أيها العرب .. صباحَكُم هُبَلْ !!

أيها العرب .. صباحَكُم هُبَلْ !!

فضيحة فرار الأمريكان بالطائرات من كابل .

ماذا عن فرارهم القادم ــ مع اليهود ــ من جزيرة العرب ؟؟

 

في هزائم أمريكا العسكرية عبرة لمن أراد أن يعتبر. وبعد كل هزيمة يحاولون استخلاص النتائج لجعل الهزيمة التالية أقل فضائحية .

في هزيمتهم في فيتنام عام 1975 وهروبهم بطائرات الهليكوبتر من فوق سطح السفارة الأمريكية في العاصمة سايجون ، ونقلهم إلى قطع الأسطول المنتظرة في الميناء. رفضوا اصطحاب العملاء معهم فى الطائرات المروحية. فلجأ هؤلاء الخونة المرعوبين إلى قوارب صغيرة لتنقلهم إلى سفن الأسطول الأمريكي. وبعضهم قفز إلى الماء ليقطع الرحلة سباحةً قبل يموت معه آخر ما تبقي من “الحِلْم الأمريكي العظيم”.

– ألقت أمريكا باللوم على الصحف الأمريكية، وما يتبعها من الإعلام الدولي من أن ذلك الإنفتاح العالمي على حرب فيتنام جعل من الحرب قضية رأى عام عالمي وأمريكي داخلي، فكان الضغط الشعبي هائلاً من أجل وقف الحرب وإيقاف المجازر الأمريكية.

لهذا منذ اللحظات الأولى لحربهم على أفغانستان وضع الجيش الأمريكي الإعلام تحت سيطرته. سواء الإعلام المحلي أو الأمريكي أو العالمي. ورغم استمرار الحرب لمدة عشرين عاماً، إلا أن حقائقها ظلت محجوبة عن كافة البشر، بما فيهم الأفغان أنفسهم، إلا فيما ندر أو تصادف معرفته بالتجربة المباشرة. وكل من تجرأ بالخروج عن ذلك القيد العسكري عوقب بشدة .

 

عندما تحققت الهزيمة العسكرية للأمريكيين كان شرطهم الرئيسي هو أن لا تتم مطاردتهم أثناء الانسحاب، أو أن تُستَهدَف طائراتهم .وهددوا بأقصى ما يمكنهم فعله إن حدث لهم شيئ.

إستفادت حركة طالبان من ذلك رغم أنه يبدو شرطاً قهرياً . فاستهدفوا قوات حلف الناتو والقوات العميلة المحلية على الأرض وفى الجو. ولم يتحرك الأمريكان لنجدة الحلفاء بل كانوا مشغولين فقط بأنفسهم . فشعرت قوات الناتو والقوات المحلية بالخيانة. فالأمريكان لم يستشيروهم في علمية الانسحاب، أو في مجريات المفاوضات مع الإمارة الإسلامية وحركة طالبان. فزادت كمية المفاوضات غير الرسمية بين قيادات “الناتو” والمرتزقة، وبين حركة طالبان، من أجل التسليم والحصول على امتيازات خاصة، وبيع الأسلحة والطائرات بدون طيار والمهمات العسكرية ومناظير الرؤية الليلية، وأسلحة القنص وأشياء أخرى سرية للغاية ومؤذية للغاية .

إختصاراً : الحلفاء  باعوا أمريكا لحركة طالبان ، كما باعتهم أمريكا لحركة طالبان .

 وتلك كانت إحدى المناورات العبقرية للأفغان ، في الحرب والسياسة .

 

– عندما حانت لحظة الهروب من مطار كابل حيث فرَّ كبار رجال الاحتلال،عسكريين ودبلوماسيين واستخباريين وإداريين، أحضروا بعض القوات الخاصة إلى مطار كابل لحمايتهم. في الحقيقة تلك القوات لم تكن قادرة على حماية نفسها، بل كانت لمجرد رفع المعنويات والإيحاء للشعب الأمريكي بأن دولتهم لها كرامة. ولكن الجنود قضوا الوقت/ مثل طلاب مدرسة من المراهقين الفاشلين / في تخريب مقاعد وجدران ومنشئات المطار وبعض الطائرات المركونة.

– بدأت الطائرات الأمريكية تنقل كبار المهزومين. أما العملاء فقد ازدحمت بهم الطرقات المؤدية إلى المطار، لعمق كيلومترات، وقد ضربهم الخوف فاصطفوا ومعهم عائلاتهم .فظن بعض المارة ان لديهم فرصة للقيام برحلة مجانية حول العالم، فتعلقوا بعجلات الطائرات كما تعلق العملاء والجواسيس ،الذين انهارت آمالهم في(الحلم الأمريكي العظيم). ورفض الأمريكان الكبار الفارين داخل الطائرات، أن يحملوا معهم العملاء المتعلقين بعجلات الطائرات ، وفضلوا وضع الكلاب على الكراسي بدلاً عن أن يضعوا عليها العملاء والجواسيس المحليين الذين أفنوا أعمارهم، وتعرضوا للأخطار العظيمة في خدمة الاحتلال . وكلما حلقت الطائرات تساقط من بين العجلات أجسام الخونة المذعورين وهم يسقطون سقوطاً حرا فوق أسطح منازل كابل وفى شوارعها. وماتوا موتاً غير كريم يليق بمن فرطوا في دينهم وحريتهم .

 

–  سوف يستفيد الأمريكيون وحلفاؤهم اليهود من الدروس والعِبَر التي أخذوهما من عملية الفرار من كابل ،كما تعلموا وأخذو الدروس من عملية فرارهم من سايجون .

هزيمتهم التالية في جزيرة العرب و مشيخات النفط سوف تكون أشد قسوة وأكثر فضائحية ،لأن أعدائهم المسلمين قد تعلموا الدروس كما تعلمها الأمريكان واليهود.

قد يتساقط العملاء من بين عجلات الطائرات الأمريكية والإسرائيلية فوق جزيرة العرب وشواطئ الخليج الفارسي. وقد نشاهد مظاهر أخرى للخزي و الهزيمة  والعار، وطرق مختلفة للهروب لا تخطر على بال أحد ، كما لم تخطر مناظر الهروب الأمريكية من فوق سطح سفارتهم في (سايجون)، أو بين عجلات الطائرات في مطار كابل. سوف نشاهد شيء أخر بالتأكيد . سيكون أسوأ بكثير وخارج عن نطاق تخيلنا الآن .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world