خليل زاد عن الحد : بين الخطيب و المُغَرِّد مسيرة حماسية في خط متعرج

“خليل زاد” عن الحد

(  بؤس الزاد في كلام خليل زاد )

بين الخطيب والمُغَرِّد مسيرة حماسية في خط متعرج.

– نسأل خليل زاد عن معاملة النساء الأفغانيات أثناء فترة الاحتلال الأمريكي. وكيف أن الملايين منهن فقدن البيوت و الأزواج و الأبناء وتعرضن للتفتيش في الساحات أثناء الليل البارد مع التهديد بالكلاب المتوحشة التي مزقت أوصال سكان القرية، وأكلت جثث الشهداء.

– أرقام الديموقراطية  تخدع .. وتكذب أيضا.

– ليذكر خليل زاد اسماً واحداً في عهد الاحتلال ، لرجل أو امرأة، تولى منصبا عن جدارة ، سوى مؤهلات الفساد وانعدام الضمير وخيانة الدين والوطن. فلماذا كل هذا الإصرار وتلك الاستماتة من جانب ثنائية الخطيب و المغرد ؟؟.

– كان بيع المناصب تجارة يمارسها جنرالات الاحتلال الأمريكي وسفراؤه، في مقابل أموال طائلة تُدْفَع لهم كرشاوي لتولية العملاء مناصب رفيعة في نظام  اشتهر عالميا بأنه الأكثر فسادا.

 

زلماي خليل زاد إسم مشهور ولا يحتاج إلي تعريف. فهو دبلوماسي أفغاني يحمل الجنسية الأمريكية منذ زمن طويل، ووضع نفسه في خدمة الإمبراطورية الأمريكية بكل إخلاص، فكان مستشارها ودليلها الأساسي لعدة عقود منذ الغزو السوفيتي لأفغانستان، ثم الغزو الأمريكي لذلك البلد ، وحتي الانسحاب الأمريكي منها في عام2021. وكان خبيرا سياسيا لعملية احتلال أمريكا للعراق.

وبصفته أفغانياً ، فميوله إلي الإسلام واضحة، ولكن بطرقته الخاصة. فهو مستشار الحملات الأمريكية العسكري منها والسياسي في أفغانستان ودول عربية وإسلامية أخرى . ولأنه أمريكي مخلص، فله رؤية للإسلام توافق المصالح الأمريكية . فيري أن مصالح أمريكا هي بالضرورة مصالح جميع المسلمين . وأن الفهم الحقيقي للإسلام لا يمكن أن يتعارض مع المصالح الأمريكية .

وبمعني آخر، فأي مسلم يعارض الأهداف الأمريكية إنما يعارض الفهم الصحيح للإسلام .

قد يري البعض في ذلك فهما استعمارياً ولكنه الدستور الواقعي التي تسير عليه الولايات المتحدة واليهودية العالمية في التعامل مع الإسلام والمسلمين.

لخص ذلك الفهم بعض كبار المسئولين الأمريكيين و الأوربيين، في جمل بليغة ومختصرة. منها علي سبيل المثال ما قاله مدير سابق في المخابرات الأمريكية: (سوف نصنع لهم ـ أي للمسلمين ـ إسلاما يناسبنا).

–  خليل زاد  بصفته أفغانيا يميل إلي الإسلام، وهو أيضا أمريكي يري في أمريكا مرجعية عليا للمسلمين ولجميع البشر. فهو يعمل منذ ثلاث عقود أو أكثر، ضمن الرؤية الأمريكية، بأن من واجب أمريكا تجاه المسلمين أن تصنع لهم إسلاماً يناسبها . وأن تقاتلهم إذا استدعت الضرورة حتي ترغمهم علي قبول ذلك الإسلام الأمريكي الجديد .

 

خليل في مفاوضات قطر

خليل زاد أظهر مواهبه الإسلامية الفريدة مع الوفد الأفغاني الذى كان يفاوضه في قطر . تلك المفاوضات التي أسفرت عن وضع جدول للفرار الأمريكي من أفغانستان خلال عام ونصف .

خليل زاد بذل غاية جهده من أجل تلافي النتيجة المأساوية للانسحاب. وحاول إقناع الوفد الأفغاني بعدة نقاط أهمها نقطتين أساسيتين هما :

1 ــ التخلي عن نظام الإمارة الإسلامية تماماً .

وأن تعمل حركة طالبان منفردة وكأنها حزب سياسي أفغاني مستقل.

2 ــ أن تنضم حركة طالبان في (ثوبها الجديد) كحزب سياسي إلي حكومة كابل التي أنشأها الاحتلال الأمريكي.

أمام العزيمة الأفغانية سواء في ميدان المعركة أو ميدان التفاوض الملغوم في قطر، انتهت المفاوضات إلي انسحاب أمريكي كامل من أفغانستان .

فكان فشلاً ذريعاً للدبلوماسي خليل زاد ذلك الأمريكي / الأفغاني المتدين بديانة جديدة تصنعها أمريكا للمسلمين. وقد أكتشف أعضاء من الوفد الأفغاني تلك الصفة في خليل زاد. وكانوا واثقين من أنهم سوف يهزموه في قطر كما هزموه في أفغانستان. فجعلوه مادة للسخرية وهو يتظاهر أنه واحد منهم يريد مصلحة بلاده .

قال أحد أعضاء الوفد أنهم كانوا يتعمدون إطالة النقاش مع خليل زاد حتي يأتي وقت الصلاة فيقومون إلى صلاة الجماعة فيضطر خليل زاد إلي الانضمام إليهم (بلا وضوء) فكانوا يتضاحكون لذلك.

وعندما اكتشفوا مكائده التفاوضية والحفر التي أراد إيقاعهم فيها، سأله أحد الأعضاء الشباب (يا سيد خليل هل أنت ماهر في واجباتك المنزلية كما أنت ماهر في التفاوض؟؟). أكتسي وجهه خليل زاد بكافة ألوان الطيف وقال له : (سأخبرك إذا وعدتني ألا تخبر الآخرين بذلك السر ).

وبصفته كاهناً للديانة الجديدة، التي تصنع للمسلمين إسلاماً يناسب الولايات المتحدة، كان يدور في كابل علي الكهنة من أمثاله، الذين يعملون في خدمة الاحتلال الأمريكي. من أمثال “عبد الرسول سياف” الذى كان يكره المجاهدين وحركة طالبان كراهية الموت، ويصفهم بالخارجين عن الإسلام لأنهم يرفعون السلاح ويقتلون الناس (وهو يقصد بالناس جنود الاحتلال) . وتوعد سياف بشنقهم وتعليق جثثهم علي مداخل كابل .

خليل زاد يبحث دوما عن كهنة جدد يضمهم إلى خدمة الإسلام الذى تصنعه أمريكا للمسلمين ، وقيل قديما (الطيور على أمثالها تقع). لن ينجح خليل زاد علي طول الخط وسوف ينتكس أحيانا كما انتكس في مواجهة شباب حركة طالبان الذين فاوضهم في الدوحة من أجل إشراكهم في الحكم وإبقاء الاحتلال الأمريكي الي الأبد. وأن تكون مفاوضات الدوحة هي مفاوضات ما بين نظام كابل وحركة طالبان تحت إشراف الاحتلال الأمريكي الذى يريد أن يتحول من احتلال إلي(حمامة سلام)، أو وسيط بين المتحاربين في أفغانستان. وأن تبقي قواته هناك لحفظ السلام بين الأفغان. وبهذا تنتهي أفغانستان وتنتهي قصة الإسلام هناك .

{ قال ويسلي كلارك القائد السابق لحلف الناتو : من يظن أننا ذهبنا إلي أفغانستان انتقاماً لأحداث 11سبتمبر فليصحح خطأه. لقد ذهبنا لقضية أخطر وهي الإسلام. لا نريد أن يبقي الإسلام مشروعاً طليقاً فيقرر فيه المسلمون ما هو الإسلام. نحن نقرر ما هو الإسلام } .

ذلك هو الإسلام الأمريكي اليهودي الجديد الذي يتوسع لتصبح له فروعاً في معظم بلاد المسلمين، حتي في بلاد الحرمين الشريفين (مكة و المدينة) وعلماؤها الذين يتسابقون إلى حظيرة الإسلام الأمريكي اليهودي.

 

مسيرة حماسية في خط متعرج

انسحبت أمريكا من أفغانستان، لكنها حوَّلَت حربها هناك إلي شكل آخر من الحروب، وظل هدفها هو تغيير نظام الحكم من إسلامي إلي علماني، وإعادة حكم العملاء الذي أقامته خلال الاحتلال .

– ضمن قائمة الأهداف الأمريكية يوجد علي الدوام هدف  إسقاط الحكم في الجمهورية الإسلامية في إيران، لإعادة حكم الشاة، فيما قبل الثورة الإسلامية التي طردت النفوذ الأمريكي وأغلقت السفارة الإسرائيلية. وعملت علي تطبيق الشريعة.

أي أن انسحاب أمريكا من أفغانستان لم يوقف حربها على الإسلام في المنطقة، بل وسَّعْ رقعتها فأصبحت تمتد من الخليج الفارسي إلي حدود الصين .

– ما يهمنا هنا هو نشاط “خليل زاد” ــ كاهن الإسلام الأمريكي ومستشار الحروب على الإسلام في أي مكان ــ الذى زاد نشاطه عن المعتاد و اختار أحد مساجد إيران الهامة ليقوم بوظيفة “مكبر صوت” ، أو ما يشبه وظيفة المُبَلِّغ الذى يقف خلف الإمام رافعا صوته بالتكبير ليسمع الجمهور ويعلمهم بالانتقال من ركن إلي ركن آخر في الصلاة.

– وفي أعقاب كل صلاة جمعة يصدر خليل زاد تقريراً مختصراً (تغريدة) إلي المسلمين ، ليعلمهم بأهم ما جاء في خطبة الإمام من توجيهات، ولا يُخْفي إعجابه الشديد بها وبقائلها.

– ولأن خليل زاد يمثل الآن قوة استعمارية عظمي فإنه لم يستأذن أحد من المسلمين في أداء تلك الخدمة غير المرغوب فيها . فمن غير المتصور أن يكون أصحاب المسجد وجمهور المصلين فيه يرحبون بالمدعو خليل زاد أو بتغريداته، التي هي من أنكر الأصوات.

 

(  بؤس الزاد في كلام خليل زاد )

في أعقاب عدة خطب لصلاة الجمعة في أحد مساجد إيران التي استوطنها “خليل زاد” بصفته “مُغرِّد” ومُعَلِّق نابه، قدم لنا عدة أوامر . سنناقش معه بعضها ونضرب صفحاً عن بعضها الآخر :

– في تغريدته يوم 11/2/ 2023 قال خليل زاد: {في خطبته يوم الجمعة أوضح مولانا أربع نقاط يجب على قادة طالبان و إيران الالتفات إليها .

1 ـ احترام حقوق جميع المواطنين /عدم معاملة النساء كمواطنات من الدرجة الثانية ، والأقليات أو المجموعات العرقية علي أنها من الدرجة الثالثة .

2 ـ طاعة إرادة الأغلبية .

3 ـ الجلوس مع المعارضة السياسية والتفاوض .

4 ـ رعاية رفاهية الناس وإسناد العمل لمن لدية الخبرة المناسبة .

 

– وفي تغريدته المؤرخة بيوم 3/2/2023 قال خليل زاد:

في خطبته التي ألقاها يوم الجمعة أوضح مولانا مهمتين يجب على قادة طالبان الالتفات إليهما :

1 ـ لا ينبغي أن تعطي مسئولية الحكومة إلي أعضاء مجموعاتها فحسب ، بل إلي أولئك الذين يتمتعون بالكفاءة للقيام بالمهمة .

يجب احترام حقوق الإنسان لجميع السجناء . يحرم الإسلام استخدام التعذيب للحصول علي اعتراف .

 

تعلقا على ما سبق نقول:

في الفقرة الأولى قال خليل زاد نقلا عن خطبة الجمعة ( يجب احترام حقوق المواطنين. وعدم معاملة النساء كمواطنات من الدرجة الثانية والأقليات أو المجموعات العرقية على أنها من الدرجة الثالثة) . وعلى اعتبار أن هذا الكلام موضع إعجاب المغرد “خليل زاد” فإننا نسأله عن معاملة النساء الأفغانيات أثناء فترة الاحتلال الأمريكي التي دامت عشرين عاما. وكيف أن الملايين منهن فقدن البيوت و الأزواج و الأبناء و مورد الرزق . وتعرضن للرعب والمداهمات والغارات الليلية والتفتيش في الساحات أثناء الليل البارد مع التهديد بالكلاب المتوحشة التي مزقت أوصال العديد من سكان القرية، وتُرِكَت لتأكل من جثث الشهداء. ما زالت ملايين النساء في أفغانستان يعانين من آثار تلك الفترة. فلا يجدن بيوتا مناسبة للسكن ولا مورد للعيش، فأين هي حقوق المرأة الأفغانية التي رعاها الاحتلال الأمريكي؟؟. أم أنهم يقصدون بالمرأة فئة خاصة من النساء، كن ضمن مشروع الاحتلال، سواء في التخريب الثقافي والأخلاقي أو التجسس ؟؟.

 ومن حسن الحظ ان الحوافظ الالكترونية التي تركها الاحتلال خلفه تحتوي على صور وأسماء ونشاطات معظم تلك الفئة من المواطنات اللاتي حصلن على حماية وإعجاب الاحتلال . أما حقوق باقي الأفغان من مختلف القوميات والأجناس، فنسأل عنها العندليب المغرد “خليل زاد”، وكلنا ثقة في معلوماته التفصيلية عن معتقلات التعذيب التي أقامها الاحتلال، خاصة في سجن بجرام وسجن بولي شرخي. فهناك آلاف من الأفغان الأحياء الذين مروا بتلك التجربة ويعرفون مدى احترام الولايات المتحدة لحقوق الإنسان.

وأثناء التحرير أطلق مجاهدو طالبان سراح آلاف النساء المعتقلات من سجون الاحتلال ، وتم توثق ذلك بالصور . ومستندات اعتقالهن وما تعرضن له مازالت بحوزة الإمارة الإسلامية ، ويمكن إهداء نسخة منها لخليل زاد والأتباع من أحبار ديانته الجديدة ودعاتها ، لإثبات حقيقة ما يقصدونه بحقوق المرأة .

– هؤلاء اللذين اعتَقَلوا وعَذَبوا النساء و المجاهدين، ثم هربوا مع  قوات الاحتلال، حاملين معهم ملايين الدولارات، تاركين خلفهم ملايين أخرى لم يستطيعوا حملها . هؤلاء هم الصفوة من السياسيين والخبراء ورجال الأمن والجيش، الذين يريد “عندليب يوم الجمعة” خليل زاد، كما يريد الإمام الداعية “خطيب يوم الجمعة”، أن يعيدوهم إلى صدارة الحكم في أفغانستان و إيران. وأن تبدأ حكومتا البلدين معهم الحوار تمهيدا لتوليتهم مناصب يرى (العندليب المغرد ) أنهم أولي بتولي مسئولياتها من المجاهدين الذين حرروا بلادهم من الاستعمار الأمريكي / الإسرائيلي . {المغرد ومعه الفقيه، هل يعتبران المجاهد المضحي هو أقل كفاءة من الخائن اللص؟. وأن الدولة لا ينبغي أن يحكمها غير الأراذل عملاء اليهود؟؟}.

 

رد أفغاني على منافقي العفو عن المجرمين:

مولوي عبد السلام حنفي نائب رئيس الوزراء للشئون الإدارية، في اجتماع دعم الصناعيين وأصحاب المتاجر قال:

أولئك الذين اغتصبوا آلاف الأفدنة من أراضي الناس ، وكانوا متهمين في كثير من قضايا السرقة والفساد بمليارات الدولارات ، يصرخون الآن من أوروبا والبلدان الأخرى ، ويطالبون بحقوق الشعب الأفغاني .

وقال : في النظام السابق كانت الحكومة تدفع 30%  من رواتب للموظفين الحكوميين فقط ، 70% من الرواتب كانت تصرف من قِبَل الأجانب . لكن في النظام الحالي “للإمارة الإسلامية” فإن رواتب جميع الموظفين تصرف من الميزانية الوطنية ..

 

المرأة في إيران وحقوقها :

أما عن حقوق المرأة في إيران، “فخطيب يوم الجمعة” الذي ينقل عنه “العندليب خليل ” ، قد اعترف في إحدى خطبه بتمتعهن بحقوق كبيرة رغم أنه ظل يكرر أنهن مضطهدات ويشغلن الدرجة الثانية في المكانة الاجتماعية. لهذا ننقل الفقرة التالية من إحدى خطبه التي ناقض فيها دعواه بأنهن في الدرجة الثانية، بما يعتبر استفزازا لأن الشكوى في إيران، بين الرجال ، هي أن النساء يتمتعن بحقوق بعضها يتجاوز الحد.

– مولانا (في خطبته ليوم الجمعة 27 جمادى الثاني 1444 هـ ـ الموافق 20 ـ 6 ـ 2023 م ) قال عن النساء في إيران وحقوقهن ، ما يلي:

{{ هذه الأيام تقام في بلادنا امتحانات القبول للالتحاق بالجامعات، وسألتُ شخصا فأعطى إحصائية أن ستين بالمائة من المشاركين في الامتحانات من الشابات وأربعون بالمائة من الشباب. اتضح أن النساء متقدمات في تعلم العلوم، وقيل أن النتيجة مختلفة أيضا ومعدل قبول النساء أعلى من الرجال. من الواضح أن كلا من الرجال والنساء لديهم مواهبهم الخاصة، وأن النساء يبذلن جهدا أكبر، ويجب على الجميع الانتباه للمرأة.}}

 

أرقام الديموقراطية  تخدع .. وتكذب أيضا :

– يقول خليل زاد نقلا عن مأثورات خطبة الجمعة : [يجب طاعة إرادة الأغلبية]. فلو طبقنا هذا المعيار على الاحتلال الأمريكي لأفغانستان سيكون الاستنتاج أن أغلبية الشعب الافغاني قد وافقوا على احتلال بلادهم، وأن ذلك الاحتلال قد تم بوسائل ديموقراطية تماما. وأن الدبابات الأمريكية كانت تحمل صناديق الاقتراع فوق ظهورها. وأن طائرات B52 كانت تمطر الناس بأوراق الاقتراع وليس بالقنابل .

هل كان خليل زاد يفاوض حركة طالبان في قطر من أجل بحث نتائج الاستفتاء أم نتائج القتال المرير الذي خاضه الأفغان لتحرير بلادهم لمدة 20 عاما؟؟. وهل كانت الأغلبية الشعبية مع طرد الأمريكان من أفغانستان أم مع استمرار احتلالهم لها؟؟.

إن  الحديث عن الأكثرية والاقلية هو أحد الخدع المشهورة في أكذوبة الديمقراطية. يتلاعبون بها لخداع الشعوب وإيهامها بأن هناك أغلبيه تختار وتقرر. و الحقيقة أنها خدعة أرقام وخفة يد المحتالين . فالذين يدلون بأصواتهم هم دائما أقلية بالنسبة لإجمالي عدد السكان. والفائز هو الذي يحصد أغلبية أصوات تلك الأقلية أي أن الأغلبية التي يتحدثون عنها هي أقلية من داخل أقلية. فالنظام الديمقراطي هو نظام الأقلية دائما.

 

3 ـ  يتكلم خليل زاد عن الجلوس مع المعارضة السياسية والتفاوض معها.

ونحن نسال خليل زاد إذا كان قد طُرِدَ من افغانستان بواسطة الجلوس و التفاوض الديمقراطي مع حركة طالبان و الشعب الذي كان يقاتل ضد الاحتلال؟؟ .

والآن يطالب المُغَرِّد خليل،  حركه طالبان بالتفاوض مع عملاء الاحتلال الامريكي الذين هَرَّبوا مليارات الدولارات إلى خارج أفغانستان. والكثير منهم مطلوب في قضايا جنائية مثل القتل ، ونهب الأموال العامة، وإساءة استخدام السلطة ، والتعذيب والاغتصاب، الى اخر قائمة طويلة يعلمها خليل زاد أفضل من أي شخص آخر .فهل سيعود هؤلاء بعد أن هربوا بالطائرات ضمن جنود الاحتلال بالطريقه الفضائحية التي شاهدها العالم على الشاشات؟؟.

هل سيعود المجرمون ناهبوا  الأموال والقتلة والخونة من أعوان المستعمر؟. هل سيعودون لكي يحاكموا، ويعيدوا ما  نهبوا ، ويُقْتَصَ منهم جزاء من قتلوا من ضحايا؟.  إن فعلوا ذلك فيمكن بعدها ان يجلسوا على طاوله التفاوض . هذا إن قبل الشعب الأفغاني بذلك. فأي شعب وفي أي مكان قَبِلَ الناس بعودة الخونة واللصوص الى مائدة الحوار والمشاركة السياسية في الحكم؟ . وكم مرة حدث ذلك في التاريخ الأمريكي؟.

– وإن كان “العندليب زاد” ينصح الشعب في ايران أيضا بذلك، فإنهم عاشوا تجربة مشابهة. ولم يخرج بشكل نهائي من إيران أو أفغانستان أحد من المحسوبين على طبقة الصفوة  إلا وعنده مشكلة واستحقاقات يجب دفعها، إما من أموال نهبها أو دماء سفكها لفرض الظلم والاستبداد وسيطرة الشركات الأجنبية على الثروات ورفع علم إسرائيل في سماء طهران.

 إن العودة إلى الحوار بدون تصفية الأوضاع القانونية لما مضى، هو دعوة إلى القبول بالظلم. والعفو في غير موضعه هو خيانة للشعب المظلوم.

ولا يعدو الأمر عن قصائد غزل من جانب يدَّعي المظلومية وسعة الأفق والديمقراطية، وينقلها الى جانب آخر يمتلك القدرة على دعم الثورات الملونة .

 

4 ــ يتكلم خليل والخطيب المفوه عن رعاية الناس، وإسناد العمل لمن لديه الخبرة المناسبة.

 مرة أخرى نسأل خليل زاد إن كان ذلك هو ما فعله الاحتلال الأمريكي في أفغانستان؟. و ليذكر اسماً واحداً ،لرجل أو امرأة، تولى مَنْصِبَه عن جدارة ، سوى مؤهلات الفساد وانعدام الضمير وخيانة الدين والوطن. فلماذا كل هذا الإصرار وتلك الاستماتة من جانب ثنائية الخطيب والمغرد ؟؟.

فذلك الاحتلال لم يسمح لغير الفاسدين ومنعدمي الضمير والسفاحين وكبار القتلة والمهربين، بأن يتولوا المناصب الكبرى في الدولة أو المناصب السياسية في الحكومة أو عضوية البرلمان . لقد كان بيع المناصب تجارة يمارسها جنرالات الاحتلال وسفراؤه، في مقابل أموال طائلة تدفع لهم كرشاوي لتولية العملاء تلك المناصب الرفيعة في نظام  اشتهر عالميا بأنه الأكثر فسادا.

في تغريده أخرى يزيد خليل زاد في الحديث المكرر حول نفس النقاط، قائلا في تغريدته يوم 3 فبراير 2023  ما يلي :

[ أوضح مولانا الخطيب اليوم نقطتين هامتين، ينبغي على حركة طالبان الإلتفات إليهما

 1 ــ لا ينبغي أن تعطى مسؤولية الحكومة إلى أعضاء مجموعاتها فحسب، بل إلى أولئك الذين يمتلكون الكفاءة للقيام بالمهمة .

 2 ــ يجب احترام حقوق الإنسان لجميع السجناء. ويحرم الاسلام استخدام التعذيب للحصول على اعتراف.]

–  يستميت خليل زاد من أجل  تثبيت عملاء الولايات المتحدة في الحكم إلى جانب حركة طالبان. وهو الهدف الذي كان يناور لأجله في مفاوضات الدوحة، وحاول أن يجعله موضوعا وحيدا للتفاوض. أي أن تكون مفاوضات الدوحة لهدف تشكيل حكومة مشتركة بين حركه طالبان والحكومة العميلة في كابول وأن تبقى القوات الأمريكية في أفغانستان وكأنها عنصر للتوازن وحفظ الأمن، ومرجعية سياسية وأمنية لجميع أطراف “اللعبة الديموقراطية”، فلا يطالبها أحد بالرحيل. (في وضع شبيه بالعراق ).

 تلك الخدعة رفضتها حركة طالبان، وقال مفاوضوها أن هدف مفاوضات الدوحة هو جدولة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان .  كما رفضت طالبان إصرار امريكا على إلغاء نظام الامارة الإسلامية. وفي الأخير تمكنت حركة طالبان من إرغام الأمريكيين على الرحيل، وأن تعود الإمارة الإسلامية إلى حكم أفغانستان مرة أخرى.

– وفي إيران يتوافق مطلب خليل زاد مع الذين ينادون بالتفاوض مع السياسيين الهاربين خارج إيران ،الذين يخشون العودة بسبب تسويات قانونية يجب خوضوها أولا . وهو نفس حال زملائهم في أفغانستان الهاربين إلي تركيا والخليج والهند ودول أوروبية أخرى. المسألة هي حرص على حماية عملاء أمريكا و إسرائيل وعودتهم إلى الحكم بأي صورة. ثم الاستئثار بالحكم في خطوة تالية، بمساعدة من أمريكا و الناتو و إسرائيل.

ويعلم الجميع مدى جدية خليل زاد في الحديث عن المعاملة الإنسانية للمعتقلين، وعدم استخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات. لأن سجل أمريكا مع الأفغان وغيرهم معلوم. وفظائع سجن بجرام و بولي شرخي و السجون السرية الكثيرة داخل أفغانستان، و معتقل جونتانامو الرهيب، والسجون السرية التي نشرتها أمريكا حول العالم لتعذيب المسلمين لجرائم لم يرتكبوها، بل ارتكبها الأمريكيون أنفسهم، وكلها قصص سطرها الأمريكيون بدماء المسلمين. فلماذا سمح الأمريكيون لأنفسهم بذلك؟. وأي شريعة أعطتهم ذلك الحق؟. ومتى أصبح خليل زاد شيخا للإسلام يفتي ويكرر خطب الجمعة التي تتلى في إيران، التي يدَّعون أنها تقمع معارضيها وتضعهم في المرتبة الثالثة بعد أن وضعت النساء في المرتبة الثانية؟.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world