عدد المجلة :أحاديث المجاهدين( فقراء أوروبا وقودا للحرب )

تلك هي الدول التي خرجت من الأسر السوفيتي بعد انهياره،  فسارعت أمريكا إلى الاستحواذ عليها ومواجهة أوروبا الغربية الغنية بكتلة أوروبية أخرى شرقية وفقيرة أسمتها إدارة بوش (أوروبا الجديدة) في مقابلة (أوروبا القديمة) التي تحاول أن تكون كتلة موازية/أو منافسة أو حتى بديلة/لأمريكا في المستقبل، ولكن أمريكا نجحت في إحباط ذلك الحلم الأوروبي حتى الآن، وحجزت القارة العجوز في (بيت الطاعة) الأمريكي وكبلتها بشتى القيود التي تجعلها مجرد تابع للقيادة الأمريكية التي تقود الحضارة الغربية من أجل السيطرة على العالم عبر مغامرات ورؤية صهاينة المحافظين الجدد الذين أحكموا قبضتهم على الولايات المتحدة منذ 11سبتمبر والى الآن.
أوروبا الجديدة ـ أو فقراء أوروبا ـ يدفعون الآن ضريبة الدم للولايات المتحدة لسداد ديونهم السياسية للولايات المتحدة. ويقف جنودهم في أفغانستان في طليعة قوات أوروبا دفاعا عن الجنود الأمريكيين.
ولذلك يعانون من أكبر نسبة خسائر بالنسبة لعدد القوات،  فقوات بولندا ورمانيا ينزفون بشدة، ويلحقهم جنود جورجيا التي تحميها الولايات المتحدة في مواجهة روسيا، ثم جنود فقراء لا يدرى أكثر الناس أين تقع بلادهم على خريطة العالم، ولولا قتلاهم في أفغانستان ما أهتم بأمرهم أحد مثل (نيوزيلندا) مثلا، ونأمل ألا تلحق بنجلادش بقائمة التعساء هؤلاء، فليس هناك أفظع من أن يقاتل جنود مسلمون من أجل إرضاء أمريكا وأوروبا فيقتلون إخوانهم في الدين من أجل بضعة دولارات أمريكية وكلمة شكر باردة من مسئول أمريكي من الدرجة الثالثة.
تدريب إسرائيلي
جيوش فقراء أوروبا يتلقون تدريبات عسكرية في بلادهم على يد (خبراء) عسكريين من الكيان الصهيوني الإسرائيلي، قبل إرسالهم إلى أفغانستان.

قد يطلقون عليها اسم مناورات عسكرية مشتركة، ولكن الكيان الصهيوني الإسرائيلي أعلنها بصراحة أنه يقدم تدريبا عسكريا لقوات دول معينة قبل إرسالها إلى أفغانستان.
في رومانيا سقطت طائرة هيلوكبتر إسرائيلية في شهر يوليو الماضي، وبعد أسبوع تقريبا تعرضت طائرة أخرى من نفس النوع إلى (هبوط اضطراري)، قتل سبعة أشخاص في الحادث الأول وجرح عدة أشخاص في الحادث الثاني ـ وكل ذلك في مجال التدريب، حسب الروايات الإسرائيلية.
وإسرائيل تقدم ذلك الدعم حتى للقوات الأمريكية وقوات حلف الناتو فوق الأرض الأفغانية، وتقدم خبرات حروبها مع المسلمين العرب في مجال القتال الميداني، كما في مجال التعامل الوحشي مع المدنيين وفي مجال معاملة الأسرى والتحقيق معهم في سجون أفغانستان التي يديرها الأمريكيون.
نتائج كل ذلك في الميدان واضحة أيضا إذ تضاعف نزيف الدم الأمريكي كما تزايدت النقمة الشعبية على الاحتلال وتضاعفت صفوف مجاهدي حركة طالبان، وتدفق عليها الدعم الشعبي، وحتى من داخل صفوف النظام الحاكم ومؤسساته وبدرجة أثارت ذعر الاحتلال، إذ تتسرب قدرات الاحتلال إلى المقاومة الجهادية عبر النظام الذي اخترقته حركة طالبان بعمق لم يسبق له مثيل من قبل.
تلك هي نتائج الخبرة الإسرائيلية في قتالها ضد مسلمي فلسطين ولبنان، وذلك يبشر بكل خير ويطمئن المسلمين إلى ان جولات حروبهم القادمة مع إسرائيل سوف تدفع ذلك الكيان اليهودي صوب هاوية الزوال كما تدفع جهود الأفغان أمريكا صوب الزوال كقوة عظمى مدمرة لشعوب العالم.
وكما تضع إسرائيل جنودها وخبرائها لمحاربة الأفغان على أرض أفغانستان فإن يوما سيأتي حتما ويجد اليهود أنفسهم يواجهون الأفغان المجاهدين على أرض فلسطين نفسها.. ونحن والأيام ننتظر.

بقلم  :مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com

المصدر  :موقع الصمود (امارة افغانستان الاسلامية) عدد 53
http://alsomod-iea.com/index.php