العالم يرتعش .. أمام زلزال مرعش
(لا سياسة في الإسلام .. ولا إسلام في السياسة ). مقوله حاول السادات فرضها على مصر خلال سبعينات القرن الماضي . فظهر خطؤها فيما بعد، و كانت ضمن أسباب مقتلة علي يد مجموعة إسلامية .
– وبعد زلزال تركيا الأخير في (قهرمان مرعش) يدافع البعض عن مقولة مشابهة تقول بأن { لا سياسة في الزلازل .. ولا زلازل في السياسة}. واضح تهافت الجزء الثاني من تلك المقولة. فالسياسة هي أصلح بيئة للزلازل والمؤامرات، رغم قوة اللوبي الدولي القائل (بنظرية المؤامرة) لكبت أي إشارة إلي وجود المؤامرات إطلاقا. وذلك موقف مشبوه في حد ذاته . لأن الخبرة البشرية تشير إلي أن السياسة هي موطن طبيعي لزلازل المؤامرات.
– زلزال مرعش ربما يكون مفتاحاً في قادم الزمان “مع التفاؤل بوجود زمان قادم للعالم بهذه الطريقة التي يدار بها ” ، ربما يثبت زلزال مرعش أن السياسة موجودة في باطن الزلازل . والثابت أنها تصاحب “الهزات الارتدادية ” . أي الزلازل التابعة التي تلحق بالزلزال الأول . وتكون كثيرة العدد وأضعف من الزلزال الأول .. أو أقوى منه ، فتدفن كثيرين ظنوا أنهم قد نجوا وعبروا الأزمة . فهي أشبه بالطائرات الأمريكية التي كانت تعاود قصف الهدف الواحد في أفغانستان مرات متتابعة، لتقتل أكبر عدد من الناس الذين تجمعوا لإنقاذ ضحايا الضربة الجوية الأولي .
– تمادي البعض وقالوا أن الزلازل لو كانت تحتفظ بالبصمات لظهرت البصمات الأمريكية علي طبقات أرض مدينة مرعش . ويقال أن بصمات إسرائيل ستكون مختلطة مع البصمات الأمريكية .
المستقبل يقدم تفسيراً متأخرا لكثير من الألغاز . وكما ظهر أن الأوبئة (كورونا مثلا) هي جزء أصيل من السياسة . فإن الزلازل سيظهر أنها كذلك. تلك مقولة لمتشائمين من مدرسة الواقعية السياسية .
– دلائل مبكرة على الطبيعة الجنائية لزلزال مرعش ستظهر مع عبارة {إعادة الأعمار}. وهي أشهر حتي من مقولة (إفتح يا سمسم) التي قالها “علي بابا” أمام باب مغارة اللصوص.
– (إعادة الإعمار) من أشهر عبارات اقتصاد الليبرالية الجديدة . فالزلزال كارثة . والكوارث هي الماء الذى تسبح فيه الحيتان وأسماك قرش الشركات متعددة الجنسيات.
فالزلازل، مثلها مثل الوباء والسونامي والحرب .. جميعها يستلزم وصول الشركات العظمي (والبنوك الكبرى) لتطالب بنصيبها من غنائم الكوارث البشرية ، لتشرب دماء الأحياء بعد هلاك آلاف الموتى . لقد حضرت النسور الأمريكية الصلعاء آكلة الجثث . لتلتهم رفات الموتى ، وباقي دماء الأحياء.
– تركيا ضمنت للشركات الأمريكية والإسرائيلية والبنوك العظمي نصيبا مفروضا من عصائر الجثث في مرعش . لهذا أظهر الإعلام الدولي امتنانه (نيابة عن أمريكا وإسرائيل ) وأعطي تغطية إعلامية كريمة لكارثة مرعش.
بينما لم يعط شيئا يذكر لضحايا سوريا الذين طالهم نفس الزلزال ..والسبب هو أن رئيس سوريا ليس بذكاء رئيس تركيا .. فهو سيفكر كثيرا قبل توقيع عقود إعادة الأعمار مع نفس الشركات الدولية ، أو قروض مع نفس البنوك.
– السياسة هنا هي تابع لمقولة: (السياسة هي شجرة والإعلام الدولي ثمرتها ) . فالإعلام الدولي هو صوت الشركات العظمي عابرة القارات والدول الحامية لها ،أي أمريكا وإسرائيل وعصابة الناتو .
– لن نذكر هنا زلزال مدينة (خوي في إيران) الذي لا وجود له في الإعلام الدولي، رغم أنه سبق زلزال مرعش بعدة أيام. والذين قتلوا في(خوي) لهم دماء تشبه دماء من قتلوا في (مرعش) ، فكلهم مسلمون . إلا إذا كان لأمريكا وإسرائيل رأي آخر . ولعلهم يطلبون فتوي من الإمام (زلماي خليل زاد)، الذي يعمل هذه الأيام ، علي هامش ثورة إيران المخملية الدامية ، خبيرا إسلاميا أو مكبر صوت لأحد المساجد.
– هل سيثبت زلزال مرعش دروساً أكثر في ارتباط السياسة بالزلازل؟ . بمعني أوضح وأكثر فجاجة : هل السياسة سبب لوقوع زلزال في القشرة الأرضية ؟؟ . قد يثبت زلزال مرعش أن السياسة هي من مصادر الزلازل الطبيعية . فالعلم والتكنولوجيا جعلا معظم المستحيل ممكنا.
ولمزيد من الفجاجة نقول : هل يثبت المستقبل أن زلزال مرعش هو نتاج سياسي ؟؟ . أي أنه صناعة بشرية ؟؟.
الإجابة الجنائية الصائبة هي : ابحث عن المستفيد !!.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )
