لو أننا كنا أفغانا .. لما ضاعت فلسطين ( الجزء الثالث و الاخير من حملة حوارية عن فلسطين )

سالم الأيوبى & المغربى & نظمى .. فى حملة حوارية عن :
فلسطين ومستقبل الجماعات الإسلامية ــ السنة والشيعة ــ إيران والعرب
إيران وحماس ــ ماذا ينتظر الحرمين الشريفين ؟؟ ــ كيف نحرر فلسطين ؟؟
العرب الصهاينة : دحلان/ بن زايد/ العتيبة
(الحلقة الثالثة و الاخيرة)

 

اجابات مصطفي حامد ابوالوليد المصري علي الاخ المغربي : (نص الرسالة آخر الصفحة)

لو أننا كنا أفغانا .. لما ضاعت فلسطين .
إرتكبت الأنظمة العربية سلسلة من الخيانات العظمى فى حق فلسطين . وساهموا بكل دهاء وعنف فى صرف شعوبهم عن قضية فلسطين وقدسيتها ، بل وصرف تلك الشعوب عن الإسلام نفسه ، واستبداله بأشياء آخرى تخالفه تماما أو تشبهه ظاهرا وتخالفه فى حقيقة الأمر .

كانت خيانات الأنظمة العربية لفلسطين مقدمة لخيانات أشد بحق شعوبها وأوطانها ، حيث كرست التبعية التامة لمن أنشأوا إسرائيل ، وأضعفوا شعوبهم ومقوماتها الأصيلة ومعتقداتها حتى صرنا أشباه أوروبين فى الظاهر ، ومتخلفين وجهلة متوحشين فى الحقيقة .

– ما حدث للأقصى نشكر عليه الفلسطينيين لأنهم ذكرونا بأشياء نسيناها ، منها فلسطين والقدس والمسجد الاقصى . والآن لابد أن نعود إلى نقطة الصفر . فى البداية كانوا يقولون أن فلسطين هى قضية المسلمين الأولى . وذلك هو الوضع الصحيح ، ولكن الحكام العرب بالتواطؤ مع مناضلين فاسدين من أرض فلسطين ، إخترعوا منظمة التحرير الفلسطينية وهى أئتلاف هلامى من تيارات شتى مستباعة لعدد من الأنظمة العربية .

وفى خطوة أخرى أصبح (أبوعمار) هو المتصرف الأوحد بالقضية الفلسطينية ، فقادها من هزيمة إلى أخرى، حتى غادر لبنان التى كانت آخر خطوط التماس القتالية بين (الفلسطينيين) واليهود . واستقر فى تونس حيث السيادة للموساد على الأرض والفضاء والمياه . ودخل فى نفق أوصله إلى إتفاقات مدريد ثم أوسلو مع اليهود، وصولا إلى مجرد بلدية فى رام الله أسموها السلطة الفلسطينية ، وكل مالها من مظاهر السلطة كان أكثر من 12 جهاز مخابرات يطارد المقاومين والوطنيين ، ويقتل ويعتقل ، بإمرة “الشاباك” و”الموساد” وباقى الأسياد .

إنحصر الجهاد داخل غزة بعد صعوبات جمة . فكانت مجرد قمقم حشرت فيه المقاومة المسلحة بقيادة حماس . بينما غزة كلها واقعة تحت المطرقة الإسرائيلية والسندان المصرى .

الآن .. كل ذلك على وشك التصفية بعد الإجماع الرسمى العربى على الإتحاد الاستراتيجى مع إسرائيل ضد الخطر الأكبر القادم من إيران ذات الباع والأطماع والمذهب المغاير (لاهل السنة والجماعة) المتحالفين من اليهود!! . وياله من منطق ، فبالتهديد الأمريكى وبالمال السعودى تنصاع أنظمة هى منذ تأسيسها مستعبدة وذليلة لليهود والأوربيين .

ــ وأصحاب الفكر وقادة الرأى الذين تتكلم عنهم هم مستأجرون لمن يدفع أكثر . ويتنقلون مثل السبايا بين أيدى المشترين . وما يقوله هؤلاء المثقفون هو مَرْكَبَةٌ إسرائيلية تجرى بالنفط الخليجى.

ــ عودة المسلمين للإجتماع على هدف واحد ، هو مفتاح الحل لما نحن فيه من تمزق وصراعات وضياع فى كل إتجاه .
فعندما إستولى اليهود على فلسطين ، صارت جزيرة العرب على مرمى حجر منهم . كما أن إحكام سيطرتهم على المسجد الأقصى ، يجعل المسجد النبوى والمدينة المنورة هو خطوتهم التالية . فسلالات يهود بنى قريظة وبنى النضير يحكمون جزيرة العرب وسواحل الخليج . ويقومون بغزو اليمن وتحطيم قواه البشرية لتأمين الزحف اليهودى القادم على المدينة ومن ثم مكة . ويحتلون موانئ اليمن لحصار أهله داخل العمق المقفر ، ولتأمين باب المندب لإسرائيل وتجارتها بدماء المصريين الأسيرة خلف سد النهضة فى أثيوبيا .

الطقوس الماسونية لمؤتمر الرياض ، الذى من بعده غادر ترامب مثقلا بكنوز الملك سلمان ، أليست كافية لتوضيح درجة الإنحطاط التى بلغتها تلك الأنظمة التى حضرت المؤتمر ركعا سجدا أمام الحاخام الأمريكى؟؟. المدهش أن إسرائيل لم ترسل جرافاتها على الفور لإقتلاع المسجد الأقصى بل وكل أثر إسلامى فى فلسطين . لا شك أن عندهم قدر من حكمة الأبالسة .

ــ حكام العرب يتحينون الظرف المناسب ليكشفوا عن واقع سجودهم التعبدى تحت أقدام يهود إسرائيل . “ويتنافخون شرفا” ــ حسب قول الشاعر مظفر النواب الذى منح أصولهم أصدق الأوصاف ــ معلنين أن إسرائيل هى “عروس عروبتهم” ــ وليست القدس ــ وأن ما يحدث هو مجرد تحالف من صنف “الناتو”، عربى صهيونى ضد إيران ، وليس تفريطا منهم فى شرفهم الشخصى إن كان قد تبقى لهم شئ من ذلك ، أو حتى سمعوا عنه يوما .

الجزيرة .. بومة ليبرالية :
# أما قناة الجزيرة فهى ومضه ليبرالية فى صحراء القمع العربى ، حيث يخشى الحكام من أى رأى مخالف حتى ولو لم يكن معارضا . وقال سفيههم الأكبر لشعبه المتضخم (متسمعوش كلام حد …غيرى !!). فكيف يقبل هو وباقى ثيران الحظيرة بوجود طائر يغرد خارج السرب حتى لو كان ذلك الطائر هو (بوم) الجزيرة الذى عرض على المشاهدين العرب الوجوه الإسرائيلية البغيضة فى “حوارات!!” مباشرة على الهواء . فكسر بذلك الحاجز النفسى والثقافى بين الجمهور العربى وبين اليهودى المحتل ، محدثا أهم تطبيع ثقافى مع إسرائيل ؟؟ .

حتى الخونة يتسابقون على حيازة الفضل فى السجود على أعتاب اليهود . لهذا غضب أنصار العلاقات السرية مع إسرائيل من قطر وجزيرتها التى طبعت علنا معها . أما ما تقوله الجزيرة من كلام مخالف ، فمثله وأكثر يقال فى إسرائيل نفسها . فلديهم من الحرية مالا تسمح لنا به (أجهزة أمن الدولة وقمع الشعوب) .

أفغانستان نموذج .. والأفغان قدوة :
# أفغانستان نموذج لتصميم الشعب على الإحفاظ بدينه وتقاليده وثقافته . بلا أى خوف من التبعات أو التضحيات مهما كانت ، ومهما طال الزمن الصعب .

وفى ذروة صدامهم مع النظام الشيوعى وقبل تدخل الجيش الأحمر سألت طالب علم شاب ، كان قد جاء إلى ولاية باكتيا سيرا على الأقدام قادما من ولاية غزنى باحثا عن سلاح (ضد الدبابة) . فسألته : لماذا تجاهدون؟؟ . فكانت إجابته فورية وصادمة ، إذ قال : سنجاهد حتى تحرير بخارى وسمرقند !! . أى أن أفغانستان بالنسبة له هى بداية الجهاد وليست نهايته . وعند عودتنا من رحلتنا الأولى صادفنا شاب أفغانى غضب جدا عندما علم أننا عرب وقال : لماذا لا تجاهدون فى فلسطين ؟؟ . وكان يرى أن الأفغان كافون لدحر الشيوعية فى بلادهم ، ولكن العرب لا يقومون بما هو متوجب عليهم من جهاد لتحرير فلسطين .

وأنا أتفق معه تماما . ولكنه لم يدرك تلك الأسباب التى منعتنا من الجهاد فى فلسطين ، وهى أسباب نحن مسئولون عنها أيضا . وهو حتى الآن مازال محقا .. فلقد تركنا الفريضة المعلقة فى رقابنا .. تركناها فى فلسطين وذهب “مجاهدونا” ليقتلون الخلائق فى كل مكان على غير هدى .

فلو أننا كنا أفغانا .. لما ضاعت فلسطين .

 

المصدر:

مافا السياسي (ادب المطاريد)

بقلم:

مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

www.mafa.world

 

 

نص رسالة الأخ المغربي  :

سعادة الأستاذ مصطفي حامد
تحية طيبة وبعد
أتسائل كثيرا ماذا يحدث للقدس و مسجد الأقصى وفلسطين؟ـ
ــ أين العرب و المسلمين و المجاهدين من فلسطين؟ .
– لماذا الاحتلال يطوق الأقصى بأبواب الكترونية؟ هل هذه الإجراءات جاءت عقب مؤتمر البلورة السحرية في الرياض ؟
حيرني صمت و هدوء العرب تجاه انتهاكات الأقصى الاخيرة مع ملاحظة أن قادة الرأي يروجون للصداقة مع إسرائيل في مقابل العداء مع إيران؟. هل هذا الصمت يعكس تطبيع العلاقات بين إسرائيل و جامعة الدول العربية ؟ هل آن الأوان ان ينسي المواطن العربي و المسلم و المسيحي القضية الفلسطينية مقابل خيانة و تواطؤ حكامنا مع آل صهيون ؟ .
– هل مكتب قناة الجزيرة في فلسطين المحتلة و تغطيتها المعادية نسبياً لإسرائيل أحد أسباب حصار قطر؟
– تحدثت مع أحد الإخوة كثيرا حول فلسطين وقال لي ان افغانستان مفتاح الحل ، فلنكن واقعيين و نقول قد يطول تحرير افغانستان. و في الحقيقة لم يعد نظام عربي واحد يهتم بتحرير فلسطين، اذا كيف نتحرك لنحرر فلسطين بجد ؟.
شكرا لك
المغربي