بيان الإمارة الإسلامية حول الانقلاب الشيوعي في السابع من شهر ثور والنصر الجهادي في الثامن من شهر ثور

في السابع من شهر ثور عام 1357 هـ ش وضع مليشيات “الخلق” و “البرشم” الشيوعية حجر أساس دورة ظلام وتخلف في البلاد. ففي هذا التاريخ قام العملاء الشيوعيون بإنقلاب شيوعي غاشم في البلاد، حيث يعد اليوم الأسوأ في تاريخ بلادنا الإسلامي وسببا لجميع المآسي والمصائب بعدها.
وفي مقابلة هذا الانقلاب الشيوعي انتفض شعبنا المؤمن ضده وأعلن جهادا مسلحا وعان في هذا السبيل مشاكل ومصائب كثيرة، وقدم تضحيات لا مثيل لها كما أجبر عدد كبير من الأهالي بالهجرة والنزوح من مناطقهم، لكن تنفيذا للحكم الإلهي استمر شعبنا البطل بالجهاد حتى هزيمة القوات السوفيتية المحتلة وعملائهم المرتزقة الشيوعيين الأفغان وتصفية البلاد من خبث الكفر والإلحاد.
حيث بعد 14 سنة من السابع لشهر ثور، أي بتاريخ الثامن من شهر ثور عام 1371 هـ ش انتصر جهادنا المقدس ضد السوفييت وتم تحقيق آمال مليون ونصف مليون شهيد، حيث انهزم الكفر وفر فاشلا مفتضحا من البلاد.
إن الإمارة الإسلامية تندد الانقلاب الشيوعي في السابع من شهر ثور، وتعتبره سببا لجميع المصائب التي أتت بعده في البلاد، وتبارك الملة أكملها بنصر الجهاد في الثامن من شهر ثور. تعتبر الإمارة الإسلامية هذا اليوم يوما مهما للغاية وتقدره وتعتبره رمزا لبقاء روحية الجهاد فيهم.
مع أنه بعد النصر في الثامن شهر ثور، بدأ بعض طالبي الحكم والسيادة بمعارك داخلية فيما بينهم، مما واجه ثمرة الجهاد لخطر الضياع، لكن لله الحمد قام ورثة الجهاد الأصليين والشخصيات الذين كان لهم حقا أمل قيام نظام إسلامي بعدم اعتبار الجهاد تجارة ووسيلة لكسب المناصب والامتيازات، بل اجتمعوا وبإرشادات العلماء الكرام في البلاد أسسوا حركة طالبان الإسلامية، حيث تمكنت بتصفية مناطق شاسعة في البلاد من المفسدين، وإقامة نظام شرعي في الساحات الخاضعة لسيطرتها، حيث بعد مدة طويلة قدموا نموذجا حسنا للأمن والنظام الإسلامي الخالص.
لكن لم يحتمل أعداء الإسلام نموذج النظام الإسلامي الخالص في العالم بعد مئات السنين، لذلك من البداية شرعوا بمختلف المكائد والدسائس ضد هذا النظام الإسلامي في أفغانستان، ثم احتلوا البلاد بشكل مباشر حيث واجه شعبنا مرة أخرى مع امتحان كبير.
حاليا الشعب على أبواب فتح ونصر عظيم مرة أخرى، وواجهوا المحتلين مع الهزيمة النكراء مرة ثانية، لذلك نطالب من كافة الشعب بمساندة علمائهم والقشر الديني والجهادي بقوة أكثر من أي وقت مضى. إن نجاحنا في الدنيا والآخرة مكمن في العمل وفق إرشادات الشريعة الغراء، ومتابعة الجهاد المقدس، والحفاظ على بلادنا من الكفار ومسانديهم، ومن المفسدين ومن كل الدسائس، والأخذ في الاعتبار آمال ملايين الشهداء والأيتام والأرامل والمهاجرين والمشاكل والمصائب التي ذاقها الشعب في سبيل نيل الحرية وإقامة نظام إسلامي. وأن نخاف من الله عز وجل كما حقه ونبذل كافة الجهود من أعماق القلوب في سبيل إقامة نظام إسلامي في البلاد.
ليس هناك أي فرق بين احتلال القوات السوفيتية السابق وبين الاحتلال الأمريكي الحالي، سوى التفاوت الزمني فقط. أهداف كلا الاحتلالين هو قمع الهوية الإسلامية للبلاد، وتحريف الجيل الجديد، واستعمار شعبنا، والسيطرة على هذه التراب الجهادية. علينا ألا نحس بالتعب أبدا في سبيل صد هذه الفتن والمبارزة معها بمتانة كاملة.
إمارة أفغانستان الإسلامية
1438/7/30 هـ ق
2017/4/27م