داعش و حكمتيار .. مشروع واحد للفتنة ( الحلقة 1 )

4

بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري

نقلا عن مجلة الصمود الاسلامية / السنة الثانية عشر – العدد 136 | شوال 1438 هـ / يوليو 2017 م

 تحميل مجلة الصمود عدد 136 : اضغط هنا

 

داعش و حكمتيار .. مشروع واحد للفتنة ( الحلقة 1 )

# حكمتيار ــ حنيف أتمار ــ أشرف غنى ، أعمدة المؤامرة القادمة .

# داعش رأس رمح للفتنة الطائفية  متحالفا مع مافيا حكمتيار .

# داعش في أفغانستان يتحالف مع الشيوعيين كما تحالف مع البعثيين في العراق.

# الرئيس أشرف غنى ومستشاره الأمنى حنيف أتمار يرعيان داعش ومافيا حكمتيار .

 

تحميل مجلة الصمود عدد 136 : اضغط هنا

 

حادث تفجير سيارة بالقرب من السفارة الألمانية في كابول جاء كاشفا لعناصر الفتنة القادمة إلى أفغانستان ومشيرا إلى الأيدي الآثمة التي تغزل خيوطها .

ذهب في الحادث قتلى وجرحى كما يحدث يوميا ، ولكن هذه المرة ألقى الضوء على التوجهات الجديدة للإستعمار الأمريكى وعلى الأشخاص والجهات المتعاونة في إعداد المسرح الأفغاني للفتنة ، التى يريدها الأمريكيون لهدم ما تبقى في أفغانستان ، وتفتيت وحدتها البشرية والجغرافية . مع تأكيد إستمرارية تدفق ثرواتها إلى الجيوب الأمريكية .

خرجت مظاهرات إلى شوارع العاصمة كابول تطالب بإستقالة كل من “أشرف غنى” رئيس الدولة ومستشارة الأمنى “حنيف أتمار” وهما الشخصيتان الأساسيتان في نظام كابول،  وبمجهودها تتشكل ملامح وأساسيات الفتنة القادمة .

ــ في المظاهرات الاحتجاجية التى تلت التفجير المذكور ، ما يؤكد أن المخطط بات واضحاً ، وأن أهم شخصياته في الحكومة أصبح يشار إليهم بالبنان . لذا فقد النظام أعصابه وأمر بإطلاق النار على المتظاهرين . فقتل ما لا يقل عن ثلاث متظاهرين وجرح ثمانية . ومن ضمن القتلى كان سالم أيزيد يار إبن أحد أعضاء مجلس الشيوخ.

 الجناح “الطاجكى” في أجهزة السلطة الممزقة خرج إلى العلن محتجا . وعدد من أكبر رموزه خرجوا للمشاركة في صلاة الجنازة على قتلى المظاهرة لإدانة وإضعاف الجناح “البشتونى” المناهض لهم ، وأهم رموزه الرئيس أشرف غنى ومستشاره الأمنى حنيف أتمار.

أثناء صلاة الجنازة في الطرف الشمالى من العاصمة كابول ، وقعت ثلاث تفجيرات إنتحارية راح ضحيتها 19 شخصا من المصلين وأصيب منهم 18 شخصا . وكان من حضور الجنازة كبار رموز “تحالف الشمال” ومنهم عبدالله عبدالله (الرئيس التنفيذى للدولة !! ) ووزير الخارجية صلاح الدين ربانى (نجل الرئيس الراحل برهان الدين ربانى ) ويونس قانونى ، وبسم الله خان ، وأمرالله صالح رجل الأمن والاستخبارات الشهير . لم يقتل أيا من هؤلاء ، ولكن ظهرت الطبيعة العرقية للإستهداف التفجيرى ، كما ظهرت قبلا في الجنازة ومظاهرات الإحتجاج التى سبقتها.

ــ حركة طالبان لم تتبن الحادث . ورغم أن بصمات داعش واضحة في تفجير المصلين في الجنازة بواسطة ثلاثة إنتحاريين إلا أن داعش أيضا لم تتبن الحادث .

فمن إذن فجر السيارة في السفارة الألمانية؟؟ ، ومن الذى فجر الناس في صلاة الجنازة ؟؟ .

قادة تحالف الشمال إتهموا مباشرة كل من رئيس الجمهورية أشرف غنى ، ومستشارة الأمنى حنيف أتمار . وإذا ذكر هذين الإسمين معا فإن “داعش” موجوده حتما . وسيتضح ذلك معنا فيما بعد … ولكن من هو حنيف أتمار ؟؟ .

 تحميل مجلة الصمود عدد 136 : اضغط هنا

– إنه ليس مجرد موظف بدرجة مستشار أمنى لرئيس الجمهورية ، بل هو ضمن راسمى الخريطة الأمنية الحالية والمستقبلية لأفغانستان . كما أنه الرجل الثانى من حيث الأهمية لدى الدوائر الأمريكية ودوائر حلف الناتو .

حنيف أتمار (بشتوني) ضابط شيوعى سابق من حزب “برشم” ذو الأغلبية الطاجيكية . وقاتل ضد المجاهدين في معارك جلال آباد ، وبترت ساقه هناك ، فغادر إلى مدينة بيشاور في باكستان وعاش هناك مع شقيقته بلقيس العاملة في مؤسسة “نوروزى” التى تمولها الكنيسة النرويجية . فتحولت حياة الإثنين (بلقيس وأتمر) من الضيق إلى السعة بعد العمل في تلك المجالات .

ثم إنتقل حنيف أتمر إلى بريطانيا حيث حصل على شهادة جامعية .

وضع “أتمار” نفسه في خدمة الإحتلال الأمريكى ، فتولى مناصب رفيعة أثناء رئاسة كرازى الذى عينه وزيرا للمعارف { أتمر ينادى بإغلاق المدارس الدينية ليس في أفغانستان فقط بل في جميع أنحاء شبه القارة الهندية ، لأنها في نظره تنشر الإرهاب . وتلك مؤهلات كافية في ظل الإحتلال حتى يتأهل أى شخص تافه لمنصب وزير التعليم } .

  ولكن بما أن أتمر إنخرط لفترة في جهاز الإستخبارات (خاد) إبان الإحتلال السوفيتى . فقد كان مؤهلا أيضا لتولى وظيفة أمنية رفيعة في ظل الإحتلال الأمريكى. فعينة كرازى ـ بتوصيه أمريكية بالطبع ـ في منصب وزير الداخلية . وهو المنصب الذى إستقال منه لاحقا عندما تعرضت الخيمة التى عقد فيها مجلس شورى القبائل “لويا جركا” لإطلاق نار من قبل المجاهدين عام 2009 .

 تحميل مجلة الصمود عدد 136 : اضغط هنا

 

بعد تركه الخدمة الأمنية أسس “حنيف أتمر” حزبا سياسيا معارضا لسياسات رئيس الدولة (كرازى) . ولكنه حاليا عضو في مجلس شورى ما يسمى (شورى الثبات والحراسة) الذى يتزعمه دعما للإحتلال عبد الرسول سياف “أمير الجهاد في أفغانستان” إبان الحرب السوفيتية والزعيم الإخوانى الشهير ـ ولم يوضح سياف على أى شئ هو ثابت ، وأى شئ يحرس؟؟. فليس لذلك الإسم في هذه الظروف من معنى سوى الثبات على الخيانة وحراسة الفساد.

حنيف أتمار في خدمة أخرى جليلة يقدمها للإحتلال، كان وسيطا بين الأمريكيين وبين حكمتيار الزعيم “الإسلامى الأصولى” إيان الحرب السوفيتية أيضا .

من عجائب الأقدار أن ضابط شيوعى سابق قاتل إلى جانب السوفييت في أفغانستان يتوسط لدى قائد “جهادى أصولى” كى ينخرط في خدمة الإحتلال الأمريكى!!. نجحت الوساطة وانضم حكتيار إلى طابور العملاء ، كى ينخرط في مهمة عالية الخطورة على مستقبل بلاده ، (سنتكلم لاحقا عن تلك المهمة) .

ردا لجميل حنيف أتمر عقد حكتيار مؤتمرا صحفيا ، بعد مجزرة صلاة الجنازة ، دافع فيه عن صديقه الجديد والشيوعى السابق حنيف أتمار . كما برأ ساحة رئيس الدولة (أشرف غنى) وندد بالمتظاهرين ، وندد بنصب خيام الإحتجاج في الطرق الرئيسية . وهو شكل الإحتجاج الذى لجأ إليه المتظاهرون واستمر لأكثر من أسبوع .

ــ تصريحات الرئيس أشرف غنى سارت على نفس خط تصريحات حكمتيار ، ودافع عن مستشاره الأمنى قائلا أنه رجل كفء ونشيط وسيظل يعمل ضد المتظاهرين ومن يقومون بأعمال الشغب .

إتضح ـ بعد حادث تفجير السيارة وما تلاه من مظاهرات وتفجيرات ، الدور الخطير والعمل المشترك الذى يجمع أهم ثلاث شخصيات تأثيرا على مستقبل أفغانستان وهم : أشرف غنى ، وحنيف أتمار ، وحكمتيار .

ومن العمل المشترك لذلك الثلاثى ولدت داعش في أفغانستان . حتى أن الكثير من أعضاء البرلمان والحكومه يتهمون علنا حنيف أتمر بأنه ممول مشروع داعش في أفغانستان .

تلك الإتهامات لم تعد مجرد إتهامات بعد ظهور حقائق دامغة تثبت أن دور حنيف أتمر (الشيوعى) كان محوريا في زراعة تنظيم داعش (الوهابى) بالتعاون الوثيق مع حكمتيار (الإخوانى) لخدمة المشروع (الأمريكى) المستقبلى في أفغانستان ، مشروع الفتنة .

ــ  أنه تجمع فريد وفاجع في دلالاته ، وكاشف لكثير من الأكاذيب التى ظلت سائدة طويلا.       لقد تجمع يدا في يد تحت راية الإحتلال كل من : الضابط الشيوعى والزعيم الإخوانى والتنظيم الوهابى الوحشى .

 من ( أتمر ـ حكمتيار ـ داعش) تشكلت ملامح الفتنة القادمة إلى أفغانستان .

 

 تحميل مجلة الصمود عدد 136 : اضغط هنا

 

بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world

 

 



4 تعليقات

  1. حياكم الله
    – ما موقف كل من الروس والصين وايران مما يحدث بافغانستان – اليس من المنطقى ان يساعدوا مجتمعين او منفردين حركة طالبان مرحليا ولو بشكل غير مباشر ..لاسيما الاخيره اذ اضحى اللعب على بابها بعد ازمة الخليج مؤخرا وانزال الاتراك لجنودها فى قطر على دفعات اخرها الخامسه من يومين تقريبا ..

  2. السلام عليكم
    سؤال وان لم يك له علاقه بالمقال لكنه خطر لى بعد دمار الموصل
    بمناسبة ما حدث ويحدث للعراق وقد اتضح انه مخطط طويل المدى على مراحل من ايام صدام للان
    هل تتكرمون بالقاء الضوء على دور السلفيه الجهاديه وتحديدا الزرقاوى رحمه الله وعفا عنه – وكيف انه استغل لايصال البلد للحاله التى جعلتها مهيئة لاى شئ مما يحدث الان
    وذلك فى ضوء الراى المقابل القائل بان افعال الزرقاوى كانت ردود افعال على شنائع وفظائع ميليشيات الشيعه والقتل على الهويه الذى كان يحدث -حتى وان كان رد فعله اعنف بالتفجيرات العمياء التى لا تميز فانه يبقى رد فعل على كل حال
    فمن الذى يمكن ان توجه له اصابع الاتهام بكونه كان اداة لهذا المخطط -بعلم او بغيره- فنامل بما لكم من خبره وباع طويل ان تلقوا الضوء على هذا

  3. السلام عليكم
    ١- هل حكمتيار له دور إيراني في أفغانستان ؟
    ٢- ما موقف حركة طالبان من الأزمة القطرية السعودية ؟ و مع من تقف سياسيا ؟
    ٣- بما ان طالبان لهم مكتب في الدوحة . هل يتاثر علاقة الحركة بالخليج بسبب الأزمة العربية العربية و العربية الصهيونية؟
    ٤- لما لا تضمن الحركة حصة أمريكا من المخدرات ليرحل الجيش من أفغانستان؟
    ٥- لماذا الصين و روسيا و ايران لا يدعمون الحركة لإنهاء الاحتلال لمصلحة شعوب المنطقة و استقرار الاقتصاد ؟
    شكرًا

  4. مرحبا
    الاستاذ مصطفي حامد
    هل دخول حكمتيار و ازدهار الدواعش في افغانستان له صلة بسياسات آل سعود الجديدة محمد بن سلمان ؟ .
    ما الفرق بين التدخل السعودي و الايراني في شؤون افغانستان ؟ كلاهما لهم ميول طائفية وتنافسهم علي النفوذ يؤدي الي التهلكة .
    يقول الطلبة لا نتاجر بالمخدرات لانه حرام ! ولكن هناك تجار يسهل و يأمن لهم الطرق في سبيل الافيون. اذا لماذا الكذب ؟
    شكرا

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا