غزة تنتظر الرد الحوثي العظيم
صاروخ إنصار الله على تل أبيب، هو أكبر من مجرد تطور نوعي في تكنولوجيا الصواريخ اليمنية ، بل أن معناه السياسي أخطر من معناه العسكري.
سياسياً فأن الصاروخ اليمني الفرط صوتي نقل مركز الثقل في صراع فلسطين إلي الأيدي اليمنية القوية الصادقة.
وصول الصاروخ إلي أحد أحياء تل أبيب يعتبر أعلانا بأن قرار وقف إطلاق النار في غزة أصبح في متناول السيد الحوثي، وأن أول من سيذيعه هو أكثر شخصية عسكرية محببة لدي العرب وهو العقيد يحي سريع الناطق الرسمي للقوات اليمنية.
يمكن الآن للسيد الحوثي أن يوجه إنذاراً لإسرائيل أن أي قصف جوي علي غزة سيقابله صاروخ فرط صوتي من صنعاء إلي مدن فلسطين المحتلة مستهدفاً المدنيين قبل أي شيء آخر، لتكون المعادلة متوازنة المدنيين بالمدنيين والعين بالعين والسن بالسن، “وإن عدتم عدنا “.
وليس لها الا السيد الحوثي وشعبة الأبي القادر علي خوض غمار حرب تحرير فلسطين ودفع ثمنها الغالي من دماء أبنائه.
السيد عبد الملك الأعظم قادر علي وقف الحرب كما أنه قادر علي قلب موازينها تماما، فأمريكا وحلف الناتو يدافعون عن مستعمرتهم الصليبية علي أراضي فلسطين المحتلة (إسرائيل).
وينشرون الحرب في عدة دول في المنطقة بعضها معلن عنها وبعضها الآخر يدخل تحت عنوان الحروب السرية ضد الإنسانية التي تخوضها الحركة الصليبية وزميلتها الصهيونية على الشعوب في قارات العالم الخمس.
تهدد إسرائيل اليمن بأنها ستدفع الثمن غاليا للصاروخ الأخير ولكن اليمن تمتلك القدرة الآن ليس علي قصف إسرائيل بل وردع قدرتها على الانتقام.
ذلك الانتقام الذي أصبحت فلسفته هي أن تضع جيوش الأصدقاء في خدمة إسرائيل بشكل كامل. فالانتقام الجوي الذي تدَّعي إسرائيل أنها شنته على ميناء الحديدة بعشرات الطائرات الأمريكية الحديثة وأحرقت ثلاث أهداف تصاعدت منها النيران العالية بما أسعد الإعلام الإسرائيلي وتباهى بها مهددا باقي العرب.
بات من شبه المؤكد صحة الأنباء التي قالت أن الغارة على الحديدة لم تنطلق من إسرائيل أصلاً ولم يكن بها أي طيار إسرائيلي أو أمريكي فجميع الطائرات جاء ت من جزيرة العرب ويقودها طيارون من المنطقة قصفوا اليمن مراراً أثناء السنوات التسع من الحرب التي قادتها السعودية والأمارات.
أصبح الرد الحوثي مفهوما الآن بأن أي طائرة إسرائيلية تنتقم من اليمن لن تكون الا طائرة خليجية يقودها عرب وبالتالي فأن رد الفعل علي تلك الغارات ستتلقه قواعد جوية خليجية ليست بعيدة كثيرا عن اليمن. والصاروخ الفرط صوتي الجديد سيصلها قبل أن تبدأ صافرات الإنذار في العمل.
في المرة الأولي صمت اليمن ولم يكشف أوراق الهجوم الجوي عليه وأنه هجوم عربي بطلب إسرائيلي وتحريض أمريكي بريطاني. لم تجرؤ إسرائيل علي إرسال طياريها أو طائراتها حتي لو أحدث أنواع الأمريكية مثل أف22 لقصف اليمن فلم يعد مضمونا أن تلك الطائرات الحديثة يمكن أن تعود إلي قواعدها سالمة وحيث أن طياريها جبناء يكونوا أمريكان فهي طائرة تعتبر من الأسرار العليا للجيش الأمريكي، فإن المجازفة بإنطلاقها من إسرائيل والعودة اليها بعد قصف اليمن سيكون مخاطرة كبيرة والإحتمال كبير الا تعود مرة أخري.
هناك الكثير ممن أضرتهم أمريكا يترصدون لتلك الفرصة حتي لو انطلقت تلك الطائرات من فوق حاملات طائرات أمريكية فأن تلك الحاملات لن تكون في مأمن وستكون في متناول صواريخ الفرط صوتية لفرسان البحر في اليمن.
أن إسرائيل لن تكون قادرة على احتمال هجوم فرط صوتي متكرر علي سكانها المدنيين. كما لن تكون قادرة علي تحمل رد الفعل اليمني علي ضرباتها الجوية لأن معناه أن حاملات الطائرات الأمريكية ستكون في خطر داهم وستكون القواعد الجوية لحلفاء إسرائيل في الخليج مهددة بصواريخ يمنية ليس بقدرة القباب الحديدية التي أنفق عليها سماسرة السلاح في الخليج مليارات الدولارات بلا فائدة .
فالصواريخ لن تتوقف سواء استهدفت قواعد جوية أو منشآت بترولية ذات قيمة إستراتيجية للإقتصاد العالمي.
أن مركز الثقل في القضية الفلسطينية وإدارتها أصبح في اليد اليمني القوي الأمين .
أن الولايات المتحدة وإسرائيل وتهرباً من الردود الأفعال اليمنية اخذوا يستخدمون مناطق علي الشاطئ الأفريقي لضرب الحصار اليمني في البحر الأحمر و باب المندب.
فهناك في الصومال قوات مصرية تتجهز لحرب في الصومال للهجوم على مضيق باب المندب من الجانب الأفريقي وربما أتخاذ قاعدة طيران علي الأراضي الصومالية للعمل ضد اليمن. (هناك طياران تركى يعمل بشكل مستمر منذ سنوات ضد المقاومة الإسلامية الصومالية).
والسودان أيضا له بنك أفكار خاصة للتدخل في البحر الأحمر لصالح إسرائيل وحماية الملاحة اليهودية فيه. وهي مقاولة مربحة للغاية يتصارع عليها جنرالات خراب القوات السودانية مع وقوات التدخل السريع .
بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)
المصدر : موقع مافا السياسي