السلفية الجهادية جزء من الأزمة أم الحل ؟!

0

السلفية الجهادية جزء من الأزمة أم الحل ؟!

تحاول هذه المقالة إبراز أهم مايميز مجموعات التيار السلفي الجهادي، والقواسم المشتركة التي تجمعهم على اختلاف اماكن تواجدهم، وتعتبر تجربته في “قطاع غزة” نموذجا نقف عنده بحكم ما توفر للتيار من ظروف تؤهله بالاستمرار غير انه فشل وخرج من إطار المقاومة أهمها :
-وجود قوة احتلال.
-الطابع السني لغالبية الساكنة.
– حصار اقتصادي واجتماعي خانق.
-الاجماع بضرورة المقاومة .
-صراع وفراغ سياسي (فتح -حماس).
-صعود سهم التيار الجهادي بعد 11سبتمبر ، واعتبار تحرير القدس من واجباته.
-الترقب الشعبي الفلسطيني للإضافة التي سيدفع بها التيار(السلفية الجهادية) في الصراع الإسرائيلي .

سعى التيار السلفي الجهادي لموطئ قدم داخل فلسطين باعتبارها قضية مقدسة في الوجدان الإسلامي وذلك عبر تكثيف الخطابات وطرح سبل التحرير، وللإستفادة ايضا من حالة الإستقطاب الذي يوفره رفع هذا الشعار للمزيد من الانصار.

غير أن أول عقبة أمامه كانت افتقاره للرصيد التاريخي في المقاومة الفلسطينية والرموز النشطة في الصراع ضد الاحتلال، على عكس خصومهم من الكيانات التي أبانت عن حركية نضالية وسياسية واجتماعية مستفيدة من إرث وتجربة تنظيماتها.

وحجة التيار في تصدر المشهد ان الحركات الفلسطينية في نظرهم قد ابتعدت عن تعاليم الشريعة وفشلت في عملية الصراع ضد المحتل مع التقليل من مستوى أعمالهم، واعتبار إتفاق التهدئة المبرم بالمخزي ويصل للخيانة.

في حين أن التيار السلفي نفسه لم يبد اي احتكاك أو عمليات ضد المحتل قبل تحرير القطاع ،بل اغلب تحركاته فور ظهوره على مسرح الاحداث كانت موجهة نحو جبهة الداخل ، من هنا يظهر ان الفراغ او التغيير في هوية السلطة هو بوابة التيار للعبور، والحجة في اغلب مناطقه انهم يعكسون الوجه الصحيح للإسلام وان حركتهم مستمدة منه ، مما يجعل الناس و اغلب المتتبعين يرتابون في شأنه، خاصة ان خطابهم العام يرتكز على تراث الدعوة النجدية المصادمة في كثير من الأبواب للتراث الفقهي والعقدي السائد بالقطاع ، مما ينتج عنه استياء عام وفقدان للحاضنة.

 

التيار السلفي الجهادي في فلسطين

هذا الإستياء كان له الأثر السلبي حتى مع المتعاطفين في الخارج والتي شملت اعمال خطف للصحفيين والناشطين الأجانب من بينها قتل المتضامن الايطالي “لاريغوني”، مما يفتح الطريق بالكامل لإسرائيل من اجل تبرير قصفها للقطاع امام الراي العالمي بذريعة سلامة امنها، وان عدوانها يشمل الجماعات الإرهابية .

ومن المسائل التي تعنى بأهمية كبرى عند التيار السلفي الجهادي ويعتبرها لا تقبل التأجيل بغض النظر عن الواقع والظروف محاولة إقامة الإمارة، وغزة لم تخرج عن هذا الإطار حيث عبر عنه اعتصام جماعة “عبد اللطيف موسى” بمسجد ابن تيمية وإعلان الإمارة التي كانت من بين الأسباب المعجلة بإضعاف التيار هناك وتفرقه فيما بعد .

سمة التفرق هذه حالة ملازمة للتيار على الرغم من اعتباره للتوحد والاجتماع ضرورة شرعية، تفسير ذلك يتجلى في أمرين مهمين حب الذات وحب القيادة ، فالقطاع رغم مساحته ضم تشكيلات ابرزها : التوحيد والجهاد .جيش الامة. جيش الإسلام. جند انصار الله …

خلاصة الحديث ان التيار السلفي الجهادي ليس مؤهلا بما فيه الكفاية للدخول في صراع محلي او اقليمي، بحيث أن بنيته الفكرية والتنظيمية المرتكز عليها ،تحمل في نفس الوقت بذور ضعفه وزواله.

جمعية مغاربة سوريا :  أنور أديب

تيليجرام ( جمعية مغاربة سوريا )  :  @adybmeknassi

المصدر :

مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا