سد النهضة .. في المنطقة الرمادية

سد النهضة .. في المنطقة الرمادية

سد النهضة في مقابل تحرير الصومال : مجاهدو الصومال إخترقوا الحدود الأثيوبية وضربوا الدولة في العمق، متعاونين مع أعدائها في الداخل.

– سد النهضة الذى تراه إسرائيل مشروعاً مائياً عملاقاً، تأمل أروبا في الإستفادة منه لعلاج الجفاف الزاحف عليها، سيصبح سراباً عندما ينهار بأحد الطرق العديدة المرشحة لهدمه.

– السعودية هي التى ستفتتح بوابة الماء المصرى المنهوب، فالأمير منشار يمكن أن يطلب تمديد خط أنابيب للمياه من بورسودان إلى جدة، التي تتحول إلى عاصمة إسرائيلية على شاطئ البحر الأحمر ، لها مهام إستراتيجية وأمنية ودينية .

– المصريون كمية ضخمة من البشر غير المنتجين وغير المؤثرين فى أوضاع العالم . واليهود لن يتحملوا تلك البطالة البشرية الكثيقة التي تستهلك الموارد، بينما العالم واليهود في أشد الحاجة إلى الماء الذى يشربه المصريون، وإلى النفط والغاز الذى يخرج من الأرض والمياه المصرية.

– تدفق مياه سد النهضة صوب البحر الأحمر، هي إشارة البدء لخراب مصر وهلاك المصريين… لا أكثر .. ولا أقل .

ولكن سلميَّتنا أقوى من سدِّهم.

 

بقلم  : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

 

سد النهضة يحيط به الغموض رغم أنه من أضخم المشاريع العمرانية في أفريقيا ، ويؤثر في أوضاع عدد من أهم دولها.

موقف الحكومة الحبشية غير مريح ، فالعديد من الأخبار لا تسرها . وبعضها ينذر بكوارث بيئية وسياسية. و الدول المعنية، وهى مصر والسودان، قد تواطأت أنظمتها العسكرية مع مشروع سد النهضة، لأنه ببساطة مشروع إسرائيلي عظيم الأهمية سواء لمملكتها الشرق أوسطية، أو مشروعها الدينى في جزيرة العرب وخليج المشيخات. أو حتى على مستوى العالم بطموح الإمبراطورية اليهودية التي تتحرك من وراء ستار، ولكن بعنف غير معهود في مسيرة الأمبراطوريات الإستعمارية  منذ أيام الرومان إلى أيام الأمريكان.

– لأسباب عديدة يمر بها العالم، يتعجل اليهود إستكمال برنامجهم للسيطرة على البشرية. ولكن تصدع الإمبراطورية الأمريكية قبل الأوان، وأروبا التي تفسخت معنوياً وحضارياً، فلم تقدم ما كان متوقعا منها. فتلعثم البرنامج اليهودى العالمي .

– ويكفى أنه خلال فترة قصيرة نسبيا فشلت المغامرات اليهودية في أفغانستان بشكل كامل. وفشلت في سوريا والعراق بشكل كبير. وكذلك في اليمن والقرن الأفريقى . ناهيك عن ورطتهم الكبرى في أوكرانيا.

 

مياه العالم لليهود فقط :

 من المفترض أن   سد النهضة سيفتتح عصر الإستيلاء اليهودى على مياه الشرب في أنهار العالم، وتحويلها إلى مصدر لا ينضب للثروة المتجددة، بدلا من كونها مصدر لحياة الإنسان على ظهر الأرض. فالشعوب في نظر اليهود ليسوا سوى حمير للركوب.

هناك لائحة بأسماء الأنهار المرشحة للبيع كسلعة في سوق دولى جديد للإتجار بمياه الأنهار. وأهمها الأنهار العظمى التي تمر في بلاد المسلمين، من نهرى سيحون وجيحون وصولا إلى نهر النيل مرورا بأنهار دجلة والفرات.

– وهناك بالطبع أنهار أخرى في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وحيثما توجد شعوب مهمشة وحكومات مستبدة، أو أنظمة عسكرية .

– هناك تواطؤ عالمى لإخفاء الحقائق المتعلقة بسد النهضة و”دوره الحضارى”. ويشمل الغموض أحوال السد، وسلامته التي هي موضع شك. كان من المفروض ألا يكون الغموض كثيفاً إلى هذه الدرجة، نتيجة قدرة الأقمار الصناعية على رصد أحد أكبر السدود في أفريقيا والعالم .

مصادر المعلومات كثيرة عن سد النهضة، ولكن يتم إخفاؤها بكافة الوسائل ، حتى يبقي السد في منطقة الظلام أو في المنطقة الرمادية، حيث لا أبيض ولا أسود يمكن التعرف عليهما بشكل صريح .

– هناك مصادر كثيرة للمعلومات خاصة وأن سد النهضة قد نشأ في بيئة صراع سياسي وقبائلي عنيف داخل الحبشة . فهناك صراع صامت(إلى درجة القتل)، حتى داخل الأوساط الفنية والتجارية المنغمسة في تنفيذ المشروع. وهناك الفساد، ذلك الضيف الدائم في مشروعات هذا الزمن، ضمن المسيرة الحضارية للعصر اليهودى المظلم الذى “يشرق” على العالم .

وهناك عمليات إغتيال لمسئولين كبار في المشروع. وحديث طبيعى عن إختلاسات وعمولات. وذلك شيء تتنفسه كافة المشاريع صغيرها وكبيرها، فما بالك بعملاق مشاريع القارة الأفريقية .

– كثرة الصراعات السياسية والقبلية والحروب الأهلية والقتال المسلح بين الدولة والعديد من المعارضات القبلية المسلحة، جعلت أسرار سد النهضة مشاعاً في أوساط واسعة تتحدى التعتيم اليهودى والحكومى. وبالتالي يتجاهلها الإعلام بمراتبة الدولية والإقليمية والمحلية .

 

سد النهضة في مقابل تحرير الصومال

زاد الطين بلَّة أن مجاهدى الصومال إخترقوا الحدود الأثيوبية وضربوا الدولة في العمق، متعاونين مع أعدائها في الداخل. فأوقعوا بها خسائر فادحة جعلت منشآئتها الحيوية مهددة، واحتمال أن يكون سد النهضة إضافة إلى مشاريع الكهرباء والتنمية الأخرى في مرمى الخطر.

 وأن تصبح  أهدافاً مشروعة ، طالما أن الجيش الحبشي هو أحد الأعمدة الرئيسية للدفاع عن النظام الفاسد في الصومال، واحد مكونات الاحتلال الأفريقي لذلك البلد المسلم .

سد النهضة الذى تراه إسرائيل و الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي والبنك الدولى ، مشروعاً مائياً عملاقاً، تأمل أروبا في الإستفادة منه لعلاج الجفاف الزاحف عليها مع التغير المناخى الذى بغطى الكرة الأرضية.، قد يصبح كل ذلك وهماً وسراباً عندما ينهار سد النهضة بأحد الطرق العديدة المرشحة لتهديمه، ومنها إستخدام القوة المباشرة، ومنها الأسباب الطبيعية مثل الزلازل، و(الأخدود الأفريقي العظيم ) الذى قد يأخذ السد معه عميقاً إلى باطن الأرض .

– التغير المناخي في العالم يعطي إشارات مازالت تتكتم عليها الدول المتقدمة، وتفرض عليها السرية، لأنها تكشف جانباً هاماً من تواجهتها الجيوسياسية القادمة. فهناك دول سوف تعاني بشدةــ وقد تنهار ـ بفعل  الجفاف ونقص المياه. ودول أخرى في العالم ستتحول من الجفاف إلى الثروة المائية المفرطة .

أروبا ترى في نهر النيل أملاً في سد فجوة مائية خطيرة قد تزحف عليها. لهذا هي متضامنة مع إسرائيل قلباً وقالباً في حل مشكلات “سد النهضة” والتستر على ما يحيط به من مصائب، على أمل أن نهر النيل سيكون بداية لنهب أروبي للثروة المائية في العالم بواسطة المشاريع الإسرائيلية التي ستغطي العديد من القارات.

 

توقعات لمسار مياة النيل المنهوبة

أرجح التوقعات تقول أن سد النهضة الحالي سيسقط حتماً، ولكن بعد وقت غير محدد. فعيوب السد حالياً كافية للوصول إلى تلك النتيجة. وهى عيوب بعضها ناتج من أسباب هندسية وجيولوجية. وبعضها ناتج عن صراعات جيوسياسية.ولكن السد حتى ولو لم يتجاوز مستوي التخزين الراهن ،وهو لن يتخطاه، رغم التهريج الأثيوبى ، بالحديث عن عدد مرات ملء السد، لأنه قد وصل بالفعل إلى الحد الأقصى من المخاطرة. بحيث أن إحتجاز المزيد من المياه سيكون على حساب العمر الإفتراضى القصير لذلك السد المريض .

هناك سدود أخرى على النيل الأزرق تكفى لمساعدة السد الحالي في إدارة مشروع نهب عالمى، يمكن أن يبدأ إذا توفرت شرائط لوجيستية، أهمها الوصول إلى شاطئ البحر الأحمر. ومن المرجح والأيسر أن يكون ذلك من (ميناء بور سودان).

 

الأمير منشار: غراب في طليعة الخراب :

السعودية هي التى ستفتتح بوابة الماء المصرى المنهوب، فمعظم المياه المحتجزه هي مياه مصرية ، لأن السودان لا تستفيد سوى بحوالى 5% من مياه النيل الأزرق.

الأمير منشارــ ذلك الغراب في طليعة الخراب ــ يمكن أن يطلب تمديد خط أنابيب مياه من بورسودان إلى مدينة جدة، التي تتحول إلى عاصمة إسرائيلية على شاطئ البحر الأحمر ، لها مهام إستراتيجية وأمنية ودينية . ومن جدة تدير إسرائيل كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتشرف على الملاحة في البحر الأحمر، من باب المندب إلى إيلات، وتحرس سد النهضة ومنافذ بيع المياه المنهوبة من ميناء بورسودان.

 ومن جده يتفرع خط أنابيب مياه مصرالمنهوبة، وتصل إلى مشروع (نيوم)، وإلى شواطئ الخليج النفطي. والجزء الأهم يصل إلى ميناء عسقلان وميناء حيفا ـ في إسرائيل ـ للتصدير إلى أوربا بناقلات المياه. أو بواسطة أنبوب للمياه، يمتد بموزاة خط الغاز(المنهوب من سيناء والبحر الأبيض) توصله إسرائيل عبر تركيا واليونان إلى غرب أوربا. وبهذا تكتمل/ تقريباً/ أحد أهم الفقرات من أهداف إسرائيل ، وهى: إحتكار تجارة الماء والطاقة في العالم .

 

 في مصر:  شعب لا يهتم بنفسه ، فلا يهتم به أحد

شعب مصر غير معني بأى شيء، لأنه عملياً أصبح خارج الحياة. سوي مجهوده لتسوُّل البقاء ساعة بعد أخرى، والتشبث بالحياة في ما بين وجبات الطعام، الذى أصبح عسير المنال .

وشعب السودان ليس في حالة أفضل بكثير من الشعب المصرى. وسوف يتخطاه، بفضل “معارضة مدنية” أكثر سوءاً وفساداً من “الحكم العسكري” القائم . تماماً كما هي المعادلة بين الإخوان وحكم السيسي. فكلاهما عديم القيمة والقدرة ، سوى السير في طريق أجبارى واحد رسمته إسرائيل ، هو طريق الخراب والفساد والأكاذيب .

– أكبر مستهلكى مياه النيل المنهوبة هم شعب مصر(مائة وعشرة ملايين شخص). وهى كمية ضخمة من البشر غير المنتجين. وبالتالي غير المؤثرين فى أوضاع العالم.   واليهود لن يتحملوا تلك البطالة البشرية الكثيفة التي تستهلك الموارد، بينما العالم واليهود في أشد الحاجة إلى الماء الذى يشربه المصريون، وإلى النفط والغاز الذى يخرج من الأرض والمياه المصرية.

سيكون قراراً يهوديا دوليا ـ قاسيا بعض الشئ ـ لكنه منطقى وعصرى و”حضارى”، والقرار هو أن العالم لم يعد في حاجة إلى المصريين . ويمكن إنهاؤهم بطرق كثيرة أصبحت معروفة . منها الحروب الأهلية، والأمراض، ومخيمات المهاجرين الأبديين، والضياع مع الذئاب في الصحارى ، أو الغرق مع أسماك القرش في مياه البحر الأبيض الذى يفصل مصر عن الفردوس الأروبى الديموقراطى للغاية.

بعبارة أخرى التخلص من شعب مصر هو شعار حضارى وحتمية تاريخية يفرضها بزوغ الإمبراطورية اليهودية ، وقسمها الشرق أوسطي ( العربى سابقاً).

– تدفق مياه سد النهضة صوب البحر الأحمر، هي إشارة البدء لخراب مصر وهلاك المصريين… لا أكثر .. ولا أقل .

ولكن سلميَّتنا أقوى من سدِّهم.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world