صاحب الضخامة .. مِحْقانْ المُفَدَّى

صاحب الضخامة .. مِحْقانْ المُفَدَّى

للشاعر أحمد مطر

 

مقدمة:

فى أوائل تسعينات القرن الماضى رسم شاعر العرب (أحمد مطر) بريشته شخصية محقان . ذلك الحاكم المعجزة الذى إختزل فيه الإعلام جميع مزايا البشر ، وكل قيمة الإنسان .

مرت عقود ، وبدل من أن تنقرض شخصية (محقان المفدى) فإذا بها تنتشر فى كل مصر وعصر . ومن ورائه نفس الإعلام ، ويسجد تحت أقدامه الملايين من أشباه البشر ، الذين صاروا هم الأغلبية الساجدة .

وجاء فخامة المحقان( $  م ـ ب ـ س  $ ) ، كى يضخوا فيه مزايا كل محقان كان جاء سابقاً أو سيجئ لاحقاً . بل حقنوا فيه أمة كاملة مكونة من 1.5 مليار إنسان ، يعبث محقان الأكبر بكل مقدساتهم ، وهم ساهون ، ولذهبه عابدون .

وبعد أن كانت قصيدة أحمد مطر مكتوبة لمحقان العراق ، و”محاقين” الخليج ، فإذا بها تماما على مقاس”محقان المحاقين” صاحب الفخامة ( مناحيم بن سوليمان ) قائد أتباع الديانات السماوية جميعا . الذى يفرد رايته من مكة إلى القدس عابرا المدينة .. وصولا إلى واشنطن عاصمة روما الوثنية.

($  م ـ ب ـ س $ ) إبن اليهود يحكم أمة المسلمين ، ومعه “محاقين” صغار من العرب والمسلمين .. يحكمون أمه قد ماتت وأصبحت أثرا بعد عين .

فى إنتظار أمه جديدة .. لا يكونوا أمثالكم ..

$$  والآن .. أحبسوا أنفاسكم رهبة واحتراما .. فى حضرة صاحب الضخامة محقان المفدى بريشة الشاعر أحمد مطر .

مافا السياسي ( ادب المطاريد ) : www.mafa.world

 

$$ ..  صَاحبُ الضَخَامَة “مِحْقَانْ” المفدَّى! .. $$

إعلامُنا إعلانْ

يعرضُ بالمجَّان عجيزةٌ معجزةٌ

لم يتغيرْ شكلُها من زمن الطُوفانْ

ونحن من أعصابِنا

بالرغم من مَصابِنا

نُسدِّدُ الأثمانْ !

**

إعلامُنا : إعدامُنا .

يَركلُنا

يشتمُنا

يبصقُ فى وجوهِنا

وما بأيدينا سوى أن نشكُرَ الإحسانْ .

أليس شيئاً رائعاً

أن يُصفعَ المرءُ على قفاهُ بالألوانْ ؟!

**

إعلامُنا معتدلٌ

كحَبلِ بَـهْلَوان !

وكافرٌ .. ولكنهُ

فى مُنْتَهى الإيمانْ !

أنظرْ إلى إفتتاحهِ الإرسالَ بالقرآنْ .

وانظر إلى إختتامهِ الإرسالَ بالقرآنْ .

ماذا إذَنْ

لو ملأ الفراغَ بينهما بسيرةِ الشيطانْ ؟!

مُنْحَرِفٌ ؟!

حاشاهُ ..

كلّا ..

ما به من عَيْبٌ  سوى عبادَةِ الأوثانْ

والذلِ والإذعانْ

والكِذبِ والبهتانْ

وحَجبِ كُلِّ كلمةٍ

أو صورةٍ

أو همسةٍ

تحترمُ الإنسانْ !

**

إعلامُنا فنَّـانْ

بلمسةٍ سحريّةٍ يختزلُ الأوطانْ

ويوجزُ السُّـكانْ

ويكبسُ الأزمانْ

ويحقنُ الجميعَ فى كَبْـسولَةٍ

يدعوها : “مِحْقانْ” !

مِحْقانْ ..

يُغادرُ البلادَ فى رعايـةِ الرحمنْ .

مِحقانْ ..

يعودُ للبلادِ فى رعايةِ الرحمنْ

محْقانْ ..

يجلسُ فى الديوانْ .

مِحْقانْ ..

يُمسكُ بالفنجانْ .

محقانْ ..

يَفرَغُ من قهوتهِ

مِحْقانْ

يلعبُ فى خِصْـيتـهِ .

مِحقانْ ..

قامَ يبولُ الآنْ .

مِحْقانْ ..

عادَ من المرحاضِ فى رعايةِ الرحمنْ !

مِحْقانْ فى التلفازِ

فى المذياعِ

فى الجرائدْ .

فى ورقِ الجدرانِ

فى أغطيةِ المقاعدْ .

فى الشبَابيكِ وفى السقوفِ والبيبانْ .

ليس سوى مِحْقانْ !

للنملِ والدّيدانْ ..

مِحْقانْ ..

لصحةِ اللثّةِ أو سلامةِ الأسنانْ ..

مِحْقانْ ..

لرَجّةِ المُخِّ وحَكّةِ الشرَجْ

مِحْقانُ .. مفتاحُ الفرجْ !

ليسَ له مُشابهٌ

وليسَ مِنهُ إثنانْ

وليسَ بالإمكانْ

أبدعُ من مِحْقانْ .

سماؤنا ما رُفِعَـتْ

وأرضُنا ما سُـطِحَتْ

وكونُنا ما كانْ

لو لم يكنْ مِحْقانْ!

**
إعْلامَنـا ..

هل تستطيعُ مرَّةً إعلامَنا

كيف يَكونُ الشانْ

إذا صَحَـونا فَجـأةً ..

ولم نَجِدْ “مِحْقان” ؟!

 

المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )

www.mafa.world