الخمسة الشداد :
مقالات جديدة من “عابر سبيل”
مقدمة
– لك الله يا ليبيا
– انتفاضة اليمن أو “الشعب الملك”
– إرهاب + بلطجة = إرهابجية
– هوامش على صفحات ثورة مصرد
– لسنا .. على رقعة الشطرنج ولسنا أحجار
مقدمة :
خمسة مقالات جديدة وصلت موقع “مافا السياسى”، تكرم بإرسالها الأخ العزيز “عابر سبيل” وقد تناول بالتعليق فى أربعة منها أحداث عدد من الثورات العربية الجارية بسرعة وعنف .
كما تكرم مشكورا بأن خصنى بمقال كامل قد يكون أطول المقالات الخمسة .
وفى ذلك تقدير لا أستحقه بالفعل ، ولكنه يعكس إهتماما كبيرا بما كتبته وأتناول فيه من وقت لآخر تنظيم القاعدة ـ كما يعكس عناية كبيرة من جانبه بالدفاع عن التظيم حتى غطى ذلك الإهتمام أو زاحم كثيرا جدا إهتمامه بالأحداث الجسام المتدافعة على الساحة العربية . دفاعه المجيد عن القاعدة / فى وجه ما أعتبره خطأ هجوما من جانبى / شغل عشر صفحات ، أى ما يعادل ماكتبه عن أحداث ليبيا الدامية (عشر صفحات) . وعشرة أضعاف ما كتبه تعليقا على مايجرى فى اليمن ( صفحة واحدة ) وهو حدث دامى ولا يقل أهمية بالنسبة للعرب والمسلمين عن ما يجرى فى ليبيا . وأكثر قليلا عن ما كتبه فى مقالين عن أحداث مصر (شغلا معا تسعة صفحات ) . مع شكرى لإهتمامه بما أكتب إلا أن ذلك لا يمنعنى من ناحية الشكل الإشارة سريعا إلى أن ذلك الإهتمام يعكس خللا فى ترتيب الأولويات وفى درجة تقدير أهمية الأشياء . فلا يمكن أن تكون مجرد تحليلات وآراء شخص ضعيف الحال مثلى أكثر أهمية من ثورات تعيد رسم مستقبل المنطقة ، كما يشير إلى كون التنظيم وليس الأمة هو الهم الأكبر لدى القاعدة ومثيلاتها العربيات . وأكاد أزعم أنه مرض متواجد فى كل التنظيمات الإسلامية وغير الإسلامية .. مرض يجعل المصاب به يتصرف فعليا بمنطق أنا ومن بعدى الطوفان .
أظن أننى يجب أن أبدأ حورا مع أخى العزيز ولكن فى وقت لاحق أتمنى أن يتاح لنا قريبا ، فلا يعلم الغيب إلا الله ، فليس أكثر من المفاجئات غير المتوقعة وغير المعقولة فى هذا الزمان.
ولكننى ألتمس العذر للإخوة فى القاعدة ، ولغيرهم من باب أولى / إذا غضبوا من إنتقادى لبض نشاطاتهم التنظيمية ، طالما أنهم لا يفصلون بين الصداقة وبين أهمية وضرورة ، بل والحق ، فى توجيه النقد الموضوعى لمن يتولون النشاط العام . وطالما يتمتعون / كما غيرهم / بميزة إزدواجية المعايير . فالشائع بين الأغلبية هو تطبيق مبدأ بوش ( من ليس معنا فهو ضدنا ) ، بل تطور هذا المبدأ على أيدى الأكثر حماسا وعقائدية حتى صار ( من ليس معنا فهو كافر ).
وأعتبر نفسى محظوظا أن أخوانى فى القاعدة ليسوا من بين هؤلاء ، وإن كان بعضهم وصل بالفعل إلى حافة تلك الهاوية ، لكنه أكتفى بالتلميح بدلا من التصريح .
وما زال أملى هو أن يتوسع إطار النقاش الهادئ والموضوعى ليشمل كل التيارات الإسلامية والعربية ، بل وكل العالم . فما زلت أعتقد أن هدف للإسلام / والجهاد جزء أساسى منه / هو سعادة الجنس البشرى كله وضمان حريته وحقوقه الطبيعية التى كرمه الله بها فى وجه البطش والإستعباد الذى يفرضه المتجبرون الطغاة ، حتى من يتصادف منهم أن يدعى الإسلام ويرى أن ذلك مسوغا لإنحرافه .
لذا أرى أن ثورات الشعوب العربية حاليا ضد أنظمتها الحاكمة هى أرقى صور الجهاد فى العصر الحديث ، وتحقق فى حال نجاحها أهم مقاصد الشريعة حتى ولو لم ترفع ذلك الشعار الآن .
فى الأخير نذكر الإخوة المتابعين لكتابات عابر سبيل أنه فى رسالة خاصة للموقع أوضح أنه لم يتمكن من الرد على متحاورين معه حول مقالاته السابقة بسبب صعوبة الإتصال . ولا شك أن الجميع سوف يقدر ذلك ، ونشكر له حرصه على التواصل رغم الصعوبات والمخاطر .
بقلم :
مصطفى حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ـ 1 ـ
لك الله يا ليبيا
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 9 مارس 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
فر حاكم وتنحى أخر وقاتل ثالث والبقية تأتي .. هذا حال الثورات الثلاث التي اشتعلت في الأسابيع الماضية .. وفي ليبيا أرغم معمر القذافي الثوار من أحفاد عمر المختار أن يحولوا انتفاضتهم الشعبية السلمية إلى انتفاضة شعبية مسلحة .. ولي في هذه العجالة معهم عدة ملاحظات عسكرية سريعة ومختصرة وبلغة يفهمها الثوار وسوف أبدأ ببعض التساؤلات ومن ثم أجتهد في الإجابة عليها:
ما هي الإمكانات العسكرية المتوفرة لدي الحكومة الليبية المتساقطة ومدى كفاءتها؟.
ما هي طبيعة الأرض التي تجرى عليها المعارك وماذا توفر لقوات النظام؟.
ما هي الإمكانات المتوفرة لدى الثوار؟.
ما هو الممكن لتقوم به قوات الثوار؟.
النظام الليبي:
الإمكانات العسكرية التي لدى الجيش الليبي قديمة تشبه ما كان لدى الجيش الأفغاني .. وهي إمكانات تطيل المعركة ولا تحسمها .. ونظرا لعجز هذه الإمكانات – أمام قوات ثوار منظمة – عن تطوير المناورة أو التقدم في ميدان المعركة فستظل تدور في دائرة مفرغة حتى تنهار معنوياً وعسكرياً .. والخلاصة انهيار تام طال الوقت أو قصر ..
* سلاح الجو في ليبيا يمتلك قرابة الـ 300 طائرة من كل الأصناف ( مقاتلة .. قاذفة .. هليكوبتر ) .. وبحكم أن ليبيا ليست من دول المواجهة مع اليهود وقد انتهت مغامرات القذافي العسكرية في أفريقيا بفشل .. فلم يحدث تطوير بشكل جيد في هذا السلاح .. وربما بقي على ما هو عليه لرؤية العسكريين أنه كاف للعمل في أفريقيا أو بسبب الحالة السياسية التي عاشتها ليبيا في العقود الماضية .. باختصار طائرات قديمة إلا ما ندر .. طيارين بدون تجربة عسكرية .. ولد ذلك ضعف عام في كفاءة المعدات والطيارين .. أي أنه سلاح غير مناسب للعصر ولن يكون حاسما مع انتفاضة مسلحة لخصوصية الانتفاضة المسلحة مقارنة بالحرب النظامية ..
* القوات البرية الليبية والقوات البحرية الليبية تعاني من نفس الضعف .. لا شيء جديد فيهما .. والمعدات المتوفرة أقرب لأن تكون في هذا العصر كهنة ولا تصلح حتى كمعدات تدريب .. والخلاصة أنها ذات كفاءة ضعيفة .. ولكنها في نهاية المطاف أدوات قتل توقع خسائر في الأرواح والمعدات والبنية التحتية وووو…الخ مع أي تجمعات غير مرتبة .. وإذا أحسن الثوار ترتيب أنفسهم في التقدم والدفاع سوف يتفادون الكثير من الخسائر ..
* المرتزقة التي تم استقدامها من أفريقيا .. هي قوات مستأجرة على غرار ما تفعله الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان .. مع فارق أن المرتزقة الأمريكية هم مواطنون أمريكان مدربون .. أما قوات المرتزقة الأفريقية فهي مليئة بالعيوب .. فمستوى تدريبها مجهول وكذلك كفاءتها .. ويهما ما تكسب من مال وبالتالي سيكون الحفاظ على حياتها أهم من الثبات في المعركة .. كما أنها غريبة عمن تدافع عنهم ولا تعرف شيء عن طبيعة الأرض أو الشعب .. وهي لا تمثل أمل حقيقي لأي نظام بل تساهم في استنزافه اقتصاديا .. ولا يعدو أن تكون مطب صناعي على طريق الثوار تؤخر تقدمهم وتعطي النظام فترة أطول لاستعادة توازنه ..
* الحرب النفسية التي يشنها القذافي وولده سيف الإسلام أحد أهم الأسلحة .. والتي تؤثر بقوة في معنويات الثوار .. ولكن بسبب ما سبق من ثورات في تونس ومصر أصبح لدى الثوار تطعيم ضدها .. إضافة إلى أن الصورة التي يظهر بها كلا من القذافي وابنه ووضوح القلق النفسي على وجهيهما وزوغان العيون يعطي الثوار ثقة أنهم على الطريق الصحيح .. وأعتقد أن صرخات القذافي وابنه وسبابهما يأتي بعكس ما يأملان .. والانضمام اليومي لقواتهما إلى قوات الثوار دلالة على فقدان القذافي لهيبته .. وهي النقطة النفسية التي إذا تجاوزها الجيش هلك القذافي كمدا .. ولكن يظل للإعلام وخداعه دور مهم في الحرب النفسية وعلى الثوار أن يكون لديهم جهاز إعلامي نشط يفند دعاوى العدو وتزويره ويري العالم حقيقة الوضع على الأرض .. وقد قدمت الفضائيات العربية خدمة جليلة للثوار في هذا المجال .. أيضا القصف المكثف والشرس والمركز من البحر والجو والأرض والالتفافات إذا لم يحتاط منها الثوار تستهلك نفسيات المدنيين ..
* مخزون ليبيا من القذائف والذخائر لا يبدوا ضخما .. ومن الواضح أنه قابل للاستهلاك خاصة وأن الكثير من المستودعات وقعت في أيدي الثوار وعدد منها قصفه النظام الليبي .. واستهلاك ما في يد النظام الليبي مرهون بكفاءة الثوار في الحرب والخداع العسكري .. وهذه واحدة من الخيارات التي يجب أن يراهن عليها الثوار خاصة مع الحظر المفروض على ليبيا في التسليح .. ومن المهم هنا أن ينتبه لإمكانية النظام من تهريب ذخائر عبر نفس القنوات التي تحمل له المرتزقة ..وعلى الثوار إعداد مجموعة كمائن لحراسة البوابات المحتملة سواء من الجزائر أو من الجنوب أو البحر وتحويل الغنائم إلى يد الثوار .. وهذه الغنائم وغيرها من الميدان مع السيطرة على مستودعات الذخائر للعدو تمثل الدعم الرئيسي للثوار ..
ومن المؤشرات المهمة على بدأ نفاد الذخائر أو الوقود هو طول الفترة الزمنية بين كل غارة وأخرى .. وكذلك كثافة القصف يوما بعد يوم .. لأن النظام إن كان عاقلا سوف يضرب في البداية بعنف ليوهم الخصم بمقدار قوته ولكنه تحت ضغط فراغ المستودعات سوف يبدأ في ترشيد هذه القذائف .. ليبقى الجزء الأخير منها للدفاع عن العاصمة أو مقر القيادة فقط ..
ويمكنني الجزم أن إمكانيات النظام الليبي لا تمكنه بحال من الأحوال أن يخوض معركتين على جبهتين مختلفتين في نفس الوقت مستخدماً إمكاناته فهذا يبدوا خارجا عن قدرة الجيش الليبي خاصة بعد الانشقاقات الكثيرة التي حدثت به وقلة أفراده بشكل عام .. وعلى الثوار الاستفادة من ذلك بعدم الوقوف طويلا للدفاع والقيام بشن أكثر من هجوم لتشتيت وإضعاف جهود القذافي .. عموما سيمر الصراع بثلاث جولات رئيسية الأولى: ارتباك في قوات القذافي وانشقاقات والثانية: إعادة تنظيم ورد فعل شرس والثالثة: عمليات روتينية ثم انهيار تام وتفكك .. ومن المهم للثوار هنا الصبر وحسن التنظيم وسوف تعلمهم التجارب الكثير .. ولكنه للأسف تعليم بالدماء لشراسة وطغيان وجنون القذافي ..
في بداية هذا الصراع يحدث ارتباك كبير لقوات القذافي وانشقاقات وانضمام وحدات لقوات الثوار إلا أن فترة الارتباك لا تلبث أن تزول .. ومع استعادته لأنفاسه وإعادة تنظيم قواته سيقوم بحملات مكثفة على المدن الهامة أو القريبة من العاصمة وستكون حملات شرسة يستخدم فيها القصف الجوي والبحري بشراسة مع محاولات اقتحام برية سواء من خلال الطريق الساحلي أو بمناورات التفاف من الصحراء .. إذا أحسن الثوار الدفاع عن مدنهم والاستبسال لا تلبث هذه الجولة أن تنتهي .. وتفقد هجمات القذافي زخمها وشراستها لتتحول إلى حصار لبعض المدن وعمليات قصف روتينية سواء بالطيران أو البحرية وغالبا بالمدفعية المحاصرة للمدينة .. والجبهة التي ستفقد التغطية الجوية ستكون صيدا سهلا لقوات الثوار .. وبالتالي فالمجهود العسكري في الجولة الأخيرة يتمثل في قصف جوي مبعثر هنا وهناك .. والمجهود البري لن يتجاوز المناوشات وسيظل يفقد مجهود اليوم العسكري وبالتالي سيستنزف نفسه بنفسه .. وما على الثوار إلا تأمين أنفسهم بشكل جيد ومن ثم استفزازه ليقوم هو بهذه المهمة .. على الثوار أن يجعلوا بقايا الجيش الليبي دائما متحركة تارة في الشرق وأخرى في الغرب وعليهم دائما اصطياده واستنزافه أثناء الحركة وقبل أن يصطف لأي معركة ..
وباختصار فقوات حركة طالبان مع خصوصية أرضها وبنفس إمكاناتها من الأسلحة التي واجه بها الشعب الأفغاني الروس ومن بعدهم الشيوعيين تمكنت بتوفيق الله أن تهزم أكثر قوات العالم تقنية وحداثة .. وهم الأمريكان وحلف النيتو وباقي الدول المتحالفة معهم .. وبمعنى أدق إذا قرر شعب مسلم أن يواجه العالم بإيمان راسخ وبعصا وسكين في يديه فالنصر حليفة في النهاية .. فالسلاح الصغير سيأتي بالكبير وهكذا حتى النصر طالما امتلكنا الإرادة والصبر على المسيرة القتالية .. وهذه بشارة لثوار ليبيا ..
الأرض وإملاءاتها:
ليبيا دولة ذات رقعة جغرافية واسعة مع قلة في الكثافة السكانية .. ساحة المعارك في ليبيا تأخذ أربعة أشكال أساسية الشريط الساحلي المار بالمدن الكبرى .. الأرض الصحراوية .. والقطاع البحري .. المدن الليبية التي سيطر عليها الثوار .. وعليه أصبح شكل المعركة أمام الوحدات النظامية هي حرب مدن مع التفافات في الصحراء وقصف للمدن ومواقع الثوار وأماكن تجمعاتهم ومحاولات اختراق لدفاعات المدن ومساندة بحرية بالقصف ويخشى منها في حالات إنزال داخل المدن وتهديدها وإيقاع خسائر ..
وعموما في حالة الاختراق أو الإنزال يصعب علي القوات البقاء والثبات لأنها تواجه انتفاضة شعبية مسلحة أي أهل المدينة وليس وحدات عسكرية مناوئة هذا من طرف .. ومن طرف أخر تفتقد العمليات لمقومات الاستمرار لطول خطوط الإمداد والإخلاء وعدم القدرة على تغطيتها وحمايتها .. وهذه نقطة قوة محسوبة للثوار لأنهم أكثر عدد وأقل تكلفة إدارية وفي أماكن إمداداتهم ..
الموجز السابق يمثل قدرات النظام الليبي وطبيعة الأرض .. فماذا عن الثوار والمتاح لهم وما يمكن أن يقوموا به؟.
الهدف السياسي ( إسقاط النظام ) من خلال عصيان مدني .. وبعد استخدام النظام للجيش وتحولها إلى انتفاضة مسلحة أصبحت الترجمة العسكرية للهدف السياسي مع مراعاة الخصوصية الليبية وواقع الصراع نلخصها كما يلي:
الاحتفاظ بالمدن المحررة والدفاع عنها .. إخراج القوات الجوية من الصراع .. تحديد المناورة للقوات البرية والبحرية واستنزافها كمعدات وذخائر .. الاستيلاء على المدن الكبرى التي يعتمد عليها القذافي .. السيطرة على العاصمة والقضاء على القيادة “محاكمة القذافي وأسرته والمدافعين عنه” .. القضاء على الجيوب المتبقية .. إعادة تشكيل القوات العسكرية الليبية ونشرها بما يناسب الحفاظ على الثورة .. لتحقيق هذه الأهداف على الشعب الليبي أن يعالج مجموعة من البنود لضمان الاستمرارية والنصر:
الأولى: التنظيم الإداري للقوات لضمان استمرارية المعركة ( الشؤون الإدارية ):
يجب على الثوار أن يبذلوا الكثير من الجهد لتشكيل هذه الوحدة الإدارية التي تمثل شريان الدم للمعركة .. والتي تهتم بتوفير الخدمات الطبية .. خدمات الإخلاء .. خدمات الإيواء .. خدمات الدعم بالوقود والذخائر .. توفير الطعام والشراب .. توفير معدات الاتصال بين الوحدات .. شراء الأسلحة والذخائر .. توفير وسائل النوم والراحة .. الإمداد بالملابس المناسبة .. توفير تجهيزات جندي المعركة ومقاتل القوات الخاصة .. تنظيم أسطول السيارات التي تعمل في الخدمة الطبية أو نقل الجنود أو الإمداد بالطعام .. رعاية المدينة أو الجبهة التي تنتمي إليها في كل ما يتعلق بالنواحي الإدارية .. أما المقارنة بين عمل هذه الوحدات بشكل مركزي أو غير مركزي أو أن تشكل وحدات إدارية صغيرة تتبع كل قطاع أو وحدة عامة أو الخلط بينهما يعود إلى القيادة الميدانية التي تدرك واقع العملية القتالية ومستوى الأمن والخطر واتخاذ القرار المناسب في ذلك ..
الثانية: حسن استخدام القدرات العسكرية المتوفرة لديهم والأخرى الممكن الحصول عليها ( هيئة أركان للحرب ):
من حسن طالع الثوار أنهم يسيرون في اتجاه واحد بمعنى أن العدو قد انكمش وحصر نفسه في قطاع من الأرض الغربية وقد ساعد على ذلك أيضا وضعية المدن على الخريطة الليبية وانطلاق الثورة من الشرق .. وللتوضيح ففي الحالة الجهادية في أفغانستان كان الصراع في عدة محافظات موزع عليها قوات المجاهدين وهي تمثل صعوبة بالنسبة لهيئة الأركان إن كانت موحدة لدعم هذه الجبهات وتوزيع ما لديها من إمكانيات .. أما والحالة في ليبيا بهذا الشكل فقد سهلت إنشاء هيئة أركان مشتركة بين القوات النظامية التي انفصلت عن الدولة والثوار ( فكما تشكل مجلس سياسي يجب تشكيل مجلس عسكري ) .. هذه الهيئة إن شُكلت عليها مهمة جسيمة وهي حسن الإدارة والتخطيط للمعركة .. بالتالي إذا توفرت هذه الهيئة خاصة وأن الجبهة العامة كما قلت في اتجاه واحد لن تكون مهمتها صعبة .. فسوف تكون أغلب المقدرات والإمكانيات الليبية موحدة وهي مسألة في منتهى الأهمية .. وبالتالي فالدعم لاتجاه القتال تخدمه كل الإمكانات المتاحة .. كما أن ما ترغب المقاومة فيه من معدات مثل الصواريخ المضادة للطائرات يسهل توفيره من خلال هذه الهيئة عن طريق علاقاتها مع دول الجوار والمؤيدين للثورة .. وبالتالي سيكون التخطيط باتجاه معركة أساسية تساندها مجموعة عمليات خاصة وكلها مدفوعة في اتجاه واحد .. وهذا يقودنا للبند التالي
الثالثة: التنسيق بين الوحدات النظامية التي انضمت للثوار ووحدات الثوار المدنية وتوزيع الأدوار بينهما في كل من:
الانتفاضة المسلحة بوضعها الحالي تمثل كثرة عددية يجب أن توزع على مجموعات عديدة صغيرة ومنتشرة على رقعة جغرافية كبيرة تعمل بدون سقف في الابتكار والمناورة وفق هدف عام .. أما القوات النظامية فكثرة عددية تعمل مجمعة في قطاعات محددة وتعمل وفق فلسفة محددة ومعروفة ..
يواجه قوات الثوار بشقيها معركتين أساسيتين كلاهما مهم .. والتعامل معهما يجب أن يتم بحساسية وحسن تقدير للموقف لدعم كل معركة بما يلزمها وفقا لمبادئ الحرب .. المعركة الأساسية في ليبيا هي في محيط المدن أو خارجها .. وهي تمثل خطوط القتال إذ ليس من المتوقع وجود معركة كبيرة في الصحراء أو البحر في غير محيط المدن .. وهنا يأتي دور هيئة الأركان في التنسيق بين الوحدات المحترفة والثوار المدربين وتوزيع الأدوار عليهم للاستفادة من كل الجهود وحشد القوات بما يناسب كل معركة ويمنع استهلاك الطاقات وإهدار الإمكانات .. في المعركة الدفاعية يمكن أن تعمل الوحدات النظامية على حدود المدن في حين أن وحدات الثوار تدافع داخل المدن .. توزيع شبكات الدفاع الجوي حول وداخل المدن بين شقي قوات الثوار .. يمكن لوحدات الثوار المدنية أن تقوم بالدور الإداري من توفير الإمدادات ونقل المعدات والذخائر والطعام والشراب وإخلاء الجرحى والشهداء .. وفي المعركة الهجومية من الممكن أن تفرض القوات النظامية التابعة للثوار حصاراً حول المدن كما من الممكن أن تتسلل وحدات من الثوار مدعومة بعناصر من القوات الخاصة إلى داخل المدن للقيام بعمليات خاصة .. هذا التنسيق والترتيب مهم وعليه لا بد من تواجد هذه الهيئة التي تشرف عليه .. ومن التمهيد السابق فإما أن تكون وحدات الثوار مدافعة عن المدن أو مهاجمة لها .. وسيأتي تفصيل العمل لاحقا ..
الرابعة: شكل النظام القادم مع هذا التباين في التحالف المضاد للقذافي:
وهذه مسألة يصطلح عليها الليبيين .. وأهل مكة أدرى بشعابها ..
مقترحات عسكرية للثوار:
القاعدة الذهبية أن القادة في الميدان هم أعلم به وبما لديهم من إمكانيات وبما لدى عدوهم ولهذا هم الأقدر على اتخاذ القرار المناسب .. وكمقترح للعمل على قوات النظام الليبي أكتب بعض التصورات وللثوار أن يتعاملوا مع ما يناسبهم بواقعية وأفق مبدع ..
وللأهمية ففي مقدمة هذه الورقة أنص أنه يجب إعطاء أهمية كبرى لإنشاء وحدات الاستطلاع ومجموعات المخابرات لأنها تمثل عيني القائد الذي يبني قراراته على ما تجمعه من معلومات .. والقائد الذي لا يملك الجهازين فهو أعمى .. والذي يملك واحد منهما فهو أعور ..
أولاً: العمل العسكري على القوات الجوية للنظام الليبي لإخراجها من الصراع:
أهم الأهداف التي يجب العمل عليها تتمثل في العناصر التي تؤلف قوة القوات الجوية وهي باختصار:
( المطارات – الطائرات – الطيارين – القذائف – الإداريين )
وضحت في بند التنسيق بين قوات الثوار ( النظامية والمدنية ) أن لكل منهما دور هام وحيوي في الدفاع والهجوم .. وأكرر للأهمية .. فهناك مجموعات عسكرية تعمل على أو ضد أهداف معادية .. وهناك وحدات مدنية تعمل على تأمين المدن والدفاع عنها في الداخل وهناك وحدات مختلطة تعمل كمجوعات خاصة للهجوم على المواقع الحساسة للعدو .. وتشكيلهم بالوصف السابق وتعريفهم بمهمتهم وتكليفهم بالواجبات هو دور هيئة الأركان .. وهذا الترتيب مهم لإنجاح المجهود العسكري للثوار .. لوجود مهمة تناسب كل فريق فمثلا الهجوم على القوات الجوية يأخذ شكلين الأول قبل صعود الطائرات في الجو والثاني بعد صعود الطائرات إلى الجو وبالتالي سوف توزع المهام على قوات الثوار:
العمل الأرضي للثوار: إذا أحسن الثوار المدنيين تنظيم أنفسهم ( خاصة وان الثوار فيهم كل التخصصات المهندسين والفنيين والرياضيين وغيرهم إضافة إلى عناصر الصاعقة التي انضمت إليهم ) وتشكيل خلايا صغيرة وتم تدريب هذه الخلايا على تنفيذ الأعمال السرية في المدن فيمكنهم تنفيذ الكثير من الأفكار ومنها:
الإغارة على المطارات بهدف تعطيل أو تفجير الطائرات الرابضة على الأرض .. الهجوم على مقر الطيارين واغتيالهم .. أو تسميم المياه التي تدعم المطار .. تخريب الممرات وجعلها غير صالحة للطيران .. زرع الألغام على ممر الإقلاع .. تعطيل أو تدمير وحدة الاتصالات والتوجيه للطائرات بالمطار .. إعطاب محولات الطاقة الكهربية الأساسية والاحتياطية .. تفجير مستودعات الذخيرة .. أو الاستيلاء على الصواعق الخاصة بالقذائف .. إخافة العمال الإداريين الذين يجهزون الطائرات للقصف أو اغتيالهم .. خطف الطيارين من بيوتهم أو اغتيالهم .. إن أمكن احتلال المطار لفترة وتعطيله بالكامل .. لحظات الضعف عند الطائرة هي أثناء الإقلاع أو الهبوط ويمكن إعداد كمائن قريبة وبأسلحة قنص أو مضادات للدروع فإن لم تفلح في إتلافها أرعبت الطيارين .. بهذه الحالة من الرعب سوف يقوم النظام بتوفير حماية داخلية .. وأي إجراءات دفاعية يأخذها النظام ليؤمن مطاراته أو مستودعات هو تكلفة زائدة عليه بشريا وماليا وتمثل قدرات عسكرية تصرف من ميدان القتال لتؤمن مواقع ثابتة .. إن كل الأعمال الإيجابية أو السلبية حول المطارات داخل المدن مكلفة في هذه الأوقات العصيبة على النظام .. وعلى الثوار الإبداع والابتكار فيها لأن هذا ما يميز وحدات العصابات عن القوات النظامية وهي حرية التفكير والتنفيذ ..
العمل على الطائرات في الجو: الوحدات النظامية التي مع الثوار يمكنها تشكيل كمائن من المتوفر لديها من أسلحة مضادة للطائرات تناسب كل أنواع الطائرات المختلفة وحسب ارتفاع كل منها .. هذه الكمائن تمثل شبكات جوية تقصف الطائرات حال دخولها فيها وذلك لحسن استخدام المتوفر من المضادات الجوية .. وكما رأيت فالمرونة لدي هذه الشبكات متوفرة لأن معظم الأسلحة محمولة على عربات فقط يجب أن تعمل بشكل مجمع لتوفر شبكة نارية فاعلة .. أيضا استخدام الصواريخ المتوفرة للدفاع الجوي وموجودة لدى الثوار كشبكة للدفاع عن المدن أو لحصار المطارات التي تخرج منها الطائرات .. صاروخ سام فاقد للفاعلية مع الطائرات الروسية ومع غيرها .. وعليه يجب على الثوار الحصول من الدول المؤيدة لهم على صواريخ محمولة على الكتف أفضل منه ( ستنجر مثلا ) أو شراء هذه الصواريخ من تجار السلاح المنتشرين حول العالم وتهريبها إلى ليبيا هذا إن لم توفره الدول المؤيدة .. وهذه الصواريخ رائعة في كف أذي هذه الطائرات القديمة .. هذه الشبكات مهمتها الدفاع عن المدن المحررة .. ولذلك فنطاق عملها في محيط المدن وفي الاتجاهات المتوقع عادة لقدوم طائرات العدو منها مع اتخاذ تدابير احتياطية للجهات غير المتوقعة وذلك بتوفير شبكات مضادة للطائرات داخل المدن أيضاً ..
ومن المهم أيضا استدراج طائرات العدو ببعض العمليات الوهمية بهدف توزيع مجهود الطيارين وإتعابهم وإشغالهم عن التحركات الأرضية واستنزاف المخزون من القذائف والوقود .. ومن الممكن إعداد كمائن لها بصواريخ محمولة على الكتف ..
ثانياً: العمل العسكري على القوات الأرضية والبحرية للنظام الليبي:
لإفشال مجهود الجيش الليبي البري والبحري والجوي .. يجب إحسان الترتيب والتوزيع .. فلا يشكل الثوار قوات كبيرة بدون غطاء جوي أو دفاع جوي قوي وقادر على صد الطائرات .. ولا يقفون في تجمعات كبيرة بدون غطاء جوي أو دفاع جوي نشط .. وبالتالي عليهم البعد كل البعد عن التجمعات البشرية المسلحة التي نشاهدها كثيرا على الفضائيات .. لقد اتخذت انتفاضتهم منحنى بعيد عن التظاهرات السلمية .. ويخشى عليهم من غشم القذافي ..
للثوار أن يشكلوا مجموعات تدخل سريع ( صغيرة وخفيفة وسريعة ) تستخدم السيارات الصالون الخفيفة أو الموتوسيكلات .. ومسلحة ببنادق آلية ورشاش خفيف والنوع المتوفر من أي مضاد للدروع وصاروخ مضاد للطائرات ووسائل اتصال .. هذه المجموعات يمكنها الوصول لأي نقطة ويمكنها عمل كمائن سريعة ومهمتها تعطيل أو إزعاج الأرتال العسكرية المتقدمة على الأرض أو شن غارات مفاجأة أو تأمين الطرقات خاصة تقاطعات الطريق الساحلي الذاهبة إلى مدن الصحراء .. تتكون المجموعة من ثلاث سيارات أو ستة موتوسيكلات .. يزيد عدد الأفراد أو السيارات أو الأسلحة حسب المهمة المطلوبة منهم .. وهذه الفكرة كانت عملية جدا في أفغانستان ..
وكما أسلفت فالجيش يمكنه أن يؤمن المدن .. في حين يقوم الثوار والقوات الخاصة بالعمليات الفدائية .. يجب أن يتم اتخاذ كافة التدابير التي تنجح انتفاضة مسلحة .. ويجب العمل على تقليل الخسائر قدر المستطاع .. ولا علاج لذلك إلا بتأمين المناطق المحررة والمدن من القصف .. والاعتماد على العمليات النوعية الهجومية .. واستدراج الخصم لمناطق قتل .. والثوار بهذا التوصيف لديهم معركتين الأولى دفاعية والثانية هجومية:
1- المعركة الدفاعية ( داخل المدن وخارجها):
لكي تظل الجبهة الداخلية فعالة فلا بد من تأمينها ضد أخطار العدو المتمثلة في القصف الجوي .. الهجوم البري سواء بالقصف أو الالتفاف العميق من الصحراء ومحاولات الاختراق .. عمليات الطابور الخامس .. القصف البحري أو الإنزال البحري .. وبشكل عام إدا حصرنا الأخطار في الصورة السابقة فهي أربعة أشكال للعدو لكل منها تكتيك مضاد يناسبها ..
* عمليات العدو الجوية تنحصر في القصف فقط لأن عملية إنزال بالمظليين في الأوضاع الحالية هي مقامرة خاسرة لا يقدم عليها إلا مجنون .. لأن هذه الوحدات بمعداتها ستكون غنيمة لأهل المدينة المسلحين قبل وصولهم للأرض .. أما القصف الجوي للمدن فقد سبق وذكرناه في بند العمليات العسكرية على القوات الجوية ..
* الهجوم البري على المدن فإذا كان بالقصف فالمطلوب من وحدات الثوار المقاتلة أن توسع كردون الحماية حول المدن أو خط الدفاع عنها إلى مسافة عشرين كيلومتر منها أوبحسب مدى المدافع التي يستخدمها العدو لتمنع وصول قذائف المدفعية الليبية .. وعلى أحفاد عمر المختار أن يحسنوا إعداد الخطوط الدفاعية وتحصينها وتمويهها لمنع اختراق العدو لها أو ضربها .. ولا يكتفى بأن يكون الدفاع عن المدينة على الطريق الساحلي بل الخطورة تكمن في التفافات الصحراء وبالتالي فتشكيل وحدات استطلاع خفيفة وسريعة ومزودة بوسائل اتصال جيدة مع الاستعداد السابق يقي الثوار أنفسهم من مفاجأة أي التفاف ..
* ولا يظن البعض أنه في المرحلة الأولى من حرب عصابات فلا ينشئ مواقع ثابتة نحن في انتفاضة مسلحة لديها مدن محررة وأراضي وانضم لها واحدات نظامية كاملة ولها من الشعب موالين في أنحاء البلاد والعدو لا يسيطر إلا على العاصمة وعدد من المدن الصغيرة وهي قريبة الشبه بمقدمات المرحلة الثالثة لحرب العصابات والتي تنظم فيها قوات العصابات نفسها لاحتلال العاصمة ..
* في حالة أن العدو اخترق النطاق الدفاعي أو قام بمناورة أو إنزال بحري في هذه الحالة لا بد أن يكون لدينا وحدات قتال داخل المدينة تمنع ابتداء دخول القوات وفي حالة عجزها تحصر القوات المهاجمة في اتجاه و احد من المدينة وتعمل على حصارها واستنزافها بقطع طريق إمدادها .. والدبابات وإن كان هديرها مرعب إلا أن مناورتها في المدن تكون محدودة وهنا يأتي دور الألغام والمضادات الخفيفة وقيل لي أن قنابل الملتوف فعالة ضد الدبابات ذات الدرعين .. يجب أن تكون المدن مقبرة للدبابات ..
* يواجه القصف البحري إن كان متوقعا بمدفعية من الشاطئ .. فإن كان لدى الثوار وحدات بحرية استخدمت في الدفاع وطرد العدو بعيدا عن المدن .. ويمكن لوحدات الثوار ابتكار عمليات فدائية ناضجة بمراكب سريعة الحركة لتفجير القطع البحرية .. إن أفكار كاستخدام الألعاب الرياضية التي تطير لاسلكيا يمكن استخدامها في إزعاج العدو سواء في البر أو البحر .. وإن أمكن في الجو فلا بأس ..
* تعتمد عمليات مكافحة الطابور الخامس على قوة الاستخبارات وتفاعل أهل المدينة .. وعلى أساس أن قوات الأمن انضمت للثوار ومعرفة عناصر الشعب لأبناء مدينتهم فيسهل بالتالي إجهاض أي محاولة من داخل المدينة ويبقى مجهودهم متوفر لمواجهة التسللات العدائية والقضاء عليها من خلال متابعة الفنادق أو القادمين للمدينة وليسوا من أهلها وملاحظة الغرباء الذين يطوفون في المدينة بلا هدف .. مع الانتباه لوجود وحدات للثوار جاءت من مدن أخرى وعليهم تغطية هذه النقطة بما يسهل مهمة كلا الفريقين ..
ولا أنسى أن أنبه على الأعمال الدفاعية السلبية داخل المدن كالملاجئ والحفر ووضع أكياس الرمل وخلافه .. ولا يفوتني هنا أن أنوه أنني أردت لفت نظر الثوار إلى البنود التي احتوتها الرسالة .. فهي لتذكير الثوار .. والثوار يفعلون ما يناسب واقع معركتهم ..
2- المعركة الهجومية ( داخل المدن وخارجها).
من مهام هيئة الأركان هي التحول إلى الهجوم في حالة توفر مناخ يسمح بذلك .. وبالتالي سوف يكون الهجوم على المدن التي لا زالت في يد القذافي وأتباعه .. ومن المهم لهيئة الأركان أن تنشأ وتنشط مجموعات المخابرات في جلب المعلومات من داخل العاصمة ومركز قيادة القذافي ومحاولة التعرف على نواياه .. خاصة فيما يتعلق بمجهوده العسكري للغارات الجوية أو توقيتات وصول وخط سير السفن التي تقوم بالإمداد .. يجب أن أنوه هنا أن الوضع في ليبيا يجعل أغلب سكان البلد ومدنها يدعمون هيئة الأركان وهذه نقطة تفوق على النظام الذي ينحصر أتباعه عنه يوما بعد يوم .. وبالتالي فمدد هيئة الأركان متوفر ويساعده على التقدم في أرض المعركة شريطة إخراج القوات الجوية للعدو من المعركة سواء بالحظر الجوي أو بالمجهود العسكري .. وهنا يكون أمام هيئة الأركان نقطة تبدو كمعضلة وهي أن هذه المدن يوجد فيها مؤيدين للثورة .. ولكنها نقطة قوة فعليهم هنا الاستفادة منهم فحصار عسكري حول المدينة ومدنيين مؤيدين من الداخل وانهيار في خطوط الدعم تجعل فترة الحصار سريعة وبمجهود سياسي ونفسي يمكن إسقاط المدن المحاصرة ..
وهنا لدي استفسار هل لدى الثوار طيران حربي؟ .. فإن كان لديهم فما الذي يمنعهم من استخدامه؟!!! ..
من التمهيد يتبين لنا أن مجهود الثوار يتبلور في: حصار للمدن .. مجموعات جمع معلومات واستخبارات داخل أراضي العدو .. عمليات خلفية على طرق الإمداد .. كمائن بحرية لمنع وصول إمدادات عسكرية .. أو السيطرة على سفن الإمداد وتحويلها إلى بني غازي .. تسلل بحري لتنفيذ عمليات على المطار أو احتلاله حسب الإمكانية .. تسللات داخل المدينة لضرب المستودعات الذخائر واستهلاك نفسية الجنود المدافعين .. عمليات تسلل بهدف اغتيال القيادات سواء التي تقود العمليات أو التي تظهر أحيانا في التظاهرات .. يمكن الاستفادة من البحر بعملية تسلل كبيرة تهدف للسيطرة على جزء من المدينة تمهيدا لإسقاطها في إطار إسناد عملية برية لاقتحام المدينة ..
أحفاد عمر المختار فرسان الصحراء يمكنهم أن يحولوا متاهاتها إلى دروب تسلل وانحياز لوسط أي مدينة .. يجعلون حياة المدافعين عنها كوابيس من الرعب المتواصل ..
الدواب لا يمكن رصد حركتها وهي فعالة في الصحراء ويمكن ابتكار أفكار جديدة لاستخدامها في العمليات الدفاعية والهجومية .. مثلا في حالة عدم وجود وقود للسيارات أو تعذر حركة السيارات تستخدم لنقل المعدات والأسلحة والمواد التموينية والمياه ..
البحر باب واسع للعديد من الأفكار التي يجب على الثوار أن يستفيدوا منه في ليبيا للعمل على العاصمة والمدن المطلة عليه .. ( وأتمنى أيضا أن ينتبه له المجاهدون في الصومال للسيطرة على مقديشو ) .. البحر بوابة واسعة لجلب المعدات والأنصار ودفع التكتيك لأبعاد أوسع وأعظم أثر شريطة الإعداد الجيد والمتكامل ..
يسقط في يد الثوار أسرى وهما فريقان ( أهل البلد والجيش والمرتزقة ) .. والمهم هنا عنصر الأمن وبمعنى أدق يجب أن يكون لدى الثوار وحدة أمن يستجوبوا الأسرى من الفريقين الليبيين والمرتزقة من أجل المعلومات العسكرية “الأسلحة والذخائر أعداد القوات الوقود الطعام” والحالة المعنوية والنفسية … الخ .. وعلى الثوار معاقبة الأسرى بما يناسب .. وأعتقد أن المرتزقة بحاجة إلى عقوبة رادعة تمنع قدوم غيرهم لقتل الليبيين ..
أهل مدينة طرابلس وغيرها من المدن التي ترغب في التعاون مع الثوار ولكنهم يفتقدون لثقافة العمل السري ويخافون على أنفسهم .. أقدم لهم اسم كتاب قديم إلا أنه يشمل مبادئ عمل سريعة وبسيطة ولكنها عميقة في الأمن والسرية والحركة والتنظيم داخل المدن .. وأسلوبه سهل يناسب عموم الشعب .. تحت عنوان “حرب العصابات السويسرية” .. كاتبه تخيل أن بلده احتلت وعلى إثرها كتب ما يجب عليهم أن يقوموا به .. يمكن العثور على الكتاب في شبكة الإنترنت أو في موسوعة الجهاد الأفغاني .. أهل مدينة طرابلس لا يجب أن يقللوا من شأنهم أو مجهودهم .. وعليهم العمل لمساعدة إخوانهم في إسقاط النظام ..
* وبعد الخوض في الموضوع يناوشني سؤال هام .. وحتى أفك هذا الاشتباك أطرحه عليكم .. هل ما يسمى بالأسرة الدولية وتحديداً أمريكا وأوروبا سيقبلون بثورة مسلحة في جنوب المتوسط تقيم دولة حرة في اختياراتها؟ .. لم يقبل هذا في أفغانستان بعد أن هزم السوفيت فيها .. أي لم تسمح ما تسمى الأسرة الدولية للمسلمين أن يقيموا دولة بقوة السلاح .. وعليه على الثوار مهما سمعوا من تصريحات أن لا يأملون خيراً من وراء الأسرة الدولية وخاصة أن أفرادها الشرقيين وهما تحديداً روسيا والصين متخوفين من الثورات العربية ولن يقفوا مع أي منها!!! .. وعليهم أن يجتهدوا ويعتمدوا على الله ثم على أنفسهم في حسم هذا الصراع بعلاج مشكلة الطيران وعدم انتظار الحظر الجوي ..
وفي ختام هذه الرسالة السريعة ألفت نظر الثوار إلى كتاب “حرب المطاريد للشيخ أبو وليد” الذي يعد بحق مرجع في التغيير .. وقبل أن أغادر هذه الصفحة لا أملك في ظروفي هذه إلا الدعاء لكم بالنصر والتوفيق .. وأن أجتهد كلما سنحت لي الظروف بكتابة بعض النصائح .. وإن كانت رغبتي هي أن أكون جنديا في صفوفكم .. ولعل الله بهذه النية أن ييسر لنا طريقاً إلى الجهاد والمجاهدين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 9 مارس 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
ـ 2 ـ
انتفاضة اليمن أو “الشعب الملك”
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 8 مارس 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
كان ومازال الشعب اليمني المرشح رقم واحد للقيام بالتغيير بكل أشكاله .. فالشعب اليمني هو الملك الحقيقي على أرضه إن أراد .. فإذا أحبها ثورة سلمية يسرت له طبيعة الشعب الحرة ذلك .. وإذا أرادها ثورة مسلحة تيسر له ذلك لقوة إرادته وتسليحه وطبيعة أرضه .. كما أن عربة التغيير اليمنية يجرها جوادا الإيمان والحكمة لاجتياز أي عائق يقف أمامها .. والثورة اليمنية لها ما بعدها في جزيرة العرب ..
والثورة اليمنية ستختلف انطلاقتها التالية عن انطلاقات غيرها من الثورات العربية .. فالدول العربية تنطلق ثانية لتعيد صياغة دولتها المحدودة .. أما الشعب اليمني فهو مرشحا لثورة تاريخية غير محدودة بخطوط سياسية على الخرائط .. الشعب اليمني إن أحسن رؤية ثورته سيبدأ من اليمن ويعبر الجزيرة العربية وسيتخطاها إلى فلسطين .. شاء العالم أو أبى .. وهذا ليس درب من التنجيم أو نوعا من أحلام اليقظة فالشعب اليمني يتسم بعدد من الصفات الذاتية تؤيدها نبوءات نبوية وطبيعة أرضه الجبلية .. كلها مقومات نجاح تأخذ بيد التاريخ ليسجل ما هو قادم ..
يتمتع الشعب اليمني بعدد من السمات لا تتوفر لأي شعب من شعوب الدول العربية:
فهو من أقرب الشعوب العربية إلى الفطرة السليمة والتمسك بمبادئ الإسلام .. وهو شعب مسلح وله تجارب قتالية قريبة .. والروابط القبلية لازالت قوية في المجتمع اليمني .. والشعب اليمني يتسم بالرجولة فلم تفسده الرفاهية التي أفسدت غيره .. من أكثر الشباب العربي الذي وفد إلى أفغانستان .. وقد أكسبهم ذلك خبرة رائعة في حرب العصابات والعمل السري .. وقد ساعد على صلابة الشعب طبيعة أرضه الجبلية .. وسواحلهم الطويلة المفتوحة على العالم الإسلامي لا يمكن أن تحاصرها قوة .. وأضاف موقعها الرائع على خريطة العالم مزايا إستراتيجية حيث يمكنهم غلق البحر الأحمر إن أرادوا .. ووجودهم في خاصرة جزيرة العرب وكثافتهم السكانية التي تكاد تعادل باقي سكان الجزيرة العربية تؤهلهم للانطلاق للعب دور بارز في الجزيرة يناسب الحضارة اليمنية القديمة .. يواجه هذا الشعب حكومة فاسدة ضعيفة .. وقد شاهدنا جميعا مجموعة من الشعب قاتلت النظام اليمني وحليفه الممثل لحكومة الرياض والمدعوم من الولايات المتحدة وكيف استمر القتال فترات طويلة .. فكيف إذا كان الفارس في الميدان هو الشعب اليمن كله سواء بقتال أو بدون قتال .. فالخيار له ..
وهنا .. يبقى الخيار لدى الشعب اليمني .. ويبقى مستقبل الجزيرة العربية كلها مرهونة بجواب الشعب اليمني على الاستفهام .. ويبقى الشعب اليمنى يرجو رحمة الله وتوفيقه لاتخاذ القرار .. وحتى يأتي ذلك اليوم فإني أدعو الله أن يوفق إخواننا اليمنيين ويسدد خطاهم ..
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 8 مارس 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
-3-
إرهاب + بلطجة = إرهابجية
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 8 مارس 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
طالعتنا الفضائيات والصحف بجريمة من أشنع جرائم جهاز أمن الدولة .. فبدلا من أن تتوب عناصره الفاسدة التي أرهقت وأرهبت الشعب الغافل .. وتنتظر أن تحاسب على جرائمها ليتم تطهيرها قبل أن تذهب إلى ربها .. فإذا بها تقوم بحرق وإتلاف كل ما يدينها أو يثبت إرهابها للشعب .. وهذا دليل إصرارها على خيانتها للأمة!! .. ولم يقف الأمر عند ذلك فبعد الاطمئنان على إتلاف جل المستندات .. يصدر قرار المجلس العسكري بتقليص عمل جهاز أمن الدولة وقصره على مكافحة الإرهاب!! .. لقد تمخض الجبل فولد فأراً .. فما هو الإرهاب؟! .. ومن هم الإرهابيين؟!. ..
