أردوغان والإخوان .. ومسألة التحالف مع إسرائيل

أردوغان والإخوان .. ومسألة التحالف مع إسرائيل

الإخوان في مصر حققوا السبق على إخوان تركيا بفاصل عشر سنوات، بين تقديم إخوان مصر(عام 2012) بشخص رئيس الجمهوريه محمد مرسي ، فروض المحبة والإخلاص للرئيس الأسرائيلي شيمون بريز ، و يبين خطاب بنفس المعنى تقريباً (عام 2022) يرسله أردوغان ، الزعيم الإخواني ورئيس الوزراء التركي، الى الرئيس الإسرائيلي حاييم هرتسوغ.

خلال تلك السنوات العشر تغير العالم الإسلامي وقضاياه السياسة والإقتصادية.

– يقولون فى إسرائيل أن أردوغان أراد بإشهار تحالفه مع إسرائيل أن تفتَح له الطرق الى أروربا و دول الخليج النفطي. وبالتالى كتلة الدول التى أعلنت تبعيتها رسمياً لإسرائيل وعلى رأسها مصر و الأردن.

فى مقابل إعترافه بقيادة إسرائيل للمنطقة، انهالت على أردوغان مليارات الدولارات الخليجية ضمن عقود تجارية ونفطية. وفتحت السعودية أبوابها لأردوغان بعد أزمة معه بسبب قضية الصحفى السعودى خاشقجي الذى “نشره”  رجال بن سلمان داخل السفارة السعودية فى اسطنبول. وفى المقابل تخلى أردوغان عن محاكمة المسؤلين عن الجريمة، فى مجاملة سياسية على حساب العدالة، وسعياً منه نحو مليارات بن سلمان.

– لم يخفي إخوان مصر إنبهارهم بتجربة إخوان تركيا، حتى قبل تجربة حكم مرسي. ثم بعد صدامهم بالعسكر ورحيلهم الى تركيا ومعهم فصائل “الجهادية المصرية”، الذين توافد الكثير من مقاتليهم الى سوريا لإقامة دوله ( لأهل السنة والجماعة) حسب زعم تجار الدم  فى الشام.

– هذا يقودنا إلى محاولة تفسير مواقف إخوان مصر وتركيا من إسرائيل. و ما طرحه شيمون بريز ( صديق محمد مرسي الوفي) عن تحالف إسرائيلي سني فى مواجهة إيران و الشيعة والجماعات المتطرفة ( ويقصد بهم الجماعات السنية التى لا تنضم لهذا التحالف الصهيونى الذى إنتحل زورا الإسم الشريف لأهل السنة والجماعة).

– بإعلان أردوغان إنضمام بلاده علناً إلى المعسكر اليهودي تحت قيادة إسرائيل. وبوجود كتله من الدول العربية التابعة لإسرائيل قلباً وقالباً ، يكون ما طرحه بريز عن ذلك التحالف المشئوم قد خطى خطوة كبيره إلى الأمام. والخطوه المتبقية كبيرة وهامة ولكنها تأخرت عن الجدول المفترض. تلك الخطوة هى ظهور سيسي أخر في باكستان. إنه (سيسي خان) المنتظر في شبه القارة الهندية.

– تبقى سؤال هام يجب أن يتصدى له الإخوان المسلمون علناً على لسان قياداتهم ( ولا نظن أنهم سيفعلون ) فيعلنون موقفهم من التحالف مع إسرائيل ضمن  حلف ناتو يهودي إسلامي موجه الى المسلمين أنفسهم من سنّه وشيعة،  وكل من هم خارج السيطره الإسرائيلية.

نفس الشئ مطلوب من الجماعات “الجهادية” المقيمة فى تركيا ، أو تلك العاملة فى سوريا .

عِلماً بأن سوريا ستكون هى أول ضحايا التبعيه التركيه العلنيه لإسرائيل. لأن المطلوب هو أن تكون سوريا مجرد جسر لمرور إسرائيل إلى تركيا ثم أوكرانيا.

– فى تقدير إسرائيل والأتراك أن إنسحاب الروس من سوريا أو على الأقل أنكماشهم السلبي داخل قاعدتهم البحرية ، سوف يُمَكِّن القوات المشتركة التركية والإسرائيلية و”المجاهدين” من تحويل سوريا الى جسر لعبور الطرق البرية وخطوط أنابيب الطاقة من إسرائيل الى تركيا ومنها الى أوربا وأكرانيا. وأن يتولى “المجاهدون” حكم عدة قرى فى سوريا ، ومدينة أو إثنتين. وتتقسم سوريا إلى كانتونات ، توزعها إسرائيل على جميع المِلَل والنِّحَل المتعادية إلى حد الموت، والتى تفضيل إسرائيل عما سواها من أشقاء الدين أو الوطن السابقين.

– إعلان أردوغان إنصياع تركيا لإسرائيل وتبيعيتها للبرنامج اليهودى الشامل: فى أوربا ــ والشرق الأوسط ــ ووسط آسيا ــ يعنى أن الإخوان المسلمين المصريين هناك و الجماعات الجهادية من مصر والدول الأخرى، مشمولون بذلك الإتفاق وموافقون عليه ما لم تصرح قياداتهم علنناً بغير ذلك.

– سيكون ثمن مخالفتهم لتركيا باهظاً  ويشمل الطرد والسجن وتلفيق القضايا والتسليم الى حكومات التعذيب.

كما أن دول أروبا الديموقراطية لن تستضيف هؤلاء ( الإرهابيين  ــ  المتطرفين الاسلاميين ــ دعاة الكراهية ــ منكرو الهولوكوست المقدس).

– لقد فتحت إسرائيل نافذة على الذهب اليهودى أمام أعين أردوغان، فأغشت بصره. فمكاسبه ستكون هائلة ، نتيجة مرور أنابيب النفط والغاز من إسرائيل صوب القارة الأوربية، كبديل عن امدادات الطاقة الروسية، سعياً لتحطيم روسيا وتقسيمها .وصولاً الى تحويل أوكرانيا إلى دولة ليهود الخزر (الأشكناز) المُرَفَّهين، كنوع من الفصل الطبقى والعنصرى بين اليهود أنفسهم.

– سيعمل الأتراك على خدمة اليهود فى دولة إسرائيل الكبرى، وحمايتهم بالعسكر الأتراك والإنكشارية الجهادية، والطبل خانة الإخوانية، ممن ينتحلون زوراً  إسم ” أهل السنة ” .هؤلاء مع الأتراك سيكونون طليعة لأعمال الغزو العسكرى الإسرائيلي ، من أجل إخضاع المسلمين للبطش اليهودي .

 

مصر أولا :

الزعيم التركيّ رجب طيب أردوغان، بعث برسالة تهنئة قبل (يوم الاستقلال!!) الإسرائيلي، لنظيره الإسرائيلي هرتسوج الذى تمنى للشعب التركي عيد فطر سعيد.   ــ { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴿٩ـ سورة القلم  ﴾} ــ

– وتحدث القائدان ــ التركى واليهودى ــ عن أهمية الحوار المفتوح من أجل الحفاظ على الهدوء والاستقرار في المنطقة.

 

كتب أردوغان في رسالتة إلى هرتسوغ :

بمناسبة اليوم الوطني لدولة إسرائيل، أتقدم بالتهنئة إلى سعادتكم ولشعب إسرائيل نيابة عني وعن أمّتي. في المرحلة الجديدة من علاقاتنا، والتي بشرت بزيارة سعادتكم لبلدنا في مارس، أعتقد بصدق أنّ التعاون بين بلدينا سيتطور بما يخدم مصالحنا الوطنية المشتركة، وكذلك السلام والاستقرار الإقليميين”، كما أعرب أردوغان عن تمنياته “لصحة وسعادة سعادتكم ورفاهية وازدهار شعب إسرائيل”.

 

وقبل عشر سنوات أرسل (الرئيس الشهيد محمد مرسى) برسالة تطفح بالمودة إلى (صديقه العظيم!!) شيمون بيريزن رئيس “دولة” إسرائيل. وكان نصها الرسمى هو :

بسم الله الرحمن الرحيم

محمد مرسي رئيس الجمهورية.

 صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل

عزيزي وصديقي العظيم..

لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيراً فوق العادة، ومفوضاً من قبلي لدى فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها.ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.

صديقك الوفي – محمد مرسي.

 

فروا إلى الله :

“الجندرمة” الإسلامية العاملة لدى السلطان اردوغان. على إختلاف مواقعهم فى صفوف التحالف الصٍهيونى الإسلامى ، الذى وضع بذرته “صديقهم العظيم” شيمون بيريز. هؤلاء لم يعد فى إمكانهم خداع أحد سوى أنفسه وإخوانهم فى الحلف المذكور .

هذا مالم يعلنوا توبتهم ويفرون بدينهم فى أرض الله الواسعة . قال تعالى  فيمن تظاهروا بالإستضعاف فى الأرض . { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧ ـ سورة النساء ﴾}.

– لا تكونوا مثل حلفائكم اليهود فتجادلوا  بالباطل لتدحضوا به الحق .

فروا إلى الله قبل أن يدهمكم عذاب وخزى عظيم، فى الدنيا والآخرة.

– إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧ ـ سورة النساء ﴾

– وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴿٩ـ سورة القلم  ﴾

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world