إجابات مصطفى حامد عن ثلاث أسئلة من شيعة أفغانستان

0

ـ حول “هندسة الفتنة” وتطبيقاتها المثالية فى أفغانستان .
ومجازر”مزار شريف” كانت من أنصع الصور لهندسة الفتنة .
ـ جميع الأفغان خسروا فى “مزار شريف”، والإحتلال كان هو الفائز الأوحد من المذابح المتبادلة.
ـ قصة إغتيال مولوى “إحسان الله إحسان” كما يرويها شقيقه و تكشف تقنيات تصنيع الفتنة وترويج الكراهية الطائفية.
ـ الدول التى قبلت رشاوى الأمريكان وتركت لهم أفغانستان، تعانى الآن تصدعا فى مكانتها الإقليمية والدولية.
ـ الإمارة الإسلامية تجاهلت دعوات الفتنة الطائفية التى جاء بها متطوعونعرب / وغير عرب/ ولولا عزلة الشيعة لأخذت الأحداث منحى آخر.
ـ بعض التيارات الجهادية المهاجرة إلى وزير ستان مسئولة  عن تفتيت صفوف المجاهدين هناك وإرباك العمل الجهادى فى المنطقة ، والآن تعرض أمنهم الشخصى للخطر نتيجة خلل مكن الأمريكيين من إغتيال قيادات كبيرة / عربا وغير عرب/ منهم الرجل الثالث فى تنظيم القاعدة.
ـ لم يتصرف طالبان مع الشيعة من منطلق طائفى بل قبلوا منهم قادة كبار مثل “محمد أكبرى” و “الله يار” و “فاضل” .
ـ الأهم من معرفة (من قتل من ؟) هو أن نعرف من رتب لكل تلك الفتنة ومن هم أدواته وكيف نوقفه عند حده .
ـ إلى متى هذا المسار الخاطئ ؟؟ وإلى متى يظل شيعة أفغانستان مرتهنون لسياسات خارجية ؟؟.
ـ ليس هناك أى مسوغ لأن يدعى شيعة أفغانستان المظلومية المذهبية، فالمجاهدون لم يمسوا شعرة لشيعى ولم يستهدفوا له مالا أو عرضا أو مسجدا ، وحفظوا لهم كرامتهم الإنسانية.
ـ بعكس شيعة العراق لم يرفع شيعة أفغانستان السلاح ضد إخوانهم المجاهدين السنة وذلك أمر يحسب لهم ويشكروا عليه، ولكنه غير كاف.
ـ لماذا هجر الشيعة صفوف المجاهدين رغم أن الإسلام هو دين الجميع وأفغانستان هى وطن لجميع الأفغان؟؟.

********************
تلك هى الأسئلة التى قدمها السيد مرتضوى إلى ( أبو وليد المصرى) مصطفى حامد وهى مكتوبة باللون الأحمرتتخللها الإجابات من أبو وليد مكتوبة باللون الأسود.
********************
بسم الله الرحمن الرحیم
من : مرتضوی
الی : ابو ولید المصری
تحیة طیبة و بعد
بعد ما فرغت من قراءة  مجموعة ثرثرة خارج نظام العالم؛ و ألقیت نظرة علی ما دار بینکم و بین الباحثة الاسترالیة من حوار و بعد قرائتی لمجموعة من مقالاتکم  أود أن أوجه الیکم هذا السؤال الذی سألنی کثیرون عن هذا الموضوع:

1- من بین المذاهب الاسلامیة فی افغانستان ؛ أی  مذهب تتبناه طالبان
و تروجه؟؟
ــ لا أحد يجهل أن مذهب حركة طالبان هو نفس مذهب الغالبية العظمى للشعب الأفغانى أى المذهب الحنفى. كما أن طالبان ليست فى حاجة إلى ترويج مذهب سائد فى تلك البلاد منذ قرون طويلة ممتدة فى معظم الفترة التى قضاها الإسلام هناك . أى أنه مذهب سائد ومستقر ولا يحتاج إلى ترويج بل أنه ينتقل تلقائيا ويتوارث جيلا بعد جيل ، ويدرسه العلماء فى المدارس والمساجد، ويلقنه الآباء والأمهات فى البيوت لأولادهم وبناتهم.

-2 ما هو حکم الشیعة عند طالبان؟؟.
(هذا السؤال جاء علی أساس ما جری فی مزار شریف بعد ما سقطت بید طالبان ثانیة و کیفیة معاملة طالبان مع الناس)
ـــ حكم الشيعة عند طالبان أنهم مسلمون . وهو حكم الشيعة لدى المذهب الحنفى المعتمد لدى طالبان ولدى معظم الشعب الأفغانى كما أسلفنا.
أما التشكيك الذى يحمله السؤال ، وهو تشكيك موجود أيضا فى ثنايا السؤال السابق ، والسؤال التالى أيضا ، فأعتقد أنه هو المقصد الرئيسى من كل الأسئلة الثلاث فى هذا الحوار. لأن الإجابة المباشرة قد نحتاج فيها إلى عدد من الكلمات أقل من عدد كلمات الأسئلة نفسها ، بينما الموضوع الحقيقى أعمق وأخطر بكثير ويستحق بالتالى عناية أكبر .
لذا سنتكلم بشكل أكثر تفصيلا عن الشكوك أكثر مما نتكلم عنإجابات الأسئلة نفسها بشكل مباشر.
نقول أن السؤال جاء فى شقين :
الأول : ما جرى فى مزار شريف .
الثانى : كيفية معاملة طالبان مع الناس .
نبدأ بالجزء الأول وهو ما جرى فى مزار شريف. وهنا أتوجه إليك بسؤال مركب :
ـ ماذا جرى لمن فى مزار شريف ؟؟.
ثم أكمل بسؤال منفصل حتى لا يكون التساؤل معقدا فأقول :
ــ من فعل ماذا فى مزار شريف؟؟.
قد تبدو الأسئلة معقدة ولكن ماحدث كان أشد تعقيدا وخطورة . وسأبذل جهدى فى الإختصار مع الوضوح رغم أنهما لا يتفقان غالبا.
إختصارا فإن ماحدث فى مزار شريف مرة فى عام 1997 ثم مرة أخرى فى عام 1998 هو مثال نموذجى على صحة ما قاله الكاتب المصرى الشهير محمد حسنين هيكل واصفا الفتنة فى عصرنا الحالى بأنها لم تعد حدثا عارضا ينتج عن إلقاء عود ثقاب فيشعل حريقا، بل أنه بعد تجارب الحرب الباردة طور الغرب الإستعمارى أساليبه فى إشعال نيران الفتن بحيث أصبحت (هندسة) وليست أحداثا تأتى بالصدفة.
وبعد متابعاتى الطويلة لما جرى فى مزار شريف فى العامين المذكورين وجدت أن ذلك هو الوصف الأدق لما حدث هناك. وأن أطراف الحدث شاركوا، بعضهم عن سبق إصرار وترصد وتصميم ، وبعضهم بحسن نية وغفلة عن حقيقة أن أساليب الأعداء قد وصلت إلى درجة تتخطى خيال الشياطين وقدراتهم ، وبحيث جاءت فتنة مزار شريف فى “أبهى صورها المثالية”، ولعلها تستحق عن جدارة أن تدرس فى المعاهد السياسية والعسكرية والأمنية، ومن باب أولى أن يدرسها المخلصون من أهل أفغانستان أنفسهم حتى يدركوا حجم الخطر المحيق بهم وبأجيالهم القادمة وبأفغانستان كوطن ، من أغنى وأنفس أوطان الأرض ، مازال معرضا لأشد الأخطار .
أقول لك بإختصار أيضا بأن الأفغان / جميعهم/ قد خدعوا فى مزار شريف.
وأكمل لك أيضا بأن الأفغان / جميعهم/ قد خسروا فى مزار شريف ، وما زالوا يخسرون حتى الآن، وذلك واضح من أسئلتك. التى تظهر أن صفوة المثقفين الأفغان ما زالوا يجهلون حقيقة ما حدث. وأنهم يبحثون خلف ظاهر الأحداث (أى من قتل من ؟؟ ) ولا يبحثون حول حقيقة الأحداث وهو: (من رتب لكل ذلك ؟؟ .. ولماذا؟؟.. وكيف نوقفه عند حده؟؟(
كل طرف ممن شارك أو عاصر تلك الأحداث لديه روايات مختلفة تماما لما حدث.
وذلك من مظاهر نجاج مهندسى الفتن الدولية الكبار. لقد جعلوا جميع الأطراف يقتل بعضهم بعضا طبقا لأحداث عاتية لا يدرى من شاركوا فيها من أين هبت رياحها . ولكن المكتب الدولى لهندسة الفتن هو الوحيد الذى يعلم ويمسك بكل خيوط (الفوضى الخلاقة) التى دارت فى مزار شريف وغيرها من مناطق أفغانستان .
فهل سيظل الأفغان مجرد حطب يشعله مهندسى الفتنة فى العالم؟؟.
فى كلام حكيم منسوب إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب فى كتاب نهج البلاغة يقول ما معناه :
) إن الفتن إذا أقبلت إشتبهت وإذا أدبرت عرفت(
أى أن الفتنة يصعب التعرف على ملامحها وهى قادمة وإذا مرت إتضحت معاملها. فلماذا إذن ما زال مثقفى أفغانستان الإسلاميين من أمثال السيد مرتضوى مشتبهون فى فتنة مزار شريف ؟؟.
السبب فى إعتقادى هو أن الفتنة مازالت قائمة بل أنها فى مزار شريف كانت صغيرة ومجرد مقدمة لفتنة الغزو الخارجى والإحتلال الأمريكى.
ومن شاركوا فى فتنة مزار شريف عن سبق إصرار وترصد ما زالوا يشاركون فى دعم الإحتلال وتثبيت أركانه. ولكن ليس مقبولا  أن تظل عقول أبناء أفغانستان المستنيرين والمثقفين تسأل : ماذا حدث فى مزار شريف ؟؟.
إن ما حدث واضح على الأقل فى خطوطه الرئيسية وإن غابت التفاصيل الصغيرة. ما حدث كان جزءا من هندسة الفتنة التى كبرت فى أفغانستان حتى صارت إحتلالا لكل البلد . ثم تضخمت الفتنة كى تطوق العالم الإسلامى كله على هيئة أفعى ضخمة ( أناكوندا) عاصرة تخنق أنفاسة وتحطم عظامة، والخطوة التالية هى إبتلاعة بالكامل.
ولكن ذلك لن يحدث. هل يدرى السيد مرتضوى لماذا؟؟..
لأن أفغانستان تقاوم ولن تكون كمية من اللحم الآدمى المطحون تبتلعها الأفعى الأمريكية الجبارة ، بل أن أفغانستان ستقتل الأفعى وتمزق عضلاتها ثم تسلخ جلدها وتعلقه على جدران التاريخ الأفغانى المجيد ـ إلى جانب جلود إمبراطوريات عديدة بادت هنا : من سوفييت وبريطانيين وقبلهم تاتار ويونان ـ
تاريخ شعب يستحق بجدارة أن يطلق عليه (قاصم الجبارين) .
إنه شعب خراسان الذى إن أراد الله أن يقصم ظهر أحد الجبابرة رماه بشعبها كى يقصمه بأمر منه.
فهل سمعت يوما عن محتل تجرأ على شعب وأرض أفغانستان وخرج منها سليما معافى؟؟.
#   ماجرى فى مزار شريف وكيفية معاملة طالبان للناس وكلاهما سؤال يتعلق بأجواء الفتنة، ونوعية ( المعلومات) التى يتداولها كل طرف ، وترسم أبشع الصور /  الكاذبة بطبيعة الحال/ عن الطرف الآخر. أورد لك القصة التالية حتى يتضح لك كيف أن مناخ الفتنة يكون موبوءا بشتى أنواع الأكاذيب التى يتناقلها الناس وكأنها حقائق لا يتخللها أى شك.
ــ فى عام 1997 دخلت قوات طالبان إلى مزار شريف بعد إتفاق مع الجنرال مالك الذى كان مقربا من القائد الأوزبكى السفاح عبد الرشيد دوستم . وبعد فترة وجيزة حدث إنقلاب داخل المدينة وتعرض طالبان إلى مجزرة كبيرة كما تعرض من ينتمون إلى العرقية البشتونية إلى عملية تنكيل أبشع من أن توصف. وكان من ضحايا تلك الفتنة أحد كبار قادة حركة طالبان وهو مولوى إحسان الله إحسان، والذى كان مكروها للغاية من الولايات المتحدة وباكستان بسب تصريحات له ضد الولايات المتحدة أدلى بها فى مدرسة الحقانية فى باكستان قبل ذلك بحوالى عام.
سرت إشاعة يؤكد جميع ناقليها بأنها حقيقة لا يرقى إليها الشك، وتقول بأن الشيعة فى مزارشريف قبضوا على مولوى إحسان الله وأخذوه إلى قبر القائد الشيعى عبد العلى مزارى وذبحوه بالسكين فوق القبر إنتقاما لقائدهم الذى إتهموا حركة طالبان بقتله.
ظلت تلك الإشاعة سارية لسنوات ولم أجد من ينقضها رغم أن الشكوك ساورتنى فى صحتها من أول لحظة ، خاصة وأنه فى وقتها جاءت دعوة عربية / وغير عربية/ من خارج أفغانستان تدعو وتحرض وتغرى بحرب إستئصال ضد الشيعة فى أفغانستان.
إلى أن قابلت يوما فى مدينة هيرات شقيق مولوى إحسان الله ويدعى مولوى عبد الغنى . وبعد تردد سألته عن الحادث المؤسف. فقال بأنه كان فى ذات اللحظة مع شقيقه وكانا يعبران ولاية بغلان بعد أن سقطت مزار شريف وإشتعلت بها المجارز العرقية والطائفية، فوقعت القافلة فى كمين قاتل أمطرهم بالنيران الغزيرة من كل مكان . وكان مع شقيقة إحسان الله يحتميان أسفل السيارة والرصاص يطالهما أيضا. فقتل إحسان الله وجميع أفراد القافلة وكان مولوى عبد الغنى هو الناجى الوحيد. ولو أن أحدا آخر غير شقيق مولوى إحسان الله روى لى تلك الحادثة ربما تشككت فى الأمر ذلك لأن البون كان شاسعا جدا بين الروايتين . ومن الواضح تماما أنه ليس مجرد إختلاف أو تحوير فى الرواية كما يحدث غالبا ولكن الموضوع واضح بأنه من نتاج مكاتب هندسة الفتنة التى وظفت لها مندوبين فى كل مكان تقريبا ومن كل الجنسيات والعرقيات والمذاهب.
ــ  وعلى الجانب الآخر هناك قصة مقتل القائد الشيعى الكبيرعبد العلى مزارى ، الذى قتل فى حادث دل على سؤ الفهم والشك المتبادل ولم يكن بالقطع لا إنتقاميا ولا طائفيا.
فقبل الحادث بفترة وجيزة كانت منطقة (كارت سيه) الواقعة على أطراف كابل قد سمحت لطالبان بدخولها واستلام شئون الدفاع عن المنطقة وسكانها الشيعة من هجات قوات مسعود وربانى . وفى المقابل تم تسليم الأسلحة الثقيلة لدى الأهالى إلى حركة طالبان.
فشل طالبان فى الدفاع عن المنطقة نتيجة خدعة من مسعود الذى تظاهر بالتسليم لطالبان ثم إقتحم المنطقة فجأة تحت ستار كثيف من القصف الصاروخى. فتعرض الأهالى الشيعة لمذبحة بسبب إنسحاب طالبان غير المتوقع.. فأطلقوا النيران على الطالبان المنسحبين من “كارت سية” . من هنا نشأت مرارة بين الطرفين تداعت على أثرها حوادث سؤ الفهم المتواصل.
فالشيعة يرون ان طالبان أخلوا بشروط الإتفاق ولم يدافعوا عنهم فتعرضوا إلى مجزرة جماعية على يد قوات مسعود . وطالبان يروا أنهم تعرضوا لإطلاق النار من الظهر وهو عمل من أعمال الخيانة. ( لاحظت وقتها أن كل طرف كان يروى فقط النصف الذى فى صالحه من القصة والذى يدين الطرف الآخر) .
وفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام مهندسى الفتنة وأعوانهم.
من أكبر الأحداث المؤسفة التى أعقبت مجزرة “كارت سيه” كانت إلقاء طالبان القبض على الزعيم الشيعى عبد العلى مزارى ومجموعة كانت معه أثناء عملية تفتيش روتينية على سيارات الأجرة فى أطراف كابل.
فتم ترحيله على طائرة مروحية إلى كابل بناء على طلب الإمارة هناك. الرجل هو ومجموعته توجسوا شرا فحاولوا السيطرة على الطائرة وهى فى الجو فوق ولاية غزنى وتمكنوا من إنتزاع سلاح أحد الحراس وقتل أخر وإصابة الطيار. فهبطت الطائرة هبوطا عنيفا على الأرض جذب أنظار داورية من طالبان كانت فى المنطقة فتوجهوا صوب الطائرة لإستطلاع الأمر، فبادرتهم المجموعة بإطلاق النار ودارت معركة نتج عنها مقتل القائد مزارى، ولتبدأ بعد ذلك مرحلة شكوك وكراهية لا نهاية لها بين الشيعة وحركة طالبان. ثم خرجت الكثير من القصص الكاذبة حول كيفية مقتل الزعيم الشيعى البارز، وكان هدفها تأجيج الفتنة وإيغار الصدور والدفع نحو المزيد من سفك الدماء تسهيلا لمهمة قوى خارجية تريد السيطرة على أفغانستان ونزح ثرواتها.
والنتيجة المستخلصة من ذلك الحادث أيضا هى أن هندسة الفتنة كانت فعالة منذ وقت مبكر وإلى الآن. وذلك يلقى مسئولية على كل الشعب وخاصة قياداته الإسلامية ومثقفيه المسلمين ، و أن يتتبعوا خيوط الفتنة ليس فقط من أجل القضاء عليها وإزالة آثارها، وعلى الأخص أثرها الأكبر والأخطر وهو الإحتلال  الأمريكى، ولكن أيضا لمنع الفتنة من الوقوع مرة أخرى.
# لن أتكلم عن حادث القنصلية الإيرانية فى مزار شريف فى عام 1998 عند عودة طالبان إلى المدينة . فلن أضيف جديدا سوى التأكيد على ما ذكرته فى كتابى الأخير ( 3حروب فى 30 دقيقة) وأظن أن السيد مرتضوى يعرف ما جاء فيه.
ولن أتهرب من الوقائع وأقول أن ما حدث فى المدينة وقتها كان من الأعمال المعقولة أو المقبولة بأى حال.
ولكن ما جرى فى مزار شريف وكيفية معاملة طالبان للناس لم يكن أبدا مبنيا على أساس مذهبي ، بل كان ناتجا عن ردة فعل لما قام به الشيعة ضد الطالبان . ولوكان طالبان يتعاملون مع الشيعة على أساس الاختلافات المذهبية لما سمحوا ” لمحمد أكبري” القائد الشيعي المشهور من باميان  وجماعته وكذلك القائد “الله يار” والقائد “فاضل” من غزني أن يلتحقوا بصفوفهم ويتمتعوا بكل ماكان يتمتع به بقية قادة طالبان .
والذى أعرفه هو أن زمام الإنتقام قد إنفلت من عقاله فى المدينة. والذين تعرضوا للمذابح فى عام مضى على أسس عرقية أوطائفية قد ردوا الصاع بمثله هذا العام.. ولابد أن نضع فى الإعتبار أن شناعة الإنتقام كان متناسبا مع بشاعة الجرم الأصلى وذلك إيضاح وليس تبريرا ولا قبولا بما حدث.. إن الجرم فى العام السابق طال شرف النساء والجميع يدرى ماذا يعنى ذلك فى المجتمع الأفغانى.
ولكن يمكن أن نؤكد سويا على أن المنتصر الحقيقى كان هو المهندس الأكبر للفتن فى العالم، ذلك الذى لم يلبث أن أرسل جيوشه كى تحتل بلد أنهكته الفتن والحروب الداخلية.
وأعتقد أن الأكثر أهمية من معرفة (من قتل من ؟؟) هو أن نعرف من هندس تلك الفتنة ومن هم أدواته فى تنفيذها. وتلك مسئولية تطال جميع المسلمين المخلصين فى أفغانستان بما فيهم السيد مرتضوى وأمثاله.

-3 فی زمن سیطرة طالبان علی أفغانستان؛ من کان الذی یقود البلاد إلی ما آل بنا الأمر إلیه؟ وهل کان القائد من الأفغان أم من علماء الحرمین الشریفین؟  .
ــ هذا السؤال هو الآخر من نتاج هندسة الفتنة على الأرض الأفغانية والتى فرقت الشعب إلى طوائف وعرقيات متناحرة متحاربة. وكل طرف يحمل فى مخيلته أبشع الصور عن الطرف الآخر وذلك بناء على معلومات إخترعها وروجها المكتب الرئيسى لهندسة الفتنة عبر وكلائه من أفغان وعرب ، إلى غير ذلك من ملل ونحل وأقوام.
لم أكن بعيدا عن أفغانستان فى ذلك الوقت بل كنت قريبا جدا من الأحداث، وعشت ما بين كابل وقندهار. وعرفت الكثير جدا من الشخصيات التى صنعت أحداث تلك الفترة . وأعرف تماما من كان يحكم أفغانستان ويقودها وأعرف نوعية الفقه الذى تبنته حركة طالبان ، وأعرف دور علماء الحرمين الشريفين أو على الأقل هؤلاء الذين كان لهم دخل بأفغانستان وأحداثها وأمورها الطائفية.
وإن شئت الإجابات الصريحة والمباشرة والمختصرة أجبتك عن سؤالك كالتالى :
ــ فى ذلك الوقت كان الملا محمد عمر يقود ويحكم أفغانستان أميرا للمؤمنين على ما بايعه علية العلماء وزعماء القبائل. وحسب علمى وقربى الشديد من الأحداث والأشخاص المؤثرين وقتها فقد كان الرجل يحكم فعليا ومطاعا بكل معنى الكلمة عن محبة وإخلاص وعقيدة دينية من الذين إتبعوه وبايعوه وكان واضحا وقتها / والآن قد إتضح أكثر/ أنهم غالبية الشعب وقوته الفعالة والحيوية، والمحتلون يدركون ذلك الآن أكثر من معظم المسلمين فى العالم.
ــ أما سؤالك عما آل إليه الأمر بعد ذلك أى التدخل الخارجى والحرب
والإحتلال، فأقول الآتى:
1 ـ أن احداث 11 سبتمبر كنت ذريعة للغزو وليست سببا له. فقرار الغزو سابق لتلك الأحداث بسنوات . وأن مهندسى الفتنة رسموا الخطة ووجدوا أدواتها المناسبة فنفذوها لتكون ذريعة لتمرير إستراتيجية عدوانية على نطاق العالم وليس أفغانستان وآسيا الوسطى فقط .
2 ـ أن قرار الإمارة الإسلامية بقيادة الملا محمد عمر بإيواء العرب المهاجرين والمطاردين ، والدفاع عنهم وعدم تسليمهم للولايات المتحدة جاء بناء على إعتبارين غاية فى القوة أحدهما يدعم الآخر ويقويه :
الإعتبار الأول : هو الشريعة الإسلامية التى لم يجد فيها الملا عمر ولا علماء الإمارة ما يبيح لهم تسليم بن لادن والعرب الآخرين إلى أمريكا أو حكومات بلادهم الظالمة التى تنتظرهم بالمشانق والسجون والتعذيب لا لشئ إلا لأنهم يوما جاهدوا فى أفغانستان، وتلك هى كل جريمتهم وما سوى ذلك كان بهتان وتزوير من حكومات الشياطين تلك.
الإعتبار الثانى : هو العادات الأفغانية الممتدة منذ بدء الخليقة والتى تقدس الكرم والنخوة والشجاعة وإكرام الضيف وحمايته. وتلك سجايا للشعب كله وليس لطائفة أو عرق معين.
لأجل هذا أعلن الملا عمر حماية ضيوفة . وكان ذلك محل إعجاب ودهشة الدنيا كلها مسلمها وكافرها. حتى أن أعداء الإمارة أخذتهم الدهشة ، بل حقيقة أنهم صعقوا بالروعة الأخلاقية للأفغان.
والشعب الأفغانى كله (ما عدا من هم وقود الفتنة ومروجيها)، الجميع أيدوا ذلك القرار ولم يجهر أحد بإعتراض. ومن إعترض كان يعترض على بعض الضيوف العرب أنفسهم وبعض تصرفاتهم غير المسئولة وآرائهم الطائشة.
لقد سجلت الإمارة الإسلامية والملا محمد عمر سابقة فى تاريخ أفغانستان وجميع التاريخ الإسلامى والإنسانى لم يسبقهم إليها أحد ،عندما  وقفوا أمام العالم أجمع / بل وحاربوه/ دفاعا عن إخوانهم فى الدين وضيوفهم الذين إستجاروا بهم، ورفضوا خيانة الضيف أو تسليمه لعدوه.
فمن فعل مثل ذلك فى كل تاريخ المسلمين؟؟.
ولا داعى لعقد مقارنات مع آخرين لم يتجرأوا على فعل ماهو أقل من ذلك بآلاف المرات. ورفضوا مجرد تحمل اللوم من الأمريكيين. أو آخرين شاركوا فى قتل ومطاردة وسجن وتسليم وتعذيب كل من قدروا عليه ممن لا ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل.
لا أحد يمكنه أن يتجرأ على مجرد الإقتراب من الأفغان فى هذه المفخرة كى يقيس قامته القصيرة بقامة الشرف الأفغانى الرفيع .
لك أن تفخر ياسيد مرتضوى/ وأنا أغبطك بالفعل/ أن بلادك المسلمة العظيمة قد أنجبت مثل ذلك الرجل العملاق وجنوده العظماء. وياليتنا كنا مثلكم فنفوز فوزا عظيما.
ــ نأتى ياسيد مرتضوى إلى ما تصفه بقولك (ما آل إليه الأمر).
وأظنك تقصد الإحتلال وما رافقه من مآسى وأهوال. ولعلك تريد القول بأن الملا محمد عمر وحركة طالبان هم المسؤولون عن ذلك . لهذا أذكر لك بعض الأسباب الحقيقية التى دفعت الولايات المتحدة وحلفاءها إلى إحتلال أفغانستان:
1 ـ أن شعب أفغانستان لا يرضى عن الإسلام بديلا. وأن ذلك الشعب مثل باقى شعوب المسلمين بل فى طليعتها المطلقة يرغب فى حكم إسلامى تحت ظلال شريعته المقدسة.
2 ـ أن ذلك الشعب لايرضى بالتبعية للخارج أو أن يدار بالوكالة لصالح قوة خارجية.
3ـ أفغانستان هى من أغنى دول العالم (وربما أغناها) بالخامات النفيسة والنادرة. وأن الحديث فى أمريكا كان يدور فى أعقاب الجلاء السوفيتى عن أفغانستان وينادى بضرورة ذهاب الشركات الأمريكية الكبرى إلى أفغانستان لنهب ثرواتها ـ وقالوا بأنه لابد من طرد العرب الإرهابيين من هناك أولا. بدأ ذلك الكلام منذ عام 1989 أى فور جلاء السوفييت وقبل سقوط دولتهم.
4 ـ إن أفغانستان هى مفتاح آسيا الإستراتيجى ، وليس مفتاح آسيا الوسطى فقط.
وأن من يسيطر على ذلك البلد سوف يمتلك موقعا مؤثرا على مجريات الأمور فى أجمالى تلك القارة الشاسعة وبالتالى فى توازنات العالم كله سياسيا وإقتصاديا.
5 ـ الإقتصاد الأمريكى كان فى حاجة ماسة إلى عوائد الأفيون الأفغانى الذى تجرأت حركة طالبان على منع زراعته فى البلاد وذلك لأول مرة منذ قرون متطاولة. ذلك العائد الذى تحصل عليه أمريكا الآن ويقدر بمئات المليارات من الدولارات. ( وأرجو أن تراجع كتابى عن حرب الأفيون الثالثة).
6 ـ الإقتصاد الأمريكى والمكانة الأمريكية كقوة عظمى وحيدة كانت تستلزم القبض بيد من حديد على نفط آسيا الوسطى حتى تتمكن من تركيع كافة منافسيها إقتصاديا. ولاتريد أمريكا أن يبقى هناك نفط فى العالم خارج قبضتها. وذلك واحد من أسباب تحرشها بإيران.

ـ لاحظ أخى الكريم ما تقدمة الولايات المتحدة لمنافسيها من رشاوى وتعويضات حتى يقبلوا بوضعها المسيطر حاليا على أفغانستان.
ولاحظ أيضا أن كل من إبتلع الطعم الأمريكى تاركا أفغانستان تلاقى مصيرها فى ظل الإحتلال الأمريكى . كل من هؤلاء أصابه تصدع كبير فى مكانته الجيوستراتيجية فى الإقليم وفى العالم . وهل كان لأحد أن يتصور أن الصين ورسيا يصطفان إلى جانب الولايات المتحدة فى مجلس الأمن ضد إيران ؟؟ . والسبب واضح لمن فى رأسه ذرة عقل، وهو أن إيران تركت أفغانستان للإحتلال الأمريكى (بل فى الحقيقة أهدتها إليه) فى ظل ما يبدو وكأنه صفقة إستراتيجية تطلق يدها نسبيا فى العراق .
إنها صفقة مخادعة لا أكثر كما أنها خاسرة بالتأكيد ، وأول علامات الخسارة والفشل جاءت مؤخرا فى مجلس الأمن وهناك دلائل كثيرة سابقة ولاحقة.
يمكن قول نفس الشئ عن الصين كسمسار تجارىللإحتلال الإمريكى يقبل كافة الرشاوى الإستثمارية بأنواعها. ويمكن قول عكس ذلك عن الهند التى هى شريك كامل وفعلى فى الإحتلال وليس مجرد خادم بالأجرة كما هى باكستان وتركيا، أو مشارك بالفعلفى البداية ثم بالصمت بعد ذلك كما هى إيران وروسيا.
أفغانستان أخى الفاضل هى أكبر كنوز الأرض من الثروات المادية ، وفى القيمة الإستراتيجية، والأهم بالنسبة لنا كمسلمين هو أن بها أنبل شعوب الإسلام وأشجعها وأكثرها تمسكا بذلك الدين. وذلك مايعرفه الأعداء جيدا ويغفل عنه المسلمون غالبا. لذا من أهم الأهداف لدى أمريكا والغرب هو إبادة أكبر قدر ممكن من أبناء ذلك الشعب ثم القضاء على دين وثقافة من يتبقى منهم على قيد الحياة.
وإذا نجحوا فى ذلك لكان أسهل عليهم القضاء على ما تبقى على الأرض من إسلام حقيقى ومسلمين حقيقيين. وسوف يجد المسلمون حائط مبكى جديد إلى جانب الأندلس والهند وفلسطين، حائط مبكى إسمه أفغانستان.
ولكن ذلك لن يحدث.. أقولها لك بكل ثقة فى الله ثم فى شعب أفغانستان.
ــ أرجع إلى الضيوف العرب / وغير العرب/ الذين سببوا إلتباسا فى أفغانستان ، يظهر أثره على أسئلتك.
فأقول لك كلاما لا يتحمل مسؤوليته غيرى ولا يلزم أحدا غيرى:
ــ توافدت على أفغانستان بعض المجموعات /عربا وغير عرب/ تدعو صراحة إلى حرب طائفية ضد الشيعة فى أفغانستان وتحرض عليهم بل وتعرض لأجل الفتك بهم مددا ماليا وبشريا . وللحقيقة أيضا فإن الإمارة هى من أحبط ذلك التيار الجامح وصرفه بالهدؤ والتجاهل معا .
ولكن البعض فى خضم الأحداث/ وبهدف التوريط/ إرتكب جرائم قتل يعاقب عليها أى قانون بما فيه القانون الإسلامى تحت ستار أنها أعمال عقائدية دالة على سلامة المعتقد ضد الشيعة فى باميان تحديدا.
وحسب معلوماتي الشخصية فإن الذين كانوا يعملون على  قتل الشيعة هم من جماعة (سباه صحابه) الباكستانية والتي تقوم بقتل الشيعة في داخل باكستان أيضا، أما العرب فلم يقم أحدهم بقتل الشيعة رغم القول بكفرهم.
ولكن الأحداث العاصفة وغياب الشيعة عن مشهد الإمارة وإصطفاف قياداتهم المؤثرة ومجموعاتهم المسلحة ضد الإمارة لم يمكن أصحاب الدم من المطابة بالقصاص أو الدية أمام محاكم الإمارة. ولو أن ذلك قد حدث فلربما أخذت الأمور منحى آخر .
ـ كررت تلك المجموعات نفس المشهد وبطريقة أكثر وضوحا وعنفا فى دول أخرى مثل باكستان والعراق . ودعمتها تيارت شيعية مناظرة لها على الجانب الآخر ، أى تيارات طائفية وإستئصالية وضيقة الأفق وتعمل لمصلحتها الخاصة المتحالفة مع أطماع الخارج أيا كان ذلك الخارج.
ـ بعد الإحتلال الأمريكى رحلت تلك المجموعات إلى المنطقة القبلية فى شمال غرب باكستان وهى مناطق وزيرستان الشمالية والجنوبية. وهناك فعلت كل ما حرمتها من فعله الإمارة الإسلامية فى أفغانستان. وإستطاعت إقناع بعض الزعماء القبليين برؤاها السياسية والشرعية والجهادية. والنتيجة هو ما تعيشه وزيرستان حاليا من تفتت لحركة المقاومة الجهادية ما بين تيار مبايع للإمارة الإسلامية والملا عمر فى أفغانستان، وتيار آخر لايتبع الإمارة بل يتبع مشورات أخرى من جماعات مهاجرة إلى المنطقة.
النتيجة كانت عزلة الحركة الجهادية المقاومة للعدوان الأمريكى فى وزيرستان عن التيار الشعبى العام فى باكستان ، وهو تيار معروف تقليديا بعدائه لأمريكا وبريطانيا على عكس حكومات باكستان الموالية تقليديا وتاريخيا لبريطانيا ثم الولايات المتحدة فيما بعد.
كان فى ذلك خسارة فادحة لباكستان أولا ثم لأفغانستان ثانيا التى تعتبر حركة المقاومة الجهادية فى باكستان خط دفاعها الأول وخط إمدادها الرئيسى بالسلاح والرجال والأموال. وهكذا أضرت تلك التيارات غير المنضبطة بأفغانستان وإمارتها الإسلامية قبل الإحتلال وبعد الإحتلال.
ــ التفتيت الذى أحدثته تلك التيارات فى أوساط قبائل وزيرستان طال الآن العلاقة بين تلك التيارات ومن إتبعوهم من قيادات قبلية فى بداية الأمر.
فبعد أن طبقت قوانين شرعية فى محاكم خاصة وطبقوا( بأيديهم) أحكام إعدام فى حق من قالوا بأنهم جواسيس محليين، تصدعت العلاقة وضاعت الثقة. فتكفل هؤلاء المهاجرون بحراساتهم الشخصية . فأدى ذلك الإضطراب إلى نجاح العدو إستخباريا إلى أن تمكن من إغتيال قيادات كبيرة / من جنسيات مختلفة / منهم مثلا الشيخ سعيد (مصطفى أبو اليزيد)  الرجل الثالث فى تنظيم القاعد ، رحه الله .
ذلك النشاط غير المنضبط، تمكنت الإمارة من وقاية نفسها ومجاهديها وشعبها المجاهد من شروره. لذلك فإن جهاد أفغانستان ظل متحدا ومتماسكا وراشدا فى جميع سياساته العسكرية والإدارية والإسلامية.

والآن جاء دورى كى أوجه أسئلتى إلى السيد مرتضوى :
ــ إلى متى تبقون كمثقفين شيعة خارج مسيرة القضية الإسلامية فى أفغانستان؟؟
ــ  وإلى متى يبقى الشيعة مرتهنون لسياسات خارجية ؟؟.
ــ ولماذا لا تراجعون مع قياداتكم العليا تلك السياسات العسكرية الخرقاء التى  دفعوكم إليها منذ فتح كابول عام 1992 وحتى الآن؟؟.
تلك السياسات التى قادتكم إلى سلسلة تحالفات متناقضة من معسكر إلى آخر وكنتم أكبر ضحايها . فقد حاربتم مع الجميع وضد الجميع فصرتم مطلوبين بالثأر من الجميع … فأى سياسة هذه وأى فائدة حصلتم عليها؟؟ ولصالح من كان كل ذلك؟؟.
ــ لماذا جلستم إلى جانب المحتلين الأمريكان وضمن حكومتهم العميلة المتهالكة. وتحت أى مسوغ دينى أوسياسى أو عقلى فعلتم ذلك؟؟.
ــ ولماذا خلت صفوف المقاومة للإستعمار الأمريكى / تماما/ من الشيعة؟؟
ـ ماذا يتوقع المثقفون والقادة الشيعة الكبار أن يكون موقفهم فى أفغانستان بعد دحر الإحتلال وذلك أمر مؤكد بحكم الدين الإسلامى والتاريخ القديم والحديث؟؟.
ــ هل جلوسكم كمثقفين وقيادات دينية خارج أفغانستان أو داخلها تمجدون الإحتلال وتحقرون من شأن المقاومة والمقاومين وتحاسبونهم على (القديم والجديد) من التهم والإدعاءات الباطلة حتى تسوغون لأنفسكم موقفكم المتخاذل ، ثم تدعون المظلومية المذهبية، بينما ليس هناك أى مسوغ لذلك لا فى عهد الإمارة الإسلامية فى فترة حكمها الأولى ولا فى فترتها الجهادية الحالية حيث أنها لم تمس شعرة لشيعى على أساس طائفى ولم تستهدف مالا ولا عرضا لأى شيعى .بل حفظت لهم كرامتهم الإنسانية كاملة، وذلك على الرغم من أن موقف الشيعة فى أفغانستان كان مؤيدا للإحتلال على شاكلة ما فعل شيعة العراق .
ولكن ما يحسب لشيعة أفغانستان هو أنهم لم يرفعوا السلاح فى وجه إخوانهم السنة المقاومين، وذلك أمر يحسب لهم ويشكرون عليه ولكنه غير كاف، حيث أن الإسلام الذى يقاتل لأجله المجاهدين السنة هو أيضا إسلام الشيعة رغم إختلافات الفروع.
وأفغانستان التى يفتدى ترابها المجاهدون السنة هى أيضا وطن الشيعة . والشعب الذى يحارب السنة لأجل إسترداد حقوقة وصيانة كرامته ودينه هو شعب يضم السنة والشيعة كما يضم البشتون والطاجيك والهزارة والتركمان وغيرهم.
إن التاريخ يسجل والشعب سوف يحاسب. وبعد رحيل الإحتلال ماذا تتوقعون؟؟ هل يستوى من أنفق وجاهد قبل الفتح بمن تعاون مع المحتل أو جلس فى هدؤ المنافى ورغد العيش فيها موجها سهام النقد لنفس الفئة التى يستهدفها العدو بقنابله؟؟.
ــ  أعرف أن هذا ليس وقت توجيه اللوم ولكنه وقت المناصحة وإيقاظ الغافلين .
ــ وليس هذا وقت التعصب الأحمق للطائفة بل هو وقت الحماس المستبصر لخدمة الإسلام .
فالإسلام هو دين الأفغان، فهم جميعا مسلمون . وأفغانستان وطن لجميع الأفغان هم فيه متساوون .
فإلى متى الإنتظار ياسيد مرتضوى؟؟.
وتقبل تحياتى .

بقلم  :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com

المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد) 20-6-2010
www.mafa.world

ثلاث أسئلة من شيعة أفغانستان إلى مصطفي حامد  أبو وليد المصرى

بسم الله الرحمن الرحیم

من : سید علی مرتضوی
الی : ابو ولید المصری
تاريخ : 1-6-2010
تحیة طیبة و بعد

بعد ما فرغت من قراءة  مجموعة ثرثرة خارج نظام العالم؛ و ألقیت نظرة علی ما دار بینکم و بین الباحثة الاسترالیة من حوار و بعد قرائتی لمجموعة من مقالاتکم  أود أن أوجه الیکم هذا السؤال الذی سألنی کثیرون عن هذا الموضوع:

1- من بین المذاهب الاسلامیة فی افغانستان؛ أی  مذهب تتبناه طالبان
و تروجه؟؟

  -2 ما هو حکم الشیعة عند طالبان؟؟.

( هذا السؤال جاء علی اساس ما جری فی مزار شریف بعد ما سقطت بید طالبان ثانیة و کیفیة معاملة طالبان مع الناس)  .

3- فی زمن سیطرة طالبان علی أفغانستان؛ من کان الذی یقود البلاد الی ما آل بنا الأمر إلیه؟ وهل کان القائد من الأفغان أم من علماء الحرمین الشریفین؟  .
و شکرا….

…….. …….. …….. …….. …….. …….. ……..

الأخ مرتضوى نرجو إستكمال أسئلتكم قبل أن نشرع فى الرد عليها، فقد علمنا أن لديكم المزيد منها فنرجو الإسراع فى إرسالها حتى تكون الإجابة عنها جميعا مرة واحدة. وشكرا لأهتمامكم .
( الإدارة )
تاريخ نشر :  3-6-2010
copyright@mustafahamed.com

المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا