا أو الحبشة. فصار ما فعلاه قانوناً سارياً بحكم صمت العالم والمؤسسات الدولية، بل والتعامل معه كأنه قانون رسمي.

ينتج عن ذلك أن أفغانستان تمتلك جميع مياه نهر جيحون حسب الخرائط الأصلية التي كانت متاحة حتى وقت قريب. وهي مازالت موجودة عند الدول المجاورة خاصة الإتحاد الروسي الذي كان يحكم تلك المناطق في أيام الإتحاد السوفيتي .

علي أضعف الاحتمالات تمتلك أفغانستان 45% من مياه نهر جيحون حسب الخرائط المنتشرة حاليا في الإعلام الدولي.

هذا إذا اعتبرنا القواعد الدولية في الأنهار المشتركة التي طبقتها كل من تركيا والحبشة في أنهار دجلة والفرات والنيل. والآن انتقلت المشكلة، أو نقلها اليهود عن سبق إصرار إلي آسيا الوسطي لتصيب نهر جيحون تحديداً، والذي يسعي اليهود لنقله إلي إسرائيل، ونشطوا كثيراً في ذلك الاتجاه خلال فترة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان .

والآن يبدو أن اليهود يسعون جدياً من أجل إشعال حرب بالوكالة على النمط الأوكراني، يكون الهدف منها ضرب الإسلام في أفغانستان في المقام الأول، ثم سحب مياه نهر جيحون وإيصاله إلى تركيا لحساب إسرائيل .

– الإعلام الدولي التابع لإسرائيل، وإعلام الأنظمة الثلاثة المتشاطئة علي نهر جيحون التي اجتمعت في مدينة(عشق آباد)، يبالغون كثيراً في وصف التأثير المحتمل لقناة (قوش تيبه) في أفغانستان في حال بدأت العمل. فيحاولون بث الرعب في نفوس الإمارة الإسلامية و العالم، وكأن هذا المشروع يمثل تهديداً و يتسبب في نشوب حرب.

وذلك هو الإرهاب النفسي التي تجيد إسرائيل استخدامه هي ومنظومتها الإعلامية .

لقد تجاهل الرؤساء الذين اجتمعوا في (عشق آباد) أنه لا يمكن مقارنة مشروع (قوش تيبه) المتواضع بمشروع عملاق ثم تنفيذه في(عشق آباد) نفسها عام 1962 وكانت تابعة للاتحاد السوفيتي . فقد مددوا قناة بطول 1،375 كيلو متر أسموها قناة(قرة قوم) لري مساحات شاسعة من الصحراء الحارة التي تسبب في تبخر كميات كبيرة من المياه وتسريب كميات أكبر في الرمال .

بينما قناة (قوش تيبه) طولها فقط 285 كيلوا متر . وهي القناة الوحيدة من نوعها في أفغانستان، بينما شهدت جمهوريات آسيا الوسطى مشاريع زراعية أهدرت كميات هائلة من الماء وأحثت مشاكل بيئية مازالت قائمة، خاصة في التربة والمناخ وبحيرات الأورال والخزر .

 

مسارات الحل

لابد من البحث عن حل سلمي ترتضيه شعوب المنطقة. لأن أي حرب ستكون باهظة التكاليف وخطيرة النتائج على الجميع. ويكفي أن نتأمل ما يحدث في أوكرانيا. (إلى جانب الدمار فإن الأصول الاقتصادية الأوكرانية سوف تنتقل ملكيتها لأمريكا ودول الناتو، في مقابل ديون الأسلحة المفروضة على أوكرانيا بأغلى الأسعار وبلا ضرورة أو فائدة عسكرية) .

 وأفضل الطرق السلمية لحل مشكلة نهر جيحون هو عرضها على محكمة إسلامية تشارك فيها الدول الأربعة المعنية، وهي أفغانستان مضافا إليها مجموعة عشق آباد الثلاثية. وقبل بدء المحكمة لابد أن تقرر حكومات الدول الأربعة بمبدأ التحكيم، وقبول الحكم الصادر عن تلك المحكمة باعتباره ملزماً وبديل عن أي تدخل دولي .

 

المطالبات الأفغانية

يمكن أن تقدم إمارة أفغانستان مجموعة مطالب إلي المحكمة الإسلامية المقترحة. ومن تلك المطالب :

1ـ امتلاك مياه نهر جيحون بالكامل نظراً لوجود مخازن المياه الطبيعية علي الأرض الأفغانية طبقاً لخرائط موجودة عند حكومات المنطقة . وذلك تطبيقاً للمبدأ الذي أقره العالم، وقبوله بما فعلته تركيا والحبشة في مياه الأنهار التي تنبع منهما .

2ـ أن تمتلك أفغانستان نسبة من مياه نهر جيحون تتناسب مع طول شواطئها علي ذلك النهر، وهي صاحبة أطول شاطئ عليه .

إضافة إلى الإقرار بحق أفغانستان بامتلاك نسبة من المياه تعادل كمية المياة التي تخرج من بحيراتها الطبيعية التي تصب في النهر وروافده (30% علي الأقل من كمية المياه في النهر).

3ـ أن تطالب أفغانستان بثمن المياه التي حرمت منها خلال القرنين الماضيين، وتم استهلاكها في بلدان آسيا الوسطى في العهد القيصري ثم السوفيتي، طبقا لسعر متوسط للمتر المكعب من المياه خلال تلك الفترة (فترة النهب المائي لنصيب أفغانستان من مياه نهر جيحون).

 

سيناريو الحرب وتطوراتها

قد يتصور البعض أن حرب المياه في آسيا الوسطي لن تصل إلى درجة العنف والشدة التي وصلت اليها حرب أوكرانيا، لأن دول آسيا الوسطي ليست متطورة عسكرياً بالشكل الذي عليه روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو والولايات المتحدة.

ولكن ذلك غير صحيح، إذ أن حرب المياه إذا بدأت فستبدأ صغيرة ومحدودة، ولكنها ستتطور إلي حرب أعنف بكثير من حرب أوكرانيا، وتشارك فيها دول أكثر وأقوى .

الأغلب أن تبدأ الحرب بتدمير منشآت قناة (قوش تيبه) الموجودة على نهر جيحون، فيتوقف المشروع الذي سيكون قد تكلف ملايين كثيرة من الدولارات ويعمل به عشرات الآلاف من الأفغان .

وبالتالي ستكون جميع الأهداف الخاصة بالري على جانبي نهر جيحون معرضة للخطر. فتصاب البنية التحتية للزراعة والري ومياه الشرب، في المنطقة، بأضرار جسيمة تصاحبها فوضي بين المدنيين.

ليس هذا فقط ، بل أيضا سوف تتضرر تمديدات خط أنابيب النفط والغاز لمشروع تابي الذي أكتمل ويقف علي الحدود بين تركمانستان وأفغانستان، تمهيداً للعبور إلي الهند كمحطة نهائية بعد أن يعبر أراضي باكستان. وسيكون في ذلك إضرار شديد بمصالح الهند .

إضافة إلي الضرر الذي سوف يلحقها بتوقف مشروع طريق شمال جنوب الذي يربطها مع روسيا عبر أفغانستان وإيران .

تلك الضربات لمصالح إستراتيجية عالية القيمة للهند سوف يجذبها لتلك الحرب، ويجذب روسيا أيضا، التي سيهتز وضعها الأمني في مناطقها الإسلامية، خاصة في القوقاز وجنوب روسيا. بل أن الفوضى العسكرية والأمنية في آسيا الوسطي سوف تتسبب في تدفق المجموعات الداعشية المستأجرة، التي تنساب إلى الأراضي الروسية والصينية وإيران.

خاصة وان الحركة الداعشية يعاد بناؤها من جديد، وتقويتها كماً ونوعاً، للعمل ضمن الإستراتيجية العالمية لإسرائيل والولايات المتحدة.

– سيكون لدينا إذا أربعة قوى كبرى/ من خارج حوض نهر جيحون/ منخرطة بشدة في حرب مياه آسيا الوسطي. تلك الدول هي روسيا والصين وإيران والهند .

