عودة إمارة أفغانستان الإسلامية رؤية لدور أفغانستان فى النظام الدولى القادم ـ 3ـ

أفغانستان ليست بارجه لإطلاق الحروب على الآخرين
آسيا فى حاجة إلى الدور الأفغانى كحلقة إتصال حضارى

بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
المصدر  :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية) عدد 43
http://124.217.252.55/~alsomo2

تحاول الإدارة الامريكية إطلاق سحب الشكوك حول توجهات السياسة الأفغانية عندما تعود الإمارة الإسلامية إلى حكم البلاد .
من أجل ذلك أعلنت الإمارة العديد من البيانات الواضحة حول مستقبل علاقات أفغانستان مع دول الجوار والعالم ، فى المستقبل القريب بعد إندحار قوات العدوان.

ـ   من أهم وأشمل الإشارات فى هذا الخصوص ، هى بيانات أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله، خاصة بيانات عيد الفطر الماضى ثم عيد الاضحى المبارك.
وهى بيانات واضحة رغم إختصارها الشديد وتمتد من الوضع الداخلى وحتى الوضع الدولى فى فقرات موجزة ولكنها شاملة . وتسهم جميعها فى جعل الصورة صريحة لا لبس فيها فى كيفية المسار القادم للإمارة . ودورها الفعال فى الداخل والخارج .

أهمية ذلك تزداد مع محاولات العدو الأمريكى تخويف دول العالم والجوار الأفغانى من أن أفغانستان ستكون خطرا على الجميع وأنها ستكون عنصر إضطراب ومنطلقا للإرهاب .

وذلك كذب فاضح ، فلم تكن الإمارة كذلك فى الماضى ولن تكون كذلك فى المستقبل.
ولكن إفتعال الأحداث وإختلاق الأخطار هو سياسة أمريكية دائمة، تكون مقدمة لعرض نفسها كمنقذ. فتتدخل وتشتعل الحروب والفتن وتحتل الدول وتسرق الثروات تحت ذلك الستار المخادع ـ وهكذا كانت احداث 11 سبتمبر التى بذريعتها أعلنوا الحرب على الإرهارب .

وبأمثال تلك الذرائع إحتلوا وقتلوا ونهبوا فى أفغانستان وباكستان والعراق ثم لبنان وغزة وقبلهما الصومال ومن بعدهما اليمن ولا عزاء لجائزة نوبل للديناميت .
فتلك الشعوب تعرف الآن جيدا أن تلك الحروب إنما هى تجارة تدر المليارات على سفاحى العالم من “السوبر أغنياء” ومافيات النفط والمخدرات والسلاح ” تجارة وتصنيعا” ، والوحوش البنكية الصهيونية التى إمتصت بالفعل معظم أموال العالم فى أزمته المالية الحالية .

وهم كما وصفهم بيان الإمارة الأخير فى حديثة إلى شعوب أوروبا والغرب:
( إن حكامكم المستعمرين إعتدوا على بلدنا بإسم الحرب ضد الإرهاب وذلك يهدف لخدمة العدد قليل من الرأسماليين ومصاص ماء الشعوب لكسب المزيد من الثروة)
ثم يواصل شرحة لحقيقة تلك الحرب فيقول:

( فلا تنخدعوا بأكاذيب حكامكم المحتلين لتبرير عدوانهم ضدنا بحرب الدفاع والإضطرار بل هى حرب إستعمارية وما مصطلح الحرب ضد الارهاب إلا حيلة كاذبة لذر الرماد فى أعينكم ، .. إن مصطلح “الحرب ضد الإرهاب ” غير المحدد هو مصطلح إستعمارى إختلقته وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض ليستغله فى إحتلال الدول الحرة للسيطرة على ثرواتها الطبيعية ومواردها الإقتصادية والإهانة لمعتقداتها الدينية).

ثم يصل بيان عيد الاضحى الذى أصدره أمير المؤمنين حفظه الله إلى النقطة الجوهرية فى سياسة الإمارة إقليميا ودوليا وأهدفها من عملها الجهادى الحالى فيقول ( نريد فى بلدنا النظام الإسلامى الذى يحافظ فيه على حقوق جميع أفراد شعبنا رجالا ونساء ، النظام الذى يقوم على نفسه ويملك إرادته وينتهج فى سياسته الداخلية والخارجية قاعدة “لاضررولا ضرار”  الشرعية ) .

إن سياسة الحصار وفرض العزلة على أفغانستان ، التى حاولت أمريكا فرضها على أفغانستان قبل عدوان أكتوبر 2001 هى سياسة عدوانية وكانت مقدمة لشن الحرب المباشرة . وما كان لها أن تنجح لولا ظروف فرضت على أفغانستان قبل عقد من الزمان . وكانت تلك المشكلات فى طريقها إلى الحل على يد الإمارة الإسلامية .
ومن خشيتها من ذلك النجاح بادرت أمريكا إلى شن الحرب لتعيد أفغانستان إلى نقطة الصفرمن جديد . نقطة الإحتلال الأجنبى المباشر .

ولكن الامارة الإسلامية فى عودتها المظفرة بعد إندحار العدوان الأمريكى ستضع فى صدارة أولوياتها / بعد البناء الداخلى المحكم/ بناء علاقات صحية مع دول الجوار والعالم. ولن يكون مقدور أحد فرض العزلة عليها من جديد . ولا يمكن لأحد أيا كان تحويل أفغانستان إلى بارجة لإطلاق الحروب على الآخرين أو إستغلال موقها الجغرافى الحساس من أجل تنفيذ سياسات عدوانية ضد دول الجوار وإشاعة عدم الإستقرار والحروب الداخلية .

لقد عانت أفغانستان كثيرا من تدخل الآخرين فى شئونها وإشعالهم لحروب وفتن داخلية . حتى دول العالم البعيدة رأت نفسها مدعوة لمصادرة مزايا أفغانستان الاستراتيجية لصالح خططهم الدولية .

لقد نجحوا مؤقتا فى فعل ذلك بسبب تشققات داخلية فى البنيان الأفغانى .
لكن كل ذلك جرى تشخيصة بدقة بل وساهمت الحرب العدوانية الأخيرة فى زيادة الوعى الشعبى بإهداف الخارج، وتقوية التلاحم الداخلى وبناء كيان صلب يصمد أمام الرياح القادمة من القريب أو البعيد.

فكل دول الجوار فى حاجة إلى أفغانستان حرة ومستقرة وأيضا مزدهرة .
وذلك ما تسعى إليه الإمارة لصالح جميع شعوب المنطقة . وهذا هو المعنى الذى تؤكد عليه دوما بيانات الإمارة الإسلامية ، خاصة ما جاء فى بيان عيد الفطر الماضى حيث قال :

( إننا نعتبر المنطقة كلها بمثابة بيت واحد فى مقاوماتها للإستعمار . ونريد أن نقوم بدورنا الإيجابى فى إستقرار الأوضاع فى المنطقة . ونطمئن جميع الدول بأن الإمارة الإسلامية / بصفتها قوة تدرك مسئولياتها وصلاحياتها/ كما لاتسمح لأحد بأن يتدخل فى شؤونها فهى أيضا لاتتدخل فى شئون الآخرين ) .
أن مصالح دول المنطقة تلتقى مع مصالح شعب أفغانستان فى كل المجالات الأساسية ، وفى مقدمتها أخراج الجيوش الغربية من المنطقة وتطهيرها من الإستعمار الذى أشاع الخراب والحرب والفوضى والقلائل فى معظم أراجائها . فإنتصار الإمارة الإسلامية هو إنتصارا لجميع شعوب المنطقة والعالم.

ثم هناك المصلحة المشتركة فى تحقيق السلام والإستقرار حتى تكون التنمية الإقتصادية ممكنه . وذلك مطلب حيوى لجميع شعوب المنطقة .

إن شعب أفغانستان واجه تحديات ضخمة ومشاكل متفاقمة نتيجة الحروب المتواصلة عليه من الخارج وعدم الإستقرار فى الداخل والتدخلات الأجنبية فى شئونه .

فعند شعب أفغانستان تحديات كبرى:

فى بناء جميع أجهزة الدولة من جديد / وتحديات فى إعادة هيكلة الزراعة بعيدا عن آفة المخدرات / وبناء عالم صناعى جديد / ويواجه تحديات فى إعادة بناء النظام التعليمى الذى أفسده المستعمرون السوفيت ثم الأمريكيون من بعدهم / ثم هناك تحديات فى بناء منظومة دفاع وطنى حكومى وشعبى قادرة على حماية الوطن وإشاعة جو ثقة وإطمئنان فى صفوف الشعب / ثم تحديات فى بناء الجهاز الإعلامى القادر على تكوين الشخصية الواعية والمستقلة / ثم هناك تحديات من أجل إعادة بناء البنية التحتية التى تلاشت تقريبا نتيجة عقود من الحروب/ ثم هناك مشاكل إحتماعية ضخمة يعانى منها قطاع كبير من المواطنين من معوقين وأيتام وأرامل ومشردين بدون مأوى والذين ضاعت حقوقهم أو دمرت ممتلكاتهم فى أجواء الحروب والفوضى .

كل تلك المضلات الرهيبة تحتاج إلى إستقرار وأمن فى الداخل ، وإلى علاقات حسن جوار وثقة وتعاون مع الجوار ، ضمن مناخ دولى بعيد عن التوتر والحروب من بارد وساخن .

أفغانستان إذن فى حاجة لأن تعود لدورها كواحة للأمن والإستقرار فى وسط أسيا ومعبرا للمصالح المتبادلة بين جنوبها وشمالها وبين شرقها وغربها . تماما كما كانت قديما واحة على طريق تجارة الحرير.

إننا فى حاجة لأن تعود أفغانستان كمنطقة للإتصال الإقتصادى والثقافى فى تلك المنطقة الحيوية من آسيا ، تلك القارة التى ستتصدر العالم عند عودة الإمارة الإسلامية منتصرة لحكم أفغانستان.

بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com

المصدر  :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية) عدد 43
http://124.217.252.55/~alsomo2