(ماسونية الحمير) : الماسونية و الحركة الإسلامية

2

(ماسونية الحمير)

الماسونية والحركة الإسلامية

– الترويج الماسوني: ميوعة في الثوابت .. وصلابة في الانحراف.

– “الماسونية الإسلامية” لا تجرؤ على الطعن في الشريعة ، فتلجأ إلى التشكيك في صحة منهج من ينفذونها.

– توضيحات مطلوبة من المعترضين على ما تم تطبيقه من حدود شرعية في أفغانستان وإيران.

الماسون “الشرعيون”: لا تحرير لفلسطين ولا جزيرة العرب.

.. و من ينادي بتحرير الأرض والمقدسات الإسلامية ، فهو إما أن يكون شيعياً، أو أنه تابع لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني . وتلك التهم تعني في قاموسهم الخروج من الإسلام جملة وتفصيلا.

– التحدي الحقيقي أمام النظام الإسلامي هو إعادة أسلمة النظام التعليمي من أساسه، بناء علي رؤية إسلامية خالصة، تجمع بين التعليم الديني المؤصل والعلم التجريبي المتطور .

– أي قيادة شعبية في أفغانستان أو إيران تطالب بإجراء استفتاء تحت إشراف دولي لأي مجموعة عرقية أو دينية، إنما تدعو الاحتلال الكافر للتعدي على بلاد المسلمين. وذلك ليس اختيارا حرا للشعب، بل هو اختيار للكفر على الإسلام .

– مرجعية المسلمين هي الإسلام وشرائعه، لتحديد الحقوق والواجبات والأحكام. أما الغموض الماسوني، والكلام المطلق غير المحدد، فهو خداع للمغفلين ــ أو الحميرــ حسب التوصيف اليهودي لغير اليهود .

بقلم  : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

 

 

كتب المؤرخ الفلسطيني عجاج نويهض في موسوعته القَيِّمَة بروتوكولات حكماء صهيون : { تركز اليهودية العالمية على الماسونية. والماسونية اثنتان :  ماسونية يهودية ، وماسونية الجوييم (غير اليهود). وهذه آلة في يد تلك }.

– والكاتب يشير إلي حقيقة أن اليهود لهم محافلهم الماسونية الخاصة بهم. وهي قليلة العدد إذا قورنت بالأعداد الكبيرة من المحافل الماسونية التي أنشئوها لاستيعاب أتباع الديانات والشعوب غير اليهودية، الذين يعتبرونهم حميراً خلقت لخدمتهم .

– تمكنت اليهودية العالمية من السيطرة على جزيرة العرب، حتي أنهم تواجدوا بشكل دائم في مكة والمدينة، ويديرون فعليا فريضة الحج والعمرة من خلال أو من وراء ستار السلطات السعودية .

ولم يكن ذلك ليتم لولا أن اليهود سيطروا على قطاع كبير من حكام تلك البلاد، ومن المسلمين المؤثرين في الرأي العام ، خاصة من العلماء والمثقفين الدينيين، ومن التشكيلات والتنظيمات الإسلامية المتنوعة. فبعد عمل يهودي دؤوب استمر لعقود طويلة ، توصلوا إلى تلك النتيجة التي نشاهدها الآن في الأراضي المقدسة، في جزيرة العرب وفلسطين .

– لقد توصلت الحركة اليهودية العالمية إلى ذلك الانتصار الهائل علي المسلمين/ بدخول مقدساتهم والسيطرة عليهم/ ليس عن طريق منظمات يهودية صريحة الهوية تعمل علي المكشوف ، ولكن عن طريق منظمات ماسونية من أبناء المسلمين أنفسهم . أي جمعيات (محافل) ماسونية لغير اليهود، ولكنها تدار بواسطة المحافل الخاصة باليهود.

فليس غريباً على الحركة الإسلامية أو الحركات العلمانية الوطنية في العالم العربي، أن تتجاهل تأثير اليهود وإسرائيل تحديدا في جميع المآسي التي يمر بها العالم العربي. حتي أن بعض الدول التي تم تدميرها بشكل شبه كامل على يد اليهود مثل(مصر، لبيا ،سوريا، العراق ، اليمن …) لا تذكر المعارضة الإسلامية أو الوطنية دور اليهود في ما حدث ويحدث في تلك البلدان. فتراهم يركزون علي أخطاء الشخصيات الحاكمة، ونقص “مُكَوِّنات الديمقراطية” لديها. والكثير منهم اتفقوا مع إسرائيل على “اصطناع” عدو للشعوب العربية وللمسلمين، يكون بديلاً عن إسرائيل، ويصرف الأنظار عنها، بل ويجعلها صديقا وحليفا عسكريا فيما يسمونه أحيانا (حلف ناتو عربي اسلامي إسرائيلي ) .

ذلك التحالف موجه أساساً ضد إيران والشيعة، وضد أي فصيل معادى لإسرائيل يشير فقط إلى مسئوليتها عما يحدث للعرب والمسلمين وللمقدسات. فإن أعضاء ذلك التحالف (الناتو العربي الإسلامي اليهودي) يتجهون إليه بالعداء العنيف والاتهامات، وحملات التشويه ، ناعتين إياه بالتشيع المذهبي أو السياسي.

– ذلك “الناتو”، الذى ينشدونه، هو صورة حديثة وناطقه لما يقصده المؤرخ نويهض وأمثاله من العرب المناهضين للصهيونية، من أن الماسونية اليهودية تدير المحافل الماسونية للجوييم ” أي غير اليهود”، وهم في هذه الحالة التنظيمات الوطنية والإسلامية التي تسير وراء اليهود. وحتى يتفادون الحرج أمام شعوبهم فإنهم يختلقون عدوا بديلا، يبالغون في عداوتهم له لتغطية حقيقة تحالفهم مع إسرائيل.

ذلك العدو البديل كان إيران، إلى أن اتضح زيف ذلك الزعم، وأنها تعاني من مخاض ثورة ملونة داخل أراضيها. إضافة إلى حصار سياسي واقتصادي خانق ، واحراق إعلامي. كل ذلك أثبت أن إيران ضحية وليست خطراً.

– لهذا تسعي السعودية ودول مجلس التعاون إلى جذب الصين إلى جزيرة العرب بالمشاريع، تمهيدا لتصوير ذلك التواجد على أنه غزو ” وثني ملحد” لجزيرة العرب. فتتحول الصين إلى عدو، بديلا عن إسرائيل، يستر خيانة ماسونية” الجوييم”ــ حمير بنى إسرائيل ـ في تحالفهم مع إسرائيل واليهودية العالمية.

– ما يسمونه (حلف الناتو العربي الإسلامي الإسرائيلي)ـ وهو كيان فاعل بشكل غير رسمي، تحسبا لرفض شعبي غير متوقع ،قد يؤدي إلى فشله . ذلك الحلف قد يتخذ شكلاً قانونيا محدداً، داخل تنظيم إقليمي  يأخذ مكان الجامعة العربية، فيحمع العرب تحت قيادة إسرائيل ضمن كيان إقليمي ، بلا صفة دينية أو قومية. إلى أن يكشف اليهود عن حقيقة أن المنطقة العربية هي ممتلكات تخصهم فقط ، وأن سكانها حمير يركبونها ضمن باقي حمير العالم، على اختلاف أنواع الحمير من إقليم إلى آخر، ومن قارة إلى أخرى .

 

المرونة الماسونية

التنظيمات “المحافل” الماسونية لغير اليهود “الجوييم”، تعرض نفسها على شكل مصيدة واسعة الأرجاء، تقبل بدخول أي فريسة من أي نوع . حتى تجد اليهودية لنفسها موطئ قدم في كل مكان وفي كل التجمعات. لأجل هذا وجدت الماسونية قبولا سريعاً في بلاد العرب عند بداية عملها في القرن التاسع عشر. فانضم إليها زعماء وطنيون وإسلاميون ومثقفون وثوريون وأمراء وملوك. والعديد منهم كتب مادحاً الماسونية ومبادئها الإنسانية. فانتشرت وتوسعت كثيرا.