القوة الساعية نحو إشعال تلك الحرب وخوضها بالنيابة عن إسرائيل والولايات المتحدة، والتي ستبدأ وتستمر فيها نهايتها هي (مجموعة مؤتمر عشق آباد الثلاثي) وهي طاجيكستان وأزبكستان وتركمانستان  وهي الدول المتشاطئة مع أفغانستان علي نهر جيحون، وتشترك معها في حدود طولها 1400 كيلومتر . الدولة الرابعة الساعية لخوض تلك الحرب بالوكالة عن إسرائيل والولايات المتحدة، هي باكستان/ رغم  أنه لا يربطها شيء بنهر جيحون/ وتشترك في حدود برية طولها 1600 كيلومتر مع أفغانستان.

 

هدفان لحرب المياة في آسيا الوسطى

لتلك الحرب هدفان، أحدهما على البر، والآخر يتعلق بنهر جيحون.

الهدف البري هو فصل ولاية بدخشان عن أفغانستان لعزل الصين عن أفغانستان. وبالتالي إيقاف مشروع طريق الحرير الواصل إلى إيران. وحرمان الصين من المعادن النادرة المتوفرة في أفغانستان.

 الحد الأدنى من الأهداف الأرضية هو السيطرة على (ممر واخان) المتصل بالصين، لتهريب مجموعات داعش التخريبية إليها.

 

أطماع باكستان من حرب المياه:

مكاسب باكستان ستكون الحصول على أجزاء من أراضي ولاية بدخشان الأفغانية. وقطع الاتصال البري ما بين أفغانستان وكل من الهند والصين. واستكمال السيطرة على مناطق المرتفعات الجليدية في قمم جبال البامير.

من المفترض خلال عمليات الحرب /في حال وقوعها/ أن  تتولى باكستان الهجوم على بدخشان من جهة الشرق بينما يتولى الجيش الطاجيكي الهجوم عليها من جهة الغرب .

–  ومن أطماع باكستان أيضا : المضي في ابتلاع المزيد من الأراضي الأفغانية على طول الحدود . فما زالت تواصل تحريك خط الحدود (ديوراند) شمالا ، وكأنها تريد الوصول به إلى نهر جيحون، أي أن تبتلع أفغانستان بالكامل. ومع ذلك لا تتوقف هي وأمريكا والنظام الدولي من إتهام أفغانستان بدعم الإرهاب وتهديد أمن الآخرين . (وذلك نتيجة خطأ جسيم ارتكبه المفاوض الأفغاني مع الأمريكان في الدوحة) .

 فتلك الإتهامات الكاذبة تعتبر نوعا من التمهيد لحرب مياه يرغبون فيها، ويجب عليهم تصويرها كحرب مبررة ومشروعة.

 

غيوم حرب مياه .. فوق آسيا الوسطى

 

–  مكاسب طاجيكستان من حرب المياه المتوقة .. هي الآتي :

1ـ السيطرة الكاملة على بحيرات المياه العذبة التي تمد نهر جيحون وروافده من فوق قمم البامير. وإبعاد أفغانستان عن منابع النهر.

2ـ السيطرة علي مجموعة من مناجم الذهب ومعادن أخرى .

3ـ سهولة التوسع المستقبلي داخل شمال أفغانستان بدون عقبات طبيعية تعرقل ذلك .

 

البعد المائي لحرب المياة في آسيا الوسطي :

  قبل أن تبدأ أفغانستان في بناء قناة الري (قوش تيبه) لم تكن تستفيد بشئ تقريبا من مياه نهر جيحون . وتريد دول” ثلاثية عشق آباد”، أن تعيد أفغانستان إلى موقعها السابق من نهر جيحون، أي قطع يدها تماماً عن مياه ذلك النهر،ى  ومنابعه في هضبة البامير.

 

ماء جيحون ، ونفط تابى، لإسرائيل عبر أذربيجان وتركيا.

من أهداف حرب المياه التي يخطط اليهود لها: نقل مياه نهر جيحون إلى خارج الدول التي كانت تستفيد منها تاريخياً في آسيا الوسطى .

ف سوف تنقل مياه النهر صوب تركيا عبر أذربيجان لحساب إسرائيل. حيث أن تمويل تلك الحرب كما حرب أوكرانيا والسودان ودول كثيرة هو تمويل يهودي بقروض ربوية في مقابل شراء أصول الدولة في نهاية الحرب . فتتحول ملكية تلك الدول إلي اليهود بواسطة عقود بيع وشراء، وليس احتلال عسكري كما كان الأمر في قديم الزمان، أي ما قبل القرن الواحد والعشرين .

– وأيسر الطرق لنقل أنابيب مياه جيحون[وايضا أذا نجحت الحرب قد تنتقل الطاقة أيضا بأنابيب مشروع تابي] ، من تركمانستان إلى بحر الخزر (بحر قزوين) وصولاً إلي أذربيجان في الجانب الآخر. ثم الوصول إلى الأراضي التركية. وعلي الأغلب سوف تٌصنَع دويلة بين الشمال السوري والجنوب التركي خصيصاً لاستقبال مياه نهر جيحون ومعها نفط تابي [ مثيل لفكرة دويلة ميناء بورسودان لنقل ماء النيل ونفط جنوب السودان ]. لينضم الماء إلى الطاقة في سوق إسرائيل الدولي للتوزيع من موانئها على البحر الأبيض.

[نلاحظ هنا أحد جوانب الدور الوظيفي “لمجاهدي سوريا” في حراسة مصالح إسرائيل في سوريا عموما وشمالها بشكل خاص].

 

آذربيجان ،القاعدة اللوجستية لحرب المياه.

يقودنا ما سبق إلي أن القاعدة الرئيسية للعمل اللوجستي في حرب المياه في آسيا الوسطى، ستكون في جمهورية آذربيجان في جنوب القوقاز ،حيث تحولت تلك الجمهورية إلى قاعدة رئيسية للمخابرات الإسرائيلية، تساندها المخابرات التركية .

ستكون آذربيجان منطلقاً لجميع أنواع الإمداد اللازمة لتلك الحرب. وأيضا قاعدة أساسية لانطلاق طائرات (بيرقدار) التركية بدون طيار التي تساند العمليات الأرضية لحرب المياه ضد أفغانستان.

وسوف تتولي تركيا أيضا إيصال الذخائر والأسلحة القادمة من دول حلف الناتو الأوربية لصالح قوات “ثلاثية عشق آباد” .

– أما باكستان فإن ما يلزمها من أسلحة وذخائر وطائرات موجود بالفعل فوق أراضيها منذ سنوات، في قواعد أمريكية وإسرائيلية منتشرة على حدودها مع أفغانستان .

من أهداف إسرائيل وأمريكا من تلك الحرب التي تخوضها بالوكالة عبر ثلاثية عشق آباد وباكستان، هو تحطيم ما أنجزته الإمارة الإسلامية من بنيان اقتصادي، كانت بدايته عميقة وجذرية خلال عامين فقط من التحرير. فاستثمرت أفغانستان ملايين كثيرة من الدولارات في بنيان اقتصادي حقيقي ذو رؤية بعيدة المدى. لذا سيكون هدف إسرائيل وأمريكا إعادة إمارة أفغانستان إلي نقطة الصفر اقتصاديا. وفى ذلك خسارة كبيرة لأفغانستان .

والهدف من كل ذلك أن يدرك شعب أفغانستان والإمارة الإسلامية أنه لا مناص من الانصياع للإرادة الأمريكية، وأن البديل سيكون العقوبات والحروب بالوكالة بأيدي الجيران.

وأن الحل الوحيد أمام شعب أفغانستان هو  الاستسلام بدون قيد أو شرط حتي تتوقف الحرب ويعم السلام، وتصبح أفغانستان بلا إسلام كما هي الدول [ الإسلامية!! ] التابعة لإسرائيل والولايات المتحدة.

 

تركمانستان : الحلقة الأضعف ، والضحية الأولي للحرب.

تتمتع تركمانستان بسمعة طيبة للغاية في الإمارة الإسلامية، منذ أنشئت الإمارة، نتيجة موقفها المحايد والمتميز بالصداقة .

فكانت المراكز الحدودية بين البلدين هي مراكز للصداقة الشخصية بين العاملين علي الطرفين بشكل أقرب إلي التقاليد القبلية منه إلى المراسم الحكومية .

لهذا جاء موقف حكومة عشق آباد مفاجئا بعقد ذلك المؤتمر الاستفزازي حول نهر جيحون، والذي يعتبر خطوة عملية في اتجاه الحل العسكري لمشكلة لا دخل للبلدين بها .

وعند النظر إلي أي سيناريو محتمل لتلك الحرب نجد أن تركمانستان ستكون أول الخاسرين وأكبر من يتحمل الخسائر الشاملة بالنسبة إلى حجمها المحدود .

المخططون لحرب المياه القادمة يطمعون في أن يكون دور تركمانستان هو:

 أولاً : الإرتباط بخط الإمداد القادم من أذربيجان ويحمل المعدات الثقيلة للحرب، عبر ميناء تركمانستان علي بحر الخزر .

ثانياً : يطمع المخططون لتلك الحرب الشريرة والعدوانية أن تكون تركمانستان مركزاً لضرب “المفصل الاقتصادي” بين أفغانستان وإيران الذي يمتد من مدينة هيرات الأفغانية إلي المنفذ الحدودي بين البلدين في(إسلام قلعة). وهي أهم المناطق التجارية والصناعية واللوجستية في أفغانستان حالياً . وطبيعي أن تمثل ثقلاً استراتيجياً بالنسبة لإيران/ كونها منطقة اتصال أرضي لها مع روسيا والصين أيضا . (بما يمثل حافزا جماعيا لمقاومة أي طرف خارجي يعتدي علي ذلك الشريان الاستراتيجي الهام).

المعروف أن العلاقات بين تركمانستان وإيران هي علاقات طيبة وذات مجالات متسعة. وعلينا أن نخمن حجم الضغط الذي تعرضت له (عشق آباد) لكي تنقلب علي أصدقاء موثقين في كل من إيران وأفغانستان ، بل أيضا روسيا والصين بشكل غير مباشر.

تركمانستان الصديق التاريخي الوفي سينقلب وضعها إلي العكس تماماً إذا نشبت تلك الحرب وقامت بالأدوار المذكورة . فهي ستتعرض لضربات ستقلب وضعها الاقتصادي والسياسي رأساً على عقب .

صحيح أن النظام لن يستطيع الاستمرار بعد تلك الحرب ولكن الأسوأ أن الشعب سيعاني كثيرا (لفقدانه مصادر الماء والطاقة ).

– لأجل هذا تتميز أمريكا وإسرائيل بالعدوانية، كون كل خسائر الحرب المادية والبشرية ستقع علي عاتق المسلمين في تلك المنطقة الإسلامية ذات التاريخ الإسلامي الناصع. لهذا يجب علي الجميع أن يوقفوا تلك الحرب قبل أن تبدأ، لأنها إذا بدأت فلن يجرؤ أحد أن يمد يده اليها إلا أن تنطفئ بنفسها .

ثانيا: تركمانستان تمتلك أصغر نسبة مشاركة علي شواطئ نهر جيحون بما لا يتماشى مع اعتمادها الكبير علي ذلك النهر .

ومن البديهي أنه في حالة نشوب حرب فإن ارتباط “عشق آباد” مع نهر جيحون يمكن أن يتم قطعه بسهولة .

وكذلك إتصالها البحري مع آذربيجان التي ترسل أسلحة كوقود للحرب. فإن ذلك الارتباط البحري من السهل قطعة أيضا .

وليس هذا كل شيء، لأن الأمر الثالث هو أن تركمانستان يعتمد إقتصادها على استخراج الطاقة (نفط وغاز). وهي مواد قابلة للإشتعال ، ومن السهل حرمان تركمانستان من تلك الموارد الطبيعية.

فالحرب مليئة بالنيران وبالتالي فإن الطاقة هدف سهل ويكون وبالاً علي من يمتلك مصادرها بدون أن يمتلك وسائل دفاع ضد الهجمات الجوية والصاروخية .

–  أما شركاء تركمانستان في التخطيط والتجهيز لتلك الحرب وهما أوزبكستان وطاجيكستان، وكلاهما يفتقر إلي الطاقة (وهذا سبب اندفاعهما إلي التحالف مع تركمانستان كي تمدهما بالطاقة خلال تلك الحرب. وهذا يشكل دافع إضافي لاستهداف موارد الطاقة في تركمانستان أثناء الحرب التي تنسحب إليها مع شركائها، بدافع من الولايات المتحدة وإسرائيل ، ومعهما حلف الناتو بطبيعة تبعية الحلف لهما.

هؤلاء الشركاء وهما طاجيكستان وازبكستان كلاهما دول فقيرة بالطاقة وغني بمصادر المياه. ومع ذلك فإن ما يقومون به من تخطيط لحرب مياه في المنطقة، سوف يصيب بالضرر الشديد مشاريعهما المائية المتطورة والتي لا يمكن قياسها بما لدي أفغانستان التي ليس لديها سوي قناة ري غير مكتملة .

وبالتالي فإن الخسائر المائية ستكون باهظة جداً على تلك الدولتين. وربما أدت إلي اختفاء الكثير من مشاريع الري العملاقة المقامة على نهر جيحون .

لتنتهي الحرب علي منظر مأساوي: جيحون النهر العظيم فَقَدَ المشاريع المائية التي كانت مقامة عليه. و أفغانستان الدولة صاحبة أطول شواطئ علي النهر ولا تمتلك أي مشروع مائي، قد أصبحت على قدم المساوة مع من أشنوا عليها حرب مياه ظالمة، بتخطيط من أمريكا وإسرائيل . وإذ الجميع عند نهاية الحرب يقفون على خط “الصفر المائي”. ولم تحقق دول العدوان المائي إلا الخيبة وعار الهزيمة.ٍ كما حدث في الحرب على أفغانستان عام(2001) بإدعاء كاذب هو الانتقام لحادث لا شأن لأفغانستان به.

وهذه المره سوف يفشلون في حرب ادعوا أن سببها هو قناة يتيمة لم تستكمل بعد تحاول أفغانستان بنائها .

أمريكا وإسرائيل سوف تزولا . ودول منظومة العدوان الثلاثي في (عشق آباد) سوف تسقط جميعاً، وتستبدل بأنظمة تلبي احتياجات شعوب المنطقة. والذي سيبقي بعد الحرب /التي نتمني ألا تنشب أبدا/ هو الإمارة الإسلامية، ونهر جيحون الخالد على أرض أفغانستان .

 

توسعات متوقعة في ميادين حرب المياه

إقدام جمهورية تركمانستان على استخدام منافذها علي بحر الخزر من أجل إستقبال المواد العسكرية التي تأتيها من موانئ آذربيجان المواجه لها علي بحر الخزر، هي مجازفة قد تؤدي إلي تحويل ذلك البحر الهادي والمحايد إلي بركة عسكرية متفجرة. بإعتبار أن حرب المياه حول نهر جيحون سوف تؤثر علي مصالح روسيا وتهدد أمنها ، إضافة إلى أن إمدادات الحرب التي تنقلها تركيا إلى آذربيجان مصدرها هو دول حلف ناتو التي تحارب روسيا في أوكرانيا حرباً بالوكالة إلى جانب الولايات المتحدة .

 

حرب المياه بالنسبة لروسيا = (أوكرانيا/2).

إنها نفس الجبهة تشعل حرباً أخري في آسيا الوسطي وأفغانستان. وتفهم روسيا من ذلك أنها تواجه (أوكرانيا/2 ) إلى الجنوب من حدودها الآسيوية . لذا من المؤكد أنها سوف تتدخل في تلك الحرب بأشكال تناسبها. سيكون منها بالتأكيد ضرب إمدادات الناتو التي تنتقل من آذربجان إلي تركمانستان، وربما إلي موانئ أخري تخص دول آخري مطلة علي بحر الخزر مثل أوزبكستان .

في الحرب البحرية قد تصبح موانئ كل من تركمانستان وازربجان مستهدفه بالنيران الروسية .

 

أرمينيا تتحرك ؟؟.

سيشجع ذلك الوضع أرمنيا لاستعادة (قره باغ) وأراضي أخري احتلتها آذربيجان  بمساعدة تركيا في الحرب الأخيرة .

وستكون فرصة لا تعوض لإعادة الموازين مرة أخرى إلي وضعها الطبيعي بين الدولتين أرمينيا وآذربيجان .

وذلك سيعرقل كثيراً مجهود تركيا في نقل الأسلحة والذخائر التي يرسلها حلف الناتو من أوربا إلي دول حرب المياه في آسيا الوسطي.

في هذه الحالة ستكون تركيا أمام خيارات صعبة. فإما أن ترسل قوات أرضية لمقاتلة ارمينيا ومساندة آذربيجان. أو أن تستمر في الاعتماد علي سلاحها الوحيد المفضل وهو طائرات بدون طيار(ببيرقدار) التي فقدت سحرها ورونقها في حرب أوكرانيا، فرحلت بطائراتها لحروب بالوكالة في السودان والصومال.

والحل الأخير المعقول هو ان تنسحب من تلك المعركة الفاشلة قبل ان ترتد تأثيراتها إلي الأراضي التركية نفسها، على شكل صدام مع الإسلاميين الأتراك أنفسهم، وصراع مع الإسلاميين المهاجرين في تركيا، خاصة وأن حرب تركيا هي ضد المسلمين في آسيا الوسطى وضد الإمارة الإسلامية تحديداً ، التى تتمتع بتقدير معنوي كبير بين المسلمين في تركيا والعالم .

 

حرب المياه بالنسبة للصبن = (كوريا/ 2 ) + (أوكرانيا صينية).

ستنظر الصين بدرجة عالية من الاهتمام والخطورة إلى تحرك حلف الناتو لإشعال حرب المباشرة علي حدودها مع أفغانستان. وسترى أن ذلك عبارة عن (أوكرانيا) جري تفصيلها خصيصاً على المقاس الصيني. وإذا حدث ذلك فسوف تكون أول تجربة لحرب برية تخوضها الصين بعد حرب كوريا في أوائل خمسينات القرن الماضي.

أي أنها نسخة جديدة ومنقحة من حرب كوريا. أو أنها (كوريا/2). ولكن طبقاً لسيناريو مجهول وغير قابل للتصور لشدة ما به من خطورة .

 

الهند تتحفز للخطر :

– الهند المجاورة لإقليم (بدخشان وممر واخان) سوف تشعر بقلق أكيد وهي تري الجيش الباكستاني يتحرك في تلك المناطق الجليدية محاولاً رسم خطوط سياسية جديدة متجاهلاً مصالح أكبر شعبين في العالم وهما شعوب الهند والصين. خاصة وأن باكستان إذا نشبت الحرب فسوف تستنفر قواتها على خط (ديورند) مع أفغانستان.   وتتحسب الهند لأي تغير حدودي ينتج عن تلك الحرب.لأنه سوف يؤثر عميقاً علي أمنها القومي إلي درجة تقترب من الجنون .

الأجراء الذي يمكن توقعه من الهند وقتها هو أن تقوم قواتها بتوحيد كشمير تحت قبضتها وإخراج باكستان نهائياً من تلك المنطقة ، وربما من كل هضبة البامير ، بما يعنى توسيع اتصالها البرى مع كل من الصين وأفغانستان.

الأفدح من ذلك إذا شعرت الهند والصين بأن باكستان تتخذ ضدهما موقفاً عدائيا يهدد أمنهما بالتعاون مع حلف الناتو والولايات المتحدة. فقد يتفقان علي حد أدني من العقوبات المشتركة يواجهان بها حماقة النظام الباكستاني وتلقينه درساً. ليتذكر بأن مصالحة وأمنه يرتبطان أساساً بذلك المكان من آسيا، وليس بأوروبا أو القارة الأمريكية.

 

حلول عملية كبدائل للحرب.

ينبغي أن تتحرك أفغانستان مبكراً قبل أن تبدأ الحرب خطواتها بالمسير فوق الأرض، وعندها قد لا تجدي أي محاولة لوقفها.

على الإمارة الإسلامية أن تشكل جبهة مناهضة للحرب تضم الدول الأكثر تضررا منها ، وعلي رأسها إيران والصين وروسيا والهند. وأن تقوم تلك الدول بمشروع دبلوماسي موحد موجه إلي دول (ثلاثية عشق آباد)، لإقناعهم بخطورة الحرب التى سيكونون ضحاياها الرئيسيين . وأن الدول الاستعمارية من خارج الإقليم تحاول إشعال الحرب لمصالحها الاستغلالية وضد مصالح شعوب المنطقة .

وفي النهاية سوف يرحل الغربيون ويختفون، تاركين أنظمة “ثلاثية عشق آباد” تواجه عواقب الحرب عليها وعلى شعوبها .

 

مشاريع للسلام .. وليس للحرب.

تلك الدول المتضررة من الحرب المزمعة في وسط آسيا بذريعة مشكلة المياه، عليها أن تقدم مشروعاً عملاقاً يشمل (دول ثلاثية عشق آباد) وأفغانستان والدول المناهضة لتلك الحرب .

وليكن ذلك المشروع على /سبيل المثال/ مزارع جماعية للقمح، لسد احتياجات العالم التي نتجت عن غياب محصول القمح في أوكرانيا و روسيا . خاصة وأن روسيا سوف تواجه صعوبات ومخاطر كبيرة في نقل محصول القمح وغيره من المنتجات عبر البحر الأسود. حيث تترصد دول الناتو لإغراق السفن وضرب الموانئ ومخازن القمح.

– كما أن القمح الروسي لن يجد مجالاً للتصدير أمام منافسة القمح الإسرائيلي المزروع في السودان، التي سوف تتشظى إلي دويلات صغيرة مهمتها زراعة القمح(جمهوريات قمح) لصالح المستثمر الإسرائيلي، لإغلاق الأسواق في وجه القمح الروسي والأوكراني معاً.

أسواق القمح الرئيسية الموجودة في أوربا لن تتعامل مع القمح الروسي ، فهم مجبرون علي شراء القمح اليهودي بأسعار مرتفعة.

 

تحرير مسار نهر جيحون في أفغانستان :

الأرض الأفغانية المواجهة لطاجيكستان عبر نهر جيحون جزء منها منخفض عن مستوي النهر. ويبذل الأفغان مجهوداً كبيراً لبناء سواتر حجرية وأسمنتية لحماية أراضيهم المنخفضة. وفي نفس الوقت الحفاظ علي مياه النهر كي تمر إلى الدول الجارة ، رغم أن أفغانستان لا تستفيد من تلك المياه بأي مشروع زراعي سوى كميات ضئيلة يستفيد منها المزارعون الأفغان القريبون من النهر في زراعة بعض الخضروات .

وحيث أن عملية الحفاظ على مياه النهر مرهقة اقتصادياً، وتشكل خطورة حيث أن السواتر الحجرية غير مضمونة ويمكن أن تنهار في موسم الفيضان (موسم ذوبان الثلوج) .

فأن من الأفضل لأفغانستان أن تتخلى عن تلك السواتر و تنقل السكان القريبين منها إلي مناطق مرتفعة وأكثر أمناً ، وأن تترك نهر جيحون يشق مساره الطبيعي بما يتماشى مع تضاريس المنطقة .

أن من الحكمة دائما التماشي مع قوانين الطبيعة وليس محاربتها. ومن المتوقع أن تغمر مياه الفيضان تلك المناطق المنخفضة وتشكل بحيرة عظمى يمكن الاستفادة منها اقتصادياً بشكل أفضل بكثير من مجرد زراعة الخضروات فوق عدة أمتار من الأراضي خلف السواتر الحجرية الخطيرة. فالبحيرة العظمى ستكون غنية بالأسماك والطيور، وتوفر مخزونا مائياً ثابتاً طول العام. وتلك نظرة إقتصادية سليمة وأيضا صديقة للبيئة ومتعاونة معها .

–  ولكن مازال الحرب والسلام يتسابقان في آسيا الوسطى ، وشبح الحرب يخيم فوق نهر جيحون.

 

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

 

غيوم حرب مياه .. فوق آسيا الوسطى

 



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا