البحث عن حزام أمن بترايوس: عمليات إغتيال العملاء وضباط الأمن فى قندهار والمنطقة المركزية

من المعروف أن مدينة قندهار تشهد تواجدا وسيطرة واضحة للمجاهدين على مدار الساعة. ومن أبرز معالم تلك السيطرة هى العمليات العسكرية وعمليات تصفية العملاء والجواسيس والكوادر الإدارية التى تعمل بنشاط مع الإحتلال ضد أهالى المنطقه والمجاهدين .
ورغم أن إستهداف هؤلاء هو أحد التوجيهات الثابتة للإمارة الإسلامية إلى مجاهديها فى كافة المناطق . وهو توجيه يجرى تطبيقه فى كل مكان، إلا أن قندهار هى الأشد كونها تطبقه حتى فى شوارع عاصمة الولاية وفى وضح النهار وحتى فى الأسواق المزدحمة .
نتيجه ذلك التطبيق الحازم لتوجيهات الإمارة والسيطرة الواضحة على قندهار العاصمة تنبأ كثيرون بسقوط المدينة والولاية كاملة فى أيدى المجاهدين وعودة الإمارة بشكل علنى بدلا عن تواجدها شبه العلنى فى شوارع مدينة قندهار وسيطرتها على المناطق الزراعية التى حولها .
من أجل ذلك وبعد تردد طويل دفعت الولايات المتحدة قواتها للعمل فى الطوق الخارجى للمدينه ومهاجمة نطاق الأرياف المحيط بها . وكان العاشر من يوليو الماضى، هو بداية تلك العمليات التى طال تأجيلها شهورا عديدة , وبدأت فى مديرية دند جنوب المدينة وبشكل مسرحى . ولكن بضوضاء أقل عن تلك الضجه التى صاحبت الحملة العسكرية على قرية مارجه فى إقليم هلمند، وذلك تحسبا لنكسة معنوية ودعائية إذا ما اكتشف الرأى العام فى الداخل والخارج أن الحملة لم تفض إلى أى تقدم ذو قيمة .
فى هذه الفقرة من الجولة مع المجاهدين سنرافق عمليات إغتيال الجواسيس وأعوان الإحتلال فى المنطقة المركزية وفى قندهار بشكل خاص . وأيضا سنتابع بعض النشاطات العسكرية ضد أهداف عسكرية للقوات المحلية فى المدينة .
أرزجان : مصرع مقاول محلى للقوات الأمريكية
(6يوليو): سبق وأن تكلمنا عن إغتيال (عبد العلى خان) . فبعد عشرة سنوات من المتابعة تمكن المجاهدون من تفجيره داخل سيارته وبرفقته ثلاث من حراسه الشخصيين. وقال المجاهدون أن ذلك تم بالتعاون مع السكان المحليين . والمذكور كان أول من إستقبل كرزاى فى بداية عهده وقد كان يرافقه وقتها عشرة عناصر من المخابرات الأمريكية . تمت عملية الإغتيال فى مديرية “دهرواد” فى ولاية ارزجان .

قندهار : تفجير رجال الشرطة
(6يوليو): هذا اليوم كان إفتتاح نشاط المجاهدين لشهر يوليو فى مدينة قندهار . أول عمليات الشهر تمت بدراجه نارية مفخخه وضعها المجاهدون أمام مقر الشرطة فى العاشرة مساء وتم تفجير الدراجه أثناء خروج عناصر الشرطة إلى نوبة عملهم الليلى ، فقتل منهم ثلاثة وأصيب إثنان بجراح.

(هلمند): إغتيال مدير فى المخابرات
(7يوليو): وقع الحادث فى مديرية ناوة التابعة لولاية هلمند فى التاسعة صباحا وفى وسط السوق.
حيث هاجمت مجموعة خاصة من المجاهدين مدير فى جهاز الإستخبارات ويدعى(محبوب خان) وكان يمشى برفقه واحد من حراسه. وتمت تصفيه مدير الأمن وحارسه على الفور .
وكانت القوات الأمريكية فى إطار عملياتها الموسعة على هلمند قد إختارت محبوب خان مديرا لأمن (ناوه) وإختارت (مناف خان) حاكما لها .
وفى العادة يتعامل المجاهدون بهذه الطريقة مع من يختارهم الإحتلال لحكم أقاليم البلاد .
# ( نلاحظ أن العمليات التالية ستكون مترافقه مع الحملة الامريكية لحصار مدينه قندهار
وتجحيم عمل المجاهدين بداخلها ) .

قندهار : إعدام جاسوس
(10 يوليو): تم تنفيذ حكم الإعدام فى (داروخان) بعد أن إعترف بجريمة التجسس لمصلحة العدو، وقد واجهته محكمة الإمارة بالأدلة التى جمعتها ضده . وتم الإعدام فى مشهد عام .
وكان المذكور قد سبق إعتقاله بنفس التهمة ثم قررت المحكمة الإفراج عنه بضمان كبار شخصيات المنطقة وشيوخها . ولكنه عاد إلى نفس الجناية مرة أخرى فتم إعدامه .
قندهار :إغتيال موظف إستخبارات
(13يوليو): فى هجوم سريع ومباغت تخلصت وحدة خاصة من المجاهدين من موظف الإستخبارات
(حيات الله ) الذى كان يتسكع أمام مدرسة “أشرفى” . وكانت الساعة تشير إلى تمام العاشرة صباحا بتوقيت مدينة قندهار.

قندهار : إغتيال ضابط فى جهاز الشرطة
(14يوليو ): ضابط الشرطة “حبيب الله” كان يعمل فى منطقة بولدك الحدودية مع باكستان . ولكنه فى ذلك اليوم كان فى مدينة قندهار برفقه حارس خاص ، وكان خاضعا لمتابعة المجاهدين. فهاجمته مجموعة خاصة قتلته مع حارسه الشخصى ، وعادت المجموعة سالمة إلى قواعدها . ونعيد التذكير بأن القانون الأساسى فى قندهار هو: (لا شهود على أى عملية ينفذها المجاهدون ) .

قندهار : إغتيال موظف فى مجلس شورى الولاية
(15 يوليو): “عيسى خان” موظف فى مجلس شورى الولاية وهو من سكان مديرية بنجواى الشهيرة ولكنه جاء لزيارة عاصمة الولاية ـ وإختارت مجموعة الإغتيال التابعة للمجاهدين أن تنفذ عمليتها أمام مستشفى ميرويس (الشهير بإسم المستشفى الصينى). كانت الساعة الخامسة عصرا عندما نفذ المجاهدون عمليتهم وعادوا إلى قواعدهم سالمين .

اغتيال شرطى
(17يوليو): شرطى يبدو أنه حديث القدوم إلى مدينة قندهار . كان الشرطى يتجول فى سوق “شكار بازار” (أى سوق الصيد ) وهذا ما حدث حين إصطادته مجموعة إغتيالات فقتلوه على الفور. عادت المجموعة إلى قواعدها سالمة فوق دارجة نارية . تم الحادث فى تمام الخامسة عصرا بتوقيت قندهار.

قندهار : إغتيال ضابط شرطة
(17يوليو): بعد إغتيال الشرطى كانت هناك مجموعة أخرى تتابع ضابط شرطة فى المدينة وتمكنوا من قتله عند مغرب نفس اليوم .
كان الضابط (فدا محمد ) يركب دراجة نارية فى منطقة (جسر سيمان) عندما تمكنت مجموعة خاصة من قتله. كان الضابط المذكور يتعاون مع الإحتلال الأمريكى فى مهمة أمنية فى منطقة (شركة ميوه) أى “شركة العصير” فى مدينة قندهار .. لهذا تمت تصفيته عصرا !! .
عادت المجموعة الجهادية التى نفذت العملية إلى قاعدتها بسلام .

قندهار: إغتيال موظف فى الإستخبارات
(18يوليو): فى اليوم التالى لإغتيال ضابط الشرطة (فدا محمد ) أغتيل ضابط الأمن القومى (الإستخبارات) والمدعو (جانان) أثناء عودته إلى منزله فى الناحية الخامسة من مدينه قندهار ، التى كان توقيتها الصيفى يشير الى التاسعة مساء .

قندهار: إغتيال قائد فى القوات الخاصة
(19يوليو): بعد متابعة طويلة تمكن المجاهدون من تفجير (عبد الرزاق) القائد فى القوات الخاصة .
فجروه فى سيارته وبرفقته سبعة من حراسة الشخصيين .
تمت العملية فى مديرية خاكريز من ولاية قندهار . كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا بتوقيت قندهار الصيفى .

قندهار : هجوم صاروخى على القوات الامريكية فى المدينة
(21يوليو): هذا هو اليوم الحادى عشر من برنامج القوات الامريكية لحصار مدينة قندهار وتوسيع النطاقات الأمنية حولها . من هنا تأتى أهمية العمليات التى وقعت فى المدينة بعد العاشر من يوليو ـ ومنها هذا الهجوم على مقر للقوات الامريكية بالقرب من شركة العصير .
فى الواحدة صباحا أطلق المجاهدون ثلاثة صواريخ سقطت داخل المركز ، ولم تتضح مدى الخسائر المترتبة على ذلك .

دند: إغتيال عضو مجلس شورى الولاية
(21يوليو): مديرية دند كانت هى المستهدف الأول للعمليات الأمريكية سالفة الذكر . لم يتوقف عمل المجاهدين على ضرب القوات المعتدية بعنف وفى كل مكان، ولكن وصل التحدى إلى درجة إغتيال المتعاونين مع المحتل الأمريكى حتى فى مركز العملية العسكرية نفسها أى مديرية دند .
# إغتال المجاهدون عضو مجلس شورى الولاية المدعو (حبيب الله جان) بينما كان يخرج من بيته فى قرية (سوف) القريبة من مركز مديرية (دند) .
والمذكور صديق مقرب من أحمد ولى كرزاى(أخ غير شقيق للرئيس كرزاى) ، وصديق للأمريكين، ويعمل إثنان من أولاده كمترجمين مع القوات الأمريكية، ويرافقان تلك القوات ويرشدان العدو إلى الأهداف المطلوبة.
نفذ الإغتيال صباحا. وعند الظهر شن المجاهدون هجوما عنيفا على قوات جيش كرزاى فى كمين أعدوه قرب بيت حاكم مديرية (دند ) فقتلوا تسعة جنود وجرحوا إثنين منهم . ولم يصب أحد من المجاهدين بأى سؤ. وكانت الساعة تشير إلى الحادية عشر ظهرا بتوقيت قندهار الصيفى .

أزرجان : إغتيال رئيس مجلس شورى
(23 يوليو): رئيس مجلس الشورى المحلى فى مديرية “خاص أرزجان” والمدعو “محمد عيسى” وبرفقته مساعده “سعد الله خان” لقيا مصرعهما على يد مجموعة خاصة فى سوق المديرية قريبا من بيت “عيسى” . تمت العملية فى الثامنة مساء بتوقيت أرزجان الصيفى.

قندهار: إنفجاران فى رجال الشرطة والجيش
(23يوليو): فى مساء ذلك اليوم وفى نفس المنطقة وبفارق ساعة واحده وقع إنفجاران إستهدفا جهاز الشرطة.
الإنفجار الأول تم بدراجة نارية مفخخة مستهدفا دورية راجلة للجيش فقتل جنديان على الفور.
وكانت الساعة تشير إلى السادسة مساء بتوقيت قندهار الصيفى.
وبعد ساعة تم تفجير عبوة ناسفة فى نفس المنطقة عند مرور سيارة للشرطة، فقتل ثلاثة عناصر من الشرطة وجرح إثنان آخران وتم تدمير السيارة .
يقول بيان المجاهدين أن أيا من المدنيين لم يصاب بأذى من جراء التفجيرين .
ولولا ذلك الحرص على سلامة المدنيين لما تمكن المجاهدون من الحصول على كل ذلك الدعم والتأييد فى قندهار أوغير قندهار .

قندهار : إنفجار أمام سجن المدينة
(23يوليو): لم يتمالك رجال الشرطة من مقاومة إغراء صندوق الفاكهة، فاقتربوا منه للحصول على غنيمة تحت دعوى التفتيش . ولكن الصندوق تم تفجيره عن بعد فأصيب شرطيان بإصابات بليغة. وذلك فى تمام الثانية عشر ظهرا بتوقيت قندهار الصيفى . يقول بيان الإمارة عن ذلك الحادث ما نصه :
(وقد إزدادت الانفجارات الشديدة فى هذه الآونه الأخيرة بعد ما أعلنت القوات المحتلة والعميلة إقامة حزام أمنى فى المدينة) .
# وتظهر أحداث قندهار منذ ذلك الوقت وحتى الآن أن ذلك (الحزام) لم يتواجد قط غير فى مخيلة الجنرال بترايوس . أما فى الواقع فلا يوجد أى حزام حول قندهار. وبالكاد ربما يوجد حزام حول خصر الجنرال. وللتأكيد على ذلك المعنى شن المجاهدون الهجوم التالى:

قندهار : تفجير سيارة رينجر عسكرية فى وسط المدينة
(24يوليو): فى الثامنة مساء بتوقيت قندهار الصيفى أطاحت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية من طراز رينجر كانت تشق شوارع مدينة قندهار فى منطقة “كوماندو” فقتل قائد عسكرى وثلاثة من جنود الحراسة وجرح من الحرس إثنان بجروح خطرة . والسؤال هنا هو عن عمق حزام الأمن ، وكم هى المسافة التى تفصله عن بطن الجنرال بترايوس .

موسى قلعة تتخلص من مدير البلدية
(25يوليو): إغتيال مدير البلدية ليس بالخبر الهام فى مدينة موسى قلعة من ولاية هلمند التى تشهد يوميا معارك طاحنة بشتى أنواع الأسلحة . وليست البلدية بذلك السلاح الهام . لذا فما أن تواجد (جمعة خان) فى سوق المدينة حتى إقتلعته مجموعة إغتيال فأردوه قتيلا . كان جمعه محدثا فى منصبه الذى تسلمه منذ أشهر قليله، ومؤهلاته للمنصب كانت قرابته من حاكم المديريه المدعو (نعمت الله )، الذى بات خائفا يترقب زيارة الفريق الإغتيالات المذكور .

هلمند : إغتيال مقاول مرتزقة
(25يوليو): كان المقاول خارجا من مركز عسكرى لأصدقائه الأمريكين فى منطقة ” ناوه” القريبة من مدينة “لشكر جاه” عاصمة هلمند . لابد أنه كالعادة كان يتفق معهم على توريد مرتزقه للعمل كقتله مأجورين أو “متعاقدين” حسب التعبير الأمريكى المنافق . لم يستمتع المقاول “أحمد شاه” بعوائد الإتفاق الجديد ، فما أن خرج من المقر العسكرى حتى وجد الفرقه المعنية بإغتياله تترقبه على أحر من الجمر، فقتلوه على الفور مع حارسيه، وغادروا المنطقة بسلام آمنين . فالقوات التى فى المقر لاتجرؤ على الخروج لمطاردتهم خوفا من كمائن المجاهدين الجاهزة دوما، فربما كان إغتيال المقاول مجرد إستدراج لهذه القوات لإيقاعها فى كمين.
ملاحظه هامه:
وقت تنفيذ العملية كانت الشمس تتوهج فى منتصف سماء هلمند الصافية ، لأن التوقيت كان الثانيه عشر ظهرا بتوقيت لشكر جاه الصيفى .

قندهار: إنفجار يستهدف نائب مدير الاستخبارات
(27يوليو) : كانت العبوة الناسفه فى إنتظار مرور نائب مدير الأمن المدعو ” شراف” . وذلك فى تمام التاسعة صباحا حين وصلت سيارته من نوع لانكروز وتم تفجير الشحنه الناسفة. الموضع كان بالقرب من قريه (وكيل محمد انور خان). طار مقدم السيارة ولكن لم تتوفر أخبار عن مصير من بداخلها . وقع الحادث فى مديرية جرسر التابعة لولاية قندهار .

مدينة قندهار : تفجير سيارة للأستخبارات
(27يوليو): كان التوفيق حليف المجاهدين فى مدينة قندهار عندما تمكنوا من تدمير سيارة تابعة لقيادة الاستخبارات فى الناحية الخامسة من تلك المدينة . تم تدمير السيارة بالكامل وقتل جميع من فيها وهم موظف فى جهاز الإستخبارات يرافقه أربعة من الحراس .
يبدو ان فريق الإستخبارات كان يتفقد حزام الأمن الذى وفره لهم الجنرال بترايوس وقواته حول مدينه قندهار. تمت العملية السابقة فى التاسعة تماما بتوقيت قندهار الصيفى . وذلك هو الوقت المفضل لتفجير سيارات ضباط الأمن أثناء ذهابهم الى دوائر التجسس الخاصة بهم .

مدينة قندهار: تحية المساء على جهاز الأمن
(27يوليو): كان ذلك اليوم حافلا بالنسبة بالهجمات على أجهزة الأمن فى قندهار. العمليات العسكرية كانت عنيفة جدا هى الأخرى وتدور فى المناطق الريفية حول المدينة حيث تورط الأمريكيون فى مشكلة أشد بكثير من مصيبتهم التى مازالت تنزف فى قرية مارجه العظمى .
بدأت تفجيرات هذا اليوم فى التاسعة صباحا ضد سيارات الضباط الكبار والآن فى العاشرة مساء جاء دور إلقاء تحية المساء على قيادة الأمن فى المدينة إذ أمطرها فريق من المجاهدين بوابل من القنابل اليدوية فأصيب ثلاثة من الشرطة بجراح . أما القادة من الضباط فلعلهم كانوا يبحثون عن أحزمة الأمن التى أرسلها الجنرال بترايوس لإستخدامها فى مثل هذه الحالات الطارئة .

بقلم  :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com

المصدر  :
موقع الصمود (امارة افغانستان الاسلامية) عدد 52
http://alsomod-iea.com/index.php