حوارات مع شيعة أفغانستان : 3

 حوارات مع شيعة أفغانستان : 3

اهم فقرات الحوار :
من السيد مرتضوى إلى أبو الوليد المصرى :

ــ كيف يكون قتل المسلمين جهادا فى سبيل الله؟؟ . وما أثار إستغرابى هو مغايرة الجواب مع موقف الملا نيازى من الشيعة.

ــ أليس إنشغال شباب الشيعة فى تعليم الأولاد جهادا فى سبيل الله ، حتى لا يكونوا حميرا وحشية ويسيرون نياما ثم يصحون بعد وقوع الكارثة ويبرروا ما فعلوه بإسم الفتنة ؟؟ .

ــ أستغرب أن تقوم حركة طالبان ضد ما أسمته بالظلم والطغيان ثم تقوم بما هو أشنع تحت ما أسمته بالشريعة.

ــ ذبح الشباب الشيعة مثلما تذبح الخراف على يد مقاتلى طالبان سواء من باكستانيين أوعرب أو أفغان.

ــ خير الأمة الإسلامية هو فى تغيير أنفسهم وأساليب جهادهم. وأومن إيمانا أن حرب العصابات تدعم إستراتيجية العدو فى الحرب الناعمة ألا وهى التنصير.

من مصطفي حامد (أبو الوليد المصرى) إلى السيد مرتضوى :

ــ إذا لم يكن ما وقع قبل الحرب فى أفغانستان فتنة فأى شئ يكون ؟؟.

ــ إن كان عندك إتهامات وأحداث فعند الطرف الآخر أشياء مماثلة.

ــ إعلان الدولة إسلامية لا يعنى إنتفاء وقوع إنحرافات بل يعنى أن القانون الإسلامى هو الذى سيعالج حالات الإنحراف.

ــ أعضاء حركة طالبان وقادتها لم يكونوا فوق القانون بل أن العقوبات المخصصة لهم كانت هى الأشد فى كل أفغانستان.

بطلب من جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:
أمير المؤمنين يتوقف عن قيادة سيارته أثناء ذهابه إلى
مقر عمله حتى لايتعرض للسجن إذا إرتكب حادث سير.

ــ هل كان ممكنا السيطرة على وضع أفغانى يشهد حربا داخلية بالوكالة عن دول الجوار وصلت إلى حد تجنيد مرتزقة روس فى تحالف الشمال ؟؟.

ــ كيف تصبح حرب العصابات الجهادية خدمة لإستراتيجية العدو؟؟.
وهل هذا ينطبق فقط على طالبان والملا عمر أم يشمل أيضا حزب الله والسيد
حسن نصر الله؟؟ .

:::::::: نسخة من خطاب السيد علي مرتضوي  ::::::::

( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم )
صدق الله العلي العظيم و صدق رسوله الكريم
” السائرون نياما” يشكلون خطورة على أنفسهم. أما ” الثائرون نياما” فيشكلون كارثة على أنفسهم وعلى من حولهم.

وقالوا فى الأمثال أن النجار الماهر يقيس عشر مرات قبل أن يقطع مرة واحدة. والمجاهد يمارس عملا أخطر بكثير من النجارة، لذا فعليه أن يفكر مئة مرة قبل أن يطلق طلقة واحدة. فبعد ضغط الزناد لايمكن إعادة الطلقة إلى مكانها مرة أخرى، وستأخذ الأحداث منحى آخر، فالطلقة تخلق دوما واقعا جديدا.    ( من مقدمة كتاب السائرون نياما )قصدي من توجيه الأسئلة الثلاث الي ابو الوليد الذي هو من الإمارة و قائدها موضع ثقة،  كان معرفة موقفهم الشرعي تجاه ما يسمي بألأقلية الشيعية و التي لاقت ما لاقت في تاريخها المرير و الدامي من كل من إستقل بالحكم في افغانستان علي مر التاريخ.

عند ما قرأت الجواب أن الشيعة من منظور طالبان؛ هم مسلمون ، تعجبت كثيرا إذ كيف يمكن قتل المسلمين أن يكون جهادا في سبيل الله؟ و ما أثار استغرابي أكثر هو مغايرة الجواب مع موقف ملا نيازي عند فتح مزار شريف إذ هدد الشيعة و خيرهم بين الإسلام و بين جلاء أرض الإسلام!.

و ما يثير الإستغراب ايضا أن حركة طالبان ثارت علي ما سمته الحركة الظلم و الطغيان و الحرب الأهلية و تدمير البلد، لكن ما قامت به كان أشنع لأنه تم تحت غطاء الشريعة الإسلامية.

و ما جرت من أحداث مؤلمة من مجازر مزار شريف و باميان و ذبح الشباب الشيعة بالسكين كما يتم ذبح المواشي، كلها قد حدثت في مناطق تم استيلاء طالبان عليها و علي يد من مقاتلي طالبان عربا كانوا أو من باكستانيين و أفغانيين. و إذا سلمنا بأن طالبان الأفغان و العرب لم يقتلوا الشيعة و لم يرتكبوا تلك الجرائم البشعة و إنما كان القتلة من جيش الصحابة ، هنا يأتي السؤال « من يحكم البلاد إذا و من هو القائد المطاع ؟ » و القائد الشرعي الأفغاني الذي يسمي بأمير المؤمنين، كان علي علم بما حدث فلم لم يعاقب المجرمين؟ لأنه غيور علي الشريعة الإسلامية. ربما نجد الإجابة في قولك أن احدا من الشيعة لم يرفع الشكوي عند محاكم الإمارة. فيأتي السؤال « فمن شكي من تواجد تمثال بوذا حتي قامت الحركة بتدميرها مثل ذلك الصوفي الذي كان يقطع دمية الأطفال إربا إربا بحجة أنها من مظاهر الشرك. هل وُجِد حتي شخص واحد يعبدها هناك؟

الحقيقة أن أسلوب ابو الوليد في تناول الموضوع أسلوب جميل و بارع إذ استخدم اللغة الشعرية في الحديث عما سماه بالفتنة. و نحن لاننكر أن كل ما جري علينا كان خسرانا لكل الأفغان و المنتصر الوحيد كان هو مهندس الفتنة.

كما لاننكر أيضا أن من مهمة القائد الشرعي بل من شروطه مقدرته علي ضبط وتيرة الأحداث لأن « النجار الماهر يقيس عشر مرات قبل أن يقطع مرة واحدة. والمجاهد يمارس عملا أخطر بكثير من النجارة، لذا فعليه أن يفكر مئة مرة قبل أن يطلق طلقة واحدة. فبعد ضغط الزناد لايمكن إعادة الطلقة إلى مكانها مرة أخرى، وستأخذ الأحداث منحى آخر، فالطلقة تخلق دوما واقعا جديدا ».

أشار ابو الوليد الي تخاذل الشيعة عن الجهاد و توجيه القديم و الجديد من التهم الي المجاهدين و ذلك لتبرير موقفهم المتخاذل. هنا أود القول بأن الرجل يقول إنه يكتب لأن البندقية سقطت من يده فلجأ الي القلم يقاتل به إلي حين. فهو يعترف هنا بأن الجهاد لاينحصر في القتال فحسب بل يتعداه الي كل الجهود التي تساهم في تغيير واقع المسلمين المرير من كتابة و التعليم و …. اريد القول يا استاذ كيف باءك تجر و بائي لا تجر؟ ألا تري أن الشباب الشيعة المتخرجين من الجامعات عائدون الي بلدهم لكي يساهموا في تعليم الأولاد؟ أو ليس انشغالهم في مجال التعليم جهادا يساعد الشعب في أن يكونوا واعين بواقعهم و مستقبلهم لكي لا يسيروا نياما و لا يثوروا نياما يصحوا بعد وقوع الكارثة كي يبرروا ما فعلوه بتسميته بالفتنة؟

أليس عملهم جهادا في سبيل الله و همهم أن يزيلوا الأمية من الشعب الأمي ؟ و هم مهددون كل يوم من قبل المجاهدين المطاريد؟

ما أثار إعجابي ما يذكره ابو الوليد في كتابه السائرون نياما أن صديقا له سأله عن مصير أطفالهم الذين لم يكونوا يتلقون أي نوع من التعليم آنذاك و كانوا في قندهار. فأجاب ابو الوليد بأنهم سيكونون حميرا وحشية لأنهم لم يتعلموا و نشأوا في البراري؛ هنا اريد القول يا أستاذ لانريد أن يكون اطفالنا حميرا وحشية يسخرهم الآخرون في سبيل تحقيق آمالهم و يطاردونهم بعد ما تحقق أهدافهم و ذلك بسهولة تغيير الإسم من الجهاد الي الإرهاب.

ألم تذكر في كتابك صليب في سماء قندهار أن العرب المجاهدون قاموا بدور (بغال التحميل) التى تحمل الأثقال الأمريكية إلى المناطق الخطرة فى العالم، وما أن يضع السيد الأمريكى قدمه ويحقق مآربه، حتى يطلق رصاصة الرحمة على رأس البغال المخلصة التى لم يسعدها الحظ بنيل الشهادة فى سبيل الله.

أعتقد أن خير الأمة الإسلامية هو تغيير انفسهم و اساليب جهادهم. و اومن ايمانا بأن حرب العصابات تدعم استراتيجية العدو في الحرب الناعمة ألا و هي التنصير.

دمتم بالخير
اخوكم في الدين سيدعلي مرتضوي ( ترجمان ) من باميان الأفغانية

بقلم  :
سيدعلي مرتضوي
المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world

:::::::::::::::::::::::::::::::::

أخى فى الدين السيد على مرتضوى:
شكرا على هذا الرد الملتهب . وأظن أن هدفنا المشترك هو أن نصل إلى قاعدة للتعاون المشترك بين مكونات الأمة الإسلامية على أساس من الدين الحنيف والمصالح العليا المشتركة التى يهتم بها الجميع وتؤثر فى حاضرهم ومستقبل أجيالهم.

ولا يجهل السيد مرتضوى وهو الشاب المثقف أن أعداء الإسلام لديهم هدفا أكبر وهو إشعال الصراع داخل الأمة الإسلامية وبين مكوناتها بحيث يبقى المستعمر خارج دائرة الخطر ، وتظل جميع مصالحة فى بلاد المسلمين آمنة بينما المسلمون يتصارعون ويسفك بعضهم دماء بعض.

أن كل عمل يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم ويطفئ نيران الفتن فيما بينهم هو عمل يرضاه الله ورسوله وآل بيته الأطهار والملائكة وصالح المؤمنين، لأنه عمل يحقق مصالح المسلمين كأمة وكأفراد .

كما أننى أتفق مع السيد مرتضوى تماما على أن كل عمل يرفع من شأن شباب المسلمين ويزودهم بالعلم والمعرفه هو عمل صالح وجهاد فى سبيل الله يرفع من شأن الأمة. فهل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون؟؟.

يكفينا أخى العزيز بغال تحميل ويكفينا حمير وحشية . أوافق معك على ذلك تماما مع تحفظ لى على بعض التفاصيل التى لا أرى أن بحثها يفيدنا الآن لأنها ستأخذنا بعيدا عن هدفنا من هذا الحوار الذى نود أن يكون لصالح أمة وليس لصالح فئة ، حتى لو كانت تلك فئة يشرفنى كثيرا الإنتماء إليها وأحبها كثيرا، وهى فئة المطاريد المساجين المشردين المستباحين فى سبيل الله، وذلك بحث آخر .

كما أننى سأترك بحث معضلة تماثيل بوذا لأنها أيضا ستأخذنا بعيدا عن جوهر الموضوع.

ــ أرى أن السيد مرتضوى غير مرتاح إلى تعريف ما حدث فى أفغانستان بين الشيعة والسنة قبل الغزو على أنه فتنة. ولا أدرى ماذا يكون التعريف المناسب عندما يرفع أبناء الدين الواحد والشعب الواحد السلاح فى وجه بعضهم البعض ؟؟.
عند السيد مرتضوى أسماء وأحداث تجعله يعتقد أن الشيعة كانوا هم الضحية دوما . ولكن عليه أن يعرف أن الطرف الآخر لديه أعدادا مماثلة من الأحداث وأسماء

الأشخاص التى تجعله يعتقد أنه كان الضحية دوما وأنه لم يمارس إلا حقوقا شرعية ومنطقية للدفاع عن نفسة وبلده .

حسنا يا سيد مرتضوى.. وأى تعريف للفتنة غير هذا ؟؟. حيث كل طرف يظن أن الحق كله عنده وأن الشر والخطأ من نصيب الطرف الآخر فقط .

فأجواء الفتنة يغيب فيها العقل والمنطق وتتأجج العواطف والرغبات الجامحة . وكل ماهو غير منطقى ومعقول يصبح هو القانون السائد. فى تلك الأجواء التى يغيب فيها العقل كيف لنا أن نأخذ أى قول على أنه قول صدق وحق ؟؟.

وقد شرحت فى كلامى السابق عن حادثة مقتل مولوى إحسان الله وكيف كان ما يشاع مجرد أكاذيب بشعة لإيغار الصدور وتسعير الفتنة وإفادة مهندسى الفتن الذين يعملون على مدار الساعة لتحويل الشروخ البسيطة إلى شقوق واسعة وخنادق، وتوسيع الخنادق لتصبح بحارا ، وإشعال البحار بنيران الفتن الهوجاء التى تأكل الأخضر واليابس .

فما هو الحل فى هذه الحالة ؟؟. فلو أننا إكتفينا بسرد الإشاعات التى كانت تدور فى ذلك الوقت لقضينا سنوات فى الصراخ وكيل التهم بلا دليل، وبدون الوصول إلى شئ إيجابى من النقاش سوى أن نفتح مساحة جديدة للمهاترات والتهم التى تقودنا إلى المزيد من سؤ الفهم والكراهية المتبادلة.
على الأقل لا أنا ولا السيد مرتضوى ننوى فعل ذلك .

بالتأكيد أنه فى أجواء الفتن تضيع الكثير من الحقوق وتحدث الكثير من التجاوزات ومن حق صاحب الحق أن يطالب بحقه، ولكن عليه أن يثبت ذلك أمام محكمة عادلة ومختصة.

ومن المؤكد أن الكثيرين سوف يعجزون عن تقديم ما يثبت دعواهم حتى لو كانت صادقة لأنه فى أجواء الفوضى تطمس الأدلة، ويختفى الشهود فى طوفان الأحداث ومع مرور السنين .
ومع ذلك تبقى المحكمة الإسلامية العادلة هى أفضل الحلول المتاحة .

#     لابد أن نمر على نقطة هامة كثيرا ما تحدث الإلتباس وهى الدولة الإسلامية والحاكم الشرعى.  كلمة إسلام هنا تشير إلى المرجعية التى يعود إليها المجتمع فى الحكم على التصرفات وتحديد الصلاحيات والمسئوليات ، وأن الشريعة الإسلامية فى ذلك المجتمع الذى أعلن نظاما إسلاميا هى مرجعيتة القانونية والأخلاقية .

ولا يعنى الإعلان عن قيام دولة إسلامية أن المجتمع صار مثاليا وأن كل ما يجرى فيه وكل أفراده صاروا مسلميين مثاليين . بل يعنى أن الشريعة الإسلامية هى المرجعية القانونية التى سيحتكم إليها الجميع وتحكم فى أى إنحراف يظهر.

ينطبق ذلك على الأفراد كما ينطبق على المسئولين والحاكم الأعلى نفسه، فالجميع يخضع لذات المرجعية الإسلامية.

لهذا لا نندهش من ظهور إنحراف ما  فى الدولة الإسلامية لأن ذلك طبيعة بشرية ولا يوجد مجتمع بشرى ولم يوجد من قبل أى مجتمع بشرى كان خاليا من الإنحراف. الفارق هو فى أسلوب مواجهة الإنحراف من مجتمع إلى آخر والمرجعية القانونية فى محاسبة المنحرفين وردع الإنحراف.

لهذا نقول أن ظهور الإنحراف/ شعبى أو حكومى/ فى دولة إسلامية هو شئ وارد ولا يثير الدهشة ولكن عدم مواجهته هو مؤشر خطر . أما مواجهته على أسس ومرجعيات قانونية غير إسلامية فتعتبر إنحرافا أخطر ودليل على بدء إنحدار النظام وتغيير هويته.

النقطة الأخرى هى أن تطبيق الإسلام فى المجتمع لا يعتمد فقط على أجهزة الدولة رغم أهمية دور تلك الأجهزة . ولكن الفرد المسلم والمجتمع المسلم يقومون بدور أهم بكثير من دور الأجهزة الحكومية. فالفرد المسلم يمنعه تدينه عن إرتكاب المعاصى خوفا من الله وليس خوفا من أجهزة السلطة . والمجتمع المسلم بجهوده الذاتية يمنع ظهور المخالفات ويتصدى لها بالنصح والضغط الإجتماعى المتعاون ، قبل أن تتدخل الدولة بقوة أجهزتها.

والحاكم المسلم يرعى ويراقب ويوجه ذلك كله ، وهو موضع إحترام وطاعة من الجميع لأنه ضمان صحة المسيرة ووحدة الأمة فى كتلة متراصة.

ولكن الحاكم أيضا ليس معصوما وهو بشر يصيب ويخطئ . لذا يحيط به العلماء والخبراء وحتى آحاد الشعب تنصح وتراقب وتحاسب إذا لزم الأمر.

ويشير تاريخ صدر الإسلام أن الحاكم مهما علا شأنه يمكن أن يمثل أمام القضاء فى خصومة مع فرد عادى من عموم الشعب حتى ولو لم يكن مسلما. ويجلس على الأرض إلى جوار خصمه أمام القاضى ليحكم بينهما. وإذا تعذر على الحاكم إثبات صحة دعواة حكم عليه القاضى بما يستحق من جزاء طبقا لقوانين الشريعة الإسلامية. وأقصد من ذلك قصة أمير المتقين على بن أبى طالب فى خصومته مع يهودى حول درع، وهى قصة مشهورة .

ليس ذلك مبحثا نظريا ولكنه مدخل إلى واقع أفغانستان العملى حاليا وفى فترة حكم الإمارة الإسلامية قبل الغزو وفترة حكمها القادمة بإذن الله بعد إندحار الغزو وجلاء الغزاة عن أرض أفغانستان ، فأقول:

ــ حسب إعتقادى الراسخ فإن شعب أفغانستان هو أشد شعوب الأرض تمسكا بالإسلام وحبا له ودفاعا عنه ، مع حب شديد للوطن وإخلاص شديد للقبيلة . وأمامنا التاريخ القريب والبعيد والمعاصر فى لحظتنا الراهنة ، وجميعها يؤكد تلك الحقيقة التى لا يمكن لأحد أن يطعن فيها بغير أن يفقد صدقيته وإحترامه أمام الناس .
ومع ذلك نشاهد أفرادا من هذا الشعب إنحرفوا عن الإسلام وتعاونوا مع الأعداء بل قاتلوا إلى جانبهم وعملوا على ديمومة سيطرتهم. ولكن ذلك لاينفى الحقيقة السابقة بل يؤكدها من حيث أن باقى الشعب نبذ تلك الفئة الخائنة وقاتلها بدون إعتبار لروابط أخرى متينة وراسخة مثل رابطة القبيلة والعرق أو حتى الأسرة .

بل أن زعماء كانوا كبارا فى يوم ما ، بل ومجاهدين ، ولكن عندما تحولوا إلى مساندة المحتل سقطت مكانتهم وأصبحوا محتقرين بين أوساط الشعب بوصفهم خانوا الدين والوطن والشرف الأفغانى الذى يأبى الضيم ويرفض الإحتلال.

ــ ينبغى أن نتوقع ظهور إنحراف بين عناصر أو حتى قيادات من حركة طالبان، لأن هؤلاء بشر يصيبون ويخطئون ومعرضون لظهور علامات الضعف البشرى أمام مغريات الحياة والسلطة. ذلك شئ ممكن الحدوث فى أى وقت، ولكن ينبغى دوما مواجهة حالات الإنحراف بإنفاذ حكم الشريعة بشكل عادل وعاجل فى المنحرفين .

وقد كان ذلك أمرا واقعا فى أثناء حكم الإمارة فى مرحلتها الأولى . لا أستطيع الزعم بأن كل حالات الإنحراف قد عولجت ولكن أستطيع الزعم بأننى شاهدت غرفا فى سجن “بولى شرخى” مكتوب عل كل منها (أوطاق طالبان) أى غرف طالبان ، وكانت لأشخاص منهم يقضون مدة عقوبة شرعية.

وأعرف أن سجنا كاملا كان فى القاعدة العسكرية الرئيسية فى قندهار وكان مخصصا بالكامل لأعضاء حركة طالبان . إذن أفراد طالبان لم يكونوا فوق القانون بل أستطيع الزعم أيضا أن العقوبات التى كانت مخصصة لطالبان كانت هى الأقسى فى كل أفغانستان. وعلى سبيل المثال فقد كان الطالب الذى يعتقل فى قضية تصادم سيارتين، يحبس مباشرة لمدة ثلاثة أشهر قبل بدء محاكمته .

بل أزعم شيئا أكبر من ذلك وهو أن رئيس جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حذر أمير المؤمنين الملا عمر من قيادة سيارته بنفسه أثناء ذهابه إلى مكتبه فى الإمارة. وقال له أنه إذا إرتكب حادثا مروريا فى الطرق المزدحمة التى يمر بها فسوف يطبق عليه نفس القانون الذى يطبق على أعضاء حركة طالبان ويسجن ثلاثة أشهر قبل المحاكمة. وإذا تبين للمحكمة أنه كان المتسبب فى الحادث فسوف يسجن وتطبق فى حقه العقوبة الشرعية ، ومعنى ذلك بقاء البلد بلا أمير خلال تلك الفترة بظروفها الحرجة. ثم نصحه بأن يتخذ سائقا لسيارته ولا يسوق بنفسه تفاديا لأزمة ساسية فى الحكم ، وقد قبل الملا عمر النصيحة.

ــ إذن يمكن حتى للملا عمر/ مع صفته الرسمية والشرعية كأمير للمؤمنيين/ أن يمثل أمام القضاء وأن يمتثل لنصائح رجال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
من هنا أعتقد جازما أن قضاء الإمارة كان كفيلا بإحقاق الحق، وسوف يكون أكثر قدرة على ذلك عند عودة الإمارة وإنسحاب المحتلين. وفى ظنى أن صاحب أى حق يمكنه الحصول على حقه كاملا أمام ذلك القضاء إذا قدم البينة كاملة. لا فرق فى ذلك بين مذهب وآخر أو قبيلة وأخرى أو مسلما وغير مسلم أو مقيما فى الإمارة أو عابر سبيل.

# نعود إلى الحاكم العام أو أمير المؤمنين وسيطرته على مجريات الأمور خاصة فى وقت إحتدام الفتن فى المرحلة السابقة والتى نرجو أن يتعاون جمع الأفغان على أن لا تتكرر مرة أخرى أبدا، فأقول :

إن أفغانستان فى ذلك الوقت لم تكن تمتلك أجهزة دولة وكان ذلك وضعا مستمرا منذ رحيل السوفييت. ذلك فى الوقت الذى كانت فيه التدخلات الخارجية على أشدها من جميع دول الجوار بلا إستثناء وبتشجيع ورضا دولى تام. نستثتى فقط جمهورية تركمانستان ثم الصين الشعبية . والباقون فعلوا كل شئ يمكن وصفه بأنه ” حرب غير معلنة” على الإمارة الإسلامية بل وشعب أفغانستان التى لا يرحب أحد بعودة دولتة مستقلة فى تلك البقعة الحساسة من العالم، فما بالك بظهورها كإمارة إسلامية. رأوا فى أفغانستان فريسة تسقط فأعمل كل جار مسلم أنيابه ومخالبه لتمزيق قطعة من اللحم الأفغانى الطازج، وأغراهم ضعف أفغانستان كما أغراهم رضا القطب الأوحد الذى كان يخطط لإبتلاع الفريسة كاملة وطرد أبناء آوى بعيدا عنها فى مرحلة قريبة قادمة. لم يكن لأفغانستان جيش وكانت تدافع عن نفسها بقوات قوامها متطوعون قبليون يدينون للإمارة بالولاء.

ثم متطوعون مسلمون بعضهم مقيم على أرض أفغانستان كضيوف أو لاجئون . ومعظم المتطوعين جاء من باكستان المجاورة إما بروابط دينية مدعومة برباط  قبلى ، لأن نفس القبائل تعيش على جانبى الحدود التى رسمها الإنجليز يوما لحماية ممتلكاتهم ومطامعهم التى لا تدوم إلا بتقطيع أوصال الشعوب المسلمة .

ولما كانت أفغانستان تفتقد إلى أجهزة دولة من أى نوع، فلا جيش هناك ولا أجهزة أمن، فكانت فرصة لحكومة باكستان/ وللجميع فى واقع الأمر/ أن تضرب أخطر الضربات للإمارة ومن داخل صفوف الإمارة نفسها، أى عن طريق جماعات متسللة بين صفوف المتطوعين الذين جاؤوا ظاهرا لدعم الإمارة والدفاع عنها.

وفى ظنى الخاص أن الضربات الباكستانية للإمارة كانت هى الأخطر والأشد خبثا كون حكومة باكستان جاءت فى شكل الصديق ووجهت ضرباتها إلى أخطر المناطق حساسية فى المجتمع الأفغانى / بل لأى مجتمع/ وهو موضوع الوحدة الوطنية، فضربوا اللحمة القومية بتوجيه ضربات ضد غير البشتون، ثم ضربات مدروسة على أساس طائفى ضد الشيعة وضد إهداف إيرانية (سنية وشيعية) فى أفغانستان.
ولكن هل شاركت عناصر وقيادات من حركة طالبان فى توجيه تلك الضربات؟؟.

من ناحية المبدأ هذا ممكن على إعتبار أن عناصر وقيادات طالبان هم من البشر المعرضون للوقوع فى الزلل وإرتكاب الإخطاء حتى الفادح منها. ولكن كيف يمكن الجزم بوقوع ذلك بدون محاكمة إسلامية عادلة؟؟. ولن يكون هناك أحد خارج يد ذلك القضاء ولا فوق قوانينه العادلة.

وحول حديث السيد مرتضوى عن دور أمير المؤمنين
فى ضبط الأمر فى ذلك الوقت، أقول:

أن أفغانستان كدولة كبيرة نسبيا ومتعددة الأعراق والمذاهب كانت وقتها فى حالة فوضى وحرب أهلية قائمة وممتدة منذ رحيل السوفييت. بل أن ذلك الإنفلات الأمنى والفتن المتنقلة كانت هى دافع حركة طالبان وأميرها الملا عمر إلى العمل لإنقاذ الشعب وإطفاء الفتنة وتطبيق الشريعة لضبط الأمور وتحقيق الأمن القائم على إحقاق الحقوق.

ولم يكن فى أفغانستان أى شئ يمكن تسميته (جهاز دولة). لا جيش ولا شرطة ولا مخابرات ولا إعلام ولا حتى موارد ميزانية محددة.

فى نفس الوقت كانت هناك دول الجوار التى تمارس/ بمباركة دولية كاملة/ حربا فعلية بالوكالة على أرض أفغانستان وتضخ ملايين الدولارات وآلاف الأطنان من الأسلحة وحتى المواد الغذائية والملابس وفى الأخير متطوعين مرتزقة من السوفييت السابقين الذين حاربوا فى أفغانستان من جمهوريات إسلامية ومن روس أصليين.

فما هى حدود السيطرة المتاحة أمام أى حاكم من بنى الإنسان على وضع مثل هذا؟؟.

ولا أريد عقد مقارنة ولكن فقط أذكر بدروس التاريخ : هل إستطاع أمير المتقين وأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه أن يسيطر على وضع أقل تعقيدا من ذلك بكثير، مع كل ما يمتلكه من مزايا شخصية ومواهب إلهية؟؟.

إن الملا عمر كان يتلقى الضربات من الجميع وفى ذات الوقت وبلا رحمة ولا وازع من ضمير  ضربات من الحليف الأقرب والضيف القريب ورفيق الدرب المجاهد وإبن الوطن والجار ذو القربى والجار بالجنب ومن دول الجوار التى تدعى الصداقة ومن دول الجوار التى شهرت سيف العداء وإخترعت قميصا خضبته بدما ضحايا لا ندرى من قتلهم ثم طالبت بالثأر لهم.

ــ كان الشيعة فى ذلك الوقت لديهم تنظيمات حملت السلاح وقاتلت ضمن تحالف الشمال ولكن: مع من .. وضد من .. ولماذا ؟؟. وإلى أى موضع قادها ذلك الآن ومع من تقف؟؟. وعلى أى مسافة من الإحتلال وجيوشه؟؟ وموقفها من الحكومة التى فرضها الإحتلال ؟؟. ولماذا وتحت أى حجة شرعية أو عقلية يتم ذلك ؟؟.

يقول السيد مرتضوى أن شيعة أفغانستان تعرضوا على مر التاريخ إلى إضطهاد النظم التى تحكمت فى ذلك البلد. فهل يمكن إعتبار ذلك تبريرا للوقوف مع المستعمر ضد إخوة الدين والوطن؟؟. فهل المستعمر الكافر الباغى المحتل لبلاد المسلمين أكثر رحمة بالشيعة تحديدا!!. أليس فى ذلك إهانة وأى إهانة للشيعة وللتشيع؟؟.

ولماذا جاهد الشيعة ضد الإحتلال السوفييتى ؟؟، أم أنه إحتلال دون إحتلال؟؟.

وإذا كان البلد محتلا وإنشغل شباب الشيعة المثقف بتعليم الأولاد حتى لا صبحون بغال تحميل أو حميرا وحشية ، فمن سيطرد المحتل إذن؟؟. وأى مناهج تعليمية سوف يلقنونها للأطفال والشباب فى المدارس والجامعات؟؟. فنحن نعلم أن الإحتلال قد وضع يده على عملية التعليم فى أفغانستان كاملة. فهو الذى يضع المناهج ويطبع الكتب فى الولايات المتحدة ويرفض إدخال الكتب الدراسية من دول الجوار خاصة من باكستان وإيران .

فهل عملية تعليمية كهذه ستخرج مسلمين متقين، ومجاهدين وطنيين؟؟.

وأى صنف من البشر سيكون هؤلاء بعد تخرجهم إثر عملية تعليمية يمولها الإحتلال الأمريكى بمناهج أمريكية ومدارس بناها الأمريكان وتحت إشراف ومراقبة الجيش الأمريكى المحتل؟؟ .

فى الغالب أنه سيتخرج من تلك العملية محتلين أمريكان، وليسوا أفغانا مسلمين شيعة كانوا أم سنة. وعلينا أن نفكر فى الخيار الأصوب إذا إنحصرت الخيارات فى واحد من إثنين:

إما أن يتخرج أولادنا يعبدون أمريكا قطبا أوحدا ومحتلا جبارا لاشريك له ، أو يظل أولادنا بلا تعليم ولكنهم يقاتلون مستعمرا  كافرا ويدافعون عما يعرفونه من الدين إلى رمق حياتهم الأخير تحت قيادة  أفغانية إسلامية حقيقة أثبتت الأحداث صدقها وجدارتها .

لا نقول أن تعليم أولادنا أمر غير مهم، فأجيالنا القادمة هم المستقبل لهذا الدين ولهذا الوطن. ولكن أى منهج نعلمهم وفى أى ظروف؟؟… وتلك هى القضية .

ومع هذا فإن التعليم فى أفغانستان لم يتوقف وهو مستمر فى المناطق المحررة تحت سيطرة الإمارة الإسلامية وطبقا للمعايير الشرعية الصحيحة وبأقصى الطاقة الممكنة. ومعظم مجاهدى الإمارة وجميع كوادرها هم متعلمون ومثقفون مسلمون محترمون. والنتائج المبهرة التى يشهدها العالم من إندحار أقوى الجيوش وهزيمتها أمام المجاهدين الأفغان ما كان ذلك أن يتم أمام قيادات جاهلة أو مجاهدين لا نصيب لهم من علوم الدين والدنيا.

والذى يتمكن من قتال الإحتلال ويقدر عليه فلا عذر له فى ترك القتال /حسب علمى القليل/ إلا أن يؤدى عملا آخر مرتبط أيضا بالعمل الجهادى. والتعليم ضمن تلك المهام الجهادية المقدسة على أن يكون التعليم إسلاميا جهاديا وليس تعليما إستعماريا. أو حتى تعليما إسلاميا يدعم الإحتلال ويجعله شرعيا. فذلك تعليم تنتفى عنه صفة الإسلام حتى لو تستر بها.

ولدينا فى طول العالم الإسلامى وعرضة جامعات إسلامية شهيرة وغنية تعمل لخدمة المحتل وأذنابه من الحكام الطغاة الفاسدين أكثر مما تستطيع أن تفعله أعتى الجامعات الإستعمارية
فى أمريكا واوروبا .

حرب العصابات لخدمة من ؟؟

ــ نصل إلى الفقرة الأخيرة من رسالة السيد مرتضوى، وفيها يقول:
{{أعتقد أن خير الأمة الإسلامية هو تغيير أنفسهم و أساليب جهادهم. و أومن إيمانا بأن حرب العصابات تدعم استراتيجية العدو في الحرب الناعمة ألا و هي التنصير}}.

النصف الأول من العبارة أوافق فيها السيد مرتضوى بلا قيد أو شرط . فتغيير أنفسنا هو مفتاح كل نجاح وقد كان السيد مرتضوى موفقا فى إفتتاح كلامه بتلك الآية الكريمة:

( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) .
ويلزمنا جميعا أن نراجع صحة إلتزامنا بالإسلام . فكثير منا يرتكبون شتى أنواع الموبقات بإسمه . وقد ميع البعض الإسلام نفسة فنسبوا إلية أهواء شخصية وبمجرد تلاعب لفظى ظهر لنا إسلام جديد وظهرت عمائم ضخمة على شاشات التلفزيون تتباهى بالخيانه على أنها مهارة سياسية وبعد نظر بأمور الدين والدنيا. فما بلك بمن هم دون ذلك فى العلم والمرتبة؟؟. وصل الأمر إلى أن تكون الخيانة موقفا سياسيا وتكون الردة عن الإسلام إجتهادا عصريا وفهما جديدا للإسلام .

كما ظهر من يهدر أرواح المسلمين بلا حساب أو رادع مدعيا الغيرة على صحة العقائد. وظهر من يخرج الناس من دين الله أفواجا حتى يشفى غليلة منهم أو مظهرا لعضلات فقهية لا وجود لها . ولا نتكلم هنا عن من تعمدوا خدمة القوى الإعظم والصهاينة بنقل المعركة إلى داخل الوسط الإسلامى وتفكيك عراه خدمة للقطب الإمبريالى الأعظم وسادته الصهاينة.

ولتغيير أساليب الجهاد لا بد من مراجعة تجارب الشعوب فى مقاومة المحتلين بالسلاح عبر حروب التحرير . ولابد من مراجعة تجاربنا الإسلامية بوجه خاص وتجارب الشعب الأفغانى بوجه أخص ، سواء فى مرحلة الجهاد ضد السوفييت أو التجربة الرائعة الناجحة التى تدور فى هذه اللحظات فوق الأرض الأفغانية المباركة. وكذلك مواجهات حزب الله الرائعة والمنتصرة ضد الصهاينة على أرض لبنان.

ولكن أعترف بعجزى عن فهم الشطر الثانى من العبارة أو المقصود منها.
فحسب علمى فإن حروب العصابات / وقد أسماها بعض المتخصصين “حروب المستضعفين” /هى أسلوب قتالى يتبعة الطرف الأضعف المعتدى عليه لمواجهة قوة عدوانية معتدية تمتلك جيوشا وقوات حديثة. وحروب العصابات هى علم فى غاية الأهمية تدرسه جيوش الدول المعتدية وأجهزتها الأمنية من أجل تحديد أفضل الوسائل لقمع مقاومة الشعوب.

وتدرسه كذلك حركات التحرير فى الدول المنكوبة بالإحتلال من أجل إستخلاص الأساليب الأنجع لخوض حرب منتصرة ضد جيوش المحتلين .

ولأول مرة أصادف هذا الفهم العجيب لحروب العصابات والقائل بأنها ( تدعم إستراتيجية العدو فى الحرب الناعمة وهى التنصير). فذلك قول عجيب وفريد من نوعه. ولا أدرى ماهو المقصود منه بالضبط . فقد يكون إتهاما للمقاومين بأنه عملاء للإستعمار، وتبرئة للقاعدين والمتعاونين مع العدو بأنهم يمارسون الجهاد الحقيقى .

أو إتهام من يبذل دمه مجاهدا فى سبيل الله بأنه يفتح الطريق أمام التنصير، وبالتالى سيصبح بطلا كل من يدرس الأطفال والشباب مناهج تعليم وضعتها أمريكا وبنت لها المدارس وتدفع الرواتب لمجاهدين من نوع جديد لا يدعمون القوة الناعمة للعدو .

وهل هذا الإتهام لمجاهدى حروب العصابات مخصص فقط  لمجاهدى أفغانستان وأميرهم الملا محمد عمر مجاهد ، أم يشمل أيضا مجاهدى حزب الله وأميرهم السيد حسن نصر الله ؟؟ .

قد أكون مخطئا فى ذلك الظن، ولكن الأمر إلتبس على فهمى.

ثم ماهو إرتباط حرب العصابات التحررية بالقوة الناعمة للعدو؟؟ .
وما إرتباط تلك الحرب بالتنصير ؟؟.
وإذا كانت حروب العصابات التحررية مدانة فكيف كانت شعوبا كثيرة ستحصل على حريتها؟؟ شعوبا مثل الجزائر وأندونيسيا وفيتنام وكوبا والصين؟؟.
وكيف ستحصل أفغانستان على حريتها من الإحتلال الأمريكى الأوروبى؟؟.
وكيف ستتحرر العراق وفلسطين؟؟.
وكيف سينزاح عشرات الطغاة الجاثمين على صدور الشعوب يشبعونها عسفا وجورا ؟؟.
هل يتم ذلك من خلال مؤسسات دولية؟؟  أم برلمانات وحكومات عينها المحتل ؟؟
أم بضخ المزيد من التعليم الإمبريالى فى عقول الشبيبة المسلمة؟؟.

لا أظن أننى فهمت تلك العبارة بشكل واضح وأتمنى من السيد مرتضوى أن يوضحها لى مشكورا فى رسالة قادمة.
ودمت بخير أخى العزيز
أخوك فى الدين : مصطفى حامد (أبو الوليد المصرى)

بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
copyright@mustafahamed.com

المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world