حرب المعيز أو الحماقة الكبرى

تلك هى معركة جلال آباد التى بدأت فى شهر مارس عام 1989 وبلغت ذروتها فى شهر يوليو من نفس العام . إقتحم غمارها أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الناشئ، فى أول مشاركاته الكبرى فى أفغانستان ، والأخيرة من هذا النوع . بتأثير دخول بن لادن بشكل عاصف إلى تلك المعركة إنجذب معظم التواجد العربى فى أفغانسان من جماعات وأفراد . الأحزاب الأفغانية فى بيشاور وضعت ثقلها كله فى تلك المعركة – فى أول إتفاق بينها فى أى معركة – وظهر بعد ذلك أنه إتفاق لغير مصلحة المجاهدين ، وجاء تلبية لرغبة دولية من أمريكا والسوفيت من لإنهاء الحرب فى وضعية التعادل بعد أن إنسحب السوفييت ، وأن يتولى الحكم فى كابول نظام يتقاسمه الشيوعيون مع أحزاب بيشاور “الجهادية!!” . وبما أن ذلك الحل لا يتوافق مع حقائق الوضع العسكرى على أرض المعركة لذا  لم يكن مقبولا من المجاهدين فى ساحة القتال ، رغم أنه مقبول من الزعماء (!!) خلف الحدود فى بيشاور . كان إذا من الضرورى تلقين المجاهدين درساً قاسياً من بعده يقتنعون أن التفاهم على حل وسط هو الشئ الوحيد الممكن.

أى لابد أن يصابوا بهزيمة كبيرة جداً تحبط معنوياتهم التى إنتعشت جداً بعد إنسحاب الجيش السوفيتى من أفغانستان . بدأت المعركة تحت ضجة إعلامية عظمى حول العالم بأن المجاهدين سوف يقتحمون المدينة الإستراتيجية ، وستصبح كابول من بعدها فى حكم المنتهية . ولكن ظهر بعد ذروة المعارك فى شهر يوليو أن ذلك الحلم قد تبخر تماماً . ومع ذلك إستمرت حرب إستنزاف عقيمة حول أطراف المدينه حتى قبل أيام من سقوط كابول فى إبريل  1992 . فى جلال آباد قدم العرب أكبر عدد من الشهداء فى تلك الحرب ، وكذلك الحال بالنسبة للمجاهدين الأفغان . ولكن الإنكسار فى جلال آباد كان هزيمة موضعية لأن المجاهدين فى أماكن أخرى تمكنوا ، فى نفس العام وفى نفس الوقت تقريباً أى صيف عام 1989 ، أن يحرزوا إنتصار كبيراً فى خوست قلب موازين الحرب فى ولاية باكتيا الإستراتيجية ، لهذا ظل أمل الإنتصار موجوداً وظل هناك من يرفض مبدأ الحكومة المشتركة . الفشل فى جلال آباد كان له آثر سئ فى عرب أفغانستان أكبر بكثير مما كنا نظن وقتها ، فقد ظهرت مجموعات عربية كثيرة من شباب إفتتحوا سلسلة من معسكرات التدريب . ودخلوا فى معارك بمبادرات صغيرة ولم ينصاعوا ميدانيا للقاعدة التى يقودها بن لادن . القائد الكبير الآخر عبد الله عزام كان قد أغتيل فى نوفمبر من ذلك العام بعد أن فقد الكثير من بريق القيادة لأسباب أهمها هزيمة جلال آباد التى إسهلكت الكثير من رصيده القيادى ، وهذا ما حدث أيضا لأسامة بن لادن الذى شرع فى نقل تنظيمه إلى السودان  للتحول إلى الحياة المدنية .

تحميل كتاب :
حرب المعيز أو الحماقة الكبرى.. إضغط هنا
https://goo.gl/4Rs4UQ

 

بقلم :
مصطفي حامد/ ابوالوليد المصري
المصدر :
www.mafa.world