ذات يوم (12).. فى الذكرى 11 لإغتيال بن لادن: الكهرباء تصعق مبدأ الشورى

ذات يوم (12)

( فى الذكرى 11 لإغتيال بن لادن ) :      

الكهرباء تصعق مبدأ الشورى

 

فشلت التجربة الزراعية الأولى فى قرية عرب خيل ولكنها تركت نتيجة إيجابية هى البحث عن حل لمشكلة المياة فى القرية التى تسكنها عشرون عائلة من أعضاء القاعدة ، إضافة إلى عدد قليل من الأصدقاء القدماء لأسامة بن لادن وكبراء القاعدة، وكنت واحداً من هؤلاء. وبعد عدة أشهر تركت عرب خيل لأسباب سياسية، وذهبت للإقامة فى مدينة خوست .

– فى القرية كانت هناك عدة بيوت مخصصة لإستقبال الضيوف بأثاث لكل بيت، لا يزيد عن عدة مراتب وبطاطين وعدد من الأوانى البلاستكية. وهذا كل كرم الضيافة الذى يمكن أن تقدمه القاعدة لضيوفها  الذين كان من ضمنهم يوماً والدة بن لادن وإبناها كما سنرى.

إشترى بن لادن للقرية خزان بلاستيكى كبير للمياه، ووضعوه فى الساحة الأمامية . وكانت سيارة مياه تملأه كل صباح . وتطور الأمر إلى بناء خزان مرتفع وبئر بعمق مئة وسبعون متراً، ومضخة تعمل بالديزل ترفع الماء إلى الخزان ، ومنه إلى شبكة أنابيب بلاستيكية تصل إلى البيوت العشرين وبيوت الضيوف.

كان حلاً جيداً لمشكلة المياه أوقف حرب المياه التى كادت أن تنشب بين كبار قادة القاعدة بإستخدام “الجواريف” و أن  تنتشر بين باقى السكان الذين تسابقوا عشوائيا على سرقة المياة التى إكتشفها سيف العدل وسحبها من الترعة المجاورة للقرية.

–  وهكذا أخمٍدَت فتنة المياه بهذا الحل السعيد، ولكن لتبدأ فتنة الكهرباء. وهكذا ترتبط المياه بالكهرباء فى الحضارة الحديثة المعقدة ، حتى فى قرية “عرب خيل” البسيطة والتى تفصلها عدة قرون عن تلك الحضارة .

– كان الصيف قاسياً للغاية، يمر الوقت فيه بطيئاً وكأن ذلك الفصل الثقيل لا يريد أن ينتهى . البيوت الأسمنتية كانت مثل طناجر الضغط التى يتعذب بداخلها الأطفال والنساء .

ولأن الشيطان شاطر فقد فكر البعض فى إقتناء مادة الكهرباء والإستفادة منها فى تشغيل مراوح الهواء، بل وربما .. غسالات الملابس إذا أمكن.

 قد تبدو الفكرة بسيطة ولكنها تسببت فى أزمة داخل القرية بين مؤيد ومعارض. وبالتالى لمست وتر معضلة (الشورى) وهى قضية متورمة للغاية فى العمل الإسلامى، و الفقه الإسلامى أيضا.

– كنت قد إقترحت أثناء هجرتنا من كابل إلى قندهار فى سيارة نقلتنا مع أسامة بن لادن، و مفتى التنظيم، وقادة كبار من القاعدة، قلت ساعتها والأتربة تتدفق علينا من نافذة السيارة: { إن فقهاء المسلمين قد أضاعوا وقتاً طويلاً فى بحث مشكلة الشورى، وهل هى (مُلزِمَة) أم (مُعلِمَة) إلى أن إكتشف الشيخ أسامة  أن الشورى (ملهاش لازمة) }. وقتها ضحك بن لادن والآخرون، و بدا مرتاحاً لتلك النتيجة.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world