نظرة حول الداخل السوري (الجزء الثاني)

نظرة حول الداخل السوري

(الجزء الثاني)

تستكمل هذه المقالة ما بدأناه بخصوص الملاحظات حول الوضع السوري الذي يشهد تجاذبات حادة وسيناريوهات ممفتوحة على كل الاحتمالات باعتباره ساحة دولية لمختلف أشكال الصراع العسكري والسياسي والامني..فنقول أن الحل العسكري الذي يذهب اليه البعض لا يمكن أن يكون لصالح قوى المعارضة، خصوصا بعد الانهيارات الأخيرة ورجحان الكفة لصالح النظام السوري بسبب اصرار الحكومة الروسية على تقديم كل الدعم له. ناهيك ما يمكن أن يترتب على ذلك من حصد ارواح المسلمين أطفالا ونساء وشيوخا…وحتى لو افترضنا ان المعارضة ستحسم عسكريا فذلك لن يحصد ثماره الا القوى الداعمة لها( الخليج- اسرائيل) ولا يمكن للمعارضة أن تستقل برأيها بعيدا عن داعميها….

 

أما ان قوات النظام لن تدخل الى الشمال فهذا غير صحيح والا ما الذي دفع تركيا لاتخاذ جملة من المبادرات لمنع أي عمل عسكري يفضي بالمنطقة الى كارثة انسانية تتحمل تركيا تبعاتها الاكبر…الى حين تستكمل تركيا اجراءاتها بخصوص الوصول للحل السياسي باعتباره اخف الضررين…. هناك من يرى أن الروس سيعملون على تحريك الفصائل ضد بعضها البعض فهذا للاسف لا يحتاج الى روسيا فالفصائل تقاتلت مع بعضها البعض منذ البداية وقبل مجيء الروس!!! مما كان من معاول الهدم في جسدها.

 

منذ البداية لم يكن للمعارضة والجماعات المقاتلة خطة ورؤية عسكرية تفضي بها للحسم..فقد كانت العشوائية والغوغائية هي السائدة مما تسبب في قتل الكثير من الشباب بسبب انعدام التوجيهات الصحيحة، ناهيك عن العوامل الخارجية  التي تتدخل لتوجيه دفة الحرب واختيار مناطق المعارك لاطالة أمد الصراع ربما…مما انعكس اثره على حياة المسلمين قتلا وتشريدا وتهجيرا…ناهيك عن ما أحدتثه الجماعات الايديولوجية من تمزقات وانقسامات داخلية اضعفت من خلالها المردود الثوري، بل وجهت بنادقها ضد اصدقائها ومن يحملون نفس شعاراتها!!!!…

 

من المغالطات في نظري تصريح البعض بوجود تحالف بين اسرائيل وايران، وأن اسرائيل تمنع وتحرص من انهيار النظام السوري لكن الملاحظ خلاف ذلك حيث قامت اسرائيل مرارا بقصف المطارات العسكرية وأماكن السلاح وغيرها، كما قام النظام بعد ذلك باسقاط طائرة حربية اسرائيلية قتل خلالها طيارين، وكون الاخير وايران ضمن ما يعرف لمحور المقاومة(حلف عدائي) يمنع من تصور وجود هذا التحالف الذي تخرج بالتصريح به كثير من الجهات… لا احلاف التطبيع التي تدعم الجماعات المقاتلة والمعارضة عموما!!!

 

منذ البداية ودور المعارضة المعارضة السياسية هامشي بل وتابع لداعميها(الخليج مما يعني أمريكا) فكيف ستضع وننجز هذه المعارضة حلولا تتماشى مع مصالح الشعب الذي للأسف لا يتمتع بوعي كاف على المستوى الاستراتيجي وبناء التحالفات…مما جعله عرضة للمتاجرة بقضيته واستدراجه الى مواقف تعود عليه بالضرر والخسارة…ومتى كان الشعب ذا اولوية لذا المعارضة والفصائل!!!!!

 

بقلم:  أنور أديب

المصدر :

مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world