لجان التحقيق تعالج جرائم احتلال

0

لمعالجة الفساد المنتن المحيط بنظام كابل الذي يتزعمه كرزاى صاحب التاريخ المشين والحاضر البائس، يحاول أن يستورد أصباغا لطلاء وجه نظامه ولتعديل صورته كزعيم مستورد ومفروض بقوة الاحتلال الأمريكي، لذا نراه من وقت إلى آخر يرفع قضايا “إصلاحية” في مواجهة الاحتلال، حتى يظهر نفسه وطنيا يبحث عن مصالح شعبه التي “قد” يتعدى عليها الاحتلال.
فهو دائما يقف شامخا في مقابلة سلطات الاحتلال بواسطة (لجان التحقيق) التي “يأمر” بتشكيلها من أجل التحقيق في تلك التجاوزات، التي هي غالبا غارات جوية تقتل الأبرياء الأفغان.
ومعظم تلك الحوادث يحجبها جدار الصمت الأمريكي والإظلام الإعلامي المفروض على الساحة الأفغانية كلها.
والقليل جدا الذي يتسرب من أنباء تلك المجازر يعالجه كرزاى بأحد أوامره الشهيرة بتشكيل لجنه تحقيق، وهي دائما لا تسفر عن أي شيء سوى بعض كلمات لا تضر الاحتلال بأي شكل، وربما ألقت المسئولية على (معلومات استخبارية خاطئة) أو حتى إدانة المجاهدين بأنهم قتلوا عائلتهم وأقاربهم، أي بمعنى آخر أن الشعب الأفغاني ينتحر ويقتل نفسه بنفسه بينما الاحتلال بريء وطائرات أمريكا لا تنثر عليهم سوى الورود.
هذا الأسلوب نشر اليأس في صفوف الشعب من نظام الحكم ومن الاحتلال معا، وأصبحت الأوامر بتشكيل لجان التحقيق مصدر سخرية شعبية وعنصر تعبئة إلى الجهاد لطرد المحتلين بالقوة وتطهير البلد من نظام الحكم المتعفن الذي فرضوه على رقاب الأفغان.
تحقيق في السجون السرية:
آخر لجان التحقيق التي أمر بتشكيلها الرئيس الفاسد كان أمرا بتشكيل “لجنة” للتحقيق في فضيحة السجون السرية التي يديرها الاحتلال الأمريكي. وهناك سجون أخرى يديرها حلف الناتو، وسجون مظلمة يديرها البريطانيون (اكتشفت سجون سرية في بريطانيا نفسها لتعذيب المسلمين الذين تتهم حكومة بريطانيا بالإرهاب)، وسجون سرية تديرها الشركات الأمنية الأجنبية، وليس من المستبعد وجود سجون سرية للمرتزقة المحليين، وأخرى لحكومة كرزاى نفسها، ولمافيا المخدرات التي هي الأقوى في أفغانستان كما أنها هي الأقوى في الولايات المتحدة.
أهم السجون السرية للاحتلال الأمريكي هو سجن قاعدة باجرام الجوية، والذي كان المحطة الأولى للتعذيب قبل توريد الضحايا إلى جوانتانامو ـ وبعد تعرض الأخير للأضواء وتورط أوباما في وعود لم يستطيع الوفاء بها حول تصفية ذلك السجن الأبشع من نوعه في التاريخ، تكفل معتقل باجرام بواجبات جوانتانامو وأصبح هو السجن المركزى للتعذيب في أفغانستان، وإليه يرسلون ضحايا سجون أخرى خاصة من القواعد الجوية المشهورة مثل قاعدة مطار قندهار وباقي المطارات، التي يعذب فيها المجاهدون، وتنطلق منها رحلات الهيروين إلى أنحاء المعمورة على ظهر الطائرات الأمريكية (وأحيانا البريطانية).
من المفروض أن تسلم القوات الأمريكية سجن قاعدة بجرام إلى السلطات المحلية في بداية العام المقبل 2011 ومن أجل ذلك أقامت سجنا سريا داخل نفس القاعدة حتى يمارس جنود الاحتلال هواية تعذيب الأفغان، وإلا فإن السجن الرسمي سوف يستمر فيه التعذيب ولكن على أيدي السلطات المحلية العملية.
تعذيب أم معاملة سيئة ؟؟ :
#   الذي كشف السجن السري هو هيئة تحقيق أمريكية قالت أن الجيش الأمريكي (يسئ معاملة المعتقلين) في سجن سرى في أفغانستان، وذلك على اعتبار أن أحدث تقنيات التعذيب وبأحدث تكنولوجيا وبإشراف عباقرة الطب في الغرب، كل ذلك إذا استخدم ضد المسلمين فذلك مجرد إساءة معاملة لا أكثر… أما إذا خدش مواطن أوروبي أو يهودي /لا سمح الله/ فذلك هو عين الإرهاب الذي هو دوما ملتصقا بالإسلام مثل التوأم السيامي.
بالطبع نفي البنتاجون الاتهام ـ الذي هو كالعادة مجرد (مصل ضد الحقيقة) أي جزء يسير ومخفف من الحقيقة يهدف إلى إخفاء حجمها المهول وأبعادها المرعبة، فما ذكرته اللجنة ليس هو كل (التجاوزات وإساءة المعاملة) ــ وبالمثل بيانات الاحتلال عن خسائره ليست هي كل الخسائر.
فأمريكا والناتو لا يصرخون من أفغانستان لمجرد أنهم فقدوا فيها أكثر من ألفي قتيل خلال تسع سنوات، وهو رقم لا يكاد يغطى خسائرهم الفعلية في نصف عام، وبالعبوات الناسفة “يدوية الصنع ” فقط ــ
التقرير الأمريكي ـ أو المصل الإعلامي المخفف ـ يقول أن إفادات مساجين خلال هذا العام أشارت إلى وجود “سجن أسود” حسب مصطلح يطلق على السجون السرية، وهناك تمارس تقنيات التعذيب ومنها تعريض الضحايا إلى البرودة الشديدة والإضاءة الشديدة والحرمان من الطعام الكافي والنوم، ومنعهم من أداء الصلاة وإرغامهم على التعري بحجة الخضوع للفحص الطبي!!
كل ذلك سوف يتصدى له كرزاى بتشكيل “لجنة” من كبار أعوانه!!.
على أي حال فقد أصبحت معظم تلك الأساليب الوحشية معترفا بها في أعرق ديمقراطيات الغرب وعلى رأسها بريطانيا التي ترى فيها مجرد تقنيات تحقيق مسموح بها مع “المشتبهين” بالإرهاب.
وهذه هي لجان كرزاى تواصل التحقيق في مسألة السجون السرية السوداء..
فعلى الشعب الأفغاني أن ينام مطمئنا قرير العين.

بقلم  :مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com

المصدر  : موقع  مجلة الصمود (امارة افغانستان الاسلامية) عدد 54
http://alsomod-iea.com/index.php



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا