طالبان عمودًا أساسيًا من أعمدة الجهاد و المقاومة

طالبان عمودًا أساسيًا من أعمدة الجهاد والمقاومة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

توطئة

تعتبر طالبان عمودًا أساسيًا من أعمدة الجهاد والمقاومة للمشروع الصهيوصليبي الذي يحارب الإسلام والمسلمين بكل من أوتي من قوة , والذي لازال يحتل أفغانستان بقيادة أمريكا , بل إنها – طالبان – حاليًا أهم قاعدة جهادية متزنة فكريًا وعمليًا لازالت صامدة بكل قوة وتحدي في وجه أمريكا وحلفائها , وستظل كذلك بإذن الله حتى يكتب الله النصر على أيدي أبطالها  من العلماء والمقاتلين والمفكرين والسياسيين حفظهم الله جميعًا .

وبما أن طالبان لازالت ترفع راية التوحيد ونصرة الإسلام والمسلمين فإنها حتمًا بإذن الله من الطائفة المنصورة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَايَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”, وقال صلى الله عليه وسلم : “لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ”. وقال صلى الله عليه وسلم: “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ”.

ولأن طالبان لازالت صامدة صابرة محتسبة وتقف بكل كبرياء وشموخ وتحدي وصمود في وجه المشروع الصهيوصليبي والذي يغزو أفغانستان الآن بقيادة أمريكا , فإن من المسلمات أن تحاربها أمريكا بكل ما أوتيت من قوة مادية ومعنوية و عسكرية وإعلامية ، وكذلك فإنه لاشك أن أمريكا ستستخدم كل أبواقها الإعلامية لنشر الدعايات  والشبهات حول طالبان بكل الطرق وعلى كل الاتجاهات , ومن هنا نلاحظ أن الإعلام العالمي موجه بشكل مباشر ضد طالبان ولكنه يحاربها ويعمل على شيطنتها بالطرق الخبيثة الخفية غالبًا , حيث أنه يعتمد أسلوب دس السم في العسل أكثر من استخدامه لأسلوب المواجهة والشيطنة الإعلامية المباشرة , ولذا فإننا نرى المنافقين والمرجفين وأصحاب النوايا الخبيثة يتابعون الإعلام بكل تفاصيله من باب التصيد في الماء العكر , لالتقاط ما تبثه أمريكا وحلفائها من كذب ودجل ضد طالبان .

 

 

الموضوع

لو أخضعنا كل ما سبق ذكره لقواعد الحرب بين الإسلام والكفر والغزاة ومقاومتهم فسنلاحظ أنه وارد الحدوث حيث أن  المنافقين والمرجفين دومًا يكونون في صف الكفر وأهله , وذلك بحجة الخوف من الأيام ومتغيراتها ومتقلباتها فيخافون أن ينقلب الأمر كله لصالح الكفار فيصبحون في دوائر الخطر, وهذا ما ذمهم الله ووبخهم عليه حيث قال الله تعالى: ” فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ “ , ولكن العجيب والمستهجَن هو أننا نرى أحيانًا بعض من يرفعون راية المقاومة والصمود في وجه أمريكا وحلفائها ثم هم يغردون في صف أمريكا وسربها بترويجهم لما تروجه من كذب على حركة طالبان , وهذا أمر لا يمكن أن نقبله نهائيًا حيث أن الواجب مناصرة طالبان الإسلامية ضد أمريكا الكافرة الصليبية , حتى وإن كان هناك خلاف حول الفكر والفكرة ، فإن أعظم عرى الإيمان : هي الموالاة في الله والمعاداة في الله كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم , ولذا لا يمكن أن ينتصر أحد لهواه على حساب العقيدة الإسلامية وما ثبت في عقيد الولاء والبراء ولوازمها إلا رجل في قلبه مرض . تبقى عندنا الطائفة التي تقبل الأخبار الكاذبة المكذوبة على طالبان وتروجها عن جهل ودون الرجوع إلى المصادر الموثوقة بعيدًا عن مصادر أمريكا وحلفائها فإن تقصير هؤلاء في تتبع الأخبار والبحث عنها للتأكد منها من مصادرها فإن تقصيرهم هذا جريمة في حق الإسلام وأهله وهو كبيرة من كبائر الذنوب بل ربما يدخل أحيانًا في مناصرة الكفار ضد المسلمين , فالله تعالى أمرنا أن نتثبت من الأخبار وأن نرجع لمصادرها وألا نقبل قول الكافرين الطاعن في المسلمين بأسلوب أو آخر ، فالواجب على المسلم أن يُقدم حسن الظن بالمسلمين عمومًا والمجاهدين منهم خصوصًا كما هو حال إخواننا المجاهدين في حركة طالبان الإسلامية وعلى المسلم أن يتق الله في إخوانه لئلا يقع في الشر والإثم وهو لا يعلم قال الله تعالى : ” لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُواْ هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ” , و على المسلم أن يتثبت من الأخبار خصوصًا تلك التي يتم نشرها حول إخوانه المجاهدين وجهادهم وتطوراتهم السياسية .. إلخ , قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ “ ، وعلى المسلم أن يعلم أنه :” مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ” كما قال ربنا تعالى .

 

 

الخاتمة

اعلم أخي الفاضل أن من الواجب عليك هو نصرة إخوانك المسلمين في كل مكان ومن هؤلاء إخوانك المجاهدين في حركة طالبان والدفاع عنهم ونشر الخير والتفاؤل حولهم , وعليك بالرجوع لمصادرهم لاستقاء الأخبار والتقارير منها وعليك ألا تقبل ما يروجه الإعلام المأجور عنها فالله تعالى أمرنا أن ننصر إخواننا المسلمين وأن ندافع عنهم وأن نكون سيفًا لهم لا عليهم فإن عجزنا عن ذلك فعلينا التزام الصمت والدعاء لهم بالخير في ظهر الغيب. والله ولي التوفيق..

اللهم انصر إخواننا في طالبان وثبت أقدامهم واجعل أيامهم أيام خير وبركة واشرح لهم صدور العباد وافتح لهم البلاد .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

 

كتبه/ الباحث في الشئون الشرعية والسياسية

تيسير محمد تربان

فلسطين – غزة

المصدر:

مافا السياسي (ادب المطاريد)

www.mafa.world