أهلا وسهلا بكم فى إتفاق الدوحة (4)… مجلس أمن قومى لمواجهة المخاطر التى تهدد أفغانستان

0

أهلا وسهلا بكم فى إتفاق الدوحة (4)

مجلس أمن قومى لمواجهة المخاطر التى تهدد أفغانستان

إطلقت المسيرات الأمريكية نيران صواريخها على نوافذ أحد بيوت المواطنين الأفغان فى كابل. وادَّعَت بأن ذلك جاء دفاعاً عن الأمن القومى الأمريكى، وفى إطار مكافحة الإرهاب. وبذلك إنفتح أحد أخطر أبواب النقاش فى مواضيع تمس مستقبل أفغانستان ومصير النظام الإسلامي فيها .

مشكلة العدوان الأمريكى على البيوت الآمنة لن يحلها مجرد إحتجاج بارد من ناطق رسمى هو سجين فى قفص ضيق صنعه مفاوض طالبان فى مباحثات الدوحة، التى إعترف فيها المفاوض ضمناً بأن أفغانستان مسئولة عن حادث 11 سبتمبر. لهذا وافق المفاوض على أخطر بنود الإتفاق والذى ينص على (ألا يتخذ الإرهابيون من أرض أفغانستان ملاذاً آمناً للعدوان على أمريكا وحلفائها ). هذا البند فى الإتفاق تُركِّز عليه أمريكا فى حربها ضد أفغانستان، والتى إنتقلت فيها أمريكا من الأرض إلى الجو بطائرات بدون طيار (درونز). وبالتالى أصبح العدو بعيداً عن ضربات مجاهدى طالبان/ أو أنه توهم ذلك/ فلم يعد فى إمكان حركة طالبان سوى التعامل مع الأهداف الأرضية، وهى فى الحرب الجديدة (حرب إتفاق الدوحة) :

1- المطارات الأرضية التى تقلع منها المسيَّرات الأمريكية. وأماكنها معلومة تماماً. واستهدافها غير مستحيل .

2- قواعد القيادات العليا للمجهود العسكرى والإستخبارى المتوجه ضد أفغانستان .

3- القوات الأرضية العاملة على أرض أفغانستان والتى تديرها أمريكا عن بُعْد. تلك القوات فى متناول الضربات فى أى وقت .

4- أجهزة الإستخبارات التابعة لأمريكا وإسرائيل وحلف الناتو ومشيخات النفط. تلك الأجهزة مازالت قوية فى أفغانستان وهى قيد المتابعة طبقاً لبرنامج خاص، لإضعافها إلى الحد الأقصى .

 

إطلاق الصواريخ على النوافذ:

– التعليقات الأمريكية التى إنطلقت بعد وقت قصير من الإعلان عن حادث إطلاق الصواريخ على نافذة أحد البيوت فى كابل، والذى قيل ان الدكتور الظواهرى كان متواجداً فيه، هؤلاء الخبراء أضافوا وجهات نظر لها ثقلها وجديرة بالدراسة. وقد عبروا عن بعضها بوضوح، وعن أكثرها بطريقة ملتوية ومخفية.

– واتضح من كلام هؤلاء الخبراء أن الهدف من عملية إطلاق الصواريخ على نوافذ البيوت فى كابل كان:

1 ـ إحداث إنشقاق فى حركة طالبان .(بين معتدلين يؤيدون أمريكا ، ومتشددين يساعدون الإرهاب).

2 ـ تغير مسار الحكم فى الإمارة الإسلامية ليصبح أمريكي الإتجاه وليس إسلامياً .

تغير نظام الحكم الإسلامى فى أفغانستان هدف أساسى لأمريكا:

منذ بداية مفاوضات الدوحة وحتى نهايتها، حاول المفاوض الأمريكى إقناع الوفد الأفغانى بأن أمريكا تتفاوض معه بصفته الطالبانية وليس كممثل للإمارة التى لا تعترف بها الولايات المتحدة ، ولكنها تعترف فقط بحركة طالبان .

وما زال ذلك هو الخط الرئيسى للمؤامرة الأمريكية فى أفغانستان. أى فصل حركة طالبان عن الإمارة الإسلامية، التى لن تعترف بها أمريكا طالما أنها إختارت مسار الحكم الإسلامى. ولكن أمريكا تعترف بحركة طالبان كمفاوض أمامها فى الدوحة. وتعتبرأن وفد الدوحة يحتوى على معتدلين تحبهم أمريكا وتتفاوض معهم، بينما هناك آخرين متشددين لا تحبهم أمريكا ولا تفضل أن تجتمع معهم فى تفاوض .

فرح بعض المعتدلين فى الوفد الطالبانى بالمديح الأمريكى، وقالوا أن نظام الإمارة الإسلامية يمكن طرحه للإستفتاء بعد خروج القوات المحتلة (بمعنى إمكان الإستغناء عنه).

 فكان ذلك تعدياً كبيراً من الوفد على الصلاحيات الممنوحة له من الإمارة. لأن الإمارة هى المصدر الأساسى للشرعية، سواء داخل حركة طالبان نفسها أو على قوى الشعب من علماء وطلاب وقبائل.

– فتم إستبعاد التيار المفاوض الذى حاولت أمريكا عقد الإتفاقات معه لجعل أفغانستان دولة تابعة للنفوذ الأمريكى ومنزوعة السيادة ولا تسيطر على ثرواتها الوطنية .

– يمكن القول أن الضربات الجوية الأمريكية ضد الأراضى الأفغانية والتى لم تنقطع مع وجود عدة الآف من المسيرات بشكل دائم فى سماء أفغانستان ، أوقعت خسائر بالمعدات العسكرية والمدنية وأرواح المواطنين. وضربت مساجد وتجمعات. وإغتالت شخصيات إجتماعية من علماء ومفكربن. اما سلطات الأمن فى الإمارة فلم تكن متأكدة أن الضربات كانت بصواريخ جوية متطورة أطلقتها المسرات. وظنت أن الدواعش وباقى المجموعات التخريبية هم وراء تلك الضربات. ولكن حادث إطلاق الصواريخ  على نوافذ البيوت فى كابل ( قضية نافذة الدكتور الظواهرى)، وضعت النقاط فوق الحروف وظهر أن حرب الدرونز الأمريكية نقطة إنطلاقها السياسية هى إتفاق الدوحة المشئوم. وأن قيادتها الرئيسية هى القيادة المركزية فى الدوحة. وان مطاراتها الأساسية موجودة فى باكستان ومشيخة الإمارات. أما قطر فأوقفت مؤقتا إستخدام مطاراتها بسبب إنشغالها “بالمونديال” وخشيتها من إفساد أجواء المتعة الرياضية فيه .

– والآن فى (حرب إتفاق الدوحة) يصطدم الشعب الأفغانى مع عدو أمريكى لا يظهر على الأرض/ فذلك العدو يحارب بطائرات الدرونز التى يديرها خبراء على بعد الآف الأميال.

– وعلى عكس ما تنبأ به خبراء أمريكين فى أعقاب حادث صواريخ النوافذ فى كابل لم يظهر إنشقاق داخل حركة طالبان، أو بين الحركة والإمارة .

بل خرج مئات الألوف من أفراد الشعب متظاهرين ضد العدوان الأمريكى وتأيييدا لحركة طالبان والإمارة الإسلامية.

فلم يظهر  إنشقاق فى حركة طالبان بين من تسميهم أمريكا بالمعتدلين وبين من تسميهم بالمتشددين أو المتطرفين.

 

مواجهة التحدى :

بما إن البلاد تعيش فعليا فى حالة حرب. ولكن الجيش الأجنبى مختفى خلف طائرات الدرونز، تاركاً العمل على الأرض للمرتزقة والجيش السري ومجموعات الإستخبارات المُدَرَّبة، فإن الإمارة فى حاجة إلى جهاز لإدارة الحرب بكفاءة بدون التوقف عن تقوية وبناء الإمارة، والإستمرار قدماً فى المشاريع وعلى رأساها طريق الحرير، ومشاريع الطرق والقطارات، ومشاريع الري والزراعة، ومشاريع تطوير القدرات العسكرية بما يلائم تحديات الحرب الحالية ( حرب إتفاق الدوحة المشؤم )، ومشاكل التكنولوجيا المعقدة المفروضة على الإمارة من أجل مواجهة خرب المُسَيَّرات والأقمار الصناعية وأساليب الإستخبارات الحديثة .

 

فالمطلوب بشكل عاجل هو ما يلي:

1 ـ تشكيل مجلس للأمن القومى يترأسه أمير المؤمنين شخصياً ، أو من يعينه لذلك بشكل مؤقت .

2 ـ تشكيل حكومة حرب مصغرة، تشمل أهم الوزارات المؤثرة، ويقود ذلك المجلس أمير المؤمنين شخصياً أو مدير مجلس الأمن القومى .

3 ـ أعمال الوزارات التالية تخضع لإشراف مباشر من مجلس الأمن القومى إلى جانب الوزراء المختصين، وهى وزارات:  الدفاع/ المخابرات/ الداخلية/ الخارجية/ الإقتصاد/ التموين/ الإعلام.

 ويحظر السفر إلى الخارج على وزراء أو وكلاء الوزارة أو مسئولى الدرجة الأولى والثانية، بغير تصريح صادر عن مجلس الأمن القومى. مع تحديد برنامج الزيارة والهدف منها ومدتها وتقديم تقرير تفصيلى عما حدث بها بعد إنتهائها .

4 ـ تقليل عدد باقى الوزارات ودمجها فى عدد محدود جداً تحت رئاسة وزراء نشطين، يساعدهم مجموعات خبراء فنيين ، وذلك لتقليل التكاليف وإختصار الأعمال الإدارية غير الضرورية.

 

التعاون العسكرى الإقليمى:

تعتبر الحرب الأمريكية بالطائرات المسيرة والصواريخ الذكية ومنظومة الأقمار الصناعية وأجهزة الإتصالات الحديثة تحدياً أمنياً خطيرا للغاية يواجه أى دولة تحاول التمرد على المشيئة الأمريكية. فٍذلك هو نوع الحروب التى إختارتها أمريكا بعيداً عن القتال على الأرض الذى لا تستطيع الإنتصار فيه، فأوكلته إلى مجموعات المرتزقة والدواعش والجماعات المتهوسة شبه الدينية .

– الدول الإقليمية التى تعيش معنا نفس التحدى باتت واضحة وهى روسيا والصين وإيران. وأمام مجلس الأمن القومى للإمارة الإسلامية تحدياً عاجلاً، هو الدخول فى إطار تنسيقى مع تلك الدول حول ذلك الموضوع الدفاعى/ الأمنى ،  وما يتطلبة من تبادل تكنولوحي للمعلومات والخبرات والمعدات . ( لدى الإمارة الأسلامية كمية لا يستهان بها من المعدات والأسلحة الأمريكية الخاصة بتلك الحرب والتى تركتها قوات الإحتلال التى فرَّت على عجل وبلا نظام من أفغانستان. وهو ما يعطى الإمارة وزناً فى ذلك التعاون الإقليمى لمواجهة خطر الحروب الأمريكية الجوية والعلمية الحديثة).

 

حادث إطلاق صواريخ الدرونز الأمريكية على نافذة أحد البيوت فى كابل، أعطى إشارة على خطورة وضع أفغانستان الأمنى، وإنكشافها أمام (حرب إتفاق الدوحة) التى تهدد مجهودها الإقتصادى وتوجهها العقائدي .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

 

أهلا وسهلا بكم فى إتفاق الدوحة (4)... مجلس أمن قومى لمواجهة المخاطر التى تهدد أفغانستان

 

 



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا