الفساد وتمكين المرأة

الفساد وتمكين المرأة 

أوضحت حرب أفغانستان الكثير من الحقائق المخفية ومنها حقوق المرأة وحقوق الأنسان . وليس من حاجة لتكرار القول بأن الغرب يمارس الكذب وتشويه الحقائق وخلط الأوراق والمفاهيم بنفس السهولة التى يمارس بها القتل والإبادة الجماعية ونشر الأمراض وسرقة الثروات وإفقار الشعوب ونشر العداوة والبغضاء والفتن بين مكونات الجنس البشرى من مختلف الأجناس والأديان .

إخترع لنا الغرب أصطلاح (تمكين المرأة )، وعرض صورة إعلامية لذلك التمكين وحاول التستر على حقائق ساطعة فضحتها ممارسته اليومية خلال عشرين عاما من إحتلال أفغانستان. من مظاهر ذلك التمكين كثيرة. ومن شكليات تمكين المرأة كان تمكين المرأة من دخول البرلمان وتولى المناصب الحكومية. فكانت نسبة النساء اللاتى أحترفن الرشوة والفساد وإستغلال النفوذ تعادل /على الأقل/ عدد ممارسي تلك الجرائم من زملائهم الرجال. لم يقتصر الأمر على ذلك بل تخطاه إلى سؤ إستغلال المنصب لعقد صفقات مشبوهة وتمرير مصالح شركات أجنبية .

– فى الإعلام كان تمكين النساء متجليا فى قدرتهن على منافسة زملائهن الإعلاميين فى خدمة الإحتلال والنظام العميل ، وتسخير قدراتهن الإعلامية فى تضليل الشعب والدعاية للإحتلال والدفاع عن الفساد والأوضاع المأسوية داخل البلد .

– وخلال تمكينهن من العمل فى القوات المسلحة ، تمكنَّ من مجاراة القتلة والمرتزقة الذين تعاقد معهم الإحتلال.

وشاركن فى عمليات مداهمة القرى ليلا مع القوات الخاصة الأمريكية والمحلية والمرتزقة الأجانب. وشاركن فى (حفلات) التعذيب والقتل بالكلاب المتوحشة. وتمتعن فى تلك المجالات بكامل حقوقهن فى التمكين. حتى أنهن مارسن القتل بدم بارد أمام جموع المدنيين المرعوبين فى ساحة القرى ، من نساء ومشايخ وأطفال المدارس الدينية .

ومارسن إحراق المساجد والكتب الدينية وقتل المشايخ والشباب الذن يشتبه فى قدرتهم على محاربة الإحتلال . حتى طرح بعض المجاهدين سؤالا يقول : {هل المجاهد الذى تقتله إمرأة يعتبر شهيداً ؟؟ } .

نترك الإجابة لمنظمة علماء المسلمين وأنصار تمكين المرأة. .

– الكتلة الأساسية فى هذا الموضوع تتعلق فى تمكين المرأة من الإنخراط فى أعمال المخابرات والتجسس.

وقد إشتركت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية معا فى أدارة شبكات نسائية تعمل فى المجالين المحلى والدولى فى نشاط الدعارة المنظمة التى أمتدت من كابل إلى عواصم خارجية وضمت نساء من جنسيات متعددة ، شأنها شأن المتعاقدين المقاتلين .

ومعلوم أن التحرك العسكرى بجيوش غزو تقليدية / يشكل أكبر بجيوش المرتزقة/ “المتعاقدين”، يستلزم كجزء أصيل ومكمل لها تحريك جيوش موازية من مجموعات الدعارة الدولية المنظمة  وهذا ما يتجنب الخوض فى ذكر تفاصيله أنصار تمكين المرأة حتى من الغربيين أنفسهم .

على سبيل المثال فأثناء نزول الجيوش الأمريكية والأوربية إلى جزيرة العرب لتحرير الكويت ، ثم غزو العراق فيما بعد ، أرسلت لهم دولة عربية، ثلاثين الف فتاة، للعمل معهم (كمترجمات). ومثال آخر فى الغزو الترفيهى لجزيرة العرب إستوردت سلطات الإمير” منشار الدين” عشرات الآلاف من الفتيات طبقاً لمواصفات محددة ذكروها فى إعلانات نشرت فى وسائل إعلام متعددة .

– ومعلوم أن تواجد قواعد عسكرية  غربية دائمة يستلزم تواجداً  ثابتا لجيوش متعاقدات الدعارة ضمن الشبكات الدولية المتخصصة.

– شن المجاهدون الأفغان من حركة طالبان عمليات ضخمة وقوية ضد مراكز الترفيه العسكرية وضمنها كتائب من الفتيات المتمكنات.

ومن أشهر تلك العمليات كان عملية “القرية الخضراء” فى كابل. وقد قتل فيها العديد من كبار ضباط الإحتلال.

 

– الجيش السرى الأمريكى الذى يضم عدة الآف من صفوة الإرهابين المدربين على عمليات التخريب والإغتيال والتجسس ذلك الجيش يضم عدة آلآف من النساء المتمكنات العاملات ضمن شبكات دعارة منظمة لها إمتدادات دولية خارج أفغانستان ولهن نفس القدرات القتالية لزملائهن من أعضاء الجيش الأمريكى السرى فى أفغانستان.

– ومن حسن الحظ أن وقعت معدات إستخبارية متطورة جدا، تحتوى تفاصيل عن أعداد ضخمة من الجيش السرى وشبكات الدعارة القتالية والتجسسية. وأدى ذلك إلى أعتقال كثيرين جدا من أعضاء الجيش السرى وفرار أعداد أكبر إلى خارج أفغانستان، وإلى وتحييد عدد كبير من شبكات الدعارة، وكشف المئات من قادة المجموعات النسائية المتمكنات. وهذا من أسباب ضعف (الحركة النسائية فى أفغانستان) وبكاء دول الغرب على ضياع الإنجازات التى حققتها المرأة خلال عشرين عاماً من الإحتلال .

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world