الثور و الحظيرة أو … أردوغان و العشيرة

الشاعر أحمد مطر

الثور والحظيرة

أو … ( أردوغان والعشيرة )    

“الثور والحظيرة” هى أشهر ما كتبه الشاعر العراقى أحمد مطر. وفيها صورة تمثيلية للسادات ( قائد الحظيرة العربية ) عندما ذهب إلى ” كامب ديفيد” : ووقع إتفاق سلام مع إسرائيل أمام الرئيس الأمريكى كارتر. فكانت صدمة للشعوب وفضيحة لثيران الحظيرة العربية الذين تصنَّعوا الدهشة والغضب .

فعقدوا المؤتمرات وأصدروا القرارات ما بين إستنكار إلى شجب إلى عقوبات.

 لم يكونوا غاضبين من السادات بل كانوا خائفين من ردة فعل شعوبهم على ما فعله قائد الحظيرة العربية.، حتى ثبت للثيران أن الشعوب قد غادرت مسرح الحياة وتلاشت فى ملذات غناها أو مرارة فقرها ، أو خوفها من عساكر السلطان.

فبدأ السباق على تقديم الولاء والطاعة لسيدهم الإسرائيلى الجديد. فإستجابوا سرا لجميع مطالبه، حتى جاءت مرحلة الرئيس الأمريكى ترامب الذى فرض عليهم ما أسماه بالتطبيع، أى الخضوع المذل لإسرائيل. وقال علانية أن عرب النفط مجرد أبقار سوف يحلبها، فإذا جفت أضرعها فسوف يذبحها.

طبَّع البعض علناً وسَّلم الجميع كل مالديهم لإسرائيل. وفتحوا لها كافة الأبواب: الرسمية، والشعبية، والحركية الإسلامية.  وظهر وبرعاية تركية خليجية ما يمكن تسميته (الصهيوـ إسلام)، وصنعوا له علماء ودعاة وجماعات.

 – لم ينسَ أحد قصيدة أحمد مطر (الثور والحظيرة)، ومن المفيد قراءتها كلما أطل علينا ثور جديد، أو خضعت بقرة، أو إرتفع خوار دعاة (الصهيوإسلام).

– من المتوقع أن (أردوغان)، القائد الجديد للحظيرة،  سوف يسحب خلفه ( العشيرة) .. أى الحركة الإسلامية التى تأويها تركيا من مخلفات فتنة الربيع العربى.

 ومن المنتظر أيضا ان يسحب خلفه منظمة التعاون الإسلامى كى تعترف جماعياً بإسرائيل فى الوقت الذى تحدده تل أبيب.

الجامعة العربية سوف تسبقهم بطبيعة الحال. وحلف الناتو الذى يشرف على خراب روسيا سوف يكثف وجوده العسكرى فى منطقة (الشرق الأوسط الإسرائيلى الجديد).

ليعمل كقوة (فرض سلام) فى بعض الأماكن أو (حفظ سلام) فى أماكن أخرى.

– نعود الى قصيدة أحمد مطر :

الثَورُ والحَظيرَة

الثورُ فَرَّ من حَظِيرةِ البقرْ .

الثورُ فرَّ .

فثارت العجولُ فى الحظيرةْ

تبكى فِرارَ قائدِ المسيرةْ .

وشُكِّلَتْ على الأَثرْ

محكمةٌ .. ومؤتمرْ .

فقائلٌ قالَ : قضاءٌ وقدرْ .

وقائلٌ : لقد كَفَرْ .

وقائلٌ : إلى سَقَرْ .

وبعضُهم قالَ : إمنَحوهُ فرصةً أخيرةْ

لَعلَّه يعودُ للحظيرةْ .

وفى ختام المؤتمرْ

تَقاسَموا مَرْبِطَهُ .. وجَمَّدوا شَعِيرَهْ .

::

وبعدَ عامٍ ، وَقَعَتْ حادثـةٌ مُثِيرةْ

لْم يَرْجِعْ الثورُ

ولكن

ذَهَبَتْ وراءَهُ الحَظِيْرَةْ !

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world