لا نريد دموعاً .. نريد صواريخ

بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

نقلا عن مجلة الصمود الاسلامية / السنة الثالثة عشرة – العدد 146 | شعبان 1439 هـ / أبريل 2018 م . 

لا نريد دموعاً .. نريد صواريخ

حملة عسكرية صليبية على التعليم الدينى فى أفغانستان

 

طائرات العدو تقتل وتجرح 150 من خريجى وعلماء مدرسة دينية فى قندوز .

–  لا نطلب دموعا وشجباً ، بل نريد صورايخ مضادة للطائرات ..

للدفاع عن أنفسنا وأولادنا ومدارسنا .

–  المدارس الدينية والعلماء والطلاب ، أهداف ثابتة للإحتلال الأمريكى .

تحميل مجلة الصمود عدد 146 : اضغط هنا

 

هجوم جوى على مدرسة دينية بطائرات مروحية ظهرا ، فى وقت تخريج دفعة من حفاظ القرآن الكريم ، واستشهاد وجرح حوالى 150من الطلاب معظمهم من الأطفال ، وعدد من العلماء والمدرسين وأهالى المنطقة والآباء . ذلك ما حدث فى ولاية قندز شمال أفغانستان فى الثانى من شهر أبريل 2018 .

إنه حادث آخر يضاف إلى قائمة طويلة لا تكاد تنتهى من الحوادث المشابهة التى يرتكبها الإحتلال الأمريكى وعملائه ضد أهداف مدنية مسالمة ذات طبيعة دينية خالصة . ونظرا لتكرارها المستمر فهى تعبير عن سياسة ثابتة (استراتيجية) وليست حادثاً عارضاً ولا خطأً فنياً أو غير مقصود .

وهنا أسئلة تفرض نفسها على الجميع .

ـ ما هى دلالة الهجوم المستمر على المدارس الدينية ؟؟.

ـ  ولماذا القتل المتعمد لأطفال وعلماء تلك المدارس ؟؟.

ـ  ولماذا الإصرار على إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية ، مثل ضرب مدرسة دينية ظهراً وفى ذروة الإحتفال بتخريج الطلاب وسط فرحة الأهالى بأولادهم ، وسعادة الأطفال بإنجازهم وسعادة العلماء بثمرة عملهم وكدهم وأداء رسالتهم المقدسة ؟؟.

فهذا الهجوم الفتاك بطائرات مروحية عسكرية فى ذروة الظهيرة هو تطور مهم من ناحية الدلالات والنتائج .

فهو أكبر من جريمة قتل عمد لأطفال وشيوخ ومدنيين أبرياء . بل هو عمل إنتقامى يدل على حقد أسوء وعزيمة على الإستئصال وليس القتل فقط .

فالغارات النهارية وبمختلف الأسلحة الأرضية والجوية تكملها غارات ليلية على القرى ، وإخراج الأهالى إلى الساحات وإرعابهم بالكلاب المدربة على إلتهام البشر أحياء وموتى ، ثم قتل وخطف العلماء وطلاب العلوم الشرعية . وكثيرا ما كانت الغارات الليلية بالقوات الخاصة المحمولة جوا تستهدف تلك المدارس وتقتل طلابها الساكنين بها . وتختطف منهم من تشاء وتنقلهم معها الى حيث لا يدرى أحد .

وسجون بولى تشرخى وقاعدة باجرام الجوية ، وعشرات من السجون السرية السوداء زاخرة بأمثال هؤلاء الى جانب آلاف المشتبه بهم الذين لا يدرى بهم أحد ، ويعاملون أحط أنواع المعاملة الوحشية . من بينهم أطفال وشيوخ وعلماء وأئمة مساجد ، الى جانب أسرى المجاهدين . فما معنى تلك السياسات وما هى الغاية منها؟؟.

1 ـ إنها حرب مباشرة على الإسلام وبلا مواربة ، وردع للشعب عن التعليم الدينى .

2 ـ استهداف معنويات الشعب لإبعادة عن فريضة الجهاد.

3 ـ تلك الغارات تدعم التعليم الإحتلالى بشكل غير مباشر ، وهو التعليم الذى يقتل الروح الجهادية لدى الشباب بتمييع مفاهيم الإسلام ، متكاملا فى ذلك مع النشاط الكنسى السرى الذى ترعاه الدولة إلى جانب جيش الإحتلال .

–  الحرب المباشرة على الإسلام أعلنها جورج بوش قبل أن تنطلق جيوش الإحتلال لتدمير أفغانستان وإسقاط نظامها الإسلامى . ولم يعد مجديا أى مجهود دعائى للعدو لنفى تلك الحقيقة ، لأن جيوش العدوان تصرفت بذات الروح الصليبية التى أعلنها الرئيس الأمريكى من كتدرائية أمريكية قبل بدء العدوان .

واستهدف الرموز الدينية ( مدارس ، مساجد ، كتب دينية) واستهدف العلماء وطلاب الشريعة من جميع الأعمار خاصة الأطفال ، يؤكد ثبات تلك السياسة لردع الشعب عن التعليم الدينى وإرعابهم من عواقب ذلك للإبقاء على نوع واحد من التعليم الذى فرضه الإحتلال .

 

 

المعركة على العقول والقلوب :

بالسلاح يحاول المحتل الأمريكى تغيير معتقدات الأفغان ، لأن إلتحامهم التام مع الإسلام جعل من المستحيل إحتلالهم أو إخضاعهم ، فقاوموا أعتى الإمبراطوريات وتغلبوا عليها .

فكان لابد من دق إسفين يفصل هذا الشعب القوى عن الإسلام الذى يدعو إلى مجاهدة الكافرين الغزاة ، وعدم فتح البلاد لهم ولشرائعهم .

فالتعليم الدينى فى أفغانستان حافظ على المحتوى الجهادى للإسلام فكان من الطبيعى أن يستهدفه الغزاة . وكان ذلك واضحاً بقوة فى تجربة الإحتلال السوفيتى ثم الإحتلال الأمريكى ، مع فارق الأسلوب وإتحاد الهدف . فالسوفييت عنيفون ومباشرون ـ والأمريكيون خبثاء مداهنون ـ ولكن عند إستخدام القوة يكونون حيوانات كاسرة أكثر من السوفييت .

كانت المدارس الإحتلالية وقت السوفييت تركز فى مناهجها على محاربة الدين ونشر الإلحاد بشكل مباشر . يقوم بذلك مدرسون شيوعيون ذوى عقائد عنيفة . فأثار ذلك غضب الأهالى وكانت أول خطوات الجهاد فى أى منطقة هى إحراق المدارس الحكومية ، ويطلقون عليها إسم (مكتب) وهى غالبا مبنية من الأسمنت والطوب الأحمر ، أما (المدرسة) فيقصد بها المدرسة الدينية وهى غالبا مبنية من الطين ، أو هى داخل المسجد نفسه .

وأثناء القتال كان العدو فى العادة يتخذ من (المكتب) مركزا للقيادة الأمنية أو العسكرية . لذا ظل إستهداف (المدرسة) هدفا جهاديا ثابتا .

حاول العدو تحريف معنى ذلك الإستهداف ، ليوحى بأن المجاهدين (خاصة طالبان) يحاربون التعليم عامة ، وتعليم الفتيات خاصة . وذلك صحيح حيث كانت مدارس البنات فى العهد الشيوعى تجبرهم على نزع الحجاب والقيام بنشاطات مرفوضة دينيا وإجتماعيا منها زيارة المواقع العسكرية الهامة وقضاء أيام هناك . لذلك كانت مدارس البنات مستهدفة بشكل أشد ، ومنع الأهالى بناتهم من إرتيادها ، حتى لو أضطروا إلى الهجرة خارج أفغانستان .

الأمريكيون الآن يركزون على فرض تعليمهم الإحتلالى على البنات وإبراز نماذج جديدة للنساء على النمط الأوروبى والمتمردات على الإسلام ، من طراز المراهقة (ملاله يوسف زاى) من منطقة القبائل ، والتى منحوها جائزة نوبل للسلام وفتحوا أمامها عنوة أبواب الشهرة والمجد ، لتكون مثالا بين نساء القبائل على (مزايا ) التمرد على شرائع الدين .

الجانب الآخر من صورة ، واستكمال لنفس الرسالة ، جاءت سياسة تدمير المدارس الدينية بوسائل عسكرية ، من طائرات ومدافع وقوات عسكرية ، واستئصال العنصر البشرى من العلماء إلى المدرسين والطلاب من جميع الأعمار ، ومتابعتهم فى مدارسهم ومساجدهم ، ومداهمة بيوتهم وقراهم فى غارات ليلية . فقتلوهم بلا رحمة وعذبوهم فى سجون سوداء لا يعلم أحد مكانها ، سوى عدد قليل من السجون التى تركت أماكنها معروفة ، للعبرة والإرعاب.

–  الإحتلال الأمريكى ـ  بدعاياته الصاخبة ـ وأعوانه من المثقفين والإعلاميين الذين رباهم وفتح لهم وسائل إعلامية عالية الإنتشار . نجح بهم فى ردع المجاهدين عن كبح النظام الإحتلالى للتعليم كما فعل أسلافهم فى مقاومة السوفييت ونظامهم التعليمى ، وكما فعلوا هم أنفسهم فى بداية جهادهم ضد الأمريكيين . وتلك غلطة كبرى ستظهر آثارها مستقبلا. فبعد زوال الإحتلال ، سيترك المعركة كى يحاربها لمصلحته عدة ملايين ممن رباهم فى مدارسه ، وأثر فى عقولهم وقلوبهم ، فقَـلَّتْ حساسيتهم للإحتلال ، مع ضعف (أوإنعدام)الوازع الدينى بفعل التعليم الذى تلقّوْه . فجميع البلاد التى إحتلها الغرب ترك أمثال هؤلاء يكملون رسالته الثقافية وحراسة مصالحه الإقتصادية ، وموالاته سياسيا ، وعبادته ثقافيا .

وبتولى هؤلاء مقاليد الحكم وقيادة الدولة وتوجيه المجتمع ، تستمر مأساة المسلمين وتخلفهم وتمزقهم ، وتسود حياتهم الفوضى والعنف والحروب ومقاومة الإسلام بشكل دائم عبر آلاف من الوسائل المبتكرة ، وتشويه صورة الدين وتجريم المتدينين ، وينتشر تحقير العلماء وتوظيفهم فى أداء خدمات دعائية للحاكم والدولة بما يخالف آصول الدين .

–  الأمريكيون الأكثر خبثا من الروس لا يهاجمون الدين مباشرة ولكن تقوم مناهجهم على(إحلال) مفاهيم جديدة فى عقول الطلاب بديلا عن المفاهيم الإسلامية وبشكل جذاب . وكما فعل السوفييت فإن دور المدرسين كبير جدا فى تسريب تلك المفاهيم فى عقول الطلاب خاصة فى الأعمار الصغيرة ومقتبل الشباب . فالمدرسون يجرى إعدادهم بطريقة خاصة ويتشربون ما فى مقرر الدراسة من مفاهيم معادية للدين ، وفن تسريبها بأكثر الأساليب جاذبية وإقناعاً ، تساعدهم كتب دراسية كتبها مختصون فى علم النفس ومستشرقون .

تحميل مجلة الصمود عدد 146 : اضغط هنا

 

ضرب الركيزة الشعبية للجهاد :

للمدارس الدينية دورها الهام فى الحفاظ على الإسلام والمفاهيم الجهادية وتقاليد المجاهدين الأفغان المتوارثة عبر الأجيال .

–  وللجهاد الحالى فى أفغانستان خاصية فريدة هى إعتماده الكامل على الشعب الأفغانى فى تزويده بكافة الإحتياجات . فمن الشعب يأتى المجاهدون الشباب ، وتأتى الأموال ، ويأتى الطعام ، وتأتى المعلومات بكافة أنواعها ، وتنتشر بيانات المجاهدين ونشراتهم المعنوية وتعليماتهم . المجاهدون تحت السلاح عدة الآف ، والمجاهدون بذلك المعنى الشامل هم ملايين الشعب الأفغانى .

بهكذا وضع يستحيل هزيمة جهاد ذلك الشعب . والحل الأسهل أمام الإحتلال هو ردع الشعب وإبعاده بالقوة عن المجاهدين . وعندما تعظم خسائر المدنيين يأمل الإحتلال أن يقوموا ضد المجاهدين ويطالبوهم بوقف النشاط القتالى .

ولكن الكثير من القواعد والقوانين لا يمكن أن تسرى فى أفغانستان ، ومنها قانون إستخدام القوة المفرطه لردع الشعب عن الجهاد . فهى تأتى بعكس المطلوب إذ يزداد تدفق الشباب وحتى الشيوخ على الجهاد بعد أمثال تلك المجازر ، وترتفع الروح القتالية والرغبة فى الشهادة وإنزال الخسائر بالعدو .

فيجد العدو المحتل نفسه بين طرفى معادلة غير قابلة للحل :

فأما أن يترك الشعب على حاله فينمو الجهاد بوتيرة طبيعية منتظمة . وإما أن يستخدم القوة لردع المدنيين بالمجازر الرهيبة ، فتكون النتيجة تصاعد حاد فى وتيرة الجهاد . وخسارة العدو مضمونة ومؤكدة فى الحالتين .

 

 

لا نريد عزاءً .. بل صواريخ :

نشكر كل من تقدم بالعزاء لشعبنا فى تلك الفاجعة فى قندوز .

وذلك أضعف الأيمان . لأن هناك من تراقصوا فرحا وفخرا مثل القرود فى بلاط الأعداء . ولكن الرثاء وحتى الشجب والتنديد ليست هى البضائع المطلوبة من الشعب الأفغانى . بل المطلوب هو صواريخ مضادة للطائرات . فلو أن هناك صاروخا واحداً فى ولاية قندز كلها لما تجرأت مروحيات العدو على الظهور أو الطيران إلا فى أعلى الإرتفاعات .

فى العام السابع أو الثامن للجهاد ضد السوفييت ظهرت صواريخ ستنجر فى أيدى المجاهدين . وكان السوفييت قد أظهروا للأمريكيين صراحة أنهم بصدد الإنسحاب من أفغانستان .

فسارع الأمريكيون إلى إدخال صواريخ ستنجر إلى أرض أفغانستان وذلك لأهداف :

1 ـ الإدعاء أن ذلك الصاروخ كان هو سبب نجاح المجاهدين وهزيمة الجيش الأحمر . وليس السبب هو المجاهد المسلم الذى ضحى بكل شئ دفاعاً عن دينه ووطنه . فهم يخشون أظهار ذلك العنصر المعنوى الخطير . لأن معاركهم الكثيرة القادمة مع المسلمين ستكون طويلة ومريرة ودامية ، وضمانتهم للنجاح هى إبعاد الإسلام عن ميدان المعركة ، وإبقاء المقاتل المسلم منعزلا عن دينه ، فتسهل هزيمته مهما كان تسليحه وأعداد جيوشه .

2 ـ الدعاية للسلاح الأمريكى ، فى إطار السباق بين الدول الصناعية الكبرى ، خاصة السوفييت ، على أسواق بيع السلاح حول العالم . وهى التجارة عالية الربح ، والأهم عندهم بعد تجارة المخدرات والنفط .

فكل حرب ينتج عنها دعاية تجارية واسعة لأنواع محددة من الأسلحة . فالسوفييت بعد حربهم فى أفغانستان إشتهرت دوليا طائراتهم المروحية . ونافسهم الأمريكيون ـ بل أحبطوا دعايتهم تلك ـ بالدعاية لصواريخ ستنجر التى إدعوا أنها سبب الهزيمة الأوحد .

الآن وبعد سبعة عشرة عاما من الحرب الطاحنة ، وعشرات الآلاف من الشهداء وملايين المهاجرين داخل أفغانستان وخارجها . والدمار الكبير فى القرى والمزارع ، والتلوث الواسع فى البيئة ، والإستخدام الموسع لطائرات الهيلوكبتر فى ضرب المدنيين والمدارس الدينية والأسواق والقرى ، وفى الغارات الليلية على القرى والمدارس ، لا يجد الشعب الأفغانى المسلم ما يدافع به عن نفسه وعن فلذات أكباده من أطفال المدارس الدينية .

– هذا فى الوقت الذي تخرج فيه (من أمريكا !!! ) دعوات إسلامية تدعوا المسلمين بعدم القتال لنشر دينهم بالقوة !!. بينما نحن نريد ـ ولا نتمكن ـ من نشر ديننا بين أولادنا . وتمنعنا أمريكا بقنابلها وطائراتها ، وبقواتها المحمولة جوا التى تهاجم المدارس والعلماء فى بيوتهم ومساجدهم.

 – هذا فى الوقت الذى تحتل فيه دول إسلامية صدارة المستوردين للأسلحة على مستوى العالم أجمع . فلأى شئ إشتروا تلك الأسلحة؟؟ ، بينما شعوب إسلامية عديدة تسيل دماءها أنهارا .. من فلسطين إلى أفغانستان ، وصولا إلى مسلمى بورما والفلبين .

–  الشعب الأفغانى يناشد أمته الإسلامية :

لا نريد دموعا ولا رثاء .. نريد صواريخ مضادة للطائرات .. فقط لا غير .

 ومرة أخرى :

لا نريد دموعا .. نريد صواريخ .

من مخازن الدول الإسلامية المكدسة ..   

فقط نريدها للدفاع عن أطفالنا وبيوتنا وقرانا .

عليكم الدمع .. وعلينا الدم .. ولنا الصواريخ .

 أعطونا الصواريخ ولا نريد منكم شيئا آخر .

وهذا بيننا وبينكم :

فى الختام : نعلم أنكم لن ترسلوا لنا شيئا ، فلو أراد الله بكم خيرا لأرسلتموها منذ زمن .  لقد أقمنا الحجة عليكم . أما نصرنا فقد تكفل به رب السماوات والأرض ، الذى أخبرنا فى كتابه العزيز ، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والذى تكفل سبحانه وتعالى بحفظة من التحريف والتبديل :

 ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز ) ــ 21 المجادلة ـ

( .. وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) ــ 47 الروم ــ

( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) ــ 14 التوبة ـ

وفى الأخير .. هذه لكم .. ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ــ 38 محمد ـ

صدق الله العظيم .

تحميل مجلة الصمود عدد 146 : اضغط هنا

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world