الهروب من الحرب الفاشلة على غزة إلي حرب شاملة على الشرق الأوسط

الهروب من الحرب الفاشلة على غزة

إلي حرب شاملة على الشرق الأوسط

الضربة التي تعرض لها الجيش الأمريكي في منطقة التنف ليست مهمة في حد ذاتها ومن الصعب الوصول فيها إلي حقائق محدده عن عدد الخسائر ولا الجهة المنفذه ولا السبب الذي يقف وراء العملية .

ولكن الأطراف المعنية هي التي تعرف الأمور بدقة ، بعض المحللين إقتربوا من نقاط حساسة في الموضوع حين قال أحد المحللين في أحد الفضائيات أن الموضوع يذكره بحادث الحادي عشر من سبتمبر حيث أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الصغير حدد الجاني فور سماعة بالخبر وتوعد برد صاعق و حرب صليبية ضد المنفذين .

وفي الحقيقة أن العملية بغض النظر عن من نفذها الا أن أمريكا استغلتها لتنفيذ مخطط عدواني كبير ضد المنطقة الإسلامية .

قال جورج بوش أن انتقامه سيشمل أكثر من ستين دولة. وشملت أفغانستان والعراق ثم بعد سنوات برنامج الربيع العربي للثورات الملونة التهمت سوريا ثم اليمن وخرَّبت مصر.

– وفي فلسطين تسارع البرنامج التوراتي لتحويل الدولة إلي دولة خاصة باليهود فقط، وطرد الفلسطينيين من كامل أراضيهم. والعمل علي الاستيلاء علي الأقصى لهدمه وإقامة هيكل سليمان المزعوم ونقلت أمريكا سفارتها إلي القدس تمهيداً لإعلان القدس عاصمة للعالم في مرحلة قادمة في إمبراطورية لليهود تحكم البشرية من معبدهم في القدس.

– الآن بعد عملية التنف من الواضح أن هناك مخطط لحرب جديدة لها أهداف محددة في العقلية اليهودية ونتائج يتمنون تحقيقها. ولكن علي الأرجح سوف تنقلب عليهم بنتائج مأساوية نتيجة معطيات واقعية وليس من باب التمنيات .

الدوافع إلي تلك الحرب متشعبة ومتعددة والبعض يمكنه تخمين عدد منها تلك الدوافع ولكنهم في الغالب يفسرون الأمور تفسيرا شخصياً يتعلق بقيادات مؤثرة في المسرح السياسي مثل رئيس وزراء إسرائيل أو رئيس الولايات المتحدة وكل منهما له دوافعه الخاصة لإشعال تلك الحرب .

يمكن القول أن حرب غزة وصلت إلي نقطة مسدودة وتهدد بأن تنتهي بما لا ترغب إسرائيل فى وقوعه. وبالتالي ينسحب جزء من جيشها هناك بدون أن يحقق هدفه وهو إبادة الشعب الفلسطيني بشكل كامل بمن فيهم مجموعات المقاومة المسلحة. لايعنى ذلك أنها ألغت ذلك الهدف ولكنها أجلته مؤقتا تاركة لعنصر الوقت (مسلحا بالمجاعة وأوبئة) أن يلعب دوره.

فماذا لو أن غزة لسبب أو آخر لم تسقط خاصة والمنطقة تذخر بالمفاجآت والغوامض؟؟

في هذه الحالة فإن إسرائيل مهددة فعلياً بالسقوط وهذا ليس من باب التمنيات بل هي حقيقة يقر بها الخبراء اليهود أنفسهم كما أن الولايات المتحدة داخله في مرحلة أفول، وانسحاب من المسرح العالمي بفعل ظروفها الداخلية ووقوفها علي  شفا حرب أهلية، ستبدأ من الانتخابات الرئاسية القادمة وبسببها، الولايات المتحدة لن تعود متحدة مرة أخري وسوف تنقسم إلي مجموعة ولايات عددها يتوقف علي نتيجة الحرب الأهلية القادمة .

اليهود من ناحية مالية لن يتأثروا كثيرا لأن بنوكهم منتشرة حول العالم ومصالحهم الاقتصادية موزعة بدقة بين مختلف القارات ولكن إسرائيل ستكون نهايتها حتمية ولا رجعة عنها إذا زالت أمريكا عن المسرح السياسي فليس هناك دولة آخري يمكن أن تحل محلها في دعم إسرائيل وتغطية مغامراتها العسكرية علي الأرض وفي السياسة الدولية .

ولن يتردد أحد من العرب والمسلمين عن ابتلاع إسرائيل في وقت وجيز وتحرير المسجد الأقصى والمدينة المنورة ومكة المكرمة من إحتلال آل سعود وتحرير جزيرة العرب من العائلات الحاكمة العميلة لليهود بل أن المنطقة العربية لن تطيق أن تستمر أنظمتها السياسية علي هذا الحال التي عليها الآن والتي هي نتاج لأوضاع العالم بعد الحربين العالمتين الأولي والثانية .

 

البرنامج اليهودي للحرب القادمة:

برنامج الحرب القادمة ومن أجل الهروب من النتائج المأساوية لحرب غزة وفشل أمريكا وإسرائيل من تحقيق الهدف منها .

فإسرائيل تريد من أمريكا ليس فقط أن تخضع لها غزة وفلسطين ومحور المقاومة وتحييد الخطر الإيراني .

بل تريد أيضا أن تخضع لها الشرق الأوسط كله حتي يصبح (شرق أوسط يهودي جديد) الامر التي أثبتت غزة أنه من عاشر المستحيلات .

فإذا كانت غزة الصغيرة استعصت عليهم فماذا عن العالم العربي الذي يسكنه ثلاثمئة مليون إنسان ويمتد علي مساحات واسعة في قارتين متلاصقتين .

تلك مهمة تحتاج إلي الولايات المتحدة بل وأيضا حلف الناتو المنخرط معها في حربي ليبيا وسوريا منذ عام 2011 حتي الآن .

وكما تنخرط أمريكا حاليا  بالتعاون مع حلف الناتو في إسناد إسرائيل ومنع نظامها من السقوط.

فإنهم يفعلون نفس الشئ مع نظام السيسي ، وأنظمة جزيرة العرب و مشيخات النفط .

فلأمريكا والناتو وإسرائيل مجهود عسكري واستخباري ضخم جدا من البحر الأبيض إلي الخليج الفارسي مروراً بالبحر الأحمر لإرغام شعوب تلك المنطقة علي الإنصياع لإسرائيل ومنعها من الثورة على الأمر الواقع وتولى زمام أمورها بنفسها.

ولكن يبدو أن الأمور لا تسير بشكل صحيح في ذلك الإتجاه خاصة في مصر إذ أصبح الاقتصاد في حالة إنهيار. وأعمدة النظام يفرون من البلد وكذلك المستثمرون الأجانب من المشيخات وغيرها، والوضع الأمني منفلت، وكثُر القتل والرقة وتعددت المليشيات المدنية المسلحة ذات الإتجاهات السياسية و الإجتماعية والإجرامية وكثر تصادمها مع أجهزة الدولة .

تلك الأجهزة تشققت هي الأخري و وقع بينها صدام في بعض الأحوال وانغمس الجنرالات في بيع السلاح وتهريب المخدرات والبشر وجمع الإتاوات .

وفي الأخير أهتدي بعضهم إلي إستغلال الوضع في غزة لتهريب بعض المستلزمات العيشية والأسلحة إلي أهلها لقاء مبالغ خيالية .

وكونوا لأجل ذلك مافيات مسلحة لها أفرعها داخل الجيش والأمن والسكان المدنيين. وجاء ذلك بنوع من الانفراج النسبي لسكان غزة ومقاومتها المسلحة. حيث يقال تسربت عناصر مصرية قتالية إلي الداخل.

لهذا شعر اليهود بأن حصار غزة أصبح مثل القربة المثقوبة لدخول عنصر الفساد المصري مع الوطنية المصرية التقليدية في آن واحد. فتعجلوا بالخروج لعلاج الفشل في غزة بحرب جديدة، فكان حادث التنف إشارة مبكرة للبدء فيها .

أربع ميادين رئيسية علي البر مرشحة للظهور بقوة إلي جانب غزة بالطبع التي لن يوقفها الا المجاعة والمرض التي يراهن عليها اليهود لإبادة شعب غزة ومقاومتها بعد أن فشلت الوسائل العسكرية في ذلك .

 

جنوب لبنان ــ  أول الميادين وبدايتها

سيكون جنوب لبنان بداية الحرب الجديدة. وطبيعى ان يشارك الجيش الإسرائيلي، إلي جانب الجيش الأمريكي بكافة إمكانياته المتاحة في قواعده المنتشرة في الشرق الأوسط من تركيا إلي مصر والإمارات والبحرين ومشيخات النفط.

وبالطبع سيشارك حلف الناتو بما تيسر له  خاصة الاساطيل والقوات الجوية والمرتزقة الذين كدست إسرائيل منهم الآلاف تحسباً للمرحلة التالية بعد حرب غزة .

كما أحضرت أمريكا من الولايات المتحدة جنود و خبراء الأفغان الذين دربتهم أثناء فترة الاحتلال لكي يشاركوا في الحرب القادمة وبعضهم يشاركون في حرب غزة وقد سقط منهم قتلي .

وتعمل تركيا علي حشد مليشيات أفغانية جديدة بواسطة القيادات الأفغانية الموجودة في تركيا من تيار الإخوان المسلمين والجماعات العرقية بقيادة أحمد مسعود وعبد الرشيد دوستم وجلبهم للقتال مع اليهود والأمريكان.

– هدف إسرائيل من حرب لبنان هو دفع حزب الله إلي الخلف لعدة كيلومترات وإتاحة الفرصة لعودة نصف مليون مستوطن يهودي غادروا المستوطنات بفعل قصف حزب الله .

وإتاحة الفرصة للإستيلاء علي باقي المياه اللبنانية التي كان يحميها حزب الله .

وأن تطرد حزب الله إلي سوريا إن أمكن، أو أن توكل عملية القضاء علي الشيعة في لبنان للمجموعات الموالية لحلف الناتو ودول أوروبا و الخليج.

 

 إيران ـــ الميدان الثاني

 إيران هي في الحقيقة العدو الأول لإسرائيل من ناحية الأهمية نتيجة لقدرات إيران الكبيرة الاقتصادية والبشرية والعسكرية رغم صعوبة وضعها الاقتصادي الحالي .

ولكن أمريكا وإسرائيل تريدان تحقيق إنجازات براقة علي حساب إيران بضرب أهداف لها شعبية داخل إسرائيل والولايات المتحدة وهم يتوعدون دوما بتدميرها .

وعلي رأسها يأتي البرنامج النووي الإيراني. فالإسرائيليون يتشوقون إلي تصوير أفلام عن مشاركتهم في ضرب البرنامج النووي الإيراني. لرفع معنويات اليهود في إسرائيل.

 بعد ذلك يأتي ضرب أهداف عسكرية للحرس الثوري علي شكل قيادات أو مصانع عسكرية .

حيث أنهم يعرضون الحرس الثوري في صورة الوحش الذي يهدد المنطقة والعالم، ويتدخل في كل مكان وفي كل شيء علي سطح الكرة الأرضية .

– قصف المشروع النووي لإيران ضروري حتي تكون نتيجة الحرب مقبولة شعبيا في إسرائيل، ومتعادلة في نظر أمريكا .

ومن المتوقع أن مفاعل ديمونا سيقصف في وقت ما أثناء الحرب. لذلك لابد أن يكون هناك خسارة في إيران تعادل تلك الخسارة في إسرائيل. رغم أن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج سلمي بشهادة هيئة الطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة التي لا وظيفة لها غير مراقبة البرنامج النووي الإيراني وعرقلته بشتي الطرق. بينما مفاعل ديمونا يخدم برنامج نووي عسكري لإسرائيل التي تمتلك 200 رأس نووي .

– من المتوقع أيضا أن ميناء حيفا سوف يختفي من الوجود بفعل صواريخ حزب الله وإيران وبالتالي ستكون إسرائيل في أزمة إقتصادية فورية ودائمة لسنوات طويلة وقد يعنى سقوطا  نهائيا للها.

خاصة إذا فشل البرنامج العسكري في غزة والبرنامج العسكري علي منطقة الشرق الأوسط وذلك الأمر أكثر ترجيحاً .

لذلك من المتوقع أن تقصف أمريكا أحد الموانئ الإيرانية الهامة قد يكون ميناء شبهار. حتي تضرب المصالح الصينية والروسية في المنطقة ولكنها في الوقت نفسه ستضر الهند أيضا التي استثمرت ملايين الدولارات في شبهار.

كما أن ردود فعل إيران علي ذلك التصرف الخطير ستؤدي إلي إغلاق مضيق هرمز في وجه جميع الملاحة وبالتالي  ستتوقف معظم تجارة النفط في العالم وستكون أوروبا هي الضحية الأولي خاصة في فصل الشتاء الذي من المرجح أن تبدأ خلاله الحرب. ولاحاجة إلى القول ان مشيخات النفط ونظام آل سعود سيكون مصيرهم الزوال كنتيجة ثانوية لتلك الحرب.

ولكن الحرب لن تنتهي الا بنهاية الولايات المتحدة كدولة عظمى. مع فوضى شاملة في أوروبا وإختفاء كامل لإسرائيل من الخريطة وظهور فلسطين كدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف ويرأسها (مؤقتا)  يحي السنوار أو محمد ضيف.

أغلاق مضيق هرمز يبدو أمراً محتما في جميع الأحوال خلال تلك الحرب طبقا لأي سيناريو تجري فيه .

من الضحايا الكبار لتلك الحرب ستكون الهند التي يجهزها اليهود للعب دور قوة استعمارية كبري تخدم برامج اسرائيل.

فإن إغلاق مضيق هرمز سيمنع الهند من الوصول إلي موانئ جزيرة العرب الواقعة علي الخليج الفارسي ويمنعها جيش اليمن من المرور في البحر الأحمر وباب المندب .

وبالتالي لن تصل إلي قناة السويس، وحتي إذا وصلتها فلن تكون موضع ترحيب من أحد بل تستهدفها نيران متعددة الجبهات .

إندفاع الهند  للتورط مع إسرائيل ودعمها بالرجال والبضائع والنفط سيعجل بظهور حركة المقاومة الإسلامية ضد المستعمر الهندي والمسماة مقدما (طوفان البابري) تينمنا بطوفان الأقصى .

تلك القوي قائمة أساسا من المسلمين الهنود ، و الباكستانيين ، والأفغان ، والعرب . وجميع الطبقات المستضعفة والمضطهدة في الهند.

 

مضيق هرمز بعد الحرب

من المتوقع أن إغلاق المضائق تحديدا هرمز وباب المندب وقناة السويس، سريعا ما سينضم إليهم رجال المقاومة المغاربية في مراكش والشمال الأفريقي لإغلاق مضيق جبل طارق في وجه سفن بعينها تابعة للدول المعتدية .

وكذلك قناة السويس بعد تحرير مصر من النظام العسكري الذي أوشك علي السقوط ربما قبل أن تبدأ الحملة العسكرية التي نتكلم عنها. فالشعب المصري قطع صلته بالنظام وينتظر ما هو قادم .

ولكنه عاجز عن تقرير مصيره لفقدانه الثقة في القوى التي حكمته منذ بداية القرن العشرين إلي وقتنا الحالي .

إبتداء من حكم الوفد تحت ظلال النظام الملكي والإحتلال البريطاني ثم حكم العسكر الذي أسسه جمال عبد الناصر والضباط الأحرار الذي أوصلنا إلي حكم السيسي الصهيوني وتسلط إسرائيل الكامل علي شؤون مصر وتدميرها لكافة الشؤون المصرية من الثقافة الي الإعتقاد الى الاقتصاد.

وكذلك فقد الشعب ثقته في حكم الإخوان والتيار السلفي المتحالف معهم خلال العام الذي حكمه الإخوان تحت ظلال العسكر .

وكان المجلس العسكري هو الحاكم والسيسي الذي كان قائدا للجيش و يدير النظام ويحدد له السياسات والمجالات التي يمكن له أن يعمل فيها والمجالات الأخرى التي لا يمكنهم حتى الحديث فيها، مثل مشكلة سد النهضة وسيناء والعلاقات مع إسرائيل والنفوذ الإجنبي في مصر وسطوة مشيخات النفط. يشعر الشعب المصري بخيبة أمل عظيمة فيمن حكموه منذ بدايات الحكم الليبراليين في بداية القرن العشرين الي حكم الإخوان قبل إنقلاب العسكر .

كما خاب أملهم في جيشهم الذي كانوا يعتبروه ذخرا لهم فظهر أنه أبشع من أي احتلال أجنبي. لهذا فإن مصر هي الهدف الرابع من الحملة الأمريكية علي الشرق الأوسط بعد اليمن الذي تشغل الترتيب الثالث .

هذا الا أذا تهاوي السيسي وسقط  قبل أوخلال تنفيذ البرنامج العسكري الأمريكي الإسرائيلي في الشرق الأوسط ولكنه لن يلغي البرنامج بشكل كامل .

 

ثالثا اليمن :

الهدف الثالث من الحملة هو اليمن وتأمل أمريكا وإسرائيل في تحقيق إنجاز يفيد الدولتين داخليا وعالميا. وذلك بالإستيلاء علي باب المندب ولو لفترة محدودة إذ لا يمكنهم البقاء هناك لفترة طويلة . سيتعرضون لخسائر عظمي من المقاومة اليمنية الباسلة التي ستقاومهم من البر اليمني المنيع، وتطلق صواريخها علي إسرائيل وعلي السفن في البحر الأحمر ولدي اليمنيين الشجاعة والبسالة والعزيمة تماما كإخوانهم الأفغان.

والأفغان كما سيأتي ذكرهم في مناسبة لاحقة لهم دور كبير في مكافحة الدور الاستعماري للهند ، والذي يهدد جزيرة العرب وفلسطين بما فيهما من مقدسات إسلامية فالمعروف أن الأفغان هم الدواء الناجع للطغيان الهندي علي مر التاريخ .

لقد جاء الآن الدور علي الأفغان لأداء ذلك الواجب المقدس خدمة للإسلام والمسلمين سيفشل الغزو الإسرائيلي الأمريكي الهندي لليمن والذي فد تشارك فيه الحبشة التي تجهزها إسرائيل لمشاركة في غزو اليمن في وقت ما ، قد يترافق مع تلك الحملة .

لأجل هذا يقتطعون لها جزءا من أراضي الصومال ليكون لها موانئ علي البحر الأحمر والمحيط الهندي تمكنها من الوصول إلي اليمن وغزو جزيرة العرب وتجديد قصة أبرهه في هدم الكعبة .

وهكذا يلعب اليهود جميع أوراقهم دفعة واحدة ويستنجدون بكافة الأساطير والأحداث التاريخية القديمة .

– حرب اليمن لن تنتهي بمجرد انسحاب القوات الغازية المهزومة وذلك مؤكد فقد انطلقت اليمن بفعل ارتدادات طوفان الأقصى الذي تسبب في انفجار طوفان اليمن الذي سيغرق إسرائيل.

ان اليمن فرضت سيطرتها علي البحر الأحمر وأصبح بحراً يمنيا ووصل تأثيرها إلي قناة السويس.

وحتي الساحل الشرقي للبحر الأحمر حيث توجد السعودية حالياً هو شاطئ يمني وولاء قبائلها لليمن حيث أصولهم تعود إلي هناك ويستمد نفوذ اليمن إلي المدينة المنورة .

من ارتدادات الحملة الأمريكية المتوقعة هو اهتزاز كبير يصب النظام السعودي وأنظمة مشيخات النفط .

وبالتالي فإن الخرائط السياسية سوف تتغير في المنطقة العربية بل والعالم أيضا وعلي سبيل المثال فإن اليمن سيكون مجالها مفتوحاً لتصل إلي حدود فلسطين من جهة خليج العقبة .

و ستظهر دولة فلسطين الحرة بقيادة زعماء المقاومة الجهادية في غزة، كما أن سلطنة عمان لن تكون غافلة عن استراد حقوقها فى جزيرة العرب وفي مقدمتها استراد واحة البريمي من الاحتلال السعودي و الإماراتي، وتصل حيث امتدادها التاريخي إلي حدود الكويت التي سوف تعود إلي وطنها الأم في العراق لتلتحم حدود العراق مع حدود سلطنة عمان .

لابد أن نلتفت لتوحيد الأرضي اليمنية نفسها لتتخلص من عملاء السعودية والإمارات علي البر اليمني والجزر اليمنية خاصة جزيرة (سوقطرة) وسوف تتخلص اليمن من الجماعات العميلة التي قاتلت لصالح الاحتلال السعودي الإماراتي تحت شعارات قبلية أو مذهبية فهؤلاء هم طابور خامس للولايات المتحدة وإسرائيل وسوف يكونون عوناً للحملة ضد اليمن .

 

الهدف الرابع : مصر

مصر في الحقيقة هي قطب الرحى في المنطقة وأساس قوة إسرائيل منذ أن عقدت إتفاقية السلام عام 1979 مع أنور السادات .

من يومها تفتحت أبواب العظمة أمام إسرائيل في العالم والشرق الأوسط بعد أن انزاحت مصر عن طريقها بل أصبحت تحت قدمها وتحولت أجهزة السلطة إلي ظلال وتوابع لأجهزة السلطة في إسرائيل .

كان السادات يمنّي المصريين برغد العيش إذا تعاونوا مع إسرائيل التي تمتلك الخبرة والمال والاتصالات الدولية .

ولكن الذي حدث هو العكس تماما فانحدرت أحوال مصر وشعبها كما لم يحدث قبلا في أي مرحلة تاريخية .

حتي فقد الشعب ثقته في نفسه ومعتقداته وجميع قياداته ولم تعد تربطة بالمجتمع البشري غير مظاهر شكلية .

وهذا سبب رئيسي لضعف قوات المقاومة الشعبية حتي الآن إذ أن الشعب لم يعد يثق في شيء الا في شيء واحد هو قدرة النظام علي التنكيل به.

عنصران أساسيان ساهما في نهضة الوعي الشعبي والحركي لشعب مصر.

العنصر الأول هو الضغط الاقتصادي والمعيشي الذي أصبح مستحيلا في بلد كانت هي علي مر التاريخ الأغنى والأقوى في المنطقة .

الوضع المعيشي أصبح غير إنساني ويعيش الشعب علي شفا مجاعة وبعضهم في مجاعة فعلية .

أضيف إلي ذلك اضطهاد النظام للشعب وإهدار آدميته تخطي كل الحدود التي يمكن تصورها . وأجبر ذلك الشعب المتدين والمحافظ علي أن يمارس كافة الرذائل حتي يتمكن من العيش مخالفا بذلك دينة وفطرته وكرامته وهو يشاهد جميع الإخوة والأصدقاء وهم يسرقون أمواله ويتآمرون علي مستقبله بلا حياء أو شفقه .

فمنذ سنوات ومصر قد تحولت إلي قطاع غزة كبير محاصر وجائع وخائف وبلا أصدقاء ويتنفس الخيانة مع كل نسمة هواء تهب علي أرض الكنانة من الخارج .

أن مصر قد سبقت غزة بكثير في ذلك الوضع المأساوي .

– لأجل هذا فإن المهمة الأولي أمام الغزو الأمريكي الإسرائيلي علي مصر أن يكون ذلك الوضع دائم إلي الأبد حتي ولو تغير النظام إلي نظام مماثل عسكري أو غير عسكري .

ولكنهم علي أي حال سيكونون مضطرين لفك الحصار وتنفيس الأزمة الاقتصادية مؤقتا حتي يحظى النظام الجديد أو الحالي بقدرة علي الاستمرار ثم يعود كل شيء الي ما كان عليه .

– تدار مصر منذ عدة سنوات بإشراف إسرائيلي مركَّز بواسطة الاستخبارات الإسرائيلية التي دعمت نفسها بتحالف استخباري دولي مدفوع الأجر لمساعدتها علي تثبيت النظام المصري المترنح.

وهي نفس الطريقة التي تتبعها مع السعودية ومشيخات النفط. منذ عام أو أكثر تدخلت إسرائيل بقوتها الخاصة ومرتزقة دوليين وعرب وسلاحها الجوي. لسحق قبائل سيناء التي استعصت علي الإبادة طوال سنوات وصمدت أمام قوات الاحتلال المصري كما يسمونها .

تمكنت إسرائيل من إسناد الجيش المصري في سيناء مؤقتاً، ولكن عادت القبائل تطالب بحقوقها وتنتقم من ظالميها .

التحالف العسكري الإستخباري بقيادة إسرائيل مارس إخماد نيران المقاومة المصرية علي امتداد جغرافيا القطر المصري مشتبكا معها في أماكن عديدة ونجح في معظم الحالات .

ولكنها نجاحات تحولت بمرور الوقت إلي نكسات للنظام وداعميه الأجانب وتنامي الشعور الشعبي بالنقمة والحاجة إلي التغيير وبالتالي أصبح النظام أكثر ضعفا وتعرضا للسقوط وفقد صلته بالشعب تماما.

وبالتالي فأن أي تدخل عسكري من إسرائيل وأمريكا لابد لهم أن يعاملوا الشعب بكل عنف لإقناعه بطاعة النظام واحترام سلطات اليهود في مصر.

 

قناة السويس في برنامج غزو مصر

من المرجح أن تلجأ أمريكا وإسرائيل إلي الخطة التي كان يعدها دول العدوان الثلاثي علي مصر عام1956 والتي طالبوا فيها كل من مصر وإسرائيل بالانسحاب عدة كيلومترات بعيداً عن شواطئ القناه وإلغاء قرار مصر تأميم القناة وإعادتها إلي ملكية الشركة العالمية لقناة السويس التي تمتلك بريطانيا معظم أسهمها .

لكي تقول أمريكا أنها قدمت خدمة للاقتصاد العالمي وشعوب العالم وفتحت قناة السويس وسيطرت علي مضيق باب المندب وضفاف قناة السويس .

ويكون هذا مكسباً دوليا للدول المعتدية علي رأسها إسرائيل وأمريكا وسيغفر لهم العالم كل الجرائم التي ارتكبوها في تلك العملية وستخرج الذين يحملون الآن أعلام فلسطين ولافتات دعم غزة هم أنفسهم وزيادة سيخرجون حاملين الأعلام الإسرائيلية والأمريكية ولافتات التنديد بالعرب الإرهابيين والدعوة لإلقائهم في البحر .

وهذا ما سوف يحدث بالتأكيد لعرب السعودية والمشيخات إذ يخططون لإلقائهم في البحر وإحلال الهندوس بدلاً عنهم .

 

سوريا في الحرب القادمة

قبل أن تغادر الجيوش الأمريكية المنطقة لابد أن تقدم خدمة أساسية لإسرائيل بأن تربط شرقها الأوسط الجديد بطريق بري مع أوروبا عبر تركيا وهو مطلب أساسي لإسرائيل .

ومن المتوقع أن يكون تنفيذه غير صعب رغم أنه يتضمن المرور بدمشق واستبدال النظام هناك بنظام جديد أكثر طاعة .

ويبدو هذا الأمر مهيأ وغير صعب، فالنظام الحالي شبه متقاعد وهو قاعد عن كل مبادرة أو فعل إيجابي. كما أن الطامعين في وراثته كثيرون سواء في المؤسسة العسكرية أو الحزب الحاكم .

وسوريا التي شهدت عصرا طويلا من الاستقرار في ظل دولة الأسد سترحب بعودة الانقلابات التي أصبحت جزء من المزاج السياسي والشعبي ولا مناص لأمريكا وإسرائيل إلا استخدام المؤسسات العسكرية والحزبية التي تتقن قيادة الشام الممزق والمتقلب .

بعد تنصيب زعيم جديد في دمشق يمضي جيش الغزو صوب الشمال في الحدود مع تركيا ليقيم هناك دولتين في وقت واحد، واحدة في الشمال الشرقي للأكراد (قوات سوريا الديمقراطية ) وهي قوات أنشأتها أمريكا لخدمة التواجد الأمريكي في شمال شرق سوريا. ودولة أخري في قطاع إدلب الذي يسيطر عليه زعران الشام منتظرين أن تأتي إسرائيل لإعلان دولتهم هناك، ليكونوا حراسا لبوابات تربط الشرق الأوسط الإسرائيلي مع تركيا وحلف الناتو وتلك مكانة جيوسياسية هامة ما كان يحلم بها حتي الدواعش أو مشيخات النفط. وبهذا تكتمل خريطة الشرق الأوسط الجديد أو أهم ملامح خوطها .

– أما دول المغرب العربي فسوف يترك لذئاب الناتو لينهشوه حتي تفرغ إسرائيل من تنظيم المنطقة الأساسية التي سيطرت عليه .

في المغرب العربي أهم الذئاب ستكون فرنسا وبريطانيا وأسبانيا وإيطاليا ولكل منها ماليشياته الخاصة وخلفياته الإستعمارية في المنطقة .

 

غنائم الحرب بعد الإنتصار

إسرائيل وأمريكا حتي مع تحالف الهند والحبشة معهم والأنظمة العربية بشكل عام ليس لديهم القدرة علي كسب هذه الحرب الاستعمارية الطموحة فسوف يخسرونها بفضيحة تاريخية وعندها سوف يعاقبون عقاباً شديداً.

– أول تلك العقوبات هو فرض غرامات حرب لصالح الشعب الفلسطيني لإعادة أعمار غزة وبناء اقتصاد الدولة الفلسطينية الجديدة .

و فرض زكاة الركاز علي صادرات النفط من جزيرة العرب إلي الخارج بالنسبة الشرعية المقررة، أي 10% ، يضاف إليها 10% أخري لإعادة أعمار فلسطين وغزة وتعويض المتضررين .

تحوَّل تلك المبالغ لصالح “البنك الوطني الفلسطيني” ومقره القدس الشريف (أو غزة مؤقتا) ثم تفرض ضريبة أخري علي جميع واردات دول الخليج من الخارج بقيمة 25% من قيمتها تعويضا لشعب فلسطين وإعادة بناء المدن الفلسطينية.

– ثانيا : أما الهند فتمنع جميع بضائعها وسفنها من عبور المضائق والممرات الإسلامية وتصادر جميع البضائع الذاهبة إلي الهند أو القادمة منها .

– ثالثا: تفرض ضريبة لإنقاذ الشعب الفلسطيني علي كل السفن العابرة لمضيق باب المندب أو قناة السويس ذهابا وأيابا بقيمة 2% من الحمولة أو 1% من قيمة السفينة إذا كانت فارغة .

– رابعا: تقيم حكومة اليمن مشروع ميناء عدن للسلام بالشرلكة مع الدول الإقليمية المعنية مباشر بالممرات المذكورة على رأسها اليمن كعضو مؤسس ومقر إدارة المشروع.

ومشاركة كل من سلطنة عمان والعراق وإيران وإمارة أفغانستان الإسلامية التي سوف تسترد من باكستان ميناء جوادر على بحر العرب كمقدمة لتسويات حدودية تتعلق بخط ديوراند.

مشروع ميناء السلام في عدن تفاصيل كثيرة جدا. اما الآن فنذكر ضروة تخصيص ربع أرباح المشروع لتمويل مشاريع المسجد الأقصى وميزانية دولة فلسطين الحرة لتستغنى عن القروض الربوية الدولية، وتلجأ لسماسرة اليهود في مشيخات النفط.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world