عِقاباً لزاهدان .. و مؤامرة على تشبهار

عِقاباً  لزاهدان .. و مؤامرةعلى تشبهار

حرب دولية على زاهدان لإعادة بلوش المنطقة إلى مربع الفتنة عقاباً على انتصارهم المذهل على الاحتلال الأمريكي لأفغانستان . وضربة أجهاضية للدور الجيوستراتيجى لميناء تشبهار في النظام الدولى القادم.

– هناك يد حركت فتنة زاهدان من ثلاث اتجاهات : الشباب الصغار ــ جهاز الشرطة ــ المجموعات المسلحة التى قاتلت تحت ستار الظلام.

– يتجه الرأي في زاهدان وفى طهران ، إلى إجراء تحقيق تراقبه جهات شعبية من زاهدان ،على رأسهم (مسجد مكي ) وعلماء برئاسة مولوي عبد الحميد.

– الفتنة المسلحة التي شهدتها زاهدان هي جزء من الثورة الملونة التي شهدتها إيران منذ انتفاضة العرايا في طهران.

– الصهاينة الذين يديرون الفتنة ، يعلمون أن قبائل إيران / مثل قبائل أفغانستان/ لن تدعم مطلقاً ثورة للنساء العرايا، أو للشواذ ، لهذا لجأوا إلى الشعار الطائفي لإشعال ثورة ، تحميها القبائل، في البلدين.

– كانت زاهدان هي قلب الحركة المناصرة للمجاهدين في غرب أفغانستان بالمال والسلاح والرجال.

– الأمر يحتاج إلى أن تشكل البَلَدان (الإمارة الإسلامية والجمهورية الإسلامية) لجنة مشتركة من العلماء وأصحاب الرأي من كافة الأطراف (سنة وشيعة)، لتقديم المشورة للحكومات القائمة لتفادى المؤامرة الصهيونية على المسلمين لإشعال نيران الفتنة وتخريب بلادهم لتعيين حكومات مواليه لليهود.

– تصريحات مولوي عبد الحميد وضعت الشرطة في موقف حرج وجعلت ظلال مؤامرة مفترضة تخيم عليها.

– رعونة الشرطة في زاهدان، مرتبطة بفضيحة للشرطة في تشبهار ، المدينة  ذات الميناء المرتبط بالمصالح الجيوستراتيجية العليا لأربعة من الدول(من بينها إيران) تعاديها أمريكا. كونها ترتبط بالنظام الدولي القادم.

– ما زال المجاهدون البلوش ــ من زاهدان ومن كافة بلدان المنطقة ــ في طليعة القادة والكوادر الفاعلة في الإمارة الإسلامية، في مواقع الدفاع والبناء ، في شتى أرجاء أفغانستان.

 

بقلم  : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

 

وقعت الفتنة في زهدان بعد صلاة الجمعة، ثم تحولت إلى ما يشبه الحرب أثناء ليلة السبت. تصاعدت الفتنة فيما بين الظهيرة والليل، لتمسى حرباً مستعرة، جاء إليها المدد من وراء الحدود الباكستانية ، على هيئة شحنات أسلحة تم توزيعها على المدنيين، مع تدفق مئات المقاتلين. وفى أفغانستان تم منع التوجه إلى زاهدان، أو المشاركة بأي صورة في الفتنة الطائفية هناك .

– بدأت الفتنة بعد صلاة الجمعة بخروج عدد من الشباب صغار السن من المسجد ، و توجهوا مباشرة إلى مركز الشرطة القريب وقذفوه بالأحجار. وقتها كان الناس يخرجون من المسجد بعد انتهاء الصلاة . وشاهدت قوات الشرطة شباب يقذفون الأحجار عليهم ومن خلفهم مئات المصلين يخرجون من المسجد.

وحسب قول الشرطة فإنهم توهموا حدوث هجوم كبير على المخفر، فأطلقوا النيران على المهاجمين. بعملهم هذا بدأت واحدة من أسوأ الفتن التي شهدتها مدينة زاهدان.

المراقبون فى إيران ألقوا باللوم على الشرطة. ويرون أنها تسببت برعونتها في وقوع أحد أسوأ المواقف التي تعرضت لها البلاد منذ نجاح الثورة الإسلامية.

و لم تكن رعونة الشرطة سوى البداية، لأن ظلام الليل جاء ومعه ظلمات الفتنة التي لم يتوقع أحد تطورها بهذا الشكل . فقد عَمَّت الاشتباكات بالأسلحة النارية أرجاء المدينة. وشوهدت سيارات وهى توزع الأسلحة على المدنيين ، ليبادروا بالاشتباك مع قوات الأمن .

– الأحزاب المسلحة التي تعمل ضد الحكومة، وكانت مختفيه طول الفترة الماضية ،عادت لتعلن أنها تشارك بأفرادها وسلاحها في الحرب الليلية في زاهدان  وتم رصد تسلل مئات المسلحين من باكستان متوجهين إلى القتال في المدينة .

 ردة الفعل المسلحة الكثيفة والقوية، سواء من داخل زاهدان أو عبر الحدود، أكدت أن هناك تدبيراً مسبقاً للحدث منذ البداية. وهذا عنصر أساسي للفتنة إضافة إلى عنصرين آخرين ،هما: تحرك الشباب للهجوم على قسم الشرطة بغير مبرر بعد صلاة الجمعة مباشرة. والعنصر الثاني هو ردة فعل الشرطة المبالغ فيها على هجوم حفنة صغيرة من الشباب، والإسراع بإطلاق النيران على الناس.

هناك شك بأن يداً حركت الفتنة من ثلاث محاور : الشباب الصغار ــ جهاز الشرطة ــ المجموعات المسلحة التى قاتلت تحت ستار الظلام.

– من أهم أسباب احتواء الفتنة كان موقف (مسجد مكي). وهو المركز الروحي للمسلمين السنة في مدينة زاهدان وإقليم بلوشستان. إمام وخطيب ذلك المسجد هو مولوي عبد الحميد، الذى يُعتبر قيادة تاريخية للبلوش السُنَّة هناك.

ومن المسجد طالب مولوي عبد الحميد الأهالي بوقف الاشتباكات حتى يتسنى إجراء تحقيق في الحوادث التي بدت مشكوكاً في أمرها منذ أول لحظة.

 الآن هدأت الأمور بشكل كبير في زاهدان، ولكن التوجس يجسم على صدر المدينة ومواطنيها وأجهزة الأمن فيها .

– يتجه الرأي في زاهدان وفى طهران أيضا، إلى إجراء تحقيق موسع لا يقتصر على الجهات الرسمية بل تحضره وتراقبه جهات شعبية من زاهدان وعلى رأسهم (مسجد مكي ) وعلماء برئاسة مولوي عبد الحميد . وبهذا الشكل تطمئن النفوس، ويتم تحديد المسئولية، وتوقيع العقوبات على المسئولين من أي جهة كانوا .

 

تصريحات مولوي عبد الحميد :

بيانات وتصريحات مولوي عبد الحميد وضعت الشرطة في موقف حرج وجعلت ظلال مؤامرة مفترضة تخيم عليها. فقال أنه بحسب التقارير التي وصلت إليه، فإن قوات الوحدة الخاصة التي يبدو أنها كانت متمركزة بالفعل في مركز الشرطة المذكور كانت تطلق الرصاص الحي على الناس وليس فقط على الشباب الذين تجمعوا أمام مركز الشرطة. فانطلق الرصاص على منطقة المسجد والمصلين، وألقوا الغاز المسيل للدموع على الرجال والنساء ،فاستشهد عدد من المصلين .

هذا بينما لم يهتف أحد داخل المسجد بأي شعارات ، لكن مجموعة صغيرة من الشباب تجمعوا أمام مركز الشرطة ورددوا هتافات . إضافة إلى ذلك فإن مسلحين تمركزوا على أسطح المنازل وكانوا يطلقون النار على الأشخاص العائدين إلى منازلهم. ومعظم الطلقات توجهت نحو رؤوس المصلين وقلوبهم مما أوضح أنهم من القناصة. وانتقد مولوي عبد الحميد (تهور رجال الشرطة) وقال لماذا لم تستخدم قوات الشرطة مثلا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق الناس؟ .

– إن تهور قوات الشرطة في هذا الحادث واضح ، وكلام مولوى عبد الحميد تزداد خطورته كونه مرتبط بحادث وقع قبل أيام، وكان هو خلفية التوتر الذى وقع في زهدان على ما يبدو. فقد تواترت أنباء في زهدان عن اغتصاب شرطي لفتاة بمدينة تشابهار في محافظة بلوشستان، وهو ما أثار غضب الناس الذين هاجموا مقار حكومية في المدينة .

وتضافر مع حادث تشبهار حادث وفاة الشابة “مهسا أمينى” في مستشفى بطهران بعد إحتجازها، بسبب عدم تقيدها بالحجاب .

تلك الأحداث سببت التوتر الشديد والتوجس الذى انتاب مخفر الشرطة القريب من المسجد وكان سبباً فى رعونتهم في استخدام الأسلحة النارية بلا أي مبرر معقول. إضافة إلى ما أشار اليه مولوي عبد الحميد من وجود قناصة تصَيَّدوا الأبرياء في رؤوسهم وقلوبهم، مما يجعل المؤامرة أكثر رعباً ولا نظير لها في تاريخ الإقليم .

 

– باقي مقترحات مولوي عبد الحميد بخصوص تلك الأحداث التي أدت الى اضطرابات في محافظة بلوشستان، وإيران عموما، جديرة بالبحث والدراسة.

 ليس في إيران فقط بل أيضا في أفغانستان، لتنظيم علاقات السلطة الإسلامية بمواطنيها من مختلف المذاهب الإسلامية. ولعل الأمر يحتاج إلى أن يشكل البَلَدان (الإمارة الإسلامية والجمهورية الإسلامية) لجنة مشتركة من العلماء وأصحاب الرأي، من كافة الأطراف (سنة وشيعة)، لتقديم المشورة للحكومات القائمة لتفادى المؤامرة الصهيونية على المسلمين لإشعال نيران الفتنة وتخريب بلادهم وتعين حكومات مواليه لليهود.

 

(تشبهار ــ زاهدان ) مؤامرة دولية ؟؟

عندما تكتمل الصورة ـ بآراء مولوي عبد الحميد ـ الذى ألقى المزيد من الأضواء الكاشفة، يضاف سؤال خطير آخر وأبعاد أكثر خطورة للمؤامرة .

 منها مثلا : كيفية إثبات براءة جهاز الشرطة ونظافة صفوفه من اختراقات مؤامرة دولية تستهدف ميناء تشبهار الإستراتيجي، الذى يمثل قيمة اقتصادية وأهمية جيوسياسية عالمية، نظرا لارتباط مصالح قومية عليا لأربعة من الدول التي تناصبها أمريكا العداء وهى: روسيا والصين وإيران وأفغانستان ، ارتباط مصالحهم العليا بذلك الميناء الإستراتيجي. خاصة وأن خطوط السكك الحديد قد بدأت بالعمل من روسيا والصين عبر دول آسيا الوسطي، وقد وصلت فعلا إلى أفغانستان. وقريبا سوف تصل إلى ميناء تشبهار في إيران.

– فهل ما يحدث في إيران ، وعلى الأخص في إقليم بلوشستان ومدينتاه الكبيرتان : زاهدان ، وتشبهار ، هو مؤامرة دولية؟؟.

يلزم إثبات أنه افتراض غير صحيح. وأن جهاز الشرطة غير متورط في مشروع مضاد لمصالح بلاده، لإلهاء الجمهورية الإسلامية بفتنة داخلية وحرب أهلية لصرف نظرها عن تشبهار ومشاريع النظام الدولي القادم ، الذى يرتبط جزء هام منها بذلك الميناء الخطير، الواقع بالقَدَرْ الإلهى في إقليم بلوشستان ذو الحيوية الكبيرة ، ليس لإيران فقط، بل لأفغانستان أيضاً بنفس القدر . و ربما للنظام الدولي القادم وأقطابه الأساسيين .

 

استخدام  العنصر النسوي ..حسب التطور الحضارى للمدن:

يلاحظ استخدام العنصر النسائي في فتنة طهران وفتنة زاهدان. فبينما استخدم قادة الفتنة النساء في طهران بما يناسب البيئة الحضارية والتطور الثقافي التغريبي فيها، فكانت قضية “مهسا آميني” تتعلق برغبتها في نزع الحجاب ورغبة مؤيدها من النساء في حرق الحجاب وبعضهن مارسن التعري كاملاً. ولم يكن ذلك مناسباً (كما يرى الصهاينة المخططون) للبيئة القبلية في بلوشستان. ولما كان استغلال العنصر النسوي حتميا، فقد استخدموا مأساة نسائية في تشبهار، ولكنها تتعلق بالعرض والشرف. وهى العناصر التي تحرك النخوة القبلية لسكان الإقليم. فجاء الحادث المأساوي باغتصاب فتاة على يد أحد رجال الشرطة. فانتفض الإقليم (كما هو مطلوب). وثارت زاهدان في وقتها لولا “مسجد مكي” والأمام عبد الحميد ، الذى طالب الجمهور بالتريث حتى تظهر نتيجة التحقيقات. ولكن انفجار زاهدان يوم الجمعة على يد رجال الشرطة أيضا (الذين أكملوا سلسلة مهامهم من طهران إلى شبهار إلى زاهدان). في يوم الجمعة ارتكبوا مجزرة هي الأكبر في تاريخ بلوشستان ما بعد الثورة الإسلامية. يتضح من ذلك أن استخدام العنصر النسوي يكاد يكون إلزامياً عند تدبير الفتن. ولكن كيفية الاستخدام تختلف من بيئة حضارية إلى أخرى. فليست المدن المتغربة تماثل مدن الأقاليم القبلية. فكل منهما تثور بدوافع وتحفيزات مختلفة. فالبعض يثور فداءً لنزع الحجاب وحق المرأة في التعري ، وأخرين يثورون غيْرَة على المرأة وحفاظا على شرفها.

 

الطائفية : لون الفنتة المفضل في مجتمع القبائل:

من المعتقد أن الفتنة المسلحة التي شهدتها زاهدان هي جزء من الثورة الملونة التي شهدتها إيران منذ انتفاضة العرايا في طهران. والتي اتسعت وانتشرت في عدة مدن، من بعد أن دخل إلى التعبئة النفسية للمتظاهرين شعارات قومية واقتصادية. والجدير بالذكر أن الشعار الطائفي (سني/شيعي) لم يكن موجوداً في طهران. في بداية الفتنة الملونة اقتصرت على اللون النسائي الساطع ، ولم تظهر الطائفية إلا في زهدان فقط . لأن من يديرون الفتنة فى الدوائر الصهيونية، يعلمون أن قبائل إيران / مثل قبائل أفغانستان/ لن تدعم مطلقاً ثورة للنساء العرايا، أو للشواذ من الرجال.  لهذا لجأوا إلى الشعار الطائفي والمذهبي في محاولة لإشعال ثورة ملونة، تحميها القبائل، في البلدين.

 

لماذا زاهدان ؟؟

– استهداف زاهدان بثورة مسلحة، عمل له  دلالات ، تشير إلى اهتمام إسرائيلي وأمريكي بإعادة زاهدان، كعاصمة روحية وإدارية للبلوش، إلى نقطة الصفر، أي نقطة الصراع الطائفي الحاد  بين السنة والشيعة .  والتغطية على دور زاهدان كقاعدة جهادية للمجاهدين البلوش ودورهم التاريخي في تحرير أفغانستان من الاحتلال الأمريكي/ الإسرائيلي/ الأوروبي .

فمن الثابت أن بداية تحرير المدن في أفغانستان بدأت من الغرب على يد المجاهدين البلوش الأفغان، وبمناصرة جادة ونشطة من إخوانهم البلوش في إيران .

فكانت زاهدان هي قلب الحركة المناصرة للمجاهدين في غرب أفغانستان بالمال والسلاح والرجال . وفى سنوات التصاعد الحاد للجهاد في أفغانستان، والتي استمرت حوالي عقد من الزمان، توارت كثيراً شعارات الفتنة العرقية والمذهبية في بلوشستان، ليتصاعد بدلاً عنها شعار الوحدة بين المجاهدين المسلمين لطرد الاحتلال الكافر من أفغانستان .

وما زال المجاهدون البلوش ــ من زاهدان ومن كافة بلدان المنطقة ــ في طليعة القادة والكوادر الفاعلة في الإمارة الإسلامية، في مواقع الدفاع والبناء ، في شتى أرجاء أفغانستان.

ويرى البعض في أفغانستان وفى إيران أن فتنة زاهدان الحالية ما هي إلا عقاب للمدينة ولإقليم بلوشستان على دورهم الجهادى التاريخي في تحرير أفغانستان وتوحيد المسلمين وتوحيد المسار الإسلامي صوب الفرائض الإسلامية العظيمة وعلى رأسها فريضة الجهاد في سبيل الله، لتحرير أراضي المسلمين، واستعادة حقوقهم فى الأرض والمياه والثروات الجوفية، وحريتهم في تطبيق أحكام الإسلام وفق اجتهادات مذاهبهم الصحيحة، وليس وفقاً لاجتهادات العدو الصهيوني والغربي، الذى يقاتل لأجل فرض إسلام يضعونه بأيديهم ويرغمون المسلمين على اتباعه بالخديعة وقوة السلاح . حتى نجحوا في فرض الفتنة الطائفية والعرقية وجعلوها ديناً جديداً بديلا عن الإسلام الحقيقي ، وجعلوا لدينهم الجديد كهنة ومنابر وأحزاب وشراذم مسلحة.

– من المعتقد أن زاهدان كانت هي الأولى في عالم الإسلام التي تصدت لذلك المخطط وأفشلته في معظم أوساط القبائل البلوشية في إيران وباكستان وأفغانستان.

فأصبح البلوش هم رواد المسلمين في وأد الفتنة المذهبية والعرقية . لهذا يجرى عقاب زاهدان بالفتنة الأخيرة التي ساندها العدو الصهيوني بالمال والسلاح { هل نقول أيضا دعمهم بالقناصة الذين قتلوا الناس من فوق ظهر المنازل ؟، ودعمهم بالمقاتلين الذين جاءوا عبر حدود باكستان؟} ودعمهم بالإعلام الدولي، الذى صَوَّر ما يجرى في زاهدان خاصة ـ وفى إيران عموما ـ بما يخدم رؤى الصهاينة ودينهم الجديد ــ دين الفتن الطائفية والشذوذ الأخلاقي ــ الذى يريدون فرضه على رقاب المسلمين .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world