بورتسودان .. رمزر السودان القادم

بورتسودان .. رمزر السودان القادم

– السودان شاهد على انهيار الأمة العربية وتحوُّلِها إلي مجرد حيازة صهيونية.

– ميناء بورتسودان سيكون أكبر مركز شهده التاريخ لبيع المياه العذبة. وهي مياه مصر المنهوبة والتي احتجزتها إسرائيل والحبشة خلف سد النكبة (النهضة).

– بإتمام المشاريع الزراعية في دويلات السودان الجديدة ستكون إسرائيل قادرة علي مزاحمة الروس في مجال المنتجات الزراعية خاصة الحبوب.

– يمكن لإسرائيل توثيق علاقات اقتصادية وسياسية استراتيجية مع الصين، بمنحها عقود بعشرات المليارات لتشييد البنية التحتية لدويلات السودان.

– ستكون جدة قاعدة بحرية لقيادة الأسطول الإسرائيلي في البحر الأحمر، ليكون أداة سيطرة وسيادة لإسرائيل.

– سيكون لمدينة جدة دور رئيسي تسيطر منه إسرائيل وتدير الفساد الأخلاقي في شبكة هائلة من شواطئ للعراة، المنتشرة على طول الساحل السعودي، وتتمتع بجاذبية دولية، وترضي النزعة الوطنية لشعوب جزيرة العرب. ويأتي منها دخل مالي بديل عن النفط .

– بيعت أجزاء كبيرة من جدة لليهود. وقد تم طرد مئات الآلاف من السكان من منازلهم بدون تعويضات. وبعضهم تعرض للسجن والقتل. شيء شبيه بذلك يحدث في المدينة المنورة. و في المناطق التي يقام عليها مشروع (نيوم) الإسرائيلي الذى يتبناه ولي العهد.

– إزالة سد النكبة الحبشي، ضرورة بقاء لمئتي ملون إنسان يعيشون في السودان ومصر. وجميع وسائل تنفيذ تلك الإزالة متوافرة ولا ينقصها سوى عنصر واحد هو الإرادة.

– مهما كانت قوة أي جيش فمن المستحيل أن بقف على قدمية بدون دعم الشعب. وعدة عشرات من الجنرالات الصهاينة يسهل التخلص منهم بأساليب كثيرة لابد أن بعضها يناسب شعوب وادي النيل. 

 

بقلم  : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

 

في العصر الإسرائيلي القادم إلي السودان، ستكون مدينة بورتسودان هي نجمه الساطع، أو حتى رمزاً لذلك العهد .

– لما يحدث في السودان عدة صفات كبري:

أولها أنه مؤامرة علي السودان. ثانياً أنه تواطؤ دولي علي شعب اختارته الصهيونية ليكون نموذجا لضحايا امبراطوريتها الجديدة.

ثالثا أن  السودان أصبح شاهدا على انهيار الأمة العربية وتحوُّلِها إلي مجرد حيازة صهيونية.

وفي الأخير، السودان شاهد على ضعف أصاب الإسلام في السودان والعالم إسلامي. بحيث يعجز المسلمون عن حماية أنفسهم ضد أي مخاطر صغيرة أو كبيرة، حتي لو كان تعدادهم بالملايين، ولديهم ما يكفي من وسائل المقاومة و الانتصار. ذلك أن هزيمة المسلمين داخلية وعقائدية. بحيث تحولوا /ماعدا قليل منهم/ إلي جذوع نخل خاوية .

 

بورتسودان نجم التاريخ المظلم :

أثناء مجازر الخرطوم بين أشقياء العسكر،  اكتشف العالم أثناء أزمة نقل الرعايا الأجانب أن بورتسودان هي المدينة الأهم في السودان، والأكثر أمناً. رغم نشوب الحرب العسكرية المشبوهة بين الكتل المسلحة في الجيش السوداني من جنجويد وفلاشا . في حرب تميزت من لحظاتها الأولى بأنها حرب همجية ولا مبرر لها ، سوي منافسات عادية علي نهب كنوز الدولة، وتسابق على الاحتماء والسجود تحت حذاء السيد الإسرائيلي الجديد .

انتشر الموت في كل مكان في الخرطوم. وتعطلت مطارات الدولة. فقط بورتسودان هي التي مطارها يعمل وميناءها البحري يعمل. وشهد العالم بأنها المدينة المثالية في السودان في وقت لا يوجد فيه رمز للخير أو أمل في مستقبل. تلك البسمة العالمية التي نالتها مدينة بورتسودان تشير إلى أن الجميع يعلم الدور القادم لتلك المدينة. وأثرها البالغ علي السودان والمنطقة والعالم في قادم الأيام .

فميناء بورتسودان سيكون أكبر مركز شهده التاريخ لبيع المياه العذبة. وهي مياه مصر المنهوبة والتي احتجزتها إسرائيل والحبشة خلف سد النكبة (النهضة).

تجارة تلك المياه ستكون هي التجارة الأكثر ربحية علي سطح الكرة الأرضية. وهي تجارة “مستدامة” بلا زيادة في الاستثمارات، التي تم دفعها في بداية المشروع، وتعتبر مبالغ زهيدة بالنسبة إلي الإنتاج العظيم للمياه والكهرباء منخفضة التكلفة. وكلاهما ،الماء والكهرباء، رخيص وسهل النقل وآمن ، بفضل موات شعوب مصر والسودان، ورحيل الإسلام الحقيقي عن أراضيهما (لصالح بقاء الإسلام الإخواني الحزبي ، والإسلام العسكري الشكلي ).

بورتسودان ستكون الميناء البحري الأهم في السودان لاستيراد ما يلزم لبناء المشاريع اليهودية الجديدة، خاصة في الزراعة. والمحاصيل الزراعية سوف يتم تصديرها كلها تقريبا من ميناء بورتسودان إلي العالم أجمع، خاصة الأسواق الغنية في أوروبا .

 

إسرائيل تلعب مع العمالقة .. على قفا العرب

وبإتمام المشاريع الزراعية في دويلات السودان الجديدة ستكون إسرائيل قادرة علي مزاحمة الروس في مجال المنتجات الزراعية خاصة الحبوب.

ويمكن لإسرائيل توثيق علاقات اقتصادية وسياسية استراتيجية مع الصين، بمنحها عقود بعشرات المليارات لتشييد البنية التحتية لدويلات السودان الجديدة . خاصة مشاريع ميناء بورتسودان والمزارع الحديثة الكبيرة ، ومشاريع الأسمدة، ومشاريع تمديد أنابيب ماء النيل “المصري” إلى جزيرة العرب عبر البحر الأحمر خاصة بين  بورتسودان وجدة.

– وإلي جانب الزراعة والأسمدة هناك النفط والغاز الذي تسعي إسرائيل/ بدون أي موانع تذكر/ لتكون المُصَدِّر الأول للطاقة في العالم، وبأسعار لا يمكن مزاحمتها، حيث أنها تتاجر في مادة منهوبة في مكامن الطاقة في شرق البحر المتوسط ،ومن مصادر الطاقة في جزيرة العرب والخليج وهي مصادر ضخمة رهن إشارة إسرائيل وشركاتها متعددة الجنسيات .

اختصاراً فأن إسرائيل بإتمام تلك المشاريع أي في غضون سنوات تقع في المدي القصير والمتوسط ، سيكون لها اليد العليا علي روسيا في تسويق الطاقة التي هي أهم مداخيل الاقتصاد الروسي.

وستكون إسرائيل شريكاً يقترب من الندية مع الصين/على الأقل في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر وشرق أفريقيا / بلا منازع أو تهديد جدي حتى الآن. بل في مركز مسيطر على احتياجات الصين من الطاقة. وبأسعار تتحدي منافسة أي منتجين آخرين .

يمكن تخمين أن تلك الوضعية تجعل من إسرائيل شريكاً في النظام الدولي الذي قد تترأسه الصين. ومع هذا يطمع اليهود في إنشاء نظام دولي خاص بهم يسيطرون به على العالم أجمع. لهذا لن يتنازلوا عن مطلب تفتيت الصن ، بعد تجزئة روسيا.

جدة .. النصف الثاني من البرنامج :

في مقابل ميناء بورتسودان علي الشاطئ الآسيوي للبحر الأحمر توجد مدينة جدة التي ستصبح شقيقاً إسرائيليا يطل من اليابسة الآسيوية علي بورتسودان في اليابسة الأفريقية.

– سيكون لمدينة جدة دور كبير وهام، نابع هو الآخر من المشروع اليهودي للمنطقة الإسلامية. حيث ستكون جدة قاعدة بحرية لقيادة الأسطول الإسرائيلي في البحر الأحمر، ليكون أداة سيطرة وسيادة لإسرائيل علي البحر الأحمر ومن يستخدمونه للوصول إلي أوربا. خاصة وأن إسرائيل ستكون لها اليد المطلقة في أدارة عملية الوصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض .سواء كانت قناة الوصل داخل إسرائيل أو داخل مصر .

ونعني هنا إما طريق المرور من قناة السويس في مصر، أو الطريق الحالي بالمرور البري بين الميناءين (إيلات وعسقلان) . لعدم وجود قناة مائية في إسرائيل حتي الآن تربط بين البحرين الأبيض والأحمر .

– سيكون لمدينة جدة دور رئيسي تسيطر منه إسرائيل وتدير الفساد الأخلاقي في شبكة هائلة من شواطئ للعراة، المنتشرة على طول الساحل السعودي من البحر الأحمر وتتمتع بجاذبية دولية، وترضي النزعة الوطنية لشعوب جزيرة العرب. ويأتي منها دخل مالي بديل عن النفط ، الذي سوف تباع أصوله في البورصة الدولية بواسطة بيع شركة (أرامكو) وتدوير عائدات البيع نحو مشاريع الترفيه ومكافحة الإسلام في جزيرة العرب.

– مدينة جدة نفسها بيعت أجزاء كبيرة منها لليهود، ويستثمرون فيها أموالا طائلة. وقد تم طرد مئات الآلاف من السكان من منازلهم بدون تعويضات. وبعضهم تعرض للسجن والقتل. شيء شبيه بذلك يحدث في المدينة المنورة. كما يحدث في المناطق التي يقام عليها مشروع (نيوم) الإسرائيلي الذي يتبناه ولي العهد (الأمير منشار الدين والدنيا).

معظم المشاريع اليهودية غامضة ولم يعلن عنها. والكثير منها يقام في مكة نفسها، حيث طالت “التوسعات” الحرم نفسه وابتلعت منطقة (الصفا والمروة)الأصلية، التي هي من أركان الحج. كما ابتلعت أماكن سكنية لأهم شخصيات صدر الإسلام .

وقد أعلن اليهود بكل صفاقة عن إقامة مزرعة للنخيل في المدينة المنورة، لأول مرة منذ أربعة عشر قرنا. ويعتبر ذلك الإعلان خطأ جسيما لان السياسة المُتَّبَعَة رسمياً من حكومتي إسرائيل والسعودية هو عدم نشر أي شيء يتعلق بالمشاريع والإنشاءات الإسرائيلية في السعودية خاصة في الأماكن المقدسة.

الإنقاذ :

إزالة سد النكبة الحبشي، ضرورة بقاء لمئتي ملون إنسان يعيشون في السودان ومصر. وجميع وسائل تنفيذ تلك الإزالة متوافرة ولا ينقصها سوى عنصر واحد هو الإرادة.

فالتراجع الديني الذى أصاب الشعبين هو سبب جميع نكباتهما بما فيها تسلط إسرائيل عليهم ، وسرقة مكونات الدولة وعلى رأسها الجيش. وإذا شعب وادي النيل أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر . ومهما كانت قوة أي جيش فمن المستحيل أن بقف على قدمية بدون دعم الشعب. وعدة عشرات من الجنرالات الصهاينة يسهل التخلص منهم بأساليب كثيرة لابد أن بعضها يناسب شعوب وادي النيل.

– فذلك السد الكارثي هو عماد البرنامج الإسرائيلي في السودان والبحر الأحمر والقرن الأفريقي ، و مصر أيضا. وهؤلاء الجنرالات هم صُنَّاع الكارثة وحماتها.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world