فهل الإرهاب هو المحافظة على الصلاة في المسجد والتصفح في كتاب فقه السنة .. أم أن الإرهاب هو نشر الرذيلة والفساد والرشاوى وهضم حق الفقراء وتوزيع الثروات على الفاسدين وسرقة المال العام وإنفاق خيرات البلد على الأقارب والمحاسيب ..
هل الإرهاب هو في هذه الوجوه المتوضئة وفي هذا الحجاب الطاهر .. أم أن الإرهاب هو هتك الستر واغتصاب الفتيات المؤمنات وقتل عفة المجتمع ..
هل الإرهاب هو أن يسود العدل الإلهي في الأرض وينفي الظلم عن سمائها.. أم أن الإرهاب في تطويع القوانين وإحباط العدالة والتحفظ على من انقضت أحكامهم عشرات من السنين في غياهب السجون ..
هل الإرهاب هو مقاومة النظام الإرهابي والعمل على تغير نظام الحكم الفاسد .. أم أن الإرهاب هو قتل وترويع المواطنين واغتصاب ممتلكاتهم ونسائهم وانتهاك أعراضهم واستباحة آدميتهم وإشاعة الفوضى ..
هل الإرهاب هو الدعوة إلى عودة الأمة إلى دينها والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى .. أم أن الإرهاب بإشاعة الفاحشة والتجسس على أعراض المصريين في أدق خصوصياتهم ..
هل الإرهاب هو قول الحق وهداية الناس ونشر محاسن الأخلاق .. أم أن الإرهاب في بالافتراء على الخلق واتهامهم بالباطل وإلقائهم في السجون وإطلاق كلابهم تنهش من اللحم المصري ..
هل الإرهابي الذي يطلب بحقه السليب في العمل الشريف والتكسب البسيط .. أم أن الإرهاب في وضع المنتفعين في رياسة الجامعات ودور التعليم وغيرها من مناصب الدولة وحرمان من يستحق وتدمير مستقبل الشباب الأكفاء لتقديم مجموعة من العاهات كل مميزاتهم أنهم أبناء حسني مبارك أو أبناء تابع مخلص أمين له ..
هل الإرهاب هو كتابة الشعارات الأخلاقية والكلمات المضيئة والألفاظ الربانية ..أم أن الإرهاب هو القلم الفاسد الذي يسبح بالليل والنهار للحاكم على صفحات الجرائد والمجلاتويبرر له كل رذائله..
هل الإرهاب هو تلك الجماعات المسلمة التي قامت تدعوا إلى الله .. أم أن الإرهابيين هم الذين استدرجوهم بالحيل الخبيثة والمكر والخداع وحرضوهم بل ودفعوهم للقيام بصراع مسلح حتى يفنوا زهرة شبابهم في غياهب المعتقلات الرهيبة ..
هل الإرهابي هو الذي قام يدافع عن نفسه ودينه ضد ظلم النظام فسقط على دربه بعض الضحايا لم يكونوا أبدا متعمدين ولا مقصودين بذاتهم اللهم إلا تواجدهم وقت الحدث ورغم ذلك فقد كفر المنفذون عن ذنبهم وتابوا وقدموا الاعتذارات .. أم أن الإرهابي هو الذي يستدرج ويتجسس ويلفق التهم ويخطف عشرات الآلاف ويغتصب الأطفال والنساء بل ويجعل من بعضهن مومسات يتجسسن له ويذيق أبناء الأمة صنوف التعذيب ويقتل بدم بارد أبناء وطنه ودونما أن يرف له جفن كم هي المرات التي تيتم فيها أطفال أو ترملت فيها نساء وكم من سائلٍ لا يدري أين ابنه أو ابنته ..
أليس هذا عين ما تفعله ( الإف بي أي ) الآن في أمريكا تدخل على الانترنت وتجند الشباب المتحمس البسيط وتجهز لهم عبوة لا تنفجر ثم تقول لهم ضعوها في مكان كذا ثم يعتقلونهم .. إنها العدالة على الطريقة الأمريكية ..
فهل الذي قام لتغيير نظام الحكم ليعيد للمصريين آدميتهم وآمالهم هو الإرهابي ..
أم أن الإرهابي هو الذي جيش مليونين من الهمج وفتح لهم كلية الشرطة ومراكز للتدريب وأمدوهم بـآلاف البلطجية .. وذلك في إطار منهج مدروس بعناية وخطط عمل أعدها وزراء الداخلية العرب لحماية أنظمتهم الإرهابية الفاسدة ضد من؟! ضد شعوبهم .. نظام يجند أبناء الشعب ضد الشعب!! .. ليحموا مجموعة فاسدة ..
هل هذا الجهاز الذي روع الشعب .. وسفك دم الشعب .. وانتهك عذرية الشعب .. واغتصب أراضي الشعب .. وسلب أموال الشعب .. من أجل حفنة من اللصوص ومنعدمي الضمير الذين أثروا حياتهم من لحم ودم الشعب .. هل هذا هو الجهاز الذي سيعود ليحفظ أمن الشعب؟!!! .. أي جهاز أمن هذا الذي أخجل إبليس ومارس كل ما رأى أو سمع أو حلم أو تخيل من القبائح وعاش في النجاسة وعمل ككلاب حراسة ولم يخجل يوما ويستثني دنسا لا يزاوله؟!!! .. ثم نقول أن هذا الجهاز سيعمل ضد الإرهاب .. أي إرهاب؟!! .. إنه الإرهاب بعينه أيها الثوار ..
إن أكثر ما يقلق الثوار أن يتم خداع الشعب المصري الذي بالكاد رفع غمة جهاز مباحث أمن الدولة عن نفسه فتخدعه عناصر النظام البائد التي لازالت تمارس خداعها بثوب جديد بإعادة الجهاز تحت مسمى أخر أو مهمة غير محددة ولا مُعرفة بشكل واضح فيقبلها .. هذا قرار يقتل الأمل الذي يعيش الشعب عليه اليوم .. ولكم في أهل تونس قدوة حسنة فقد تم إلغاء جهاز أمن الدولة فيها .. المصريون ليسوا بأقل من إخوانهم في تونس ..
إنني أقول وأعتقد ما أقول .. [ لولا خبث جهاز مباحث أمن الدولة واستدراجه للجماعات الإسلامية في مصر للصراع من أجل القضاء عليها قبل أن تنتشر شعبيتها بما تمارسه من دعوة وخدمات اجتماعية للشعب لكانت إستراتيجيتها في التغيير مختلفة مائة وثمانون درجة عما حدث على الأرض ] .. إنه خبث جهاز ضال أضل البلاد والعباد من أجل عيون أمريكا واليهود وتسلط حاكم فاسد عميل عمل من أجل نفسه والمنتفعين من حزبه .. وهل يكفي الأمة المصرية ما قرأه الشيخ صفوت حجازي عن مخطط السفارة الأمريكية ومباحث أمن الدولة؟!!.
هناك ألف هل وهل تطوف في عقول القابعين ألف ليلة وليلة بين مخالب العذاب والتعذيب في ظلمات مباحث أمن الدولة .. ويا ليتها كانت ألف ليلة وليلة فانتهت .. ولكنه عمر أُفني لزهرة شباب البلد وأطهر ما فيها من النساء والرجال .. إن كلمة التعذيب لتقف عاجزة عن التعبير عما كان يحدث في تلك الأقبية المظلمة .. التي لا يقطع صمتها إلا صدى أنين المعذبين ودعوات الملهوفين .. اللهم اربط على قلوب الأمهات التي غاب عنهن أبناؤهن ولا يدرين أحياء هم أم أموات .. اللهم هون على الأمهات اللاتي سمعن عن تقطيع أجساد أبنائهن وإلقاءها في المزابل .. اللهم أحسن إلى الأمهات اللاتي يرين أبناء مبارك وضباط الأمن يتمرغون تمرغ البهائم في النعيم ويتنافسون في سرقة خيرات البلد وقد عُميت عليهن وجوه فلذات الأكباد وصُمت أذانهن عن ضحكات ثمرات الفؤاد .. اللهم هون عليهن .. وكن لهن .. وانتقم لهن ممن حرمهن زينة الحياة الدنيا ..
لقد أُسقط نظام مبارك الإرهابي في مصر وأسقطت معه كل المصطلحات التي دنس بها وجه مصر .. واليوم يجب أن يتحرر الثوار من مصطلحات النظام الهالك ويضعوا بأنفسهم مصطلحاتهم ويكتبون تعريفاتها بما يناسب الأمة الجديدة والدولة الجديدة والنظام الجديد .. ولا يخدعهم أحد بالتدرج فالواقع يؤكد أنهم ما كانوا ليصلوا إلى شيء إلا بفرض قوتهم وقوتهم فقط .. وبدون وصاية من عناصر النظام الإرهابي القديم .. لأن النظام البائد وأذنابه لا يخضعون إلا للقوة ولا يمارسون إلا الإرهاب والبلطجة .. فكان هو الإرهابجي .. وكانت أعماله هي الإرهابجية ..
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 8 مارس 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
ـ 4 ـ
هوامش على صفحات ثورة مصر
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 27 فبراير 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
يترتب على قيام ثورة ما على نظام ما أن تأتي هذه الثورة بتغيير كامل في الدولة .. فالثورة تعني التغيير .. أما الإصلاح أو التصحيح فهو لا يحتاج إلى ثورة ..
والنظام المصري الساقط ساقط بحيث لا يمكن بحال من الأحوال ترقيعه .. أو تنفيذ أهداف الثورة الجديدة من خلال رموزه حتى الصالح منها لأنها ببساطة مع من يرى حسن أخلاقها ونزاهتها – إن وجدت – تتبنى أيدلوجية النظام السابق فأي تغيير ينشد من ورائها .. والأجدر بهؤلاء الصالحين أن يبتعدوا جانباً ليقوم الثوار بقيادة التغيير ومحاسبة النظام السابق على ما اقترفت يداه .. وتخوف الثوار هنا من وجود استثناءات تسهل تفلت بعض الفاسدين من الحساب أو وصولهم إلى السلطة!!.
الذي قام بالثورة هو الشعب المصري شباب ورجال وشيوخ وأطفال من الجنسين كما ظهرت معه بعض من مؤسسات دينية وقضائية كما ظهر أيضا منظمات وتيارات دينية وسياسية وحزبية وغير ذلك في كل أرجاء مصر .. ثم بلغت الذروة بعصيان مدني شل الدولة .. وجاء دعاء يوم الجمعة ليسارع في تساقط النظام .. وبالتالي لم يكن هناك تيار أمام تيار فكانت نقطة قوة لنجاح الثورة حيث لم يجد النظام من يحمله هذا الإثم فيضربه أو يعتقله .. فوقف عاجز أمام جموع الشعب الهادرة حتى هوى على ركبتيه .. فالنظام لم ينبطح بعد ولم يستسلم لمطالب الثوار حتى لحظة رص هذه الحروف .. لماذا؟! .. لأن نقطة القوة في نجاح الثورة مثلت نقطة ضعف بعد نجاح الثورة .. وترتب على ذلك ببساطة عدة تساؤلات منها: تحديد من يمثل الثورة؟ ومن يتحدث باسمها؟ أو يعبر عنها؟ ماذا تريد الثورة؟ وما هو نوع النظام القادم وفلسفته .. وتخوف الثوار هنا هو اختزال الثوار في فئة عمرية يسهل تطويعها!!
اتخذ النظام الساقط ثلاث خطوات مثلت عقبات خطيرة أمام الثورة القادمة: الأولى تخلي قائد النظام عن القيادة وقرر الاعتكاف في المنطقة الأكثر ولاءً له في البلاد مراقبا ومتحينا .. الثانية وضع وكيلا له ليعمل على حراسة مكتسبات الثورة من رفاق السلاح وتمثل عمود الأساس في النظام الساقط ( الجيش ) وستكشف الأيام حقيقة ولاء الجيش فإن كان للأمة فالحمد لله وإن كان لرفيق السلاح فلا حول ولا قوة إلا بالله .. الثالثة حرق النظام كل مقراته وإدارته بكل ما فيها من وثائق ومستندات ليخفي على الثورة القادمة ما يمكن أن تحاسبهم عليه وبالتالي تميعت المساءلة والمحاسبة .. ولا شك أن النقاط الثلاثة يتخوف منها الثوار!!.
إن ما يباشره الآن المجلس العسكري من إشراف على الثورة هو عمل لم يوكله به الثوار بل حسني مبارك .. أما مقترح الثوار فيتمثل في وجود هيئة رئاسية من ( عسكري و مدنيين اثنين ) .. وبالتالي فما يتولد عن المجلس العسكري هو نوع من الموائمة بين ما كان وما يراد له أن يكون .. وبالتالي لن تلبى جميع مطالب الثوار بل ما سيتفاهم عليه الجيش ومن يمثل الثوار .. وبناء على ما سبق من واقع فنحن أمام ثورة مسروقة .. وكما دخل علاء مبارك من قبل شريكا لتجار مصر فقد دخل الجيش شريكا لشعب مصر في ثورته .. وسيكون من حق الجيش أن يوجه من جديد الثورة لما يراه هو ( مصلحة البلاد والعباد ) .. لكن بنغمة أكثر تواضعا وهدوءً من صخب وهيجان ثورته في خمسينيات القرن الماضي .. وهذا أسوأ ما يتخوف منه الثوار!!.
هذا بعض ما يتخوف منه الثوار .. وأما ما يطمئنهم إلى حد ما هو أن مصر لن تعود مرة أخرى إلى الوراء .. فـ 25 يناير هو 11 سبتمبر لمصر .. لن يتشابه ما قبل هذا التاريخ وما بعده .. لماذا؟!.
باختصار .. الطغيان والتغابي والتباطؤ .. لقد كسر الشعب طوق الرهبة واكتشف حقيقة القزم الذي تستر في صورة مارد .. وأحنى هامته بل وطأها بقدميه حينما هزم وزارة الرعب ( الداخلية ) بتوفيق الله له .. وثباته وعناده واستمراره حتى النهاية .. فحطم طغيانها وكسر هيبتها وجعل ما كان منها تاريخ مر وانقضى بلا عودة ..
التغابي الذي أظهره حسني مبارك وخبثه وتباطؤه أمام مطالب المتظاهرين .. جعل الشعب أكثر حساسية ووعيا ..وأكسبه ثباتا في موقفه كلما قدم مبارك تنازلاً .. ويوما بعد يوم أصبح الشعب أدق وأوضح في تفصيل كلماته الأربعة ( الشعب يريد إسقاط النظام ) لكي يفهمها من لا يمكنه الفهم المجمل ..
وعلى المجلس العسكري الذي أقحمه المخلوع حسني مبارك ليباشر التغيير أن يعي مدلولات الكلمات الثلاثة السابقة .. { الطغيان، التغابي، التباطؤ } .. فالثوار لن يقبلوا بأي طغيان .. ولن ينخدعوا بالتباطؤ .. ولا مكان للأغبياء عليهم ..
مدلولات جديدة ظهرت مع سقوط النظام:
أولاً: المعايير التي كان ينظر منها النظام السابق لتقيم معارضيه ليست اليوم باقية فهناك معايير عكسها تماما .. فكل من كان يصدع بالحق كانت تكال له الاتهامات بالردة والعمالة والإرهاب والتخلف .. وفرضت وصاية على الشعب لأنه غير مؤهل لتسلم القيادة .. وقمعت طموحاته وأحلامه وسجنت في ضيق أفق النظام .. فالثورة في مصر هي نتاج تفاعل استمر قرابة المائة عام منذ سقوط الخلافة الإسلامية وتلاعب الغرب بنا .. فظهرت حركات إصلاح ففرغت .. وتحركت مسيرات علماء فأوقفت .. وظهر الأخوان فجمدوا .. وقامت ثورة فتحولت إلى وبالا على البلاد والعباد .. فقام مفكرون وشيوخ وعلماء فاغتالوا منهم وأسروا .. وقامت حرب فاختزل فرعون النصر لشخصه .. فاجتهدت جماعات فأفنوا أعمارهم في السجون .. ودشنت أحزاب فدجنت .. أما اليوم وبعدما صدوهم فرادى .. قام الشعب يدا واحدة فأسقط النظام الذي عجزت فئاته عن إسقاطه منفردين .. لقد حمل رحم التاريخ بالثورة قرابة المائة عام واليوم وضع حمله .. والخوف كل الخوف على الوليد .. مِنْ ( قهر عمه ) المجلس العسكري!!.
وبالتالي يجب أن يفهم المجلس العسكري الباقي من النظام السابق .. أنه لا يجب بحال من الأحوال أن يستمر الظلم الواقع على كل من قام ضد النظام الساقط ولم يوفق .. فلا بد من إخراجهم من السجون ولا بد من تعويضهم والإحسان إليهم عن سنين عمرهم التي قبعوا فيها ظلماً وعدونا في غياهب السجن إرضاءً للطاغية المتنحي المتحين .. هذا حقهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو وسيلة التغيير التي تحركوا بها .. لأن الوليد له أب واحد هو الشعب .. كل الشعب .. وهو أب أثبت أنه أكثر نضجا ووعيا وأعمق رؤية لمستقبل وليده ..
ثانياً: تأديب المؤسسات التي خدمت غير سيدها .. بما أن المؤسسات تنشأ لتقدم خدمات لمن أنشأها .. فمؤسسة الجيش أنشئت لحماية الشعب وأرضه ومصالحه ضد أي غزو خارجي .. ومؤسسة القضاء أنشئت لتفصل في النزاعات بين أفراد شعبها .. ومؤسسة الشرطة أنشئت لحفظ أمن الشعب ضد عقوق بعض أبناءه .. وهكذا باقي المؤسسات أنشئت لتحقق آمال وطموحات شعبها .. لا أن تتسلط عليه وتحقق مكاسب للمنتمين إليها والعاملين بها .. أو تقهر الشعب وتنصر الحاكم .. وبالتالي لا بد من تأديب المؤسسات العاقة لسيدها وبحسب ما اقترفت من جرم .. كما لا بد من دراسة الأسباب التي أدت لهذا العقوق والعمل على وضع نظرية عمل جديدة لها حتى لا تتكرر الأخطاء .. ومبدأ المحاسبة هذا لا يتنافى مع مبدأ العفو عن التائبين .. وكلا المبدأين أمر مطلوب ليعيش المجتمع في سلام مع نفسه .. ولكن للتوبة شروط لتكون مقبولة .. فالله سبحانه وتعالى وهو العدل يغفر للتائبين فيما اقترفوه في حقه أما فيما يتعلق بحق عباده فهو يقتص لهم .. ولأننا بشر تختلف طباعنا ولسنا آلهة فتمام العفو عن التائبين يكون بمحاسبتهم وتوقيع العقوبة المناسبة ليس ليرتدع الضال فقط بل ولتشفى صدر المتضرر .. ولتحفظ المجتمع من حالات الثأر والثأر المقابل .. ومن هذا المنطلق يجب معاقبة كل من أجرم من رجال الأمن في حق الشعب من ضرب يضرب ومن قتل يقتص منه ومن اغتصب يسترد منه ما غصب وما لا يسترد يعاقب المغتصب على فعله .. فلا يستقيم أن يذهب الجاني دونما عقاب ونأمل أن يستقر المجتمع هذا وهم وخداع .. وعلى هذا يجب أن يحاسب ويؤدب ليس مسؤولي الشرطة فقط بل كل مسؤول في الدولة اقترف جرما في حق ربه ( الله سبحانه وتعالى ) وفي حق سيده ( الشعب ).
أما لضمان ألا تكرر هذه المؤسسات أخطائها ولنأخذ على سبيل المثال المؤسسة الأمنية المسماة وزارة الداخلية لأنها كانت الأشنع جرما مع الشعب قبل وأثناء الثورة وحتى إلى الآن .. يوجد الكثير من المقترحات للعلاج منها أن تحول تبعيتها إلى القضاء أو توضع تحت إشراف الأزهر .. ومنها أن يرأسها قاض أو عالم من الأزهر أو رجل من الشخصيات العامة المعروفة بسيرتها الحسنة .. ومنها عزل بعض العاملين بها من رتبة رائد فما فوق ومن درجة رقيب فما فوق ويتم تعويض ذلك إما بفتح باب التطوع للمصرين للعمل كجنود وضباط بحسب التأهيل العلمي (خاصة خريجي كليتي الشريعة والحقوق ) ويتم تأهيلهم بدورات مكثفة لمدة عام .. أو بتحويل نصف دفعه لمدة عام أو عامين من المجندين بحسب مؤهلاتهم وذلك حتى يتم إعادة بناء كلية الشرطة على أساس سليم ..
أما الوحدات المتخصصة داخل جهاز الأمن كشرطة المرور والمطافئ والجوازات وما كان على شاكلتها مما يمكن تحويله إلى مؤسسة مدنية تتبع المحليات أو الإدارة المدنية للمحافظة .. ولم يشارك من عناصرها أحد في قمع الشعب فلا بأس ببقائها مع إعادة تأهيلها لتخدم شعبها ..
وحدات الأمن المركزي تحل بالكامل ويعود الجنود لإكمال فترة تجنيدهم في الجيش أما المتطوعين بها من ضباط وضباط صف فيتم عزلهم .. ونظراً لحاجة الأمن الداخلي يحتفظ بوحدات تناسب السيطرة على الشغب الذي يحدث في ملاعب الكرة أو حالات الهرج والمرج التي تحدث أثناء مسيرة الدولة .. وتكون بالقدر المناسب لا مليون ونصف مستهلك بدون فائدة .. وبحد أقصى 500 جندي لكل محافظة ..
ما هي الضرورة لحمل ضابط الشرطة أو جندي الشرطة لسلاح سواء كان مسدس أو أكبر منه في الشارع أو أثناء التحركات أو السفر أو في مواجهة الشغب .. يكفيه أن يحمل أدوات الصعق الحديثة التي تشل الفرد لثواني ولا تقتله .. والسلاح يبقى في السلاحليك يخرج منه في المهمات القتالية ضد مهربي المخدرات ومن كان على شاكلتهم .. أما ضد الشعب فمجرد ظهور السلاح في الشارع مرفوض ..
إنهاء خدمة جهاز أمن الدولة الذي مارس كل أنواع العنف والخبث والتجسس على كل طوائف الشعب .. وإليه تنسب كل نقيصة ويكفيه عار أنه الجهاز الذي أفسد الدولة كنظام والشعب كمجتمع .. هذا الجهاز هو الذي أسقط نظام مبارك الفاسد فعليا ..
على الطيبين خاصة الذين حفظهم الله من بطش أمن الدولة أن ينتبهوا .. فحينما نجد توافق بين ما حدث في تونس ومصر من انهيار لجهاز الأمن وغارات البلطجية وحرق مقرات الحزب الحاكم وإشاعة الفوضى .. نعلم أن هناك خطة أمنية لدعم النظام في حال حدوث انقلاب أعدها وزراء الداخلية العرب .. نفهم مباشرة أن قتل أبناء البلد هو مخطط ممنهج مدروس على أعلى مستوى عربي .. وكل أم قتل ابنها تريد أن تشفي صدرها فلا يتشدق بالعفو أحد .. وعموما هناك فرق بين شفاء الصدور والتشفي .. فشفاء الصدور هو المحاسبة والقصاص .. أما التشفي فهو المبالغة في الثأر .. وهي مرفوضة إسلاميا بقول الله تعالى { ليس لك من الأمر شيء … }..
وعليه فبقاء جهاز الأمن بنفس تركيبته وأقسامه وفلسفته ومناهجه التعليمية ومدربيه ومعلميه فهو أمر مرفوض لأن ذنب الكلب لا يستقيم ولو أثقلته بقالب ..
وخوفا من الإطالة في المقالة .. أقترح أن ينشأ على الإنترنت موقع جديد مشابه للفيسبوك للتواصل الاجتماعي خاص بمصر ويعود ريعه ليدعم أسر الشهداء والأيتام في مصر .. تعبر فيه الأمة عن رؤيتها لإصلاح مؤسساتها .. وأعتقد أن كثير من الأفكار الرائعة التي يستفاد منها سترد على هذه الصفحات .. لأن العبقرية ليست محصورة في فرد ولا أسرة ولا عناصر نظام .. الحكمة والعقل ليستا حكرا على أحد ومصر والأمة مليئة بأهل العلم والتخصص والحكمة ..
ثالثاً: المراجعات جميع مؤسسات الدولة بدون استثناء تحتاج إلى وقفة داخلية تراجع فيه أسباب إنشائها والأهداف المطلوب منها أن تقوم بها .. والمسار الذي تحركت عليه .. وتعمل على تطهير المؤسسة من كل دنس سقطت فيه .. وتحاول أن تضع لنفسها عناصر رقابة داخلية تمنعها من السقوط في الانحراف مرة أخرى .. عليها أن تقوم بدراسة جادة تضمن لها عدم السقوط في براثن أحلام الشخصيات التي تتولى إدارتها أو الشخصيات الأعلى مستوى ..
إن أهم هذه المراجعات في نظري هي تلك التي يجب أن يقوم بها الأزهر .. وسوف أتحدث عنها كمثال .. من حق كل مسلم في العالم أن يتقدم بالنصيحة لأي مؤسسة دينية في العالم فما بالك بأبناء البلد .. وتصحيح مسار الأزهر ليس من شأن العاملين فيه فقط أو من يسمون أنفسهم بالأزاهرة بل من حق كل مواطن مصري يعيش في أكناف الأزهر .. فالأزهر هو المؤسسة الدينية الأهم في مصر وربما في العالم الإسلامي ..
من هذا الباب أتوجه بالنصح للقائمين اليوم على شأن الأزهر .. فاليوم يعيش الأزهر فترة من أهم أيامه إن أحسن استثمارها .. فما يبنيه اليوم له ما بعده على مستوى الأمة الإسلامية والعالم أجمع ..
الفلسفة التي بنيت على أساسها أي منارة دينية أنها ضمير الأمة الذي يقوم بإصلاح الحاكم والمحكوم ومؤسسات الدولة .. العالم الرباني هو أمة .. والأسئلة أين علماء الأزهر .. أين ضمير الأمة .. وإذا كان الأزهر ضمير الأمة فكيف تصلح الأمة إن فسد ضميرها؟!!.
وإلى أن يُنشأ الأزهر من أكابر علماءه وعلماء الأمة الإسلامية هيئة للحل والعقد تختار وتعزل شيخه .. إلى أن يتم ذلك .. سيبقى الأزهر بلا استقلالية أو هوية حقيقية .. وستبقى الأمة بلا ضمير!!.
وفي ضوء هذا الفهم يحتاج الأزهر أن يقوم بعملية المراجعة على محورين:
المحور الأول داخل مؤسسة الأزهر لتصحيح وضعه الداخلي .. فالهدف الأهم الذي يجب أن يسعى إليه الأزهر بجد هو الحصول على استقلاليته الكاملة في التمويل وفي القرار ولن نقبل منه أن يجعل من احتلاله عذراً لكتم الحق ..
عليه أن يجهز معاهده لتمارس دورها في بناء جيل جديد من العلماء والدعاة والوعاظ والخطباء روحيا وعلميا وثقافيا .. الذين بدورهم سيعملون على تربية المجتمع المسلم .. على الأزهر أن يعيد دوره العظيم في إعادة الروح إلى الأمة وتخليصها من غزو الحياة المادية القادمة من الغرب .. عليه مراجعة مناهجه الحركية وتفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليقضي على الروح السلبية التي كانت سمة للأزهر في تفاعله الاجتماعي والسياسي مع الأمة خلال العقود الأخيرة .. عليه بناء وصيانة عقل الفرد المسلم بمكافحة التيارات الفكرية الغربية المنحرفة عن الإسلام .. يجب أن يكون الأزهر قويا لتكون فتواه قوية ويكون لها ثقل في الشارع الإسلامي .. وأمل أن يكون المفتى تبعا للأزهر لنضمن وحدة الفتوى ..
المحور الثاني هو محور تفاعل الأزهر مع أمته الصغيرة والكبيرة ويتعلق بالدولة ومؤسساتها ثم يتجاوز الحدود السياسية ليشمل العالم الإسلامي ثم يتعداها إلى العالم أجمع .. أي ما هي رسالة الأزهر إلى كلا من أمة الدعوة وأمة الإجابة .. على الأزهر أن يعمل على إقامة العدل الاجتماعي في الأمة ونقد الحكام الظلمة وأعوانهم وعدم التماس الأعذار وتبرير المواقف التي أثقلت كاهل الأمة وورثتها ثقافة الإذعان والخضوع التي منحت الحكام الفشلة فرصاً لا يستحقوها ..
للأزهر دور إيجابي في الدولة يمارس من خلاله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع كافة مؤسسات الدولة ومع كافة أنشطتها لتحقيق السلامة الشرعية لكل المؤسسات وما تزاوله من أعمال .. فمصر شاء الغرب أو أبى دولة إسلامية يسكنها مسلمون وهي جزء من أمة إسلامية تدين لها بالولاء .. وكنموذج لتفاعل الأزهر مع مؤسسات الدولة أحيل إليه وزارة السياحة التي قامت لتنظم حركة الوافدين لمصر بقصد السياحة سواء من الأجانب أو العرب الذين يأتون لمشاهدة الآثار التاريخية أو التمتع بالمنتجعات البحرية أو التلهي في دور اللهو والفساد ..
هذه العملية برمتها كيف يراها الأزهر هل يوافق عليها؟ .. فالعلمانيون يحبون أن تكون دولتهم راقية وغير معقدة وغير متخلفة تناسب التفاعل الحضاري العالمي فلا مانع من استقبال الرئيس الفرنسي ساركوزي وصديقته ومن دونه مثلا ولا حرج فيما يلبسون أو يفعلون .. فالمهم هو إفراغ جيوب الوافدين على الأرض المصرية ..
إن على الأزهر أن يراجع دور هذه الوزارة برمتها .. يراجع فلسفة وجودها على أسس إسلامية ويضبط حركة الوافدين وفق معاير الإسلام فلا زنى ولا خمور ولا قمار ولا دعارة ووو…الخ. .. وقديما قالوا “الحرة تموت ولا تأكل بثديها” .. والفقر ليس مبرر أبدا لبيع الأعراض وتسويق الخمور ومن يأتي إلى بلادنا يجب أن يسير على نهجها لا أن نُسير بلادنا على هواه ونهجه .. ولا شك أن البركة تكون مع القليل الطاهر ومنعدمة مع الحرام ..
وزارة السياحة طرقتها كنموذج وإلا فإن كافة وزارات العمل تحتاج من الأزهر نظرة شرعية لتقويم أعمالهم .. القضاء .. الجيش .. مؤسسة الرياسة وأمن دولتها .. وزارة الداخلية وما يسمى بالسينما والمسرح وو …الخ.
فهل الأزهر الجديد في هذا المناخ الحر الخالي من أي ضغوط سيقوم بدوره الحقيقي ويحقق طموحات شعبه وأحلام أبناءه وينطلق إلى عالمية الأمة .. أم سيظل مجرد موظف يخدم في إطار نظام فاسد لا يقدم الفتوى إلا إذا سأله سائل .. ويحاول أن يكيفها ليمررها على هوى النظام .. أيها الأزهر إن التاريخ يسجل .. ولقد هلك طنطاوي وسقط مبارك وبقي الأزهر فهل ستؤدي الأمانة التي حُملتها؟!!. .. هل سيكون للأزهر مواقف قوية ومبادرات واضحة تناسب حجمه؟ .. ألم يأن للأزهر ألا تأخذه في الله لومة لائم؟ ..
في حالة إذا قرر الأزهر أن يكون فاعلا في مستقبل الأمة فهناك العديد من الأفكار والمشروعات التي يجب أن ينظر فيها .. أدناها مناهج التعليم وأعلاها عودة المحاكم الشرعية ..
وفي الختام:
الأربعين هو عمر تحمل المهام الجسام .. ولكن أليس هناك عمر من الأفضل أن تنتهي عنده ممارسة الأعمال العامة وتسليمها لجيل جديد وعقل جديد يحسن إدارة عجلة التجديد والتنمية والابتكار وتظل روح الأمة شابة فتية .. أعتقد أنه من المناسب على مستوى الدولة كلها للذين يمارسون الأعمال العامة إذا بلغوا الخامسة والستين أن يعودوا إلى حياتهم الاجتماعية بعدما قدموا للحياة العامة فترة النضج من عمرهم .. يعودوا ليستأنسوا باللهو المباح مع أحفادهم والسمر مع رفقاء العمر من أهلهم وأصدقائهم .. ومن بقي فيه رغبة في عمل فيمكنه أن يقيم مركز دراسات وفق النشاط الذي كان يمارسه يقدم من خلاله استشارات أو دورات تعليمية يدرس تجربته وخبراته للأجيال القادمة .. أو يؤجر خدماته لأي مؤسسة أو دولة ترغب في الاستفادة من خبرته العملية .. أو يقيم لنفسه أي مشروع يقضي فيه بقية حياته .. طالما بقي فيه رغبة للعمل ..
عليهم أن يتركوا لمن يليهم مهمة القيادة حتى لا تظل الدولة أسيرة فكر جيل ربما يكون بعيدا عن تحديات العصر ومستجداته .. ألم يكن أفضل لمبارك ومن في عمره أن يختموا حياتهم السياسية بشكل هادئ ومحترم قبل عشرين عاما وهم في الخامسة والستين .. أم سيبقون في أماكنهم حتى تزيلهم الشعوب ..
وأخيراً .. أتعجب لبلد مثل مصر حباها الله بالبحر الأحمر والأبيض ونهر النيل وبحيرة السد وما بهم من أسماك وأري أسعار اللحوم فيها مرتفعة!! أو أن بها بطالة!! .. هل لهذا تفسير؟!! .. كم هو حجم المشروعات الصغيرة والكبيرة التي تبنى على مثل هذه الثروة المائية؟ .. لعل رجال الاقتصاد والاستثمار يفيدونا ..
قد تأخذ هذه الهوامش المختصرة بعض الوقت حتى يتم قبولها وتطبيقها .. ولكن لا بد أن يكون التغيير حقيقي .. وفي كل القطاعات .. ولا بد أن يرضي الله أولاً .. ثم الشعب ثانياً ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 27 فبراير 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
ـ 5 ـ
لسنا .. على رقعة الشطرنج ولسنا أحجار
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 12 يناير 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر وإلى اليوم توالت المقالات المؤيدة والناقدة والمشككة عنه .. كتبت بأيد إسلامية وأخرى غير إسلامية .. كتبت بيد بعض المجاهدين وكتبت بيد غيرهم .. كتبت المقالات لتحقق أهداف كتابها .. وأيضا من وراءهم .. أما ما كتبه الغرب من نقد وتزيف وتشكيك فهذه طبيعة الحرب التي بيننا وبينهم .. وما كتبه بعض إخواننا من التيارات الإسلامية التي تتبنى أساليب أخرى للتغيير وما كتبه المجاهدون سواء يدعم العملية والتنظيم الذي نفذها أو ينتقدهما فلنا معهم وقفة هادئة ..
أبرز من كتب من الصف الجهادي هو الشيخ أبو وليد وقد اشتملت كتاباته علاوة على ملاحظته الشخصية التي نعرفها منه اشتملت أيضا على أغلب ما كتبه الغربيون وأبناء التيارات الإسلامية الأخرى .. ومن خلال ردي على الشيخ أبو وليد أرد أيضا على كافة من كتب ولا يرى إلا السلبيات أو أقنعه التزييف والتشكيك الغربي للحقائق المسلم بها عندنا ..
شيخي الحبيب .. آمل أن يتسع صدرك لأخ على حد وصفك من إخوة الجهاد ورفقة السلاح القديمة في نقاش هادئ حول واحد من الموضوعات التي تطرقت إليها في عدد من كتبك .. والعهد بك أنك كذلك .. ففي هذه الرسالة أحببت أن أوضح خطورة النظرية التي رجحتها[2] وجاء كثير من كتاباتك وتحاليلك وفقها .. مفسرا أخطاء التنظيم وخصوصيته في ضوءها .. مستخدما ألفظاً ومصطلحات من وحيها ..
وآمل منك أن تكون على يقين بحقيقة عرفاني بالجميل لك .. ومكانتك في القلب لا يفسدها شيء فقد كنت من خير من تعلمت منه .. كما كنت كثير النصح لي ولإخواني .. وستظل لك هذه المكانة اتفقنا معك أو اختلفنا .. ونحن لا نذكرك إلا بالخير والفضل الذي أنت أهل له .. كما أننا نحبك لسبقك وهجرتك وقدمك وتاريخك وعلاقتك الشخصية والخاصة جدا بقادة تنظيم القاعدة ..
شيخي العزيز .. الفارق شاسع بين نظرة الإسلام في تقيم وتقويم أعمال أبناؤه واجتهاداتهم .. وبين ما ينشره الغرب من مكر وخداع .. وما يحاول أن يغرسه من أوهام ليضللوا به أبناء الأمة .. خاصة الشريحة المجاهدة .. وعلى هذه الصفحات سوف أناقش فكرة السيناريو الذي رجحته لإثبات أن القاعدة لم تحقق شيئا مفيدا للأمة وأنها عملت دائما حسبما رغبت أمريكا وحلفاؤها .. إن تسويق فكرة كهذه له آثار تدميرية على العقل المسلم .. فهي قاتلة لطموحه وتجعله يعتقد أنه يعيش في كون رتبه اليهود ويديرونه بأيد أمريكية .. لقد حولتَ اليهود والأمريكان إلى آلهة يقدرون ويمضون قدرهم .. ووظفت أعمال شخصيات ومؤسسات وتنظيمات إسلامية لا ترقى إليها شبهة بذلوا من المال والدم والتضحيات طوال العقود الثلاثة الأخيرة .. وكان لأعمالهم من البركة ما الله به عليم .. ومع أن كتابات الغرب مبنية على الشك والخداع والتهويل المبالغ فيه واعتمدت على الظن والشبهات التي تروج لها مؤسسات العدو لتشويه المجاهدين .. ومع أنها بضاعة مشبوهة إلا أن آخذيها أخذوها وكأنها تنزيل لا يتطرق إليه الشك .. فكيف يخرج المسلمون من حالة الإحباط واليأس إذا كان المجاهدون منهم يعملون وفق إيحاءات الغرب؟!! ..
النظرية التي نطقت بها أغلب كتابتك توسعت في نقض القاعدة وليس نقدها .. واعتمدت فيها على ثلاث نقاط رئيسية:
الأولى: الدور اليهودي والأمريكي في إدارة الكون.
الثانية: السمات الشخصية للشيخ أسامة بن لادن.
الثالثة: التشكيك في نسبة غزوة مانهاتن إلى القاعدة والطعن بعدم جدوى أعمالها.
شيخي الحبيب
إن أعداء الله يطلقون أجهزتهم ومؤسساتهم لتشويه الأفراد والمنظمات الإسلامية الصادقة ويغضون الطرف عن من يشابههم .. إن حرفة تشويه الأشخاص واحدة من مهن كثيرة تحترفها كل أجهزة الاستخبارات .. وذلك باختلاق افتراءات تناسب كل شخص .. ألم ترى كيف يعالجون مشكلتهم مع جوليان أسنج .. وقد يرون أن المجاهدين يمكن الطعن فيهم بقصر الرؤية الإستراتيجية أو نفيها بالكلية عنهم .. أو أن محصلة أعمالهم تصب في مصلحة عدوهم .. ولا يعدمون أن يوفروا لنجاح ذلك كتابهم ومخرجيهم .. فيكتبون من الكتب والسيناريوهات ويخرجون من الأفلام ما يوافق ذلك .. ولديهم سحر الآلة الدعائية التي تجعل من الفيل فأر ومن القرد غزال ومن الأسد قط .. فيصوغون ذلك على عقول الناس ..
وبعض أبناء الأمة على اختلاف نواياهم ومشاربهم يتبنى هذا الطرح وكذلك بعض إخواننا المجاهدين – الذين قد يكونوا مختلفين مع إخوانهم في الفكرة والتنفيذ والتوقيت وما يترتب على ذلك من سلبيات – فيذهبون مذهب تلك المؤسسات .. ظنا منهم أن ما سوقته هي نفسها السلبيات التي بينوها لإخوانهم من قبل والفارق شاسع بين السلبيات والتشويه .. إن إطلاق الغرب الإشاعات على المجاهدين بل وخلق دور لهم في مؤامرة يرغبون في إيهام العالم بأنه المدير المدبر القادر الذي يمكنه الوحي والإيحاء والإلهام لتنفيذ ما يريد .. هذه ليست سلبيات هذا خداع وتشويه .. ومن طرف أخر فإن بعض إخواننا من قدامى المجاهدين كانت لهم رؤيتهم لتحسين المسيرة الجهادية للقاعدة .. وقد أخذ الشيخ أسامة بما يناسبه من ملاحظاتهم وترك ما لا يناسبه .. ولكل رأي أو عمل إيجابيات وسلبيات وكل منا يأخذ ما يناسبه .. هنا نتكلم عن سلبيات ..
أما ما يقوم به إخواننا من التيارات الإسلامية فهو الوقوف تحت مظلة التشويه .. ورغم اختلاف الأسباب التي أدخلتهم فيها إلا أنهم اشتركوا في الهدف مع التحالف الصليبي وأذنابه علموا ذلك أو لم يعلموا .. وهو قتل الروح الجهادية في الأمة معتقدين فشل التغيير بالجهاد .. ومرجع هذا عند البعض إلى تبني منهج تغييري مغاير أو إلى التعصب الحزبي ( التيارات الإسلامية ) .. وذهب البعض ومنهم الشيخ أبو وليد إلى هدم القاعدة فقط ..
حينما استفسرت منك شيخي الحبيب عن كتاباتك الأخيرة .. قلت أنك تقوم بتحليل سياسي للنتائج العملية على الأرض والتي أدت إليها أعمال الإخوة .. كما أنك لا تتهم الإخوة مطلقا بالعمالة .. وإنما تقول أن المستفيد من أعمال القاعدة هو العدو اليهودي والأمريكي .. وذهبت بعيدا في هذا التحليل عندما نفيت عن القاعدة حتى قيامها بالعملية[3] .. وعندما تبنيت سيناريو أن طائرات الحادي عشر من سبتمبر لم يكن بها أحد وأن الأمريكان هم من نفذوها بطائرات بدون طيار أو ركاب[4]!! .. ليمهدوا لأنفسهم مناخا يمكنهم من تنفيذ مخططاتهم السرية الهادفة إلى السيطرة على ثروات العالم .. وأنت في أغلب ما كتبت تعتمد على ما تبثه أو تطبعه الوكالات الغربية من تزيف متعمد لما قام به المجاهدون .. وهم يهدفون بذلك إلى إضعاف انجازات المجاهدين في عيون الأمة .. فلا تحلم الأمة بالتغيير أو القدرة على تحقيق النصر .. وتظل في هذا التيه محطمة الرقم القياسي من السنين لأمم سبقتها فيه .. سواء أحسن المجاهدون أو أخطئوا .. هذه النظرية كثيرا ما يفسرون بها أحداث السياسة .. وكثيرا ما تكون محورا لأفلام هوليود ..
يا شيخي الحبيب لو استرسلت معك في النظرية التي فسرت بها الواقع أو قدمت بها تحليل سياسي فلن ينجو من هذه النظرية أحد .. ولأصبح البشر كلهم عملاء إما بأخطائهم أو باستخدام عدوهم لهم علموا ذلك أم لم يعلموا .. وكما أسهبت في تشويه صورة تنظيم القاعدة ووضعها على غير دربها .. فللأسف نفس ما ذهبت إليه بل كل حرف كتبته جملة وتفصيلا على القاعدة يمكننا أن نطبقه على من نشاء حتى أنت – حاشاك أن تكون كذلك – بدأً بحقيقة الدور الذي مارسته منذ ذهابك إلى أفغانستان ومرورا بتجربتها حتى وصولك إلى إيران وإقامتك الحرة ثم سجنك ثم وضعك تحت الإقامة الإجبارية فيها ..
فمن خلال تأويلات القلم ووسوسة الغرب وفرقعات الإعلام ورضا الحساد ومسيرة الأحداث لن يكون حال أحد من سكان المعمورة بأبعد من رمية حجر عن ما اتهمت به القاعدة وحال الكثير من المخلصين من أبنائها إن بقي مخلصا في الأمة .. وذلك من خلال الدور العملي الذي نفذ فعلا على الأرض .. وبإيحاء من المخابرات المحلية لنظيرتها الأمريكية .. ومواكبة ذلك الدور للخطة الأمريكية المصممة يهوديا لما بعد الحرب الباردة .. وقد تم حقنكم فكريا لأداء هذا الدور .. وهكذا الكثير من الصيغ العامة المزورة للنوايا والأعمال ..
عمي العزيز
أنت تعلم أنه ليس من منهجي أن أضع يدي على أعمال الناس الصالحة وأروجها في ضوء ما يلقي عليها من تهم العمالة .. أو أنظر لها بعين واحدة لا ترى إلا ما ترتب عليها من سلبيات .. وكثيراً ما قدمنا النصح وعملنا على الإصلاح .. وعموما فالذي أخلُص إليه حتى لا نصيب أي شخص قد تقع الرسالة في يده بحيرة وارتباك ونفور ليس من الجهاد فقط وإنما من الدين والدنيا .. فالشباب يهربون من متاهات الدنيا بالاعتصام بالدين ويجتهدون للتغيير بالجهاد .. أما والحالة هكذا فماذا يفعلون؟. .. لقد وضعت الشباب المجاهد في حالة يأس .. فهل يحرقون أنفسهم كما فعل بعض الشباب مؤخراً في تونس وعدد من الدول العربية؟ ..
إن أعداءنا لهم تاريخ كبير اكتسبوا من خلاله خبرات وتجارب آلاف السنين كيف لا وأستاذهم إبليس – الذي قاوم الفساد وانتصر عليه ثم انتكس فأصبح رائده وبالتالي فهو أعلم أهل الأرض بالخير والشر – فخلصوا منها بخطة يتعاملون بها مع أصحاب الأديان .. وأقاموا مؤسساتهم لتنفيذها .. وأعدوا من الكوادر ما يجعلهم مؤهلين للقيام بأعمالها .. ولا يدخرون عن تنفيذها أي موارد مالية أو مادية أو بشرية .. ولا حدود لطاقتهم الإبداعية وبمعنى أدق ليس لديهم خطوط حمراء دينية أو أخلاقية .. ومن ضمن فروع هذه الأجهزة والمؤسسات التي بين يدي أعدائنا أفرع متخصصة في تشويه الحقائق .. محترفة في خلق الإشاعات .. لديها القدرة على سحر العقول وقلب الحقائق إلى زيف .. وتحويل الزيف إلى حقيقة .. وتضخيم الأقزام وتقزيم العمالقة .. وتحويل النصر إلى هزيمة .. وتحويل الهزيمة إلى نصر .. والمجاهد المخلص الشريف يحولونه إلى خائن عميل .. والعميل يحولونه إلى الزعيم الحكيم .. فتصور ثغرات المجاهدين وعثراتهم وكأنها انتكاسات لا براءة منها .. وأما أنفاق تيه الحكام فتجعلها منارات هداية .. ولديهم الإمكانيات المالية والفنية وكل طرق النشر أمامها مفتوحة على مصراعيها .. وبعض أبناء أمتنا يتلقفون كلامهم ويتحدثون به كأبواق دعاية دون وعي أو دراية .. حولوه إلى حقيقة يجعلونها حجة علينا لكونه وافق هواهم وأهدافهم .. وهم واهمون وتائهون .. فالحق واضح وبين .. هذا هو الدور الذي يلعبه معسكر إبليس ومستشاروه من اليهود وجنودهما من الصليبيين .. ممارسة الوهم والخداع .. وعلينا أن ننتبه لخداعهم ونواجههم ( فرعون وهامان وجنودهما ) ( إبليس واليهود والصليبيين ) بدين كامل إسلام وإيمان وإحسان .. فالدين قول وعمل وخشية وإحسان .. إننا نحتاج إلى صحة النوايا وإخلاصها .. ونحتاج أن نأخذ بما توفر ووصل إلى علمنا من أسباب ..فإذا عزمنا توكلنا على الله .. فإن شاب هذه الأعمال تقصير أو هوى أو أخطاء فمآلها في باب النية والإخلاص أولا وأخيراً إلى الله .. وثانياً في إطار النقد الذاتي الجاد التقييم من أهل الخبرة والتجربة .. فعليهم في كل مرحلة أن يُقيموا بشفافية أي بخشية وإخلاص ما نفذوه .. ثم عليهم أن يصلحوا ما وجدوا من أخطاء ويعالجوا سلبياتها ويأخذوا بما وصلت إليه أيديهم من أسباب .. أي يحسنوا أعمالهم .. فإذا استعدوا عزموا وتوكلوا على الله { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } ..
والواقع يؤكد أن الأمة الإسلامية أنجبت في هذه المرحلة من التاريخ العديد من الحركات الجهادية والتيارات الإسلامية .. تصدر الأحداث منها في هذه الفترة الشيخ أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة .. وليس في هذا هضم لحق أي حركة أو تيار .. كما لا يمكن لأحد أن يتنبأ لمن منها أو ما قد يتولد مستقبلاً يأتي توفيق الله ونصره التام للأمة .. كما أنه من المستحيل أن يُنسب الشيخ أسامة والقاعدة أو أعمالهم لغير الحضارة الإسلامية ..
وبالتالي فليس علينا أن ننوب عن الأمريكان وحلفائهم لخلق أدوار للمخلصين من أبناء الأمة سواء كان تنظيم القاعدة وأميرها أو غيرهم .. فلهم نياتهم يغفر الله لهم بها يوم القيامة .. أما أعمالهم فهي غير معصومة قابلة للنقد والتصويب .. ولا نخضعها ونقيمها حسب رؤية أجهزة الخداع العالمي .. إنما نثمنها وفق برنامج شفاف .. وما استخلصنا منها من دروس فننصح به ونصوب .. وكلما كان التصويب من داخل العمل كلما كان أخبر بأخطائه وأدق وأفضل في وضع الحل والعلاج .. دون أن نغفل أي نصائح تأتي من المحبين من خارج التيار الجهادي ..
ولا يستطيع عاقل في هذا العالم المتغير أن يدعي الحق كل الحق لنفسه أو تنظيمه .. كما أنني لا أحب أبدا أن أتهم أي عامل في طريق الإسلام بأنه يلعب دورا غضت عنه القوى العظمى العين لأنه يصب في مصلحتها .. بل أكرر أنها أي القوى العظمى تحاول أن تغير من أي موقف لتجعله كما لو لأنه تم بعلمها وترتيبها أو غضت الطرف عنه .. لتدلس بذلك على المسلمين أولا وعلى شعبها ثانيا وعلى العالم ثالثا .. تمارس ذلك .. أولالتفقد المسلمين الثقة في دينهم بأنه عاجزٌ عن مواكبةالعصر وتحدياته .. ثانيا تفقدهم الثقة في أبناء الإسلام المجاهدين لتزيد من إحباط المسلمين .. ثالثاً مزيد من اليأس للأمة التي فقدت الثقة في الدين والمخلصين من أبناء الأمة فما هو المنهج أو القيادة التي سيتم التغير إليها .. رابعاً لتُخفي عن عين المسلمين عوامل القوة الحقيقية في كل تجربة إسلامية تسير على الطريق فتظل الحركة الإسلامية الشعبية تدور في فراغ طالما أن كل التجارب فاشلة .. خامساً تفهم المسلمين أن موروثاتهم الحضارية الإسلامية لا تملك إلا عوامل تآكل وفناء ولا يمكنها مواجهة المد الحضاري الغربي الحر من كل قيد .. سادساً ضياع الشباب المسلم وتحوله من خلال البهرجة الإعلامية الإباحية الكاذبة لتدخله حظيرتها وتدجنه بالشكل والكيفية التي تريد .. سابعاً تؤمن استقرار شعبها وأنهم هم الأفضل والأكمل على هذه الأرض .. وثامناً توهم العالم بأن طريق الحضارة والرفاهية هو هذا السبيل الذي يرتقي بهم .. تاسعاً تخدر الدنيا كل الدنيا فلا يعود فيها من يفرق بين المنكر أو المعروف .. عاشراً قيادة العالم نحو الهدف الاستراتيجي لإبليس فالحياة مادة ولا إله .. وهلم جرا
وأقول مكرراً لأخواني المجاهدين الذين قال الله فيهم { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} .. الذين يواجهون على قلة إمكانياتهم المالية والفنية هذا السيل الجرار من الزيف والتزوير .. إن علينا العمل والسعي والاجتهاد .. وإخلاص نوايانا والتوكل على ربنا .. والرد على تزيف وتزوير أعداءنا .. ولا نجعله حجة لمن أرهقه الطريق .. أو لجأ إلى أوروبا فتاه في غياهب التضليل الغربي .. لقد علمنا الجهاد أن نعفو ونغفر ونعذر إخواننا ..
أقول لإخواني المجاهدين الذين يبحثون لأمتهم عن الدرب الصحيح .. علينا أن نأخذ في سبيل تحقيق ذلك ما وصلت إليه أيدينا من أسباب .. وعلينا أثناء المسيرة الجهادية أن نقيمها .. ونرى ما أنجز منها وما بقي .. وما أخطأنا فيه وما أصبنا .. ونتعاون مع إخواننا من أبناء الأمة .. وأننا نمثل في عمر الأمة جيل تخلفه أجيال تستفيد مما قدم .. أجيال تواصل المسير بفهم أعمق ووعي أكبر .. ونحن والأجيال التالية نعمل لنيل رضا الله .. والنتائج عند الله .. هو سبحانه يوفق عبيده بما يناسب كل مرحلة ليصلوا في النهاية إلى مراده وفق سننه وما قدره للأرض وساكنيها .. فيوم القيامة يأتي النبي وليس معه أحد .. ويأتي النبي ومعه النفر والنفرين ..
وأحب أن أؤكد على أن أي مكاسب تحصل في مشارق الأرض ومغاربها ليست نتيجة عمل القاعدة فقط بل هي محصلة لأعمال الأمة وكافة تجارب الحركات الإسلامية والجهادية التي عملت خلال القرن الماضي وساهمت القاعدة بدورها في ذلك .. هذا المعنى يجب أن يكون في عقل وقلب العاملين لدين الله .. فالقاعدة ليست مفصولة عن أمتها وكذلك باقي الحركات والتجارب السابقة لها ..
ومن باب ذكر بعض الإيجابيات التي ساهمت القاعدة في تحقيقها مع أمتها وتأخذ بيد الأمة للأمام:
– المحللين من عرب وعجم تكلموا أن أحلام أمريكا لتصبح إمبراطورية ذابت من حرارة نيران المجاهدين في العراق .. وأن صخرة المجاهدين في العراق لم تعرقل المشروع الإمبراطوري فحسب بل نسفته من أساسه .. وما جاءت تحلم به أمريكا من نفط كانت تكلفته أكبر بكثير من لو أخذته بغير طريق الحرب .. وأن الدولة تحملت هذه الكلفة في حين أن فوائده تعود لمجموعة من اللصوص ليس لهم هم إلا إشباع جشعهم .. ولولا أن السلطة في أمريكا يتم تبادلها سلميا لكان وصول أوباما للسلطة بثورة أكبر من الثورة الانتخابية التي جاء بها ..
– هل يمكننا اليوم أن نتساءل أين مشروع الشرق الأوسط الكبير؟! .. لماذا توقف وأين ذهب وفي أي درج خزن أم ألقي به في مفرمة المهملات؟ .. إن المناطق التي لم ترضخ للضغوط السياسية استمرت في تحقيق أحلامها وتثبيت استقرارها .. إن رفضها لما يملى عليها ساعد على وحدتها .. في حين نرى المناطق التي تخلت عن المجاهدين والمقاومة ورضيت بما يملى عليها واستسلمت للضغوط والتهديدات يعاد تقسيمها مرة أخرى وبشكل ديمقراطي كما يحدث في السودان اليوم .. لقد فصل السودان عن مصر واليوم يفصل جنوبه عنه وغدا الله أعلم ..
– ألم تتحمل القاعدة عبء دفع وفضح الوجه الكالح للاستعمار الجديد الذي يسرق من خلال كرم عملاؤه الذين يجلسون على كراسي الحكم في المنطقة .. وأصبحت تكلفة بقائهم في الحكم اقتصاديا ومعنويا وسياسيا هما وتهمة وفشلا لكل من يساندهم .. ليس أمام شعوبنا فقط بل وأمام شعوبهم ومنتخبيهم .. فقد وجدوا إجابات مقنعة عن سؤالهم لماذا يكرهوننا؟ .. لأن حكومتهم تقصف بلادنا وتقتل مجتمعنا وتسرق ثرواتنا وتساند حكام فاشلون .. رغم حدوث ذلك قبل الحادي عشر من سبتمبر وكانت شعوبهم تستطعم ما تأكل ولكن بعده كان الطمع علقما .. وتحولت أسئلتهم إلى لماذا نساند هؤلاء الفشلة؟! .. بل تساءلوا هل نشرنا فعلا الديمقراطية؟ ..
– كما أن ضربة الحادي عشر من سبتمبر كسرت هيبة الأمريكان في قلوب الدول والجماعات المعادية التي كانت تظن أن الولايات المتحدة الأمريكية قلعة منيعة لديها من وسائل الدفاع ما لا يجعل أعداءها يهاجمونها حتى الطبيعة الجغرافية تقدم لها موقعا فريدا يساعدها على الوصول إلى أعدائها .. وأمام هذا الجبروت الذي أعمى غيرهم عن أن يرى ثغرات الأمريكان استسلموا لكل ما يفرض عليهم .. أما اليوم وبعد الحادي عشر نشاهد رجع الصدى قادما من كل أنحاء العالم وبشكل أقوى في الحديقة الخلفية لها من أمريكا الجنوبية .. لقد انتهت الهيبة الأمريكية وظهر للعالم كله كيف يدافع عن حقه ..وما كان ينهب بالأمس يدفع ثمنه اليوم ..
– كما أن الحرية التي حظيت بها المنطقة العربية والقدرة على التعبير عن آراءهم بهذه القوة والحديث عن الأصنام التي تحكمهم بكل جرأة وهم في داخل بلادهم .. هل كان يحلم بها أحد قبل الحادي عشر من سبتمبر .. لقد أنست غزوة مانهاتن الحكام مصطلح وراء الشمس وأخواته .. وشهدوا حرية في التعبير لها ما بعدها من مراحل التغيير .. ولو قال البعض أن هذا تنفيس للغليان فأقول لمن يظن ذلك إن كسر هيبة النظام في القلوب ليس تنفيسا بل مرحلة لها ما بعدها ..
– ما هو حجم المجهود الذي بذل في العشر سنوات التي سبقت الحادي عشر من سبتمبر لنشر الإسلام في العالم وكم عدد الذين أسلموا أتمنى أن تكون هناك إحصائيات بذلك .. لأن بعد الحادي عشر من سبتمبر دخل الكثير من أبناء الغرب في الإسلام حتى بلغ في حامية الصليب بريطانيا تعداد المسلمين الجدد من أهل البلاد إلى مائة ألف ومعدل إسلام سنوي يصل إلى خمسة ألاف مسلم نسبة النساء إلى الرجال 3 : 2 .. وهذا ليس كلامي بل للأسف ليس لدي إحصائيات .. فقط ما يتداول في الأخبار التي تعلن أن هذا الانتشار سببه غزوة مانهاتن .. ويا حبذا لو أن واحدا من الإخوة على الإنترنت أن يوفر لنا هذه الإحصائيات ..
– المجاهدون في أفغانستان كانوا متهمين دائما بأنهم يقومون بحرب بالوكالة لصالح قطب أو دولة أو أنهم تربية المخابرات .. ولكنهم اليوم وحدهم مع أبناء القاعدة مدعومين بفضل الله من عمقهم الاستراتيجي من الشعوب المسلمة فقط يهدمون أعتى قوة بشرية عرفها التاريخ ليعودوا بدولة لا يجادل أحد ببراءتها ونقاوتها ..
– كما أنهم يتناسون الحس الجهادي الرائع الذي انتشر في أبناء الأمة المسلمة في العالم .. وتحول إلى مد شهد الأعداء بعجزهم عن مجاراته .. وانتصب لنصرة الإسلام من أبناء الغرب ما أرهق العدو .. وتحولت الكرة الأرضية إلى ساحة صراع لا تعرف أين يضرب المسلمون ولكنك تعرف المضروب .. وارتفع الوعي الإسلامي بروح شبابه .. وانتفت العصبية التنظيمية حينما انتظمت الجهود تحت مظلة القاعدة سواء كانت بيد التنظيم أم بيد محبيه من أبناء الأمة .. أيها الشباب لقد استوعبتم ما مزقه التعصب للتنظيمات .. فجزآكم الله خيراً ..
– حتى المصداقية والشهرة التي حظيت بها قناة الجزيرة الفضائية وانتشارها الواسع هو أحد الفوائد المشتركة والتي يحتار البعض أيهما ساعد الأخر في كسب هذه الشهرة والمصداقية عند الأمة الإسلامية أو خارجها هل سببها القاعدة أم قناة الجزيرة .. وهذا ليس كلامي بل كلام مراسلها السابق يسري فوده ..
– ألم تكن الاستراتيجية التي قامت عليها القاعدة والتي شاركت أنت في إعدادها وهي العمل على النظام العالمي القائم لإضعافه ومن ثم إضعاف المنظومة السياسية المرتبطة به مما يمكن أهلنا في البلاد العربية والإسلامية من استثمار الفرصة للتحرر من الأصنام الجاثمة على صدورهم من حكام وعملاء .. واليوم أنت تكتب عن أن الحل سيكون بيد الشعوب .. أو ليس ما تكتب فيه هو نجاح لاستراتيجية القاعدة والتي أكرر أنك ممن ساهم في تصميم هذه الاستراتيجية .. والتي كانت محل جدل دائم بين القاعدة وغيرها من التنظيمات بل ومحل نقد شديد للقاعدة لأنها اختارت ضرب العدو البعيد على ضرب العدو القريب ..
– الانهيار الاقتصادي الذي أجبر الغرب على التنازل عن الكثير من رفاهيته وعناصر قوته حتى وصل بهم الأمر لتقليص قواتهم العسكرية في بريطانيا وأمريكا حتى عرضوا واحدة من أكبر حاملات الطائرات للبيع وقلصوا عدد جنودهم .. حتى مؤسسة البريد الملكي معروضة لمن يدفع أكثر .. وما تعيشه أوروبا اليوم من حالة تقشف إجبارية يشهد بفشل نظريتهم الحضارية .. وانطفئ في قلب الغرب وهج البحث عن حرب جديدة قد تنهي مسيرته وتحالفه ..
– ألم يتم هدم النظرية الشيوعية على أرض أفغانستان واليوم تهدم نظرية الحضارية الغربية برمتها والتي تعلق الكثيرون بها حتى توقع أحدهم نهاية العالم لأنه لن يأتي نظام عالمي أفضل مما هو موجود .. فبعد أن كانت أمريكا وعلى دربها أوروبا هي النموذج الذي يطمح إليه الكثيرون .. أصبح الكل يعيد النظر والتفكير فيما يرونه لمستقبل بلادهم .. هيكل يرى أن أمريكا تبقى قوة عظمى لعقد ونصف .. هذا إذا لم يأتيها ما يقسمها قبل ذلك .. وينهى دورها في العالم كما انتهى دور السوفيت ..
– ألم تؤدي ضربات القاعدة وحماقات بوش إلى شرخ يصعب ترميمه في جدار قوة الغرب .. أليس واقع اليوم يمثل انهيار لهذه المنظومة الغربية التي تجتهد في انتشال نفسها من بين براثن الكارثة الاقتصادية التي تجذبها دولة تلو دولة إلى قاع محيط الإفلاس .. لو أن حكام العرب في هذه الظروف رفعوا سعر النفط وكفوا عن استثماراتهم في الغرب وتسديد ديونه لاكتملت الحلقة وانتهت حقبة هؤلاء الطفيليون ..
– فكيف كان يمكن أن يتحقق ذلك بدون عملية بدر الرائعة في نيروبي ودار السلام والتي رمزت لضرب السياسة الخارجية الأمريكية والتي تميل بالكلية لصالح أعداء الأمة .. ألم تُكتب مؤشرات دلائل انهيار العسكرية الأمريكية بضربة مدمرة بحرية قادرة على الاشتباك مع مائة هدف في وقت واحد لكنها لم ترى الزورق القادم من أرض اليمن ليرسل هذه التحفة الفنية إلى مقبرة للخردة .. ألم تنهار النظرية الأمنية الأمريكية في الدفاع عن قلعتهم الحصينة والتي قالوا أن الطبيعة نفسها تدافع عنها .. إن كتاب صن تزو وفكرة حصان طروادة يدرسان في المعاهد العسكرية وإن شاء الله سيدرس ضرب البنتاجون والداخل الأمريكي أو نظرية القاعدة لضرب الولايات المتحدة بعناصر إغارة إسلامية نجحت في كسر جدار الحصن كما ألهمت مسلمي العالم[5] بما يجب أن يفعلوه .. ألم تتأهل الحضارة الغربية اليوم بالكلية للانهيار مع انهيار برجي مركز التجارة ألم يكن ضرب الرمز الاقتصادي مؤشر لكل ذي عينين على أهمية الاستنزاف الاقتصادي .. ألم يكن تهديد طريق الحرير الجديد ( خط النفط ) مؤشر على ما سيعانيه العالم الغربي وحضارته في حال فقدهم له وعلى أحقية من يملكه بوضع السعر المناسب له
– من الأمور المهمة أن أوضح أن القاعدة وأميرها لم يقولوا يوما أنهم فقط أي التنظيم سوف يهزمون الأمريكيين .. ولكنهم يعملون على إلهام الأمة وتحرضها والقيام بدور طليعة لها في هذا الجهاد المبارك .. لإضعاف الصنم الأكبر ومن ثم لتنهض الأمة وتتحرر من الأصنام الجاثمة على صدورها .. وبهذا نحن نتكلم عن حرب طويلة وليس معركة سريعة .. فالحرب سلسلة من المعارك .. ولم أعلم أن هناك من حدد لها وقت تنتهي فيه .. كما لم أسمع أبدا أن هناك طرف من أطراف أي صراع انتصر في جميع معارك الحرب .. ولكنه عادة ما يفوز بأغلبها .. وحرب القاعدة وأمتها ضد الغرب طويلة قد تتعدى العشرين عاما وفقا لحساباتهم .. والمطلوب من أبناء الأمة أن لا يتعجلوا النصر ولا يضخموا السلبيات ولا يتوقعوا الهزيمة .. إن حرب أحد طرفيها تحالف يسيطر على العالم يقابله تنظيم طموح يلهم الأمة ويستنهضها لا يمكن أن تكون حرب عام أو عامين ومن لم يستوعب هذا فلينظر إلى ما قد يشابهها من حروب إن وجد لها شبيها ..
– والسؤال بل وكثير من الأسئلة الآن .. من منا اليوم أبعد نظر وأعمق رؤية؟ .. فمنذ أن كانت القاعدة في الصومال عمدت إلى توريط الأمريكان في حرب طويلة تصل بهم إلى ما وصلوا إليه اليوم من انهيار يصعب إيقافه .. ولكنهم كانوا ينسحبون ويتملصون منها حتى جاء أحمقهم بوش .. فمن جر من إلى الحرب؟ ومن أدخل من إلى برنامجه؟ ومن خسر على المدى البعيد والقريب؟ ولماذا رأيتم الانهيار الروسي وغضضتم الطرف عن الانهيار الأمريكي بل والغربي؟ .. وكلاهما تم بيد أبناء الأمة .. وكلاهم تم بالسلاح .. وكلاهما خرج من أفغانستان .. فلماذا نحن المسلمون لا نستشعر هذه النتائج ونتحدث عنها وللأسف نذهب إلى ما تروجه المخابرات الغربية والعربية والإسلامية وكتابهم ومحلليهم لماذا؟. والسؤال الأهم إذا كان ما سارت فيه القاعدة هو برنامج وإستراتيجية كونية أعدها الأمريكان واليهود فما هي المكاسب التي حصلها الأمريكان واليهود خلال عشر سنوات من الصراع العنيف؟؟ الحقيقة أنني أرى مزيد من العداء لهم ومزيد من الخسائر على كل المستويات ..
– إن أشد ما يؤلم أن يكون للإنسان عينين ولكنه لا يريد أن يرى إلا بواحدة فقط .. وعلى المستوى الداخلي للتيارات الإسلامية المتنوعة إذا أردنا أن نناقش أي قضية فلنفعل ذلك بعينين لنقيم الوضع بشكل سليم .. سواء في المسيرة الحركية أو في النتائج التي جاءت منها .. إيجابية وسلبية .. إنني آمل أن تروا الصورة كاملة .. وما يحدث فيها للغرب من انهيار وتفككه قطعة بعد أخرى .. وما يحدث من تغيرات نفسية ومادية على مستوى الأمة التي عادت لها الروح والعزة والكرامة ..
– وإلى كتابة هذه السطور فالعملية العسكرية مستمرة في سجال مع أعداء الأمة .. حتى يأتي نصر الله .. والتجربة لم تنتهي .. والإخوة في حاجة إلى الدعاء .. وفي حاجة للنصح والدعم المعنوي والأفكار الجديدة .. آمل أن تنتهي التهم الموجهة إليهم وأن يتم نصحهم ولهم الحق في أن يعملوا بما يناسب ظروفهم .. ولكنهم ليسوا في غنى أبداً عن نصحكم .. أو دعمكم .. أو دعائكم .. هذا هو البديل عن التقريع والتجريح والتشويه ..
وقبل أن أختم الرسالة ..
أحب أن أعلق على ما استنتجه بعض الصحفيين من رسائل سابقة وذلك في نقطتين: الأولى أنه لا يوجد بين من كتب المقالات وتنظيمه أي انشقاق كما أنه لم يكتب أي مراجعات وليس في نيته أمر كهذا .. وكل ما جاء في مقالات سابقة هو من أخلاقيات وأدبيات ولوائح القاعدة التنظيمية التي تحث على خطاب المسلمين بالنصح والمودة والأخذ بأيدهم للخير .. فدعْوتُهُ كانت لأهل العلم وأبناء الأمة إلى التحاور مع القاعدة والمجاهدين بإنصاف .. وخاطب وسائل الإعلام التي تأتي بمن يخالف القاعدة بأن عليهم أن يأتوا إلى القاعدة في أفغانستان ليسمعوا منها فلا يكون الحوار من طرف واحد .. وهو عين ما يروجون له .. أما أن يأخذوا ما يحبون من أقوال أو كتابات القاعدة فهذا تضليل للمسلمين ..
ثانيا هذا الصحفي أقول له اتق الله ولا تتكسب بالأكاذيب وتضليل العباد .. ومقالك الذي كتبته للأسف لم تصح فيه جملة واحدة .. فلا تطعم أطفالك بالمال المشبوه الذي يأتي من اختلاق الأخبار أو التحاليل التي لم تبنيها إلا على الظن الفاسد .. وتحلى بالشجاعة وأقدم إلى أفغانستان لتعرف وتتعلم بدلا من أن تهول وتختلق ما يوافق من تخدمهم .. وأسأل الله سبحانه أن يتوب عليك ويغفر لك ..
وأحب أن أضيف نقطة مهمة تتعلق بالعقيد محمد مكاوي حيث أخبرني بعض الإخوة أنه متضرر جدا من اتهام أمريكا له بأنه الأخ سيف العدل .. و الحقيقة هما شخصان مختلفان تماما ..
وفي الختام .. شيخي الحبيب
آمل أن أرى كتابكم حرب المطاريد يقتصر على الجانب الفني للحرب.. فالمقارنة تكون بين المتشابهين ولا وجه للشبه بين القاعدة وحزب الله .. والكتاب إن شاء الله حظي وسيحظى بقبول كبير لدى أبناء الأمة لما فيه من الفوائد العملية والمركزة بشكل رائع والتي تغطي جانب مفقود فيما يعادلها من كتابات .. فهذه الرؤية الواقعية للحرب لا يجب أن يضاف إليها ما ينفر الشباب المسلم عنها ليكتب لها القبول وتساهم في توجيه التيار الجهادي وعائد ذلك لك عند الله تبارك وتعالى ..
كما أحب أن ألفت انتباه الشيخ الجليل والمعلم الفاضل أبو وليد في أن يكمل كتابة وجهة نظره حول المنهج والإستراتيجية .. وهناك موضوع أخر هو محاولة استنباط الدروس المستفادة من تجارب النصف الثاني من القرن الماضي وأخص منها: التجربة الإيرانية وما هي عليه الآن وهل تحولت الثورة إلى دولة وهل الدولة لازالت تدافع عن مبادئ الثورة أم أنها ترعى مصالحها كدولة .. التجربة السودانية ومسيرتها السياسية والنتائج التي وصلت إليها من تقسيم للبلاد وهل أفادها الجهاد المحلي أم كان من الأفضل لها استنفار الأمة كما حدث في أفغانستان .. تجارب الحركات والتنظيمات مثلا الإخوان في سوريا وتنظيمي الجهاد والجماعة الإسلامية في مصر .. حزب الله في لبنان .. والمقاتلة في ليبيا والمسلحة في الجزائر .. وحركة طالبان والقاعدة .. والدروس المستفادة من تجربة الإخوان التي استمرت أكثر من ثمانين عاما .. والانتفاضة الشعبية الحالية في تونس خاصة وأن الأخيرة هذه تسير في الاتجاه الذي تكتب فيه وتؤيده .. وهي انتفاضة اقتصادية لواقع اجتماعي في الحضيض ضد الظلم المستأثر بالثروة والسلطة وليست لإحداث تغير إسلامي .. ولكنها مرحلة لها ما بعدها أيضا ..
سواء في تونس أو في المنطقة العربية كلها .. وأتمنى أن أشاركه ويشارك معنا أبناء الأمة لنكتب ما وفقت الحركات إليه من إيجابيات وما وقعت فيه من سلبيات والنتائج التي انتهت إليها .. مجنبين كتاباتنا أن تكون سهاما مصوبة ضد شخص أو تنظيم بعينه .. بل دراسة متوازنة للعمل بعيدة عن الاتهامات أو تضخيم السلبيات وتقزيم الإيجابيات .. عملا بقول رسول الله e لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئاً ..
فإذا تفاهمنا على ذلك .. فهل لنا أن ننطلق لنثري حواراً بيننا ومعنا من يحب أن يشارك من أبناء الأمة .. نتناقش فيه بهدف كتابة إستراتيجية تناسب التيار الجهادي .. ثم نعمد سويا مع أبناء أمتنا الذين يشاركوننا الحوار والمناقشة إلى تقسيم هذه الإستراتيجية إلى عدة مراحل .. ونجتهد في كتابة ما يناسب كل مرحلة من تكتيكات .. ونحاول أن نكتب أيضاً الوسائل والأدوات المساندة للتكتيك .. ثم نعود سويا إلى مراجعة هذه المناقشة ونعيد صياغتها وترتيبها وإخراجها في شكل كتاب أو كتيب .. يكون دليل إرشادات نهديه للتيار الجهادي .. ونترك الحق للتيار الجهادي في أن يأخذ من هذه الكتابة المثالية ما يناسبه خلال مسيرته .. وفائدة هذا التعقيب أن يضبطنا نحن الكتاب في أن لا يجعلنا نحاكمهم على ما كتبت أيدينا .. ونعذبهم بالمثالية التي كتبناها .. فكل تجربة لها خصوصيتها التي تمنع استنساخها وتجعلها تأخذ مما كتبنا ما يناسبها .. ودليلي في ذلك أنه نادراً إن لم يكن مستحيلا لأي حركة أن تعمل وفقا للقواعد بحذافيرها .. ولكنها تنتقي ما يناسب كل مرحلة في إطار صورة تتشكل وتتكامل يوما بعد يوم .. مع العلم أنها مهما بذلت من جهد فسوف تقع في أخطاء لأنها تعمل مع واقع متغير .. وحتى الثوابت فيها أيضا قابلة للإضافة والحذف والمط والتعديل .. والحركات التي نجحت أخفى نجاحها الكثير من الأخطاء والعثرات التي وقعت فيها خلال مسيرتها .. فكما تعلم أن النصر له ألف أب يذبون عنه .. وغيره يتيم يُرمى بكل سهم .. والحرب سجال والنصر قادم بإذن الله ..
والسلام عليكم ورحمة الله
بقلم :
عابر سبيل (أهم شخصيات الصف الميدانى الأول فى تنظيم القاعدة)
تاريخ : 12 يناير 2011
المصدر :
موقع مافا السياسي – أدب المطاريد
ملف القاعدة / خاص مافا السياسي
[1] مقاطع مختارة ومضاف إليها من سلسلة محاضرات حول ثورة مصر تحت عنوان مطلوب لمصر بعد 25 يناير .. والمحاضرة هي دراسة مختصرة لثورة 25 يناير بما فيها من إيجابيات وسلبيات وما يترتب على قيام الثورة من أعمال.
[2] هذا هو التعبير الذي فضلته وذلك من خلال رسالتك للحاج أحمد حسن أبو الخير.
[3] آلاف الوثائق المسربة على موقع ويكيلكس لم تأتي فيها إشارة واحدة تؤيد هذا السيناريو .. أو حتى تثبت وجود هذه المؤامرة .. أو تفيد أنهم قد خططوا لكل هذه الأحداث .. رغم كثرة الفضائح التي كشفت عملائهم السريين .. بل أيعد من ذلك وهي كيفية إدارتهم للحكام العرب ومن على شاكلتهم .. ورأيهم الخاص في هؤلاء الحكام .. فأين الحادي عشر من سبتمبر حتى ولو على سبيل الخداع.
[4] لماذا طالما هناك شباب مسلم جاهز للتنفيذ فلماذا تقوم بها الولايات المتحدة ؟!!.. وإذا كان هذا صحيحا فلما تعاتبون القاعدة؟!!
[5] من المهم جدا أن أؤكد على أن تنظيم القاعدة من قبل الحادي عشر من سبتمبر وهو يدرك أهمية دور مسلمي العالم كله وخاصة في الداخل الأمريكي وفي نقاش داخل الشورى العسكرية طرح رأي أن يتم تنفيذ العملية بأيدي إخواننا المجاهدين من أوروبا وأمريكا إلا أن الشيخ أسامة فضل أن تكون ضربة الحادي عشر من سبتمبر بأيدي مسلمة عربية ليكونوا الشرارة التي تلهم أبناء الأمة في كافة أنحاء العالم ..