الرد المفقود من تسريبات أبوت آباد (4 من7)
موقع” مافا السياسي ” ينشر الرسالة الجوابية التى كتبها مصطفى حامد
ردا على رسالة “أبو الخير ومجلس شورى القاعدة” فى صيف عام 2009
الحلقة الرابعة :
# يقول قادة القاعدة أنهم نجحوا فى إستدراج أمريكا إلى أفغانستان والعراق ، فلماذا لا نقول أن حكام العرب نجحوا فى إستدراج اليهود إلى فلسطين، وإلى تحالف مشترك ضد القوى الإسلامية فى العالم ؟؟.
# أيضا ظهر فى إيران من يقول أنهم نجحوا فى توريط أمريكا فى العراق وأفغانستان فزادت مشاكلها وتخلصت إيران من نظامين معاديين لها !!! .
# النقد ، ولو كان قاسيا أو فى غير محله ، هو أفضل من الصمت عن الإنحراف أو مودة المنحرفين للإستفادة من قوة مناصبهم .
# ماذا منعكم من مشاورة أمير المؤمنين فى عملية 11 سبتمبر ؟؟ هل هو الغرور والكبر ؟؟ أم عقائدكم الصحيحة ؟؟ أم فصاحتكم السياسية ؟؟.
# هناك تقديس وعصمة تحيط بها كل جماعة نفسها وقائدها ، فتخرج إلى نطاق (ما فوق الشريعة) و (ما فوق المساءلة والحساب) .
# كنت معارضا لسياف ، وأقف منفردا ومنبوذا ومعرضا للقتل ، ومصنفا عدوا ( للجهاد الأفغانى) ، فأين يقف سياف الآن ؟؟.
# كررتم ما أحدثه “خطاب” فى الشيشان، لأنها مدرسة فكرية واحدة وتقاليد راسخة فى العمل الإسلامى.
تحميل الرد المفقود 4-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world
الإهمال فى تأمين العاصمة قبل الحرب :
تستمر رسالتكم فى إستعراض ما قمت به من “طعن فى الصميم ” لحركة طالبان وتعرض مثالا آخر هو تلك الفقرة من نفس الكتاب :
(إهمال الأمارة الإسلامية قضية تأمين العاصمة السياسية للبلاد يصل الى مرتبة الجريمة المتعمدة ).( كتاب الصليب ص 190)
ثم تختم بتلك الجملة الدرامية المؤثرة :
(نكتفى بهذا القدر عن طالبان من الأمثلة الكثيرة التى حفل بها الكتاب).
أقول: وهكذا أصبح الكاتب “العبد الفقير الى الله ” هو العدو الأول لطالبان والإمارة ـ وهو الذى نصح وحذر ـ أما الذى أشعلوا الحرب وخربوا البلاد وأسقطوا الحكم الإسلام فى أفغانستان، فهم الآن الغيورين الغاضبين المتحمسين ضد ” الكذب والإفتراء” الذى أورده الكاتب. وتدعى فى رسالتك أن هناك أمثله لا تحصى، وكأن ماجاء فيها مجرد نماذج “!!”.
حسنا أيها الغيور ـ والإخوة أسود الإسلام الذين أسقطوا حكم الإسلام فى أفغانستان ـ إليكم قصة كابول التى كنتم فى شغل شاغل عنها من أجل التحضير لكارثة 11 سبتمبر والتى ستحاسبون عليها يوما أمام محاكم الإمارة الإسلامية، هذا إن كان حظكم سعيدا، ولم نذهب جميعا قبل ذلك إلى جوانتانامو نحن وعائلاتنا حتى نستريح من إضطهاد “المخابرات الإيرانية” وننعم بالضيافة الأمريكية.
لقد إكتفيت فى كتاب (صليب فى سماء قندهار) على مجرد الإشارة ولم أتوسع فى التفاصيل. حتى لا أفقد السياق العام للكتاب. وفى موضوع تأمين العاصمة كان المفتاح الرئيسى هو ما أوردته فى الفقرة الأخيرة من الموضوع، وتقول : (وضعت الإمارة تلك المنطقة الحساسة تحت إدارة وزارة الدفاع مباشرة. التى بدورها مارست سياسات عسكرية وإدارية عقيمة ومكلفة أدت إلى عكس المطلوب وفاقمت الأزمة ووطنت المقاومة المسلحة ).
وذلك ليس طعنا بأى حال بل هو توصيف دقيق وموجز لما كان واقعا بالفعل. والآن عند الإخوة الغيورين شخصا يعلم يقينا صحة ذلك ولديه تفاصيل كثيرة جدا ربما أن بعضها ليس عندى. بحكم عمله وإشرافه الطويل على مقاتلى القاعدة فى الخط الأول. والأخطاء فى العاصمة كانت بالإختصار كالتالى :
1 ـ فصل إدارة العاصمة عن إدارة خط الدفاع عن العاصمة فى الشمال.
2 ـ وزارة الدفاع تولتها عناصر قوية وشجاعة ولكن دون مستوى العمل والمهام المفترض أن تقوم بها فى ذلك الوقت.
فقد حدث خلط بين القدرة على قيادة مجموعة قتالية فى الميدان وبين إدارة وزارة دفاع تعمل على مستوى الوطن. فكل مهمة منهما تتطلب مهارات مختلفة، ولا يشترط أن من ينجح فى أحدهما يمكنه النجاح فى الآخر.
3 ـ إنخرطت الأجهزة الخدمية والإدارية فى العاصمة فى عملها قدر طاقتها ولكن بدون ربط ذلك بإحتياجات عاصمة مهددة بالإجتياح من قوات مسلحة لمعارضة على مسافة غير بعيدة.
كان الحل الأمثل وقتها هو ما إقترحه حقانى على وزارة الدفاع وكل من إستطاع الوصول إليه من مسئولين فى كابول ـ وقد كان يشغل وقتها منصب وزير القبائل والحدود ـ كان من الواضح أن الدفاع عن كابول ركيكا ويحتاج الى دعم، بل إلى خطة متكاملة، لتقوية الدفاعات وتعميقها إذ كانت تعتمد على خط طويل بدون عمق كاف، وأيضا بدون خطة لأزالة المعارضة المسلحة من الشمال. وقد تكلمت فى كتابى عن إقتراحات كانت مطروحة من البعض لأجل ذلك، ولكنها جميعا رفضت بدون تقديم بديل.
وطلب حقانى من المسئولين فى كابول أن توضع العاصمة كلها تحت إدارة عسكرية واحدة، إلى أن يتم تطهير الحزام الشمالى الذى تمركز فيه رجال التحالف الشمالى المعارض والذى يقوده عسكريا وسياسيا أحمد شاه مسعود.
ولكنهم فى وزارة الدفاع ردوه ردا غليظا إضطره فى النهاية إلى ما يشبه الإعتكاف، وترك أمر العمل العسكرى عند المضيق المقابل لبجرام على طريق صحراء ” ده سبز” لشقيقاه خليل وإبراهيم. واكتفى بزيارتهم من وقت لآخر.
( إن هذا ليس من شأنك ) قالوها فى وزارة الدفاع لحقانى. وهكذا أغلقوا باب النصيحة والخبرة إلى أن حلت الكارثة بالجميع.
ولم يكن ذلك هو الوضع الأمثل للإستفادة من تلك الشخصية الكبيرة الذى كان يعتبر وقتها أفضل القيادات العسكرية فى أفغانستان.
ومع ذلك أكرر لك أخى الغيور على الإمارة الإسلامية ـ أن الخط الأول للدفاع عن كابول لم تحطمه قذائف الطائرات الأمريكية، لدرجة أن قادة تحالف الشمال إشتكوا علنا فى وسائل الإعلام من أن القاذفات الأمريكية بطيئة “!!!” وان قوات طالبان يسمعون صوتها مبكرا فيختبؤن فلا يؤثر فيهم القصف. وقد أكد بعض من كانوا فى خط الدفاع وقتها أن القصف الجوى بالفعل لن يكن يؤثر عليهم بشئ إلى أن حدثت خيانات من باعوا الخط الدفاعى وانسحبوا من مواقعهم ـ وقد عرف منهم ذلك الموظف الكبير فى وزارة الداخلية وقد يكون هناك غيره أيضا.
ومع ذلك أخى الغيور فإن ذلك لا يقلل من جريمة الخيانة التى إرتكبها خاتمى وأبطحى ورفسنجانى وكل من تعاون مع الكافرين فى إحتلال بلاد المسلمين، ونضيف أيضا مسئولية الأخ العزيز أسامه بن لادن وكبار مساعديه من كانوا يعلمون بأنه يجهز لعملية كبيرة مخالفة لأوامر الحاكم الشرعى للبلاد والذى أدوا إليه البيعة الشرعية. فتلك أيضا جريمة وخيانة عظمى للإمارة الإسلامية ولشعب أفغانستان الذى آوانا ونصرنا. وعلى كل مجرم أن يتحمل مسئولية جرمه وينال عقابه الشرعى أمام محاكم الإمارة الإسلامية العائدة إلى الحكم بعد النصر بإذن الله.
فهل تعتبر أن قولى هذا يتعارض مع صداقتى ومحبتى لإخوانى هؤلاء ؟؟.
أنا لا أراه كذلك. لأن المحبه للحق يجب أن تكون أكبر من المحبة للأشخاص. فليس هناك من هو فوق الحق والمحاسبة. فلماذا إذا كان حكم الحق لنا هجمنا لنأخذه، وإن كان علينا إعترضنا واعتبرناه باطلا ؟.
ولماذا إذا أنزل “الحكام الطواغيت” الكوارث بأمتنا عمدا إعترضنا وشنعنا عليهم، ولكن نمدح أنفسنا وقادتنا إذا فعلوا نفس الشئ عن عمد أيضا ؟.
تحميل الرد المفقود 4-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
ألم يقل عدد عن قاده القاعده علنا : ( إننا نجحنا فى إستدراج أمريكا إلى أفغانستان والعراق)!! فما معنى ذلك ؟؟. معناه فيما أفهمه خيانة عظمى للمسلمين وفتحا لثغور الإسلام ليدخل منها الكافرون، وفوق كل ذلك إعتبار ما نقوم به خدمة لدين الله وبراعة فى فقه” الجهاد” !!.
فكم إذن هى المسافة الفارقة بين القاعدة وخاتمى وبرويز مشرف وملوك السعودية والخليج وغيرهم؟؟..ما دام الجميع يفعل نفس الشئ من موقعه وإجتهاده الخاص.
ولماذا لا نعتبر أن طواغيت العرب نجحوا فى إستدراج اليهود لإحتلال فلسطين فى عام 48، ثم الأراضى العربية فى عام 67 ثم استدرجوهم إلى سلام شامل وتطبيع سرى وعلنى من المحيط إلى الخليج ؟؟. ثم إستدرجوهم إلى تحالف مشترك ضد القوى الإسلامية فى المنطقة والعالم.. ومازال الإستدراج مستمرا !!.
ثم لماذا الغضب فى خيانات “خاتمى” ومن معه ؟.
هو قدم النصح والخطة الاستراتيجية للأمريكين كما قال فى حديثه التلفزيونى. ولكن أيضا أحد قادتكم البارزين وأمام عدسة التلفزيون أيضا قال مفاخرا أن “القاعدة ” نجحت فى إستدراج أمريكا إلى أفغانستان والعراق حتى تقاتلها فى ميادين مفتوحة ، تغنيها عن الذهاب إليهم فى أراضيهم.
هذه أيضا عبقرية نادرة المثال ولكنها تسير مع نفس خط “خاتمى”. بل أن خاتمى هو الذى عمل فى نفس إتجاه القاعدة من موقعه وإمكاناته كرئيس جمهورية. كما عملت “القاعدة” من موقعها كتنظيم جهادى عالمى “متشعب فى كل مكان!!!” إستدرج أمريكا إلى إحتلال بلاد المسلمين
بل إننا وجدنا فى إيران من يتحدث بنفس لهجه ذلك القيادى فى القاعدة فيقول بأنهم نجحوا فى توريط أمريكا فى أفغانستان والعراق فزادت مشاكل أمريكا وأعبائها، بينما كانت إيران أكبر المستفديدين على الجبهتين إذ تخلصت من نظامين معاديين لها هما وطالبان فى أفغانستان، وصدام فى العراق.
إذن الطرفان رابحان القاعدة وإيران. فلماذا الغضب أخى الغيور؟. مادام الجميع قد ربح ماعدا الإمارة الإسلامية والشعب الأفغانى الذى يعانى منفردا وتحت حصار دولى من حرب تحاول أمريكا أن تجعلها حرب إباده، ولكن الإمارة الإسلامية إستطاعت أن تقود شعبها فى حرب تحرير جهادية لم يسبق لها مثيل.. ونتائجها المتوقعة تفوق أى تصور.
# بينما نلاحظ الآن محاولاتكم “إستدراج ” أمريكا إلى ميادين جديدة فى بلاد العرب.
فإلى أى مدى تنوون المسير فى تلك الخطة ؟؟.
إشارة أخرى إلى خاتمى : إنه كان يمتلك من “الشجاعة” وصفاقة الوجه فاعترف أمام عدسات التلفزيون أنه نسق مع الأمريكين من أجل نجاح حملتهم على أفغانستان.
وتلك فى وجه من الوجوه نوع من “الشجاعة الأدبية!!”. فهل نجد من بينكم يوما شجاعا يعترف بأن هناك تنسيقا حدث مع الأمريكين من أجل إستدارجهم إلى أفغانستان. وكما كانت “مجزرة مزار شريف” هى “بيرل هاربر” التى غالبا رتبها خاتمى ” مع الأمريكيين ” من أجل تبرير التحالف معهم ضد طالبان. فهل هذا هو نفس المنطق الذى حكم عمليه 11 سبتمبر لتكون بيرل هاربر تبرر لأمريكا استدراج نفسها إلى أفغانستان والعالم الإسلامى ؟. فمع من جرى تنسيقكم فى عملية 11 سبتمبر ؟؟.
كم ميزانا نمتلك لوزن الأمور والأعمال والقادة ؟؟
هل الولاء للإمارة الإسلامية يتمثل فى الصياح والتصفيق لها، ثم مخالفتها/ بل خيانتها/ بعد ذلك وتوريطها فى الحروب المهلكة ؟.
أم الولاء يتمثل فى النصح والإرشاد، والإشارة إلى نواحى التقصير والإنحراف ؟.
إن النصح ولو كان قاسيا وحتى لوكان وفى غير محله لهو أفضل من الصمت عن الإنحراف. لكن عند مودة المنحرفين والإستفادة من قوة مناصبهم، فإن المصائب الكبرى تحل بالجميع من جراء ذلك.
كما فعلتم مثلا فى تستركم على ذلك الكبير الفاسد فى وزارة الداخلية فى كابول رغم المعلومات الخطيرة التى كانت بحوزتكم. فماذا لو أنكم ابلغتم أمير المؤمنين بذلك ؟. ألم تكن كابول فى وضع أفضل الآن ؟ ماذا لو أنكم ناقشتم الإمارة مباشرة فى عروض التسليح التى جاء بها الشماليون من الروس.. ألم يكن الآن بأيدى المجاهدين ما يردعون به العدو وطائراته ؟؟. لقد وصلتكم العروض معا.. وكان ينبغى مناقشتها معا.. فكل طرف كان يخشى من نظرة الآخر إليه وشكوكه فيه. وكان البحث المشترك فى الأمن المشترك هو الأولى وليس التسابق نحو مناطق القبائل لشراء مخلفات باليه لحرب سابقة.
وقبل كل شئ : ماذا لو أنكم شاورتم أمير المؤمنين فى عملية 11 سبتمبر؟ .
ألم يكن ذلك أولى بصفته الحاكم الشرعى للبلاد ؟.
ماذا منعكم من ذلك ؟؟.. هل هو الغرور والكبر؟؟. أم أن عقائدكم الصحيحة لا تسمح لكم بمشاورة المشركين ؟؟.فالسلفى صحيح المعتقد ما كان له أن يشاور، ناهيك أن يستأذن، صوفى مشرك؟؟.
أم أن بعد نظركم وفصاحتكم السياسية تمنعكم من مشاورة “الأغيار” الذين لم يصلوا إلى درجة علمكم ببواطن الامور ؟.
# ألم يقل الأخ أسامه بن لادن أكثر من مرة لمن حوله، ومشيرا إلى الأفغان فى كلامه (لأدخلنهم حربا هى خير لهم من الدنيا وما فيها ).. بعض من حولك سمع ذلك الكلام فدعهم يشرحون لنا معناه !!.
أفيدونا.. ولا تتركوا الأجيال القادمة فى حيرة.. بل لا تتركوا الأجيال الحالية يتخبطها الغموض والتيه.
تحميل الرد المفقود 4-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
المصــداقية :
تطرقت إلى مسألة ” المصداقية ” فى عبارتك التالية :
( والملاحظة الثانية، هى حرصك عن التعريف بنفسك فى كتبك على أن تصف نفسك بأنك صديق شخصى للشيخ أسامه، فهل حرصك على هذا الأمر نابع عن صداقة فعليه يشهد عليها ما تضمنته هذه الكتب، أم أن المراد منه إعطاء نوع من المصداقيه لما تكتب ضد الرجل بحق وبغير حق ).
ـ أقول لك أخى الغيور الغاضب أن صداقتى للأخ أسامه هى صداقة حقيقية، وتعلم أننى ساندته كثيرا ضد معارضين عديدين أثناء تواجدنا الأخير فى أفغانستان. حتى بعض من بايعوه بعد 11 سبتمبر كان يسألنى ـ وأحدهم من الكبارـ ( ألا تعتقد أن هذا الرجل يعمل مع العدو) فنفيت ودافعت. وكان إعتقادى ومازال يحكم معرفتى القريبة به أنه رجل مخلص ويتمتع بمزايا أخلاقية فريدة. ولكننى ومنذ وقت مبكر جدا بل حتى عند تأسيس “المأسدة” فى جاجى 1987،وأنت كنت قريب جدا منى فى ذلك الوقت، أننى كنت معارضا لقدراته القيادية سواء العسكرية أو السياسية. وكان هو يعرف عنى ذلك الرأى فيه، وكذلك كان يعرفه كبار معاونيه. ولا أظن أنك فى حالة تسمح لك بأن تعترف بشئ الآن أو أن تنطق بأى حق، ولكن إلى جوارك الآن شخص قيادى يعرف عنى جيدا جدا ذلك الموقف.
ومازال موقفى على حاله إلى الآن.
ومن آخر الطرائف بينى وبين أبو حفص رحمه الله أننى قلت له قبل 11 سبتمبر بأسابيع قليلة جدا: (إن أبوعبدالله يتصرف بغرابة لا يطيقها أحد، وحتى أكثر غرابة من تصرفات الخضر عليه السلام التى لم يتحملها نبى الله موسى وهو من الرسل أولى العزم ). فضحك أبو حفص ووعد أن يبلغ أبوعبدالله بذلك. وما غضب أبو عبد الله منى يوما ـ كما تفعل أنت الآن أيها الغيور والملكى أكثر من الملك. ورغم إنضمامك المتأخر جدا لتنظيم القاعدة أراك أكثر حماسا فى الدفاع عن ذلك التنظيم وبالذات عن خطاياه، أكثر من قائد التنظيم وكبار كوادره ومؤسسيه…فهل تسمح لى بالسؤال: لماذا؟؟.
هل ذلك خوفا من أن تتوجه دفة المساءلة والحساب عليكم فى تنظيم الجهاد المصرى (وعليك تحديدا) فى الكارثة العظمى التى تسببت بها لمصر كلها وللعمل الإسلامى هناك؟؟.
لماذا لم تكتبوا عن تجربتكم الجهادية فى مصر وعوامل فشلها حتى لا تتكرر المأساة فى مواضع أخرى؟؟. وبدلا عن ذلك ساهمتم بنشاط فى توريط القاعدة فى هاوية الإنحراف التى وصلت بها إلى كارثة سبتمبر، ولهذا تدافعون عنها الآن بكل إستماته ونشاهد من فضيلتك كل ذلك الهوس غير المنطقى فى الدفاع عن باطل واضح، وإدانة أى محاولة للبحث أو التنبيه إلى الأخطاء أوالمطالبة بالمناقشة والمحاسبة؟؟.
كنت أقول ـ ومازلت ـ أن أباعبدالله يناسبه دور القيادى الجامع لأشتات الأمة، والذى يعامل الجميع على قدم المساواة، ويراعى الأهداف العليا للأمة، وليس التنظيم.
ولكن لا يناسبه أبدا دور القائد الميدانى أو زعيم التنظيم، وكتبت له فى ذلك مذكرة (عام 1999 على ما أعتقد ) وأسميتها “النصائح الوردية فى المسألة الاستراتيجية” كان من ضمنها نصيحة قديمة قدمتها له سابقا عند إصداره بيان “إعلان الجهاد على المشركين المحتلين لجزيرة العرب” وقلت له أن يحل تنظيم القاعدة أو أن يتخلى عن قيادة التنظيم لأحد مساعديه /ولم يكن بالطبع غير أبوحفص هو المتبقى من المؤسسين الأوائل / وكان مشروع الجهاد فى جزيرة العرب مشروعا عظيما أيدته فيه، بل طالبته وبإلحاح أن يكون مشروع الأمه وليس مشروع التنظيم ولا مشروع زعيم فرد. ولكن أبوعبدالله سار بعكس ما نصحت به تماما، رغم أنه كعادته الكريمة كان يستمع لى باحترام وتقدير وكنت أبادله ومازلت نفس الإحترام والتقدير.
ولكن أخى الغيور فإن الصداقة ليست مانعة لقول الحق، ولا هى أهم من مصالح المسلمين، والشريعة لا تطبق فقط على من نكرههم بل تطبق قبل ذلك علينا وعلى كل من نحب.
وأبوعبد الله كان ـ ومازال ـ شخصية قيادية كبيرة وقام بدور تاريخى سيظل محفورا فى ذاكره الزمن ـ ومثله تكون أخطائه على نفس المقدار ـ أى كبيرة وخطيرة ـ وذلك لا يقلل من قدره ولا من دوره التاريخى كما لا يعفيه من المساءلة أوالحساب. وهذا المبدأ الذى يجب أن نركز عليه ونحفره فى ضمير الأمة. ليس فقط بالنسبة للأخ أبوعبدالله بل بالنسبة لجيع القيادات الإسلامية أينما كانوا وأيا كان دورهم.
ذلك لأن هناك نوعا من التقديس والعصمة تحيط به كل جماعة نفسها وتحيط به قائدها، فيخرجون إلى نطاق “مافوق الشريعة” وما “فوق الحساب المساءلة”.
ـ أما قولك أننى أبحث عن المصداقيه بقولى أننى صديق لابن لادن.. فلو أن غيرك قالها!!.
لقد بدأت صداقتنا معا عام 1986 فى إسلام آباد. وأنت تعرف وضعى فى تلك الأيام بالنسبة لسياف الذى كان بطل المشهد الجارى فى العالم “كما هو بن لادن الآن وأكثر” وحول سياف مئات العرب فى بشاور ومئات الآلاف فى العالم الإسلامى.ومن خلفه من الدولة السعودية بكل جبروتها المالى والاستخبارى فى باكستان آنذاك. وخلفه من الجماعات الإسلامية التنظيم الدولى للإخوان المسلمين وكانوا فى ذروه تحالفهم مع حكام السعودية للعمل المشترك فى قضية أفغانستان. وخلفه أيضا الجماعة الإسلامية الباكستانية وكانت فى أقصى درجات القوة منذ تأسيسها نظرا لتحالفها مع نظام ضياء الحق. وكانت الجماعة تضع حكمتيار فى صدارة الإهتمام مداراه لضياء الحق، ولكنها تضع بعده مباشرة من حيث الإهتمام سياف لمداراة السعودية والتنظيم الدولى للإخوان.
وكان خلف سياف الشيخ عبد الله عزام وما أدراك من هو فى ذلك الوقت ـ وكان غالبية التيار العربى فى عام 1986 خلفه بحماس وإيمان.
وأمام كل ذلك ـ وأنت تعلم جيدا ـ أننى كنت أقف منفردا ومعارضا ومهددا بالقتل ـ ومنبوذا ومصنفا عدوا أول “للجهاد الأفغانى”، هل تذكر ذلك أم تراك نسيت فى خضم فقدانك الواضح للذاكرة ؟. تذكر أننا كنا عصابة صغيرة مكونة منى ومنك ومن أبوحفص وعبد الرحمن المصرى، وزاد البعض وذهب البعض. ولكن الجميع وقعوا تحت ضغط، وأنكم جميعا تلقيتم تحذيرات قوية من العمل معى. ووصلكم تشكيك عنيف فى شخصى الضعيف، حتى إنسحب البعض ممن أوشكوا أن يكونوا معنا، ثم إنسحبتم جميعا ماعدا عبدالرحمن المصرى وإلتحقتم بالتنظيمات العربية التى ظهرت فجأه على الساحة وكانت طوق إنقاذ لكم من حرج العمل معى، الذى لم يكن مقنعا لكم وأيضا مشكوكا فى دوافعه.
وما أشبه الليلة بالبارحة !!.
# كان سياف صديقى. بل أكاد أزعم أننى كنت ونفر قليل جدا من أصحابى الأقربين فى عام 1980 أول من سانده وروج أشرطته واتصلنا بالصحف وكتبنا، بل وكنا السبب الأساسى فى الدفع بأول بعثه صحفية عربية زارت أفغانستان والتقت بالمجاهدين عام1979، قبل الغزو السوفيتى، وكانت بعثة صحيفة الإتحاد الإماراتية. وكانت مجموعتتنا أول من كسر الحصار عن المجاهدين الأفغان وجلب أول وفد خارجى لهم زار أبو ظبى ثم منطقة الخليج فكانت بداية الإنطلاق الكبير لأسطورة “الجهاد الأفغانى” والدعم الشعبى العربى له.
ولكن عندما ثبت لى بالدليل المادى الملموس أن سياف كذاب ومنحرف ومضلل وأن الأحزاب كلها فاسدة وضارة بالجهاد فى أفغانستان، بل ستؤدى إلى الإضرار بمصير الإسلام فى المنطقة وإعطاء نموذج سيئ وفاشل للجهاد، عندها ناصبت سياف العداء علنا ووحيدا ووصفت أحزاب بشاور”الجهادية” فى أحد مقالاتى وقتها بأنها (المسخ ذو السبعة رؤوس ) وكان عددها 7 أحزاب ولم أحاول إكتساب المصداقية بقولى أن سياف ” كان” صديقى فلماذا أفعل ذلك الآن مع أبوعبد الله؟ .
لقد أثبت الأيام صدق موقفى من سياف ومن “الأحزاب الجهادية” الفاسدة فى بيشاور. وظللت معارضا لهم إلى أن سقط النظام الشيوعى فى أبريل 1992ـ وعندما دخلت حكومة تلك الأحزاب إلى كابول قادمة من بيشاور بعد أن شكل وزير الاستخبارات السعودى حكومتهم ظللت معارضا لهم. بل طالبت حقانى أن يقف مع المجاهدين فى وجه تلك الحكومة ويمنعوا وصولها إلى كابول وأن يعتقلوا جميع من فيها. لكنه ضحك لأن الأمر بدا له مستحيل التنفيذ وربما مبالغا فيه.
وقد صدق إستنتاجى وأغرقت تلك الحكومة الفاسدة البلاد كلها فى الفوضى والفساد. إلى أن إنبعثت حركة طالبان وأصلحت المسار وأقامت الحكم الإسلامى للإمارة الاسلامية. وكانت تلك الحركة تجسيدا لصحة موقفى الذى ظللت صامدا عليه منذ عام 1984 حين إكتشفت فساد سياف وحتى 1994حين إنبعثت حركة طالبان.
إذن أيها الغيور الغاضب لست (أنا العبد الفقير إلى الله) من يحتمى بصداقته لأشخاص بحثا عن مصداقية. فقد إكتسبت تلك المصداقيه بفضل الله ثم إلتزامى بالصدق والدفاع عنه. فمن الحق نكتسب المصداقيه وليس من الأشخاص أو الجماعات أو الدول مهما علا شأن هؤلاء جميعا فى لحظه من اللحظات.. ثم شئ آخر :
إن صديقى ـ وزعيمك ـ أسامه بن لادن هو من يجب أن يهتم الآن بموضوع المصداقية فهناك أسئلة كبيرة عليه أن يجيب عليها، ونراه إلتزم الصمت الرهيب وضرب عنها صفحاً بينما تولى قارعى الطبول / من شاكلة فضيلتكم/ صرف الأنظار عن كوارث تسبب فيها الرجل متوجهين بالضوضاء فى كل صوب حتى ينسى الناس ما حدث.
ولكنه فى يوم ما، لابد أن يجلس الجميع للحساب فى الدنيا قبل الآخرة. وهناك أسئلة هامة لابد أن يجيب عنها الجميع. فى مقدمتهم الأخ العزيز أسامه بن لادن ـ ثم كبار أركان حربه من أمثالك وآخرين حولك الآن أو بعيدين عنك.
فمعيار قياس الناس والحكم عليهم هو الحق ” إعرف الحق تعرف أهله ” ولا يقاس الحق بالناس أبدا. فالناس دوما عرضه للخطأ والإنحراف والغواية، مهما علا قدرهم وأحاطت بهم أضواء الشهرة أو بهرجة السلطان.
تحميل الرد المفقود 4-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
أفغانستان على خطى الشيشان :
كان ما حدث فى الشيشان على يد الأخ الشهيد “خطاب” هو صورة تكاد تكون طبق الأصل مما حدث فى أفغانستان على يد الأخ “أسامه” حفظه الله.
وقد حذرته كثيرا، وبنفس هذا النص (لا تكرر فى أفغانستان ما فعله خطاب فى الشيشان ). ولا أدرى أن كنت أنت فقط من فقد الذاكره أم باقى أعضاء “مجلس شورى” التنظيم ممن حولك هم أيضا أصبحوا كذلك. وإلا فإن أحدا ممن حولك وليس أنت / لأنك فى الواقع فقدت أشياء كثيرة/ لا بد أن يذكر قولى هذا. وأحمد الله أن الأخ أسامة مازال حيا وأتمنى له طول العمر والسلامة. فحسب تجربتى معه لم أجرب عليه قول الكذب، لذا سيكون شاهدا على كل مانسبته إليه من قول أو فعل فى كتابى هذا وكل كتبى، وعندها سوف تبيض وجوه وتسود وجوه أخرى.
فى لقائى الأخير مع بن لادن والذى ورد فى ” كتاب صليب فى سماء قندهار” ذكرت له نفس عبارة التحذير مع زيادة كنت أذكرها له أحيانا فى مناسبات آخرى أقول له فيها ” فلا تكونا شخصين تحملان نفس الجنسية وتقومان بنفس العمل “.
تقول فى فقرة من رسالتك حول هذا الموضوع:
{{ وننتقل إلى أمثلة أخرى مما ورد فى الكتاب من الأمور المجافية للحقيقة، بإخصار، فمن ذلك :
1ـ ماورد فى الكتاب فى أكثر من موضع من تهم للأخ المرحوم الشهيد خطاب نحسبه كذلك ولا نزكى على الله أحدا. وهى من جنس التهم ذاتها الموجهه للشيخ أسامه. وكان من الواجب على الكاتب أن يذكر الأدله التى تثبت ما يقول.
2ـ ما جاء فى الحديث عن شيخ المسجد الجامح فى مشهد…
إلى أن تقول : وبرأت المخابرات الإيرانية من قتله وألصقتها بجبهة أخرى رغم أن القرائن والشواهد تقول خلاف ذلك. إنها الروايه الإيرانية مرة أخرى كما عرفناها منهم }}.
نبدأ بقصة الشهيد خطاب فأقول :
أن ما حدث فى الشيشان لا أحسبه سراً على العرب الكبار فى قندهار تحديدا. لأنه بعد أن أعاد الروس إحتلال الشيشان وأداروا عجلة المجازر الجماعية مرة أخرى عاد إلى أفغانستان مجموعة من أقرب مساعدى خطاب واستأجروا مقرا لهم فى قندهار. ثم مالبثوا أن أصبحوا قريبين من أبوعبدالله. ولا أدرى إن كانوا قد إنضموا إليه أم لا ولكن المهم هو أن ما حدث هناك فى الشيشان بات معروفا وتحدث به بعضهم. بل وآخرون أيضا جاءوا من هناك يطلبون سلاحاً للدمار الشامل يستخدمونه لكبح جماح المجازر الروسية ضد المدنيين (وظهر لى وقتها أنها صفة جديدة تجمع بين الزعيمين خطاب فى الشيشان وبن لادن فى أفغانستان وهى النظرة غير المبالية بهذا الموضوع، مع إختلاف بسيط فى حالة بن لادن سنتحدث عنها بالتفصيل فيما بعد ).
ما حدث فى الشيشان هو أن خطاب قرر/طبقا لحساباته الخاصة/ أن يغزو داغستان المجاورة مرتكزا على تنظيم سلفى مسلح موجود هناك بالفعل.
وعليه قرر التحرك ولو منفردا. وبدافع الحياء أو الشهامة أو أى شئ آخر قرر القائد الشيشانى ” شامل باسييف” المشاركة معه. ورفضت باقى القيادات الكبيرة المشاركة.
وقتها قرر الروس أن الفرصة المواتية للقيام بحملة جديدة ضد الشيشان التى كانت قد حصلت بعد حربها الأولى مع الروس على مقدار كبير من الإستقلال فى إدارة شئونها. بدأت الحملة الروسية فطردت من كانوا فى داغستان وبدأت حملة إنتقامية على الشيشان وسلبت منها كل مكاسب حربها الماضية، وشردت حوالى نصف السكان إلى خارج البلد، وتحطمت هياكل المقاتلين الشيشان وعاد وضعهم إلى نقطة الصفر تقريبا. وأحكم الروس قبضتهم وبكل قوة على الشيشان مرة آخرى… وتلك هى القصة.
تطلب دليلا كونك فقدت الذاكرة أو لأنك كنت مشغولا عن أفغانستان ومن فيها من عرب وعجم بمشاريعك الدولية مع تنظيمك “الجهادى العالمى”، لذا لم تستمع إلى ماقاله الإخوة العائدون من الشيشان.
ودليلى هو ما أذيع فى كل وسائل الإعلام عن خطوات تحرك تلك القوة العربية الشيشانية التى ضمت خطاب وشامل باسييف نحو داغستان، ثم الحمله الروسية التى تلت ذلك، وصولا إلى النهاية المأساوية التى ما زالت تعيشها الشيشان إلى الآن.
وأقول أن لك الحق فى القول بأن كل ذلك إفتراء وأكاذيب لم تحدث. ليس فقط لأنكم كررتم فى أفغانستان نفس القصة المأساوية، بل لأنها مدرسة فكرية واحدة، وتقاليد راسخة فى العمل “الإسلامى الحركى”. فقيادة مطلقة الصلاحية، ومجالس شورى لا ضروره لها، ويستوى إن كانت بشرا أو أخشابا، وقرارات تنبع من حيث تنبع الدولارات، وكوارث تحدث ثم توصف بأنها إنجازات خارقة للعادة وعبقرية قيادية منقطعة النظير. والقضاء والقدر والإبتلاء والتمحص جميعها شماعات جاهزه لتعليق الجرائم وإلصاقها بعوامل غيبية.
ثم كلمة “شهيد” البراقه تلصق فوق جثث من ضحوا بأرواحهم طبقا لأوامر قيادات تجمع توليفة هائلة من صفات شتى مثل الجهل والغرور والغموض التام والتبجح المطلق، وإدعاء البلاهة وفقدان الذاكرة.. إلخ.
ثم لا أحد يكتب عن تجاربنا أو يشير إلى أخطائنا. فيأتى كل جيل وهو بلا تجربة ولاخبرة، وهو يظن أن من سبقوه قد بلغوا ذرى التقوى والكمال والحكمه فيقلد ما سمعه عن أفعالهم، فيقع فى نفس الكوارث. وهكذا تدور الأمة حول نفسها وهى تنزف حتى الموت فى مكانها بدون أن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
بل أن “الجهاد” الذى هو سبيلها الوحيد للإنعتاق من العبودية للجبابرة، تحول إلى سكين إنتحار تقطع به الآن أجزاء من جسدها فى فتن داخلية ، أو تنتحر به وتنتكس عشرات السنين إلى الخلف. ولو شئت تكلمنا فى ذلك وضربنا الأمثال لساعات طوال.
تحميل الرد المفقود 4-7 ( PDF ) علي الرابط التالي:
النسخة الأصلية من الرسالة الجوابية التى كتبها مصطفى حامد ردا على رسالة “أبو الخير ومجلس شورى القاعدة” فى صيف عام 2009 ميلادي
المصدر:
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مافا السياسي (ادب المطاريد) – نشر في 14/06/2017
www.mafa.world
لاحول ولا قوة الا بالله