“النووي التكتيكي” في أفغانستان و أوكرانيا

“النووي التكتيكي” في أفغانستان و أوكرانيا

– تُطَوِّر أمريكا في أفغانستان و أوكرانيا أسلحة (دمار نووي موضعي)، تنعش “الأمل البشري” في حرب نووية “جراحية” ، وليست عشوائية مثل قنابلها التي ضربت اليابان.

– أفغانستان و أوكرانيا حربان متكاملتان، من حيث اعتبار أراضي الدولتين “ساحات واقعية” لتطوير واستخدام الأسلحة النووية التكتيكية .

– طائرات الدرونز سلاح تصعب مواجهته، لأسباب منها أعدادها وأنواعها الكثيرة . فهي أقرب إلى بعوض المستنقعات، أو البراغيث في مرابض الغنم.

– مخازن طائرات الدرونز ، أو القواعد التي تنطلق منها، قد تصبح أهدافاً إجبارية، للدفاع عن النفس .

– ما قيل عن “النووي التكتيكي” يمكن قوله عن “البيولوجي التكتيكي”، الذى تطوره وتستخدمه  أمريكا بشكل موازي ، وبنفس الدرونز.

 

بقلم  : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

 

منذ أن تفجرت الأزمة في أوكرانيا وهى تنجب أزمات عالمية تتصاعد وتتزايد . وكأن الهدف من تلك الحرب هو إحداث اختناق عالمي قد يتطور إلى حرب عالمية ساخنة .

ليس في حرب أوكرانيا انتصار. ولكن المتوقع هو انهيار أطراف عديدة بعضها يظهر وكأنه بعيد جغرافيا عن ساحة الصراع ، ولكنه يُسَعِّر نيران الحرب . ويمكن القول بأن أوكرانيا هي حرب الانهيارات وليست حرب الانتصارات أو الهزائم . والمؤكد أن صفحة الاستعمار الأوروبي (بما فيها الاستعمار الصهيوني لفلسطين وجزيرة العر ب) سوف تُطْوَى ، بعد أربعة قرون كانت هي الأسوأ في تاريخ البشرية.

الأطراف المهددة بالزوال بفعل اللعنة الأوكرانية، هي التي تتحدث كثيرا عن السلاح النووي وتهدد/ بشكل صريح أو مبطن/ باستخدامه في أوكرانيا ، أو بسبب الحرب هناك . ومازال  كثيرون يعتقدون أن “النووي” هو وسيلة أخيرة للدفاع عن البقاء ، أو لتحقيق انهيار للجميع وليس للمهزوم فقط .

 

 النووي الأمريكى : جراحى .. ومرن .

  منذ بداية الحرب الأوكرانية بدأ الحديث عن السلاح النووي. وهو الآخر يشهد مرونة متزايدة فى الاستخدام . ويوشك أن يصبح سلاحا عاديا.

 ويتم تطويع الذَرَّة كما تم تطويع الديناميت  في القرون الخالية وتتويج مخترعة “نوبل” رمزاً للسلام العالمي!!.

صواريخ اليورانيوم المُنَضَّبْ وغير المُنَضَّبْ التى استخدمتها أمريكا في غزو العراق وأفغانستان ، قَلَّ الحديث عنها رغم تواصل تطويرها في ساحتي الحرب في أوكرانيا وأفغانستان  وفيهما سباق دائم لتطوير متفجرات اليورانيوم وتعبئتها في صواريخ ذكية مختلفة الأحجام . وهى على المستوى التكتيكي عظيمة التأثير ضد الأماكن المحصنة ومحدودة المساحة.  أي أنها ليست أسلحة دمار شامل، بل أسلحة (دمار نووي موضعي) . وهذا ينعش “الأمل البشري” في التوصل إلى حرب نووية “جراحية”، وليست عشوائية مثل قنابل أمريكا التي ضربت اليابان، في هيروشيما وناجازاكي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

 

دورة التطوير النووي : في أفغانستان و أوكرانيا.

في أفغانستان وأوكرانيا حربان متكاملتان، من حيث اعتبار أراضي الدولتين “ساحات واقعية” لتطوير واستخدام الأسلحة النووية التكتيكية . فالسلاح الذى تبتكره أمريكا في أوكرانيا تواصل تجربته وتطويره في أفغانستان. ثم تعاود استخدامه في أوكرانيا وهو في صورة أشد فتكا ، ثم ترجع لتضرب به أفغانستان وهو أكثر تطوراً .

الدرونز هي منصات الإطلاق الأكثر اعتمادا . فإلى جانب كونها سلاح الإغتيال الأول في التاريخ، فهى أيضا منصة الإطلاق الرئيسية للأسلحة النووية التكتيكية، التي يجرى تطويرها بأقصى سرعة، وتجربتها، خارج معامل الأبحاث ، وبشكل مفتوح، في بشر أحياء وأهداف حقيقية، في كل من أفغانستان و أوكرانيا.

 

إبحث عن الدرونز

تبدو طائرات الدرونز سلاحاً تصعب مواجهته، لأسباب منها أعدادها وأنواعها الكثيرة . فهي أقرب إلى بعوض المستنقعات، أو البراغيث في مرابض الغنم.

مكافحة الحرب النووية التكتيكية الحديثة سوف تقود بشكل إجباري إلى ضرب “الدرونز” في “المنبع” وليس عند “المصب” ــ أي تجفيف المستنقعات ، وطرد الأغنام بعيداً ، أو تحويلها إلى لحوم مُعلَّبَة.

هذا يعنى أن مصانع ومخازن تلك الطائرات، والقواعد الأرضية والبحرية التي تنطلق منها، سوف تصبح أهدافاً إجبارية، للدفاع عن النفس .

 

طباخ السم :

يقول الجوعى وفقراء العالم: (إن طباخ السم لابد أن يَتَذَوَّقَه ). وما قيل عن “النووي التكتيكي” يمكن قوله عن “البيولوجي التكتيكي”، الذى تطوره ــ وتستخدمه ــ أمريكا بشكل موازى ، وبنفس الدرونز.

-إن الدولة الأشد بطشاً وظلماً في التاريخ، تجهز/ في أوكرانيا وأفغانستان/ الحبال التي ستشنق بها نفسها في حربها الداخلية القادمة .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world