السير بحكمة صوب الدمار الشامل
– أوضحت حرب أفغانستان محورية دور الشعب ومعنوياته في كسب الحرب ضد المعتدين ، حتى لو كان جانب منها يدور بأسلحة دمار شامل.
– في أوكرانيا حرب لا تشارك فيها الشعوب بغير المشاهدة، و البحث عن أماكن مرفهة للهجرة في أوروبا ، ومصادر غنية للمساعدة الإنسانية طويلة المدي.
– هشاشة الجيوش التقليدية في الحروب غير التقليدية.
– تحركات الجيوش على الأرض قد تفضح حدوث ضربات بأسلحة غير تقليدية . عندما نشاهد فجأة انسحاباً كبيراً وغير منطقي لأحد الأطراف، بدون وجود شواهد لمعارك أرضية تبرر ذلك.
– احتمال أن يكون سبب الإنسحاب الروسي من خاركيف هو تعرضها لهجمات بالأسلحة التكتيكية للدمار الشامل .
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
بات من المؤكد أن الولايات المتحدة تخوض حرباً من طرف واحد بأسلحتها غير التقليدية للدمار الشامل/ النووي والجرثومي والكيماوي والبيولوجي/ وهى تراعي في حربها تلك عدة عوامل هي :
أولا : السيطرة السياسية والاقتصادية على الميدانين الأفغاني والأوكراني. بما يعنيه ذلك من استبعاد الإمارة الإسلامية من الحياة الدينية والسياسية في أفغانستان، وتقسيمها إلى عدة دول تسهل السيطرة عليها ويتعذر قيام الجهاد فيها مرة أخرى .
وفى أوكرانيا المطلوب هو تحويلها إلى قاعدة لحلف الناتو للعمل ضد روسيا. وتقسيم روسيا نفسها إلى دويلات صغيرة وضعيفة، ثم إقامة دولة لليهود الخزر على أراضي أوكرانيا وجزء من أراضي روسيا .
ثانياً : تحقيق مكاسب انتخابية للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة ، والتأثير على مجريات الحرب الأهلية القادمة هناك .
ثالثا : الاستفادة إلى أقصي درجة من ضعف قدرة الطرف الآخر/ سواء أفغانستان أو روسيا/ على الرد المباشر والمتكافئ على الولايات المتحدة فوق أراضيها.
الأفغان خارج تلك القدرة تماماً، أما الروس فلا يمكنهم توجيه ضربات لأمريكا فوق أراضيها بدون إشعال حرب عالمية ثالثة تنهي الجميع .
– معنى ذلك أن أمريكا تخوض حرباً بأسلحة الدمار الشامل فوق أراضي الغير، وهى أمنة تماماً من أي ضربات تطال أراضيها. وان ردود الفعل، التي من المرجح أن تحدث عند مرحلة معينة، سوف تطال القواعد التي تنطلق منها طائرات الدرونز وصواريخ (كروز) .
هذا يعنى توسيع رقعة الحرب إلى ما حول أوكرانيا وأفغانستان، مع بقاء الأراضي الأمريكية مُعْفاة من النتائج و ردود الفعل .
هشاشة الجيوش التقليدية في الحروب غير التقليدية
أوضحت حرب أفغانستان محورية دور الشعب ومعنوياته في كسب الحرب ضد المعتدين ، حتى لو كان جانب منها يدور بأسلحة دمار شامل. هذا إضافة إلى أن المجاهدين لا يمتلكون وسائل لكشف آثار تلك الأسلحة . وهم يكتشفون بعض نتائجها التي يمكن رصدها بمجرد النظر، أو بالتأثيرات التي تظهر حولهم، مثل تشوهات المواليد الجدد، أو الموت المفاجئ للناس والمحاصيل، وبوار الأرض الخصبة وتحولها إلى أرض غير قابلة للزراعة، أو ملاحظة آثار الدمار الذى لا يشبه تأثير الأسلحة التقليدية التي تعودوا على التعامل معها .
– أما في أوكرانيا فإن الحرب بأسلحة تكتيكية للدمار الشامل تدور في أطار حرب لا تشارك فيها الشعوب بغير المشاهدة، و البحث عن أماكن مرفهة للهجرة في أوروبا ، ومصادر غنية للمساعدة الإنسانية طويلة المدي.
– في إطار حرب أوكرانيا بين جيشين، يكون استخدام أسلحة الدمار الشامل التكتيكي هي الاختيار الأكثر ترجيحا لدى الجيش الأضعف في ساحة القتال، وهو الجيش الأوكراني في هذه الحالة. ومعروف أن روسيا قادرة على فرض الحل الذى تريده على أرض أوكرانيا اعتماداً على قوتها المسلحة، رغماً عن المساعدات العسكرية والمالية الخيالية التي تقدمها أمريكا وأوروبا للحكومة الأوكرانية، والتي تعادل شهرياً أكثر من ضعف ما كلفته الحرب ضد الإتحاد السوفيتي في أفغانستان لأكثر من عشر سنوات .
تحركات عسكرية فاضحة:
بدون الحاجة إلى اعتراف أي طرف ، فإن تحركات الجيوش التقليدية على الأرض قد تفضح حدوث ضربات بأسلحة غير تقليدية . عندما نشاهد فجأة انسحاباً كبيراً وغير منطقي لأحد الأطراف، بدون وجود شواهد لمعارك أرضية تبرر ذلك.
إن حشود الجيوش التقليدية، معرضة هي ومعداتها الثقيلة لإصابات خطيرة بالأسلحة التكتيكية غير التقليدية.
– فهناك احتمال أن يكون الدافع وراء انسحاب الروس من منطقة خاركيف مؤخرا هو تعرضها لهجمات بتلك الأسلحة. فإن كان ذلك الإفتراض صحيحاً، وحتى لا تضطر روسيا إلى خوض حرب عالمية ثالثة، فإنها قد تتخذ في البداية خطوة أقل خطورة، على أمل أن تكون كافية لإعادة العقل إلى ساحة الحرب المنفلتة في أوكرانيا.
الخيار الروسي قد يكون توجيه ضربات معاكسة بأسلحة مشابهة، تستهدف في البداية جنود ومنشآت الجيش الأوكراني، وهى حتماً ستؤدى إلى انهياره بسرعة. ولكنها تزيد من احتمالات الحرب العالمية الشاملة، خاصة إذا اضطرت روسيا إلى توسيع نطاق هجماتها غير التقليدية لتصل إلى جذور الضربات التي استهدفتها. وبذلك ستكون عدة دول محيطة بأوكرانيا ــ أو ليست بعيدة جداً عنها ــ في نطاق الإستهداف الروسي غير التقليدي .
– إنه عالم حكيم يسير رويداً.. و خطوة خطوة .. على طريق الدمار الشامل .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )