هيكل سليمان .. ومعارك آخر الزمان

هيكل سليمان .. ومعارك آخر الزمان

 – حرب عالمية بمعايير توراتية، وأسلحة دمار تكتيكي وليس استراتيجي.

– لماذا تأخر هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان؟؟.

– العقبات التي أخَّرَت البرنامج اليهودي لحكم العالم من الهيكل فى القدس.

– البرنامج اليهودي وتأثير ضيق الوقت المتبقي على انتخابات الرئاسية الأمريكية.

– تهديدات وأخطار على البرنامج اليهودي الدولي ، وطريقتهم في مواجهتها.

– كيفية التصدي للخطر اليهودي الزاحف بلا رحمة.

 

يُنَفِّذ اليهود الفقرة الأخيرة من برنامجهم للسيطرة على العالم، ولكن برعونة لم تكن معهودة فيهم على مَرْ القرون الماضية .

لقد تأخر البرنامج ، وتعرض لنكسات لا تليق ببرامج حكماء صهيون ، و لا تتفق مع ما يَدَّعونَه من قُدْرَة “ليزرية” علي الإنجاز.

وكأن مَلِك بني إسرائيل (من نسل النبي داود) ينتظر على مقهي في القدس العتيقة ، ويضرب بقبضته على الطاولة معترضاً على التأخير.

فالهيكل جاهز للتشييد خلال أيام معدودة على أنقاض المسجد الأقصى في عملية قد لا تستغرق بأجمعها /من ناحية هندسية بحتة/ أكثر من أسبوع واحد . وبعده يكون مقر حكمه للعالم جاهزا لاستقباله .

لا تستطيع إسرائيل مواجهة شعبها والعالم بالأسباب الحقيقية لعدم هدم الأقصى وتشييد الهيكل سابق الإعداد، في انتظار تجميع الأجزاء خلال وقت وجيز . لن تتحدث إسرائيل صراحة عن برنامج اليهود لتخريب العالم والسيطرة علية. وأن تأخير ذلك البرنامج يعود لأسباب من خارج فلسطين، رغم بسالة الفلسطينيين التي جلبت لهم كراهية العرب . ولكن إسرائيل تتصنع أن السبب هو مقاومة الفلسطينيين العُزَّل الذين تكاتف ضدهم العالم، وخانهم إخوانهم العرب، الذين ظهر أنهم أكثر صهيونية من كل اليهود ، وأن إبليس ليس سوى أقل حكام العرب شأناً.

 

عقبات التأخير :

المعضلات الدولية ، التي لم يحلها اليهود حتى الآن، تسببت في تعطيل البرنامج المفترض لإعلانهم حكم العالم من هيكل سليمان بقيادة ملِكِهِم فارغ الصبر، المُنتَظِر فوق مَقعَد من الجمر .

وذلك نذير شؤم له ولعهده الذى تعرقلت بدايته، نتيجة لعدة نكسات كبرى أصابته .

 وقَعَت أهم نكسات اليهود على يد المسلمين، خاصة في أفغانستان وإيران. إضافة إلى نكسات في روسيا التي رفضت استكمال مسيرة الانصياع والبيع العلني للدولة و أصولها لليهود. وهى العملية التي انطلقت على أشدها على يد “جوربتشوف” ومن بعده “يلتسين”.

وهناك نكسة اليهود في الصين التي شَيَّدَت أحد أعظم القلاع الصناعية، بدون خضوع مناسب للنفوذ اليهودي ، المالي أو السياسي .

– رغم النكسات المذكورة كان انتصار اليهود الأسطوري على الإسلام والاستيلاء على مكة والمدينة المنورة بواسطة اليد اليهودية القويَّة ، المتمثلة في القبيلة السعودية وحلفائها في جزيرة العرب وشواطئ الخليج الفارسي ، من القبائل اليهودية المتخفية، وقبائل العرب المتهوِّدين بفعل إغراء الذهب اليهودي وبريق كراسي الحكم.

 والأعجب أن يتم ذلك في وسط حالة مَوَات كامل وعدم اكتراث من المسلمين في بلاد العرب وحول العالم، رغم أن تعدادهم يقارب المليارين ، ويشنع اليهود عليهم بتهمة التطرف الديني ، وهي نكته غاية السخافة، فهم لا دينيون في أغلبهم.

 

تحديات وتعقيدات :

  بالنسبة لليهود، فالقدس جاهزة ليأخذ هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى. ولكن في خارج فلسطين مازالت التعقيدات مستمرة .

 

وأهم مصادرها :

–  الديانة المسيحية بأفرعها الرئيسية مثل الأرثوذكس في روسيا.

– والمسيحيين البروتستانت المنتظرين تهديم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان ونزول السيد المسيح فيه ليحكم العالم ويقتل اليهود .

– و المسيحيين الكاثوليك. وهم الأغنى والأكثر انتشاراً في العالم .

– وهناك التحدي الصيني ، بما يمثله من ثقل هائل، سكاني وثقافي واقتصادي وحضاري .

 

مصادر الخطر على البرنامج اليهودى

 أهمها ذلك التكتل الدولي طَوْر الإنشاء . وهو تجمع حضاري ديني يشمل ،

– المسلمين في إيران (وهى حضارة عريقة في إدارة الدول الكبرى. ومصدر هائل للطاقة. وقوة تكنولوجية تنطلق بسرعة كبيرة رغم العقبات الكثيرة المفتعلة يهوديا).

– و المسلمين فى أفغانستان، ولهم قُدْرات غير محدودة من الإيمان والصبر والقتال في سبيل الله. والأفغان هم سيف الإسلام ودرعه ، وروحه الوثابة التي لا تخبو أبداً. و بلادهم من أغنى بلاد العالم بالخامات الاستراتيجية.

– ومن التعقيدات التي تواجه البرنامج اليهودي:

1 ــ الجماعات الجهادية التي نشأت خارج الهيمنة الوهابية السعودية.

2ــ روسيا: ( مُنتِج رئيسي للتكنولوجيا و السلاح. بمخزون هائل من للطاقة والمواد الخام) .

3ــ الصين ( خمسة آلاف عام متصلة من الحضارة والفلسفة الروحية ، وأهم ثاني اقتصاد في العالم).

(ملاحظة / قال أحد كبار المفكرين الأمريكيين : يجب تحطيم التقارب بين المسلمين والصين ) .

 

أهم الواجبات أمام اليهود:

مواجهة أخطر تحدى وجودي، وهو تدمير جبهة المقاومة التي ربما تحارب فعلياً ضد حكم بني إسرائيل للعالم . تلك الجبهة حسب الأهمية :

أولا ــ التجمع الرباعي الأسيوي، وتحديه الحضاري والديني . والمكون من روسيا والصين والمسلمين في إيران وأفغانستان.

ثانيا ــ الولايات المتحدة، التي هي أقوى دولة مسيحية في العالم، ومعظم سكانها بروتستانت، ينتظرون اكتمال الهيكل في القدس ونزول السيد المسيح من السماء ليقاتلوا اليهود تحت رايته. ومن الواضح أنهم سيصبحون بعد بناء الهيكل في القدس أقوي وأخطر الأعداء على اليهود .

لهذا جهز اليهود لهم برنامج تدميري ضخم ، ينبع من داخل أمريكا نفسها، شأن معظم برامج اليهود لتدمير الدول التي تعاديهم .

فأمريكا تذخر بجيوش الإرهاب المسلح والمدرب والمنظم والمزود بخطوط إمداد وتمويل ، وقيادة يصعب تتبعها أو تدميرها بشكل كامل.

أي أن الولايات المتحدة هي أكبر خزان للإرهاب المعقد في تاريخ البشرية، إرهاب سوف يدمرها حتماً.

 

أمريكا مطرقة يهودية لتحطيم العالم :

 يريد اليهود استخدام أمريكا لتدمير باقي أعداء مَلِك بنى إسرائيل على اتساع العالم . لهذا يظن كثيرون أن اليهود يدفعون نحو حرب عالمية بسرعة ، نتيجة قلة الوقت المتبقي على انفجار أمريكا من الداخل، والذى يعتقد أنه سوف يتزامن مع الانتخابات الرئاسية (2024) التي ستكون سببا للتفجير الذى تفاداه اليهود بصعوبة في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة ، لأن التوقيت لم يكن ملائما وقتها . فأمريكا لم تنجز المهام المطلوبة منها قبل الرحيل . فالمطلوب أن تبقى متواجدة إلى أن يستخدمها اليهود في ضرب باقي العقبات التي تعترض حكمهم القادم . وهى عقبات روسيا والصين والمسلمين .

 

اليهود والحرب العالمية :

اليهود يريدون حرباً عالمية/ ولكن بمواصفات توراتية خاصة/ وهي حرب دائرة الآن بالفعل، ومنضبطة بالمعايير التالية :

ــ أن لا يباد البشر جميعاً ، بل أن يُقتَل فقط ثلاثة أو أربعة من بين كل خمسة أشخاص. ليس رفقا بهم ، بل حتى يتبقى عدد كاف من الناس لخدمة بني إسرائيل .

ــ أن يموت البشر وتبقي المنشآت سليمة، قدر الإمكان .

– لهذا يفضلون الأسلحة الجرثومية وأسلحة الدمار الشامل التكتيكية (والقنبلة النيترونية إن أمكن). ولا يحبذون أسلحة الدمار الشامل الإستراتيجية لأنها تتعارض مع فلسفتهم التوراتية، و تعرضهم لمخاطر لا يحبون مجرد التفكير فيها .

هذا لأن البشر سيتكاثرون تلقائياً بدون أن يكلف ذلك أموالا يدفعها ملك بني إسرائيل. بينما خراب المشروعات الزراعية والإنشائية سيكلف اليهود أموالا ، ويعطل عن خدمتهم القوى العاملة القليلة في العالم، ليعيدوا بناء ما دمرته الحرب ، فينشغلون عن خدمة بنى إسرائيل (يرى اليهود ان باقي البشر مجرد حمير مسخرين لخدمتهم او كلاب خُلِقَت لنفس الغرض) .

–  تحطيم أوروبا بمجموعة من الحروب تنطلق وتتفرع من حرب أوكرانيا، التي من المقرر يهوديا أن يكون من أهم نتائجها ما يلي :

1- تفكيك روسيا ــ وتفكيك الدول الأوربية جميعاً ــ فتعود أوروبا قارة للحروب والمجاعات والفقر. فيصادر اليهود قوتها البشرية والعسكرية لاحتلال القلب الإسلامي العربي ، بشكل مباشر وتقليدي .

2-  إقامة دولة لليهود الخزر على أراضي أوكرانيا وجزء من روسيا.

3- تحويل أراضي أوكرانيا إلى منطقة مركزية للفوضى العالمية /الأوروبية تحديداً/ حيث يتسرب منها السلاح الحديث وغير التقليدي إلى المجموعات والأقليات الأوربية المظلومة والمضطهدة عرقيا ودينيا و تاريخيا .

.. ولكن من الآثار غير المطلوبة، أن يتسرب السلاح والتكتيكات الجديدة إلى مناطق غير مرغوب فيها يهودياً، مثل بلاد العرب، و الأمريكتين وأفريقيا ، ومناطق معينة من آسيا.

 

كيفية التصدي للخطر اليهودي الزاحف بلا رحمة:

لمواجهة العدوان اليهودي يجب نقل الحرب مع المملكة اليهودية العالمية إلى عمق أراضي فلسطين . فهى تمثل لهم منطقة القلب ، ومِحْوَر صراعهم الديني الدائر منذ قرون . يجب نقل الصراع معهم إلى القدس وتل أبيب ، وموانئ حيفا وعسقلان وإيلات.

يجب تحريك المجاهدين الفلسطينيين من شباب جماعات الجهاد الإسلامي وحماس، من أجل استهداف اليهود في القدس والعمق الفلسطيني، لتشتيت انتباه اليهود، مع تزويد الفلسطينيين بكل ما هو حديث في عالم حروب ما بعد أوكرانيا.

 

العرب بلا إسلام .. وبلا عروبة :

تدور تلك الملحمة الإنسانية العظمي بينما المنطقة العربية التي هي مهد الإسلام ،غائبة عن الوجود، فلا إسلام فيها ولا عروبة.

والجماعات الجهادية ، المناسبة لمواجهة ذلك التحدي اليهودي العاصف، مازالت في طور التكوين . والموجود هُم جماعات تحمل اسم الجهاد تمويها وشكلاً  فقط ، وهُمْ مجرد بقايا وهابية يعمل معظمها مع إسرائيل بوعي كامل، أو بشكل غير مباشر، منساقون بغريزة القطيع غير الواعي، يسحبهم وسيط ناقل للأوامر والتوجيهات والتعبئة الذهنية، وهو تركيا وأحيانا قطر أو السعودية أو الكويت . وهُم جزء من تحالف حقيقي يظهر إعلاميا أو يخبو حسب متطلبات المواسم السياسية . ويطلقون عليه إعلاميا إسم “حلف الناتو الإسلامي /اليهودي”.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world