دواعش ابن عوّاد يرتمون في أحضان الإدارة العميلة

بقلم : عبدالمتين الكابلي

مجلة الصمود الإسلامية / السنة الخامسة عشر – العدد ( 171 ) | رمضان 1441هـ / مايو 2020م .

04-05-2020

دواعش ابن عوّاد يرتمون في أحضان الإدارة العميلة

كان جنود الإمارة الإسلامية مكبّين في صراع شرسٍ عنيفٍ لم يسبق له مثيل في التاريخ مع الأمريكان والنيتو، وجحافل الصليبيين الذين اجتمعوا من كل حدبٍ وصوبٍ، لاستئصال شأفة المسلمين، وقطعوا البرّ والبحر وفضاء الأرض ليجتمعوا في القواعد والثكنات لمحاربة الإمارة الإسلامية والشعب الأفغاني الأعزل، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل تضحيات أبطال الإسلام من الفدائيين البواسل، والانغماسين الشجعان، والمجاهدين الأبطال وعوام المسلمين من الشعب الأفغاني المسلم الأبي، وبسبب صلابة إيمانهم الثابت الراسخ كالجبال ومنهجهم القويم – كما نحسبهم والله حسيبهم- وشدّة تمسّكهم بذروة سنام الإسلام أي الجهاد في سبيل الله، أضحت هذه الجيوش الجرّارة هشةً لا تلوي على شيء، وباتت تولول وتصرخ تحت ضربات المجاهدين، وتنادي بالخروج من المستنقع الأفغاني.

وعلى حين غرة من المجاهدين الذين كانت صدورهم نحو العدوّ الصليبي وأذنابه العملاء، إذا بخنجرٍ مسمومٍ يستهدف ظهورهم.

تُرى! من قِبَل من؟

يا سبحان الله! من قِبَل الذين كانوا ينشدون في أفلامهم الهوليودية (صليل الصوارم):

سلامي على طالبان، طالبان يا نعمة الرحمن

 

تحميل مجلة الصمود عدد 171 : اضغط هنا

 

من قِبَل من؟

سبحان محوّل الحال والأحوال! من قِبَل الذي ملأ الأجواء بمديحه للطالبان وزعيمهم، أعني الهالك المُباهل الذي قصمت ظهرَه مُباهلته وسُخريته بالشريعة وأحكام الإسلام، أبي محمد العدناني الذي قال في بيانٍ رسمي:

«فإلى تلك العصابة التي تقاتل على أمر الله، إلى أولئك القوم الذين لا يخافون في الله لومة لائم، إلى جميع المجاهدين عامةً في شتّى بقاع الأرض، ولا يسعني إلا أن أخص منهم الجبل الأبيّ الأشم والبحر الحمي الخِضم، بأبي هو وأمي، الشيخ الفاضل الملا عمر مع بشتونه والطالبان، صخرتنا القوية وقلعتنا العصية.

يا من ظُلِمتَ ارحل إلى الملا عمر * * * وقفاته عدلٌ ورشدٌ نادرُ

بشتونه والطالبان حماتنا * * * قد عاهدوا الرحمن أن لن يغدروا».

فهذا شأن الخوارج الذين يكفّرون المسلمين لأجل الجهاد في سبيل الله، وحقيقة إنهم أخسأ من الخوارج السابقين، فهم كانوا يكفّرون لأجل الكبائر وأما هؤلاء فيكفّرون المجاهدين الذين هزموا الأمريكان كما هزموا السوفييت قبل ذلك.

وفي جديد القضايا استسلم أمير الدواعش في أفغانستان وارتمى في أحضان الحكومة العميلة، وههنا لو أجهدَ الشباب المغفّلون الذين اغتروا بالدواعش أنفسهم قليلاً وتفكروا هنيهة لظهر لهم الأمر، بأنّ الدواعش أمراؤهم ومن في أيديهم الأمر أشدّاء على المؤمنين والمجاهدين وأنعام أمام الأمريكان وأذنابهم العملاء يسوقونهم سوق النعاج ولا يطلقون نحوهم طلقة.

أيْن الأحزمة النّاسفة التي كانوا يلبسونها في الأفلام الهوليودية، لِمَ لمْ يفجّروها أثناء محاصرتهم واعتقالهم؟

وبات النّاس يسألون لماذا يستلسم الداوعش إلى إدارة كابول زرافاتٍ ووحدانًا؟

لماذا تقصف إدارةُ كابول العميلة، مجاهدي الإمارة الإسلامية عندما يقترب المجاهدين من استئصال شأفة الدواعش في أفغانستان؟

ويحضرني هنا قصّة رواها المبرد في الكامل جزء2 صفحة 106: وحدثت أنّ واصل بن عطاء -رحمه الله تعالى- أبا حذيفة أقبل في رفقة فأحسوا بالخوارج، فقال واصل لأهل الرفقة: إن هذا ليس من شأنكم، فاعتزلوا ودعوني وإياهم، وكانوا قد أشرفوا على العطب، فقالوا: شأنك، فخرج إليهم، فقالوا: ما أنت وأصحابك؟ فقال: قوم مشركون مستجيرون بكم، ليسمعوا كلام الله، ويفهموا حدوده، قالوا: قد أجرناكم، قال: فعلمونا، فجعلوا يعلمونهم أحكامهم، ويقول واصل: قد قبلت أنا ومن معي، قالوا: فامضوا مصاحبين فقد صرتم إخواننا، فقال: بل تبلغوننا مأمننا، لأنّ الله تعالى يقول: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه (التوبة:6)، قال: فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قالوا: ذاك لكم، فساروا معهم بجمعهم حتى أبلغوهم المأمن).

فتبًا لهؤلاء الأقزام الذين يستهدفون المجاهدين وعوام المسلمين، ويرتمون في أحضان الأمريكان وأذنابهم العملاء.

 

تحميل مجلة الصمود عدد 171 : اضغط هنا

 

بقلم  :
عبدالمتين الكابلي
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world

04-05-2020