ذات يوم (9).. بن لادن ، يقود “العرب” ضد “شواكيش” مصر

ذات يوم (9)

( في الذكرى الحادية عشر لإستشهاده)

بن لادن ، يقود “العرب” ضد “شواكيش” مصر

 

في قرية “عرب خيل” جنوب مطار قندهار إستقر  أسامة بن لادن مع تنظيم القاعدة الذى لم يكن يتعدى أفراده فى أفغانستان وقتها الخمسين شخصاً.

– فى الساحة الرملية للقرية كان فريق كرة القدم المصرى ــ وجميعهم مصريون ـ يفوز دائماً على فريق (العالم العربي)ـ من باقى الدول العربية ـ في جميع المباريات،  التى كانت تجري حسب جدول غير منتظم..

– مرة واحدة خلال عام  كامل فاز فيها الفريق العربي على فريق مصر بأربعة أهداف مقابل لا شئ. فكانت مناسبة غير عادية لمجادلات لا تنتهى بين الفريقين و مشجعى الفريقين. لأن الفريق العربى كان يقوده أسامة بن لادن، ويضم من حضر من أعضاء القاعدة المنتمين الى بلدان عربية مختلفة. فاحياناً يتكون الفريق من أربعة لاعبين وأحياناً أربعة عشر.

وبالمثل كان الحال في فريق مصر، الذي كان يرأسه أبو حفص المصري نائب بن لادن تنظيمياً ومنافسة اللدود في مباريات كرة القدم .

كان سيف العدل القائد البارز في التنظيم، يلعب مسانداً لأبى حفص في الفريق المصري، وكلاهما لاعب ماهر، خاصة أبو حفص الذي ذاع صيته عام 1985 هو وصديقنا عبد الرحمن المصري. وذاع صيتمها بين فرق كرة القدم فى بيشاور، من عرب وباكستانيين، فقيل أنه لا يُهْزَم فريق يلعب فيه أبو حفص وعبد الرحمن. وحتى عندما عملا سوياً في جبهة القتال كانا دائماً في الجانب المنتصر. وقد أسعدني الحظ أن أكون معهما فى عمليات خوست لأكثر من عامين، فكانت أجمل أيام رأيتها في أفغانستان بل في حياتي كلها .

– عودة إلى مباريات كرة القدم بين فريق أبو حفص ومعه سيف العدل، في مقابلة الفريق العربي بقيادة أسامة بن لادن يسانده مفتي التنظيم، (وهذا أحد أسباب هزيمتهم شبه الدائمة).

– قال لي سيف العدل يوماً : فريقنا يلعب معتمداً على مهاراته الفنية، وكان فريق الشيخ أسامة يلعب معتمداً على نفوذه التنظيمي.

– شاهدت بنفسي القليل من تلك المباريات وكان الفارق الفني واضحاً لصالح فريق مصر والنفوذ الإدارى واضحاً في فريق العالم العربي. فاضطر الفريق المصري إلى ممارسة أسلوب ( الشواكيش) أي الخشونة في اللعب و(شنكلة) أفراد الفريق المقابل ، ما عدا قائد الفريق أسامة بن لادن.

– أكثر من مرة سمعت شكاوي من أبي حفص وسيف العدل بأن فريقهما كان طيب النفس ومتسامحاً “!!”. فلم يكن يسخر من فريق العالم العربي  بسبب خسائره المستمرة. و يرجع ذلك لإحترامهما الشديد ومحبتهما لأسامة بن لادن. وبالتأكيد أنه كان يستحق ذلك وأكثر.

– بن لادن وفريقه الذى يمثل العالم العربي لم يقابل كرم أخلاق الفريق المصري بالمثل. ورغم أن بن لادن كسب مباراة واحدة (4_0) خلال عام كامل. لكنه شنّ عليهم حرباً نفسية شعواء.

وأصدر مرسوماً رآسياً بمنع مباريات كرة القدم، حتى  يعيش الإنتصار الذى حققه فريقه لأطول فترة ممكنة. مما أثار شكوى الفريق المصري ولفتوا الإنتباه إلى أخلاق الفريق المصري وكرمه .فلم يشهروا بمنافسيهم  ولم يسخروا منهم ولم يوقفوا المباريات حتى يحتفظوا بنتائج إنتصاراتهم.

وكان بن لادن سباقاً في إختراع إشارة رابعه التى إستخدمها “الإخوان المسلمون” بعد مجزرة رابعه العدوية. وهي إشارة كَفْ ناقص إبهام . فكان فريق بن لادن يرفعونها كشعار تحيه داخل القريه في وجه الفريق المصري المهزوم. وكان ذلك مؤثراً جداً على نفسية الفريق لمصري.

– بعد ضغوط ومناقشات إستمرت لأسابيع وافق بن لادن على عودة المباريات. فانتقم الفريق المصرى من فريق العالم العربي. مع الفارق أنه بعد كل إنتصار للمصريين كانوا يقدمون كامل الإحترام لزعيم الفريق المنافس وزعيم التنظيم الرجل الذى أحبوه على أرض الملعب وفي ساحات القتال.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world