الدور الريادى لعبيد النفط (3)

مقال “الدور الريادى لعبيد النفط”  مكون من ثلاثة أجزاء هى :

1 ــ ماذا يعنى ربط مشيخات الخليج والسعودية بإسرائيل ؟ .

2 ــ معضلة سوريا وإيران مع النظام اليهودى للشرق الأوسط الجديد .

3 ــ الحركة الإسلامية ، وإمبراطورية اليهود فى (الشرق الأوسط الجديد).

 

الدور الريادى لعبيد النفط

(3)

الحركة الإسلامية ـ وإمبراطورية اليهود فى (الشرق الأوسط الجديد )

 

 عَبْرَ الإعلام  تتابع وتعلق الحركة الإسلامية فى العالم العربى على ما يحدث فى المنطقة العربية التى تحولت هويتها ـ أو هى تسير بسرعة نحو ذلك ـ لتصبح يهودية ديناً وثقافةً وتاريخاً. (يقول اليهود أنهم من بَنَى الحضارة المصرية القديمة. وأن الجزيرة العربية تعود فى تاريخها وثقافتها إلى اليهودية والمسيحية. وأن حضارات ما قبل الإسلام هى العنصر الحضارى الأصيل فى المنطقة).

إعلان إلتحاق الإمارات بالإمبراطورية اليهودية الجديدة، هو مقدمة للباقين من الحكام المنتظرين حتى تهدأ العاصفة ليدخلوا إلى المسرح بثبات ووقار، معلنين تبعيتهم لليهود، التى كانت قائمة حتى قبل إعلان إسرائيل كدولة على إنقاض فلسطين الإسلامية .

إعلان الإمارات عن تَحَوُّلِها إلى جزء من الكيان اليهودى الجديد للمنطقة ، لم يضف جديدا فى حد ذاته ، ولكنه طلقة البداية لمشاريع عظمى تؤسس لوجود يهودى مسيطر. ومُنطَلَق لمكانة إسرائيلية دولية متقدمة جدا . كونها الراية المرفوعة إعلاناً عن سيطرة اليهود على العالم إقتصاديا (ماليا وتجاريا ومصرفيا) وبالتالى سياسيا .

وصل اليهود إلى الدرجة التى نشاهدها من السيطرة على جزيرة العرب ومقدسات المسلمين ومساجدهم الثلاث التى لم يعد من الممكن شد الرحال إليها إلا بموافقة ورقابة الموساد الإسرائيلى.

ولولا الأنظمة العربية الخائنة ما قامت إسرائيل من الأساس . ولولا الحركة الإسلامية/ العاجزة والمنحرفة/ ما تمكنت تلك الأنظمة من الإستمرار، ولا استولت إسرائيل على المقدسات الإسلامية وعلى مجموع بلاد العرب لتقيم على أنقاض المنطقة العربية شرق أوسطها اليهودى الجديد.

بدأت الحركة الإسلامية نشاطها بشعار العمل على إعادة دولة الخلافة وإقامة نظام حكم إسلامى ولكن النتيجة أتت مخالفة تماما،إذ توصلت ضمن مجهود متكامل مع الأنظمة واليهود إلى إقامة دولة يهودية كبرى تبتلع بلاد العرب ومقدسات المسلمين .

 

 فهل من عاقل يسأل عن السبب؟؟.

– الحركة الإسلامية العربية خلال العقود الأربعة الأخيرة سَخَّرَت طاقتها لخدمة المخطط اليهودى . عن علم وبصيرة بالنسبة للقلة من القادة الأذكياء المُبْصِرين، أو عن جهل وطَمْس بصيرة بالنسبة للأغلبية المتحمسة إلى درجة التضحية بالروح والدم خلف أى ناعق.

تبنت الحركة الإسلامية ـ فى معظمها ـ “نظرية العدو البديل” التى إبتدعتها إسرائيل ، حتى تُحَوِّل وضعها من عدو غاصب ، إلى حليف متعاون ومدافع فى وجه عدو مشترك لليهود “الصهاينة” والمسلمين “السُنَّة” ، ألا وهو الشيعة عموماً وإيران على وجه الخصوص .

فكان من الضرورى أن تَمُرْ عدة عقود ، ونخسر آلاف الأرواح ودمار عدة أوطان ، ويتراجع البنيان المادى والمعنوى ، وتتراجع الحقوق ، حتى ندرك الآن ، وبفضل “شجاعة” خونة النفط ، أن مسار الحركة الإسلامية كان خاطئا ـ وإجراميا ـ فى حق شعوبنا وأوطاننا . فبينما جذبوا أنظار شعوب المنطقة نحو الوهم المصطنع ، تقدم العدو الحقيقى وأخذ كل شئ من النفط حتى الأرض والمقدسات .

 

ــ فماذا نحن فاعلون الآن ؟؟.

لا يبدو متاحاً حتى الآن أمام الجماعات العتيدة سوى الشجب والإستنكار . فالبنادق الإسلامية إسْتَهلَكَت الأرواح والثروات والمعنويات فى سبيل رفع النجمة السداسية . وتلك نتيجة طبيعية للجهاد على غير بصيرة ، بقيادة الرويبضة وكبار تجار بورصة الدماء والخراب .

 ــ أن نطلب من الحركة الإسلامية الخوض فى الدماء، أو إشعال حرب من حروب الفتنة، أسهل عليها من أن نطالبها ببديهات الإصلاح الذاتى تمهيدا للمواجهة الفاصلة مع اليهود، بعد أن أصبحنا ضيوفاً غير مرغوب فيهم داخل إمبراطوريتهم الجديدة . فنحن الهدف الأول لبطشهم .

 ــ المطلب الأول هو مراجعة تجارب الحركة الإسلامية ، وتحديد الأخطاء الفكرية ، والسياسية ، والتنظيمية والإعتراف بها علنا . فبدون النقد الذاتى والإعتراف بالأخطاء سيظل الحال على ماهو علية ، وتحافظ المسيرة على خدمة الإمبراطورية اليهودية الجديدة.

مطلوب إعادة ترتيب البرامج والأولويات على أسس صحيحة بعيدا عن الخطأ الموروث ، الذى أصبح عادة أو “سليقة” أو فطرة جديدة ،غرسها عَدوُّنا فينا بجهلنا وغفلتنا ، وأصَّلَها فى نفوسنا وفى كل مسارات حركتنا .

ــ الحركة الإسلامية لا تستطيع التفكير المستقل . فهى إما تعتمد على الموروث لمجرد أنه قديم ، أو تتبنى ما يطرح عليها من تصورات فكرية وسياسية طالما جاءت من ممول ثرى مسلم ملتحي ـ سُنِّي ـ لديه رصيد من النصوص التى لا نراجعها ولا نفحصها . ولكننا نؤمن بما يطرحه من فكر مُغَلَّف بالدولارات ، ونستجيب لما يدفعنا إليه من “جهاد ودعوة”، ومن تصورات سياسية يأنف من إنحرافها أى كائن شبه عاقل . فنستهلك المال والأفكار والأرواح  ولا نتدبر ولا نعتبر.

ــ نحن نمضى قدما ، فنستهلك كوادرنا فى السجون والمعارك ، ولا نستفيق حتى على الهزائم الكبرى . ونعتبر كل ذلك (إبتلاء) يرفع درجاتنا فى الآخرة . قد يكون الأمر كذلك، ولكن لابد من التأكد أولا من أننا لم نَهْزِم أنفسنا بالجهل والإهمال والطمع فى المال والشهرة والإستكبار فى الأرض.

ــ من الصعب جدا أن نتصور أن جماعات كاملة سوف تستفيق ، وتهتدى إلى الصواب بعد تحديد مواطن التقصير والخلل . ولكن الأقرب أن أفرادا سيفعلون . ولكن عليهم أن مواجهة الأخطار القادمة ليس فقط من اليهود الذين جعلوا التخلص من الإسلام أولوية قصوى تحت مسميات مثل (الأصولية ، الإرهاب ، معاداة السلام والديمقراطية والتقدم ) ولكن الخطر الأكبر عليهم سيكون إنقلاب جماعاتهم عليهم ، لدرجة أن تتعاون تلك الجماعات مع الأعداء للإضرار بالمنشقين الخارجين من نعيم الجماعة المنحرفة ، ناعتين إياهم بأبشع الأوصاف جاعلين منهم أشد الأعداء .

ــ فشل الجماعات الإسلامية فى بلادنا، زرع الشك فى نفوس الكثير من شباب الأجيال الجديدة. ولكن بعضهم لن يترك الإسلام ، وسيجد لنفسه طريقا خاصاً ، يجتهد ليجده لنفسه . ويبتكر أساليب لمواجهة الإحتلال اليهودى ، بوسائل لم يكن السابقون ليهتدوا إليها بعد أن أدمنوا الإنحراف فى الفكر والحركة والضمير.

 

 إسلام النصوص الهائمة فى الفراغ :

تتكلم الحركة الإسلامية مع شعوبها بالنصوص الشرعية ، بدون توضيح إرتباط تلك النصوص بالحياة الدنيوية للشعب . فالدين جاء لتحقيق السعادة فى الدارين . والنص الشرعى يحقق كلا الهدفين . فإن جعلناه موجها فقط للآخرة فإن ذلك عجز فكري أو سؤ نية لإفساح المجال للظَلَمَة ليغتصبوا حقوق الناس وما كفله وأباحه الله لهم فى هذه الحياة.

فالحقوق يتشارك فيها كل من فى المجتمع من مسلمين وغير مسلمين . أما الواجبات فإن ما يتعلق منها بالشعائر فيلتزم بها المسلمون فقط . والأخلاقيات والسلوكيات التى ينادى بها الإسلام، والإلتزامات التى تحافظ على سلامة المجتمع، لا خلاف عليها بين عقلاء البشر.

وخوف غير المسلمين من تطبيق الإسلام إنما يعود إلى سؤ فهم وأخطاء من جانب المسلمين أنفسهم . ولأجل هذا تتقهقر الحركة الإسلامية وتفشل فى قيادة مجتمعات أغلبيتها من المسلمين.

ــ  ينادى الإسلام فى المجتمع بمبادئ : العدالة فى توزيع الثروات، وكرامة الإنسان بشكل كامل مهما كان لونه أو جنسه أو دينه ، وحماية أمن الناس فى أنفسهم  وأرزاقهم وأعراضهم وممتلكاتهم ، وضمان مستقبلهم ورعايتهم فى حالات العجز أو المرض ، وحريات التعبير والمشاركة فى الشأن العام ، وحظر الإستئثار بالسلطة والمال العام أو الإستبداد بشئون الناس من غير رضاهم أو مشاورتهم .

وينادى بإستقلال المجتمع المسلم، وعدم تعريضه لسيطرة الأعداء على مقدراته الإقتصادية أو مسيرته السياسية أو إستقلاله الثقافي أوكيانه العقائدي ، أو تماسك مكوناته السكانية.

– لا يوجد عاقل يعارض شيئا من ذلك . أو يمتنع عن المشاركة فى تنفيذه على أرض الواقع . لهذا يحظى المشروع الإسلامى ــ إذا كان صحيحا وليس منحرفاً أو جاهلاً أو مزيفاً ــ يحظى بدعم الأغلبية أو على الأقل موافقتهم . الفرق بين المسلم وغير المسلم عند التطبيق هو أن المسلم يرى فى العمل لأجل ذلك جهادا فى سبيل الله لإقامة شريعة الإسلام . أما غير المسلم فيراها ضرورة حياتية توفر له الحياة الكريمة .

إذا لم يقتنع المنصفون من غير المسلمين فى مجتمع ما ، بتطبيق الإسلام بهذا الشكل فذلك نتيجة أخطاء عند المسلمين أنفسهم . أخطاء فى الفكر والتصورات ، أو أخطاء فى التطبيق السئ ، أو تقصير كبير فى الدعوة والتوضيح . فالإسلام هو رسالة الله إلى البشر جميعاً .. من آمن منهم .. أو لم يؤمن .. والله سبحانه أعطى البشر جميعا حرية الإختيار، وفى النهاية هو سبحانه  من يتولى محاسبة الجميع فى الوقت المحدد.

 ــ التخطيط  اليهودى ليس قدرا مقدورا . وهو ملئ بالثغرات ونقاط الضعف. ولا يَتقَوَّى بغير ضعف المسلمين وتخاذلهم وتدَنِّى مستوى قادتهم . فالعودة إلى الجهاد أمر ممكن وضروى بل هو حتمى الحدوث حتمى النصر الذى هو من عند الله فقط وليس من أحدٍ غيره . سيجد البعض الطريق الصحيح وسيصلون إلى مبتغاهم فى نصرة الدين ، ولو كره الكافرون والمنافقون والمرجفون فى المدينة .

 

حركة إسلامية لا مكان فيها لثورة المسجد !!

إنها حركة وهبت نفسها للبرلمان وليس للمسجد. وطاقتها مختزنة للتصويت فى الصناديق وليس لمقارعة الكافرين فى ساحات الجهاد .

الحركة الإسلامية العربية كانت شريكا فعالا فى التمهيد لقيام الإمبراطورية اليهودية (الشرق الأوسط الجديد)، الذى بشَّرَ به “الإمام الأشهر” شيمون بيريز. ويبدو أنها ستظل داعما لتلك الإمبراطورية مالم تَثُر الحركة الإسلامية على نفسها أولا، وعلى إنحرافاتها، وأن تحاكم كبار مسئوليها على جرائمهم، لأن الإجرام لم يكن إحتكارا حصريا على الأنظمة الموسومة بالعمالة.

من أكبر علامات فشل الجماعات الإسلامية هو عجزها عن تحويل الهجوم اليهودى على المساجد الثلاثة المقدسة فى مكة والمدينة والقدس ، إلى بداية لثورة إسلامية تغير الأوضاع كلها ، خاصة على المستوى الإسلامى العام بسبب ما يحدث من تجاوزات مهينة ومخزية على تلك المقدسات الثلاث، والتى وصلت إلى حد الإلغاء الفعلى لفريضة الحج بدعوى الوقاية من كورونا.

كما فشلت فى تحويل ما حدث فى مصر من إلغاء فعلي للمساجد بنفس دعاوى الوقاية من الكورونا ، بينما النظام لا يُقَصِّر فى أى مناسبة لقتل الشعب سواء بالقوة السافرة للجيش والأمن

 أو بنشر الأوبئة عمداً مع أسياده الإسرائيليين فى المياة والمنتجات الزراعية وحتى الأدوية . وأخيرا بالتنازل عن مياه النيل لإسرائيل ومشروعها فى (سد الحبشة).

بدأ الشعب المصرى بوادر تمرد من أجل إعادة صلاة الجمعة إلى المساجد، بينما عجزت الحركة الإسلامية عن إلتقاط اللحظة والمضي قدما فى عملية التغيير . واكتفى جهازها الإعلامي فى الخارج بمجرد التشنيع الساذج على نظام الخطيئة العسكرى ، منددا بغياب الديموقراطية . فالأزمة كما تراها الحركة الإسلامية هى فى إرضاء الغرب بالديموقراطية وليس إرضاء الله بالإسلام ، وإنقاذ الناس من الظلم ، والبلاد من التهويد . وكأن الشعب الذى يحيا تلك الأخطاء فى حاجة إلى من يلفت نظره إليها . بينما هو فى حاجة إلى من يأخذ بيده ويسير فى مقدمة الصفوف من أجل التغيير الجذرى وليس المطالبات الحقوقية السخيفة ، أو المناداه بالديمقراطية الغربية لإستجلاب محبة ودعم الغرب . بل وتملق الجيش والمخابرات وعناصرهما التى كما يقول عنها إسلاميون حركيون (تحب مصر ومازالت تختزن الوطنية المصرية!!).

تلك التُرَّهات الديموقراطية والوطنية ، للتمسح بالغرب تارة وبأجهزة القمع تارة أخرى، تشير إلى أن العمل الإسلامى مازال عند نفس الموقف المتخاذل والمتواطئ الذى إنتكس بما راود الشعب من آمال خلال أحداث يناير وما جاءت به من بريق خادع لثورة زائفة ، فكان الإسلاميون من عناصر الخداع والتواطؤ فيها.

 كل الدلائل تشير إلى أن الحركة الإسلامية العربية ـ وطليعتها المصرية ـ مازالت رابضة فى موقع التبعية والإخلاص لأموال الخليج حتى لو إقتصرت على مشيخة واحدة هى قطر، التى وضعوا فيها كل الأمل ، كونها لا تحتوى إلا على أهم قاعدة عسكرية أمريكية فى العالم، وأهم قيادة أمريكية ، وهى القيادة المركزية للجيش الأمريكى .

وما زالت الحركة الإسلامية العربية غير قادرة على تجاوز مواقف تركيا ، عضو حلف شمال الأطلنطى وشريكته فى غزو أفغانستان، والمتحالفة مع إسرائيل ، رغم تنافس مرير على حقول الغاز . أو تجاوز إلتزام كبار الإسلاميين الذليل بالغرب وقيمة الديموقراطية الوهمية ، التى لن تطعم شعوبنا خبزا ولن تعيد لها أنهاراً منهوبة ولا أرضاً محتلة .

  ــ  الثورة الأكثر إلحاحاً هى على الحركة الإسلامية الراهنة. لأنها خير حماية للإمبراطورية الإسرائيلية الجديدة وشرقها الأوسطي الذى يوفر لإسرائيل السلام والثروة والسيادة ، ويوفر لنا الفقر والقمع وضياع الدين والدنيا . الحركة الإسلامية العربية مازالت الأكثر مناسَبَةً لإنظمة القمع العسكرى وخونة النفط ، وللشرق الإسرائيلي الكبير فى ثوبه الجديد، وهى التابع الأوفى لتعاليم شيمون بيريز، صاحب نظرية الشرق الأوسط الجديد والتحاف السُنِّى الصهيونى .

  ــ  سيعود إسلاميونا ركضاً، ويقعدون على أبواب سلاطين النفط ، لو تغيرت بعض الوجوه وتبدلت بعض الأسماء. وسيلعقون حذاء الجنرال إذا إستبدل البيادة “الميرى” بماركة أوروبية حديثة . وسيظلون على عقائدهم “السمحة” المتواطئة مع ديانة النفط وآل سعود. مستمرون فى لزوجتهم الديموقراطية المتواطئة مع الغرب . صامدون على طاعة ولي الأمر للحاكم حتى ولو نقل ما يفعله سراً فى خيمته ، إلى شاشات التلفزيون فى بث مباشر، يحظى بأعلى نسبة مشاهدة من جماهير المؤمنين بدين الحركة الإسلامية العربية ، فى موطنها الشرق أوسطى الجديد.

 

بقلم  :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world