واهتمت المحافل بضم الأشخاص ذوى القيمة الاجتماعية والقدرة على التأثير في مجالات الحياة العامة. وحظي الأعضاء بدعم بعضهم البعض ضمن تجمعهم الماسوني (المحفل). وضمت كل دولة عدداً من المحافل.

– كان لرجال الحكم المنضمين إلى المحافل الماسونية نفس الأهمية التي كانت لرجال المعارضة الذين تضمهم محافل أخرى في نفس البلد. وبذل اليهود اهتماما خاصا لضم علماء السوء من الناطقين باسم الدين لحرف مسيرة الإسلام ، وتفريغه من الحقائق وحشوة بالقشور واللهو والخرافات. وتحويل الدين إلى عامل ضعف وتفرقة وتبعية للمستعمرين.

 

ميوعة في الثوابت .. وصلابة في الإنحراف

وذلك من الخدع اليهودية الشهيرة، والتي تمليها على “محافل ماسونية الحمير” لتنشرها بين الشعوب المسلمة. وهنا تظهر أهمية “المحافل الماسونية لغير اليهود”، والتي تضم شخصيات إسلامية ، وأشباه علماء الدين ، أو مؤسسي جماعات ذات صبغة دينية تعمل على تمييع الثوابت الإسلامية، وترويج الانحرافات التي ابتكروها، والدفاع عنها بكل قوة وحماس ، حتي وإن وصلت إلي درجة القتال والفتنة بين الناس .

– رفعت الماسونية اليهودية لجميع الحركة الماسونية شعار (الحرية والإخاء والمساواة). وهو الشعار الذي رفعوه للثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر ، وجعلوا منه قيمة مطلقة بلا حدود، حتي تكون مقبولة من الجميع كمبادئ عامة، يفسرها كل طرف حسب أمنياته واحتياجاته وأحلامه. ولهذا أبدى الكثيرون إعجابهم بتلك المبادئ الماسونية المطلقة والبراقة.

– بمرور الوقت اتضح أن لتلك المبادئ المطلقة حدودا قاطعة يفرضونها بكل وحشية وقسوة، حسب ما تمليه مصالح اليهود في كل مناسبة وميدان . بعد أن تكون تلك المبادئ (الحرية والإخاء والمساواة) قد مَكّنَت اليهود من فك العزلة المفروضة عليهم، و الوصول بهم إلى أعلي مستويات السيطرة والنفوذ. فعَبَّروا عن أبشع صور القسوة والتعالي .

يقول مدير سابق للمخابرات الأمريكية عن المسلمين:

(سوف نصنع لهم إسلاماً يناسبنا). وقال مثل ذلك ماسونيون كبار من حلف الناتو. وسياسي أمريكي آخر قال : (إن تقرير المصير يعني أي شيء آخر غير تشكيل حكومة إسلامية). وفي أفغانستان بدأوا الحرب على الإمارة الإسلامية عام 2001 ، وما زالت الحرب مستمرة حتي الآن في صور جديدة  بعد تحرير أفغانستان. وفي أثناء المفاوضات التي سبقت إنسحابهم أكد الأمريكيون طوال الوقت أنهم لا يريدون شئا اسمه “الإمارة الإسلامية”، ولا يريدون شيئا اسمه “الشريعة الإسلامية” .

 فظهر زيف المبادئ المطلقة والشعارات البراقة عند صراع اليهود مع الأمم الأخرى، خاصة المسلمين .

– أعضاء المحافل الماسونية لغير اليهود “أي الجوييم ــ الحمير”، والتنظيمات العاملة في إطارها، سواء كانت علمانية أو إسلامية، تحاول مواصلة الخداع، برفع الشعارات المطلقة مثل { حقوق الإنسان،  حقوق المرأة ، حق تقرير المصير للأقليات “المهمشة” ، حرية الانتخابات ، الديموقراطية ، حرية الاعتقاد ، وقف عقوبة الإعدام ، حرية تشكيل الأحزاب، التعددية الحزبية، .. إلخ} .

– يلجأ الماسون إلى المناورة، عندما لا يتمكنون من معارضة الشريعة الإسلامية مباشرة . كما هو موجود في إيران وأفغانستان حيث للمسلمين هناك قوة وسلطة. فيحاول الماسون معارضة جزء واحد من الشريعة / يتعلق بالمرأة غالبا/ ، وذلك تحت حماية مظلمة قوية جدا من الإعلام الدولي والعربي.

  فإذا أرادت التنظيمات الماسونية الإسلامية تأييد الغرب في ادعاءات حرية المرأة، فلا يمكنهم قول ذلك صراحة، لأن مظاهرات تحرير المرأة في إيران وأفغانستان تأخذ شكل العداء المباشر للشريعة الإسلامية. وتبدأ المطالب النسوية أولا بخلع الحجاب (وهو موضع إجماع بين المسلمين)، ثم تصل إلى المطالبة بالحق فى حرية الفجور. وهذا أيضا قضية يعارضها المسلمون بالإجماع. فماذا تفعل الماسونية الإسلامية؟؟. إنهم يطعنون في أسلوب تطبيق أفغانستان للحجاب على المرأة. وينتقدون قوة الالتزام الأخلاقي في المجتمع الأفغاني قائلين أنه تزمت قَبَلي تقليدي، ولبس فريضة إسلامية. ويقولون أن الإمارة الإسلامية تأخذ برأي فقهي ضعيف أو خاطئ.

أما إذا فرضت حكومة إيران الحجاب، فإن الماسون المتأسلمون يطعنون في كونها حكومة شيعية، تطبق فَهْماً يعتبرونه مغلوطاً.

– وهكذا فإن قضية المرأة لدى الماسونية “الإسلامية!!”  قد حُسِمَت لصالح المفهوم اليهودي، لأن المذاهب الإسلامية ليست محل ثقة لديهم . ولا يقول هؤلاء الماسون، نظرا لصبغتهم الإسلامية وسط الجمهور، أن الشريعة الإسلامية ليست محل اعتقاد لديهم .

– ومثال آحر عند تطبيق حد (الحرابة) وهو معاقبة من يخرجون على حكم الشريعة، فيقطعون الطرق العامة ويخيفون الناس، وينهبون المال، ويقتلون الأبرياء. هؤلاء هم المحاربون وعقابهم الشرعي يشمل القتل.

والماسونية الإسلامية لا تجرؤ على معارضة(حد الحرابة) ، كونه من الحدود المجمع عليها بين المسلمين بنص القرآن. ولكنهم يطعنون فيمن يطبقونه. فإذا طبقته إيران مثلا قالوا أنه فهم خطئ من الشيعة لقانون الحرابة. وإذا طبقته الإمارة الإسلامية من خلال قتال مسلح مع المحاربين وقتلت منهم واعتقلت، قال الماسون المتأسلمون أنه إضطهاد من “حكومة الأمر الواقع” التي لا تمثل كل الشعب. أي لا تمثل عملاء أمريكا واليهود.

وأكثر تطبيقات حد الحرابة في أفغانستان من قتل واعتقال تتم في أرض المعركة أثناء القتال المباشر بين من يطبقون الشريعة وبين الخارجين عليها (وتلك ميزة تتمتع بها قوات تنفيذ الشريعة في أفغانستان عن أقرانهم في إيران). فيوجد قتلى من الطرفين في أرض المعركة ويوجد أسرى من المحاربين يعرضون على المحاكمة الشرعية. وقد يتم سجنهم أو معاقبتهم بعقوبات شرعية قد يكون منها الإعدام. فيخرج الماسون “الجوييم” الإسلاميون، ليواجهوا الشريعة ، ويَدْعون إلى إلغاء عقوبة الإعدام نفسها، بما يعني إلغاء حكم شرعي. وهذا يعادل إلغاء الشريعة نفسها، لأن إلغاء جزء من الشريعة يعادل الغاء الشريعة كلها. وإلغاء جزء من الدِيْن يعادل إلغاء الدين كله .

الماسون الإسلاميون، والمعترضون على تطبيق حد الحرابة، بالشكل الذى نُفِّذ به في إيران وأفغانستان، فأتهم أن يوضحوا لنا ما يلي :

1- ما هو موضع الخطأ بالتحديد في تطبيق حد الحرابة سواء على مذاهب السنة أو الشيعة في البلدين؟. مع نماذج من الأحداث التي وقعت بالفعل .

2- ما هو موضع الصواب في تطبيق حد الحرابة/ في أي بلد إسلامي آخر/ مع الإشارة إلي نموذج عملي ممكن أن يوضح لنا ذلك .

 

الماسون “الشرعيون” : لا تحرير لفلسطين ولا جزيرة العرب.

وجرياً على نفس المبدأ السابق، الذى اعتمدوه لإلغاء الشريعة عبر الإبطال الجزئي لها، بحجة سوء الفهم أو سوء التطبيق من الذين طبقوا الحدود الشرعية، سواء كانوا سنة أو شيعة. فإن الماسونية “الشرعية” أبطلت بالفعل فريضة تحرير الأراضي والمقدسات الإسلامية خاصة في فلسطين وجزيرة العرب. واعتبروا ذلك فهماً مغلوطاً، وسوء نيه من الشيعة . وأن كل من ينادي بتلك الواجبات (تحرير الأرض والمقدسات الإسلامية ) فهو إما أن يكون شيعياً، أو أنه تابع لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني. وتلك التهم تعني في قاموسهم الخروج من الإسلام جملة وتفصيلا.

– هنا أيضا، فاتهم توضيح نقطتين هامتين:

1 ـ أين موضع الخطأ (الشرعي) في المطالبة بتحرير أراضي المسلمين ومقدساتهم؟؟.

وما هو الصواب الشرعي في تلك النقطة؟؟ .

2ـ ما هو النموذج الذى قاموا به لأداء تلك الفريضة (فريضة تحرير الأراضي والمقدسات الإسلامية). وما هو النموذج الذى يمكن للمسلمين إتباعهم فيه؟؟ . مع تقديم نماذج عملية تساعدنا على الاستيعاب والفهم .

 

الماسونية الإسلامية والتعليم .

 قال القس زويمر: (المدارس أحسن ما يُعَوِّل عليه المبشرون للتحكم بالمسلمين ).

وقال جلادستون ، أحد رؤساء الوزارة فى بريطانيا :

{مادام القرآن موجودا فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان} .

جلادستون قال أيضاً :

{طالما بقي هذا القرآن يُتْلى فلن تستطيع أوروبا أن تسيطر على المشرق ، بل لن تستطيع أن تعيش في مأمن } .

أكبر كارثة حلت بالعالم الإسلامي بسبب هيمنة الاستعمار الأوربي عليه، كانت علمنة التعليم، بمعني فصله عن الإسلام .وإنشاء نظام تعليمي علي النمط الأوربي ،منفصل عن الدين ومعادي له من حيث الجوهر.

– الحركة الإسلامية ( جزء مهم منها قد اخترقته الماسونية )، مَوَّهَت أو أخفت  حقيقة خطر علمنة التعليم، وتأثير ذلك على مستقبل البلاد العربية والإسلامية.

وبعد الاستقلال الشكلي عن أوربا، تولى خريجوا التعليم الاستعماري “العلماني” قيادة الدول الإسلامية. وبالتدريج وصلنا إلى ما نشاهده الآن من حكومات تعادى الإسلام بتأييد من ماسونية “شرعية” إسلامية، تبرر للحكام ما يفعلون، لأنهم (أولياء الأمر) الذين يَحْرُمْ الخروج عليهم أو عصيانهم .

– شمل التمويه الماسوني تضمين المناهج العلمانية للمدارس بعض الكتب الدينية التي لا تعطي فكرة صحيحة مترابطة عن الدين. مكتفين بمجرد احتوائها على بعض نصوص من القرآن والأحاديث النبوية. وحتي هذا النذر اليسير ألغَتْه بعض البلاد، مع إدخال كل التحريفات الممكنة على تأويل النصوص وتزوير التاريخ وترويج مبادئ الماسونية.

– لدى الإمارة الإسلامية في أفغانستان رؤية لجعل التعليم إسلامياً من حيث الجوهر، قائماً على العلم الشرعي. مع تزويده بالمعارف العلمية الحديثة، بدون أن يعني ذلك علمنة التعليم أو فصله عن الدين.

والعودة إلى نموذج العالِم الإسلامي القديم، الذى كان متعمقاً في العلوم الدينية والإنسانية والتجريبية. مثل الكيميا والفيزيا والفلك والتاريخ والجغرافيا و الاجتماع السياسي .

– من أول لحظة دخل فيها الأمريكيون إلى أفغانستان أبطلوا عملياً المدارس الدينية الا القليل منها. وهاجمت قواتهم المساجد والمدارس الدينية للأطفال. وقتلت العلماء وطلاب العلم. وأحرقوا القرآن والكتب الدينية. و أشركوا معهم الجيش والمليشيات المحلية وأجهزة الأمن ، التي كان بها عدد من القادة الإسلاميين السابقين، الذين باعوا أنفسهم للشيطان .

هؤلاء فروا الآن إلى المنافي، خاصة في تركيا و أوروبا والولايات المتحدة. ويعملون في تنظيم مقاومة مسلحة ضد الإمارة الإسلامية. وشن حملات إعلامية ضدها، تساعدهم في ذلك “محافل” ماسونية في تلك البلدان ، تمدهم بالعون المالي والبَشَرِي والخبرات. وكالعادة الماسونية المُتَّبَعَة، رفعوا حزمة من الشعارات المطلقة والبراقة، مثل {حرية تعليم المرأة وحرية المعتقد والحكومة الموسَّعَة }.

– الثورات الملونة /التي تحركها الماسونية العالمية عبر الولايات المتحدة والغرب/ تستهدف إجهاض تحركات الشعوب نحو تطبيق شرائع الإسلام في الدول التي أنجزت شعوبها قدرا من النجاح في تطبيق شرائع الدين ، مثل (أفغانستان وإيران). قادة الثورة المضادة الملونة، أكثرهم خاضعون لقيادة “محافل” أو تشكيلات ماسونية، ذات غطاء علماني أو إسلامي، ولكل منها جمهور يتبعها.

قيادة هؤلاء في الأساس هم من الشريحة المتعلمة طبقا للمناهج العلمانية التي أدخلها الاستعمار إلى بلاد المسلمين.

– لهذا فطلاب الجامعات في إيران وأفغانستان، خاصة النساء منهم ، يقفون في طليعة المواجهة ضد الشريعة الإسلامية ونظام الحكم الذي يسعي إلى تطبيقها.

{ تُعَرَّف العلمانية بأنها : كل ما يحد من تأثير الدين في الحياة العامة}. لهذا تعتبر التيارات المعادية للشريعة في الجامعات والمدارس العليا نتيجة منطقية للتعليم المنفصل عن الدين الذي يتلقاه الطفل منذ التحاقه الأول بالمدارس.

وما أن يصل الطفل إلي التعليم الجامعي حتي يخرج إلي الشوارع في أقرب ثورة ملونة ضد النظام الإسلامي ، خاصة مع التأثير الهائل لوسائل الإعلام الحديثة على أجيال الشباب، وفتح المجال أمامها مطلقاً بلا عوائق أو تنظيم ، طمعاً في استرضاء كفار الغرب الذين يشعر كثيرون  في بلادنا بالاستخزاء أمامهم ، ويحدوهم الأمل في استرضائهم وتجنب إغضابهم بشتى السبل . حتى ولو كان الثمن هو تقديم شبابنا هدية لهم كقرابين أو أجيال جديدة من الحمير، أكثر إخلاصا ونشاطا في خدمة اليهودية الدولية ومحافل ماسونية الحمير “الجوييم”.

– وإذا تريث الطالب في التعليم “العلماني” حتى يتخرج ويصبح موظفا حكوميا أو في القطاع الخاص، لعمل داخل سفينة النظام الإسلامي ضمن فئران السفينة التي تنخر في عظامها حتي تغرق .

– إن التحدي الحقيقي أمام النظام الإسلامي هو إعادة أسلمة النظام التعليمي من أساسه، بناء علي رؤية إسلامية خالصة، تجمع بين التعليم الديني المؤصل والعلم التجريبي المتطور .

ويكون للتعليم مقياس ذو تدريجين، الأول يحدد مدى مطابقته للمفاهيم الإسلامية. والثاني يحدد مدي تلبيته لاحتياجات المجتمع المسلم مادياً و اعتقادياً .

ويلزم أن يكون تعليما خاليا من الحشو وإضاعة عمر الطلاب والأموال في تدريس أمور لا فائدة منها في دين ولا  دنيا . لأن أكثرها مجرد تقليد ونقل لما يتعلمه الغرب طبقاً لاحتياجاته وثقافاته ومعتقداته. ولا دور للمسلمين في كل ذلك. ومع ذلك نصرف عليه الأموال والوقت لتخريج أعداء لنا ولديننا من مدارسنا نفسها .

– المطلب الحيوي هو وضع مناهج تعليم جديدة، وتحديد مسارات التعليم طبقاً لاحتياجات المجتمع، ثم الشروع بعد ذلك في العملية التعليمية. وبدون التجهيز والإعداد الصحيح للعملية التعليمية فإنها ستظل تسير على غير هدي، صوب هاوية سحيقة تسقط فيها المجتمعات الإسلامية، لتصبح بعدها جثثاً هامدة ترعي فيها غربان وذئاب الصهيونية العالمية، وديدان الماسونية .

 

التدويل = التهويد

تسيطر أمريكا على ما يسمى (النظام العالمي)، ليس فقط بفعل قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية، بل بدعم اليهودية العالمية . حيث أن “الماسونية اليهودية” ــ وهي ماسونية الصفوة العالمية المتحكمة والمسيطرة ــ تعتبر أمريكا هي أول دولة حديثة أقامتها. وأن من إنجازات الماسونية في أمريكا: إعلان الاستقلال عام 1776 بقيادة جورج واشنطن الماسوني . وهو أول رئيس للولايات المتحدة ــ كما يعتبرون تحرير العبيد كان إنجازا للرئيس الماسوني (أبراهام لينكولن) ــ ويفخر الماسون بأن الدستور الأمريكي هو من أبرز انجازاتهم. وقد جرت العادة على منح الرئيس الأمريكي الدرجة الماسونية 33 فور فوزه بالرئاسة. وهي الدرجة الأعلى عندهم، فيستحوز الماسون عليه.

 وتستحوز أمريكا على منظمة الأمم المتحدة المقامة على أرض يمتلكها يهودي في نيويورك. وتمتلك أمريكا القدرة على تمرير أي قرار في الأمم المتحدة. وعلى معظم ما تريده من قرارات خلال مجلس الأمن، بعد المساومات والصفقات بينها وبين الدول التي تمتلك حق النقض “الفيتو”. وهم أربعة دول أخري إلى جانب أمريكا .

– ولقد رأينا كيف أن الشعارات المطلقة والعائمة التي تطلقها الماسونية عبر منظماتها أو عبر الأمم المتحدة ومنظمات في أمريكا والدول الغربية، أنهم يضعون الحدود الضابطة لتلك المفاهيم التي منها شعارات الماسونية نفسها (حرية إخاء مساواة). لهذا نرى مثلا أن وزير الدفاع الأمريكي السابق (رامسفيلد) يضع حدا لتقرير المصير، الذى معناه تقرير مجموعات سكانية لمصيرها بالانفصال أو البقاء ضمن الدولة الأم، أو الالتحاق بدولة أخرى . فقال رامسفيلد: (تقرير المصير يعني إقامة أي حكومة غير إسلامية). وذلك قانون ملزم في حقيقة الأمر وليس مجرد تصريح لمسئول أمريكي رفيع المستوى . فأي استفتاء لتقرير المصير في العالم لا يمكنه أن يتخطى ذلك القانون الذى يحظر إقامة نظام إسلامي .

– وبناء عليه فإن أي قيادة شعبية أو دينية في أفغانستان أو إيران تطالب بإجراء استفتاء شعبي تحت إشراف دولي لأي مجموعة عرقية أو دينية، إنما هي في حقيقة الأمر تدعو إلى الانقلاب على النظام الإسلامي، وتدعو الاحتلال الكافر للتعدي على بلاد المسلمين.  وذلك ليس اختيارا حرا للشعب، بل هو اختيار للكفر على الإسلام .

فالاستفتاء الشعبي كان وسيلة لفصل جنوب السودان عن شماله لإقامة دولة وثنية معادية حتي الموت للإسلام والمسلمين. وكان الاستفتاء وسيلة  لفصل جزء من جزر إندونيسيا (تيمور الشرقية) لإقامة دولة مسيحية وثنية فوق أراضيها. ولا يمكن لأي استفتاء طبقا للقانون اليهودي الأمريكي أن يسفر عن إقامة دولة لها صلة بالإسلام أو الشريعة. لهذا لا يمكن لأي جماعة مسلمة أن تطالب باستفتاء “تقرير مصير” خاصة إذا كانت ضمن تجمع إسلامي أكبر .

– الثورات المضادة والملونة، إذا وصلت إلى حافة الفشل، ولم تستطيع قلب نظام الحكم ، فإنها تلجأ إلى حيلة الاستفتاء لتقرير المصير تحت إشراف دولي .

– وفي كل الأحوال فإن رفع شعارات مزيفة عن حقوق المرأة وحريات الشباب بشكل مطلق، ثم تأييد تلك المطالب بالمظاهرات والحرائق والقتل المتعمد في الشوارع بواسطة إرهابين، بالسلاح الأبيض والأسلحة النارية والقنابل الحارقة ، مسنودين بالآلة الجبارة للإعلام اليهودي الدولي . كل ذلك قد يؤدي إلى إسقاط النظام، فإذا عجزوا عن ذلك تأتي الدعوة إلى الاستفتاء وكأنها جنوح للسَلم. ونتيجة الاستفتاء معلومة مقدما، ولن تكون مطلقاً في مصلحة الإسلام ولا المسلمين، بل في مصلحة اليهود فقط .

 وكذلك الشعارات المرفوعة منذ البداية عن حقوق المرأة. فهي لا تعني حقوقهن التي ضمنتها لهن الشريعة الإسلامية. بل تعني حقوق وعدتهن بها الماسونية العالمية. وهى تجاوزات شيطانية لا تقرها أي شريعة أو دين . وليست حقوقاً بل عدوان على الطبيعة الإنسانية للمرأة والرجل معا.

– وكذلك هو الزيف الذي يطلقونه على حقوق الأقليات التي توصف بأنها “مهمشة”. وكأن (المجتمع الدولي) الذي هو أمريكا والغرب الاستعماري واليهود أعداء الإنسانية، هم أنصار الأقليات وحقوقها. رغم تاريخهم الطويل المليء بالإبادة الجماعية. ومازال ما يجري في فلسطين ساريا حتي اليوم ، من قتل وتهجير. ويسعي اليهود إلى تجزئة بلاد المسلمين جميعا، تحت مسمي الأقليات “المهمشة”، والحفاظ على حقوقهم، وحريتهم في تقرير مصيرهم. وجميعها ادعاءات ماسونية مزيفة، تقررها الماسونية اليهودية وليس الشرع الإسلامي .

الهدف هو تمكين اليهود من السيطرة علي المسلمين، ونهب بلدانهم. فيجب أن تكون مرجعية المسلمين هي الإسلام وشرائعه، لتحديد الحقوق والواجبات والأحكام. أما الغموض الماسوني، والكلام المطلق غير المحدد، فهو خداع للمغفلين ــ أو الحميرــ حسب التوصيف اليهودي لغير اليهود .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

 

(ماسونية الحمير) : الماسونية والحركة الإسلامية

 



2 تعليقات

  1. وهل تعتبر الشيعه في ايران من المسلمين
    وهل ما فعلته ايران بالمسلمين في سوريا يجعللك تدافع عنها وتضمها الي جانب الاماره الاسلاميه
    احذر يا اخي وراجع نفسك وتأكد من ان هناك يوم حساب على كل لفظ يخرج منك
    اني لك من الناصحين

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا