فتنة بدون طيار .. و تصريحات بدون معيار السيد “مقتدى الصدر” ينقل خبرات الفتنة من العراق إلى أفغانستان

فتنة بدون طيار .. وتصريحات بدون معيار

السيد “مقتدى الصدر” ينقل خبرات الفتنة من العراق إلى أفغانستان

– أحد الدواعش الأوزبك هو الذى فَجَّر مدرسة البنات الشيعيات غرب كابل.

– سبب سقوط هذا العدد الكبير من القتلى (50 قتيل) ومن الجرحى(100 جريح) هو استخدام نوع خاص من المتفجرات الأمريكية الذى يأتي من تركيا خصيصا لعمليات الدواعش.

–  فهل يتكرم السيد الصدر بالتحقق من تلك المعلومات من القائد الشيعي “مُحَقِّق” المشارك ــ من إسطنبول ــ فى ملف اغتيالات الشيعة في أفغانستان بواسطة الدواعش!!. 

– مهمة طائرات الدرونز الأمريكية هي مكافحة الإسلام في أفغانستان.

–  الرد على العدوان الأمريكي بطائرات الدرونز ، لا يمكن أن يبقي إلى الأبد محصوراً داخل   حدود أفغانستان.

–  كانت أفغانستان في الفترة الأخيرة من الحرب ، هي أخطر مكان على ظهر الأرض بالنسبة للطيارين العسكريين .

 

بقلم  : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

 

آخر ما تحتاجه أفغانستان حاليا، أو فى أي وقت، هو أن يتدخل السيد مقتدى الصدر في شئونها الداخلية محاولاً أن ينقل إليها خبراته في تنمية الفتنة الطائفية في العراق . بما يشعل نيران الفتنة ويخرب الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع الأفغاني. خاصة مع احتدام الجهود الدولية التي تقودها أمريكا و إسرائيل لتسعير فتنة طائفية تضرب أفغانستان.

–   للسيد مقتدى الصدر جهود مشهودة في الإضرار بالوحدة الوطنية داخل العراق، وفى تمكين الاحتلال الأمريكي بشكل مباشر أو غير مباشر لأن يبقي الى أبد الآبدين في بلاد الرافدين. ولعل “السيد” ينقم من حركة طالبان انتصارها على الاحتلال الأمريكي و الإسرائيلي وطرد جيوش 49 دولة، كانوا يساعدون أمريكا على احتلال أفغانستان.

 بينما مجهودات السيد مقتدى وجهابذة الفتنة في العراق من شيعة و سنة قد حولوا المعركة مع الاحتلال إلى معركة داخل المجتمع العراقي نفسه، على أسس طائفية بين السنة والشيعة.

 

الخارجية تتصدى :

قليلا ما يصدر عن وزارات الخارجية بيان له قيمة. ولكن بعد حادث التفجير الذى تعرضت له مدرسة للبنات في غرب كابل في منطقة يسكنها الهزارة الشيعة ، فإن خارجية الإمارة اقتحمت صلب الموضوع، فقالت:

( إن الإمارة الإسلامية لا تؤمن على الإطلاق بتقسيم الشعب الأفغاني على أساس عرقي أو مذهبي، بل تعتبر نفسها مسئولة عن صون وحماية جميع الأفغان ، ولله الحمد رغم المؤامرات والدسائس المعقدة إلا أن أفغانستان تُعَد نموذجاً مثالياً في التَوَحُّد المذهبي والشعبي في المنطقة) .

وأوصت وزارة الخارجية (جميع الجهات الأجنبية أن تتجنب التصريحات غير المسئولة في ما يتعلق بالشأن الداخلي في أفغانستان. وأن كل من يريد إشعال نار الفتنة والنفاق والتفرقة فإنهم يرتكبون جفاءً مع شعبنا المتحد، ويعتدون على القيم الأخلاقية، ويبذلون مساعي من أجل تحقيق أهدافهم الباطلة ).

تصريح رائع بالفعل . وكأن وزارة الخارجية تعني تحديدا السيد مقتدى الصدر بتلك الفقرة، التي نرجو من “السيد” أن يمتلك الحساسية الكافية لفهمها وتطبيقها. ولكن إن أراد ان يستمر في إصدار تغريدات مثل تلك التي علق فيها على أمور أفغانستان فمن الأفضل لو أنه التحق بجبهة المعارضة التي أقامتها تركيا وإسرائيل في اسطنبول للعمل ضد الإمارة الإسلامية .

تلك الجبهة “لتحرير” أفغانستان من حركة طالبان والإمارة الإسلامية، من مؤسسيها القطب الشيعي “مُحَقِّقْ” إلى جانب ملك الميلشيات عبد الرشيد دوستم ، الذى قتل شعبه خدمة للسوفييت ثم للأمريكان من بعدهم . ومن قادة التحالف عبد الرسول سياف الوهابي الإخواني، ورجل السعودية الأول خلال كل عصور الاحتلال . سيَجِدْه أمامه في صف خَدَمْ السعودية التي يستغيث بها “السيد” للتدخل في أفغانستان ، بعد أن أصبحت المملكة (معتدلة)، حسب نظرته، ربما لأنها فتحت أبواب جزيرة العرب والحرمين الشريفين أمام إسرائيل .

فوجد “السيد” في السعودية القدوة لما يطمح إلى تحقيقه فى العراق الشهيد . أما قائد تلك الجبهة التي تريد تحرير أفغانستان من الحرية والاستقلال ، بل ومن الإسلام ، فهو المدعو “أمر الله صالح” خبير الأمن القومي والاستخبارات لدى نظام كابل البائد . ذلك القائد غير الصالح لجبهة العبودية التي تقيم في إسطنبول، هو وإخوانه يديرون بشكل مباشر مجموعات من الدواعش في أفغانستان . يشرفون على تجنيدها وتسليحها وإمدادها بأحدث المُعِدَّات ، بما فيها المتفجرات الحديثة التي استخدمت في تفجير مدرسة الطالبات التي يتباكى عليها “السيد” بدموع التماسيح ، ويتهم حركة طالبان بجريرة تلك الدماء البريئة. وكان أولى به أن يسأل الزعيم الشيعي “مُحَقِّق” عن تلك العملية تحديدا، وعن باقي العمليات ضد الشيعة الأفغان، والتي تمر من بين يديه بحكم وظيفته في جبهة التحرير التي هو أحد قادتها المهمين. ويعتبر تشغيل الدواعش المنطلقين من تركيا أحد أهم واجبات تلك الجبهة، إضافة إلى تشغيل عصابات أخرى تعمل في وادى بنشير، من أتباع مسعود القائد البنشيري الذى اغتيل في سبتمبر 2001 . (أما باكستان فتدير مجموعات الدواعش الخاصة بها، ومعهم تكفيريين أوزبك وطاجيك وتركستانيين ).

أحد هؤلاء الدواعش الأوزبك هو من قام بتفجير مدرسة البنات في غرب كابل. أما سبب سقوط هذا العدد الكبير من القتلى (50 قتيل) ومن الجرحى(100 جريح) فهو استخدام نوع خاص من المتفجرات الأمريكية الذى يأتي من تركيا خصيصا لعمليات الدواعش.

–  فهل يتكرم السيد الصدر بالتَّحَقُقْ من تلك المعلومات من القائد الشيعي مُحَقِّقْ المشارك ــ من إسطنبول ــ فى ملف اغتيالات الشيعة في أفغانستان بواسطة الدواعش!!.  

–  وقد ادعي مصدر اعلامي خليجي تعليقاً على حادث المدرسة المذكورة بأنه عَلِمَ من مصدر أمني بأن مهاجماً أطلق النار على حارس المركز التعليمي ثم أقتحم الفصل الدراسي وفجَّر حزامه الناسف وسط الطلاب.

 

الدرونز في مواجهة الإسلام في أفغانستان

–  ويبدو أن سلطات الإمارة في حرج من كشف حقيقة جوهرية تقف خلف تفجيرات المساجد والمراكز التعليمية والمرافق العامة. تلك التفجيرات التي اعتبرها بيان وزارة الخارجية مؤامرة من قبل أعداء الشعب الأفغاني.

وفى الحقيقة أنها عدوان عسكري . فتلك التفجيرات هي هجمات جوية بطائرات الدرونز الأمريكية تستخدم فيها أنواع متطورة من الصواريخ التي تحدث إرباكاً لدى المحققين، وشكوكا فيما إذا كان التفجير مصدره من خارج المكان أو من داخله.

وقد انتفت تلك الشبهة الآن واستقر رأى الكثير من المحققين على أن ما يحدث هو هجمات جوية في أغلبها، والقليل منها هجمات يقوم بها انتحاريون دواعش. وبعض الهجمات يكون  مُرَكَّباً من الدرونز والدواعش معاً ، في ترابط حقيقي أو لمجرد  تضليل المدافعين أو المحققين وخبراء المتفجرات.

–  المعضلة هى أن التصدي الفعال لطائرات الدرونز الحديثة والمتطورة للغاية مازال تحدياً خارج قدرة الإمارة الإسلامية. وربما ترى الإمارة أن الاعتراف بتلك الحقيقة لا يناسب سمعتها في الداخل والخارج. وذلك اعتقاد غير صحيح لأن التصدي الفعال لتلك الطائرات مازال خارج نطاق العديد من الدول المتقدمة، كما أنه يمثل تحدياً للدول الكبرى .

–   والتصدي الفعلي يحتاج إلى تعاون مع الدول المُهدَّدَة بذلك السلاح، من أجل التوصل إلى حلول مناسبة تردع تلك الطائرات حتى ولو لم توقفها تماماً. والمعروف أن الدرونز الأمريكية المتطورة للغاية، تنطلق من مشيخات الخليج، مرورا بأجواء باكستان. وبعض أنواعها غير المتطورة تنطلق من باكستان نفسها.

 وتجد الإمارة في ذلك مشاكل سياسية، ناهيك عن تعقيدات ناتجة من التشنيع الإعلامي الذى تقوم به الدعاية الصهيونية العالمية، إضافة إلى جهابذة الفتنة والعمى السياسي . ولا نقصد السيد مقتدى تحديداً.. فأمثاله كثيرون .

 

الدرونز.. إحتلال جوي

الطائرات بدون طيار تشغل أهمية خاصة في تاريخ أفغانستان المعاصر. فهي السلاح الذى لجأت إليه أمريكا بعد فرارها وهزيمتها في أفغانستان، لكى تواصل احتلالها لذلك البلد عن طريق الجو  بدلا عن استخدام الجيوش الأرضية . وفى النتيجة هي ترمي إلى السيطرة على القرار السياسي للإمارة الإسلامية.

بطائرات الدرونز تمارس أمريكا اغتيالات سياسية منتقاة لشخصيات مؤثرة على المسرح السياسي، بحيث يمكن(نظرياً) أن تصل عند نقطة معينة إلى تغيير قيادات الإمارة.

 فهى تغتال من تريد بواسطة الدرونز، ويمكنها أن تدفع إلى الصدارة بشخصيات أخرى مدعومة مالياً وسياسياً من خارج أفغانستان. ويمكن أن نسمي تلك العملية الانقلابية: (الانقلاب الجوي، أو الانقلاب بالدرونز، أو الانقلاب بدون طيار) .

–  الهدف الثاني الرئيسي من حرب الدرونز هي تفكيك المجتمع الأفغاني بإحداث فتنة بين مكوناته، خاصة بين السنة والشيعة، بضرب مساجد الطرفين، و اغتيال قياداتهم،  وضرب تجمعاتهم وقياداتهم الدينية والسياسية، ثم تحميل المسئولية عن ذلك لحكومة الإمارة، تماما كما يفعل السيد مقتدى الصدر في بيانة الأخير الذى يحرض فيه على الفتنة في أفغانستان بعد أن ملأ بها العراق .

–  كما تهدف الضربات الجوية بالدرونز إلى توتير علاقات أفغانستان مع الجيران، بقصف مناطق حدودية وتدمير أهداف اقتصادية للطرفين لإحداث الفتنة بينهم .

–  هدف أساسي لحرب طائرات الدرونز في أفغانستان هو تحويل المساجد إلى مناطق غير آمنة لحرمان المسلمين من الفوائد الدينية والاجتماعية والثقافية للمسجد. حتى أصبح استهداف صلاة الجمعة أمر وارد باستمرار لمساجد السنة والشيعة .

وأصبح يوم الجمعة بالتالي يوماً مفضلاً لقصف المساجد بطائرات الدرونز لإحداث أكبر قدر من الفزع والخوف من التواجد في المسجد، مع الشكوك والكراهية للطرف المذهبي الآخر سواء سني أو شيعي .

–  وهناك أهداف إستراتيجية لم تطالها بعد حرب الدرونز، ولكنها متوقعة عند حالات التصعيد التي قد تحدث في أي وقت.

 

ليس باتفاق الدوحة .. ولكن بالصواريخ :

معالجة مشكلة الدرونز لا تأتى بتصريح يطالب الولايات المتحدة بأن تلتزم باتفاق الدوحة.  فذلك تصريح من المضحكات المبكيات التي لا يليق صدورها عن أي ناطق قد يوصف بأنه “رسمي” . فإلى جانب أن أمريكا لا تحترم أحدا سوى إسرائيل ، ولا اتفاقا إلا مع اليهود، فإن مشكلة الدرونز أعقد بكثير جدا من مجرد احتجاج ساذج. وتحتاج إلى تحرك اقتحامي جسور من جانب الإمارة في مجال التعاون وتبادل الخبرات مع الدول الأجنبية التي تعيش ظروفا مشابهة مع التدخل والعدوان الأمريكي . مثل هذا التحرك يستدعي إنشاء مجلس للأمن القومي في أفغانستان . لأن الرد على العدوان الأمريكي بطائرات الدرونز ، لا يمكن أن يبقي إلى الأبد محصوراً داخل حدود أفغانستان.

 ولعلنا نتذكر أن مواجهة الطيران الأمريكي أثناء فترة الاحتلال/ الذي استمر عشرين عاما/ استلزمت إجراءات عنيفة ومعقدة لمطاردة واغتيال الطيارين أنفسهم/في البيوت والطرقات/ واختراق المطارات والقواعد الجوية.

أي أن التصدي لتهديد سلاح الطيران الأمريكي والعميل قد انتقل إلى الأرض، ومجالات العمل الاستخباري، وحروب العصابات في الشوارع والبيوت، وفي القواعد الجوية .

إن العجز عن مواجهة الطيران في الجو شيء طبيعي نتيجة امتلاك العدو تفوقاً لا يمكن تحديه في الجو، إلا بقدر ضئيل ، باستخدام الصواريخ المضادة للطائرات .

ولكن بنقل المعركة ضد الطيران إلى الأرض، يمكن الوصول مع العدو حتي الى نقطة تعادل. فعندما انسحب الجيش الأمريكي وصلت قوات طالبان إلى مرحلة التفوق على طيران الجيش العميل، حتى اضطرته إلى تقليص عملياته إلى أقصي حد، ثم فرار الطيارين بطائراتهم أو بدونها إلى الدول المجاورة. حتى أصبحت طائرات أفغانستان المحتجزة لدى الجارة طاجيكستان تُعَد بالمئات. وترفض أمريكا (وليس طاجيكستان) إعادتها إلى الإمارة الإسلامية .

لقد كانت أفغانستان في الفترة الأخيرة من الحرب ، هي أخطر مكان على ظهر الأرض بالنسبة للطيارين العسكريين.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world