حرب الافيون الثالثة

0

كنوز مزارع الأفيون كانت هى الهدف الأكبر للولايات المتحدة من إحتلال أفغانستان . وهذه هى الحرب الثالثة من أجل ترويج الأفيون فى العالم بعد حربين شئتهما بريطانيا “العظمى” وحلفاؤها الأوروبيين ـ ومن بينهم الولايات المتحدة وفرنسا ـ فى القرن التاسع عشر من أجل إرغام إمبراطور الصين على رفع الحظر المفرض على تعاطى الأفيون فى بلاده ، وعلى السفن الأوروبية التى تحمله من الهند إلى شواطئ الصين.

تكرر التاريخ بصورة أخرى ، فعاد التحالف الأوروبى ولكن تحت قيادة أمريكية هذه المرة لإرغام أفغانستان ونظام طالبان (الإمارة الإسلامية) على رفع الحظر المفروض على زراعة الأفيون منذ عام 2000 فكان محصول عام 2001 لايكاى يذكر بالنسبه للإنتاج الطبيعى المعتاد.

حرب الافيون الثالثة - كتاب مصطفي حامد ابو الوليد المصريبعد الإحتلال الأمريكى لأفغانستان إنفجرت زراعة الأفيون فيها بشكل لم تعهده تلك البلاد فى أى وقت ، ولم يعهد له العالم مثيلاً فى أى مكان آخر. ويوضح الكتاب طبيعة الخدعة الكامنة فى سياسة الولايات المتحدة إزاء مكافحة المخدرات ، وأنها تعنى شيئاً آخر غير ما قد يفهمه أى أحد من ذلك الشعار ، وأن الهدف هو السيطرة على تجارة المخدرات وطرد المنافس و المتطفل ، وأن تلك التجارة تشكل أهم مورد مالى للولايات المتحدة التى تسيطر على مزارع الأفيون فى أفغانستان وتحوله إلى هيروين داخل قواعدها الجوية ، ثم توزعه بطائرتها إلى أرجاء الدنيا . ونفس الشئ تفعله مع الكوكايين فى كولومبيا فى أمريكا الجنوبية ، حيث تخوض هناك حرباُ طويلة ومخادعة تحت شعار مكافحة تهريب الكوكايين.

ورغم هيمنة الولايات المتحدة على الهيئات الدولية العاملة فى مكافحة المخدرات ، فإن تقارير تلك الهيئات تفضح التورط الأمريكى وتشير إليه من طرف خفى يفهمه من يتمعن فى تلك التقارير والإحصاءات المتناثرة فيها.

توزع الولايات المتحدة على حلفائها وأصدقائها نسباً من تلك الغنائم . فتنال حكومات بعينها “تسهيلات” فى الحصول على الهيروين ونقله من أفغانستان على أيدى مافيا “المخدرات” القوية جداً فى المنطقة . وعلى هامش ذلك النشاط المحموم / الذى يتعامل فى حجم أموال يتخطى الترليون دولار / تنمو مافيات إقليمية تلعب دوراً أكبر من مجرد نقل المخدرات ليصل إلى نقل الأسلحة والبشر وقطع الغيار البشرية والرقيق الأبيض والتجسس على جميع الأطراف لصالح جميع الأطراف أو لمن يدفع أكثر . والدفع قد لا يكون دوماً على هيئة أموال ، فقد يكون هيئة تسهيلات فى الحركة او الإفراج عن رهائن ومساجين .

يوضح هذا الكتاب أن تجارة المخدرات هى جزء أساسى من الإقتصاد الأمريكى ، كما أن الجريمة المنظمة هى جزء أساسى من نظام ذلك البلد .
( تاريخ النشر على الإنترنت صيف عام 2009 )

تحميل كتاب :
حرب الافيون الثالثة… إضغط هنا
https://goo.gl/6ay7QC

 

بقلم :
مصطفي حامد/ ابوالوليد المصري
المصدر :
www.mafa.world

 



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا