حوار الموقع الأفغاني نن تكى آسيا مع مصطفي حامد (الجزء الثالث)

1

 

حوار الموقع الأفغاني نن تكى آسيا مع مصطفي حامد (الجزء الثالث)

أسطورة الإرهاب وحقيقته

نقلا عن موقع نن تكي اسيا  (02/11/2017) :

 

1 – هل القاعدة مازالت تعتبر تهديدا للأمريكان کما کانو یدعون أم حل محلها داعش ؟.

2 –  الأمريكان يقولون أن سبب تواجدنا في أفغانستان هو محاربة  داعش, لكن الحقيقة على عكس ذلك فما هي حقيقة داعش و كيف تفسرون إدعاء الأمريكان محاربتها؟.

 

يعتمد الأمريكيون دائما على الكذب والتهويل فيما يتعلق بالأخطار التى تواجههم والأعداء الذين يهددونهم .

وذلك لتبرير سياساتهم العدوانية ـ فى الداخل والخارج ـ ولتبرير إنفاقهم المبالغ فيه على الجيش والإستخبارات ، أى تسليم أموال الشعب الأمريكى إلى كبار الرأسماليين أصحاب الصناعات العسكرية والأمنية . وأمريكا دوما فى حاجة إلى سياسة الكذب والمبالغة لتبرير تدخلاتها وحروبها الخارجية التى لا تنتهى فى أرجاء العالم .

ــ فما أن إستكمل الجيش الأحمر إنسحابه من أفغانستان حتى خرجت علينا دوائر حلف الناتو لتقول بأن الغرب تخلص من أهم عدوين له وهما النازية والشيوعية وتبقى أمامه عدو واحد هو الإسلام .

فكانت العداوة قرارا إتخذه الغرب لعدم قدرته على الحياة بدون عدو خارجى ، يجمع الصفوف ، ويبرر الإعتداءات على الشعوب الأخرى .

لم يكن فى الإمكان الحصول على عدو للغرب يضارع الإتحاد السوفيتى . والجماعات السلفية المسلحة لم تكن على ذلك المستوى ولن تكون كذلك لفارق الإمكانات المادية . فكان أمام الغرب طريق واحد هو الكذب والمبالغة فى تصوير قدرة تلك الجماعات والخطر الذى تمثله .

والحقيقه هى أن جميع النظيمات السلفية والوهابية المسلحة ، منذ ظهورها وحتى الآن، لم تسبب لأمريكا ودول الغرب خسائر بقدر ما تسببه حوادت الطرق كل عام ، أو تناول الخمور و جرعات الدواء الزائدة .

كما أن تلك الجماعات لم تحرر شبرا واحدا من أراضى المسلمين ، بل العكس تسببت فى سقوط عدة دول وتمزيق العديد من الشعوب وتهجير الملايين بسبب عدوانها المباشر على الناس وهدر دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، أو التترس بهم فى المعارك، أو تحدى الجيوش المعادية من داخل المدن المأهولة ، لتستجلب الدمار للمدن والهلاك الذريع للسكان ، ثم تتباكى بعد ذلك من وحشية أعدائها ، يساندها فى ذلك إعلام مموليها ومشغليها وحتى المؤسسات الدولية.

فى النهاية نجد تلك المجموعات تشكل خطرا حقيقيا على المسلمين أنفسهم ، وتصب أعمالها جميعا ـ عن سبق إصرار وترصد أو جهلا فى أفضل الحالات ـ فى مصلحة أعداء الإسلام ، وقوات الإحتلال الأجنبى ، وقوى الإستبداد الداخلى .

كان تنظيم “القاعدة” فى بدايته أخف ضررا بكثير بتأثير شخصية بن لادن . الذى بعد إختفائه إختفت “القاعدة” عمليا إلا من بعض أنصارها القدماء فى بقاع متفرقة . وهم يتناقصون لصالح التيارات الأكثر وحشية وتطرفاً مثل داعش وأمثالها .

ــ أما داعش فهى عسكريا أداة فى يد الولايات المتحدة وتنفق عليها السعودية. ومع ذلك لم تحقق نجاحات كبيرة إلا بالعون الأمريكى المكثف فى التسليح والمعلومات وحتى بالضربات الجوية ، وأحيانا يطالها العون الإسرائيلى المباشر كما فى سوريا .

ــ الإقتصاد الأمريكى والإسرائيلى معا فى حاجة ماسة إلى تضخيم أسطورة ” الإرهاب الإسلامى”. وبفضل الحرب على ذلك “الإرهاب” تطورت الصناعات الأمنية فى كِلا البلدين لدرجة يعزى إليها الخروج من حالة الركود الإقتصادى .

ــ وبفضل الحرب على”الإرهاب الإسلامى” شنت الولايات المتحدة وحلف الناتو حروبا لفتح الأسواق أمام الشركات ، وفُتِحَت الأبواب أمام إضطرابات إجتماعية (ثورات ملونة) وإنقلابات عسكرية(مصر مثالا) . كل ذلك لتمكين الرأسمالية المتوحشة والمنفلتة (الليبرالية الجديدة) من رقاب البشر وثروات كوكب الأرض بلا شريك لها . لهذا يأتى (الإرهاب) بمواصفاته الداعشية الوهابية كضرورة حيوية لأمريكا والغرب والإقتصاد العالمى الجديد .

لذلك على الشعوب التى تسعى للتحرر من عبودية الولايات المتحدة وإسرائيل وعبودية الرأسمالية المتوحشة ، عليها مواجهة تنظيمات الوهابية المتوحشة ـ لأنها طليعة المستعمر وأدواته . وهى كذلك أينما ظهرت سواء فى فلسطين أو سوريا والعراق أو أفغانستان . فهى جزء لا يتجزأ من قوة الإستعمار العسكرية .

– وتحت ستار محاربة داعش عادت قوات الإحتلال الأمريكى إلى العراق وأفغانستان بعد أن كانت قد خرجت منها جزئيا . كما دخلت سوريا وأقامت فيها قواعد عسكرية .

– وبنفس الذرائع أقام الخونة العرب تحالفات عسكرية وأمنية وتعاونا إقتصاديا وثيقا مع إسرائيل ، بل وتعاونوا معها فى بناء سد النهضة وحرمان شعب مصر (السنى!!) أكبر الشعوب العربية(90 مليون نسمة) من حق الحياة ، بحرمانه  من ماء النيل وتدمير دولته القائمة منذ آلاف السنين .

– وذريعة ” الإرهاب الإسلامى” جعلت من الولايات المتحدة منقذا وحليفا بعد أن كانت هى العدو والمستعمر . وبالمثل إسرائيل التى أعلنت نفسها حليفا (لأهل السنة والجماعة المعتدلين) لمواجهة الإرهاب الإسلامى والمقاومة الفلسطينية وإيران وحزب الله .

– نفس الذريعة أتاحت الفرصة للمستعمرين كى يضعوا المجاهدين المقاومين فى نفس الكفة مع الإرهابين الدواعش . فأصبحت طالبان وحماس وحزب الله مع داعش فى كفة ميزان واحدة . وفى ذلك خلط للأوراق وتدليس، وخداع للشعوب الغافلة ، ووضع العراقيل أمام محاولات طالبان ـ وأى حركة مقاومة أخرى ـ للتواصل مع شعوب العالم أو الشعوب الإسلامية نفسها .

القضاء على داعش مصلحة استراتيجية للدول حول أفغانستان ، حيث أن داعش معول هدم وابتزاز تحمله الولايات المتحدة وإسرائيل وتموله دول النفط الخليجية .

وأفضل من يمكنه التصدى لداعش الإجرامية هو حركة طالبان الجهادية . وذلك لإمكان خوض جهاد ناجح ضدها / إلى جانب القتال المباشر/ على المستويات الثلاث التالية :

1 ـ المستوى العقائدى والفقهى : حيث تنتمى حركة طالبان إلى الفقه الحنفى الذى بُنِىَّ عليه الفقه السنى كله ، كونه الأسبق فى الظهور . وعقائد شعب أفغانستان هى عقائد الغالبية الكاسحة من المسلمين التى شذت عنها الوهابية وكفرت على أساسها باقى مذاهب المسلمين . وعلماء الأفغان المجاهدين هم فرسان وطليعة تلك المواجهة . ولعلنا نفهم الآن المزيد من الأسباب التى من أجلها إستهدف المحتلون العلماء الأفغان المجاهدين فاغتالوهم ، تمهيدا لحقن داعش فى الجسد الأفغانى فى غياب أكبر قدر من المقاومة الدينية العلمية .

2 ــ المستوى الاستراتيجى : حيث أن حركة طالبان هى نموذج للجهاد الإسلامى الهادف إلى تحرير الأمة من المحتل وإقامه حكم إسلامى عادل ومستقل . بينما تنظيم داعش مجرد أداه هدم فى يد الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية لتدمير المسلمين بوجه خاص وإجبارهم على الإنصياع للإحتلال الأمريكى والصهيونى . فطالبان هم طليعة الأمة فى هذه المعركة، وقوة حماية لمسلمى آسيا الوسطى والهند والصين من وهابية تورطهم فى بحار من الدماء المسلمة ودماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم ، كما حدث فى العراق وسوريا وحتى باكستان وإيران وليبيا وأماكن أخرى كثيرة فى قارات شتى .

3 ـ المستوى السياسى : داعش تتبنى سياسات تملى عليها من مموليها العرب أو من يقدمون لها المآوى والدعم اللوجستى مثل تركيا وباكستان . سياسات تحقق مصالح القوى المالية العظمى فى العالم ، التى هى مصالح اليهود فى إسرائيل وأمريكا . بينما حركه طالبان تتبنى سياسات مستقلة تخدم شعبها وتحقق مطالبه فى التحرير والإستقلال وإقامة حكم إسلامى عادل ومستقر فى بلد متحد ومترابط مع أمته وجيرانه والعالم أجمع.

– لابد من توضيح تلك التمايزات التى ترسم طبيعة صراع طالبان مع الهمجية الداعشية . وعلى دول الإقليم والعالم أن تحدد الطرف الذى تدعمه .  ولا شك أن كل دول الإقليم / ماعدا باكستان/ سوف تدعم طالبان فى معركتهم ضد تنظيم داعش وسادته الأمريكيين .

 

3 –  الأمريكان وحلفائهم يدَّعون بين الحين والآخر مقتل المسؤلين العسكريين من تنظيم القاعدة في أفغانستان , برأيكم هل يوجد أفراد ومسؤلين تابعين للقاعدة في أفغانستان؟.

حركة طالبان هى الجهة الوحيدة التى يمكنها تأكيد أو نفى الأخبار التى يبثها الأمريكيون عن وجود عناصر لتنظيم القاعدة فى أفغانستان ، فليس لى علم مؤكد عن ذلك . ولكنه أمرغير مستبعد على مستوى الأفراد وليس كتنظيم يعمل فوق الأرض الأفغانية ، كما تعمل داعش مثلا .

وجهة نظرى الشخصية أن وجود متطوعين أجانب من التيار السلفى أو الوهابى فى أى بلد أو ضمن صفوف أى حركة جهادية هو أمر يحمل مخاطر جمة إن عاجلا أو آجلا . وتلك حقيقه ثبتت صحتها فى أفغانستان منذ الثمانينات ، وثبتت مؤخرا بشكل أوضح وأخطر فى العراق وسوريا وليبيا .

فالتيار السلفى يدخل فى البداية بمظهر عقائدى ، ثم سريعا ما يفتعل الصراع الداخلى مع المجاهدين الآخرين ومع كافة مكونات المجتمع ـ المسلم منها وغير المسلم ـ محولا الجهاد إلى فتنة داخلية . ولم يشذ عن ذلك فى أى مكان عمل فيه .

وأظن ان حركة طالبان لديها ـ أكثر من غيرها ـ تجربة كافية فى ذلك المجال. فهى الآن تقاتل ضد الأمريكيين والدواعش والقوات العميلة . فلا داعى لأن تضيف إلى جبهة الأعداء أسماء لتنظيمات سلفية ووهابية تثير الفتنة فى المجتمع الأفغانى المسلم المجاهد  فتتهمه وتتهم مجاهديه بالشرك والكفر .. والعياذ بالله . ويكفى أن القاعدة هى المتسبب المباشر للحرب الدائرة فى أفغانستان، بتوفير الذرائع لها وحرمان حركة طالبان من التعاطف الدولى والإقليمى ، لأنها حسب الدعايات الأمريكية وفرت الملاذ الآمن للقاعدة التى (إعتدت) على الولايات المتحدة !! . لذا فإن إعادة القاعدة إلى أفغانستان مرة أخرى لا ينبغى أن تتم قبل تشاور واسع النطاق مع أصحاب الحل والعقد فى المجتمع الأفغانى المتضرر من الحرب التى أشعلتها القاعدة . وذلك التشاور حتى يكون حقيقيا لابد أن يتم بعد محاكمة ، حضورية أو غيابية، لقادة القاعدة المتسببين فى تلك الحرب ، المتمردين على أوامر الإمارة الإسلامية . فذلك حق للشعب المسلم لا تملك أى جهة كانت/ حتى الإمارة الإسلامية/ أن تتنازل عنه ، كما لا يمكنها التنازل عن المطالبة بتعويضات حرب ممن إعتدوا علي شعب أفغانستان من روس وأمريكيين .

 

الأحزاب الجهادية فى أفغانستان ، خطأ تاريخى

 

1 – كيف ترى دور المنظمات الجهادية السابقة في مستقبل أفغانستان؟.

2 –  تصالح قلب الدين حكمتيار مع حكومة الوحدة الوطنية ويعتبر تنظيمه (الحزب الإسلامي) أقوى و أكبر تنظيم عسكري في أفغانستان، ألا يعتبر تصالحه ووقوفه بجانب حكومة اشرف غني نصرا له  و هزيمة لمخالفيه (الطالبان) ؟.

 3 –  عاصرتم طويلا قادة المنظمات الجهادية السابقة من أمثال الأستاذ سياف ورباني وحكمتيار بماذا تفسرون وقوفهم حاليا مع الحكومة التي أسست تحت ظل الاحتلال؟ .

فى مرحلة الجهاد ضد الغزو السوفيتى لأفغانستان كان دور المنظمات (الجهادية) سلبيا ومخادعا للشعب الأفغانى وللمسلمين كافة الذين استنفروا لمساندة الجهاد البطولى لذلك الشعب .

ــ لم يكن جهاد قادة المنظمات جهادا فى سبيل الله ، بل كان حربا بالوكالة وجهادا فى سبيل أمريكا . لهذا فإن دور تلك التنظيمات وقياداتها فى وقتنا الراهن هو إمتداد طبيعى لدورهم القديم ، فطبيعتهم كما هى لم تتبدل . الذى تغير هو الإكتشاف المتأخر لحقيقتهم ، لذا حدثت صدمة لقطاع كبير من المسلمين داخل أفغانستان وخارجها .

ــ وأقول أن السبب فى ذلك هو أن المسلمين لم يعتادوا على قول الحقيقة ومواجهة الأخطاء بصراحة وعلانية . لقد إكتشف حقيقة هؤلاء “القادة” العديد من العلماء الأفغان( مثل مولوى يونس خالص ـ ومولوى نصر الله منصور) ، وهناك من بين قدامى المجاهدين العرب فى فلسطين من إكتشف تلك الطبيعة الزائفة والمخادعة لزعماء التنظيمات الجهادية فى بيشاور.

لسبب أو آخر صَمَتَ الجميع عن كشف الحقائق ـ تجنبا لفتن أعظم حسب تقديرهم ـ وللأسف فإن نظرتهم كانت قصيرة المدى . فلو أن المسلمين واجهوا المشكلة منذ بداية الثمانينات ، لما استمرت معنا على شكل فتن وحروب داخلية متواصلة ، منذ ذلك الوقت وحتى الآن، مرورا بالحرب الداخلية زمن حكومة مجددى وربانى ، ثم الحرب الضروس التى واجهوا بها حركه طالبان الإصلاحية ، ثم حربهم ضد حكم الإمارة الإسلامية ، وصولا إلى بيع وطنهم ودينهم بحفنة دولارات أمريكية سال لها اللعاب فوق اللحى المرسلة (أنظر حالة سياف وهو يلهث أمام حقيبة الدولارات الأمريكية !!) .

ثم عملوا تحت راية الإحتلال ، سواء فى المناصب السياسية أو الأمنية أو العسكرية . ثم تطوع أحد كبرائهم لإنقاذ الإحتلال فى ساعاته الأخيرة وأخذ ينادى بوضع السلاح ، بينما أحد أساطين دولة الإحتلال (جون ماكين) ينوح لفشل بلاده وضياعها فى أفغانستان .

ــ إن حكمتيار (وتنظيمه) لم يكونوا الأقوى فى أفغانستان إلا إذا إعتبرنا القوة هى كثرة الأتباع والأموال والسلاح وإمتلاك العديد من المجلات الدعائية . أو أن القوة مصدرها المعونات التى تدفقت على ذلك التنظيم من أمريكا عبر باكستان ثم إلى حكمتيار فتى باكستان المدلل فى جميع العصور ( من بوتو، إلى ضياء الحق الذى أعدم بوتو، إلى بينظير إبنة بوتو .. وهكذا من يد إلى يد كقطعة من الأثاث المستعمل).

ــ ولكن أين هى منجزات ذلك الحزب بإمكاناته الكبيرة خلال حقبة الجهاد ضد السوفييت؟؟ . وما هى فتوحاته وانتصاراته فى تلك السنوات الطوال الدامية ؟؟.

وما هى إنجازاته فى غير القتال الداخلى ضد المجاهدين من مختلف التنظيمات؟؟. وغير تخصصه فى شق الصفوف وزع الفتنة العرقية  بين البشتون والطاجيك بإستهدافه تنظيم ربانى ، لتحويل الجهاد ضد الشيوعية ، إلى فتنة عرقية منتنة نهى عنها الإسلام؟؟. وماذا غير الغلول فى الغنائم والسطو على إنتصارات الآخرين وإدعاء الأكاذيب ونسبة الإنتصارات إلى نفسه وإلى تنظيمه بلا وجه حق؟؟. وماذا عن الحرب الأهلية فى كابول التى أهلكت الحرث والنسل ، وسوت بالتراب أحياء كاملة وصبغت العاصمة بلون الدم؟؟ . فأى زعيم ؟؟.. وأى جهاد ؟؟ .

الآن .. حكمتيار يعتبر مساهمة باكستانية فى تقوية أوضاع الإحتلال وحجز مقعد تخريبى لباكستان فى المرحلة القادمة. ومن واقع خبرات باكستان وحكمتيار فالدور الجديد هو إمتداد لما سبق من فتنة عرقية وسفك دماء وصراع وحشى على السلطة ، وإغتيالات ومؤامرات لم ينقطع عنها الزعيم منذ عرفته “الحركة الإسلامية” وهو طالب شاب . والنتيجة المتوقعة لأعماله هى الفشل المؤكد، فهذا ما أدمن عليه الزعيم ولم ينقطع عنه فى كافة المشاريع السياسية التى خاضها. لقد نجح فى شئ واحد وهو دور القاتل بالأجرة ، وقائدا لمافيا الإغتيالات . فقائمة قتلاه من كبار كوادر الجهاد ضد السوفييت يصعب حصرها . ثم مارس نفس الدور ضد كوادر حركة طالبان . فهو قاتل بالأجر وحسب الطلب ، تحت إشراف صانعيه فى جهاز ISI .

وهو وبال على وضع النظام فى كابول، وبالتالى فهو عنصر إيجابى لصالح طالبان .

سياف وحكمتيار ـ ومن قبلهم كان ربانى ـ زعماء مخلصون لمبدأهم الذى نشأوا عليه ومارسوه لسنوات طويلة وهو الجهاد فى سبيل أمريكا ، وظلوا ثابتين على مبدأهم حتى النهاية.

وكما هرب الأمريكيون من فيتنام تاركين عملائهم على سطح السفارة الأمريكية فى العاصمة سايجون يتوسلون أن تنقلهم المروحيات الأمريكية ، فسوف يهرب الأمريكيون أيضا من أفغانستان تاركين عملائهم على قارعة الطريق ، وعندها سوف يصطف هؤلاء العملاء تحت أعمدة الإنارة فى كابول، تيمنا بسلفهم الزعيم الشيوعى نجيب الله .

نقلا عن موقع نن تكي اسيا  (02/11/2017) :

www.nunn.asia 

رابط الحوار باللغة البشتو:

https://goo.gl/ARre7C

 

بقلم:

مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

مافا السياسي (ادب المطاريد)

www.mafa.world           

 



1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا