كل إستعمار وأنتم بخير

0

البيادة تفتح الأبواب أمام إستعمار الشركات العملاقة  

سد النهضة مثل فوهة بندقية مصوبة دوما الى رأس مصر شعبا ودولة . وهذا وضع لا يمكن القبول به ، حتى ولو لم يتم تخزين كوب ماء واحد خلف السد . كيف وهذا السد مرتبط بمشروع دولى على قمته إسرائيل ومجموعة شركات عظمى متعددة الجنسيات ، تصادر ما تستطيع من أنهار الدول المستضعفة ” وعلى رأسها مصر الذى باعها البرديسى (من بابها) لنظام الشركات الدولية متعددة الجنسيات ، فى غياب شعب الكنانه الرازح تحت البيادة العتيدة لجيش كامب ديفيد ، الذى هو العصا الغليظة لإخضاع الشعب وإرهابه وتطويعه لسياسة بيع مصر كلها للإستعمار الجديد ، إستعمار الشركات متعددة الجنسيات . التى سيبيع لها البرديسى مصر كاملة ـ تسليم مفتاح ـ وعلى رأس ذلك كله نصيب مصر فى نهر النيل .

وأى مواطن يريد أن يعيش فى مصر ، بعد الآن ، يجب أن يكون قادرا على الدفع بالسعر العالمى مقابل كل شئ يحتاج إليه (من قرص الدواء إلى كوب الماء) ، بدون أى معونة من الحكومة ، التى ستصبح هى الأخرى قطاع خاص ـ توزع بعمولة مجزية أعمال الدولة على الشركات الدولية بما فى ذلك أعمال السيادة مثل الدفاع والأمن والتعذيب ،  وصولا إلى ماء النيل . ولا نستبعد أن تتولى شركة إسرائيلية خاصة إدارة سياسة مصر الخارجية بدون مناقصة ، ولكن بالأمر المباشر من بيادة مصر العليا .

المواطن الذى لا يمكنه الدفع عليه أن يرحل بشكل ما . الفقراء إما ينتحرون أو يركبون قوارب الموت فى البحر الأبيض صوب الشاطئ الأوروبى ، وهناك تنتظرهم حاملات الطائرات “ماستيرال” الخاصة بالبرديسى الذى باعتها له فرنسا لحماية شواطئ أوروبا من تسونامى هجرة بحرية متوقعة من مصر صوب أوروبا . هناك طريق آخر صحراوى ولدى البرديسى سلاح طيران من المرتزقة يقصف الأن عدة شعوب عربية لقاء عمولة مجزية ، بصفة أن الجيش أصبح شركة قطاع خاص يمتلكها البرديسى شخصيا . وطائرات البرديسى ستلاحق الفارين من مصر فى الصحراء كما لاحقت سياح المكسيك فى الصحراء الغربية وقتلتهم “وكأنهم مصريون” .

فى مصر أكثر من طريقة لقتل الفقراء والتخلص منهم . فهم سلعة غير مطلوبة دوليا لدى الشركات التى تشترى البلد ، من قناة السويس إلى نهر النيل إلى المواصلات العامة والصحة والتعليم والخدمات الإدارية ( سيطرد البرديسى 6 مليون موظف ) وللشركات الأجنبية الحق فى أن تطرد أى موظف أو تستقدم عمالا وموظفين من أى مكان فى العالم .

فى نهاية المطاف ، المشترى النهائى لمصر جميعها سيكون إسرائيل وخلفها رأسمال الصهيونية العالمية كما حدث فى فلسطين . وهكذا تتكرر النكبة على مقياس أكبر بكثير جدا ، فلا ننسى أن فى مصر تسعون مليون إنسان ، أكثر من نصفهم تحت خط الفقر ، ويمر بها أكبر نهر فى العالم ، هو الأخر سوف يباع بواسطة الحبشة وبإسناد من إسرائيل وإخوتنا فى النفط .

كتمهيد ضرورى لتلك السرقة التاريخية العظمى (دبلوماسيا إسمها الخصخصة!!) فإن جميع الخلايا الحية فى مصر سيكونون إما فى السجون أو قيد الملاحقة ، وسيتخطى تعدادهم الحقيقى غير المعلن مئات الآلاف ، وذلك على خطى دول سبقتنا على ذلك الدرب الشيطانى مثل تشيلى”الجنرال بينوشيه” وأندونيسيا “الجنرال سوهارتو” ، وأخيرا مصر”الجنرال البرديسى”.

ربما نتكلم فى فرصة لاحقة عن الدور العالمى للبيادة فى فرض الإستعمار الجديد للشركات المتوحشة العظمى العابرة للقارات . فما نراه على أرض الكنانة اليوم هو الإبداع المصرى فى تطبيق هذا الدورالإستعمارى، ودور الجيش فيه كأداة صدم وترويع وإخضاع الشعب ، لتمرير أكبر عملية نهب للمال العام فى تاريخ مصر على الإطلاق ، لصالح شركات إقتصادية عظمى ، قوتها مخزنة فى البنوك ، وسلاحها هو نفس السلاح الذى فى أيدى جنود مصر . أما إذا إحتاجوا إلى دعم لمواجهة تمرد شعبى محتمل ، فهناك إسرائيل قريبة وجاهزة ، وهناك قواعد أمريكا والناتو المنتشرة فى المنطقة العربية مثل حبيبات الجدرى ، خاصة عند إخواتنا فى النفط أعانهم الله على إبادة شعب مصر ناكر الجميل .

جميع المعارضة بأحزابها وقياداتها ، بإسلامييها وعلمانييها ويسارييها ، قد فاتها القطار وهى تتحدث وتختلف حول واقع مصرى لم يعد له وجود ، فلا يمكن عكس الإندفاعة الغاشمة التى قادها بجسارة ذلك البرديسى . فقد أوصل إلينا بالفعل الإستعمار الدولى الجديد ، إلى عمق إقتصاد مصر ، إستعمار الشركات العملاقة متعددة الجنسيات.

يا شعب الكنانة : لقد إستهلكت كافة أنواع الإستعمار منذ بدء الخليقة وحتى الآن . فلا تلطموا الخدود ولا تشقوا الجيوب بل إسجدوا وإحملوا البيادة فوق رؤوسكم ـ كما فعل المواطنون الصالحون منكم ـ فقد أدخلتكم البيادة “الوطنية” إلى أرقى مراحل الإستعمار الحديث .

أيها المصريون : لن تكونوا فى مصر عندما تحل الدورة الإستعمارية التالية ـ فتلك هى نهاية التاريخ بالنسبة لكم وبالنسبة لوطنكم الذى أضعتموه ، وسوف تبكون عليه كالنساء لأنكم لم تحافظوا عليه كالرجال .

على أية حال كل إستعمار وأنتم بخير .

 

بقلم: مصطفي حامد ابو الوليد المصري

المصدر: موقع مافا السياسي

www.mafa.world

 



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا